نيجيريا ومسلحي (بوكو حرام)... دفع محموم صوب الحرب الأهلية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: عرفت نيجيريا سابقاً الحرب الانفصالية والتي وقعت في بيافرا وخلفت نحو مليون قتيل من 1967 الى 1970، وما يجري اليوم في هذه البلاد الافريقية الغنية بالنفط يضعها على حافة حرب اهلية متوقعة قد تضع المسيحيين والمسلمين في خندقين متقابلين وتؤدي الى تقسيم البلاد الى جبهتين تقتتلان لأسباب طائفية، بعد ان تمكنت حركة "بوكو حرام" الارهابية المسلحة ذات الصلات المشبوهة بتنظيم القاعدة من النجاح للدفع بالبلاد بهذا الاتجاه من خلال الهجمات المنظمة والتي استهدفت المسيحيين والاماكن المقدسة لهم بعد نفاد المهلة المقدمة لهم من قبل الحركة لمغادرة البلاد وتطبيق الشريعة الاسلامية في عموم نيجيريا.

هجوم على كنيسة

حيث قال راعي كنيسة في ولاية جومبي بشمال نيجيريا ان مسلحين فتحوا النار على المصلين في الكنيسة فقتلوا ستة أشخاص واصابوا 10 في أحدث هجوم في سلسلة هجمات اثارت مخاوف من صراع طائفي في اكثر دولة سكانا في افريقي، وأبلغ جوستن جورو راعي الكنيس من كنيسته في مدينة ناساراوا "المهاجمون بدأوا اطلاق النار بشكل متقطع، اطلقوا الرصاص من خلال نافذة الكنيسة، قتل اشخاص كثيرون من بينهم زوجتي"، واضاف قائلا "كثيرون من ابناء الكنيسة ممن كانوا يحضرون القداس اصيبوا ايضا"، وجاء الهجوم في اعقاب تحذير من جماعة بوكو حرام الاسلامية المتشددة نشر في صحف محلية أمهل المسيحيين ثلاثة ايام لمغادرة شمال نيجيريا الذي تسكنه غالبية مسلمة أو مواجهة القتل، ويقول محللون انه يبدو من المرجح بشكل متزايد ان الجماعة -او فصائل داخلها- تريد اثارة هجمات انتقامية من المسيحيين ضد المسلمين لاحداث صراع ديني شامل، ويبلغ عدد سكان نيجيريا 160 مليون نسمة منقسمون بالتساوي تقريبا بين مسلمين ومسيحيين، وأعلنت بوكو حرام ايضا المسؤولية عن سلسلة هجمات بالقنابل في انحاء متفرقة من نيجييرا في عطلة عيد الميلاد (الكريسماس) بما في ذلك هجوم علي كنيسة قرب العاصمة أبوجا أسفر عن مقتل 37 شخصا على الاقل واصابة 57، ويعيش معظم المسيحيين في الجنوب ومعظم المسلمين في الشمال لكن مناطق كثيرة يعيش بها خليط من اتباع الديانتين جنبا الي جنب في سلام، واعلن الرئيس جودلاك جوناثان حالة الطواريء في شمال شرق البلاد ومنطقتين اخريين في 31 ديسمبر كانون الاول في مسعى لانهاء التمرد المتزايد الذي تقوده بوكو حرام التي تقول انها تريد تطبيق احكام الشريعة الاسلامية في ارجاء نيجيري، وتقوم قوات مسلحة تعززها الدبابات بدوريات في اجزاء من شمال شرق نيجيريا منذ ان فرض جوناثان حالة الطواريء هناك. بحسب رويترز.

اضراب عام

فيما شهدت نيجيريا مؤخراً اضرابا عاما احتجاجا على ارتفاع اسعار الوقود على خلفية اعتداءات ضد المسيحيين تبنتها جماعة اسلامية متطرفة، وتوعدت نقابات العمال باعلان اضراب مفتوح في كل انحاء البلاد، مع تنظيم تظاهرات حاشدة، في حال لم تتراجع الحكومة عن قرارها بوقف دعم اسعار المحروقات والذي ادى في الاول من كانون الثاني/يناير الى ارتفاع مفاجىء في سعر الوقود، وفي هذا السياق، ارتفع سعر ليتر الوقود من 65 نايرا (0،3 يورو) الى 140 نايرا على الاقل (0،66 يورو)، وتشهد البلاد مذ ذاك تظاهرات احتجاجية على هذا الاجراء غير الشعبي، وفي جلسة طارئة، طلب البرلمان النيجيري من الحكومة العودة عن قرارها زيادة اسعار المحروقات لافساح المجال امام تقدم الحوار، كذلك، طلب النواب من النقابات "تعليق الدعوة الى الاضراب" والمشاركة في حوار معمق حول هذه القضية، وقام الرئيس غودلاك جوناثان بمحاولة اخيرة عبر توجيهه كلمة متلفزة دافع فيها عن سياسة الحكومة، آملا بان تعود النقابات عن مشروع الاضراب، لكن النقابات اكدت ان خطاب جوناثان لم يؤثر فيها واصرت على خطوتها التي تهدد بشل البلاد، ويتصاعد هذا الغضب الاجتماعي في بلد هو اول منتج للنفط في افريقيا، على خلفية توتر ديني متفاقم وهجمات دامية.فمنذ الاعتداءات الدامية التي وقعت يوم عيد الميلاد وخلفت 49 قتيلا على الاقل، اسفرت ستة هجمات جديدة على مسيحيين في الشمال المسلم عن اكثر من 80 قتيل، وقد تبنت جماعة بوكو حرام الاسلامية غالبية هذه الهجمات، واعلن جوناثان ان لبوكو حرام مؤيدين وانصارا في كل اجهزة الدولة، معتبرا ان الاعتداءات الحالية على المسيحيين "اسوأ" من الحرب الاهلية خلال الستينات. بحسب فرانس برس.

تطهير عرقي

الى ذلك حذر زعماء الطائفة المسيحية في نيجيريا مؤخراً من ان المسيحيين في شمال البلاد حيث الاكثرية مسلمة يتعرضون ل"تطهير عرقي وديني" سيواجهونه بـ"الدفاع عن انفسهم"، وذلك بعد مقتل عشرات المسيحيين في هجمات تبنتها جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة، وقال ايو اوريتسيجافور رئيس الجمعية المسيحية في نيجيريا، وهي ابرز منظمة مسيحية تجمع البروتستانت والكاثوليك، ان مسؤولي الكنائس عقدوا مؤخراً اجتماعا طارئا اعلنوا في اعقابه ان "طريقة هذه الاغتيالات تذكرنا فعلا بتطهير عرقي وديني منهجي"، واضاف ان الزعماء المسيحيين "قرروا تحديد الوسائل الضرورية للدفاع عن انفسهم من تلك المجازر المجنونة"، دون مزيد من التفاصيل، وتابع محذرا ان "من حقنا الدفاع المشروع عن النفس مهما كان الثمن"، وقتل نحو ثلاثين مسيحيا في شمال شرق نيجيريا منذ الخميس في هجمات نسبت الى حركة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة، واثر سلسلة اعتداءات استهدفت المسيحيين، اعلن الرئيس غودلاك جوناثان في 31 كانون الاول/ديسمبر حالة الطوارىء في ولايات وسط وشمال شرق نيجيريا حيث وقعت اعمال العنف هذه المسؤولة عنها بوكو حرام، وتواصلت الهجمات منذ ذلك الوقت وقد تكثفت بعد انتهاء الانذار الذي اصدرته جماعة بوكو حرام وامهلت بموجبه المسيحيين في شمال نيجيريا بمغادرة هذا القسم من البلاد حيث الغالبية من المسلمين. بحسب فرانس برس.

وقد دعا رئيس اكبر منظمة مسيحية في الشمال "الى الاستنفار والاحتماء وحماية العائلات وممتلكاتها من تلك الهجمات"، واعلن ان "هذا النوع من الاحداث يذكرنا ببداية الحرب الاهلية التي وقعت في نيجيريا"، في اشارة الى الحرب الانفصالية في بيافرا التي خلفت نحو مليون قتيل من 1967 الى 1970، وانتقد اوريتسيجافور عجز حكام الولايات الشمالية عن الحؤول دون وقوع اعمال العنف تلك، وقال "اننا نحملهم مسؤولية تلك المجازر"، وقد فر مئات السكان من منازلهم في ولاية اداماوا في شمال شرق نيجيريا، بعد الهجوم الجديد الذي شنه اسلاميو بوكو حرام عليهم، وازاء هذا الوضع اعلنت سلطات الولاية منع التجول في سائر انحاء الولاية لمدة 24 ساعة للحؤول دون وقوع اعمال عنف جديدة، وقال سكرتير الحكومة المحلية كوبيس اري في بيان انه "اثر سلسلة الهجمات في بعض اجزاء الولاية، تفرض الحكومة المحلية منع التجول لمدة 24 ساعة في كل انحاء الولاية"، وينذر هذا التصعيد في الاعتداءات بانتشار اعمال العنف الطائفية في البلد الافريقي الاكثر سكانا (160 مليون نسمة) والذي ينقسم سكانه بين مسلمين يعيش اكثرهم في الشمال ومسيحيين تعيش غالبيتهم في الجنوب، وصرح قائد شرطة ولاية يوبي لاوان تانكو ان في فيبوتيسكوم (شمال شرق) "حصل تبادل اطلاق نار بين رجالنا ومقاتلي (حركة) بوكو حرام (الاسلامية) خلال فترة طويلة من الليل، ما اسفر عن قتلى وجرحى".

لكن ممرضة في مستشفى المدينة قالت لاحقا ان "جثتين، لشرطي وتاجر ايغبو، نقلتا الى المشرحة، لقد قتلا خلال هجمات وقعت ليلاً"، وقال بعض السكان انهما قتلا عندما نهب مسلحون ثلاثة مصارف وكان الشرطي يحرس احدها بينما علق التاجر بين الطرفين خلال اطلاق النار عندما كان يحاول الفرار، وقال بعض سكان الاحياء القريبة من مفوضية الشرطة التي هاجمها الاسلاميون انهم فروا من منازلهم خوفا من هجمات الجنود على المنطقة ولجأوا الى منازل اقرباء واصدقاء، ومدينة بوتيسكوم تقع في المناطق التي فرض فيها الرئيس غودلاك جوناتان حالة الطوارىء في 31 كانون الاول/ديسمبر، وقال ادريس باكانيكي احد المقيمين في حي دوغو تيبو "جميع سكان حيي دوغو تيبو ودوغو نيني تقريبا هربوا من منازلهم خوفا من هجوم قد يشنه جنود وصلوا الى المدينة مؤخراً من مدينة داماتورو" المجاورة، وانتشر عشرات الجنود وتموضعوا حول مفوضية الشرطة، وقال امير عمر احد سكان حي دوغو نيني "نخاف ان يهجم الجنود ويحرقوا منازلنا كما يفعلون في مايدوغوري (شمال شرق) بعد كل هجوم تشنه بوكو حرام"، وقد هاجم عشرات الاسلاميين المسلحين مدينة بوتيسكوم وخصوصا مفوضية المدينة، وافاد سكان ان الاسلاميين نهبوا مصرفين واضرموا فيهما النار.

وتقع المدينة التي تستهدفها بانتظام حركة بوكو حرام في قلب شمال البلاد حيث الاغلبية من المسلمين، من جهة اخرى، تبنت بوكو حرام، التي تطالب بتطبيق الشريعة الاسلامية في كافة انحاء البلاد، الهجمات الاخيرة التي استهدفت المسيحيين، بينما افادت حصيلة الشرطة عن سقوط 12 قتيل، وقد جاء الزوار يعزون اقارب بعد مصرع شخصين او خمسة قتلهم مجهولون قبل يوم، وفي شمال البلاد ايضا استهدف هجوم اخر مصلين في كنيسة بمدينة غومبي، وقال الكاهن جون جورو "كنت اقيم الصلاة وكانت عيوننا مغمضة عندما اقتحم مسلحون الكنيسة واطلقوا النار على جمع المصلين"، مضيفا "لقد قتل ستة اشخاص"، وشن مسلحون هجوما اخر على كنيسة في يولا عاصمة ولاية اداواما شمال شرق نيجيريا ما اسفر عن سقوط عشرة قتلى بين المصلين، بحسب مسؤول مسيحي، واعلن ابو القعقاع الذي سبق وتحدث باسم بوكو حرام مرارا، في اتصال هاتفي مع الصحافة ان "هذه الهجمات من عواقب انتهاء انذارنا".

اعلان حالة الطوارئ

في سياق متصل اعلن الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان مؤخراً حالة طوارئ في المناطق الاشد تضررا من اعمال العنف التي تحمل جماعة بوكو حرام المسؤولية عنها حيث امر بإغلاق جزء من حدود البلاد، وجاء اعلان الرئيس بذلك بعدما وصف جماعة بوكو حرام بأنها ورم سرطاني يرمي للقضاء على اكبر بلد افريقي من حيث السكان متعهدا بسحق الجماعة التي تتهم بالمسؤولية عن موجة من اعمال العنف الدامية في البلاد، وقال جوناثان في كلمة ألقاها على الامة "بينما يجري البحث عن حلول دائمة، اصبح لزاما اتخاذ قرارات حاسمة لا غنى عنها لاستعادة الحياة الطبيعية في البلاد خاصة بين المجتمعات المتضررة"، واضاف "من ثم امرت، بإعلان حالة الطوارئ في المناطق التالية من الاتحاد النيجيري" ساردا قائمة شملت اجزاء من ولايات بورنو، حيث القاعدة التقليدية لبوكو حرام، فضلا عن ولايات يوبي والنيجر وبلاتو، كما امر بإغلاق الحدود البرية للمناطق المتضررة لضبط "الانشطة الارهابية التي تجتاز حدودنا"، وفي وقت لاحق قتل خمسون شخصا على الاقل في اشتباكات بين مجموعتين متجاورتين في ولاية ابونيي بجنوب شرقي البلاد، حسبما قال متحدث حكومي، غير انه قال ان الاشتباكات ليست على صلة بالهجمات التي تنفذها الجماعة الاسلامية، وقال المتحدث اونييكاتشي اني "قتل اكثر من خمسين شخصا حينما هاجم اشخاص من مجموعة ايزا سكان جماعة ازيلو المجاورة بسبب نزاع على الاراضي". بحسب فرانس برس.

واضاف ان "النزاع بين المجموعتين بدأ في 2008 وكان يعتقد انه تمت تسويته قبل اندلاع اعمال العنف الاخيرة اذ داهم اشخاص من الايزا اخرين من الازيلو وقتلوا اكثر من خمسين شخصا هناك"، وجاءت التصريحات التي ادلى بها الرئيس جوناثان حول بوكو حرام خلال زيارة للكنيسة الكاثوليكية في مادالا قرب العاصمة ابوجا حيث قتل 44 شخصا اثناء خروجم من قداس يوم الميلاد بتفجير اعلن متحدث باسم الجماعة مسؤوليتها عنه، وخلال الكلمة التي القاها الرئيس في الكنيسة بكى الكثيرون من المصلين دون توقف بينهم امرأتان فقدتا زوجيهما واربعة اطفال في تفجير يوم الميلاد، غير ان راعي الابرشية الاب ايزاك اتشي قال ان الكنيسة غفرت لمهاجميه، وقال الاب اتشي "بالنيابة عن كافة المسيحيين في هذه البلاد وكافة من يحب المسيح، غفرنا لهم من عمق قلوبن، نصلي الا يشهد اي جزء من بلادنا شيئا كهذا"، وقال الرئيس ان حالة الطوارئ ضرورية "اذ استغل الارهابيون الوضع الراهن لضرب اهداف في نيجيريا والفرار الى حيث لا تتمكن قوات الامن من تعقبهم"، وكانت نيجيريا قد تعرضت لعشرات الهجمات التي تتهم بوكو حرام بالمسؤولية عنه، غير ان موجة من تفجيرات الميلاد التي استهدفت الكنائس بشكل خاص واسفرت عن مقتل 49 شخصا على الاقل اثارت غضبا كبيرا في البلاد، وقال جوناثان "لقد بدأت (بوكو حرام) كجماعة غير مؤذية، والان اصبحت سرطانا، ونيجيريا هي الجسد الذي تريد ان تفتك به، ولكن لن يسمح لها احد بذلك".

كما اثارت موجة الهجمات الاخيرة مخاوف من اقدام مسيحيين على هجمات انتقامية، غير ان القادة المسيحيين قالوا انهم لن يجدوا بديلا عن توفير الحماية لانفسهم بانفسهم ما لم تتخذ السلطات اجراءات لوقف العنف المتصاعد، يذكر ان نيجيريا هي اكبر منتج للنفط في افريقيا وتنقسم بالتساوي تقريبا بين شمال ذي غالبية اسلامية وجنوب مسيحي، وتشمل الطوارئ مناطق في ولاية بورنو حيث القاعدة التقليدية لبوكو حرام، وكذلك ولاية يوبي المجاورة لها في الشمال الشرقي، والمنطقتان الاخريان في ولاية بلاتو بالحزام الاوسط بالبلاد الذي يفصل الشمال عن الجنوب، وولاية النيجر المتاخمة للتقسيم الاداري للعاصمة الفدرالية ابوج، والحدود التي يشملها الاغلاق تشمل حدودا في الشمال الشرقي لنيجيريا مع الكاميرون والنيجر وتشاد، كما اعلن جوناثان عن تأسيس وحدة عسكرية خاصة لمكافحة الارهاب، وقال مستشار الامن القومي اوويي ازازي للصحافيين ان حالة الطوارئ ستبقى سارية "لحين تحسن الوضع".

يذكر ان نيجيريا تنشر بالفعل عددا من القوات العسكرية الخاصة في المناطق المضطربة بما في ذلك في ولايتي بورنو وبلاتو، غير ان القوات الخاصة في بورنو متهمة بانتهاكات بما في ذلك قتل مدنيين وحرق منازل عقب التفجيرات، يذكر ان المئات قتلوا هذا العام وحده في هجمات القيت اللائمة فيها على بوكو حرام، واغلبها في شمال شرقي البلاد غير ان الجماعة اعلنت ايضا مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي وقع في اب/اغسطس مستهدفا مقر الامم المتحدة في ابوجا واسفر عن مقتل 25 شخصا على الاقل، وكانت الجماعة قد ظهرت اول مرة في 2004 وتحورت بعد ذلك، وقد شنت تمردا في 2009 قمعه الجيش بوحشية واسفر ذلك عن مقتل 800 شخص، واعلنت الجماعة منذ البداية في شمال البلاد رغبتها في فرض قيام دولة اسلامية وبعد ذلك خرج متحدثون باسمها يعلنون عن سلسلة من المطالب، ويعتقد ان الجماعة تضم فرقا شتى ترتبط بصلات سياسية وخلايا اسلامية متشددة، وهناك تساؤلات واسعة عما اذا كانت قد ارست علاقات مع جماعات خارج نيجيريا على رأسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.

رد الجنوب على بوكو حرام

من جانبه قال زعيم متمرد سابق من دلتا النيجر الغنية بالنفط ان سكان جنوب نيجيريا يمكن ان يحملوا السلاح لمحاربة الاسلاميين الشماليين بجماعة بوكو حرام وانهم يكبحون أنفسهم فقط احتراما للرئيس، وقال مجاهد دوكوبو-اساري وهو مسلم قاد تمردا في الدلتا حتى توقيع اتفاق سلام مع الحكومة عام 2004 ان هجمات بوكو حرام بالقنابل يمكن ان تثير انتقاما من الجنوبيين -الذين يمثل المسيحيون اغلبيتهم- بما في ذلك من يعيشون منهم في الدلت، وردا على سؤال عما اذا كان من الممكن ان يستهدف البعض من الجنوب ذي الأغلبية المسيحية الشماليين رد قائلا "انها مسألة ثوان، نيجيريا على شفا حرب اهلية"، واضاف اساري الذي ينتمي لقبيلة جوناثان في الجنوب ايجاو واغلبها من المسيحيين لكنه اعتنق الاسلام "شعب دلتا النيجر تفصله دقيقة عن حمل السلاح، انه فقط جودلاك الذي يكبحنا"، وتابع "وصلنا جميعا الى اقصى مدى. لا يوجد شيء يمكن لاحد ان يفعله بشأن ذلك سوى ان نقاتل"، واستطاعت الجماعة السابقة لاساري (القوة المتطوعة لشعب دلتا النيجر) ان ترفع أسعار النفط لمسويات قياسية في 2004 بهجماتها المتواصلة وتهديداتها ضد انتاج النفط في منطقة الدلت، ومنذ ذلك الوقت جلبت اتفاقات سلام مع زعماء التمرد في المنطقة السلام للدلتا واصبحت جماعة بوكو حرام في الشمال التهديد الاول لامن نيجيريا. بحسب رويترز.

ارتفاع حاد في اسعار الوقود

من جانب اخر صب سائقو السيارات والنقابات في نيجيريا غضبهم على زيادة مفاجئة لاكثر من الضعف لاسعار الوقود بعد يوم من رفع الدعم الحكومي في اطار اصلاح اقتصادي شامل يمكن ان يتسبب في احتجاجات حاشدة، وأدان زعماء المعارضة واعضاء النقابات والجماعات الحقوقية المحلية تحرك الجهات التنظيمية الحكومية لقطاع الوقود الذي قالوا انه سيرفع اسعار السلع في حين يجد كثير من النيجيرين واغلبهم يعيش على اقل من دولارين والسلع الاساسية أغلى من ان تصل اليها ايديهم، ويجادل اقتصاديون منذ وقت طويل بأن الدعم لاسعار الوقود مسألة بها فساد هائل واهدار ونزف للاموال من الخزانة الى جيوب مجموعة من مستوردي الوقود الاثرياء، لكن رفع الدعم ما يزال موضوعا متفجرا من الناحية السياسية، ويعتبر كثير من النيجيريين الدعم الفائدة الوحيدة التي يحصلون عليها من العيش في دولة من كبار منتجي النفط الخام. بحسب رويترز.

وأغلق كثير من محطات الوقود في العاصمة ابوجا ومدينة لاجوس التجارية الرئيسية وسط ترقب لمعرفة الكيفية التي يضبطون بها اسعارهم، واكتظت المحطات التي ظلت مفتوحة بطوابير للسيارات وباعت الوقود بأسعار تصل الى 150 نيرا (0.92 دولار) للتر الواحد ارتفاعا من سعر ثابت كان يبلغ 60 نير، وقال السائق ديفيد اكبي في محطة وقود في ابوجا في حين كان طابور يضم حوالي 30 سيارة يتشكل خلفه "هذه هدية سيئة في بداية العام الجديد من الحكومة"، وتساءل قائلا "ما هي الخطوة التالية؟"، وتخاطر الاجراءات بتوجيه الغضب العام تجاه الرئيس جودلاك جوناثان الذي يقول انها لازمة لاصلاح الاقتصاد، واستجاب حوالي 500 شخص لدعوة للتظاهر وساروا في شوارع مدينة كانو الشمالية رافعين لافتات كتب عليها "لا لازالة الدعم" و"جوناثان يريد قتل النيجيريين"، واحتل بضع عشرات من المحتجين ايضا المنطقة المحيطة بميدان ايجل في وسط ابوجا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 17/كانون الثاني/2012 - 23صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م