
شبكة النبأ: بات مصادر الطاقة الغازية
محورا رئيسيا لدى العديد من دول العالم خصوصا في القارة الأوروبية،
نظرا لانخفاض اسعاره مقارنة بالنفط، الى جانب عدم حاجته الى عمليات
تكريرية مكلفة.
الا ان ذلك لم يكون متاحا بالسهولة التي توقعها البعض، سيما ان
الصراعات السياسية باتت تأخذ منحى كبير في هذا الشأن مع اتساع دائرة
المنافسة بين الدول المصدرة لهذا الوقود المهم.
حيث يرى محللون ان مشروع اوروبا الرئيسي الهادف الى تعزيز امنها
للطاقة ببناء خط نابوكو الرئيسي لانابيب الغاز الذي يصل الى بحر قزوين
بالالتفاف على روسيا، يشرف على الانهيار مع ظهور دور اكبر لتركيا في
إنشاء خطوط الانابيب. وادت تطورات اخيرة ومن بينها قرارات اتخذتها
انقرة، الى تخفيض اهمية خط نابوكو للغاز، الذي يهدف الى نقل اكثر 30
مليار متر مكعب من الغاز سنويا من الدول المطلة على بحر قزوين الى
اوروبا. ودفعت النزاعات المتكررة بين روسيا واوكرانيا حول ترسيم خط
مرور الانبوب والتي ادت الى انقطاع الامدادات عن اوروبا عدة مرات،
بالاتحاد الاوروبي في العام 2009 الى اطلاق مبادرة ممر الغاز الجنوبي،
التي يعد خط نابوكو اكبر مشاريعها، من اجل خفض اعتمادها على امدادات
الغاز الروسي. ولكن في كانون الاول/ديسمبر اعطت تركيا روسيا الضوء
الاخضر للبدء في مشروع "ساوث ستريم" لكي يخترق مياه البحر الاسود
التركية، حيث من المقرر البدء في بناء الخط القادر على نقل 63 مليار
متر مكعب كل عام، في نهاية هذا العام. وقال نجدت بامير نائب المدير
السابق لشركة "تي بي ايه او" النفطية التركية ان "مشروع نابوكو يعيش في
غيبوبة منذ فترة طويلة قبل ابرام اتفاق ساوث ستريم". واضاف "ولكن لا
احد يجرؤ ان يقول ان نابوكو اصبح ميتا". بحسب فرانس برس.
وكان من المقرر ان يمتد نابوكو نحو 3900 كلم عبر تركيا ويمر بعد ذلك
ببلغاريا ورومانيا والمجر ليصل الى النمسا حيث يتصل بشبكة توسيع كبرى.
ووقعت تركيا كذلك في كانون الاول/ديسمبر اتفاقا مع اذربيجان لبناء خط
انابيب "ترانز- اناضوليا" لينقل 10 مليار متر مكعب من الغاز من
اذربيجان الى الاسواق الاوروبي مما يضعف من مشروع نابوكو الذي يواجه
صعوبة في الحصول على التزامات بامدادات الغاز.
وفي العلن يقول مسؤولون اتراك ان واحدا من بين ستة شركاء في نابوكو
لا يزال يدعم هذا الخط. فقد صرح وزير الطاقة التركي تانر يلديز مؤخرا "نواصل
جهودنا لتنفيذ هذا المشروع". الا ان محللين يعتقدون ان انقرة ليست
متحمسة لهذا المشروع. ويقول اندرو نيف محلل الطاقة البارز في مؤسسة "اي
اتش اس غلوبال انسايت" ان "تركيا ليست ملتزمة تماما بمشروع نابوكو ..
فهي تعتبر نفسها وسيطا للطاقة".
اما روس ويلسون السفير الاميركي السابق في تركيا والمدير الحالي
لمركز دينو باتريشيو يوراسيا في المجلس الاطلسي في الولايات المتحدة،
فقد اشار الى ان الموافقة على مشروع "ساوث ستريم" حسن من موقع انقرة مع
استمرار الخلاف حول المشروع النهائي". وقال ان "ايا من التطورات
الاخيرة بشان ساوث ستريم لا تقوض او تهدد باية طريقة اخرى ممر الغاز
الجنوبي حيث يمكن ان يكون هذا الممر هو خط نابوكو او اي تي جي ايه او
تي ايه بي او اي خط جديد في جنوب شرق اوروبا". وقال ان ذلك "يمكن ان
يزيد من وزن تركيا في المفاوضات النهائية خلال الاشهر المقبلة حول
الانتهاء من خط ممر الغاز الجنوبي، واتفاقيات شراء المبيعات وغير ذلك".
ويعد اثنان من خطوط الانابيب المنافسة الاخرى اكثر تواضعا لنقل
الغاز من تركيا عبر اليونان الى ايطاليا وهما مشروع اي تي جي اي الذي
يربط بين تركيا واليونان وايطاليا، وترانس-ادرياتيك بايبلاين. وقال
ميتي غونكيل المدير السابق لشركة بوتاس التركية الحكومية وهي واحدة من
الشركاء في كونسورسيوم نابوكو "ان خط نابوكو هو مشروع غير مكتمل منذ
البداية". ولكنه تساءل "من هي الجهة التي ستشحن الغاز عبر خط الانابيب؟"
وتعتبر وسط اسيا الساحة الخلفية لموسكو، وتحتفظ شركة غازبروم
الروسية بمعظم الامدادات فيما يعد الحصول على الغاز من منطقة شمال
كردستان العراقية محفوف بالمخاطر نظرا الى الاحتكاكات السياسية مع
الحكومة المركزية في بغداد. كما ان النزاع بين الاتحاد الاوروبي وطهران
حول برنامجها النووي يزيل ايران من قائمة المزودين المحتملين، كما ان
سوريا مستبعدة كذلك بسبب الاضطرابات التي تشهدها.
وقال النور سولطانوف مدير مركز قزوين للطاقة والبيئة في اكاديمية
اذربيجان الدبلوماسية مؤخرا ان خط انابيب جنوب شرق اوروبا (اس اي اي
بي) الذي تروج له شركة بي بي بعملاق الطاقة البريطانية، يقدم الحل
الافضل. وتماما مثل نابوكو فان هذا الخط سيمتد الى النمسا ليخدم
الاسواق الاوروبية الاكثر ربحية، ولكنه اقل كلفة نظرا الى قدراته الاقل
واستخدامه للبنية التحتية الموجودة حاليا. ويمكن أن يقدم الاتحاد
الاوروبي مشروع هذا الخط بدلا عن نابوكو على المدى القصير، ولكن قدراته
الاقل لن تستفز روسيا على الارجح، حسب سلطانوف.
وقال "في عالم خطوط الانابيب غير المثالي، فان مشروع اس اي اي بي
يمثل افضل الخيارات الممكنة بالنسبة لجميع الاطراف". ويشير المحللون
الى انه حتى لو تم بناء خط انابيب رئيسي مثل نابوكو، فان تزايد
احتياجات اوروبا من الغاز يعني ان هذا الخط لن يتمكن من خفض اعتمادها
على روسيا بشكل كبير.
وتتوقع شركة بي بي ان يزداد استخدام الغاز لانتاج الطاقة في الدول
الاوروبية من نسبة 40% الحالية الى 60% في العام 2030 مع توقع تضاعف
واردات اوروبا من الغاز بحلول 2030 نتيجة للك. وبلغت واردات اوروبا من
الغاز 444 مليار متر مكعب من اجمالي 553 مليار متر مكعب التي استخدمتها
دول الاتحاد الاوروبي في العام 2010، طبقا ليوروستات.
من جهته أبلغ مسؤول بشركة جازبروم الروسية لتصدير الغاز رئيس
الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن الشركة رفعت امداداتها الى أوروبا
لمستوياتها الطبيعية بعد خفضها "لايام قليلة" لكنها لا تستطيع تلبية
الطلب المتزايد وسط طقس متجمد. وقالت دول أوروبية ان جازبروم خفضت
الامدادات اليها بسبب موجة من البرد القارس وطالبت بمزيد من الوقود
لاغراض التدفئة. وتقول جازبروم انها لم تنتهك أي التزامات تعاقدية. لكن
أندري كروجلوف مديرها المالي أبلغ بوتين أن الشركة خفضت امدادات الغاز
الى أوروبا بما يصل الى عشرة بالمئة لبضعة أيام قبل أن تعود بها الى
معدلاتها الطبيعية حسبما ذكرت وكالة انترفاكس للانباء. لكنه قال ان
الشركة لا تستطيع زيادة الامدادات بدرجة أكبر. وقالت انترفاكس ان
كروجلوف أبلغ بوتين "انهم يطلبون المزيد لكن جازبروم لا تستيطع في
الوقت الحالي توريد الكميات الاضافية التي يطلبها شركاؤنا في غرب
أوروبا." وتسببت موجة باردة في مقتل أكثر من 100 شخص في أنحاء القارة
مما رفع الطلب على التدفئة وأجبر دولا على السحب من مخزونات الغاز.
بحسب رويترز.
وقالت المفوضية الاوروبية ان الامدادات الروسية الى بعض دول الاتحاد
الاوروبي تراجعت أكثر يوم الجمعة لكنها أضافت أن الوضع لم يبلغ مستويات
تنذر بالخطورة رغم الصقيع الذي يجتاح أنحاء كبيرة من أوروبا.
الى جانب ذلك اكدت السلطات الاوكرانية للمفوضية الاوروبية أن الخلاف
الجديد حول الغاز مع موسكو لن يؤثر على نقل الغاز الذي يشتريه الاتحاد
الاوروبي من روسيا. وقد التقى المفوض المسؤول عن الطاقة غوتنر اوتينغر
مع وزير الطاقة الاوكراني يوري بويكو وقال في بيان انه حصل على التأكيد
ان الخلاف بين كييف وموسكو لن يكون له اي تأثير على ارسال مشتروات
الغاز الروسي الى الاتحاد الاوروبي. ويشتري الاتحاد الاوروبي من روسيا
25% من الغاز، ويعبر 80% من هذا الغاز الاراضي الاوكرانية. ويدور خلاف
جديد بين روسيا واوكرانيا بعد قرار كييف خفض مشترياتها من الغاز الروسي
الى النصف في 2012، فيما تتعثر المفاوضات بين البلدين حول خفض فاتورة
الغاز التي تدفعها كييف. وينص العقد الموقع مع شركة غازبروم الروسية
العملاقة على ان تشتري كييف 52 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنويا.
واستبعد رئيس الوزراء الاوكراني ميكولا ازاروف ايضا الجمعة اندلاع "حرب
غاز" جديدة مع روسيا. وذكرت وكالة انباء انترفاكس انه تساءل "ماذا
نستفيد اذا كنا في حالة حرب مع اشقائنا الروس؟ لا شيء. لا نريد حتى ان
نتحدث في هذا الامر". بحسب فرنس برس.
تطلب موسكو في المقابل ان تبتعد اوكرانيا عن الاتحاد الاوروبي وتنضم
الى الاتحاد الجمركي بين روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا، الا ان
الاوكرانيين يرفضون هذا الطلب. وكانت خلافات حول سعر الغاز الروسي الذي
يدفعه الاوكرانيون اسفرت في السابق عن اندلاع بضع ازمات ادت الى وقف
الشحنات المرسلة الى اوروبا، اذ ان القسم الاكبر من الغاز الروسي
المرسل الى اوروبا يعبر اوكرانيا. ويؤيد الاتحاد الاوروبي فكرة انشاء
تحالف يضم روسيا واوكرانيا والاتحاد الاوروبي لمراقبة منظومة انابيب
الغاز الاوكرانية، لكن شركة غازبروم تعرقل المشروع.
غازبروم تقدم موعد بناء انبوب غاز ستريم
في سياق متصل افادت المجموعة الروسية العملاقة الناشطة في مجال
الغاز "غازبروم" انها تنوي اطلاق العمل في بناء انبوب الغاز "ساوث
ستريم" الذي يهدف الى نقل الغاز الروسي الى الاتحاد الاوروبي عبر البحر
الاسود، في كانون الاول/ديسمبر 2012 وليس 2013 كما كان مقررا سابقا.
واوضحت المجموعة في بيان "وفقا لتوجيهات رئيس الحكومة الروسية فلاديمير
بوتين، تقرر تسريع بدء تنفيذ المشروع". وكان بوتين طلب في 30 كانون
الاول/ديسمبر تقديم بدء الاشغال، وذلك بعد يومين من موافقة تركيا التي
كانت منتظرة منذ وقت طويل، على مرور انبوب الغاز في مياهها الاقليمية
في البحر الاسود واضاف "تمت الموافقة على خطة مفصلة لاجراءات تتيج
اطلاق بناء انبوب الغاز ساوث ستريم ليس في 2013 كما كان متوقعا، وانما
في كانون الاول/ديسمبر 2012". واعلن رئيس مجلس ادارة ومدير عام غازبروم
الكسي ميلر بحسب ما جاء في البيان ان "المشروع يستجيب لطلب وهو متوقع،
سنبدا بتنفيذه".
وانبوب الغاز ساوث ستريم البالغ طوله 3600 كلم، سيغذي اوروبا
الغربية وخصوصا اليونان وايطاليا عبر البحر الاسود والبلقان. وسيتيح
لروسيا الالتفاف على اوكرانيا، ابرز دولة ترانزيت والتي ادت النزاعات
بينها وبين روسيا بشان التعرفات، الى توقف شحنات الغاز الى دول الاتحاد
الاوروبي عدة مرات. وفي حين بدات روسيا في تشرين الثاني/نوفمبر استثمار
انبوب غاز اخر، هو "نورد ستريم" الذي يمر في اعماق بحر البطليق، فان
قرار غازبروم يزيد من الضغط على كييف التي تحاول عبثا منذ اشهر وحتى
الان اعادة التفاوض على خفض سعر الغاز الذي تسعره لها موسكو. بحسب فرنس
برس.
وتملك المجموعة النفطية الايطالية العملاقة ايني حصة 20% في
الكونسورسيوم المكلف القسم الذي يمر في اعماق البحر الاسود من مشروع
ساوث ستريم. وتملك كل من الشركة الفرنسية "كهرباء فرنسا" والالمانية
فينترشال، فرع العملاقة في مجال الكيمياء "بي ايه اس اف"، نسبة 15%
وغازبروم الخمسين بالمئة المتبقية. اما بناء القسم البري من مشروع ساوث
ستريم فستنفذه شركات مختلطة انشأتها غازبروم مع الشركات العامة في قطاع
الطاقة في النمسا وبلغاريا وكرواتيا واليونان والمجر وصربيا وسلوفينيا.
وهناك مشروع اخر، هو مشروع نابوكو، سيسلم الغاز القوقازي الى اوروبا
الغربية مرورا بتركيا والبلقان، وبالتالي فهو يتجنب روسيا.
الشحنات القطرية قد تضر
قال محللون ان امدادات الطاقة الاوروبية قد تتعرض لمزيد من المخاطر
هذا العام حيث من المرجح أن يتجه الغاز المنقول بحرا - والذي يعول عليه
للحد من الاعتماد على خطوط الانابيب من موردين مثل روسيا أو ليبيا -
الى الاسواق الاسيوية سريعة النمو. كانت منطقة شمال غرب أوروبا ولاسيما
بريطانيا قد اعتمدت على قطر في امداداتها من الغاز الطبيعي المسال
العام الماضي. لكن صادرات الغاز المسال القطرية الى أوروبا تراجعت 22
بالمئة في 2011 بسبب ارتفاع الطلب في اسيا بعد اغلاق اليابان مفاعلات
نووية في أعقاب كارثة أمواج المد البحري العاتية في مارس اذار ومع
انخفاض الطلب في الاقتصادات المتأزمة بحنوب القارة حسبما ذكر محللون في
تقرير. وقالت وتربورن "اجمالا جاء 87 بالمئة من الغاز المسال المستورد
الى شمال غرب أوروبا في 2011 من مجمعي التسييل القطريين مما يعرض
المنطقة لمخاطر تحويل اتجاه شحنات الى أسواق أعلى قيمة في 2012."
ويتهدد خطر انخفاض الامدادات القطرية الى أوروبا بريطانيا بشكل خاص حيث
اشترت بحسب وتربورن كل شحناتها عدا واحدة من أكبر بلد مصدر للغاز
المسال في العالم على مدى الاشهر الخمسة الاخيرة من 2011. وقال محلل
لدى مرفق أوروبي ان الموانئ الاسيوية واكبت بريطانيا أيضا في اتاحة
منشات ضخمة تستطيع استيعاب الناقلات القطرية العملاقة من فئة كيو-ماكس.
وقال "هذا أحد الاسباب التي كانت تجبر قطر على البيع الى بريطانيا."
بحسب رويترز.
ومن ناحية أخرى فان الغاز المسال القطري يمر بمضيق هرمز الذي يتصدر
بالفعل بواعث القلق الغربية ازاء معروض النفط في ظل تصاعد التوترات
بشأن برنامج ايران النووي. وأجبرت كارثة الزلزال وموجات المد البحري
اليابان على استيراد مزيد من الغاز لتعويض نقص امدادات الكهرباء اثر
اغلاق مفاعلات نووية. وتظهر أرقام وتربورن أن اليابان استوردت 3.17
مليون طن اضافية من الغاز المسال من قطر بين مارس ونوفمبر تشرين الثاني
2011 مقارنة مع الفترة ذاتها في 2010. وقالت وتربورن "معظم الغاز
المسال من تلك الصادر كان من المؤكد أن يصل أوروبا ما لم تشتد حاجة
اليابان على هذا النحو."
اللجوء للتحكيم
من جانبه قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز ان تركيا تتوقع أن تلجأ
الى التحكيم بشأن السعر الذي تدفعه مقابل واردات الغاز من جارتها ايران
بعد أن رفضت طهران شكوى أنقرة بأن الأسعار مرتفعة جدا. وتحوز ايران
ثاني أكبر احتياطيات من الغاز الطبيعي في العالم وهي ثاني أكبر مورد
للغاز الى تركيا بعد روسيا حيث تصدر الى أنقرة عشرة مليارات متر مكعب
من الغاز سنويا. وقال يلدز في مؤتمر صحفي "لدينا تعاون وثيق مع ايران
في مجال الغاز الطبيعي وأبلغناهم عدم ارتياحنا بشأن أسعار الغاز. نقول
ان هذه الأسعار مرتفعة. لا يشاركوننا النظرة نفسها. "لم نستطع التلاقي
عند النقطة نفسها. يبدو أن التحكيم .. التحكيم الدولي في الخارج ..
أصبح حتميا." وأضاف الوزير أن هناك محادثات مستمرة بين لجان فنية من
الدولتين. وتابع "لكننا لم نتوصل حتى الآن الى نتيجة من المحادثات التي
نعقدها." بحسب رويترز.
ومن جهة أخرى قال مسؤول تركي في قطاع الطاقة في وقت سابق ان تركيا
تسعى للحصول على اعفاء من الولايات المتحدة لاستثناء شركتها المستوردة
للنفط توبراش من العقوبات الامريكية الجديدة على المؤسسات التي تتعامل
مع البنك المركزي الايراني. وتستورد تركيا نحو 30 بالمئة من حاجاتها
النفطية من ايران وتوبراش هي شركة المصافي الوحيدة في البلاد والمشتري
الرئيسي للنفط.
احراز تقدم
من جهة اخرى اعلنت الهند وباكستان احراز تقدم في مباحثاتهما بشان مد
انبوب غاز يسمح لهما باستيراد الغاز من تركمانستان وذلك اثر لقاء وزاري
حول التعاون في مجال الطاقة بين الدولتين الجارتين اللتين لا تخلو
العلاقات بينهما من صعوبات. ووقعت تركمانستان وافغانستان وباكستان
والهند في كانون الاول/ديسمبر 2010 اتفاقا لبناء انبوب غاز يطلق عليه
اسم "تابي" ويربط في ما بين هذه الدول الاربع. وسينقل الانبوب الغاز من
حقل دولت اباد في جنوب شرق تركمانستان الى باكستان والهند وستستفيد منه
افغانستان برسوم عبور. واعلن وزير النفط الهندي اس. جايبال ريدي في
ختام لقائه في نيودلهي مع نظيره الباكستاني اسيم حسين "حصل تقدم ملموس
في مباحثاتنا".
وانبوب الغاز هذا الذي يبلغ طوله حوالى الفي كلم، يرمي الى نقل 30
مليار متر مكعب من الغاز سنويا. وفي 2008 عندما وقعت الدول الاربع على
اتفاق-اطار بشان انبوب "تابي"، قدر البنك الاسيوي للتنمية كلفة هذا
المشروع ب7,6 مليارات دولار. من جهته علق حسين على ذلك بالقول ان "مسالة
رسوم العبور يجري بحثها مع افغانستان. وان استراتيجية مشتركة قيد
الاعداد بين الهند وباكستان". واضاف ريدي "ايا كان الاتفاق الذي سنتوصل
اليه، فانه سيطبق في البلدين". واوضح الوزير الهندي ان باكستان ستدرس
اقتراحا يرمي الى استيراد منتجات نفطية هندية، مشيرا الى ما يمكن
توفيره على باكستان من كلفات نقل لان عددا كبيرا من المصافي تقع قرب
الحدود الباكستانية. بحسب فرنس برس.
واستانفت الدولتان اللتان تواجهتا في ثلاث حروب منذ استقلالهما في
1947، اخيرا حوارهما السلمي الذي توقف مع ذلك في اعقاب اعتداءات بومباي
في تشرين الثاني/نوفمبر 2008 والتي نسبت الى مجموعة مقرها في باكستان.
ويعتبر تعميق علاقاتهما الاقتصادية بمثابة مفتاح رئيسي لمحادثات السلام.
زيادة اسعار الكهرباء
الى جانب ذلك قررت الحكومة الاردنية زيادة اسعار الكهرباء بنسب
متفاوتة بعد خسائر تكبدتها على اثر انقطاع امدادات الغاز المصري
للمملكة بلغت حوالى 1,5 مليار دولار حتى نهاية 2011. وقالت هيئة تنظيم
قطاع الكهرباء في بيان نشر الاثنين ان "المشتركين الاعتياديين ممن يصل
استهلاكهم الشهري الى 600 كيلو واط ساعة فما دون لن تشملهم اي زيادة
وهذا يعني 92% من المواطنين". واعلنت زيادة التعرفة لمن يزيد استهلاكه
الشهري عن 600 كيلو واط ساعة، بنسب تراوحت ما بين 9% إلى 17%. واكدت
الهيئة ان "خسائر القطاع حتى نهاية عام 2011 بلغت 1036 مليون دينار (حوالى
1,5 مليار دولار)" فيما توقعت "بلوغ الخسائر عام 2012 في حال استمرار
انقطاع الغاز المصري بشكل تام 1,7 مليون دينار (نحو 2,4 مليون دولار".
كما توقعت خسائر لعام 2012 "في حال تم تزويد المملكة بالغاز الطبيعي
المصري بشكل متقطع وبنفس معدل تزويد العام الماضي تصل الى 1039 مليون
دينار (حوالى 1,5 مليار دولار)". بحسب فرنس برس.
وتشهد امدادات الغاز المصري للاردن انقطاعات متكررة بعد تعرض خط
الانابيب الذي يزود المملكة واسرائيل بالغاز المصري لعشرة تفجيرات
العام الفائت رغم اعلان السلطات اكثر من مرة اجراءات امنية جديدة. وكان
الاردن يستورد 80 بالمئة من حاجاته من الغاز المصري لانتاج الكهرباء اي
6,8 ملايين متر مكعب من الغاز المستورد يوميا. ولجأت المملكة اثر
الانقطاعات المتكررة الى استخدام الوقود الثقيل والديزل كبديل لتوليد
الكهرباء ما حمل خزينتها كلفة اضافية تقدر باربعة ملايين دولار يوميا.
وكان الاردن ومصر وقعا في 22 من كانون الاول/ديسمبر الماضي في القاهرة
اتفاقية لتعديل اسعار تصدير الغاز المصري للمملكة. وتقدر كميات الغاز
التي يفترض ان يتسلمها الاردن بموجب الاتفاق الذي وقعه الجانبان العام
2001 حوالى 250 مليون قدم مكعبة. وتستورد اسرائيل 43 بالمئة من حاجاتها
للغاز الطبيعي من مصر وتنتج 40 بالمئة من الطاقة الكهربائية من الغاز
المصري المستورد.
في السياق ذاته قام مسلحون مجهولون بتفجير خط تصدير الغاز الطبيعي
لاسرائيل والاردن للمرة الثانية عشرة في عام واحد، بحسب مصادر امنية.
واكدت المصادر ان ملثمين مسلحين قاموا بتفجير الخط في منطقة المساعيد
قرب مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء باستخدام عبوات ناسفة التي
وضعت اسفل الخط. وقال شهود انهم سمعوا انفجارا قويا تلاه حريق كبير.
واضافوا ان عناصر الاطفاء هرعوا الى المكان في محاولة لاخماد الحريق من
دون تسجيل وقوع اصابات. واوضحت المصادر ان تفجير الخط جاء بعد يوم على
وفاة احد قيادي اسلامي من المنطقة، في السجن في القاهرة. واكد مسؤولون
في وزارة الدفاع ان وفاته نجمت عن اسباب طبيعية. وذكر احد المصادر ان
اجهزة الاطفاء ارسلت الى امكان لمحاولة اخماد الحريق، مشيرا الى انه لا
يملك معلومات حاليا عن الاضرار. وهي المرة الثانية عشرة منذ الثورة
التي ادت الى تنحي الرئيس حسني مبارك عن السلطة، التى يتم فيها تفجير
خط الانبوب الذي ينقل الغاز الى الاردن واسرائيل رغم اعلان السلطات
المصرية مرارا اتخاذها تدابير امنية جديدة. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها
عن اعمال التفجير.
ويلقى اتفاق بيع الغاز الطبيعي الى اسرائيل الذي ابرم في عهد حسني
مبارك، معارضة شديدة لدى الرأي العام والطبقة السياسية في مصر بسبب
حصول الدولة العبرية على الغاز المصري بسعر اقل من سعر السوق. وتستورد
اسرائيل 43 بالمئة من حاجاتها للغاز الطبيعي من مصر وتنتج 40 بالمئة من
الطاقة الكهربائية من الغاز المصري المستورد. كذلك يستورد الاردن 80
بالمئة من حاجاته من الغاز المصري لانتاج الكهرباء اي 6,8 ملايين متر
مكعب من الغاز المستورد يوميا. وتعد صحراء سيناء منطقة حساسة لا سيما
في المجال الامني بسبب التوترات مع بعض القبائل البدوية فيها. وتمر
عبرها العديد من عمليات التهريب مع قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
الغاز وانبعاثات الكربون
من جهة اخرى عدت وزارة الطاقة الأمريكية العديد من العوامل التي
لعبت دوراً في تراجع معدل انبعاثات الكربون بالولايات المتحدة خلال
الفترة من 2007 إلى 2009. وقالت الوزارة في تقريرها السنوي لعام 2012
حول مستقبل الطاقة، إن فترة الركود الاقتصادي والتعافي الضعيف للاقتصاد
بجانب تزايد استخدام الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة، جميعها عوامل ستساعد
في الحفاظ على هذه المعدلات عند مستوياتها المنخفضة خلال الـ15 عاماً
المقبلة. وتوقعت "إدارة معلومات الطاقة" بأن تظل محطات الطاقة المشغلة
بالفحم الحجري، أكبر مصدر لتوليد الطاقة في الولايات المتحدة، وبنسبة
تشارف 40 في المائة، طوال تلك الفترة. ورجحت بقاء مستويات الانبعاثات
الغازية، التي تلقى على عاتقها مسؤولية ارتفاع درجات الحرارة بالأرض،
عند أقل من معدلات 2005 حتى حلول عام 2027. وقال هوارد غرونسبيكت، من
"إدارة معلومات الطاقة" في بيان: "هذه التوقعات تعكس زيادة كفاءة
استخدام الطاقة في كافة القطاعات الاقتصادية، والتقييمات المحدثة
لتكنولوجيا الطاقة وموارد الطاقة المحلية." وعموماً، توقع التقرير
تراجعاً في حصة استخدام الوقود الأحفوري كمصدر للطاقة من 83 في المائة
إلى 77 في المائة بحلول 2035.
كما وجد انخفاضا في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بواقع 3 في المائة
عام 2008، وتزايد المعدل إلى قرابة 7 في المائة عام 2009، مع انحدار
نمو الاقتصاد الأمريكي، وسط توقعات بأن تعاود معدلات الانبعاث الارتفاع
بنحو 3 في المائة لتظل بذلك عند مستويات تقل عن معدلات عام 2005، لمدة
الـ15 عاماً المقبلة." بحسب CNN.
وتوقع التقرير تراجع الطلب في الولايات المتحدة على النفط المستورد
خلال الفترة من العام الحالي وعام 2003 باعتبار عدد من العوامل منها
زيادة الإنتاج المحلي وارتفاع أسعار النفط الخام. وخلص التقرير إلى أن
تحسين كفاءة استخدامات الطاقة سيساهم في خفض الطلب على الكهرباء، كما
أن زيادة إنتاج الغاز الطبيعي سيجعل منه، بجانب الفحم، كمصدر طاقة
لمنشآت توليد الطاقة. كما توقع التقرير أن تصبح الولايات المتحدة من
الدول المصدرة للغاز الطبيعي بحلول 2012. |