
شبكة النبأ: بين ليلة وضحاها، اختلفت
نبرة إسرائيل إزاء الملف النووي الايراني، مطلقة على لسان مسؤوليها
العديد من التصريحات شبه المؤيدة لنزعة طهران النووية، بل رجح سياسي
اسرائيلي بارز ان امتلاك ايران لسلاح نووي سيسهم في الحفاظ على امن
الحدود الاسرائلية من الانتهاكات او الهجمات المسلحة من قبل حلفاء
طهران في المنطقة، في اشارة واضحة للمقاومة الاسلامية في لبنان حزب
الله تحديدا.
وعلى الرغم من تباين التحليلات السياسية ازاء الموقف الاسرائيلي
الاخير، الا ان بعض المراقبين يؤكدون ان اسرائيل قد تراجعت عن فكرة شن
هجمات جوية على المنشآت النووية في داخل ايران، نظرا لتعذر ذلك ميدانيا،
وخشية ان تكون ايران قد اخفت نشاطها النووي بشكل لا ترصده وكالات
الاستخبارات الدولية.
فيما لا تزال الولايات المتحدة تسعى الى تشديد الحصار الاقتصادي
الذي تضربه على إيران بمعية دول الاتحاد الأوربي وبعض دول الخليج
العربية، سيما محاولة حظر الصادرات النفطية الايرانية الى الغرب.
ايران النووية تردع حروب اسرائيل!
فقد قال جنرال اسرائيلي انه في حالة تسلح ايران نوويا فمن الممكن أن
تردع اسرائيل عن خوض حرب مع جماعات حليفة لها في المنطقة مثل حزب الله
اللبناني وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) التي تسيطر على
قطاع غزة.
وترى اسرائيل خطرا كبيرا في برنامج تخصيب اليورانيوم والبرنامج
الصاروخي لايران وضغطت على قوى العالم لكبح جماح طهران من خلال عقوبات
في الوقت الذي لمحت فيه الى أنها يمكن أن تلجأ الى ضربات عسكرية
استباقية.
وكرر الميجر جنرال عامير ايشيل رئيس التخطيط الاستراتيجي بالقوات
المسلحة اراء زعماء اخرين في الحكومة الاسرائيلية يقولون ان ايران يمكن
أن تتسبب في وجود "غابة نووية عالمية" وتطلق سباقا للتسلح في منطقة
الشرق الاوسط المضطربة أصلا.
وتنفي ايران ارتكاب أي مخالفات وتقول ان برنامجها النووي اغراضه
سلمية لكن الغرب يتهمها بالسعي لامتلاك أسلحة نووية. وأوضح ايشيل أن
اسرائيل قلقة من أن تشعر سوريا وجماعة حزب الله اللبنانية وكذلك حماس
بالطمأنينة في ظل وجود قنبلة نووية ايرانية. ويعتقد على نطاق واسع ان
اسرائيل تملك الترسانة النووية الوحيدة في المنطقة.
وقال ايشيل في افادة للصحفيين الاجانب والدبلوماسيين "سيكونون أكثر
عدوانية. سيتجرأون على الاتيان بأفعال لا يجرأون عليها حاليا." وأضاف
"لهذا سيحدث هذا تحولا جذريا في الوضع الاستراتيجي لاسرائيل لاننا اذا
اضطررنا لان نتخذ اجراءات في غزة أو لبنان في اطار مظلة نووية ايرانية
ربما يكون الوضع مختلفا." بحسب رويترز.
واستشهد ايشيل الذي كان يتحدث في مركز القدس للشؤون العامة وهو مركز
أبحاث محافظ بما قاله ضابط هندي لم يذكر اسمه عن التوتر مع باكستان
المجاورة النووية في اطار ضبط النفس.
وقال ايشيل "عندما يكون لدى الطرف الاخر قدرة نووية ويكون مستعدا
لاستخدامها.. تفكر مرتين... تصبح اكثر ضبطا لنفسك لانك لا تريد الوصول
الى هذا الوضع."
وشنت اسرائيل هجوما على لبنان في 2006 واخر على غزة في أواخر 2008
وتعرضت لصواريخ قصيرة المدى من حزب الله وحماس وكل منهما مدعوم من
ايران. وقال ايشيل ان هناك حاليا نحو 100 ألف صاروخ يمكن أن يطلقه
النشطاء أو ايران أو سوريا على اسرائيل. ومضى ايشيل يقول انه على الرغم
من تأزم الوضع في سوريا خاصة الجانب الاقتصادي خلال الانتفاضة التي
تشهدها البلاد منذ عشرة أشهر فانها استثمرت ملياري دولار في الدفاع
الجوي على مدى العامين الماضيين ومبالغ أخرى على الاجراءات المضادة لاي
غزو بري وربط كلا الامرين بتوجس سوريا من اسرائيل.
ورفض الرد على أسئلة عما اذا كانت اسرائيل ستحاول مهاجمة منشات
ايرانية بعيدة ومتفرقة فقط أم أنها قد تقبل ايران المسلحة نوويا
باعتبارها أمرا حتميا يمكن احتواؤه من خلال تحقيق تفوق القوة العسكرية
وتعزيزها.
وقال ايشيل ان تلك القرارات ترجع الى الحكومة وان القوات المسلحة
ستقدم مجموعة من الخيارات. وتابع ايشيل وهو ضابط سابق في القوات الجوية
وقائد مقاتلة "لدينا القدرة على ضرب أي عدو بشدة" لكنه حذر من توقع أي
ضربة "قاضية" لاعداء اسرائيل.
بعيدة تماما عن مهاجمة إيران
في السياق ذاته قال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك إن أي قرار
بشأن هجوم إسرائيلي على إيران "بعيد تماما". وكان باراك يتحدث لراديو
الجيش قبل زيارة يقوم بها لاسرائيل الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة
الاركان الامريكية المشتركة.
وأثارت هذه الزيارة تكهنات بأن واشنطن ستحث إسرائيل على تأجيل أي
تحرك ضد البرنامج النووي الايراني. ولدى سؤاله عما اذا كانت الولايات
المتحدة تطلب من إسرائيل اخطارها قبل شن اي هجوم على إيران أجاب باراك
"لم نتخذ اي قرار للقيام بهذا... هذا الامر برمته بعيد تماما."
كما أشار باراك إلى أن إسرائيل -التي يعتقد أنها الوحيدة التي تملك
أسلحة نووية بالمنطقة- تنسق مع واشنطن خططها بشأن التعامل مع المشروع
النووي الايراني الذي تعتبره إسرائيل مصدر تهديد لوجودها.
وقال باراك "لا أظن أن طبيعة علاقاتنا بالولايات المتحدة تسمح بالا
تكون لديها اي فكرة عما نتحدث عنه." وحين سئل عما اذا كان تعبير "بعيد
تماما" يعني أسابيع ام شهور أجاب باراك "لن أقدم أي تقديرات. من المؤكد
أنه ليس عاجلا." واستطرد قائلا ان انتخاب زعيم حزب المعارضة الرئيسي
بإسرائيل وهو حزب كديما في مارس اذار "ستتم قبلها."
وقال باراك "من شأن هذا التحرك أن يوفر دليلا دامغا على أن الوقت
نفد فعلا وسيؤدي هذا اما لمفاقمة العقوبات او اتخاذ اجراء اخر ضدها."
وتابع قائلا "هم لا يريدون هذا (مزيد من العقوبات او اجراءات أخرى).
لهذا لا يقدمون على هذا ليس لانهم تخلوا عن خطتهم او لانهم توقفوا عن
تحصين عملياتهم" في اشارة الى تشغيل ايران محطة للتخصيب في جبل حصين.
وحين طلب منه تقييم المدة التي تحتاجها ايران لتصنيع رأس حربية
نووية اذا اتخذت قرارا بهذا قال باراك "ليست مسألة سنوات. هناك من
يقولون عاما او عاما ونصف العام. لا يوجد فرق كبير." وأضاف "لا أريد أن
أتحدث عن هذا (حيازة سلاح نووي) وكأنه سيحدث غدا."
وفي 30 نوفمبر تشرين الثاني قال ديمبسي انه لا يعلم ما اذا كانت
اسرائيل ستخطر الولايات المتحدة مسبقا اذا قررت القيام بعمل عسكري
منفرد ضد ايران. واعترف ايضا باختلافات في الرؤية بين الولايات المتحدة
واسرائيل بشأن السبيل الامثل للتعامل مع ايران وبرنامجها النووي.
ارتباك طهران
فيما اعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان المناورات
العسكرية لايران في مضيق هرمز تدل على ارتباكها اثر قيام الدول الغربية
بتشديد العقوبات عليها. وقال باراك امام اعضاء حزبه الاستقلال "هذه
المناورات في مضيق هرمز واطلاق الصواريخ اليوم (الاثنين) في المنطقة
نفسها تعكس في رايي قبل كل شيء ارتباك ايران بعد تشديد العقوبات التي
تستهدفها". واضاف "لا اعتقد ان ايران تستطيع جديا التفكير في اغلاق
مضيق هرمز في حال تشديد العقوبات (بحقها)، لان خطوة مماثلة ستعبىء
العالم باسره ضدها".
وتابع باراك "بسبب ارتباكهم، يستنفد الايرانيون احتياطهم من
التهديدات في محاولة لردع المجتمع الدولي عن تبني عقوبات اخرى"، مؤكدا
ان طهران قلقة من "المحادثات حول احتمال فرض عقوبات على البنك المركزي
الايراني".
واختبرت ايران ثلاثة صواريخ في اليوم الاخير من مناورات بحرية حول
مضيق هرمز الاستراتيجي الذي تؤكد طهران قدرتها على اغلاقه. وجاءت هذه
المناورات في وقت تهدد الولايات المتحدة والدول الاوروبية بفرض مزيد من
العقوبات على ايران لاجبارها على التخلي عن برنامجها النووي.
من جهة اخرى، نقل المتحدث باسم اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية
والدفاع عن باراك قوله امام هذه اللجنة ان "التهديد بفرض عقوبات على
مصرفها المركزي لن يثني ايران عن مواصلة برنامجها النووي".
ونقل المصدر نفسه عن باراك انه لاحظ ادراكا دوليا ان "ايران تسعى
الى غش وتحدي المجتمع الدولي، وانها تواصل التقدم لامتلاك سلاح نووي".
وتابع وزير الدفاع الاسرائيلي ان "العائق الاكبر الذي يحول دون تصعيد
الضغوط يكمن في عدم وجود اتفاق حول التدابير المطلوبة، وخصوصا من جانب
روسيا والصين".
ليست خطرا وجوديا لاسرائيل
في حين اعتبر رئيس الاستخبارات الاسرائيلية (الموساد) تامير باردو
ان ايران النووية قد لا تشكل "تهديدا وجوديا" للدولة العبرية. ونقلت
صحيفة هارتس عن باردو قوله لمجموعة من السفراء الاسرائيليين "هل تشكل
ايران خطرا على اسرائيل؟ بالطبع". واضاف "لكن ان قال احدهم ان قنبلة
نووية في يد الايرانيين تعني انه علينا اغلاق المحل والعودة الى المنزل.
الوضع ليس كذلك. ومصطلح+التهديد الوجودي+ يستخدم بشكل مبالغ فيه".
وتتناقض تصريحات باردو مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو
التي اطلقها قبل شهرين في جلسة افتتاح الدورة الشتوية للكنيست (البرلمان).
وقال نتانياهو وقتها ان "ايران نووية ستشكل خطرا كبيرا على الشرق
الاوسط والعالم كله. وبالطبع ستشكل تهديدا خطيرا ومباشرا لنا". بحسب
فرانس برس.
وكان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز قال في مؤتمر السفراء نفسه "لدى
اسرائيل ردود على المشكلة الايرانية. لكن مسؤولية حلها هي مسؤولية
العالم اجمع. ولن تكون حكرا على اسرائيل".
واشار الرئيس الاسرائيلي الى ان العقيدة التي يطلق عليها "الغموض
المقصود" لاسرائيل في المجال النووي يشكل وسيلة ردع "فاعلة" ضد طهران.
وتتمثل هذه العقيدة بالنسبة لاسرائيل، التي لم توقع على معاهدة عدم
الانتشار النووي، في عدم تاكيد او نفي امتلاكها ترسانة نووية.
إيران تحذر إسرائيل من الانتحار
من جانبه اعتبر وزير الدفاع الإيراني أحمد وحيدي أن أية ضربة عسكرية
تشنها إسرائيل ضد بلاده ستمثل نهاية النظام في تل أبيب وتعد بمثابة "انتحار".
وشدد وحيدي - في تصريح نقلته قناة "برس تي في" الإيرانية - على أن أي
اعتداء إسرائيلي على إيران سيقابله هجمات إيرانية مميتة، معربا عن
اعتقاده بأن تل أبيب تعاني حاليا من عزلة كاملة وتفتقر للقدرة على شن
هجوم عسكري ضد الجمهورية الإسلامية. وأضاف:"أن بلاده أحرزت تقدما
ملحوظا وتحظى بمكانة متميزة في كافة مجالات الدفاع والقدرة على صد أية
هجمات دون الحاجة للمساعدة من دول أخرى، مستشهدا في ذلك بنجاح بلاده في
إنتاج طائرات استطلاع بدون طيار وطائرات هجومية، فضلا عن تقدمها في
مجالات التكنولوجيا الإلكترونية الحربية وصناعة الطيران وتكنولوجيا
الصواريخ.
يشار إلى أن وحيدي كان قد أشار أمس الأول السبت إلى أن القوات
المسلحة الإيرانية تمكنت من تحديد المناطق التي يمكن فيها شل حركة
عدوها في حال وقوع أي تدخل عسكري محتمل.
في الوقت ذاته اعلن رئيس ادارة الطيران والفضاء في الحرس الثوري
الايراني الجنرال امير-علي حاجي زاده ان طهران "تأمل" في ان ترتكب
اسرائيل خطأ مهاجمتها لكي ترسل النظام الصهيوني "الى مزبلة التاريخ".
وقال حاجي زادة بخصوص التهديدات الاسرائيلية بضرب مواقع نووية
ايرانية ان "احد اقوى آمالنا هو ان يرتكبوا مثل هذا العمل لانه منذ
فترة طويلة هناك طاقة مخزنة ونأمل في استخدامها لارسال اعداء الاسلام
الى مزبلة التاريخ". واضاف "ان تطوير قدراتنا البالستية لن يتوقف ابدا".
شركة إسرائيلية تبيع أجهزة تعقب لإيران
من جهة أخرى نفت شركة إسرائيلية تنتج أجهزة لتعقب رسائل البريد
الإلكتروني، يوم الجمعة، أنها باعت هذه التكنولوجيا إلى إيران عن طريق
دولة ثالثة، في قضية أثارت جدلا في الدولة العبرية. ونقلت الإذاعة
الإسرائيلية عن "مسؤول كبير" في شركة ألوت، لم تسمه، قوله إن الشركة "لا
تسمح ببيع منتوجاتها لإيران،" بينما قالت إن وزارة الدفاع "لا تزال
تدرس التقارير." وأضاف أنه إذا تبين أن "الشركة الدنمركية التي اشترت
هذه الأجهزة قامت بنقلها فيما بعد الى إيران فإن هذا الأمر يعد خرقا
للاتفاق الذي تم توقيعه معها."
وكان عضو الكنيست الإسرائيلي من حزب كاديما نحمان شاي دعا إلى إجراء
نقاش عاجل حول هذا الموضوع في اطار لجنة الخارجية والأمن البرلمانية.
بحسب السي ان ان.
وكانت خدمة أنباء "بلومبيرغ" الاقتصادية قالت إن شركة إسرائيلية
زودت إيران بتكنولوجيا تمكنها متابعة متصفحي شبكة الإنترنت، وحجب
الاتصالات عن طريق الشبكة. وبحسب "بلومبيرغ"، فإن ثلاثة من موظفي
الشركة الإسرائيلية السابقين أكدوا أن الشركة كانت تعلم أن الأجهزة سوف
تصل إلى إيران.
اسرائيل امريكا لشن حرب
من جهة أخرى قال احد المقربين من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير
بوتين ان روسيا تخشى ان تدفع اسرائيل الولايات المتحدة لخوض حرب مع
ايران التي قد ترد بوقف شحنات النفط من الخليج.
وقال نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الامن الروسي التابع للكرملين
لوكالة انترفاكس الروسية للانباء "هناك احتمال لتصعيد عسكري للصراع
الذي تدفع اسرائيل الامريكيين نحوه." واضاف باتروشيف وهو رئيس سابق
لجهاز المخابرات الروسية ان طهران قد ترد باغلاق مضيق هرمز الذي تمر من
خلاله 35 بالمئة من تجارة النفط المنقول بحرا في العالم.
وقال "لا يمكن استبعاد قدرة الايرانيين على تنفيذ تهديدهم بوقف
صادرات النفط السعودي عبر مضيق هرمز اذا واجهوا اعمالا عسكرية."
وقال باتروشيف انه لا يوجد أي دليل حتى الان على ان ايران تقترب من
صنع اسلحة نووية. واضاف "الحديث عن ان ايران ستصنع قنبلة ذرية الاسبوع
المقبل سمعناه على مدى عدة سنوات". وتابع ان الولايات المتحدة تسعى
للاطاحه بالقيادة الايرانية باستخدام "شتى السبل المتاحة" لتحويل
البلاد الى "شريك موال". وتعارض روسيا اكبر منتج للطاقة في العالم فرض
مزيد من عقوبات مجلس الامن الدولي على برنامج ايران النووي وانتقدت
بحدة عقوبات واشنطن والاتحاد الاوروبي. |