سباق التسلح... يكشف عن عالم أقل أمنا

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: ان خطر سباق التسلح  مازال يهدد العالم على نطاق واسع، إذ أنه  ينذر بالعودة إلى الحرب الباردة او الى ابعد من ذلك، نظراً لعدم وجود آلية رقابة فعالة تشرف على تنفيذها الولايات المتحدة وروسيا وللحد من انتشار تجارة الأسلحة دوليا.

إذ إن دول الخليج تكثف شراء أسلحة من الولايات المتحدة بحجة مواجهة الخطر إيراني وتهديدات إقليمية أخرى، وإن هذه الصفقات تسلط الضوء على المدى الذي تأخذ به واشنطن حلفاء الخليج بعين الاعتبار مفتاحا لاحتواء إيران.

في المقابل تعد روسيا أيضا موردا رئيسا للأسلحة لبعض الدول العربية وللشرق الأوسط على وجه الخصوص، وعلى الرغم المشاكل الاجتماعية وغياب مشاريع التنمية المستدامة وغيرها من الأزمات التي تمر بها بعض البلدان العربية، الا ان إنفاق هذه الدول على شراء الأسلحة يتجاوز مائة مليار دولار أميركي كل سنة.

فيما اعتبر بعض الخبراء بأن الحرب الباردة تُعرف كونها "حرباً عالميةً ثالثة" لأنها سباقاً وقتالاً على مستوى عالمي من قبل متحاربين بالوكالة عن الولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة أخرى، في حين بدأت تكاليف التسليح عالمياً تتصدر اهتمامات العديد من المنظمات الدولية الداعية للحد من انتشار وتقنين تداول السلاح في أنحاء العالم، كونها خطوة قد تحد من انتشار حمى التسليح في العالم.

السعودية

فقد كشفت وزارة الدفاع السعودية أن الصفقة التي أعلن عنها البيت الأبيض، لجهة توقيع عقد لبيع الرياض 84 طائرة من طراز "أف 15" وتحديث 70 طائرة أخرى من الطراز نفسه تشمل أيضا تحديث عشرات المروحيات المقاتلة من طرز مختلفة، ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الدفاع قوله إن الاتفاق يأتي عبر برنامج المبيعات الخارجية في وزارة الدفاع الأمريكية، ويشمل شراء 84 طائرة مقاتلة من نوع "F - 15 SA" المتطورة، وتحديث 70 طائرة من نوع "F - 15" الموجودة حالياً لدى القوات الجوية الملكية السعودية، وأضاف البيان أن التحديث يشمل أيضاً 70 طائرة عمودية قتالية من نوع أباتشي الجيل الثالث، و72 طائرة عمودية متعددة الأغراض من نوع بلاك هوك، و36 طائرة استطلاع عمودية مسلحة من نوع "إي إتش 60 آي" و12 طائرة عمودية من نوع "أم دي 530 إف، وختم المصدر تصريحاته بالقول إن الصفقة تشمل أيضاً "الذخيرة وقطع الغيار والصيانة والتدريب والمساندة على مدى سنوات عديدة لضمان حصول المملكة على أعلى مستوى ممكن من القدرات الدفاعية لحماية شعبها وأراضيها."

وكان البيت الأبيض قد أشار إلى الصفقة الخميس، مضيفاً أن قيمتها تصل لنحو 30 مليار دولار، وبموجب الصفقة سيتم إنتاج 84 طائرة جديدة، فضلا عن تحديث 70 طائرة أخرى، جنبا إلى جنب مع "الذخائر وقطع الغيار والتدريب والصيانة، والخدمات اللوجستية،" وفقا لمساعد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست. بحسب السي ان ان.

وقال ارنست "هذا الاتفاق يعزز علاقة قوية ودائمة بين أمريكا والمملكة العربية السعودية، ويدل على التزام الولايات المتحدة بدعم قدرات الدفاع السعودية باعتبارها مكونا رئيسيا للأمن الإقليمي."

وزعم البيت الأبيض أيضا أن الاتفاق سيؤدي إلى توفير 3.5 مليارات دولار دفعة لاقتصاد الولايات المتحدة، قائلة إنها سوف تدعم أكثر من 50 ألف وظيفة أمريكية وتساعد 600 مورد في 44 ولاية، وكانت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أبلغت الكونغرس في أكتوبر/تشرين أول عام 2010، بشأن خطط لسنوات عدة ذات علاقة بصفقة أسلحة أمريكية للسعودية بكلفة إجمالية تصل إلى 60 مليار دولار وعلى مدى 20 عاماً، ويذكر أن السعودية كانت قد احتلت المركز الأول في مشتريات السلاح من مصادر مختلفة خلال الفترة من 2001 إلى 2008، إذ بلغت قيمة مشترياتها من السلاح حوالي 34.9 مليار دولار.

الامارات

في سياق متصل قالت شركة بوينج انها ما زالت تنافس لبيع طائرات مقاتلة للامارات العربية المتحدة بعد تعثر اتفاق طال انتظاره بقيمة عشرة مليارات دولار مع شركة داسو الفرنسية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، وقال بول أوليفر نائب رئيس شركة بوينج لتطوير الاعمال للشرق الاوسط وافريقيا لرويترز في معرض البحرين الجوي "ما زلنا نتعامل مع صفقة الامارات العربية المتحدة باعتبارها منافسة مفتوحة"، وتابع أوليفر في مقابلة ان بوينج وهي أكبر شركة في العالم تعمل في تصنيع الطائرات التجارية والدفاعية أطلعت المسؤولين الاماراتيين على طائراتها المقاتلة من طراز اف-15 و اف-18، وكانت الامارات العربية المتحدة رابع أكبر مصدر للنفط في العالم قالت في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ان الشروط المقترحة للعقد الذي كان متوقعا على نطاق واسع مع داسو لبيع 60 طائرة على الاقل من طراز رافال غير عملية، وتسببت هذه الانتكاسة في اعادة فتح الصفقة أمام المتنافسين حيث طلبت الامارات الاطلاع على تفاصيل طائرة منافسة هي الطائرة تايفون التي ينتجها كونسورتيوم يوروفايتر وهو تجمع لشركات فرنسية وايطالية وألمانية وبريطانية، وقال أوليفر "بوسعي ان أقول انها منافسة حامية... نحن نستجيب لمطالب المشترين عندما ترد الينا، وأضاف قائلا "ليس لدي أي سبب يجعلي لا أعتقد انها ما زالت منافسة مفتوحة، وما زالت شركة داسو التي تحاول جهدها من أجل بيع الطائرة رافال خارج فرنسا تجري محادثات مع الامارات العربية المتحدة، وقال أوليفر ان الشركة الامريكية تأمل الفوز بصفقة مقاتلات أخرى في الخليج هذا العام، وقالت بوينج ان مشترين من الخليج مهتمون بشدة بانتاج الشركة من طرازي اف-15 و اف-18، وقال أوليفر ان بوينج لن تصدر أي اعلان في المعرض الجوي بالبحرين لكن الشركة ترى ان هناك فرصا كبيرة في المنطقة لمنتجاتها الدفاعية.

الاردن

فيما قالت السفارة الاميركية في عمان في بيان ان الولايات المتحدة سلمت الاردن طائرتي شحن جوي من طراز سي 130 أيه مخصصة لسلاح الجو الملكي في اطار منحة تضم ثلاث طائرات تبلغ قيمتها 45 مليون دولار، وقال البيان الذي تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه ان "الولايات المتحدة سلمت طائرتين شحن من طراز سي 130 أيه لسلاح الجو الملكي الأردني وانه من من المقرر ان تصل طائرة ثالثة من الطراز نفسه الى الاردن في ربيع عام 2012 ليتم تسليمها في ذلك الوقت، واوضح البيان ان "هذه الطائرات تبلغ قيمتها 45 مليون دولار وستستخدم لنقل البضائع جوا، واشار البيان الى ان مراسيم التسليم جرت في قاعدة الملك عبدالله الثاني الجوية في حضور السفير الاميركي في المملكة ستيوارت جونز والامير فيصل بن الحسين ورئيس هيئة الاركان المشتركة الفريق الركن مشعل محمد الزبن وقائد سلاح الجو الملكي اللواء الركن الطيار مالك الحباشنة، وبحسب البيان، فقد وصلت هاتان الطائرتان الى مطار ماركا في شرق عمان في 17 من الشهر الحالي، من جانب آخر، اكدت وكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) ان "تسلم هاتين الطائرتين يأتي في اطار استراتيجية القوات المسلحة وخططها الرامية الى تطوير وتحديث القوات المسلحة ورفع كفاءتها في مختلف المجالات لتبقى من احدث الجيوش في العالم اعدادا وتدريبا وتسليحا وتأهيلا ،واوضحت ان هذه الطائرات "تعتبر من احدث طائرات النقل العسكري الجوي في العالم وهي مجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات التي تمكنها من اداء مهامها بكل كفاءة وتميز، واشارت الوكالة الى ان "هذه الطائرات ستساهم في تحقيق نقلة نوعية لاسطول النقل الجوي في سلاح الجو الملكي الاردني. بحسب فرانس برس.

وقالت انها "ستساهم في زيادة قدرة القوات المسلحة في مجال النقل الجوي بما يتناسب مع تعدد ادوارها ومسؤولياتها في تقديم الدعم اللوجستي والمساهمة في نقل القوات الاردنية في مختلف مهام حفظ السلام والامن الدوليين وتسهيل عمليات نقل المستشفيات الميدانية العسكرية الموجودة في كل من افغانستان وهايتي وساحل العاج والكونغو وليبيريا وليبيا وايصال المساعدات الانسانية لاي دولة في العالم.

سنغافورة

ومن المرجح ان تنفق سنغافورة 23 مليار دولار على شراء طائرات حراسة وطائرات هليكوبتر ومعدات عسكرية اخرى حتى عام 2015 وفقا لتقرير جديد نشرته مؤسسة (اي.اتش.اس)جينز للدفاع والمعلومات الامنية والتحليل، ويبلغ عدد سكان سنغافورة 5.2 مليون نسمة. وتطل على واحد من أكثر الممرات البحرية نشاطا في العالم وتعتبر القرصنة أحد التهديدات الامنية الرئيسية بالمنطقة. وهي تقع في جنوب شرق اسيا وتحيط بها اندونيسيا وماليزيا، وقالت جينز انه في حين أن العلاقات مع الصين ودية وتعززها روابط اقتصادية وثقافية قوية فان العلاقات مع ماليزيا واندونيسيا وهما بلدان بهما اغلبية مسلمة كانت اكثر تعقيدا "بسبب المعضلات الامنية الممتدة التي تنبع في الاساس من القلق بشأن .. التطرف الاسلامي، وقال نيكولاس دي لاريناجا محلل الاسواق الصاعدة في (اي.اتش.اس) جينز ان العديد من الدول في اماكن اخرى بالمنطقة تزيد الانفاق على الاسلحة بسبب المخاوف بشأن الصين. بحسب رويترز.

وقال "يوجد سباق اقليمي ضخم للدفاع عن المصالح الوطنية لاسباب منها النفوذ المتزايد للصين، وقال ان من المتوقع أن تزيد ميزانية الدفاع في سنغافورة بنسبة تتجاوز 50 في المئة في الفترة بين 2010 و2015 لتصل الى أكثر من 14 مليار دولار، واضاف "خلال هذا الاطار الزمني نتوقع نمو الانفاق على مشتريات الدفاع بنحو 59 في المئة ليصل الى نحو أربعة مليارات دولار ليكون المجمل اكثر من 23 مليار دولار، وخصصت سنغافورة 12.08 مليار دولار سنغافوري (9.39 مليار دولار) في ميزانيتها للسنة المالية التي تبدأ في ابريل نيسان 2011 بزيادة 5.4 في المئة عن عام 2010/2011.

اليابان

الى ذلك ذكرت وكالة الانباء اليابانية "جيجي" ان اليابان اختارت المقاتلة الاميركية اف-35 لتجهيز قواتها الدفاعية الذاتية وذلك على حساب طائرتين اميركية واوروبية مع العلم انهما اقل كلفة، واوضحت الوكالة ان القرار الذي سيكلف اليابان اكثر من اربعة مليارات دولار، اخذته الحكومة اثر اجتماع لمجلس الامن القومي، وترددت الحكومة اليابانية طويلا بين ثلاثة انواع من الطائرات لاستبدال مقاتلاتها الاميركية القديمة اف-4. والانواع الثلاثة هي الطائرة اف-35 لايتننغ 2 من صنع شركة لوكهيد مارتن والطائرة اف/آي سوبر هورنت من تصميم شركة بوينغ الاميركية والطائرة الاوروبية يورفايتر تيفون. بحسب فرانس برس.

تصدير الاسلحة

كما قررت اليابان المثقلة بالديون يوم الثلاثاء تخفيف حظر لتصدير المعدات العسكرية كانت قد فرضته على نفسها قبل عقود وذلك في خطوة من شأنها فتح أسواق جديدة لمتعاقدي الدفاع اليابانيين ومساعدة البلاد على الاستفادة بشكل أكبر من ميزانيتها للدفاع، وقال اوسامو فوجيمورا كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني في مؤتمر صحفي ان مجلس الامن التابع للحكومة وافق على تخفيف الحظر للسماح لليابان بمشاركة دول أخرى في تطوير وانتاج الاسلحة وامداد المهمات الانسانية بالمعدات العسكرية، وأضاف فوجيمورا في اشارة الى ارتفاع تكلفة الاسلحة مما قد يشكل ضغطا على الحكومة في بلد يصل الدين العام فيه الى مثلي حجم اقتصادها "المعايير الجديدة (لصادرات الاسلحة) هي نتيجة لاجراءات حكومية استدعت الانتباه في خضم تغيرات حدثت في الاونة الاخيرة في البيئة المحيطة بمعدات الدفاع في العالم، وكانت اللوائح التي أقرت عام 1967 قد حظرت المبيعات للدول الشيوعية وتلك التي تخوض صراعات دولية أو فرضت الامم المتحدة عقوبات عليها. بحسب رويترز.

وأصبح الحظر في وقت لاحق يشمل تصدير وتطوير وانتاج الاسلحة بالتعاون مع الدول باستثناء الولايات المتحدة مما يجعل من المستحيل على المصنعين المشاركة في مشروعات متعددة الجنسيات، وأضاف فوجيمورا "تستند القواعد بشأن صادرات الاسلحة على مبدأ يقول ان اليابان وبصفتها دولة مسالمة يجب أن تهدف الى تجنب تأجيج الصراعات الدولية وسنراقب الصادرات عن كثب ،ولا يعني تخفيف القواعد أن اليابان ستبدأ في بيع منتجاتها العسكرية للعالم بشكل منفتح وانما ستقتصر الصادرات على حلفاء استراتيجيين مثل الولايات المتحدة.

روسيا

من جهة أخرى قال مركز أبحاث الدفاع والامن (كاست) ان روسيا تعول على ان يبقي الرئيس السوري بشار الاسد قبضته على السلطة لتشهد ابرام عقود أسلحة بقيمة تصل الى ستة مليارات دولار ومساعدة موسكو في تحقيق صادرات دفاع قياسية سنوية، وانتقدت روسيا التي لها حق النقض (الفيتو) في المجلس بالفعل القرار قائلة انه سيؤدي الى اندلاع حرب اهلية، وبعد أن خسرت عشرات المليارات من الدولارات في صورة عقود أسلحة مع ليبيا بعد الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي العام الماضي تتطلع موسكو الى دمشق للحفاظ على موطئ قدم لها في المنطقة سياسيا واقتصاديا.

وبالنسبة لروسيا ثاني أكبر مصدر للاسلحة في العالم باتت مليارات الدولارات في صورة عقود أسلحة محتملة وحالية مع حليفتها سوريا على المحك بما في ذلك عملية تسليم 24 طائرة مقاتلة من طراز ميج-29 ام2 وقعت في عام 2007، وتحتفظ روسيا بقاعدة بحرية في سوريا الحليفة الوحيدة لها في منطقة الشرق الاوسط، وقال روسلان بوخوف مدير مركز أبحاث (كاست) "اذا رحل الاسد فستخسر روسيا كل شيء، وقال بوخوف "سوريا واحدة من أكبر خمسة عملاء لروسيا. أبرمت روسيا بالفعل عقودا مع سوريا قيمتها اربعة مليارت دولار وهناك المزيد من العقود المحتملة بقيمة ملياري دولار، ومركز أبحاث كاست ومقره موسكو من مؤسسات الدفاع والامن الروسية المرموقة. ورغم أنه يرتبط بعلاقات جيدة مع الحكومة الا انه مستقل، وقال مركز الابحاث في تقرير حصلت عليه رويترز قبل نشره ان اختبارات الطائرات المقاتلة بدأت في ديسمبر كانون الاول من العام الماضي. واضاف أن دمشق ستتلقى أيضا على الارجح شحنات صواريخ بوك المضادة للطائرات هذا العام، وقال كاست في تقرير سنوي صدر قبل البيانات الرسمية ان روسيا سلمت أسلحة برقم قياسي بلغ 12 مليار دولار عام 2011 عززتها مبيعات للقادة العرب والدول الاسيوية التي تضع في الحسبان صعود القوة العسكرية الصينية، وقال بوخوف انه في حين أن الاموال حاسمة لصناعة الدفاع الروسية - التي نهضت في فترة رئاسة فلاديمير بوتين من 2000 الى 2008 والتي تفتقر الى ما يكفي من الطلبات المحلية للحفاظ على الربحية - لكن ليس لها تأثير يذكر على الاقتصاد الروسي الذي يبلغ حجمه 1.85 تريليون دولار، وقال كاست ان دمشق تلقت ثمانية بالمئة من صادرات روسيا في 2011 أو ما يقرب من 960 مليون دولار في صورة تطوير لمقاتلات وأنظمة صواريخ مضادة للسفن، وأدان بالفعل مبعوثو الامم المتحدة الغربيون الذين يدعمون خطة تنحي الاسد بيع الاسلحة لدمشق حيث تقول الامم المتحدة ان أكثر من 5000 من المدنيين قتلوا في حملة مستمرة منذ عشرة اشهر على المعارضة لحكم الاسد، وبالاضافة الى تطوير واصلاح طائرات مقاتلة من طراز ميج-23 وطائرات مقاتلة من طراز ميج-29 العام الماضي تلقت سوريا أيضا ثلاثة أنظمة صواريخ مختلفة منها وحدات صاروخية مضادة للسفن ونظام صورايخ مضاد للطائرات، وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ان صادرات موسكو من الاسلحة لسوريا لا تحتاج الى تفسير. ورغم حظر الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بيع الاسلحة لحكومة الاسد الا انه لا توجد معاهدة دولية مع روسيا في هذا الصدد، وشهدت روسيا نموا قياسيا لعدة سنوات في بيع الاسلحة رغم الانتقادات بأنها فشلت في تحقيق الفوائد التكنولوجية للموردين الغربيين أو تخفيض التكاليف بالنسبة للصين الناشئة في تصدير الاسلحة. بحسب رويترز.

ورغم توقيعها عقود أسلحة جديدة قيمتها 3.69 مليار دولار في عام 2011 الا ان اجمالي محفظة الاسلحة لشركة روسوبورون اكسبورت الروسية انخفض الى 35 مليار دولار من 38.5 مليار دولار في عام 2010، وقال التقرير "نتوقع أن تظهر نتائج عام 2012 ان صادرات الاسلحة الروسية ستتجاوز حاجز 14 مليار دولار، وتمثل روسوبورون اكسبورت حوالي 80 بالمئة من جميع صادرات الاسلحة في اي عام بينما تعوض حوالي 20 شركة مستقلة الفارق بمبيعات قطع الغيار والتطوير، وفي العام الماضي كانت الهند أكبر عملاء الاسلحة الروسية وقد تلقت دبابات وطائرات مقاتلة قيمتها 2.5 مليار دولار حيث تكثف نيودلهي دفاعاتها ضد القوة العسكرية المتنامية للصين.

صواريخ باتريوت

على صعيد أخر قال مسؤولون فنلنديون إن سلطات بلادهم احتجزت سفينة ترفع علم جزيرة مان الواقعة في بحر إيرلندا وعلى متنها 69 صاروخ باتريوت وكمية من المتفجِّرات كانت في طريقها إلى الصين، وأضاف المسؤولون أن الشرطة الفنلندية تحقق حاليا مع طاقم السفينة "إم إس ثور ليبرتي" المكوَّن من 32 شخصا، والذين أُوقفوا جميعا في أعقاب اكتشاف الصواريخ والمتفجِّرات على متن سفينتهم، بدورها، قالت وزيرة الداخلية الفنلندية، بايفي رازانين، إن شحنة الصواريخ المصادرة كانت تحمل علامة "ألعاب نارية"، مشيرة إلى أنها لم تسمع من قبل بحالة مشابهة لسفينة تحمل مثل هذه الكمية الكبيرة من الأسلحة الخطيرة التي يجري نقلها بمثل هذه الطريقة، وأضافت: "بالطبع هنالك ثمة عمليات نقل قانونية للأسلحة والمواد الدفاعية عبر فنلدنا، لكن في هذه الحالة كانت الحمولة موسومة بعبارة تحتوي على ألعاب نارية، ومثل هكذا أمر غير مألوف بالمرَّة"، وكانت السفينة "إم إس ثور ليبرتي" قد رست في ميناء كوتكا الفنلدي بعيد يومين من مغادرتها ألمانيا الأسبوع الماضي، وقال بيتري لوناتما، المتحدث باسم سلطة الجمارك الفنلندية، إن السفينة المذكورة كانت قد غادرت ميناء إمدين، الواقع شمال ألمانيا، في الثالث عشر من الشهر الجاري، ورست بعد يومين في ميناء كوتكا جنوبي فنلندا بغرض تحميل شحنة من البضائع على متنها من مرسى تلك الميناء وأضاف أن وجهة السفينة النهائية كانت ميناء مدينة شنغهاي في الصين، لكن لم تكن هنالك أي إشارة أو علامة تدلُّ على هوية الجهة التي كان من المقرَّر أن تؤول إليها في نهاية المطاف شحنة الأسلحة، وقد انتابت عمال رصيف الميناء الشكوك حيال الشحنة بعد أن وجدوا أن المتفجِّرات كانت مخزَّنة بشكل سيء على منصَّات نقَّالة متروكة في الهواء الطلق على متن السفينة، وبعدها تم العثور على الصواريخ في حاويات كُتبت عليها عبارة "ألعاب نارية".

بدوره، قال تيمو فيرتلنين، وهو مفتِّش مباحث يعمل لصالح مكتب التحقيق الوطني الفنلندي: "في الواقع، لقد أوصلنا التحقيق الذي أجريناه حتى الآن إلى معلومات حول وجود 69 صاروخ باتريوت و160 طنا من المتفجِّرات على متن السفينة"، في الواقع، لقد أوصلنا التحقيق الذي أجريناه حتى الآن إلى معلومات حول وجود 69 صاروخ باتريوت و160 طنا من المتفجِّرات على متن السفينة، تيمو فيرتلنين، مفتِّش مباحث في مكتب التحقيق الوطني الفنلندي وفي لقاء له عبر الهاتف مع وكالة الأنباء الفرنسية، عبَّر توماس ميكيلسين، المدير الإداري لشركة "ثوركو للشحن" المالكة للسفينة المذكورة، عن دهشته، قائلا إنه ليس على علم بالقضية برمَّتها.

إلاَّ أن مسؤولا آخر في الشركة تحدَّث إلى الوكالة المذكورة بشرط عدم ذكر اسمه، مؤكِّدا أن "إم إس ثور ليبرتي" قد احتُجزت بالفعل في فنلندا، لافتا إلى أن الصواريخ المذكورة قد تكون حُمِّلت على متن السفينة "عن طريق الخطأ. بحسب البي بي سي.

لكن وكالة رويترز للأنباء ذكرت أن الشرطة لم تؤكِّد صحة تقارير صادرة عن وسائل إعلام فنلندية كانت قد أشارت إلى أنه كان من المقرَّر أن تتوقَّف السفينة في كوريا الجنوبية في طريقها إلى الصين، يُشار إلى أن صواريخ باتريوت هي من تصميم وتصنيع شركة "رايثيون" الأمريكية، وتزوَّد بها القوات الأمريكية وحلفاؤها عبر العالم، بمن فيهم كوريا الجنوبية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/شباط/2012 - 16/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م