السرطان... داء بوجوه متعددة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: وجدت الدراسات التي تناولت الامراض السرطانية، ان هناك العديد من العوامل التي عززت نسب الارتفاع في الاصابة بهذه الامراض وخاصة بين النساء، بعد ان تنامى القلل والحيرة من اصابة النساء بالسرطان "كسرطان الثدي وعنق الرحم وغيرة"  دون سن الـ(30)، مما يعزز الكثير من الفرضيات المتعلقة بأنماط الحياة الخاصة بكل بلد وكذلك العوامل الوراثية وقوة والجهاز المناعي... الخ، علماً ان اغلب الباحثين والمختصين في هذا الشأن يعانون من قلة الاحصائيات المتعلقة بنسب الوفيات في البلدان النامية مما يقلل من فرص توفير قاعدة بيانات عالمية يتمكن من خلالها الدارسين من التعرف بصورة اقرب على طبيعة هذا المرض وبالتالي القيام بخطوات علمية قد تحد من خطر السرطان.

سرطان عنق الرحم

ففي العام الماضي، أصيبت حوالي مليوني امرأة حول العالم بسرطان الثدي أو سرطان عنق الرحم، وتسببت الإصابة في وفاة ما يزيد عن 600 ألف امرأة، وهو ما يعادل ضحايا تحطم ستة طائرات ركاب كبيرة كل يوم، وقد قام فريق من جامعة واشنطن في سياتل بنشر هذه النتائج في مجلة اللانست البريطانية قبيل مؤتمر الأمم المتحدة للأمراض غير المعدية الذي انعقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك مؤخر، وتعتبر هذه الدراسة أول تحليل عام للاتجاهات العالمية لمعدلات الإصابة بسرطان الثدي وعنق الرحم وحالات الوفاة الناجمة عنهما، حيث اعتمدت على بيانات من 187 دولة، وتوصلت الدراسة إلى أنه بالرغم من أن حالات الوفاة الناتجة عن سرطان الثدي تتركز بين السيدات المسنات في الدول الغنية، إلا أن 76 بالمائة من حالات سرطان عنق الرحم تحدث الآن في الدول النامية حيث يزداد المرض انتشار، وتحدث نصف هذه الحالات تقريبا بين السيدات اللواتي تقل أعمارهن عن 50 عام، وقد خلص مؤلفو الدراسة إلى القول بأن "نتائج الدراسة توضح أن سرطان الثدي وعنق الرحم يمثلان مشكلة بين النساء في سن الإنجاب في الدول النامية لا تقل أهمية عن الأولويات العالمية الكبرى مثل وفيات الأمهات"، وتشير الاختلافات في اتجاهات سرطان عنق الرحم والثدي في دول نفس المنطقة إلى أن "عوامل الخطر الأساسية المعروفة مثل البدانة واستهلاك الدهون الحيوانية لا تفسر جميع الأنماط المسجلة، وقد يفسر التفاعل بين الجينات وعوامل الخطر الفردية المعروفة التباين الملحوظ في هذه الاتجاهات"، وتركز الدراسة على ضرورة إنشاء نظم أفضل للمراقبة وجمع البيانات.

وعلى الرغم من توفر البيانات بكثرة من أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية والهند، إلا أن مناطق كبيرة في أفريقيا وخاصة أفريقيا الوسطى لا تكاد توفر أي بيانات على الإطلاق، وحتى في الدول الأفريقية التي تحاول الحفاظ على السجلات، فإن دقة هذه السجلات تبقى غير مكتملة، وفي هذا السياق، قال تايو سواير، وهو أخصائي أمراض نساء منذ 40 عاماً ويعمل في مدينة لاغوس، أنه شعر بأن إحصائيات المدينة تبدو مكتملة "لأن السلطات لا تسمح بدفن أية جثة إلا بعد معاينة شهادة الوفاة التي توضح سبب الوفاة والتي لا تقل مصداقية عن الشهادات الصادرة في المملكة المتحدة مثلاً"، ولكن في الوقت نفسه، تعتبر عملية الدفن في المناطق الريفية في توجو مثلاً مسألة عائلية خاصة، كما أن تسجيل حالة الوفاة يكلف الأسرة مبلغاً معيناً من المال دون أن يعود عليها بأية فائدة واضحة، لذلك، فإن العديد من الأسر لا تقوم بتسجيل وفياته، وحتى عند توفر البيانات اللازمة حول حالات الوفاة، وجد الباحثون أن بعض الدول مثل أوغندا تقوم بتسجيل حالات الإصابة بالسرطان ولكنها لا تتبع معدلات الوفاة الناجمة عن هذه الإصابات، أما في تنزانيا، فيتم تسجيل الحالة على أنها إصابة بالسرطان دون تحديد نوعه أو التمييز بين سرطان عنق الرحم وسرطان الأجزاء الأخرى من الرحم. بحسب ايرين.

وعند سؤاله عن مدى مصداقية الإحصائيات، أجاب رافائيل لوزانو، وهو أستاذ محاضر في مجال الصحة العامة في معهد سياتل للقياسات والتقييم الصحي، "لحسن حظنا مكننا من جمع بعض المعلومات من الدول التي تتوفر على سجلات للسرطان مثل مالاوي وأوغندا وناميبيا وزيمبابوي وجنوب أفريقي، ولكننا اضطررنا للاعتماد على معلومات شفوية لتشريح الجثث من الدراسات الوطنية في كل من موزنبيق وبوركينافاسو، وقد سمحت لنا نماذجنا باستمداد القوة من بيانات بعض الدول في نفس المنطقة ومناطق أخرى، إن نوعية البيانات تختلف من بلد لأخر ومن فترة لفترة ، ولكن عندما يتعلق الأمر بتسجيل البيانات الحيوية، فهناك دليل قوي على أن نوعية التبليغ عن سرطان الثدي في شهادات الوفاة تعد مقبولة مقارنة بالأسباب الأخرى للوفاة"، وأضاف رافائيل لوزانو أنه واثق من أن الزيادة الواضحة في حالات السرطان بين النساء الأصغر سناً لم تأت فقط نتيجة تحسن خدمات الأمومة وإقبال النساء بصورة منتظمة على مرافق تقديم الخدمة الصحية، وإنما يبدو أن "الزيادة في حالات الإصابة بالسرطان بين النساء في سن الإنجاب هي زيادة فعلية، وقد تبدو هذه الزيادة متواضعة في بعض الدول أو كبيرة في دول أخرى، وعلى سبيل المثال، كانت نسبة وفيات سرطان الثدي بين النساء دون عمر الخمسين عاماً في الكاميرون تصل إلى 33 بالمائة عام 1980، في حين وصلت إلى 43 بالمائة عام 2010"، وفي غينيا الاستوائية كانت الزيادة أكبر، حيث ارتفعت من 22 بالمائة إلى 43 بالمائة، وهذا لا يمكن أن يُفسَّر بتحسن الفحص والمراقبة ولاسيما في ضوء التحديات التي تواجه النظام الصحي في بعض تلك الدول".

من جهته، أبدى سواير قناعة كبيرة بأن هذه الزيادة، خاصة في سرطان عنق الرحم، تعتبر زيادة حقيقية، وعلق على ذلك بقوله، "أنا مندهش للأسف لأنني بدأت أرى الكثير من النساء يعانين من نمو خلايا غير طبيعية في عنق الرحم مع وجود فيروس الورم الحليمي البشري، أنا أعالج سيدة حاليا من سرطان عنق الرحم ولم يتعد عمرها 34 عاماً"، وفيروس الورم الحليمي البشري هو فيروس ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وهو مسؤول عن حدوث سرطان عنق الرحم، ويتوفر الآن لقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن يشكل مع الفحص المنتظم أحد عوامل خفض الإصابة بسرطان عنق الرحم والوفاة الناجمة عنها في الدول الغنية، ولكن نظرا لارتفاع سعر اللقاح الذي يكلف حوالي 300 دولار لدورة علاج من ثلاث جرعات، فقد تم اعتباره بعيدا عن متناول البلدان النامية، ويقوم الآن التحالف العالمي للقاح والتحصين بإجراء مفاوضات مع الجهات المصنعة للقاح لخفض السعر إلى 5 دولارات للجرعة ويخطط التحالف لطرح اللقاح في البلدان المعنية بالمرض قريب، وكان وزير الصحة السنغالي مودو دياجني قد أعرب في شهر يونيو عن أمله في أن يصبح اللقاح متاحاً في بلده بحلول عام 2015، مشيراً إلى أن " الملاريا لم تعد في هذه الأيام تعتبر السبب الرئيسي للوفاة، بل تتمثل الأسباب الرئيسية للوفاة اليوم في الأمراض المزمنة والأمراض غير المعدية ولاسيما السرطان، ومن بين أنواع السرطان، هناك نوع واحد مميت للغاية وهو سرطان عنق الرحم، وأعتقد أن استحداث اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري يمكن أن يساعدنا على خفض عدد النساء اللائي يمتن بسبب هذا المرض".

سرطان الثدي

الى ذلك وجد تقرير أميركي جديد أن النساء الفقيرات في أميركا يواجهن خطر الموت بسرطان الثدي أكثر، مقارنة بالأكثر غنى، ونقل موقع (هلث داي نيوز) الأميركي عن الطبيب أوتيس براولي من جمعية السرطان الأميركية، أن "النساء الفقيرات في أميركا هن حالياً معرضات أكثر لخطر الموت بالسرطان بسبب قلة الحصول على الفحوصات اللازمة والعلاجات الأفضل"، وأضاف براولي أن هذا التفاوت المتواصل يعيق التقدّم في مكافحة سرطان الثدي، وسيتطلب جهوداً متجددة لضمان أن تحصل كل النساء على خدمات العلاج والكشف العالية الجودة عن المرض، وذكر التقرير الذي أعدته الجمعية الأميركية أن أكثر من 230 ألف امرأة ستخضع لكشف عن سرطان الثدي هذا العام، وقرابة 40 الفاً ستمتن بالمرض الذي يعد أكثر نوعاً سائداً من السرطان بين الأميركيات بعد سرطان الجلد، لكن تبيّن أن معدل الوفاة بسرطان الثدي في أميركا هو في تراجع ثابت منذ أكثر من عقدين، وقد انخفض المعدّل 3% في العام الواحد منذ عام 1990 بين النساء ما دون الـ50 من العمر، أما بين اللواتي يزيد عمرهن عن 50 فإن الإنخفاض قارب 2% سنوياً. بحسب يونايتد برس.

اكتشافات

في سياق متصل يوصى بالكشف عن سرطان الثدي ابتداء من سن الخمسين، لكن امرأة من بين اثنتين تلجأ إليه بين الأربعين والخمسين، وبالنسبة إلى الخبراء لا بد من تقييم إيجابيات وسلبيات احتمال إخضاع النساء في الأربعين من عمرهن لكشف منظم، وتشكل سرطانات الثدي بين سن الأربعين والخمسين 16،5% من مجموع أمراض سرطان الثدي، بحسب ما أوضح الدكتور مارك إيسبييه (مستشفى سان لوي) خلال مؤتمر نظمته اللجان النسائية للوقاية من الأمراض السرطانية والكشف عنه، وعملية الكشف المنظمة التي تقضي بإجراء فحص شعاعي للثدي مرة واحدة كل سنتين (في فرنسا) للنساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 50 و74 عاما، لطالما كانت موضع تساؤل، وعلى الصعيد الشخصي، قد يؤدي هذا الكشف إلى الطمأنة من دون وجه حق (لأنه يمكن للسرطان أن يظهر بين صورتين شعاعيتين) أو عن قلق من دون وجه حق (من خلال الإضاءة على بعض الخلل الذي كان ليبقى هامدا)، لكن أهمية الكشف تقاس على صعيد الصحة العامة ومن خلال خفض الوفيات وخفض التكاليف التي يتحملها المجتمع، هل يجب توسيع رقعة عملية الكشف لتشمل من هن في الأربعين من عمرهن، في حين أن نصف اللواتي تتراوح أعمارهن بين الأربعين والتاسعة والاربعين قد سبق وخضعن لصورة شعاعية للثدي؟، بالنسبة إلى الأستاذ المحاضر في الاقتصاد الصحي جان-بول مواتي، فإن مشكلة العلاقة بين الكلفة والفعالية تأتي ثانوية، فهو يرى أن "أساس الخيار الاجتماعي يتمحور حول النتائج السلبية للكشف"، محذرا من "استناج إما بالأبيض وإما بالأسود". بحسب فرانس برس.

من جهتها تلفت المتخصصة في علم النفس وطبيبة الأمراض النفسية والعقلية ناتاشا إسبييه أن دعوة النساء إلى إجراء الكشف "يذكرهن بأن سرطان الثدي واقع" وأنه لا يمكن استبعاد القلق، كذلك فإن هذه الدعوة تخلق لدى بعض النساء "فكرة شبه سحرية" إذ يتوقعن من دون وجه حق أن الكشف سوف يجنبهم مرض السرطان، أما الدكتورة آن تارديفون (معهد كوري) فتشرح أن النساء الأصغر سنا يملكن عادة أثداء أكثر كثافة وأكثر تغايرا وتتأثر بالتغيرات الناجمة عن الدورات الهرمونية، وهذه كلها عوامل تزيد من احتمال "عدم كشف سرطان ما" أو على العكس تشخيص سرطان ما عن طريق الخط، ويأتي تفاقم الأمراض السرطانية لدى النساء الأصغر سنا أكثر سرعة، الأمر الذي يطرح سؤالا حول الفترة الزمنية بين صورتين شعاعيتين للثدي، من جهة أخرى تطرح القضية الدقيقة المتعلقة باحتمال الإصابة بالسرطان نتيجة التعرض للاشعاعات، والفحص المعتمد للكشف عن سرطان الثدي والذي يتكرر بانتظام هو الصورة الشعاعية للثدي التي تعتمد على الأشعة السينية، وبما أن الثدي هو أحد الأعضاء الأكثر تأثرا بالإشعاعات، كلما تعرض لها في سن مبكرة كلما ارتفعت احتمالات الإصابة بالسرطان بحسب ما تشرح الدكتورة كاترين كولين (أوسبيس سيفيل دو ليون).

وتشير إلى أنه بعد سن الخمسين "نكون مطمئنين عادة"، لكن بين الأربعين والخامسة والأربعين "الدراسات لا تأتي جازمة"، من بين 24 بلدا تطبق برنامجا وطنيا للكشف المبكر، خمسة فقط حددت العتبة ابتداء من سن الأربعين واثنين ابتداء من الخامسة والأربعين، أما في بريطانيا فستخفض من 50 عاما إلى 47 عام، وتجزم أنييس بوزين رئيسة المعهد الوطني للسرطان (إنكا) أنه "ليس هناك من عناصر تبرر توسيع برنامج الكشف المعمم"، لكنها تشير من ناحية أخرى إلى أن "سؤالا يطرح حول كشف مبكر أكثر تهديفا يرتكز على عوامل خطر شخصية" (سابقة عائلية أو تدخين أو وزن زائد إلخ...)، وتضيف "نحن حذرون حاليا"، بالنسبة إلى النساء اللواتي يحملن تغيرا جينيا مرتبطا باحتمال كبير في تشكيل سرطان في الثدي، لا يطرح السؤال، فهؤلاء ينصحن ابتداء من سن الثلاثين بمراقبة سنوية تشمل صورة شعاعية وصورة بالموجات فوق الصوتية وأخرى بالرنين المغنطيسي.

بريطانيا ونمط الحياة

فيما أفادت دراسة أن 40 في المئة من حالات السرطان المشخصة في بريطانيا (130 ألف حالة) تعود الى عوامل مرتبطة بنمط الحياة كالتدخين واستهلاك الكحول والسمنة، واتضح من الدراسة أن للتدخين التأثير الأكبر بين العوامل المذكورة، حيث هو مسؤول عن 23 في المئة من الحالات عند الرجال و 15.6 في المئة عند النساء، يليه قلة استهلاك الخضار والفاكهة الطازجة عند الرجال والسمنة عند النساء، ونشر التقرير في دورية British Journal of Cancer، ويقول معدو الدراسة إنها تتضمن التحليل الأشمل حتى الآن حول الموضوع، وقال رئيس فريق الباحثين بروفيسور ماكس باركين "يعتقد الكثيرون أن السرطان يعود الى القدر أو العوامل الوراثية، ولكن بالنظر الى الأدلة يتضح أن حوالي 40 في المائة من حالات الاصابة ناجمة عن عوامل نملك السيطرة عليها"، وأفضل النصائح للرجال في هذا المجال هي التوقف عن التدخين وتناول كميات أكبر من الخضار والفواكه الطازجة والتقليل من استهلاك الكحول، وقال بروفيسور بيركن "لم نتوقع أن نتوصل الى أن استهلاك الخضار والفواكه سيكون بهذه الأهمية في حماية الرجال من السرطان، ولم نتوقع أن تكون السمنة المفرطة عامل خطر بهذا المستوى في حال النساء"، وفي المجموع يشترك 14 عاملا مرتبطا بنمط الحياة في المسؤولية عن 134 ألف حالة إصابة بالسرطان في بريطانيا، منها 100 ألف حالة ترتبط بالنظام الغذائي والتدخين والكحول وزيادة الوزن، وترتبط حالة من كل 25 حالة بطبيعة عمل الشخص، من حيث التعرض للكيماويات والاسبست مثل، ويرتبط التدخين بامكانية الإصابة بسرطان الرئة، بينما ترتبط الاصابة بسرطان الثدي بالسمنة في عشر الحالات، ويزيد تأثير هذا العامل على تأثير الرضاعة الطبيعية والكحول، أما في حال سرطان المرئ فيعود نصف حالات الإصابة الى قلة استهلاك الخضار والفواكه، بينما يعود خمس مصدر الخطر الى استهلاك الكحول، حسب التقرير، وبالنسبة لسرطان المعدة يعود خمس الخطر الى وجود نسبة عالية من الملح في الطعام، وترجع أنواع محددة من السرطان كسرطان الحلق والفم الى نمط الحياة بشكل كامل، أما سرطان المثانة والمرارة مثلا فغير مرتبط بنمط الحياة، وقال د هاربال كومار من معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة إن نمط الحياة الصحي لا يضمن عدم الإصابة بالسرطان، ولكن يقلل من احتماله حسب الدراسة.

سرطان البروستات

من جهة اخرى تبين أن ما من جدوى للفحص المعياري الخاص بالكشف عن سرطان البروستات لدى الرجال الذين يتمتعون بصحة جيدة، لأنه في هذه الحالة لا ينقذ الأرواح ويؤدي إلى علاجات لا حاجة إليها، على ما أوضحت لجنة فدرالية أميركية، واستندت توصيات مجموعة العمل المعنية بخدمات الوقاية في الولايات المتحدة إلى نتائج خمسة اختبارات سريرية، وقالت رئيسة اللجنة الدكتورة فيرجينيا موير لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه "للأسف، أظهرت المؤشرات أن هذا الفحص لا ينقذ الأرواح لأنه لا يميز بين السرطان العدواني والسرطان غير العدواني"، ويخضع كل الرجال ابتداء من سن الخمسين لهذا الفحص المسمى مستضد البروستات النوعي بطريقة روتينية، ويقيس الفحص نسبة البروتين الذي تنتجه غدة البروستات ويساعد على الكشف عن الخلايا السرطانية في هذه الغدة، ولكن غالبية الرجال وإن كانوا يحملون خلايا سرطانية لا يصابون أبدا بسرطان البروستات الذي غالبا ما يكون تطوره بطيئا جد، إلى ذلك، فإن فحص سرطان البروستات لا يساهم في إنقاذ حياة الرجال الذين يعانون من ورم عدواني في البروستات لأنه ما من مؤشرات حتى اليوم عن فائدة البدء بعلاج مبكر لهذا الأمراض السرطانية التي تؤدي إلى حالات انبثاث. بحسب فرانس برس.

غرف تسمير البشرة

على صعيد مختلف اصبحت كاليفورنيا مؤخراً الولاية الأميركية الأولى التي تمنع القاصرين من استخدام غرف تسمير البشرة المعروفة بمساهمتها في الإصابة بسرطان الجلد، وذلك بموجب قانون أصدره حاكم كاليفورنيا جيري براون، ولم يرضخ الحاكم الذي يتمتع القسم الجنوبي من ولايته بأشعة شمس قوية على مدار السنة تقريبا، للحجج التي قدمها العاملون في مجال التسمير الاصطناعي الذين اعتبروا كافيا القانون السابق الذي يستوجب إذنا من الأهل بالنسبة إلى القاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين الـ14 والـ18، وقالت وندي كيي دي سيليغ المسؤولة عن اتحاد الأبحاث حول سرطان الخلايا الصبغية (ميلانوما) إن "قرار كاليفورنيا القاضي بمنع من هم دون الـ18 من النفاذ إلى غرف تسمير البشرة هو خطوة في الاتجاه الصحيح للحد من نشاط بلا جدوى يطرح مخاطر كبيرة على الصحة"، وأضافت "أثبتت دراسات عدة أن التسمير الاصطناعي يساهم في الإصابة بسرطان الجلد، وخصوصا الميلانوما، الذي يمكن أن يؤدي الى الوفاة"، وفي الولايات المتحدة، يعتبر الميلانوما السرطان الأكثر شيوعا في أوساط النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 25 و29 عام، ورحب السيناتور الديمقراطي تد ليو بقرار الحاكم، مشيرا إلى أن قرار المنع هذا يحظى بدعم أطباء وممرضات ومنظمة "أميريكان كانسر سوساييتي" المعنية بمكافحة السرطان. بحسب فرانس برس.

الجلوس لمدة طويلة

بدورها وجدت دراسة جديدة ان الجلوس لفترات طويلة يزيد خطر الاصابة بسرطان الثدي والقولون، ونقل موقع (هلث داي نيوز) الأمريكي عن الباحثة المسؤولة عن الدراسة الكندية كريستين فريدنريتش، «يمكننا القول حالياً ان هناك أدلة مقنعة على ان النشاط البدني يقلّص من خطر الاصابة بسرطان القولون والثدي»، وأضافت أنه غير كاف القيام بنشاط بدني لمدة 150 دقيقة في الأسبوع، «فان كنت تمضي بقية وقتك جالساً، أمام الكمبيوتر على سبيل المثال، فان ذلك مشكلة»، مشيرة الى ان التمارين الرياضية المنتظمة يمكن ان تقلّص خطر الاصابة بسرطان القولون بنسبة %35، وبسرطان الثدي بنسبة تصل الى %25، وقالت فريدنريتش، انه على الرغم من العلاقة بين قلة الرياضة وزيادة خطر الاصابة بأمراض القلب معروفة، الا ان العلاقة بين نمط الحياة الذي يعتمد على الجلوس، وخطر الاصابة بالسرطان هو أمر جديد نسبياً وبحاجة لمزيد من التحقيق. بحسب يونايتد برس.

النظام المناعي وسرطان الكبد

من جانب اخر رجح علماء من ألمانيا أن يستطيع النظام المناعي القوي بجسم الإنسان حمياته من الإصابة بسرطان الكبد، واستطاع علماء في مركز "هيلمهولتس الألماني لأبحاث العدوى" بالتعاون مع علماء من كلية الطب في جامعة "هانوفر" إثبات أن النظام المناعي السليم والقادر على أداء عمله بشكل صحيح يكتشف الخلايا التي في طريقها لأن تصبح سرطانية وهي لا تزال في مراحلها الأولى ويقتل هذه الخلايا قبل أن تصبح سرطانية، ونشر الباحثون نتائج دراستهم في مجلة "نيتشر" البريطانية، ورجح الباحثون إمكانية أن تلعب مثل هذه الآلية الموجودة في الكبد دورا محوريا في أعضاء أخرى بالجسم، وحسب هذه الآلية تتحول الخلايا المهددة بشكل كبير لأن تصبح خلايا سرطانية من خلال الضغط الكيماوي أو الإشعاع إلى حالة تشبه التقاعد يصفها العلماء بالشيخوخة وبذلك يصبح النظام المناعي قادرا على التعرف على هذه الخلايا من خلال هذا النوع من البيات الشتوي ويبدأ النظام الدفاعي للجسم المتمثل في الخلايا التائية في مراقبة هذه الخلايا بشكل مكثف وإزالتها قبل اندلاع السرطان. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأوضح الباحثون أن النظام المناعي الضعيف لا يستطيع أن يقوم بهذه المهمة بالشكل الكامل، وتحمي حالة التقاعد الخلايا من أن تتكاثر بشكل خارج عن السيطرة وأن تكون أوراما "وبذلك يحول الجسم دون استمرار هذه الخلايا في التغير ونموها حتى تصبح ورما" حسبما أوضح رئيس مجموعة الباحثين في مركز "هيلمهولتس" البروفيسور لارس تسيندر، ولدراسة العلاقة بين شيخوخة الخلايا والنظام المناعي وتكون السرطان استثار العلماء برنامج الشيخوخة في خلايا الكبد لدى فئران المعمل باستخدام طرق علم الأحياء الجزيئية "فاستطعنا أن نرى بوضوح كيف بدأ الجهاز المناعي في رد فعل قوي ضد الخلايا المتغيرة" حسب تسيندر الذي أشار إلى أن الجهاز المناعي لهذه الفئران استبعد الخلايا المتغيرة من الجسم بعد عدة أسابيع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/كانون الثاني/2012 - 28صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م