
شبكة النبأ: باتت المواجهة العسكرية
شبه محتومة في الخليج، خصوصا بعد أن أصبحت إيران تستشعر خطر ما يحيق
بها من قبل الدول الغربية وجيرانها العرب، عندما أعلنت دول الإتحاد
الأوربي فرض عقوبات أكثر قسوة على طهران، مشفوعة بتأييد إن لم يكن
تحريض من قبل السعودية وحلفائها في المنطقة.
ويخشى المراقبون ان تتحول إيران الى دب جريح في حال اشتعل فتيل
الحرب، تستهدف كل من هو مؤيد او مشارك في محاصرتها، سيما أنها حذرت
الدول الخليجية من تعويض النقص الحاصل في إمدادات الوقود في حال
حرمانها من التصدير، تعقيبا على اعلان النظام السعودي عن نيته رفع
مستوى الصادرات.
وسبق لإيران ان هددت بإغلاق مضيق هرمز، في حال تعرضت صادراتها
النفطية للعرقلة، مما يعني حرمان المجتمع الدولي من معظم إمدادات
الوقود الذي يمر عبر ذلك المضيق الحيوي.
ايران تحذر دول الخليج
فقد نقلت صحيفة ايرانية عن محمد علي خطيبي مندوب ايران لدى منظمة
أوبك تحذيره للدول الخليجية العربية من تعويض امدادات النفط الايراني
بالسوق اذا حظر الاتحاد الاوروبي استيراد الخام من الجمهورية الاسلامية.
وقال خطيبي في مقابلة مع صحيفة شرق "عواقب هذا الامر لا يمكن التنبؤ
بها. لذا لا ينبغي لجيراننا العرب التعاون مع هؤلاء المغامرين. وعليهم
اتباع سياسات حكيمة."
واتفق الاتحاد الاوروبي من حيث المبدأ على حظر استيراد النفط من
ايران في اطار جهود الغرب لتكثيف الضغط على طهران. وستتطلع دول الاتحاد
الاوروبي لمصدرين اخرين لرفع الانتاج لتعويض النقص وقال وزير النفط
السعودي علي النعيمي ان المملكة مستعدة لتلبية أي زيادة في طلب الدول
المستهلكة.
وتواجه ايران ثاني أكبر منتح للنفط بمنظمة أوبك بعد السعودية عقوبات
تجارية بسبب برنامجها النووي. وتنتج ايران نحو 3.5 مليون برميل يوميا.
وتقول الولايات المتحدة وحلفاؤها ان البرنامج النووي الايراني يهدف
لتصنيع قنابل بينما تؤكد ايران أنها تحتاج التكنولوجيا النووية لتوليد
الكهرباء.
واقترحت دول الاتحاد الاوروبي "فترات سماح" بين شهر و12 شهرا للعقود
القائمة بما يتيح الفرصة للشركات لايجاد بديل للامدادات الايرانية قبل
بدء تنفيذ الحظر. وهددت ايران بغلق مضيق هرمز وهو ممر ملاحي حيوي
لتجارة النفط اذا فرض حظر على صادراتها من النفط.
سفن حربية تعرضت لمضايقات
الى ذلك اكدت مسؤولة كبيرة في وزارة الدفاع الاميركية ان زوارق
حربية ايرانية سببت مضايقات لسفن حربية اميركية مرتين في السادس من
كانون الثاني/يناير في الخليج، مؤكدا بذلك نبأ بثته السي ان ان.
وقالت هذه المسؤولة ان الحادث الاول وقع صباحا في مضيق هرمز الذي
يشهد توترا متزايدا منذ اكثر من اسبوع بين طهران وواشنطن، بينما كانت
سفينة النقل البرمائية نيو اورلينز تعبر المضيق باتجاه الخليج.
واوضحت اللفتنانت كولونيل ادريان كريغ الناطقة باسم القيادة
الاميركية الوسطى ان ثلاثة زوارق ايرانية سريعة اقتربت الى مسافة اقل
من 500 متر عن السفينة ولم تستجب لمحاولة الاتصال باللاسلكي على الرغم
من القواعد البحرية الدولية.
ووقع الحادث الثاني بعد ساعات عندما كانت السفينة "اداك" لخفر
السواحل الاميركيين قبالة سواحل مدينة الكويت وتعرضت لمضايقات من ثلاثة
زوارق سريعة ترفع العلم الايراني ايضا.
وعلى متن السفينة اداك روى بحارة كيف شاهدوا ايرانيين يشهرون رشاشات
هجومية ويحركون مدفعية ثقيلة، كما نقلت السي ان ان. وقد اوقف الزوارق
الايرانية مناوراتها بعد اتصال باللاسلكي مع سفينة عسكرية ايرانية في
المنطقة.
وقالت اللفتنانت كولونيل كريغ "خلال رحلات العبور في مضيق هرمز
تقترب القوات البحرية الايرانية باستمرار من سفن البحرية وخفر السواحل
والاسطول المرافق لها". واضافت انه "امر عادي ومتوقع" في نظر حراس
الثورة الايرانية الذين وظفوا استثمارات كبيرة في هذه الزوارق السريعة
في السنوات الماضية.
جفاني النوم بسبب مضيق هرمز
من جانبه أقر قائد القوات البحرية الامريكية بأن الاستعداد لصراع
محتمل في مضيق هرمز جعل النوم يهجر عينيه. وقال الاميرال جوناثان
جرينيرت الذي أصبح قائدا للعمليات البحرية في سبتمبر أيلول "اذا سألتني
لماذا اسهر الليل أقل انه مضيق هرمز والنشاط الذي يجري في الخليج
العربي."
وقال رئيس اركان القوات الجوية الجنرال نورتون شوارتس انه "من
الواضح" ان القوات الجوية ستلعب دورا مهما في اعادة فتح مضيق هرمز اذا
تولت الولايات المتحدة هذه المهمة. وقال ان القوات الجوية ستكفل "التفوق
الجوي على مستوى المكان أو على نطاق أوسع" بتقديم الدعم للموارد
العسكرية الامريكية الاخرى وضمان قنوات اتصال آمنة من خلال الاقمار
الصناعية. واضاف قوله انها ستلعب ايضا دورا حيويا في توفير بيانات
المراقبة من طائراتها وأقمارها الصناعية.
حشد عسكري
في الوقت ذاته قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) ان سلوك
ايران "المقوض للاستقرار" يمثل عاملا في خططها في الشرق الاوسط لكنها
سعت الى تبديد التكهنات بأن الجيش الامريكي يحشد قواته بهدوء في
المنطقة لاحتواء أي تهديد محتمل.
وزاد عدد القوات الامريكية في الكويت لنحو 15 ألف جندي في الاسابيع
القليلة الماضية وتتضمن لواءين قتاليين مع انسحاب القوات من العراق اثر
انتهاء الحرب هناك.
وقال المتحدث باسم البنتاجون الكابتن جون كيربي انه لا علم لديه بأي
قرار بزيادة دائمة في عدد القوات المتمركزة في الكويت. واضاف ان عدد
القوات الامريكية هناك زاد مؤقتا لان لواء كان منتشرا في العراق نقل
الى الكويت بعد انتهاء الحرب لانهاء انتشاره. وتابع كيربي ان عدد
القوات في أي مكان يتغير بانتظام طبقا للحاجة.
وكان الجيش الامريكي قال في وقت سابق هذا الاسبوع ان حاملة طائرات
ثانية وصلت الى بحر العرب وان حاملة ثالثة في طريقها الى المنطقة. ووصف
البنتاجون ذلك بأنه تغيير دوري في تمركز القطع البحرية. وقال كيربي ان
وجود حاملتي طائرات في المنطقة أمر طبيعي.
العالم لن يسمح
من جانب آخر قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أثناء زيارته
للسعودية ان العالم "سيتوحد" لمنع ايران من اغلاق مضيق هرمز المعبر
الرئيسي لتجارة النفط وان على روسيا اتخاذ موقف أشد ضد سوريا.
وقال كاميرون في مقابلة تلفزيونية حضرها "فيما يتعلق بمضيق هرمز من
مصلحة العالم كله أن تكون هذه المضايق مفتوحة وأنا واثق من انه اذا كان
هناك تهديد باغلاقها فان العالم سيقف يدا واحدة لضمان أن تبقى مفتوحة."
وتستغرق زيارة كاميرون للسعودية يوما واحدا التقى خلالها بالعاهل
السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وكبار أعضاء الاسرة الحاكمة في
الرياض.
وقال كاميرون انه بحث خلال اجتماعه الذي استغرق ساعتين مع الملك عبد
الله الوضع في ايران كما بحثا الوضع في الصومال واليمن وسوريا. وردا
على سؤال عما اذا كانت الامم المتحدة ستتخذ قرارا اشد صرامة ضد نظام
الرئيس بشار الاسد بسبب قمعه للمدنيين قال كاميرون انه يتعين على مجلس
الامن اتخاذ موقف أقوى. بحسب رويترز.
وقال رئيس الوزراء البريطاني "لم نتمكن من احراز تقدم لان هناك دولا
في مجلس الامن استخدمت حق النقض (الفيتو) أو هددت باستخدامه لمنع صدور
قرارات مناسبة ضد سوريا" في اشارة الى روسيا.
وتابع كاميرون ان الجامعة العربية التي فرضت عقوبات على سوريا
وأرسلت مراقبين اليها لمراقبة الوضع هناك قامت "بدور قيادي" من أجل دفع
القضية الى دائرة الاهتمام العالمي. واضاف "نحن على استعداد كعضو دائم
العضوية في مجلس الامن لطرح مشروعات جديدة على هذا المجلس استنادا الى
ما تفعله الجامعة العربية وما تقوله الجامعة العربية وتحدي الاخرين اذا
كانوا يريدون نقض هذه القرارات أن يشرحوا لماذا يريدون الوقوف موقف
المتفرج ومشاهدة اراقة الدماء بشكل مروع على أيدي شخص تحول الى دكتاتور
مروع."
جاءت زيارة كاميرون في الوقت الذي قتلت فيه قوات الامن السعودية
بالرصاص أحد المحتجين في المنطقة الشرقية التي تتركز فيها الاقلية
الشيعية. وقالت وزارة الداخلية السعودية في بيان ان الرجل قتل في تبادل
لاطلاق النار بعد تعرض قوات الامن لهجوم بالقنابل الحارقة.
وخلال زيارته للسعودية التقى كاميرون أيضا مع ولي العهد الامير نايف
بن عبد العزيز ووزير الخارجية الامير سعود الفيصل ورئيس جهاز المخابرات
العامة الامير مقرن بن عبد العزيز.
وتعد السعودية من الدول الرئيسية التي تشتري السلاح من بريطانيا
وقالت مصادر دفاعية بريطانية ان المفاوضات جارية حول صفقة تشتري
بموجبها السعودية 48 طائرة مقاتلة طراز تايفون.
وقال رئيس هيئة الاركان السعودية في نوفمبر تشرين الثاني الماضي ان
المملكة تبني قواتها المسلحة ردا على "المخاطر" التي تحيط بالبلاد.
ويصل حجم التجارة بين بريطانيا والسعودية الى 16 مليار جنيه استرليني
في العام بينما بلغ حجم الاستثمارات السعودية في المملكة المتحدة أكثر
من 62 مليار جنيه استرليني.
روسيا تقول انها ستكون مهددة
على صعيد متصل حذر السفير الروسي المنتهية ولايته لدى حلف شمال
الاطلسي من أن روسيا ستعتبر أي تدخل عسكري مرتبط بالبرنامج النووي
الايراني تهديدا لامنها. وقال ديمتري روجوزين للصحفيين في بروكسل
"ايران جارة لنا.. واذا كانت ايران داخلة في اطار أي عمل عسكري فهذا
تهديد مباشر لامننا."
جاءت تصريحات روجوزين بعد يومين من مقتل عالم نووي ايراني في طهران
بيد مهاجم على دراجة نارية. ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن رئيس مجلس
الامن في الكرملين نيكولاي باتروشيف القريب من رئيس الوزراء الروسي
فلاديمير بوتين قوله ان اسرائيل تدفع الولايات المتحدة نحو الحرب مع
ايران.
وتعارض روسيا مقاطعة النفط الايراني. وقال روجوزين يوم الجمعة "نحن
مهتمون بالتأكيد بعدم انتشار أسلحة الدمار الشامل.. لكننا في الوقت
نفسه نعتقد أن أي دولة لها الحق في الحصول على ما تحتاجه لتشعر
بالارتياح بما في ذلك ايران."
وعين روجوزين الذي يوصف في الغالب بأنه صقر معاد للغرب نائبا لرئيس
الوزراء في ديسمبر كانون الاول وسوف يشرف على قطاع الدفاع الروسي عند
عودته الى موسكو.
وتضع الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان عقوبات على ايران
في محاولة لاجبارها على التخلي عما يشتبه أنه برنامج للاسلحة النووية.
وتقول طهران ان برنامجها ليست له أهداف عسكرية. |