شبكة النبأ: لاشك ان الربيع العربي
جاء بنتائج مختلفة عن تلك النتائج التي حدثت في بعض البلدان العربية.
وفي حين باتت ميادين المظاهرات في بعض البلدان التي خاضت تجربة سياسية
جديدة تعيش حالة من الفوران الجماهيري بان تطبق الديمقراطية بالشكل
المطلوب، فإن دوار اللؤلؤة في البحرين تعرض للهدم بالكامل على أيدي
السلطات البحرينية، وكانت النتيجة تعرض أكثر من ثلاثة آلاف مواطن
للاعتقال، وتعرض المعتقلين للتعذيب والقتل بأعداد كبيرة.
وقالت منظمات حقوقية قوات الأمن هاجمت قرى سكنية مستخدمة الغاز مما
تسبب باكثر من 12 حالة وفاة مؤخرا. فيما توفي متظاهر بحريني أوقفته
الشرطة خلال تفريقها لتظاهرة. وتأتي وفاة المتظاهر في سياق حراك تعيشه
البحرين تطالب فيه الحركة الاحتجاجية بالتغيير ومناهضة حكم أسرة آل
خليفة السنية.
وفي حين أشار محللون سياسيون من ان هناك مخاوف يعانيها بعض
المواطنين والناشطين البحرينيين الذين شاركوا في المظاهرات الاحتجاجية،
والذين يتوقعون التعرض للاعتقال على أيدي السلطات البحرينية في أي لحظة،
أضافة أن الربيع العربي في البحرين قوبل بالقمع والقسوة والاستبداد،
فكانت نتائجه غير تلك المرجوة.
ويبدو ان المشهد فى البحرين حاليا فى حالة مختلفة تماما عن ما
انطلقت بها الاحتجاجات الشعبية قبل أشهر، حيث هناك حملة موسعة من
الاعتقالات تقوم بها السلطات البحرينية وتحاول ان تقنع المحتجين للتخلي
عن طلباتهم تارة عبر القوة وتارة اخرى عبر الدبلوماسية المضللة، لكن
الناشطين السياسيين لم يصل لهم هذا الشعور، مؤكدين على نجاح انتفاضتهم
فى وقت قريب، فقال علي سلمان، الأمين العام للوفاق، إذا كنا فشلنا فى
جلب الديمقراطية إلى هذا البلد حاليا، لكننا سننجح في تحرير البحرين،
لكن لا أعلم متى ربما بعد سنة وسنتين، لا أعرف. وعلى مدى عقود، جعل عدم
المساواة المتأصلة واحدة من دول العالم العربي الأكثر اضطرابا، حيث
الغالبية الشيعية تصل إلى 80 % من السكان. ولكن الأخطر من ذلك هو ان
البلاد تقف حالياً مثالاً فريداً للطريقة التي يمكن أن يتم التلاعب
بواسطتها في العالم العربي بالديمقراطية، وفي أغلب الأحيان وبشكل يثير
السخرية من أجل بقاء آل خليفة في السلطة.
ويرى خبراء ان البعض في النخبة السنية مازالوا يريدون تهميش حركات
المعارضة. وكانت الحكومة جمدت خططا لاغلاق جمعية الوفاق المعارضة في
ابريل نيسان بعد انتقاد علني من واشنطن.
وقال جوستن جينجلر وهو باحث في شؤون البحرين بجامعة ميشيجان يوجد
قدر من الضغط للتخلص منهم (الوفاق) تماما ككيان قانوني. وان توصيات
الحوار الوطني يمكن ان تعزز رئيس الوزراء نظرا لانه يمكنه أن يعين
وزراء جددا بينما يبقى هو نفسه فوق رقابة البرلمان.
واكدت قوى المعارضة البحرينية ان مليشيات مدنية مسلحة مدعومة من
قوات الأمن البحرينية اختطفت نائب الأمين العام لجمعية الإخاء المعارضة
يوسف قدرت من داخل مقبرة المحرق خلال مشاركته في تشييع جثمان أحد
الاشخاص، قالت انه قتل على يد الامن البحريني.
ونددت قوى المعارضة السياسية الوفاق، ووعد، والاخاء، والقومي،
والوحدوي، بـجريمة الاختطاف التي تعكس صورة تعاطي النظام في البحرين
حتى على المستوى الانساني.
اما على الصعيد الخارجي تعمق غضب المعارضة إزاء السياسة الأمريكية.
فعلى الرغم من تقدير البعض لانتقاد الرئيس أوباما للقمع إلا أن العديد
يأسفون على ما يرونه على أنه سياسة الكيل بمكيالين، حيث يشيرون إلى أنه
خلافاً للمعاملة الأمريكية للوضعين في سوريا وليبيا، لم يقم أي مسؤول
في إدارة أوباما بالدعوة لإنزال العقوبات على البحرين.
والإصلاحات في البحرين، وأن هناك خطوات أولية مهمة تقوم الحكومة
البحرينية بتطبيقها عبر تنفيذ ما جاء في تقرير لجنة التحقيق المستقلة
في الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة، وإن كانت قد أشارت إلى ضرورة
حصول المزيد من الخطوات على هذا الصعيد.
وحض البيان الحكومة البحرينية على تطبيق كافة الخطوات والتوصيات
التي تساعد على وضع أسس الإصلاح والمصالحة، كما تعهد بمواصلة التشاور
مع الكونغرس حول هذا الملف.
فيما يرى مراقبون بأن ما تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية من حث
على وجد اصلاحات ما هي إلا دعوات خجولة وان ما يجري في البحرين من كبت
للحريات وسلب الحقوق من أكبر أزمات الديموقراطية التي تواجهها الأدارة
الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.
غير أن وسائل الإعلام لم تلتفت إلى حد بعيد للاحتجاجات. فقد تم
تكريس الإعلام للحديث عن صفقات بيع السلاح من تلك التي تناولت
الاحتجاجات.
وان التقارير تتحدث عن ارقام للمعتقلين والقتلى بشكل خجول لايمت
للواقع بصلة. وأظهرت عمليات الاعتقال أمر مطلوب لمواجهة بما تسميهم
المخربين.
الوضع المضطرب في مملكة البحرين يثير القلق، بعد أن تحولت الحملة
التي شنتها الحركات الأحتجاجية العام الماضي في البحرين إلى مواجهة
عنيفة. السعودية من جهتها تعمل على تدعيم المملكة البحرينية تحت حجج
واهية مثل خسارتها المعركة مع إيران على الأراضي البحرينية.
ويرى مراسل الشؤون الخارجية لصحيفة إندبندنت البريطانية باتريك
كوكبيرن ان الكل يدرك أن إجراء انتخابات نزيهة سيتمخض عن تغيير جذري
يرفع الأغلبية الشيعية إلى سدة الحكم بدلا من الأقلية السنية. على أن
ذلك لا يعني أن للمتظاهرين أجندة طائفية سرية، فالأمر لا يعدو أن يكون
ببساطة انقسامات سياسية. وستظل البحرين منقسمة على نفسها بينما ستلقي
الاضطرابات هناك بآثارها على الدول الأخرى في المنطقة.
من جهته قال القيادي في المعارضة والنائب السابق مطر مطر إن مواجهات
سجلت في أربع قرى على الأقل. وذكر مطر أن عدة أشخاص أصيبوا بجروج بينهم
شاب أصيب إصابة خطرة في الرأس جراء انفجار قنبلة مسيلة للدموع، بحسب
وكالة الصحافة الفرنسية.
وأظهرت تسجيلات مصورة نشرت، عناصر الشرطة يقومون بتفريق متظاهرين
بالقوة في قرى جزيرة سترة وفي بني جمرة بالقرب من المنامة. هذا وقد
ارتفعت في الأسابيع الاخيرة وتيرة التظاهرات في المملكة التي شهدت
العام الماضي حركة احتجاجية مطالبة بالتغيير ومناهضة لحكم أسرة آل
خليفة.
من جهتها دعت منظمة العفو الدولية السلطات البحرينية الى التحقيق
باستخدام قوات الأمن البحرينية المفرط للغاز المسيل للدموع ضد
المتظاهرين.
وقالت المنظمة المعنية بحقوق الانسان إن هذا الاستخدام المفرط للغاز
في مناطق سكنية قد يكون تسبب باكثر من 12 حالة وفاة. يذكر ان قوات
الأمن البحرينية ما لبثت تحاول احتواء موجة متصاعدة من الاحتجاجات
انطلقت اوائل العام الماضي.
ويقول الناشطون البحرينيون إن تصرفات قوات الأمن كانت مسؤولة عن
اربع حالات وفاة هذا الاسبوع، مما يعني ان خمسين شخصا على الاقل قتلوا
منذ اندلاع الاحتجاجات في العام الماضي. ويشمل هذا العدد اربعة من رجال
الأمن.
ولم ترد وزارة الداخلية البحرينية المسؤولة عن قوات الأمن على طلب
منظمة العفو بإجراء تحقيق في حالات الوفاة التي لها علاقة باستخدام
الغاز المسيل للدموع.
من جانبه قال أمين سر جمعية التمريض البحرينية ابراهيم الدمستاني ان
البحرين تشهد توترا في جميع انحائها وان هناك وحشية واعتداءات من قبل
قوات النظام على الشعب تسببت في سقوط مزيد من الضحايا ومزيد من الجرحى.
وأضاف الدمستاني ان الوضع في البحرين يتجه من سيء الى أسوا مع
استمرار الاقتحامات والاعتداءات الوحشية التي تمارسها قوات النظام
البحريني والتي كان اخرها الشهيد سعيد الستري الذي تعرض لاستنشاق
الغازات السامة.
واشار الى ان حالات الوفاة باستنشاق الغاز اخذت تتكرر بين فترة
واخرى من خلال الغاز السام الذي تستخدمه السلطات ضدد المواطنين، وحمل
النظام مسؤولية سقوط المزيد من الضحايا.
وأكد ابراهيم الدمستاني ان على النظام في البحرين التوجه الى ان
الوضع بدأ يأخذ وتيرة اخرى وان الناس لن يفقوا مكتوفي الايدي في الدفاع
عن انفسهم واعراضهم والوقوف ضد الاعتداءات الوحشية التي تطالهم.
من جانب اخر قال أمين سر جمعية التمريض البحرينية ان المنظمات
الدولية يندر وجودها في البحرين وان وجدت فانها مقيدة الحركة. ولفت الى
ان هناك طبيبا شرعيا واحدا ووحيدا في البحرين وهو ياخذ الاذن ويتشاور
مع الضباط في اختيار الالفاظ اللغوية قبل صياغة اي تقرير.
فيما تطالب جمعيات حقوقية المجتمع الدولي بسرعة التحرك لإيقاف آلة
القتل المتمثلة بقوات الأمن والمليشيات الأمنية التابعة لها. وهناك
ضرورة ملحة حول سرعة إرسال لجان دولية محايدة تابعة للأمم المتحدة
والإتحاد الأوروبي لمراقبة الأوضاع في البحرين. |