الجيش الأمريكي... إستراتيجية جديدة أم انكفاء اضطراري؟

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: بحسب الوثيقة التي كشف عنها مؤخراً الرئيس الامريكي "باراك اوباما" والتي تضمنت استراتيجية الدفاع الامريكي الجديدة "المستقبلية" وحديثها عن التقليص الكبير في عدد القوات الامريكية اضافة الى تقليل ميزانية وزارة الدفاع القادمة، والذي اثار جدلاً واسع النطاق وتكهنات متضاربة عن مستقبل اقوى جيوش العالم عدة وعديد.

وقد اوضحت الولايات المتحدة الامريكية سبب هذا الترشيق لحاجتها الى قوات ضاربة وصغيرة لمواجهة التحديات الجديدة على صعيد الارهاب الدولي وكذلك لاعادة الانتشار في مناطق اخرى -غير التقليدية- تعتبر مصدر قلق للولايات المتحدة وخصوصاً في قارة اسيا والمحيط الهادي وتحديداً عند بحر الصين الجنوبي ومحاولاتها "احتواء" قوة الصين المتنامية.

فيما رجحت اراء اخرى تراجع الولايات المتحدة على المستوى العسكري الى اسباب اقتصادية واجتماعية اجبرتها على البحث عن بدائل اكثر واقعية، اضافة الى تجاربها السابقة في حرب العراق وافغانستان والتي حجمت من امكانيتها في خوض عدة حروب في وقت واحد.

حروب العالم

اذ ان الاندبندنت هي الصحيفة الوحيدة التي تفرد صفحتها الاولى لموضوع غير بريطاني، وعنوانها الرئيسي اوبام، الولايات المتحدة لم تعد قادرة على خوض حروب العالم، وفي تقرير لمراسلها في واشنطن تتوسع الصحيفة في تغطية الخطة التي اعلنها الرئيس الامريكي باراك اوباما لتقليص الجيش الامريكي، وبعد حربي العراق وافغانستان في العقد الاول من القرن الحادي والعشرين، يقول اوباما ان بلاده لن تكون لديها الموارد لخوض حربين في آن واحد، وتقضي الخطة الجديدة بتقليص القوات الامريكية بنحو نصف مليون فرد وستركز على مكافحة الارهاب ومواجهة تحديات صاعدة في اسيا بقيادة الصين، وتنقل الصحيفة قول اوبام، نطوي صفحة عقد من الحروب ويضيف ان بلاده تواجه الان لحظة انتقالية، وان كان اوباما اكد للاصدقاء والاعداء ان الولايات المتحدة ستحتفظ بقوة تضمن لها تفوقها على منافسيه، وتقول الصحيفة ان خفض القوات سيعني تقليل الوجود الامريكي في اوروبا وقوامه 80 الف فرد، ويعني التحول في الاستراتيجية الامريكية بالتركيز على اسيا مواجهة صعود الصين كقوة عظمى عسكرية محتملة، وبالتالي تراجع التركيز الامريكي على اوروبا والشرق الاوسط، وتشير الصحيفة الى ان احد اسباب خطة خفض القوات وتعديل الاستراتيجية العسكرية هو سبب مالي، فميزانية وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) المقترحة لعام 2013 المقررة بنحو 662 مليار دولار تفوق الميزانيات الدفاعية لاكبر 10 دول في العالم تلي الولايات المتحدة كقوى عسكرية، وفي وقت يعاني فيه الاقتصاد الامريكي من التباطؤ وزيادة عجز الميزانية وعبء الديون لا يمكن تحمل زيادة الانفاق العسكري.

التفوق بعد التقليص

فيما كشف الرئيس باراك اوباما مؤخراً عن استراتيجية دفاعية جديدة ستقلص القوات المسلحة الامريكية مع ضغط الميزانيات لكنه تعهد بالحفاظ على التفوق العسكري الامريكي في العالم، وقال اوباما للصحفيين في البنتاجون "سيكون جيشنا اصغر حجما لكن العالم يجب ان يعرف ان الولايات المتحدة ستواصل الحفاظ على تفوقنا العسكري بقوات مسلحة سريعة الحركة ومرنة ومستعدة للنطاق الكامل من الطواريء والتهديدات"، واكد اوباما على الوجود الامريكي في منطقة اسيا والمحيط الهادي مع تزايد التنافس بين الولايات المتحدة والصين كما حذر من ان الجيش الامريكي سيبقى متيقظا في الشرق الاوسط، واكملت القوات الامريكية انسحابها من العراق بعد غزوه عام 2003 للاطاحة بصدام كما تجري خفضا لقواتها في افغانستان، وقال اوباما الذي يركز على دعم النمو الاقتصادي ومواجهة معدلات البطالة المرتفعة في اطار سعيه لاعادة انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني ان انهاء الحربين فرصة لاعادة ترتيب اولويات الانفاق الوطني بعد عشر سنوات من الحرب، وبعد اشارته الى ان ميزانية الدفاع شهدت نموا "غير عادي" في أعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 قال اوباما ان وتيرة الانفاق ستتباطأ لكنه سيواصل النمو، وقال "أؤمن على نحو راسخ واعتقد ان الشعب الامريكي يتفهم انه بامكاننا الحفاظ على جيشنا قويا وعلى بلادنا امنة مع وجود ميزانية دفاع تظل اكبر من (ميزانية دفاع) الدول العشر التي تلينا مجتمعة تقريبا"، واذن اوباما بالفعل بتخفيضات في ميزانية الدفاع قيمتها 489 مليار دولار على مدى عشر سنوات، وتواجه ميزانية الدفاع تخفيضات اخرى قدرها 600 مليار دولار بعدما فشل الكونجرس في التوصل لاتفاق بشأن خفض واسع في العجز بعد اتفاق تم التوصل اليه في اغسطس اب 2011 لوضع سقف للدين، وسينشر مقترح الرئيس بشأن الميزانية لعام 2013 في اوائل فبراير شباط، وقال اوباما "لا شك ان البعض سيقولون ان خفض الانفاق كبير جدا وسيقول اخرون انه ضئيل جد، بعد عقد من الحرب وبينما نعيد بناء موارد قوتنا في الداخل والخارج حان الوقت لاستعادة هذا التوازن". بحسب رويترز.

حرب العراق وسعت الهوة

الى ذلك كشفت الحرب في العراق عن هوة متزايدة بين مجموعة صغيرة من الاميركيين تقاتل من اجل البلاد، وباقي افراد المجتمع الذين لم يمسهم النزاع هناك بشكل مباشر، ورغم الاحتفالات التي تقام لمناسبة عودة الجنود الاميركيين الى ارض وطنهم، فان الاميركيين العاديين باتوا اقل تواصلا مع اصحاب البزات العسكرية، حيث تشير الارقام الى ان واحدا من بين كل مئتي اميركي يقيم روابطا مماثلة، وكان وزير الدفاع الاميركي السابق روبرت غيتس عبر في وقت سابق عن قلقه من هذا الانقسام المتصاعد في مناسبات عدة، وقال في خطاب القاه في ايلول/سبتمبر 2010 انه "بالنسبة الى الاميركيين، فان الحروب تبقى عبارة عن عائق او سلسلة بعيدة ومزعجة من الاخبار التي لا تؤثر عليهم على الصعيد الشخصي"، وتحدث غيتس في الخطاب ذاته عن دراسة تشير الى انه في العام 1988 كان لحوالى 40 بالمئة من الشبان الذي تقل اعمارهم عن 18 سنة، والد او والدة من المحاربين القدامى، الا ان هذه النسبة انخفضت الى 18 بالمئة عام 2000، مشيرا الى انها قد تصل الى 10 بالمئة في المستقبل، ومنذ نهاية التجنيد الاجباري في الخدمة العسكرية عام 1973، فان اعداد الاميركيين الذين انخرطوا في الخدمة العسكرية تراجعت بشكل كبير، وتتركز القواعد العسكرية الاميركية اليوم في جنوب ووسط الولايات المتحدة، وذلك بعد اعادة انتشار وتنظيم للمنشآت العسرية اثر انتهاء الحرب الباردة، ونتيجة لذلك، اصبح سكان تلك المناطق وخصوصا الذين ينتمون الى المجتمعات الريفية والقرى الصغيرة، اكثر تمثيلا في الجيش مقارنة مع سكان الشمال الشرقي والساحل الغربي. بحسب فرانس برس.

ويبقى الانضمام الى الجيش مسالة عائلية، حيث ان غالبا ما يلبي اولاد المحاربين القدامى نداءات القوات العسكرية للانضمام اليه، وساهمت حرب العراق بعض الشيء في رفع مستوى الادراك العام حيال القوات العسكرية، حيث ان النسبة الاكبر من المعرفة الاميركية بالمسائل العسكرية محدودة بما يبث في الاعلام، ورغم ذلك فان معظم الاميركيين يجهلون تماما الصراعات التي يمر بها آلاف الجنود الذين بترت اعضاؤهم، او اولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية فيما يحاولون استعادة حياتهم المدنية بعد عودتهم من القتال، وقال الرئيس السابق لهيئة الاركان المشتركة الاميرال مايكل مولن خلال حفل تخريج طلاب في اكاديمية عسركية في ايار/مايو "اخشى انهم لا يعرفونن، واخشى انهم لا يدركون ثقل الحمل الملقى على عاتقنا والثمن الذي ندفعه عندما نعود من المعركة"، ويختبر دانيال لاغانا (27 عاما) الذي ارسل مرتين الى العراق، يوميا الهوة بين الحياة العسكرية والحياة المدنية، علما انه يستكمل على نفقة الجيش حاليا دراسته في جامعة كولومبيا في نيويورك، ولم يشعر لاغانا بالارتياح للعمل في مطعم قرب واشنطن اثر عودته من العراق عقب خدمته الاولى هناك عام 2006، بعدما قال له في احد المرات زميل له "لقد امضيت وقتا طويلا في العراق، وعليك ان تهدأ"، ويبدي الجندي السابق اليوم "قلقه العميق من المسافة التي تفصل بين المجتمع الاميركي والجيش"، ويقول لاغانا "العديد من الناس ينظرون الى المحاربين القدامى على انهم عبارة عن نسخ من رامبو"، وترى الروائية واستاذة اللغة الاسبانية في جامعة جورجتاون باربرة موجيسا، وهي ايضا مستشارة لشؤون الطلاب المحاربين القدامى، ان الهوة بين المجتمع والعسكر موجودة على الدوام.

وتوضح موجيسا التي خدم ابنها مع قوات المارينز في العراق ان "هذه الحروب تجري والناس لا تعرف به، اتحدث الى هؤلاء الاشخاص واقول لهم اشياء مثل، هل ما زلنا في العراق؟، لقد انفصلوا كليا عن الجيش"، وتشير الى ان "هناك عددا قليلا جدا من اعضاء الكونغرس الذين يخدم ابناؤهم في الجيش، هم يرسلون ابناءنا للقتال من دون ان يفكروا في ذلك، لا يدركون حقيقة ما تفعله الحرب، ويتلطون خلف بعض الخطابات المنمقة"، ومن الاخطار الاخرى المترتبة عن وجود هوة مماثلة بين المجتمع والجيش، تسييس القوات المسلحة، حيث ان الولايات التي ينتمي معظم الجنود اليها تميل الى ان تكون محافظة اكثر من تلك التي تقع على الساحلين، ويقول ثلاثة من كل اربعة جمهوريين انهم يملكون روابط عائلية مع الجيش، فيما ان هذه النسبة لتنخفص لتبلغ 59 بالمئة بين الديموقراطيين، وكان مولن حذر من ظاهرة التسييس في خطابه قائلا ان "الناس تحدد المسار الذي يسلكه الجيش، والمهارات التي نكتسبها، والحروب التي نخوضه، الناس هم الذين يحكمون، ونحن نخدمهم"، وتابع "لذا يجب ان نبقى اداة محايدة في يد الدولة، عرضة للمحاسبة امام قادتنا المدنيين مهما كان الحزب الذي ينتمون اليه".

اختبار قنبلة طائرة

بدورها اجرت وزارة الدفاع الاميركية تجربة اطلاق ناجحة لقنبلة طائرة تتحرك بسرعة تفوق كثيرا عن سرعة الصوت وتمكن المخططين العسكريين من ضرب اي هدف في العالم في اقل من ساعة، وقال بيان للبنتاغون ان السلاح من طراز القنابل الاسرع من الصوت وقد اطلقه صاروخ من هاواي الساعة 11،30 تغ ثم انساب محلقا في الطبقات العليا من الغلاف الجوي فوق المحيط الهادئ "بسرعة تجاوزت سرعة الصوت" قبل ان يصيب هدفه في جزر مارشال، وتبعد منطقة الهدف 2500 ميل (4000 كيلومتر) الى الجنوب الغربي من هاواي حيث نقطة الانطلاق، ولم يكشف البنتاغون السرعة القصوى التي بلغتها القنبلة المحلقة التي يمكنها المناورة وهو ما لا تستطيعه صواريخ الدفع الذاتي الباليستية، ويصنف العلماء السرعات الفائقة للصوت بتلك التي تتجاوز سرعة الصوت خمس مرات، 3728 ميلا (6000 كيلومتر) في الساعة، وقالت المتحدثة بلسان البنتاغون الليفتنانت كولونيل ميلندا مورغان ان الهدف من التجربة كان جمع بيانات حول "الديناميكية الهوائية والملاحة وانظمة التوجيه والتحكم وتقنيات الحماية الحرارية"، ويأتي مشروع القنابل الفائقة للصوت في اطار برنامج الضرب السريع عبر اجواء الارض والذي يهدف الى منح الجيش الاميركي القدرة على ايصال الاسلحة التقليدية في اي مكان في العالم في غضون ساعة، وكان البنتاغون قد اجرى تجربة اطلاق في 11 اب/اغسطس على قنبلة محلقة اخرى فائقة للصوت سميت اتش تي في-2 قادرة على الطيران بسرعة 27 الف كيلومتر في الساعة، غير ان تلك التجربة لم تنجح، ويعد مدى القنابل الفائقة للصوت اقل من مدى القنابل اتش تي في-2 حسبما ذكر تقرير لهيئة بحوث الكونغرس دون تقديم تفاصيل، وقالت الهيئة ان البنتاغون انفق 239،9 مليون دولار على برنامج الضرب السريع عبر اجواء الارض، بينها 69 مليونا على القنبلة المحلقة التي قامت وزارة الدفاع الاميركية باختبارها مؤخراً. بحسب فرانس برس.

فيما بدأ سلاح الجو الاميركي بتسلم قنابل تقليدية تزيد زنة الواحدة منها عن 13 طنا وتتمتع بالقدرة على اختراق المنشآت المحصنة تحت الارض، كما اعلن متحدث عسكري، وقال المتحدث باسم سلاح الجو الاميركي الليفتنانت كولونيل ويسلي ميللر ان سلاح الجو طلب في 2 آب/اغسطس ثمانية من هذه القنابل من شركة بوينغ بقيمة 32 مليون دولار، مشيرا الى ان هذه الكمية تكفي لتلبية "الحاجات العملانية الراهنة"، واطلق على اسم القنبلة الجديد "ام او بي" وهي الاحرف الثلاثة الاولى من عبارة "ماسيف اوردنانس بينيترايتور" (ذخيرة الاختراق الهائل) وطولها ستة امتار وزنتها 13،6 اطنان (30 الف رطل) بينها 2،3 اطنان من المواد المتفجرة، وبحسب وكالة البنتاغون المكلفة "الحد من المخاطر" فان هذه القنبلة صممت بهدف "بلوغ وتدمير اسلحة الدمار الشامل لدى اعدائنا المدفونة عميقا"، وتشتبه الولايات المتحدة في ان ايران وكوريا الشمالية بنتا منشآت نووية تحت الارض لحمايتها من غارات جوية محتملة، والقنبلة الجديدة يمكن قذفها من قاذفة بي-52 او قاذفة بي-2، ويتم التحكم بمسارها عبر نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي اس" وهي مصممة بحيث تخترق تحصينات بعمق 20 مترا، وعندما تبلغ هذا العمق تنفجر، والقنبلة الجديدة زنتها ضعف زنة قنبلة "بي ال يو-82" الشهيرة باسم "الاقحوان القاطع" والتي استخدمت خصوصا في حرب فيتنام ومن ثم في تورا بورا بافغانستان نهاية 2001، وهي قنبلة فراغية تمتص الاوكسيجين من الهواء حين تنفجر، وظلت "الاقحوان القاطع" اهم قنبلة في الترسانة التقليدية الاميركية الى ان تبوأت هذا المركز القنبلة "جي بي يو-43" المعروفة ايضا باسم "ام او ايه بي" والملقبة ب"أم القنابل"، وزنتها 11،3 اطنان بينها 8،5 اطنان من المواد المتفجرة.

تقليص الترسانة النووية

من جهتها تعترف وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) بان خفض ميزانيته الضخمة قد يجبره على تقليص قلب القوة العسكرية الاميركية المتمثل في الترسانة النووية التي تثير تكاليفها جدل، وفي حين تنص معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية (ستارت) الموقعة مع روسيا ودخلت حيز التنفيذ مطلع 2011، على الحد من عدد الرؤوس النووية والصواريخ، قد تضطر الولايات المتحدة التي تطالب البنتاغون بخفض ميزانيته بنحو 450 مليار دولار الى تقليص طموحاتها النووية، وقد يضطر البنتاغون ايضا لخفض اضافي يبلغ نحو 600 مليار اذا لم تتوصل لجنة تضم اعضاء من حزبي الكونغرس لايجاد طريقة لتحقيق الوفر بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، واقر الناطق باسم البنتاغون جورج ليتل بان "استمرار ردع نووي فعال امر اساسي قطعا ولكننا قد نقلص حجم الترسانة بغرض الاقتصاد"، وذكر بما قاله وزير الدفاع ليون بانيتا في هذا الصدد ان الامور في "مرحلة تمهيدية"، وتملك الولايات المتحدة في ايلول/سبتمبر 1790 راسا نوويا، حسب وزارة الخارجية المكلفة تنفيذ معاهد ستارت التي تنص على عدد اقصاه 1550 راسا نوويا يمكن البلدين نشره، والخفض في النفقات النووية العسكرية قد يكون مصدر اقتصاد مهم في حين تنفق خمسين مليار دولار في هذا المجال هذه السنة كما اكد النائب الديموقراطي اد ماركي الذي قال ساخرا ان "اميركا تحتاج الى اسلحة نووية اخرى كما تحتاج (المغنية) الليدي غاغا لفساتين جديدة". بحسب فرانس برس.

وفي رسالة اعدها مع 64 نائبا ديموقراطيا اخر كتب في تشرين الاول/اكتوبر في اللجنة الثنائية مطالبا بخصم "200 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة من الميزانية المخصصة للاسلحة النووية"، وقال 65 نائبا ديموقراطيا متسائلين ان "كل غواصة تستطيع تدمير اكبر مدن روسيا والصين فلماذا نحن بحاجة الى كل تلك الاسلحة؟"، لكن الميزانية الصحيحة للترسانة النووية العسكرية التي تتقاسمها وزارتا الطاقة فيما يخص الابحاث والرؤوس النووية والدفاع فيما يخص حاملات تلك الرؤوس (صواريخ وطائرات وغواصات) غامضة الى حد انها تثير جدلا حول الارقام، وقال النائب الجمهوري مايك ترنر ان تكاليفها لا تبلغ خمسين مليار بل 21،4 مليار في السنة، ويضاهي اقتطاع العشرين مليار الذي يدعو اليه النواب الديموقراطيون الـ65 "نزع اسلحة نووية فوري واحادي الجانب من طرف الولايات المتحدة" قد يؤدي الى "عواقب كارثية"، وتتطلب صيانة وتحديث الاسلحة النووية تكاليف كبيرة كي تحتفظ البلاد بردع ذا مصداقية، وفي رسالته الى اللجنة الثنائية ذكر ترنر بالتكاليف خلال عشر سنوات التي تحدث عنها البنتاغون، 126 مليار للدفاع و88 مليارا لوزارة الطاقة، واكد خبير استند اليه ستيفن افترغود من اتحاد علماء الذرة الاميركيين، الهيئة المرجعية في القضايا النووي "انها مشكلة اساسية، لا احد في الحكومة يعرف بالتحديد ما ينفق لانه لم يكن هناك ابدا وليس هناك ميزانية شاملة واحدة" لا سيما ان بعض تكاليف البحث وتجهيزات الدعم واللوجستية لا تؤخذ في الحسبان، واعتبرت جمعية مراقبة الاسلحة انه يمكن الادخار مؤكدة ان "البنتاغون قد يقتصد عشرات مليارات الدولارات في الغواصات الجديدة والمقاتلات" بارجاء البدء في تلك البرامج، واعتبر السناتور الجمهوري توم كوبارن ممكنا اقتصاد 79 مليار خلال عشر سنوات بخفض وارجاء تلك البرامج وفق الجمعية.

من جهة اخرى قال وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا ان عملية خفض الانفاق بشكل تلقائي والتي قد تحدث نتيجة فشل لجنة خاصة في الكونجرس في التوصل الى اتفاق لخفض العجز يمكن ان تحدث "شرخا" في دفاعات الولايات المتحدة، ومن شأن اخفاق اللجنة التي تعرف باسم اللجنة العليا في الاتفاق يوم الاثنين على اجراءات لخفض العجز تتكلف 1.2 تريليون دولار أن يؤدي الى خفض اضافي في مجال الدفاع يصل الى 600 مليار دولار على مدى عشر سنوات تبدأ عام 2013، وقال وزير الدفاع الامريكي في بيان له "اذا فشل الكونجرس في التحرك خلال العام المقبل ستواجه وزارة الدفاع تخفيضات تلقائية مدمرة تشمل كل القطاعات ستحدث شرخا في الدفاع القومي"، وأضاف "التخفيضات الاضافية بقيمة نصف تريليون المطلوبة، ستؤدي الى قوة جوفاء غير قادرة على القيام بالمهام المكلفة بها"، وتعهد الجمهوريون بمنع التخفيضات التلقائية من التأثير على الجيش، وأعلن باك مكيون النائب الجمهوري الذي يرأس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الامريكي انه سيتقدم بتشريع يحول دون تنفيذ تخفيضات في انفاق الجيش، وطوال الاشهر التي ناقشت خلالها اللجنة العليا الامر حث بانيتا أعضاء الكونجرس مرارا على عدم خفض الانفاق على الامن القومي أكثر من المبلغ الذي وافق عليه الكونجرس في اغسطس اب الماضي وهو 450 مليار دولار، وقال بانيتا انه أوضح ان وزارة الدفاع (البنتاجون) مسؤولة عن مساعدة الولايات المتحدة على ضبط ميزانيتها لكنه أضاف ان مسؤوليته الاولى كوزير للدفاع هي "حماية امن البلاد"، وصرح أيضا بأن قدرة البنتاجون على توفير مزايا ودعم للجنود الامريكيين وأسرهم ستتضرر ايضا اذا سمح بتطبيق نظام الخفض التلقائي، وقال بانيتا "جنودنا يستحقون ما هو أفضل وبلادنا تطالب بما هو أفضل".

الوجود الامريكي في أستراليا

على صعيد مختلف وصل الرئيس الامريكي باراك أوباما الى أستراليا مؤخراً وأعلن هو ورئيسة الوزراء الاسترالية جوليا جيلارد عن تعزيز الوجود العسكري الامريكي في منطقة اسيا والمحيط الهادي ويبدأ هذا بارسال الالاف من قوات مشاة البحرية الامريكية الى ميناء داروين الاسترالي الذي سيتحول الى قاعدة عسكرية أمريكية بأمر الواقع، وقالت جيلارد بعد محادثات مع أوباما ان الولايات المتحدة سترسل المزيد من القوات الى شمال أستراليا بموجب اتفاقية عسكرية جديدة تقضي في نهاية المطاف بوجود 2500 جندي أمريكي في أسترالي، ولن تشمل الاتفاقية قاعدة أمريكية دائمة في أستراليا لكنها ستشهد مرور المزيد من القوات الامريكية عبر أستراليا مما يجعل الوصول الى منطقة بحر الصين الجنوبي أسهل من انطلاق القوات الامريكية من قواعدها في اليابان وكوريا الجنوبية، وستتمكن القوات الامريكية في ميناء داروين الواقع على بعد 820 كيلومترا فقط عن اندونيسيا من الاستجابة سريعا لاي مواقف انسانية وأمنية في منطقة جنوب شرق اسيا حيث تسبب نزاعات حول السيادة في بحر الصين الجنوبي توترات في المنطقة، وقال أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع جيلارد في العاصمة كانبيرا "بزيارتي للمنطقة أوضح أن الولايات المتحدة تعزز التزامها تجاه منطقة اسيا والمحيط الهادي بأكملها"، وقالت جيلارد ان ارسال مجموعة أولى تضم ما بين 200 و250 جنديا من مشاة البحرية الامريكية سيبدأ في عام 2012 وسيصل العدد الى 2500 في نهاية المطاف، وقد ترى بكين في الخطوة دليلا أكبر على محاولة واشنطن تطويق الصين بقواعد أمريكية في اليابان وكوريا الجنوبية وبارسال قوات الى أسترالي، وتأتي زيارة أوباما لاستراليا تزامنا مع ذكرى مرور ستين عاما على التحالف الامريكي الاسترالي الذي بموجبه خاضت قواتهما الكثير من الحروب مع، ويعتزم أوباما رفع درجة الامن البحري في منطقة بحر الصين الجنوبي خلال قمة اقليمية في جزيرة بالي باندونيسيا في تحد لرغبة الصين في عدم اثارة هذه القضية الحساسة في جدول أعمال القمة، ويلقي أوباما كلمة أمام البرلمان الاسترالي يركز فيها على رؤية الولايات المتحدة في منطقة اسيا والمحيط الهادي قبل أن يتوقف في داروين ثم يسافر الى بالي لحضور قمة شرق اسيا. بحسب رويترز.

اعتداءات الجنود الامريكيين

في سياق متصل مدد الجيش الامريكي حظر التجول المفروض على جنوده في كوريا الجنوبية لمدة شهرين بعد ان أصدرت محكمة كورية جنوبية حكما بسجن جندي أمريكي 10 سنوات لاعتدائه جنسيا على مراهقة، وقال الجنرال جيمس تورمان قائد القوات الامريكية في كوريا الجنوبية في بيان "أؤمن بشدة بأن الانضباط العسكري هو عماد المنظمات الفعالة الجاهزة للمهام جيدة التدريب"، وأضاف "علينا ان نحافظ على استعدادنا وقوة التحالف القائم بين الجمهورية الكورية والولايات المتحدة"، وللولايات المتحدة نحو 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية لحمايتها من كوريا الشمالية التي اتهمت بشن هجومين على الشطر الجنوبي في العام الماضي أسفرا عن سقوط 50 قتيل، ولكوريا الجنوبية نحو 650 الف جندي عامل في قواتها المسلحة، وقالت محكمة اويجيونجبو الجزئية في حيثيات الحكم ان فداحة الجريمة التي ارتكبت في حق الضحية أدت الى فرض أقصى عقوبة مضيفة أن وضع المتهم لم يؤثر على قراره، وسيستمر حظر التجول المفروض على الجنود الامريكيين حتى السادس من يناير كانون الثاني، وفي باديء الامر صدر حظر تجول مدته شهر بعد أيام معدودة من تكشف قضيتي اغتصاب تورط فيهما جنود أمريكيون، وحتى يوليو تموز من العام الماضي فرض حظر تجول مماثل استمر تسع سنوات، وفي 2002 وأدى قتل سيارة عسكرية أمريكية كانت تجري تدريبات تلميذتين وتبرئة الجنود المتورطين لاحقا في محاكمة عسكرية أمريكية الى سيل من الانتقادات وتنفيس عن المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في كوريا الجنوبية، وكان الحكم الذي صدر مؤخراً من أشد العقوبات التي تصدر ضد فرد في الجيش الامريكي يخدم في شبه الجزيرة الكورية، ولاقت هذه القضية تغطية اعلامية مكثفة في كوريا الجنوبية منذ ظهور التقارير الاولى ووعد الجيش الامريكي بالتعاون مع سلطات كوريا الجنوبية في التحقيقات، وأدين الجندي في الفرقة الامريكية الثانية مشاة في سبتمبر أيلول في اتهامات بالاعتداء الجنسي على فتاة عمرها 18 عاما في مكان بالجبهة على بعد نحو 35 كيلومترا الى الشمال من العاصمة سول حيث للجيش الامريكي وجود قوي، ورفضت المحكمة الاعلان عن اسم الجندي الى حين اقامة المتهم دعوى استئناف. بحسب رويترز.

على صعيد اخر حكمت محكمة عسكرية في ولاية واشنطن شمال غرب الولايات المتحدة بالسجن المؤبد على قائد مجموعة من الجنود الاميركيين متهمين بقتل ثلاثة مدنيين افغان في 2010 بهدف التسلية، وفي ختام مداولات استمرت خمس ساعات خلصت هيئة المحلفين المؤلفة من خمسة عسكريين الى ان السرجنت كالفين غيبس (26 عاما) مذنب بـ15 تهمة وجهت اليه، من بينها ثلاث تهم بالقتل العمد، وبحسب الحكم الصادر فان المدان سيكون بامكانه بعد قضاء عشر سنوات خلف القضبان ان يتقدم بطلب للحصول على اطلاق سراح مشروط، وبحسب اللائحة الاتهامية فان السرجنت غيبس تزعم مجموعة من خمسة جنود كانوا يخدمون في ولاية قندهار في جنوب افغانستان ووضعوا "سيناريوهات" قتلوا بموجبها ثلاثة مدنيين افغان بهدف التسلية بين كانون الثاني/يناير وايار/مايو 2010، وقام بعضهم بتقطيع اوصال بعض الجثث والاحتفاظ باجزاء منها والتقاط صور الى جانب القتلى، والمجموعة متهمة ايضا بالسعي الى "اخفاء هذه الجرائم عن طريق تصويرها كاعمال دفاع مشروع عن النفس"، وبحسب الاتهام فان هؤلاء الجنود حاولوا تصوير قتلاهم على انهم مقاتلون متمردون سقطوا في ميدان المعركة، وخلال ادلائه بافادته اعترف السرجنت غيبس بانه قطع اصابع من الجثث واحتفظ بها، وهو ما وصفه الادعاء العام باحتفاظ بـ"الغنائم"، ولكن المتهم اكد ان اصحاب هذه الجثث قتلوا في ارض المعركة ولم يتم اعدامهم، ومن اصل الجنود الخمسة الاعضاء في "مجموعة القتل" هذه اعترف ثلاثة منهم بالتهم الموجهة اليهم وحكم عليهم بالسجن لفترات تتراوح بين ثلاث سنوات و24 سنة، في حين لا يزال الخامس ويدعى مايكل وانيون ينتظر محاكمته.

الى ذلك أشار تقرير صدر حديثاً عن وزارة الدفاع الأميركية إلى أن نسبة الاعتداءات الجنسية التي أبلغت بها السلطات قد ارتفعت ارتفاعا ملحوظا للسنة الثانية على التوالي في الأكاديميات العسكرية الأميركية، وذكر التقرير أنه تم الإبلاغ عن 65 اعتداء جنسيا خلال العام الدراسي 2010 - 2011 مقابل 41 خلال العام الدراسي 2009- 2010، الأمر الذي يشكل ارتفاعا بنسبة 64% مقارنة مع 2008 – 2009، وصرحت وزارة الدفاع الأميركية انه يتعذر عليها تفسير هذا الارتفاع الذي قد يعزى بحسب مسؤولين عسكريين إلى حملات توعية أطلقت في أوساط الطلاب خففت من تحفظهم إزاء التحدث على هذه المشكلة، وجاء في التقرير "عندما يبلغ الجنود عن الاعتداءات الجنسية، تزداد قدرة وزارة الدفاع على مساعدة الضحايا ومحاسبة مرتكبي هذه الاعتداءات"، وبحسب التقرير، تمتثل الأكاديميات العسكرية جميعها لقواعد وزارة الدفاع الرامية إلى تجنب الاعتداءات الجنسية، وأشار المستند إلى سياسة جديدة تسمح بنقل الطالب فور إبلاغه عن وقوع اعتداء.

مصاصة مورفين لتخفيف الألم

من جانبها بدأت فرقة النخبة في قوات مشاة البحرية الأميركية (مارينز) باستخدام منتج صيدلاني جديد للتخفيف من الألم الناجم عن الإصابات أشد فاعلية من حقنة المورفين التقليدية، وهو عبارة عن مصاصة مورفين بنكهة الفاكهة الحمراء، وقال الكابتن براين بلوك المتحدث باسم الفرقة التي تضم مئتي ألف عنصر أنه لم يعد يتوجب على عنصر ما أن يغرز في فخذ زميله المصاب حقنة بل يكفي أن يضع له مصاصة في فمه، علما أن المارينز ستبقي على حقنة المورفين التقليدية المعتمدة منذ الحرب العالمية الثانية، وشرح الكابتن أن "المنتج يدخل الدم بشكل أسرع عبر أغشية الفم المخاطية"، والعامل الفاعل في المصاصة هو "فنتانيل" وهو عامل مورفيني قوي. وبما أنه منبه، لا يسمح للجنود بامتلاكه ويحق للممرضين والأطباء وحدهم وصفه، وتتمتع المصاصة بفوائد عدة فالإصابة في الذراع أو الساق قد تؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية، ما يؤخر مفعول المورفين في حال حقنه، وأضاف الكابتن "إذا عانى المريض من صدمة أو إذا اضطررنا إلى تخفيف الجرعة، يكفي أن نسحب المصاصة من فمه"، ما يستحيل فعله في حال استعمال حقنة المورفين. بحسب فرانس برس.

احترام اشلاء الجنود

من جانب اخر اعترف الجيش الاميركي بأنه فقد اشلاء جنود قتلوا في معارك او وضعها مع سواها من اشلاء اخرى في مشرحة قاعدة دوفر في قضية جديدة تربك وزارة الدفاع التي اضاعت حتى الان اثر الاف الجنود الذين دفنوا في مقبرة ارلينغتون العسكرية، وبدا رئيس اركان سلاح الجو الجنرال نورتون شوارتز مذهولا لدى تقديم خلاصة تقرير داخلي في مؤتمر صحافي، وقد اكد ان "لا شيء اقدس من معاملة قتلانا باحترام وكرامة"، وتتعلق القضية بمشرحة قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاور (شرق) التي نقل اليها منذ 2003 اكثر من 6300 جثة جندي اميركي قتل القسم الاكبر منهم في العراق او في افغانستان، قبل تسليم رفاتهم الى ذويهم، وندد ثلاثة من موظفي المشرحة في ربيع 2010 بممارسات سيئة ادت الى فتح تحقيق داخلي نشرت نتائجه مؤخر، واشار التقرير الذي شمل الفترة بين 2008-2010 الى "سوء ادارة فاضح" لدى مسؤولي المشرحة الذين انزلت عقوبات بثلاثة منهم، وقد خفضت رتب هؤلاء المسؤولين او عينوا في وظائف اخرى لانهم تصرفوا "بدون سابق اصرار او تعمد" ولم يسرحوا من الخدمة لان نظام ادارة المشرحة يواجه مشاكل "تنظيمية"، كما قال الجنرال شوارتز، وسلط التحقيق الضوء على اربع حالات، ففي الاولى، اختفى في نيسان/ابريل 2009 كاحل جندي قتل في افغانستان، من كيس بلاستيكي كان يفترض ان يكون موجودا فيه، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست، وترتبط الحالتان الاخريان باختفاء اشلاء بشرية عثر عليها في حطام طائرة "اف-15" سقطت في افغانستان وقتل طيارها ومساعده.

وتشمل الحالة الاخيرة عنصرا في المارينز قتل بلغم يدوي الصنع، وطالبت عائلته بالباس جثمانه الزي العسكري لدى تشييعه، وتبين بعد الانفجار ان الذراع لم يكن ملتصقا بالجسم، فاضطر موظفو المشرحة الى بترها حتى يتمكنوا من الباس الجثة الزي العسكري، ووضعوا الذراع المبتور في اسفل النعش، واكد الجنرال شوارتز لدى عرض خلاصة التقرير ان موظفي المشرحة "قاموا بما كان يتعين عليهم القيام به" لتحقيق طلب العائلة، لكن كان يتوجب عليهم استشارتها رسميا قبل بتر الذراع، واوضح الجنرال شوارتز الذي قال انه يتحمل مسؤولية هذه الاخطاء، ان العناية التي تخصص لجثامين الجنود القتلى "لا يرقى اليها الشك وهي تبلغ حد الاتقان"، واكد "نحن جميعا حريصون على معاملة قتلانا كما لو انهم ابناؤنا او بناتنا"، لكن قضية مشرحة دوفر اربكت وزارة الدفاع بعد الكشف عن فضيحة مقبرة ارلينغتون العسكرية الذائعة الصيت قرب واشنطن في تموز/يوليو 2010، فقد كشف تقرير لمجلس الشيوخ آنذاك ان ما بين 4900 و6600 قبر وضعت عليها بلاطات ضريح لم يكتب عليها شيء او يرقد في بعض منها ميت آخر غير ذلك الذي كتب اسمه على البلاطة، وألقيت مسؤولية تلك الاخطاء على نظام ادارة اوتوماتيكي وفتحت تحقيقات عدة، وتضم مقبرة ارلينغتون حوالى 300 الف ضريح يعود القسم الاكبر منهم لجنود، ولشخصيات سياسية ايضا كالرئيس جون كينيدي. بحسب فرانس برس.

فيما تعرضت القوات الجوية الامريكية لانتقادات شديدة بعد الكشف عن القاء بقايا رفات ما لا يقل عن 274 جنديا أمريكيا في مقلب للقمامة بولاية فرجيني، وأقرت القوات الجوية بالاجراء المثير للجدل الشهر الماضي وقالت انها أوقفته في عام 2008 .لكنها لم تكشف عن عدد الجنود الذين ألقيت بقايا رفاتهم في القمامة الا بعد تحقيق أجرته صحيفة واشنطن بوست، والقوات الجوية الامريكية مسؤولة عن التعامل باحترام مع رفات الجنود في قاعدة دوفر الجوية وهي نقطة الدخول الرئيسية لقتلى الحرب الامريكيين في حربي العراق وأفغانستان، وهاجم راش هولت وهو عضو ديمقراطي في الكونجرس ادارة القوات الجوية للامر ووصف الاجراء بأنه "تدنيس واضح"، وطبق هذا الاجراء في دفن أشلاء جنود أمريكيين قتلوا في انفجارات كبيرة وعثر على بقاياهم بعدما كانت أسر الجنود قد تسلمت جثثهم، وقالت القوات الجوية ان أسر 274 جنديا قتيلا أعطت الجيش الاذن بالتعامل مع أي بقايا لكنها أضافت أن الاسر لم تكن على علم بأن هذه الرفات سينتهي بها الحال في مقلب للقمامة بعد حرقه، ودافع رئيس اركان القوات الجوية الامريكية نورتون شوارتز عن قرار عدم اقالة أي شخص على خلفية الاجراء لكن وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا طلب من القوات الجوية اعادة النظر في العقاب الذي ستفرضه بسبب ما حدث، وأمر بانيتا أيضا بمراجعة مستقلة لاجراءات الدفن الحالية في دوفر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/كانون الثاني/2012 - 28صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م