من (لا نينا) الى كوارث المستقبل... وجهة بيئية محفوفة بالمخاطر

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: مازال العالم في خطواته الاولى المتجهة صوب التكامل البيئي والحفاظ على المناخ الذي تضرر كثيراً بعد ان اطلق الانسان العنان للتلوث الصناعي والانبعاثات السامة والتعدي على المساحات الخضراء وتدمير الحياة الطبيعية على الكوكب وبالتالي كانت النتيجة الطبيعية لهذا الامر ان يؤدي الاختلال البيئي في موازين الطبيعة الى كوارث وظواهر بيئية لم يشهدها الانسان من قبل.

وقد شهد المجتمع الدولي مؤخراًاجماع كبير على ضرورة مضاعفة الجهود والعمل على احتواء هذا التدهور البيئي السريع من خلال مصادقة الدول على الاتفاقيات الدولية الداعية للحد من التجاوزات المتواصلة من قبل البلدان الصناعية، على ان تكون هذه الاتفاقيات ملزمة للدول على احترام ما وقعت عليه. 

اتفاق للحد من انبعاثات الغازات

حيث توصل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتغيرات المناخية إلى اتفاق من شأنه أن يُلزم -لأول مرة- أكبر الدول الملوثة للبيئة باتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وكان المؤتمر الذي عقد في مدنية دربان بجنوب أفريقيا قد تم تمديده يومين إضافيين كي تتمكن الوفود المشاركة من الاتفاق على صيغة معاهدة تفرض على جميع الدول قيودا ملزمة قانونيا على انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون على أن تدخل المعاهدة حيز التنفيذ عام ألفين وعشرين، واعتبرت مفوضة الشؤون البيئية في الامم المتحدة كريستينا فيغرز أن الاتفاق يمثل مرحلة جديدة لإي مواجهة التغيرات المناخية، كما قالت مايتينكوناماشاباني وزيرة الشؤون الخارجية في جنوب افريقي، "جئنا هنا بالخطة (أ)، وننهي هذا المؤتمر بالخطة )أ) لكي نحفظ الأرض لمستقبل أبناء وأحفادنا"، وأضافت ماشاباني التي تولت رئاسة المؤتمر "إننا نصنع التاريخ"، ومن المقرر أن يضع الاتحاد الأوروبي تعهداته الحالية الخاصة بتخفيض الانبعاثات في إطار بروتوكول كيوتو الملزم قانونيا، ويمثل ذلك مطلبا هاما للدول النامية، وستبدأ محادثات حول اتفاق قانوني جديد يشمل كافة الدول خلال العام المقبل، على أن تنتهي بحلول 2015، ليدخل الاتفاق المنشود حيز التنفيذ عام 2020، وتم التوصل إلى اتفاق خاص بإدارة صندوق مساعدات تقدم للدول الفقيرة، ولكن لم يتم الاتفاق على آلية لجمع هذه المساعدات. بحسب بي بي سي.

وشهد المؤتمر خلافا بين الاتحاد الأوروبي والهند حول صياغة "خريطة الطريق" لاتفاق عالمي جديد، حيث لم ترغب الهند في أن يكون ملزما قانوني، وفي النهاية اقترح دبلوماسي برازيلي أن يكون للاتفاق "قوة قانونية"، الأمر الذي حظي بالقبول، واقترح خريطة الطريق الاتحاد الأوروبي وتحالف الدول الجزرية الصغيرة ومجموعة الدول الأقل نمو، وترى هذه التكتلات أن التوصل إلى اتفاق قانوني جديد يشمل الانبعاثات بكافة الدول هو السبيل الوحيد لجعل الزيادة بالمتوسط العالمي لدرجات الحرارة دون الحد المتفق عليه عالميا والمقدر بدرجتين مئويتين (35.6 فهرنهايت)، وانتقد ممثلو البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين ما اعتبروا انه مبالغة في التأكيد على المسؤولية القانونية، كما قالوا إن الوقت المتاح لم يكن كافي، وتريد الهند من الدول التي توصف بـ"المتقدمة" الاستمرار في الحد من انبعاثات الغازات ت لديه، وأشارت وزيرة البيئة الهندية جايانتيناتاراجان إلى أن الدول الغربية لم تحد من انبعاثاتها كما تعهدت، وأضافت"، لماذا يتعين على الدول الأفقر القيام بذلك نيابة عنها؟"، وعلى نفس النسق قال رئيس الوفد الصيني "نقوم بأشياء لا تقومون به، نريد أن نرى إجراءاتكم الحقيقية"، وترى مجموعة الدول الأقل نمو أنه يجب على الدول الغنية القيام بالمزيد من الجهود للحد من الانبعاثات، ولكن يرون أيضا أن الدول متسارعة النمو مثل الصين عليها الحد من انبعاثاتها على مدار عدة أعوام إذا رغبت الحكومات في المحافظة على الزيادة في متوسط درجات الحرارة أقل من درجتين مئويتين، وخلال المحادثات تم تحديد إطار لإدارة "صندوق المناخ الصديق للبيئة"، الذي سيقوم في النهاية بتجميع وتوزيع تمويل يصل إلى 100 مليار سنويا بهدف مساعدة الدول الفقيرة على تحقيق نمو مع المحافظة على البيئة.

قمة الأمم المتحدة للمناخ

فيما قالت المنظَّمة العالمية للأرصاد الجوية إن درجات حرارة الأرض تواصل ارتفاعها، وذلك على الرغم من أنه لم يتم تسجيل درجات حرارة قياسية خلال العام الحالي، ففي تقريرها السنوي إلى قمة الأمم المتحدة للمناخ، والتي بدأت أعمالها مؤخراً في مدينة دوربان بجنوب أفريقيا وتستمر حتى التاسع من الشهر المقبل، قالت المنظَّمة المذكورة إن عام 2011 يأتي حتى الآن في المرتبة العاشرة على قائمة السنوات الأكثر ارتفاعا لدرجات الحرارة منذ بداية هذا النوع من الرصد والتسجيل، ونقل التقرير عن مايكل جارود، الأمين العام للمنظَّمة العالمية للأرصاد الجوية، قوله، "إن علمنا راسخ، فهو يثبت بشكل لا لبس فيه أن درجة حرارة الأرض آخذة بالارتفاع، وهذا الارتفاع ناجم عن أنشطة بشريَّة"، وتبذل دول العالم آخر محاولة لإنقاذ "بروتوكول كيوتو" في محادثات للتغير المناخي بدأت الاثنين في مدينة دوربان بجنوب أفريقيا، وتهدف إلى خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي يقول علماء إنها تتسبب بارتفاع منسوب مياه البحار وبعواصف شديدة وبانخفاض إنتاجية المحاصيل، ويلزم البروتوكول، الذي جرى الاتفاق عليه في عام 1997ودخل حيِّز التنفيذ عام 2005، أغلب الدول المتقدمة بوضع حدود قصوى للانبعاثات الحرارية، وتعتبر محادثات قمَّة دوربان للتغيُّر المناخي آخر فرصة لتحديد مجموعة جديدة من الأهداف قبل انتهاء المدة المحددة للالتزام الحالي في عام 2012. بحسب بي بي سي.

وقد ناقش المشاركون في قمة دوربان الاثنين تقارير تفيد بأن كندا قد تنأى بنفسها رسميا عن "بروتوكول كيوتو"، بحجة أن اقتصادها قد يتأثَّر سلبا في حال اتخذت إجراءات أكثر صرامة للحد من انبعاثات الغازات، مقارنة بتلك التي تتخذها جارتها الجنوبية (الولايات المتحدة)، وكانت الأطراف الرئيسية على خلاف دام سنوات، وبات التحذير قويا من وقوع كوارث مناخية، كما أعرب دبلوماسيون عن قلقهم من قدرة جنوب أفريقيا البلد المضيف على تذليل العقبات في المحادثات الصعبة التي تشارك فيها قرابة 200 دولة وتستمر حتى التاسع من شهر ديسمبر كانون الأول المقبل، وينعقد الأمل على توصُّل الأطراف المشاركة في المحادثات إلى اتفاق لمساعدة البلدان النامية الأشدَّ تضرُّراً من ارتفاع درجة حرارة الأرض، بالإضافة إلى اتخاذ إجراء عاجل لإنقاذ البروتوكول، وتلوح في الأفق أيضا فرصة لإمكانية أن تتعهد الاقتصادات المتقدمة المسؤولة عن حدوث أغلب الانبعاثات بإجراء عمليات خفض أعمق لتلك الانبعاثات، لكن أزمة الديون التي تعصف بدول منطقة اليورو وبالولايات المتحدة تجعل من المستبعد أن توفِّر تلك الدول المزيد من المساعدات، أو تفرض إجراءات جديدة قد تضرُّ بمتطلبات النمو لديه، وقال إيان فراي، كبير المفاوضين عن جزيرة توفالو الواقعة في المحيط الهادي، إنه "من المحتمل أن تغرق تلك الجزيرة "جرَّاء ارتفاع منسوب مياه البحار"، ويعبِّر الجنوب أفريقيون عن يأسهم حيال إمكانية ضمان عدم فشل محادثات دوربان، لا سيَّما وأن جنوب أفريقيا لن تتمكَّن من تقديم المزيد لإنجاح المفاوضات، وحمَّل فراي الولايات المتحدة، والتي لم توقِّع على "بروتوكول كيوتو"، مسؤولية وقف التقدم في هذا الشأن، قائلا إن الاتحاد الاوروبي يشعر بأنه "سيهوى، وسيختار استمرارية ضعيفة لبروتوكول كيوتو، مع إمكانية إجراء عملية مراجعة في عام 2015 لدراسة خيارات قانونية جديدة، وتوقَّع مندوبون إلى قمة دوربان بأن يتم التوصُّل لاتفاقية سياسية جديدة مع مجموعة جديدة من الأهداف الملزمة، لكن يُتوقَّع أن يوقِّع على الاتفاقية العتيدة فقط كل من دول الاتحاد الأوروبي ونيوزيلندا واستراليا والنرويج وسويسرا.

وتواجه قمة المناخ في دوربان أيضا انقسامات في ظل طرح الاتحاد الأوروبي خططا بشأن الطيران و"المساعدات المناخية" والانبعاثات الغازية التي تتسبب فيها البلدان الغربية، وكانت الهند قد طرحت مؤخرا ورقة ذهبت إلى أن خطة الاتحاد الأوروبي بشأن إدراج الرحلات الجوية الدولية في مشروع نظام تداول انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تخالف معاهدة الأمم المتحدة بشأن المناخ، وذهب تحليل طرحته مجموعة من الدول النامية إلى أن الدول الغربية لها واجب تخفيض نسبة انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون خلال العقود المقبلة، وأضاف التحليل أن البلدان الغربية لم تف بالتزاماتها فيما يخص تمويل المشروعات المتصلة بالمناخ، واتفقت مجموعة من البلدان المتنفذة المنضوية في مجموعة "بايسك"، وهي البرازيل وجنوب أفريقيا والهند والصين، على تبني موقف مشترك خلال اجتماعها في العاصمة الصينية بكين، وقالت هذه الدول في بيان وزاري مشترك إن "الإجراءات الأحادية الجانب مثل إدراج الانبعاثات الغازية الناجمة عن الرحلات الجوية الدولية تنتهك مبادئ ومقتضيات معاهدة الأمم المتحدة بشأن المناخ، وتهدد الجهود الخاصة بالتعاون الدولي في معالجة التغير المناخي"، وكانت البلدان الصناعية قد وافقت خلال قمة المناخ الأخيرة، والتي انعقدت في كوبنهاغن قبل سنتين، على تخصيص مبلغ 30 مليار دولار ما بين 2010 و2012 لمساعدة البلدان النامية على "تخضير" اقتصادياتها وحمايتها من التأثيرات المناخية السلبية، واقترحت النرويج وأستراليا مؤخرا في محاولة للتوفيق بين الآراء المتباينة داخل البلدان المشاركة في قمة المناخ ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني بحلول عام 2015، لكن الإشارات الآتية من اليابان وروسيا ذهبت إلى أنهما لن يكون بإمكانهما دعم مساعي التوصل إلى اتفاق جديد حتى حلول عام 2018، وفي المقابل، قالت مجموعة "دول الجزر الصغيرة" في بيان صادر عنها إن الدعوات إلى تأجيل التوصل إلى الاتفاق "متهورة وغير مسؤولة".

الهجرة بسبب التغيرات المناخية

في سياق متصل قال تقرير بريطاني إنه على الحكومات وهيئات الإغاثة حول العالم لابد أن تساعد فقراء العالم أن يبتعدوا عن المناطق المحتمل أن تضربها الفيضانات أو يصيبها الجفاف، محذرا من الكوارث الإنسانية التي ربما تسببها التغيرات المناخية، وأوضح التقرير أن كلفة التحرك السريع ستكون أقل كثيراً من الكلفة التي يمكن أن تدفع حال نشوب صراعات وسقوط قتلى جراء التغيرات المناخية، ويعتبر التقرير الذي حمل عنوان "عواقب الهجرة والتغيرات البيئية العالمية" و الذي يركز على أنماط الهجرة البشرية من أكثر الدراسات التفصيلية التي تم إجرائها حول تأثير الفيضانات والجفاف وارتفاع معدلات سطح البحر على أنماط الهجرة البشرية في الخمسين عاماً القادمة، وقال البروفيسور سير "جون بادنغتون" المكلف بإجراء الدراسة أن التغيرات البيئية ستضرب فقراء العالم أكثر من غيرهم وأن الملايين منهم سوف يهاجرون، بشكل غير مقصود، نحو المناطق الأكثر عرضة للتغيرات وليس بعيداً عنه، وقال بادنغتون أن هؤلاء (فقراء العالم) سوف يحاصرون في ظروف خطرة وربما لن يمكن نقلهم إلى أماكن آمنة، وكان أحد الأسباب التي دعت إلى إجراء هذه الدراسة هو بحث المخاوف من أن التدهور البيئي الذي قد يسببه التغيرات المناخية ربما يدفع الملايين من لاجييء التغيرات المناخية إلى هجرة أراضيهم الزراعية القاحلة إلى مناطق أقل تأثراً بالمشكلة، ولكن تحليلاً أجري على الدراسة أوضح أن هذه لن تكون هي القضية الأكثر أهمية، مؤكداً أن ثلاثة أرباع الهجرة ستكون داخل الحدود المحلية للدول وغالباً من الريف إلى الحضر، بينما القضية الأساسية، على حد قول بادنغتون، هو التأكيد على أهمية حسن إدارة الهجرة، "وإلا ستكون هناك كوارث إنسانية بمعدل غير مسبوق". بحسب بي بي سي.

وشدد بادنغتون على أهمية مناقشة التغيرات البيئية والتأكد من أن الناس لديهم مرونة بشأن تفهم القضية وهو ما يعني أن الهجرة يمكن أن تساعد في التعاطي مع هذه المشكلة، ولكن فكرة الهجرة الموجهة مازات مثيرة للجدل، فالهجرة ينظر إليها من قبل منظمان وهيئات الإغاثة باعتبارها أمر سيء حيث أنها قد تقتلع مجتمعات بأسرها وربما تؤدي إلى نشوب صراعات، ويرى المراقبون أن التحدي الذي يواجه السياسيين فيما يخص التغيرات المناخية يتعلق بتحقيق طفرة إيديولوجية من خلال إقناع الناس بأن الهجرة ربما تكون شيء جيد، ويقول البروفيسور ريتشارد بلاك من جامعة سوسكس والذي ترأس مجموعة الخبراء التي أجرت التقرير أن التحليلات التي أجراها فريقه تعد "دليل أساسي" لتبرير هذا التغير في التفكير، وأضاف أن التقرير يمد السياسيين يقاعدة ومبدأ قوي يمكن من خلاله مواجهة تحديات الهجرة في المستقبل، وهناك فكرة جيدة يمكن أن تسهل هذا ألا وهي تسهيل هجرة شخص أو شخصين من أسرة واحدة إلى مكان آخر ثم توفير فرص عمل لهم وجعلهم يرسلون أموالاً للآخرين من عائلتهم، ربما يحافظ ذلك على المجتمعات متماسكة حتى بعد الهجرة وأيضا تجنب الحاجة إلى هجرة المجتمعات الكبيرة، وأفاد التقرير أيضا أنه لابد من بذل جهد في التفكير في كيفية تخطيط المدن من أجل مواجهة الهجرة، وبعد المدن التي ربما تضربها الفيضانات وفي هذه الحالة لابد من أن تقوم الحكومات ببناء مدن جديدة بالكامل وذلك بمساعدة الحكومات الغنية من خلال هيئات الإغاثة، إن تكلفة مواجهة أثار وتبعات الهجرة بسبب التغيرات المناخية ربما تكون أكبر بكثير من مواجهة القضية الآن.

العالم غير متأهب

من جهته حذر وزير التنمية الدولية البريطاني أندرو ميتشل من أن فشل بعض الدول في دفع معونتها لصندوق الأمم المتحدة للإغاثة الإنسانية سيؤدي إلى عدم تأهب العالم بطريقة مخلة لمجابهة أي أزمة في المستقبل، وقال الوزير البريطاني إن عدة دول لم تدفع حصتها للصندوق المركزي للاستجابة الطارئة الذي يسعى إلى تسريع توصيل الإغاثة، وكانت بريطانيا قد زادت تعهدها لعام 2012 من 40 مليون جنيه استرليني إلى 60 مليون، لكن من المتوقع أن يعاني الصندوق من نقص في الإيرادات قدره 45 مليون جنيه استرليني في العام المقبل، وقال الوزير "يجب على المجتمع الدولي أن يتنبه إلى التحدي الذي يواجهه"، وكان الصندوق المركزي للاستجابة الطارئة قد تأسس في أعقاب الزلزال البحري الذي تعرض المحيط الهندي له في 26 ديسمبر/كانون الأول من عام 2004، ويعتمد الصندوق على منحة تطوعية من مساهمات الحكومات ومنظمات القطاع الخاص والأفراد، وكانت الأمم قد شكلت الصندوق لتسريع الإغاثة في مناطق الأزمات عن طريق صندوق مركزي واحد، غير أن بعض الدول مازالت تفضل منح معوناتها بطريقة ثنائية وليس مركزيا. بحسب بي بي سي.

وقالت المتحدثة باسم"Action Aid"جين مويو"إن أهمية هذا الصندوق تكمن في أنه يضع المعونات حيث تكون الحاجة شديدة إليها، ومن المهم أن يسعى الأفراد والحكومات بكل ثقلهم حتى نستطيع مساعدة الناس الذين يحتاجون المساعدة وقت حاجتهم إليها"، وكان الصندوق قد تضرر بشدة بسبب سلسلة من الكوارث الطبيعية هذا العام، منها الزلزال البحري في اليابان، وزلزال نيوزيلندة، والمجاعة في القرن الإفريقي، والفيضانات في باكستان والفلبين، وقال الوزير البريطاني إن تزايد عدد من يعيشون في مناطق تعاني من المجاعة أو الفقر يعني أن حدة الكوارث في المستقبل ستكون أكبر، وأضاف ميتشل أن دولا كثيرة تنتظر الكارثة لتحدث قبل أن تقدم على دفع حصتها، وأضاف أن هذا المسلك قد يؤثر في الاستجابة لحالات الطوارئ الحرجة.

وقال الوزير البريطاني إن التأخير وقلة المصادر-خلال الساعات الأولى للكارثة عندما يكون الناجون محشورين تحت الأنقاض في حالة الزلازل مثلا- قد يعني الموت لمن قد تكتب لهم الحياة إذا توفرت المساعدات، لقد تعرض العالم هذه السنة لكوارث مدمرة والأدلة تشير إلى احتمال استمرار هذا الاتجاه، وأظهرت حوادث الماضي أن الاستجابات الدولية كان يمكن أن تكون أكثر فعالية إذا كان هناك تنسيق وتخطيط دقيق في إطار منظومة واحدة بدلا من النهج المتعدد الأطراف الذي كثيرا ما نراه، وقال الوزير "إن المنظومة موجودة لكن كثيرا من الدول وكثيرا من الوكالات تعجز عن مساندتها، مما يدع العالم غير متأهب بطريقة مخلة لما يمكن أن يواجهه في المستقبل من كوارث".

دراسة علمية

على صعيد مختلف اشارت دراسة علمية الى انه قد تكون هناك علاقة بين ظاهرة "لا نينا" المناخية والانتشار الوبائي لمرض الانفلونز، اذ اكتشف علماء فى الولايات المتحدة الامريكية ان الانتشارات الوبائية الاربعة الاخيرة للانفلونزا وقعت بعد احداث ظاهرة لا نينا المناخية التي تتسبب في جلب مياة باردة لسطح المحيط الهادئ في جهته الشرقية، على انه لم يشهد العديد من احداث ظاهرة لا نينا انتشار سلالات جديدة من فايروس الانفلونزا حول العالم، تقول الاكاديمية ان على الرغم من ان هذه الظاهرة المناخية قد تجعل من الانتشار الوبائي مرجحا اكثر، الا ان ذلك ليس دليلا كافيا بذاته- وقد لايكونضرويا ايض، و ظاهرة لا نينا هي الظهير البارد لظاهرة النينو التي تدفئ مياه المحيط الهادي وكلاهما يشكلان ظاهرة التذبذب المناخي الجنوبى المعروفة باسم (ENSO)، ويقول جيفري شامان الاستاذ فى جامعة كولومبيا فى نيويورك ان ظواهرENSO" تؤثر على المناخ وعلى الامطار والرطوبة حول العالم"، ويضيف "لكن التأثيرات متباينة جدا حول العالم"، وعلى الرغم من ذلك، فإن اوبئة الانفلونزا الاربعة الاخيرة (الانفلونزا الاسبانية والتىبداتفى عام 1918 والانفلونزا الآسيوية فى عام 1957 وانفلونزا هونغ كونغ عام 1958 وانفلونزا الخنازير فى عام 2009 ) اعقبت كلها فترات من ظاهرة لانين، وتشترك هذه الاوبئة جميعها فى انها قدمت سلالات جديدة من الفيروس الى اناس لم تطور اجسامهم مناعة ضده، وعادة مايتم انتاجها عندما يصيب اثنان من السلالات الفايروسية الموجودة طائرا او خنزيرا فيتم تبادل جيناتهما الوراثية. بحسب بي بي سي.

ومن غير الواضح حتى الان مدى الارتباط بحدوث ظاهرة لانينا، الا ان الابحاث الاخيرة اظهرت إن انماط طيران بعض الطيور البرية وتوقفاتها اثناء رحلاتها وهجراتها اختلفت بين سنوات ظاهرتي النينو ولا نينا المناخية، وقال البروفسور شامان "افضل تقديراتنا هي وضع الطيور التي لا تختلط (تحت ظروف ظاهرة لانينا) وذلك سيسمح بحدوث اعادة تشكيل الجينات"، الا ان حقيقة ان فترات ظاهرة "لا نينا" الاخرى لم يتبعها انتشار اوبئة يشير الى أن هناك عوامل اخرى يجب ان تكون مشتركة في ذلك، ويمثل وباء انفلونزا الخنازير فى 2009 - 2010 جزءا من هذا النموذج، حيث يجب ان تكون هناك علاقة ما لتقاطع السلالات الفايروسية مع الطيور والخنازير كذلك، ومن المحتمل جدا اثناء هجرة الطيور البرية، أن تزور مزارع الدواجن والبط التى تعيش جنبا الى جنب مع الخنازير خاصة فى البلدان النامية، ويحذر البروفسور شامان من إن هذا الارتباط أبعد من أن يكون كافيا بحيث يمكن استخدامة كأداة للتنبؤ بالاوبئة، ولكن رصد الطيور والخنازير والناس والدراسة الجينينة لفايروس الانفلونزا تكثفت استجابة للتفشى الوبائي مؤخرا لكل من انفلونزا الخنازير وانفلونزا الطيور، وان ذلك سيظهر، كما يعتقد البروفسور شامان، بمرور الزمن مدى صحة هذه النظرية، ويقول شامان "الان، يمكننا النظر فى انتشار الجين الفيروسي فى عدد من الطيور والخنازير والبشر - وقد نكون قادرين على الحصول على شئ اكثر قوة من الناحية الاحصائية للتوفر على فهم افضل لهذه الآليات".

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 28/كانون الثاني/2012 - 4/ربيع الأول/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م