فيتامين (D)... سر الحياة السعيدة!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: عرفت الفيتامينات بفوائدها الجمه للإنسان وذلك من خلال تعزيز دفاعات الجسم ومقاومته ضد الامراض والفايروسات الضارة من جهة، ولمنحه المزيد من المقومات الصحية والفوائد الضرورية التي يحتاجها الانسان واجهزته المختلفة اثناء اداء فعاليتها الاعتيادية من جهة اخرى، ولا غنى للجسم عن نوع دون اخر –على الرغم من كثرتها وتنوعها- لكن الحاجة لها تبرز من خلال مدى معرفة العلماء والمختصين لأسرارها وكنوزها التي اودعها الله (عز وجل) فيها من خلال الابحاث والدارسات والتجارب العلمية التي يقومون بها.

الى ذلك فقد تناولت بعض الدراسات العلمية الحديثة احد هذه الفيتامينات المهمة "فيتامين د" والتي تؤثر تأثيراً مباشراً على حياة الانسان وسلامة من الامراض الخطيرة لما له من دور حيوي في مكافحة هذه الامراض والاوبئة.

مكافحة السل

اذ من شأن الفيتامين "دي" أن يلعب دورا أساسيا في استجابة الجهاز المناعي استجابة فعالة ضد أمراض من قبيل السل، بحسب النتائج التي توصل إليها فريق من الباحثين، وقد يؤدي هذا الاكتشاف إلى استحداث علاجات ضد هذا المرض الذي يودي بحياة 1،8 ملايين شخص كل سنة في العالم، ويعتبر عموما أصحاب البشرة الداكنة أكثر عرضة لمرض السل وتشهد بعض المناطق في إفريقيا أعلى نسب من المرضى في العالم، وبحسب فريق الباحثين الدولي الذي توصل إلى هذا الاكتشاف، قد تكون هذه الحساسية المتزايدة على البكتيريا العصوية عائدة بجزء منها إلى تكاثر الميلانين عند أصحاب البشرة الداكنة وهي مادة صبغية تحمي من الإشعاع فوق البنفسجي، ومن خلال تخفيض امتصاص هذه الأشعة الشمسية، تخفض الميلانين ايضا انتاج الفيتامين "دي"، على ما فسر القيمون على هذه الدراسة التي نشرت في النسخة الإلكترونية من المجلة الاميركية المتخصصة "ساينس ترانزناشونال مديسين"، وتنتج غالبية نسبة الفيتامين دي الطبيعية من التفاعل بين الإشعاع فوق البنفسجي واحدى مشتقات الكولستيرول الموجود عادة في الجسم. بحس فرانس برس.

وقد درس الباحثون العمليات التي تسمح للجهاز المناعي بالقضاء على العوامل المسببة للمرض وإبطال تأثيرها من قبيل البكتيريا العصوية التي تسبب مرض السل، فاكتشفوا أن الخلايا "تي" المسؤولة عن استجابة الجهاز المناعي تنتج بروتينا معروفا باسم انترفيرون يسمح لخلايا "تي" بالتواصل وشن هجوم ضد البكتيريا المسببة للسل، إلا أنه بغية ضمان فعالية مفعول الانترفيرون ينبغي أن تكون نسبة الفيتامين "دي" كافية، على ما أوضح الباحثون جراء النتائج التي توصلوا إليه، وقد قال الدكتور روبرت مودلين وهو أستاذ محاضر في طب الجلد وعلم الأحياء المجهرية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والقيم على هذه الدراسة التي مولت من معاهد الصحة الوطنية الأميركية ومؤسسة أبحاث ألمانية هي "دويتشي فورسشونغزغيماينشفت" إن "اكتشافنا يدفعنا إلى الظن أن زيادة نسبة الفيتامين دي بواسطة مكملات غذائية تحسن استجابة الجهاز المناعي".

داء السكري

الى ذلك ثمة دراسة حديثة تشير إلى أن الأطفال البدينين الذين تنقص لديهم نسبة الفيتامين (د)، قد يكونون عرضة للإصابة بالداء السكري من النوع الثاني، ومع تلك الأعراض يعاني هؤلاء الأطفال أيضا مما يعرف بمقاومة الأنسولين، والتي تعني أنهم لم يعودوا قادرين على الاستفادة من الأنسولين لتحويل السكر الوارد مع الطعام إلى وقود يدخل خلايا جسمهم، فداء السكري من النوع الثاني يحدث عندما يعجز الجسم إما عن إفراز أنسولين كاف أو عندما تصبح الخلايا مقاومة لهذا الأنسولين، وتطرح هذه الدراسة، التي نشرت مؤخرا في مجلة The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism، زاوية جديدة عن سابقاتها تتعلق بنسبة الفيتامين (د) وعلاقته بزيادة خطورة تعرض الأطفال للإصابة بالداء السكري، الدكتور ميكا أولسون، من المركز الطبي بدالاس، التابع لجامعة تكساس، والمسؤول عن هذه الدراسة، قال، "النتائج التي مازالت بحاجة إلى إثبات تشير إلى أن انخفاض مستوى الفيتامين (د) يساهم في حدوث داء السكري من النوع الثاني، ومازلنا في طور تحري ما إذا كان إعطاء أدوية رافعة للفيتامين (د) قد يكون له دور في خفض نسبة إصابة الأشخاص المعرضين بداء السكري 2"، أما الباحثة سوزان هاريس فقالت، "هناك دليل علمي على أن الفيتامين (د) قد يساعد في زيادة إنتاج الأنسولين ليساهم في إعاقة عملية مقاومته في الجسم، لكن ما لم يتضح بعد هو إن كان تناول الأدوية المحتوية على الفيتامين (د) قد يساعد على تقليل نسبة الإصابة بداء السكري، ومن المؤكد أن قسما كبيرا من الناس لا يحصل على كفايته من هذا الفيتامين من الشمس والطعام"، وقد شملت الدراسة 400 طفل ومراهق بدين، تراوحت أعمارهم مابين 6-16 سنة و70 طفل ومراهق من ذوي الأوزان الطبيعية، وقام الباحثون بقياس نسبة الفيتامين (د)، ومعايرة نسبة السكر في الدم، ومستوى الأنسولين، ومؤشر حجم كتلة الجسم، والضغط الشرياني، كما تم تحري نوع الحمية التي يتبعها كل منهم، وكان عدد البدينين منخفضي الفيتامين (د) أكبر بثلاث مرات من عدد نظرائهم الطبيعيين، ولوحظ تشارك البدانة ونقص ذاك الفيتامين مع وجود مقاومة للأنسولين، كذلك تبين أن البدينين لم يهتموا بتناول وجبة الافطار ويكثرون من شرب الصودا والعصائر، مما رجح أن هذا النمط من الحياة قد يكون له دور في خفض نسبة الفيتامين (د) لديهم، ويعرف الفيتامين (د) بفيتامين الشمس الساطعة، إذ أنه يتركب في الجسم عبر التعرض لأشعة الشمس، إضافة إلى مصادره الغذائية عبر زيت السمك، البيض، الحليب، وحبوب الإفطار. بحسب سي ان ان.

منشطات ترتبط بانخفاض فيتامين (د)

فيما وجدت دراسة أميركية جديدة أن الأشخاص الذين يتناولون المنشطات عبر الفم، يتضاعف لديهم خطر الإصابة بنقص حاد في فيتامين «د»، الذي يساعد على تزويد العظم بالمعادن وتطوير الهيكل العظمي وتكوين الأسنان، وذكر موقع «هلث داي نيوز» الأميركي، أن الباحثين في جامعة «يشيفا» في نيويورك، وجدوا أن الأدوية المنشطة (الستيرويد) التي تأخذ عن طريق الفم قد تزيد معدلات أنزيم يعمل على إيقاف نشاط فيتامين «د» ما يتسبب في لين في العظام، وكساح عند الأطفال، وضعف في العضلات، وأوصى الباحثون بأن يقوم الأطباء بمراقبة معدلات فيتامين «د» لدى المرضى الذين يجري علاجهم بهذه المنشطات، وقالت الباحثة المسؤولة عن الدراسة آيمي سكفرسكي، عندما يصف الأطباء الستيرويد ويرسلون المرضى للمختبرات، عليهم أن يطلبوا منهم أيضاً قياس معدلات فيتامين «د»، ولاحظ العلماء الذين راجعوا بيانات أكثر من 31 ألف شخص، أن 11٪ ممن كانوا يتناولون هذه الأدوية ظهر لديهم نقص حاد في فيتامين «د» ، في حين أن 5٪ ممن لم يتناولونه ظهرت لديهم الحالة، وتبيّن أن هذا الخطر موجود بشكل أكبر لدى من لم يتخط عمرهم 18 عاماً. بحسب يونايتد برس.

حماية الأطفال من الربو

من جهة اخرى وجد باحثون بريطانيون أن الأطفال الذين يعانون الربو المقاوم للعلاج يعانون أعراضاً حادة بسبب نقص في معدلات فيتامين «د» بأجسامهم، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة في جامعتي «امبريال كولدج» و«كينغز كولدج لندن»، اتول غوبتا، إن المعدلات المنخفضة من فيتامين «د» قد تتسبب بتغييرات بنيوية في العضلات الخاصة بمجرى الهواء عند الأطفال المصابين بالربو الحاد، وأضاف غوبتا أنه في حين يمكن معالجة أغلب الأطفال المصابين بهذا المرض، عن طريق جُرعات قليلة من الكورتيزون، فإن بين 5 و10٪ لا يستجيبون للعلاج التقليدي، وقال إن هذه الدراسة تظهر أن المعدلات المنخفضة من فيتامين «د» مرتبطة بسوء في عمل الرئة، وزيادة في استخدام الأدوية، وبسوء العوارض، وزيادة في حجم عضلات مجرى الهواء عند الأطفال الذين يعانون الربو المقاوم للعلاج. بحس يونايتد برس.

وفي السياق ذاته أظهرت دراسة أميركية أن مستويات فيتامين «د» لدى حديثي الولادة تنبئ بمدى احتمال إصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي في الأعوام الأولى من حياتهم، وحدوث حشرجة في التنفس خلال مرحلة الطفولة المبكرة، لكنها لا تعكس مدى خطورة الإصابة بداء الربو، وتؤيد نتائج الدراسة الجديدة، المقرر نشرها في عدد يناير 2011 من المجلة الرسمية للأكاديمية العلمية لطب الأطفال «بيدياتريكس»، النظرية القائلة بأن النقص الشديد في فيتامين «د» يسهم في زيادة خطورة الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، حسب ما ذكر موقع «ساينس ديلي» الإلكتروني المتخصص في المجال العلمي، ويقول الدكتور كارلوس كامارجو، من المستشفى العام في ولاية ماساشوستس الأميركية «تشير بياناتنا إلى أن الصلة بين فيتامين (د) وحشرجة التنفس، التي يمكن أن تكون أحد أعراض أمراض تنفسية كثيرة وليس الربو وحده، ترجع بصورة كبيرة إلى الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي»، وأضاف أن «أمراض الجهاز التنفسي الحادة تمثل مشكلة صحية كبيرة لدى الأطفال، فعلى سبيل المثال، يشكل التهاب الشعب الهوائية، وهو مرض فيروسي يؤثر في الشعب الهوائية في الرئتين، سبباً رئيساً لخضوع المواليد للعلاج في المستشفيات بالولايات المتحدة».

ورغم أن الفكرة السائدة عن فيتامين «د» هي دوره في نمو العظام والحفاظ على قوتها، فإن نتائج جرى الكشف عنها أخيراً تعكس أهميته أيضاً لجهاز المناعة. يتولد فيتامين «د» في الجسم عند التعرض لأشعة الشمس، وقد يصعب إنتاج مستويات كافية منه في فصل الشتاء، لاسيما في المناطق التي تتسم بتغير موسمي كبير في ضوء الشمس، وأشارت دراسات سابقة أجراها فريق كامارجو إلى أن نسبة حدوث حشرجة التنفس عند أطفال النساء اللائي تناولن مكملات لفيتامين «د» أثناء الحمل تقل عن غيرهم في مرحلة الطفولة، وتهدف الدراسة الحالية إلى فحص العلاقة بين المستويات الفعلية لفيتامين «د» في الدم عند حديثي الولادة وخطر الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي وحشرجة التنفس والربو، غير أن كامارجو، الأستاذ الزميل بكلية الطب في جامعة هارفارد، يشير إلى أن نتائج الدراسة لا تعني أن مستويات فيتامين «د» غير مهمة للأشخاص المصابين بداء الربو، مضيفاً أن «ثمة اختلافاً محتملاً هنا بين أسباب الإصابة بالربو وأسباب تدهور المرض، فنظراً لأن عدوى الجهاز التنفسي هي السبب الأكثر شيوعاً لاشتداد مرض الربو، فإن مكملات فيتامين (د) قد تساعد على الحيلولة دون هذا التدهور، خصوصاً أثناء فصلي الربيع والشتاء اللذين تنخفض فيهما مستويات الفيتامين، ويتدهور فيهما المرضى بصورة أكبر، فهناك حاجة إلى اختبار هذه الفكرة في تجربة سريرية عشوائية، نأمل إجراءها العام المقبل».

الوقاية من نزلات البرد

من جانبها أشارت نتائج دراسة جرت في فنلندا إلى أنه اذا لم يكن بالإمكان التعرض لفترة قصيرة لأشعة الشمس، فإن البديل هو تناول مكملات غذائية تحتوي على فيتامين «د» بصفة يومية لتفادي الاصابة بنزلات البرد خلال فصل الشتاء، وتتركز ابحاث العلماء على مدى جدوى فيتامين «د» في الوقاية من نزلات البرد والانفلونزا والأنواع الأخرى من عدوى الجهاز التنفسي اذ تتزايد الشكوى من هذه الاصابات خلال أشهر الشتاء عندما لا يحصل الناس على قدر كافٍ من التعرض لأشعة الشمس، ويقوم الجسم عادة بتخليق فيتامين «د» عند تعرض الجسم لأشعة الشمس، وقال الباحث ايكا لاكسي من جامعة تامبيري بفنلندا، إن بعض الدراسات السابقة وجدت ان أولئك الذين لديهم معدلات بسيطة نسبياً من فيتامين «د» في الدم يصابون بمعدلات أكبر بأمراض عدوى الجهاز التنفسي بالنسبة الى اولئك ممن لديهم معدلات أكبر من هذا الفيتامين. وقال لاكسي، إن الأبحاث المعملية الحديثة اوضحت ان فيتامين «د» يمكن ان يلعب دوراً مهماً في تقوية جهاز المناعة ضد الكائنات المسببة لعدوى الجهاز التنفسي، وتضمنت الدراسات التي اجراها فريق لاكسي البحثي اعطاء مجموعة اولى من بين 164 مجنداً جرعات عشوائية من فيتامين «د» عبارة عن 400 وحدة دولية وإعطاء مجموعة مقارنة ثانية اخرى اقراصاً مموهة لا تحتوي على اي مادة فعالة وذلك بصفة يومية لمدة ستة اشهر من اكتوبر الماضي وحتى مارس الماضي وهي الفترة التي يتضاءل خلالها مخزون الجسم من فيتامين «د» فيما ترتفع معدلات الاصابة بنزلات البرد، وبعد ستة اشهر وجد الباحثون انه لا توجد فروق حادة واضحة بين المجموعتين في متوسط عدد ايام الغياب عن الخدمة بسبب العدوى التنفسية وتتضمن النزلات الشعبية والتهاب الجيوب الأنفية والالتهاب الرئوي وعدوى منطقة الأذن والتهاب الحلق. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الطب يقف حائراً!

على صعيد اخر تعيد دراسات عدة طرح موضوع مخاطر العناصر المؤكسدة ومميزات الفيتامينات في إبطال مفعولها والمحافظة على صحة سليمة، ويكشف عدد من هذه الدراسات خطر الاستهلاك المفرط لبعض من هذه المغذيات الدقيقة التي تتمتع بشعبية واسعة، ويشرح الدكتور تورن فينكل مدير مركز الطب الجزيئي في المعاهد الأميركية الوطنية للصحة أن "الجميع يشعر بالضياع هن، بحسب المنطق، الفيتامينات ومضادات التأكسد من شأنها أن تعمل لمواجهة الأمراض، لكن جميع المعطيات السريرية لا تبين أي فرق"، ويضيف "هذا يعني أنه لا بد من مراجعة فرضياتنا المتعلقة بآليات هذه الأمراض ودور العناصر المؤكسدة"، ويوضح الباحث "لطالما انطلقنا من فكرة أن العناصر المؤكسدة مسيئة إلى الجسم، لكننا وخلال السنوات العشر الأخيرة بدأنا ندرك بأن ذلك ليس حقيقة بالضرورة"، وقد بينت الأبحاث أن الخلايا تستخدم العناصر المؤكسدة لتشير إلى التهاب ما، كما أن هذه العناصر لا تخلف دائما أضرارا في الجسم بل تلعب دورا مفيدا.

ويرى الدكتور فينكل "ضرورة العودة إلى المختبر لإجراء أبحاث على خلايا أو حيوانات بهدف فهم دور العناصر المؤكسدة والفيتامينات بطريقة أفضل"، ويقر أنه "طوال سنوات استخدمنا الفيتامينات من دون أن نعرف تأثيراتها"، بالنسبة إليه "لدينا معطيات كثيرة تبرهن بأن النقص في بعض الفيتامينات سيء، لكن هذا لا يعني أن تناول كميات كبيرة منها أمر جيد"، وفي 11 تشرين الأول/أكتوبر نشرت دراسة في الولايات المتحدة تشير إلى ارتفاع بنسبة 17% في مخاطر الإصابة بسرطان البروستات لدى الرجال الذين يتناولون جرعات كبيرة من الفيتامين "إي"، وفي 10 تشرين الأول/أكتوبر كانت دراسة أميركية أخرى تناولت النساء، قد أشارت إلى أنه لا جدوى من تناول الفيتامينات المتعددة بالإضافة إلى كونها ترفع بشكل بسيط من احتمالات الوفاة لديهن، وفي العام 2007، كان باحثون قد وجدوا رابطا بين خطر الإصابة بالسكري عند البالغين وبين متممات السيلينيوم. بحسب فرانس برس.

ويلفت دايفيد شارت متخصص في التغذية في مركز "سنتر فور ساينس إن ذي بلبليك إنترست" وهو منظمة لا تبغي الربح، إلى أن المشكلة تكمن في أن "الناس يظنون بأن (تناول فيتامينات) أكثر هو أفضل ولا يشكل خطرا"، لكنه يوضح بقوله "الآن نكتشف أن بعض الفيتامينات التي يتم تناولها بكميات كبيرة قد تخلف آثارا مضرة وغير متوقعة لا نفهمها"، ويشرح هذا المتخصص في التغذية أن "هناك أيضا عدد كبير من الأشخاص الذين يؤمنون بفيتاميناتهم، بأسلوب يشبه الإيمان الديني"، وهو سلوك تشجعه صناعة تقدر بعشرين مليار دولار سنويا في الولايات المتحدة حيث يستهلك نصف السكان هذه المكملات الغذائية، إلى ذلك، يستطيع مصنعو الفيتامينات أن ينسبوا جميع الحسنات الممكنة إلى منتجاتهم في الولايات المتحدة، باستثناء معالجة الأمراض، وتلحظ باتسي برانون أستاذة علم التغذية في جامعة كورنيل (نيويورك، شمال شرق) أن الأشخاص الذين يحصلون على الغذاء الكافي والجيد والذين يختارون المواد الغذائية الغنية بالفيتامينات هم الذين غالبا ما يلجأون إلى متممات الفيتامينات، بذلك يمكنهم أن يبلغوا سريعا جرعات مرتفعة مع ارتفاع احتمالات الخطر.

لكن هذه المتممات تبقى ضرورية بالنسبة إلى البعض، وعلى سبيل المثال النساء الحوامل والمتقدمين في السن الذي يعانون من نقص مزمن في بعض الفيتامينات، وتلفت برانون إلى أنه في ما يتعلق بالعامة، فإن حمية غذائية سليمة مكونة من خضار وفاكهة غنية بالألياف بالإضافة إلى البروتينات الحيوانية، تؤمن الفيتامينات والمغذيات الدقيقة الأخرى التي يستلزمها جسم الإنسان، وكانت دراسة صدرت أواخر شهر آب/أغسطس في مجلة "جورنال أوف نيوتريشن" قد بينت أن عددا كبيرا من الأميركيين لا يتناولون غذاء جيدا ولا متممات الفيتامينات، بالتالي فإن 25% يعانون من نقص في الفيتامين "سي" و34% في الفيتامين "أيه" و60% في الفيتامين "إي"، وهذه الفيتامينات نجدها خصوصا في الفاكهة والخضار.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/شباط/2012 - 18/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م