معتقلي غوانتانمو... تركة أمريكية تثير حفيظة أفغانستان

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي يحتدم فيه صراع المساومات بين طالبان وكرزاي وأمريكا، لإنهاء حالة الحرب المستمرة على مدى عشر سنوات، وأجراء محادثات السلام بين جميع الاطراف، يثار جدل حول عملية النقل المحتمل لسجناء طالبان في معتقل جوانتانامو، حيث عارض الرئيس الافغاني ذلك بقوة، وقال نحن نؤيد الافراج عن معتقلي غوانتانامو، ولكن نريد دخول المفاوضات مع طالبان وامريكا، واننا لا نريد ان يذهبوا الى قطر مباشرة، لأن ذلك يعني تقويضا لسيادتنا وللقانون الافغاني ولدستورنا، في المقابل ارسل بعض اعضاء الكونجرس بالفعل خطابات سرية تعارض فيها خطة الادارة المبدئية لنقل السجناء، وقال عضو بالكونجرس على دراية بالسياسة الخاصة بالمعتقلين، ان المخاوف تشمل ايضا المكان الذي قد ينتهي اليه مقام هؤلاء المعتقلين اذا جرى تسليمهم للحكومة الافغانية، نظرا الى سجلها الضعيف في الامن، فيما يعد فتح مكتب لحركة طالبان في الدوحة، خطوة محورية في طريق التوصل الى حل سياسي للحرب الافغانية، فمن شأن هذه الخطوة ايجاد "عنوان" للحركة يمكن للمفاوضين الاتصال به، فقد كان التأكد من حقيقة من كانوا يدعون بتمثيل طالبان في الماضي، احدى المشاكل الرئيسية التي كانت تعترض العملية التفاوضية.

ولكنه ما زال من غير المؤكد ما اذا كانت الحركة تريد التفاوض فعلا. فهي تعلم ان القوات الغربية في طريقها للانسحاب من افغانستان بحلول عام 2014، ولذا فسيتردد بعض قادتها في الجلوس والتفاوض مع ممثلي اولئك الذين يقتلون جنودهم وقادتهم في ارض المعركة.

هناك توقعات أخرى تشير إلى أن الولايات المتحدة ترغب فى تسليم زمام الحكم الأفغاني لطالبان مقابل إعلان السلام، وأن تبقى طالبان تحت القيادة الأمريكية بشكل غير مباشر، مثل ما يحدث حاليا فى دول الخليج، التي تسطير على أمنها وحدودها القواعد الأمريكية، لكن يبقى الحكم في يد أصحاب البلاد، دون أن تهدد أمن ومصلحة أمريكا، ويبقى السؤال إلى أي اتجاه ستخضع حركة طالبان، ولأي خطة ستلجأ إليها من أجل إنهاء الحرب فى أفغانستان؟

محادثات السلام

فقد أثار تسجيل مصور يظهر على ما يبدو جنودا امريكيين يتبولون على جثث مقاتلين من طالبان غضبا في أفغانستان ووعدت الولايات المتحدة بالتحقيق فيه لكن متحدثا باسم الحركة الافغانية قال انه لن يؤثر على جهود الوساطة لاجراء محادثات سلام.

ويظهر التسجيل المصور الذي نشر على موقع يوتيوب ومواقع اخرى على الانترنت أربعة رجال بملابس القتال المموهة يبولون على جثث ثلاثة قتلى من طالبان. ويقول احدهم مازحا "اتمنى لك يوما لطيفا يا صديقي." وقال الاخر مزحة بذيئة، وأدان الرئيس الافغاني حامد كرزاي الفيديو ووصف في بيان تصرف الرجال الاربعة بأنه "غير انساني" وطالب بالتحقيق في الامر، وقال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا "شاهدت اللقطات المصورة ووجدت ان السلوك الذي ظهر بها مستهجن بشكل قاطع...أولئك الذين يثبت أنهم ضالعون في مثل هذا السلوك سيحاسبون الى أقصى درجة، وقالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان بانيتا اتصل هاتفيا بالرئيس الافغاني لشجب هذه الافعال المصورة في الفيديو التي وصفها بانها "مؤسفة" وتستوجب تحقيقا فوريا. وقال الجنرال مارتن ديمسي رئيس هيئة الاركان الامريكية ان الافعال التي أظهرها الفديو غير مشروعة، وقال مسؤول في سلاح مشاة البحرية الامريكية انه أمكن تحديد هوية اثنين من مشاة البحرية الاربعة الذين شوهدوا في تسجيل مصور وهم يبولون على جثث قتلى من اعضاء حركة طالبان. واضاف المسؤول قوله ان سلاح مشاة البحرية يعتقد ان التسجيل المصور صحيح، لكن البنتاجون لم يصل الى حد التأكيد الرسمي على ان الفيديو حقيقي وقال بانيتا انه لم يتم بعد التوصل الى "نتيجة مؤكدة" للامر، ويأتي نشر الفيديو في وقت حرج تسعى فيه واشنطن الى تعزيز المصالحة في افغانستان مع قيام القوات الامريكية بالانسحاب تدريجيا من البلاد، ومن المرجح ان يثير الفيديو مشاعر قوية مناهضة للولايات المتحدة في أفغانستان بعد عشر سنوات من الحرب التي شهدت انتهاكات أخرى. ويمكن ان يعقد هذا جهود المصالحة مع الانسحاب التدريجي للقوات الاجنبية. بحسب رويترز.

 وقال رسالة رحماني وهو عضو كبير في المجلس الاعلى للسلام التابع للحكومة الافغانية مثل هذه الافعال تترك أثرا سيئا للغاية على جهود السلام، وبعد ان لاح في الافق أمل في نجاح الجهود الامريكية طوال أشهر لاجراء محادثات سلام أفغانية أطلقت الادارة الامريكية جولة جديدة من الجهود الدبلوماسية المكوكية بهدف ابرام اتفاق مع متمردي طالبان يسمح بفتح مكتب سياسي يمثلهم في دولة قطر في الخليج، ويبدأ السفير مارك جروسمان الممثل الخاص للرئيس الامريكي باراك أوباما في أفغانستان وباكستان في مطلع الاسبوع نشاطا دبلوماسيا يشمل اجراء محادثات مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي في كابول ويزور قطر لاجراء مباحثات مع الحكومتين الافغانية والقطرية وأيضا كبار المسؤولين في دول منها تركيا والمملكة العربية السعودية، ورغم المخاوف من ان يؤثر الفيديو على اجراءات بناء الثقة بين أطراف الصراع في أفغانستان قال متحدث باسم طالبان ان الصور صادمة لكن الفيديو لن يؤثر على المحادثات او على تبادل محتمل للسجناء، وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم الحركة "نعرف ان بلادنا محتلة. هذه ليست عملية سياسية لذا لن يضر التسجيل المصور بمحادثاتنا وتبادل السجناء لان المسألة في مرحلتها الاولية.

سجناء طالبان

في سياق متصل يبحث منتقدون لعملية النقل المحتمل لسجناء طالبان سبل عرقلة ذلك حتى قبل ان تتخذ ادارة الرئيس باراك اوباما فيما يبدو القرار النهائي بشأن اكثر العناصر اثارة للجدل السياسي في محاولتها للتوسط في اتفاق سلام افغاني، واطلع مسؤولو الادارة - في ظل جدار من السرية المشددة - نوابا كبارا يتعاملون مع القضايا العسكرية والمخابراتية والمتعلقة بالسياسة الخارجية على اقتراح بنقل خمسة من كبار معتقلي طالبان في السجن العسكري بخليج جوانتانامو في كوبا الى الحجز في افغانستان، لكن مسؤولين في الكونجرس قالوا ان البيت الابيض لم يبدأ بعد عملية رسمية تستمر 30 يوما لاخطار الكونجرس والتي ينص عليها قانون امريكي جديد، واذا نقلت الولايات المتحدة السجناء فستقترب من تنفيذ مجموعة من اجراءات بناء الثقة التي تأمل ادارة اوباما ان تمهد الطريق للوصول في نهاية المطاف الى اتفاق بين الحكومة الافغانية وطالبان التي اطيح بها في غزو قادته الولايات المتحدة عام 2001.

ومن بين المعتقلين الذين يقول المسؤولون ان عملية النقل المحتملة ستشملهم الملا محمد فضل وهو قائد سابق بطالبان تثور مزاعم عن مسؤوليته عن قتل الاف الشيعة الافغان، واحدث التسليم المحتمل لفضل وهو "معتقل شديد الخطورة" كان ضمن المجموعة الاولى للمعتلقين الذين ارسلوا الى جوانتانامو في اوائل 2002 حالة من الانزعاج في الكونجرس وبين بعض مسؤولي المخابرات الامريكيين، وارسل بعض اعضاء الكونجرس بالفعل خطابات سرية تعارض فيها خطة الادارة المبدئية لنقل السجناء، وقال عضو بالكونجرس على دراية بالسياسة الخاصة بالمعتقلين متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته "من الصعب تصور انهم اذا نقلوا اشخاصا خطرين بالفعل الى اماكن خطيرة حقا فلن يكون هناك قتال، وقال نفس العضو ان المخاوف تشمل ايضا المكان الذي قد ينتهي اليه مقام هؤلاء المعتقلين اذا جرى تسليمهم للحكومة الافغانية نظرا الى سجلها الضعيف في الامن، وكان مئات السجناء فروا في ابريل نيسان الماضي من سجن بجنوب افغانستان عبر نفق حفرته طالبان، ومن بين الاعتراضات على نقل السجناء خاصة بين الجمهوريين وجود أدلة على ان بعض معتقلي جوانتانامو عادوا الى ميدان القتال، وفي حين يظل مهندسو عملية نقل السجناء غير واضحين فانها تمثل خطوة كبيرة للامام في اطار الجهود الامريكية لوقف اراقة الدماء المستمرة منذ عشر سنوات في افغانستان.

لكن القانون يلزم الادارة ايضا بابلاغ لجان المخابرات بالكونجرس عن اي المعتقلين الذين تعتزم نقلهم وتحديد المكان الذي سيرسلون اليه وما اذا كانت الولايات المتحدة دفعت اموالا للدولة المستقبلة في اطار الاتفاق، ويتعين على الادارة ايضا ان تضمن لعدة لجان ان وزارتي الدفاع والخارجية ومدير المخابرات الوطنية يقدرون ان الدول التي تقبل المعتقلين تفي بشروط معينة منها الا تكون دولة راعية للارهاب وان تضمن الا يشكل المعتقلون السابقون تهديدا للولايات المتحدة، ومن المرجح ان يؤيد الديمقراطيون محاولة اوباما للسلام. وترجع رغبة البيت الابيض لخفض بعض القوات الامريكية في افغانستان لاسباب من بينها الضغوط المالية واعتقاد واسع النطاق بأنه لا يمكن الفوز بالحرب عن طريق القتال فقط. بحسب رويترز.

وقال معاون دفاعي كبير بالكونجرس ان رد الفعل على اي خطة لاطلاق سراح سجناء من طالبان يعتمد على من سيحتجز معتقلي طالبان على الاقل في البداية واين سيحتجزهم، واضاف "هناك اشخاص هنا سينتقدون لغرض الانتقاد. سيكون هناك اشخاص كثيرون سيقولون 'انا ضد هذا - هذا لن يؤدي الا لتقوية طالبان، ومع ذلك فليس لدى الكونجرس صلاحيات تذكر لارجاء او وقف عملية اطلاق سراح المعتقلين المقررة باستثناء قدرته على الموافقة على تشريع جديد يتعين ان يقره مجلسا النواب والشيوخ قبل ان يوقعه الرئيس، وربما لا يزال اوباما عازفا عن المخاطرة مع اقترابه من انتخابات نوفمبر تشرين الثاني. وقال عضو ديمقراطي بالكونجرس تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته ان الادارة اشارت العام الماضي الى انها لن تمضي قدما في عملية النقل اذا لاقت معارضة كبيرة في الكونجرس.

الرئاسة الافغانية

فيما طالبت حركة طالبان بنقل معتقلي غوانتانامو الى قطر في اثناء مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة الامر الذي يعارضه الرئيس الافغاني "بقوة"، على ما اعلن متحدث باسم حميد كرزاي، وقال ايمال فايزي "نحن نؤيد الافراج عن معتقلي غوانتانامو. لكننا لا نريد ان يذهبوا الى قطر مباشرة. ان حكومتنا تعارض ذلك بقوة، وتابع ان كرزاي اطلع على هذا المشروع "عشية مؤتمر بون" (المانيا) حول افغانستان واضاف "عندما تحدث الاميركيون الى الرئيس كانت المرة الاولى التي يطلع فيها على امر من هذا القبيل، واوضح "التقى الاميركيون وطالبان عدة مرات. وهذا امر ناقشه الطرفان. نحن نجهل اسبابه، واردف "لكن موقفنا واضح جدا: نريد فترة انتقالية بادارة الافغان" مضيفا ان الحكومة الافغانية "تريد المشاركة في المفاوضات، وتابع "لا يمكن ارسال (المعتقلين) مباشرة الى قطر. بحسب فرانس برس.

هذا تقويض لسيادتنا وللقانون الافغاني ولدستورنا. افغانستان دولة مستقلة كما تعلمون، وتضم قاعدة غوانتانامو البحرية الاميركية في كوبا منذ حوالى عشر سنوات معتقلين من افغانستان. ووصل عدد المعتقلين في القاعدة في وقت ما الى 778، فيما كان حوالى 171 معتقلا ما زالو محتجزين فيها في 10 تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

قطر

في المقابل شدد رئيس الوزراء القطري على ان حركة طالبان يجب ان تكون جزءا من الحل المنشود في افغانستان واعترف ضمنيا بوجود مساع لفتح مكتب للحركة في الدوحة، وقال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني على هامش مؤتمر صحافي عقب اجتماع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا الحل (في افغانستان) يتطلب ان تكون طالبان جزءا منه و ان تشارك بطريقة يتفق عليها الافغان، واضاف قائلا هذا يتطلب التواصل معهم، لكن المسؤول القطري تجنب الخوض في موضوع استدعاء افغانستان لسفيرها في قطر احتجاجا على عدم اشراكها في المحادثات بشأن فتح مكتب لطالبان في الدوحة وعندما تم سؤاله عن الموضوع اكتفى بالقول "هناك شيء من الصحة، واضاف قائلا ان "قطر تتحدث دائما عن الوصول الى الحلول السلمية في مثل هذه القضايا ولا استطيع ان ادخل في التفاصيل، وكانت الخارجية الافغانية اعلنت ان افغانستان استدعت سفيرها في قطر لاجراء مشاورات معه. وكانت الولايات المتحدة قد بحثت خططا لفتح طالبان مكتبا في قطر بنهاية العام في تحرك يهدف لتمكين الغرب من اجراء محادثات سلام رسمية مع الجماعة المتطرفة، غير ان مسؤولا رفيعا بالحكومة الافغانية رفض الكشف عن اسمه قال ان كابول وان كانت توافق على مثل هذا التحرك، الا انها سحبت سفيرها احتجاجا على عدم التشاور معها في تلك الخطوة، وقال البيان الرسمي للخارجية الافغانية ان "جمهورية افغانستان الاسلامية تربطها علاقات اخوة مع الحكومة القطرية، وتشكرها لتعاونها في اعادة بناء افغانستان، واضاف "غير انه فيما يتعلق بالتطورات الاخيرة في افغانستان والمنطقة، بما في ذلك علاقات افغانستان بقطر، قررت الحكومة الافغانية استدعاء سفيرها خالد احمد زكريا من الدوحة لاجراء مشاورات. بحسب فرانس برس.

وقال المسؤول الرفيع ان الحكومة الافغانية تدرك ان قطر اجرت محادثات مع الولايات المتحدة والمانيا حول فتح مكتب لطالبان، وان الحكومة الافغانية تدعم هذا التحرك كسبيل لتيسير عملية السلام، ولكنه اضاف "تم استدعاء السفير احتجاجا على عدم اشراكهم الحكومة الافغانية في تلك المحادثات رغم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين.

وتابع ان فتح هذا المكتب "لا ينبغي النظر اليه باعتباره تنازلا" لطالبان، ومن شأن مكتب ما يطلق عليه "امارة افغانستان الاسلامية" ان يكون اول جهة تمثيل يعترف بها في الخارج لطالبان منذ طردتها القوات الاجنبية بزعامة الولايات المتحدة من السلطة في افغانستان عام 2001، وقال دبلوماسيون غربيون انهم يأملون ان يؤدي فتح المكتب لطالبان الى دفع المحادثات بهدف المصالحة بين المتمردين والحكومة الافغانية وانهاء الحرب المستمرة منذ عقد.

تصريحات بايدن

كما وافق الرئيس الافغاني حميد كرزاي على تصريحات نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الذي اعتبر الاسبوع الفائت ان طالبان ليسوا "اعداءنا في حد ذاتهم، وكانت تصريحات بايدن لمجلة نيوزويك اثارت استياء في الولايات المتحدة التي تخوض منذ عشرة اعوام حربا ضد طالبان، لكنها تسعى اليوم الى التوصل لحل سياسي، وقال كرزاي في احتفال في كابول "نحن مسرورون جدا بان تكون اميركا اعلنت ان طالبان ليسوا اعداءها. هذا الامر سيجلب السلام والاستقرار للشعب الافغاني، وشدد بايدن على ضرورة ان ينهي متمردو طالبان اي صلة لهم مع القاعدة، واضاف يمكننا القول انه اذا قطعت افغانستان صلتها بالاشخاص الذين يتعرضون للولايات المتحدة وحلفائها، فهذا الامر كاف، وفي اطار سعيها الى تسوية سياسية، بدلت الحكومة الافغانية لهجتها حيال المتمردين وباتت تتحدث عن هجمات يشنها "ارهابيون" وليس عن هجمات تشنها طالبان، لكن كثيرين من الافغان يخشون تداعيات اشراك طالبان في عملية سياسية، وخصوصا على صعيد المساس بحقوق الانسان والحريات. بحسب فرانس برس.

محادثات سرية

الى ذلك نفى قائد كبير من حركة طالبان الافغانية ان الحركة اجرت محادثات سرية مع مسؤولين امريكيين وان تلك المحادثات قطعت شوطا مهما، وقال القائد هاتفيا ردا على تصريحات مسؤولين امريكيين يقولون ان المحادثات تجرى منذ عشرة اشهر ووصلت الى نقطة تحول "كيف يمكن ان تصل المحادثات الى مرحلة حرجة وهي لم تبدأ أصلا، ويقول مسؤولون امريكيون كبار انهم سيعرفون قريبا ان كان تحقيق انفراجة ممكنا مما سيؤدي الى محادثات سلام هدفها النهائي انهاء الحرب الافغانية، وفي اطار تسارع ايقاع الجهود الدبلوماسية علمت رويترز ان الولايات المتحدة تبحث نقل عدد غير محدد من سجناء طالبان من السجن العسكري بخليج جوانتانامو ليصبحوا رهن احتجاز الحكومة الافغانية، وتقول طالبان علانية انها لن تدخل في أي مفاوضات بينما توجد قوات اجنبية في افغانستان ولذلك فانها حتى اذا كانت تشارك في محادثات فربما تكون مترددة في الاعتراف بذلك، وربما يشعر القادة بالقلق بشأن الروح المعنوية بين المقاتلين على الارض اذا دخل قادتهم في محادثات، وقال القائد الكبير بحركة طالبان من موقع غير معلوم "موقفنا بشأن المحادثات مازال كما هو. كل قوات الاحتلال يجب ان تغادر افغانستان. وبعدها يمكننا ان ندخل في محادثات، وتوجد سابقة لطالبان في التعامل مع الاحداث استنادا الى دوافع سياسية وليس بناء على دورها الفعلي. بحسب رويترز.

وفي الاونة الاخيرة زعم متحدث باسم طالبان مسؤولية الحركة عن اغتيال مبعوث السلام والرئيس السابق برهان الدين رباني في سبتمبر ايلول. لكن المتحدث نفى تلك المسؤولية في وقت لاحق.

ابرام اتفاق حول التعليم

من جهة أخرى نفت الحكومة الافغانية ان تكون ابرمت اتفاقا مع حركة طالبان تتعهد بموجبه مراجعة المناهج الدراسية لجعلها اكثر تقيدا بالشريعة الاسلامية وتوظيف عدد اكبر من رجال الدين كمدرسين مقابل وقف الحركة المتمردة استهداف المدارس، وتعليقا على تقرير نشرته شبكة المحللين الافغان اكدت وزارة التربية الافغانية انه لم يتم ابرام اي اتفاق من شأنه تعريض النظام التعليمي في البلاد للخطر، وكانت شبكة المحللين الافغان نشرت الثلاثاء تقريرا اكدت فيه ان الاتفاق بين السلطات الافغانية وحركة طالبان تم ابرامه على المستويين الوطني والمحلي، مشيرة الى ان هذا الاتفاق هو ما ادى الى التراجع الملحوظ في وتيرة الهجمات على المدارس، وبلغت الهجمات ضد المدارس والمؤسسات التعليمية في افغانستان ذروتها في 2006 حين قتل عشرات المدرسين والتلامذة وتم احراق مئات المدارس او اجبارها على اغلاق ابوبها، ويؤكد تقرير الشبكة ان المفاوضات بين وزارة التربية وحركة طالبان بدأت في 2007 ولكنها توقفت بضغط من الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.

ويضيف ان هذه المفاوضات استمرت بالمقابل على المستويات المحلية، اي في الاقاليم والمناطق، حيث كانت طالبان توافق على اعادة فتح المدارس او ابقائها مفتوحة في المناطق التي توافق فيها الادارة على اعادة النظر في مناهج التعليم لجعلها اكثر تشددا وعلى توظيف مزيد من رجال الدين المرضي عنهم من طالبان للعمل كمدرسين، ويوضح التقرير ان المفاوضات على المستوى الوطني استؤنفت في 2010، مشيرا الى ان استئنافها ترافق مع خفض حركة طالبان من وتيرة هجماتها ضد المدارس والمدرسين، وكان الرئيس حميد كرزاي اعلن ان التعليم هو السبيل الوحيد لاعادة الامن والسلام الى البلاد، ومنذ سقوط نظام طالبان في نهاية 2001 ارتادت ملايين الفتيات المدارس، بعدما كان نظام طالبان يحظر عليهن ارتيادها، كما ارتفع عدد التلاميذ في سائر انحاء البلاد من مليونين الى ثمانية ملايين تلميذ، وحذرت منظمات للدفاع عن حقوق الانسان من خطر ان تؤدي مثل هكذا اتفاقات الى ردع الكثير من الفتيات عن ارتياد المدارس.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 23/كانون الثاني/2012 - 29صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م