سوريا .. يكفي دماء وتشويها !!

علي ال غراش

يجب ايقاف نزيف الدم في سوريا من جميع الجهات، فالذي يقتل في سوريا هو الشعب السوري والخاسر هو الشعب السوري.

على الاحرار في العالم الوقوف مع الشعوب الحرة الثائرة المطالبة بالعدالة والحرية والكرامة والعزة في كل مكان وبالخصوص في وطننا العربي الكبير، وعلى الانظمة العربية الحاكمة بلا استثناء، ان تتفهم وتستجيب لمطالب ورغبات شعوبها، وان تضع يدها بيد شعوبها للتحول الى نظام ديمقراطي حر يتيح المجال لانتقال السلطة بالانتخاب وذلك بشكل سلمي بدون تدمير او فوضى وعنف وقتل أو تدخل خارجي، ولهذا فان ما يحدث في سوريا والبحرين واليمن وغيرها، من اعتداء على المواطنين وقتل وتدمير وفوضى، هي اعمال مرفوضة، وعلى الشعوب العربية العاشقة للعدالة والحرية ان تكون واعية لخطورة الوضع هناك وان تدعم حقوق الشعوب من الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية في جميع الدول العربية!

ومن باب الاولوية لابد من رفض اي عمل اجرامي او اعتداء او تفجير وقتل، مهما كانت المبررات والغايات، من اي جهة القوات الحكومية او المعارضة او غيرها في كل مكان في العالم، وعلى الاحرار التضامن مع الشعوب العربية المطالبة بالعدالة والمساواة والديمقراطية مثل الوضع اليمني والبحريني السوري وغيرهم في محنتهم.

وبما اننا نتناول قضية الشعب السوري الشقيق وخطورة الوضع هناك والتي تحولت الى قضية دولية، كل دولة في العالم تبحث عن مصالحها فقط على حساب الدم السوري، فلابد للشعب العربي ان يكون واعيا لما يحدث وتكون له كلمة برفض كافة اعمال العنف والتدمير والقتل والتفجيرات الارهابية وادخال البلد في مستنقع الحرب الاهلية والطائفية البغيضة، ولابد من الوقوف مع الشعب السوري وبقية الشعوب العربية المطالبة بحقوقها، فمن حق الشعب السوري ان يختار النظام الذي يريده، وان تتواجد المعارضة على الارض كما في اي بلد في العالم، فالمعارضة الوطنية المخلصة الصادقة مشروعة وهي عامل مهم لبناء الوطن في ظل الدستور الذي يسمح لها بالعمل بحرية بجانب الحكومة المنتخبة.

كما ان وجود معارضة - تعارض الحكومة - تطالب بالعدالة والاصلاح واستلام الحكم عبر الانتخابات الشعبية هو حق مشروع، وعلى الحكومات ان تحترم رأي الشعب وارادته، كما على المعارضة ان تحترم ارادة الشعب والاكثرية وتؤمن بالديمقراطية ونتائجها ولو كان بزيادة عدد واحد فهذه الديمقراطية.

ولهذا يجب ايقاف نزيف الدم في سوريا من جميع الجهات، فالذي يقتل في سوريا هو الشعب السوري والخاسر هو الشعب السوري، ودم الشعب غالٍ لا يقدر بثمن، ان سوريا والشعب السوري في خطر نتيجة استمرار العنف والقتل والتدخلات الخارجية التي تبحث عن مصالحها فقط، فيجب على الحكومة اتاحة المجال لكافة السوريين بالعمل وانقاذ سوريا، وعلى المعارضة ان تستغل فرصة الحوار والمشاركة الكاملة في انقاذ وبناء الوطن والبعد عن اعمال العنف والتسلح.

فقد حان الوقت للاصلاح الشامل في سوريا حسب ارادة الشعب السوري واتاحة الفرصة ليحدد مصيره بدون تدخل من اي جهة خارجية، وتهيئة الاجواء وفتح المجال لكل اطياف الشعب السوري المؤيدة والمعارضة للنظام للعمل على الارض السورية بشكل سليم وسلمي بدون خوف وقلق، والمشاركة الفعالة الوطنية لنهضة سوريا.

وعلى المعارضة السورية الحكيمة الحريصة على استقرار وبناء سوريا ان تكون واعية لحجم المخاطر على الوطن والمواطنين السوريين، وان تحرص على اختيار الحراك السلمي واستغلال الظروف الحالية لبناء سوريا الديمقراطية الحرة عبر صناديق الانتخابات الحرة والشفافة، فالدول للشعوب لا للانظمة الحاكمة، فالانظمة الحاكمة تتغير حسب رغبة وارادة الشعوب في ظل العدالة والحرية والمساواة وممارسة الديمقراطية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 11/شباط/2012 - 18/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م