كارلوس باسكوال مسؤول امريكي رفيع يشغل حالياً الممثل الخاص للجنة
شؤون الطاقة الدولية في وزارة الخارجية الامريكية، زار قبل ايام مع وفد
من السفارة الامريكية من العراق اقليم كردستان والتقى بمسعود البرزاني،
وقبل هذا المنصب شغل باسكوال منصب السفير الامريكي في المكسيك واضطر
الى الاستقالة بعد ان اشتكى الرئيس المكسيكي (كالدوين) من تواطؤ
الامريكان مع عصابات المخدرات المكسيكية، والهدف الواضح من الزيارة هو
دفع كردستان العراق لإسعاف السوق النفطية العالمية بما تقدر عليه من
الكميات اليومية لمواجهة احتمالية ارتفاع الاسعار بعد الحظر الاوربي
على النفط الايراني.
اما الهدف الثاني فهو دعم تحدي شركة (اكسون موبيل) للحكومة
المركزية في العراق وفرض عقود التنقيب غير القانونية التي ابرمتها مع
حكومة مسعود البرزاني، وفي هذا رسالة استعمارية امريكية واضحة تتجاوز
الظاهر من انسحاب القوات وتعلن على الملأ ان (النفط العراقي) خط احمر
امريكي لاتملك الحكومة العراقية أي استقلالية في قرارها بخصوصه.
قبل باسكوال، زار (سمير جعجع) كردستان العراق وهو المعرف بتاريخه
الاجرامي ابان الحرب الاهلية في لبنان، وقبله استقبل مسعود البرزاني
زعيم الحزب الكتائب اللبناني (امين الجميل)، واذا اخذنا الاتهام
الايراني لحكومة كردستان العراق بإيواء شبكات الموساد الاسرائيلية
والتسبب في الاغتيالات المتواصلة للعلماء النوويين الايرانيين، فأن
مسعود البرزاني يمارس حالياُ دور اكبر بكثير من حجمه في مواجهة دول
المنطقة خصوصاً ايران وسوريا وحكومة بغداد، وهذا بكل الاحوال يدل على
غباء سياسي وسير نحو الهاوية بإغراء من الأمريكان والإسرائيليين.
ان من يدقق في سياسة مسعود البرزاني يجد ان الرجل قد حول كردستان
العراق الى مايشبه (جمهوريات الموز اللاتينية) وبدلاً من شركة (الفواكه
المتحدة) الامريكية التي استثمرت في الموز اللاتيني الى حد التحكم
الكامل بشؤون هذه البلدان ونشر العنف والانقلابات، نجد أن شركات النفط
الامريكية وعلى رأسها (اكسون موبيل) هي التي تدير الشأن الكردستاني عبر
اقطاب الرشوة والجريمة المنظمة الأمريكان الذين عاثوا في العراق فساداً
منذ عام 2003 بدءاً بــ(جي غارنر) اول رئيس لإدارة سلطة الاحتلال
الامريكي في العراق والذي بات يعمل مستشاراً للشركة الكندية vastexplo
ration والتي صارت بدورها تمتلك 37% من حصص احد الحقول النفطية في شمال
العراق، وبيتر كالبرايث سفير الولايات المتحدة ومستشار الدفاع في عهد
الرئيس الامريكي بوش الذي استحوذ على نسبة 5% من حقول نفط كردستان
لتسهيل وضع اتفاق بين الكرد والشركة النرويجية (dno) اما زلماي خليل
زاد سفير الولايات المتحدة السابق في العراق وافغانستان فقد تم تعينه
عضواً في مجلس ادارة الشركة النرويجية.
|