اصدارات جديدة: السلوك الحسيني وتقييم الذات

 

 

 

 

 

 

الكتاب: السلوك الحسيني و تقييم الذات

نأليف ونشر: جمعية المودّة والازدهار النسوية

عدد الصفحات: 32  صفحة

 

 

 

 

شبكة النبأ: يستدعي نشر الفكر الحسيني كثيرا من الجهود المنظّمة والمتواصلة، لاسيما في مجال طبع الكتب وتوزيعها على الشباب والفئات العمرية الاخرى، من اجل تجسيد مبادئ الفكر الحسيني وتحويلها من معانيها اللفظية المجردة، الى إجراءات عملية فاعلة، تتعلق بالسلوك الفردي والجماعي، وتحصّن الاخلاق وتضاعف من تدخلها في صنع المواقف والاعمال معا.

وطالما أن الجوانب العملية كافة تنطلق من قواعد أو أساسيات فكرية، فإن مهمة طبع الكتاب وتوزيعه على أكبر عدد ممكن من الافراد والجماعات، هو الاسلوب الأنسب لنشر الفكر والمضمون الاسلامي الانساني الحسيني، الذي يعضّد توجّهات الشباب وقدراتهم الكامنة والظاهرة، ومن ثم استثمارها في الميادين العملية المختلفة.

وحسنا فعلت جمعية المودّة والازدهار النسوية في خطوتها المحمودة هذه، حين طبعت ونشرت ووزعت هذا الكتيّب الثمين في مضمونه، كونه ينطوي على أفكار أخلاقية بالغة الاهمية في عصرنا الراهن، حيث ينحر العالم نحو مهاوي الماديات، الامر الذي يؤكد حاجة الشباب والعالم أجمع الى تثوير الاخلاقيات السليمة، ونشرها بالقول والعمل لاسيما بين الشباب، وهذا ما أقدمت عليه هذه الجمعية المرموقة وهي تشق خطواتها بهدوء وقوة، لكي تؤدي دورها الاسلامي الانساني، في صناعة مجتمع سليم ومعافى من عاهات العصر الراهن، وهي كثيرة ومتعددة كما نتفق، لذا تبدو الحاجة الى اصدار مثل هذه الكتب مهمة جدا، لاسيما اذا اطلعنا على فحوى الكتاب، ومضمونه وطريقة عرضه لهذا المضمون.

إن فكرة هذا الكتيّب جميلة جدا، واسلوب الطرح فيه كثير من الجمال الذي يدفع قارئه الشاب او غيره، لمعرفة جوهر واستيعابه والعمل به، حيث استخدم المؤلف اسلوب الاستبيان السهل والدقيق، عبر طرح ثلاثة أسئلة لكل موقف اخلاقي يطرحه الكتيّب، ويبدأ الطرح من الموقف الأسوأ الى الأفضل عبر الاسئلة الثلاثة التي يتطلب من القارئ أن يجيب عنها، وبعد أن ينتهي من الاجابة على المواقف كافة (15 موقفا) سيصل كل قارئ يجيب عن الاسئلة المذكورة من خلال جمع النتائج الى طبيعة تكوينه الاخلاقي، فهناك درجة أخلاق متدنية اذا كانت الاجوبة محصورة في السؤال (أ) ثم درجة اخلاق متوسطة اذا كانت الاجوبة محصورة في السؤال (ب) واخيرا درجة اخلاق حسينية عالية اذا كانت اجوبة القارئ ايجابية عن السؤال (ج).

إن هذا الاسلوب الاستبياني في طرح مادة الكتيّب على الشباب، جعله أكثر قبولا وسهولة ايضا، ناهيك عن المقدمة التي بدأت بعدة أحاديث شريفة، لرسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم منها قوله: (ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم وليلة). ثم يؤكد الكتيّب أن المحاسبة للنفس تجعل الانسان يسمو ويرتقي بسلوكه، ثم يطرح التساؤل التالي: ولكن هل نصرنا الامام الحسين عليه الي السلام بسلوكنا؟ وهل سلوكنا صحيح وقريب من السلوك الحسيني؟ إن السلوك الحسيني هي الاخلاق الفاضلة، وقوة الشخصية التي يكتسبها الانسان ما أمكنه ذلك من مواقف واخلاق الامام الحسين عليه السلام.

لذا يأتي هذا المطبوع الفكري الاخلاقي لجمعية المودة والازدهار، بمثابة الاختبار الذاتي لكل انسان لكي يقيّم سلوكه، وهل هو سلوك حسيني أم لا؟ وهو محاولة للاقتباس من بحر السلوكيات الراقية في المدرسة الحسينية، وقد تضمّن هذا المؤلَّف طرح (16) موقفا حسينيا عن (المعرفة، والتسامح، ومساعدة الآخرين، وتحمّل المسؤولية، والصدق، والاحترام، والعمل من اجل المبدأ ورفض الرشوة، والوفاء بالوعد، والرحمة، والمساواة، وردّ الإساءة بالاحسان، وإطاعة الأم، والشباب، والحق، والظلم، وأخيرا الصداقة) مع طرح ثلاثة أسئلة عن كل موقف، ولكي يكون العرض وافيا نقتبس ما جاء في موقف الصداقة:

* الموقف الحسيني: قال الامام الحسين عليه السلام: (أما بعد فإني لا أعلم أصحابا أولى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبرّ ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني جميعا... فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم مني ذمام)، عن ذلك قام العباس عليه السلام وقال (لِمَ نفعل ذلك، لنبقى بعدك، لا أرانا الله ذلك أبداً). * السؤال الموجَّه للقارئ: (اذا رأيت صديقك وأخاك أو أحد أقربائك في موقف يتطلب منك الوقوف معه، وحرصا عليك وعلى حياتك لم يطلب منك هذا الشيء، ماذا ستفعل؟

أ- لا تبالي بالموقف، فكل انسان يتحمل أعباء مشاكله.

ب- اذا طلب منك هو فنعم، وإلا فلا تبادر.

ج- ستقف معه، لأنك تعلم أن الله سيجزي المحسنين.

حيث يتم طرح جميع المواقف بهذه الصيغة، ثم يتبع ذلك طرح الاسئلة الثلاثة على كل موقف، ويتم الطلب من القارئ الاجابة عن السلوك الذي سيتخذه ازاء كل موقف وبصراحة تامة، وأخيرا يتم جمع الاجابات لمعرفة الاخلاق الشخصية للقارئ، في ضوء اجاباته، لكي يتعرف على طبيعة اخلاقة، ومدى قربها او بعدها عن الفكر الحسيني، ثم تصحيح المواقف والاخلاق تبعا للنتائج.

وهكذا يتضح لنا أن هذا الجهد الفكري الاخلاقي، على الرغم من تركيزه وصغر مساحته كمطبوع، إلا أنه يقدم لنا دعوة مهمة للتمسك بالفكر الحسيني والاخلاق الفاضلة، ويأتي ذلك باسلوب جميل وسهل، يتيح لمن يطلع عليه، طريقة واضحة لتصحيح الاخطاء وتقويم السلوك نحو الافضل دائما.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 22/كانون الثاني/2012 - 28صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م