كربلاء... مقومات سياحية تفتقر الى بنى تحتية

نور ماجد

 

شبكة النبأ: المتابع للشأن السياحي في العراق، يلاحظ وبوضوح حجم التطور الذي طرأ على هذا الجانب الحيوي، خصوصا بعد تزايد أعداد السائحين خلال السنوات الماضية، من داخل وخارج البلاد.

فيما تعد كربلاء ظاهرة بارزة على هذا الصعيد، التي استقبلت على مدى الشهر الحالي أكثر من 20 مليون وافد، في سياق السياحة الدينية المعروفة في المدينة، سيما الزيارات في شهري محرم وصفر.

الا ان تلك المقومات المهمة لم تواكبها تطورات في البنى التحتية للمدينة، وقالت الدكتورة افتخار عباس هادي رئيسة لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة كربلاء المقدسة، "يعاني الواقع السياحي والآثاري في كربلاء جملة من المعوقات، والاسباب التي ادت الى تدهوره منها  كثرة التجاوزات على المواقع الاثرية، من قبل عدد من المواطنين وبعض الدوائر الحكومية في المحافظة والسبب يعود إلى ان أكثر هذه المواقع  الاثرية حددت كتلال أثرية عام 2008 ولم يجرَ لها أي مسح آثاري منذ اربعينيات القرن الماضي".

وأضافت، "نحن كلجنة الرقابة على السياحة والاثار قمنا بالتنسيق مع مفتشية الاثار في كربلاء وبمتابعة يومية لتلك التلال الاثرية المتجاوز عليها ومن ثم دراسة نوع التجاوز وايجاد السبل القانونية لرفعه والمشكلة الاكبر في ان ليس هنالك حقيبة وزارية لهيئة السياحة والاثار اذا انها جزء من وزارة الثقافة وبالتالي هذا ينعكس سلباً على اداء الدوائر وخصوصاً على دائرة السياحة والآثار  في محافظة كربلاء والامر الذي فاجأنا ان هذه  الدائرة هي عبارة عن قسم للسياحة وهذا الشيء قليل جدا بحق سياحة كربلاء المقدسة فضلاً عن انها تعاني قلة الموارد المالية  في حين ان المعالم الاثارية تحتاج الى احاطتها بجدران والاهتمام بجوانبها المتعددة  وهذا سيساعد على حفظها من العبث ويزيدها جمالية اكثر".

وعن اهم المقترحات الجديدة لتحسين الواقع السياحي والآثاري في المحافظة قالت أشارت افتخار عباس، "نعم بدأنا نعمل  على عدة محاور لرفع الواقع السياحي الرقابي منها مفاتحة الهيئة العامة للسياحة بهدف توسيع وارتقاء دائرة السياحة في كربلاء وتوفير الموارد المالية الكافية لتسهيل عملها حيث تم فتح جسور للتعاون مع منظمات عالمية حول امكانية التعاون للاهتمام بالاثار من حيث كشفها من قبل اختصاصيين عالميين  والتعرف عليها وتنقيبها وسنعمل كخطوة اولى بدرج معلم قصر الأخيضر ضمن لائحة التراث العالمي".

وتابعت، "طالبنا بوضع خطة استراتيجية من اجل تنقيب واظهار اثار كربلاء للعالم اجمع باجمل صورة ونطمح بانشاء متحف متخصص لأثار المحافظة حتى ولو كان فرع من المتحف المركزي في بغداد كون كربلاء مدينة سياحية ويتردد عليها ملايين الزائرين والسائحين من شتى انحاء العالم هذا من جانب ومن جانب اخر سيكون هذا المتحف ذو مردود مادي ومعنوي سيصب في مصلحة كربلاء المقدسة".

قطاع الفندقة

أما في ما يخص قطاع الفندقة الذي يمثل شريان حيوي لدعم السياحة في المدينة فأقرت رئيس لجنة السياحة ان عددها قليل ويبلغ (450) فندقا فقطً، مبينة، "المحافظة تحتاج إلى (1500) فندقاً لذلك عملنا على تفعيل قانون المنازل الشعبية كحل للتقليل من حجم المشكلة وهذا القانون معمول به في الدول السياحية وقمنا بتسجيل هذه المنازل في القائممقامية كربلاء وستكون معرضة للتفتيش من قبل كافة اللجان الصحية والدفاع المدني والامن السياحي وسجلات في دائرة السياحة".

المواقع الأثرية

فيما سلطت افتخار الضوء على أبرز المواقع الأثرية في المدينة حيث قالت، "تحتضن مدينة كربلاء اقدم كنيسة في العراق (الاقيصر) وتقع على مسافة 70 كم جنوب غربي كربلاء، وكانت عبارة عن موقع لمدينة متكاملة تزخر بالحياة منذ قرون بعيدة، وتزخر الكنيسة برسوم متعددة لاشكال مختلفة للصليب، وتوجد على جدران الكنيسة كتابات آرامية تعود إلى القرن الخامس الميلادي قبل الاسلام بنحو 120 سنة، حسب ما ذكرته الدراسات التي قام بها عدد من الباحثين والآثاريين".

وأضافت "فيما تقع بالقرب من مدينة كربلاء قرب بحيرة الرزازة وتعود إلى أقدم العصور وقد تحدت عوامل التعرية والاندثار بكل قوة وهي تنتظر معاول التنقيب والبحث والتحري.يقع هذا الأثر إلى الجنوب الغربي من مدينة كربلاء بحوالي 40كم. ويبعد عن قصر الاخيضر بحوالي 15كم. ويعود تاريخ هذا الأثر إلى آلاف السنين ويسمى بالمصطلح الشعبي بالطار لارتفاعه 65 م فوق مستوى سطح البحر ويبلغ عدد هذه الكهوف (400 ) كهف وقد نحتت بأيدي الإنسان العراقي وابداعه.

وتتابع افتخار، كما تقع على مسافة 40 كم عن مركز محافظة كربلاء وفي صحرائها الغربية  وهي تقع إلى يسار الطريق بين كربلاء وقضاء عين التمر، وتبعد عن كهوف الطار حوالي 14كم  جنوبا.وسميت منارة موجده (موقده) وهي كلمة محليه من إيقاد النيران في أعاليها ليلا لإرشاد الضالين في الصحراء المترامية الأطراف وعند رؤيتهم للنار المستعرة والتي ترى من مسافات بعيده ليلاً يتجه إليها المسافرون والقوافل وهي تقع على هضبة عاليه في منتصف الطريق بين خان العطشان الذي يبعد عنها 10كم جنوبا وبين حصن الاخيضر الذي يبعد عنها15 كم شمالا" وهي تكاد تكون مرتبطة تاريخيا مع هذين الصرحين فالواصل إليها أيقن بالوصول إلى احدهما. ويعود تاريخ بنائها إلى فترة بناء خان العطشان لإرشاد الحجاج  ولتشابه مادة بناءها من الطابوق ألفرشي والنوره لما موجود في الخان".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/كانون الثاني/2012 - 23صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م