
شبكة النبأ: يرى الكثير من المحللين
ان قطر تسعى الى ان تتحول من دولة وضيعة نسبيا الى لاعب مهم يزاحم
اللاعبين الكبار في المنطقة. خصوصا انها نجحت بقدر كبير بالتعاون مع
المخابرات الغربية في ركوب موجة الربيع العربي وصرف شعوبه في اضطرابات
سياسية واجتماعية لا يعرف لها مبرر أو مخرج.
ودول قطر برزت من خلال توظيف فضائيتها لخدمة تنظيم القاعدة الإرهابي،
واحتكارها للخطابات المسجلة لزعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، قبل
وبعد الإطاحة بنظام طالبان في أفغانستان.
فيما ابرز ما يثير المتابعين للموقف القطري هو الدعم اللا محدود من
الدوحة للإسلاميين الجدد للوصول الى السلطة في الكثير من الدول العربية،
وهو ما يتناقض مع واقع حال العائلة الحاكمة، المعروف بتحالفه الوثيق مع
رموز وقادة اللوبيات اليمينية المتطرفة في أوروبا وأمريكا، الى جانب
علاقاتها الوثيقة بإسرائيل.
إسلاميو الربيع العربي
فقد نقل عن رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني قوله
الاسلاميين سيمثلون على الارجح الموجة التالية من القوى السياسية في
العالم العربي وانه على الغرب التعاون معهم.
وقال حمد في مقابلة مع صحيفة فاينانشال تايمز ان الاسلاميين
المعتدلين يمكن ان يساعدوا في التصدي لما وصفه بالايديولوجيات
المتطرفة. وقال حمد "يجب الا نخشاهم بل دعونا نتعاون معهم. "يجب الا
تكون لدينا اي مشكلة مع اي شخص يعمل في اطار معايير القانون الدولي
يجيء الى السلطة ويحارب الارهاب." وقناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية
تتخذ من قطر مقرا لها.
وفي مصر التي تجري أول انتخابات حرة منذ 60 عاما من المتوقع ان يجني
الاخوان المسلمون 40 في المئة من أصوات الناخبين في انتخابات مجلس
الشعب التي قد تقيد سلطات المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد منذ ان
اطاحت الثورة بالرئيس السابق حسني مبارك في فبراير شباط.
وفي تونس التي كانت اول دولة في "الربيع العربي" تطيح برئيسها هذا
العام فاز في اول انتخابات ديمقراطية حزب النهضة الاسلامي المعتدل وشكل
حكومة ائتلافية.
زعيمة اليمين المتطرف
من جهتها قالت مارين لوبان مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة في فرنسا
ان نفوذ قطر على المسلمين الفرنسيين يتزايد وانها في حالة انتخابها
ستحاولة حماية البلاد من تهديد الحركات الاسلامية بشمال أفريقيا.
وتمكنت زعيمة الجبهة الوطنية التي تحتل المركز الثالث في استطلاعات
الرأي من تضييق الفجوة مع الرئيس الحالي نيكولا ساركوزي والمرشح
الاشتراكي فرانسوا هولاند. وأظهر استطلاعان هذا الاسبوع أن أكثر من 20
في المئة من الناخبين سيؤيدونها في الجولة الاولى من الانتخابات
الرئاسية يوم 22 ابريل نيسان.
وسعت لوبان مستغلة حالة الاستياء من العولمة وأزمة الديون في أوروبا
لاجتذاب الناخبين من خلال التحول من التركيز التقليدي على قضايا الهجرة
والهوية الفرنسية الى التخلي عن اليورو وفرض حواجز حمائية.
الا انها تحدثت عن القضايا المألوفة بالنسبة لها وقالت انه فيما
يتعلق بالحكومات الاسلامية الجديدة فان سياستها الخارجية ستهدف لوقف
انتقال نفوذها الى مسلمي فرنسا وعددهم خمسة ملايين نسمة. وقالت لصحفيين
أجانب في باريس "كرئيسة مستقبلية سأضمن عدم تمكن هذه الحكومات
الاسلامية من القدوم ودعم حركات دينية سياسية في فرنسا من شأنها زعزعة
استقرار البلاد."
وقالت لوبان ان الدول العربية لها الحق في اختيار زعماء اسلاميين
اذا أرادت ذلك وانها ستدافع عن سيادتها الوطنية في حال انتخابها مثلما
ستدافع عن السيادة الفرنسية.
لكنها قالت انها تخشى من تأثير الدول الاسلامية وقطر التي تستخدم
قوتها المالية في تبني مواقف متناقضة. وأضافت "أعتقد أن قطر تساعد
الجماعات الاسلامية ومع ذلك تظهر نفسها أمام الديمقراطيات الغربية على
أنها مستنيرة."
ورفعت قطر مكانتها الدبلوماسية ونالت الاهتمام الدولي عبر محاولات
الوساطة في صراعات اقليمية عديدة.
ولعبت الدوحة دورا رئيسيا في الاطاحة بمعمر القذافي من السلطة في
ليبيا من خلال تقديم المساعدات المالية والاسلحة لخصومه وهي قوة رئيسية
في عملية نشر مراقبين من جامعة الدول العربية في سوريا حيث تقول الامم
المتحدة ان أكثر من 5000 شخص قتلوا في انتفاضة مستمرة منذ عشرة أشهر.
وانشأت قطر وهي أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم صندوقا
بقيمة 50 مليون يورو في ديسمبر كانون الاول للاستثمار في الضواحي التي
يقطنها مسلمون بالمدن الفرنسية وهي خطوة وصفتها لوبان بانها مزعجة.
وأضافت "لقد سمحنا لدولة أجنبية بأن توجه استثماراتها على أساس الدين
في هذا الجزء او ذاك من السكان.. أعتقد أن ذلك يمكن أن يكون أمرا خطيرا."
كما يستثمر القطريون على نطاق واسع في فرنسا بما في ذلك شراء حصص في
لاجاردير والسيطرة مؤخرا على نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم. وقالت
لوبان "يزعجني أن قطر اشترت باريس سان جيرمان."
نفوذ اكبر حجما
من جهتها نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية مقالا لمراسلها
انطوني شديد بعث به من الدوحة، تناول فيه الدور الذي تقوم به دولة قطر
حاليا في السياسة العربية، ومدى تناسب هذا الدور مع الدولة الصغيرة في
الخليج، وما يحمل ذلك من تأييد او انتقاد. وفي ما يلي نص المقال:
بالقياس الى ولاية كونيكتيكت الاميركية فان قطر أصغر حجما، ويبلغ
عدد سكانها 225 ألفا، وعلى سبيل المقارنة ايضا فانهم لا يملأون اكبر
ضواحي مدينة القاهرة المصرية. غير انه بالنسبة لدولة تجلب احجاما
متساوية من الاستغراب والاعجاب، فانها يمكن ان توصف حتى الان ضمن
الثورات العربية: انها كانت حاسمة في عزل الرئيس السوري وساعدت على
الاطاحة بالزعيم الليبي وعرضت ان تكون الوسيط في اليمن واعتبرت اهم
الشخصيات التونسية صديقا لها.
ظهرت هذه الدولة فوق امتداد رملي داخل الخليج العربي باعتبارها اكثر
الدولة العربية ديناميكية في دوامة الشغب التي تحيط باعادة تنظيم
المنطقة. وتبقى نواياها محيرة بالنسبة لجيرانها بل حتى ولحلفائها –
والى حد ما يمكن القول ان لدى قطر عقدة نابوليون، بينما يقول اخرون ان
لديها أجندة اسلامية. غير ان نفوذها يظل درسا لما يمكن اكتسابه ببعض
اكبر احتياطات الغاز في العالم، واشد شبكة اخبار تلفزيونية "الجزيرة"
نفوذا في المنطقة، وبمجموعة من الاتصالات (كثير منها اسلامي النزعة)
وتشكيل السياسة في ايدي الحاكم الامير الشيخ حمد بن خليفه آل ثاني.
اكتسبت قطر مكانة حيوية في العالم العربي حيث تسببت الثورة بقلق
السلطات التقليدية المتحجرة بقيادات شاخت او التي لا تزال تترنح بسبب
الحرب الاهلية، وحيث ينظر الى الولايات المتحدة انها دولة في طريق
الانهيار.
وقالت بسمه القضماني، من قيادة المعارضة السورية التي اعربت عن
التقدير للقطريين بسبب الدور الرئيس الذي قاموا به في صدور قرار
الجامعة العربية المذهل السبت لتعليق نشاط سوريا داخل الجامعة وعزل
حكومة على محور العلاقات الاقليمية. "انهم يملأون فراغا ودورا لم تقم
به دول اخرى".
لقد لعبت قطر، وهي بين فكي اكبر متنافسين في المنطقة المملكة
العربية السعودية وايران، دورا اكبر من حيث الحجم في الخليج. وهي
تستضيف قاعدة جوية اميركية واسعة، الا ان بعض المسؤولين الاميركيين
تنتابهم الشكوك بسبب الدعم اخيرا للقادة الاسلاميين، خاصة في الحرب
الليبية.
وقد وصفها المسؤولون السوريون الذي شعروا بالغضب لدورها في توجيه
التصويت داخل الجامعة العربية، بانها عميلة للمصالح الاميركية
والاسرائيلية. واعلنت سوريا امس الاثنين انها ستقاطع الالعاب العربية
التي ستقام الشهر المقبل في الدوحة.
الا انه رغم كل التناقضات في سياساتها – وهناك الكثير منها – فان
قطر تقف الى جانب الانتقال الحاسم في السياسات العربية وهو ما لم يلق
القبول بعد من الكثيرين في الغرب: شرق اوسط تسيطر عليه احزب اسلامية
رئيسة تتولى السلطة في منطقة اكثر ديمقراطية، واكثر محافظة واكثر صخبا.
يقول طلال العتريسي، وهو محلل ومعلق سياسي لبناني، ان "قطر دولة بلا
ايديولوجية. انهم يدركون ان الاسلاميين هم القوة الجديدة في العالم
العربي. وهذا التحالف سيضع الاساس لقاعدة النفوذ في انحاء المنطقة".
اما عبد الرحمن شلقم، سفير ليبيا لدى الامم المتحدة، فقال بحدة في
لقاء مع القناة العربية لمحطة أقمار صناعية المانية "من هي قطر؟".
كان المسؤولون السوريون قد اعربوا عن ذلك السؤال حينما كانت الازمة
تزداد عمقا بين الدولتين الشقيقتين. وتمتد المشاعر الشخصية عميقا في
السياسة القطرية، كما هو الحال مع ليبيا حث قضت زوجة الامير الشيخه
موزه سنوات من طفولتها. لقد بذلت تلك الدولة جهودا كوسيطة مع سوريا،
واستثمرت بقوة في اقتصاد سعى الرئيس بشار الاسد الى تحديثه. الا ان
الدبلوماسيين والمحللين يقولون ان الشيخ حمد شعر بالاستياء من الاسد في
نيسان (ابريل) بعد انطلاق الانتفاضة السورية مباشرة.
وينظر البعض الى سياسة قطر في سوريا عبر منظار طائفية، حيث انها
تدعم الثورة الاسلامية السنية، كما انها ساندت التدخل السعودي في
البحرين للقضاء على الاحتجاجات الشيعية، بينما يراها اخرون اكثر ميلا
الى الانتهازية، بحيث انها تسمح لقطر ان تسلك طريقا لاعادة تنظيم الشرق
الاوسط الذي غالبا ما لعبت فيه سوريا دورا يهدف الى ابعاد الدول
المنافسة – تركيا، ايران، اسرائيل، السعودية وعملاء في لبنان.
وقال سلمان الشيخ، مدير مركز بروكينغز الدوحة في قطر، ان "سوريا
نقطة محورية رئيسة في الشرق الاوسط. ويمكن ان تكون سوريا هدفا مغريا
جدا لاطراف خارجية لعدم الانخراط في الوضع، وانا على ثقة بان قطر
ستندفع فيه".
غير ان المطامح تسيطر على الدوحة، واقتصاد قطر يحمل مؤشرات في
التفوق: حيث هنا اعلى نسبة نمو في العالم واعلى دخل للفرد. وقد سعى
أميرها الى تسوية ما يمكن ان يعتبر غير قابل للتسوية.
ويصفها يوسف القرضاوي، وهو شخصية إسلامية مصرية بارزة بأنها وطنه،
وكذلك فعل علي الصلابي، وهو إسلامي ليبي ذو نفوذ. ولخالد مشعل، زعيم
حركة "حماس" إقامة هنا، وتروج شائعات بأن حركة طالبان الأفغانية ربما
تفتح لها مكتبا. وتوجد أيضا مدارس وشركات أميركية، اتخذت لها مقرات في
أحدث المجمعات هنا.
وقال حامد الأنصاري، وهو محرر صحافي، عن النمط القطري في ما يشبه
المزاح: "أحضرهم إلى هنا، وأعطهم المال، وسيكون ذلك فعالا".
وأثبت المال فعاليته أثناء الدور القطري في ليبيا. ويقول
الدبلوماسيون إن مئات الملايين من الدولارات تم تحويلها إلى المعارضة،
وكثيرا ما حولت من خلال قنوات استخدمتها قطر مع المغتربين الليبيين،
وخصوصا الصلابي ورئيس المجلس العسكري في طرابلس عبد الحكيم بلحاج، الذي
كان يقود التمرد الإسلاي في ليبيا ذات يوم. وأقيمت قناة للمعارضة
الليبية في الدوحة. كما ارسلت قطر مستشارين تدربوا في الغرب، ساعدوا
على تمويل وتدريب وتسليح الثوار الليبيين.
لكن تفضيل قطر الظاهر للإسلاميين أثار غضب الشخصيات الأكثر علمانية.
وينفي المسؤولون القطريون هذه الاتهامات، لكن غيرهم يلمحون إلى ان
الشيخ حمد الذي أطاح بوالده العام 1995، يميل للشخصيات الإسلامية التي
تردد صدى وجهة النظر الخليجية أكثر مما تروق هذه الشخصيات لقادة
علمانيين مثل رئيس سوريا بشار الاسد.
وقال الانصاري: "من الناحية التاريخية، يعتبر التعامل مع هؤلاء
الناس أفضل من التعامل مع القذافي أو الأسد. ونعتقد ان الدين مهم، وهم
يعتقدون ذلك أيضا".
وثبت أن المحافظة على قنوات مع قوى متنوعة هو حجر الزاوية في سياسة
قطر. وهي تستضيف قاعدتين اميركيتين، فيهما 13 ألف عنصر، ورحب لبنان
بالأمير كبطل من جانب مؤيدي "حزب الله" العام الماضي لأنه ساعد في
إعادة إعمار البلدات التي دمرتها اسرائيل عام 2006.
وعلى العكس من السعودية والإمارات، تتمتع قطر بروابط وثيقة مع
الإخوان المسلمين بفروعها المختلفة في ليبيا وسوريا ومصر، ومع شخصيات
مثل رشيد الغنوشي، الإسلامي التونسي، وكلهم من المؤكد تقريبا أنهم
سيلعبون دورا حاسما في الجيل المقبل من السياسات العربية.
ولكن يوجد فيه ايضا ما يمكن وصفه بأنه المعادل القطري للقوة الناعمة:
وهو تأثير قناة "الجزيرة"، التي أنشأها الأمير ويقوم بتمويلها، وتعكس
أكثر فاكثر السياسة القطرية الخارجية، والعلاقات مع القرضاوي الذي له
شبكته الخاصة من الإسلاميين النافذين في المنطقة، وبراعة الأمير الخاصة
في إشراك قطر بالصراعات الممتدة حتى أفغانستان وإقليم دارفور في
السودان.
ومؤخرا ترك المدير العام لـ"الجزيرة"، وضاح خنفر، منصبه وهو ما
اعتبره بعض الصحافيين جزءا من تصميم قطر على إرضاء دول مثل السعودية
والأردن، وكلاهما غضبت من أسلوب "الجزيرة" الإخباري.
وتدعي برقيات موقع "ويكيليكس" من العام 2009 أن قطر عرضت تغطية "الجزيرة"
كورقة مساومة. وقال صحافي كبير هناك إنه "مع أنه لم تصدر اي أوامر، فقد
تغيرت تغطية الجزيرة للأحداث في سوريا بشكل لافت في شهر نيسان (أبريل)".
واضاف الصحافي: "استطعنا الشعور بالتغيير في أجواء التغطية".
قطر تؤكد ان علاقاتها مع موسكو
في سياق متصل قال رئيس الوزراء القطري ان العلاقات مع موسكو "قوية
ووثيقة" بعد ان اعلنت روسيا في وقت سابق خفض مستوى تمثيلها الدبلوماسي
في الدوحة ردا على تعرض سفيرها "للمعاملة السيئة". واضاف الشيخ حمد على
هامش مؤتمر صحافي ان "علاقاتنا مع روسيا وثيقة ومهمة وقوية وهذا الموقف
الذي حصل للاسف لن يؤثر على هذه العلاقات (...) السفير الروسي تجاوز
بعض الحدود لكنه لم يتعرض لاي نوع من الاهانة او ممارسات غير لائقة".
وكانت وزارة الخارجية الروسية اعلنت في الخامس من كانون الاول/ديسمبر
"خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر بسبب المعاملة السيئة التي
تعرض لها السفير في مطار الدوحة" بحسب موقع "روسيا اليوم".
لكن رئيس الوزراء القطري قال "نعتقد ان الجانب الروسي تفهم الامر
بعد ان شرحنا له ما حصل". وقد اكدت الخارجية الروسية انه "بسبب
الاعتداء على السفير في 29 تشرين الثاني/نوفمبر بينما كان عائدا من
مهمة دبلوماسية في الاردن من طرف قوات الامن والجمارك الذين حاولوا
بالقوة اخذ البريد الدبلوماسي، قررت روسيا تقليص التمثيل الدبلوماسي مع
دولة قطر". وكانت موسكو قد طلبت من السلطات القطرية التحقيق في هذا
الحادث ومعاقبة المذنبين.
يشار الى ان علاقات اقتصادية مهمة تربط بين روسيا وقطر اللتين
اتفقتا في نيسان/ابريل الماضي على تطوير تعاونهما عبر مشروع متكامل
لتطوير احتياطيات الغاز الطبيعي فى شبه جزيرة يامال في غرب سيبيريا.
كما شاركت روسيا في الاونة الاخيرة في القمة الاولى لمنتدى الدول
المصدرة للغاز التي انعقدت في الدوحة.
حرب أهلية
الى ذلك اتهم مسؤول يمني أمير قطر بالسعي لاشعال حرب أهلية بين
اليمنيين على منوال ما حصل في ليبيا. وقال نائب وزير الاعلام اليمني
عبده الجندي في مؤتمر صحافي ان أمير قطر «يريد اشعال حرب أهلية بين
اليمنيين والقتال من شارع الى شارع، كما فعل بين الليبيين.ويريد ان
يجعل من مدينة تعز مدينة للقتلة والارهابيين».
واتهم الجندي حزب الاصلاح المعارض الذي وصفه ب «الاخوان المسلمين»
بالتخطيط لتصعيد الأوضاع العسكرية خلال الأيام القادمة مع قرب انعقاد
مجلس الأمن في 28 نوفمبر الجاري لمناقشة الوضع في اليمن. وحذر من ان
سقوط مدينة تعز يعني اندلاع حرب أهلية.
وأوضح ان الأجهزة الأمنية حققت خلال فترة الاعتصامات ب 29 ألفا و602
جريمة بلغ عدد المقبوض عليهم أكثر من 26 ألف متهم، فيما البقية فارون
ويعتقد أنهم في ساحات الاعتصامات بحماية مليشيات ومسلحي الفرقة والتجمع
اليمني للاصلاح.
وكان الجندي قد دعا قطر في يونيو الماضي «الى ان ترفع يدها عن الدعم
المالي والمادي للانشقاق داخل الجيش وتعمل على أمن واستقرار البلد لان
ما تفعله حاليا ليس في صالحها ولا في صالح دول المنطقة».
وكشف عن ان «السلطات كشفت تحويلات مالية تتم عن طريق دولة قطر
والوسيط في ذلك سفيرنا السابق عبد الولي الشميري». واتهم الرئيس علي
عبد الله صالح في ابريل الماضي قطر بأنها «تتآمر» على بلاده.
وتطالب المعارضة اليمنية «اللقاء المشترك» التي تضم تيارات وهيئات
عدة باستقالة صالح وتشكيل مجلس رئاسي يتولى معالجة الأزمة السياسية
الطاحنة التي تعصف باليمن منذ مطلع العام.
افغانستان تستدعي سفيرها
فيما اعلنت الخارجية الافغانية ان افغانستان استدعت سفيرها في قطر
لاجراء مشاورات معه في احتجاج على ما يبدو على عدم اشراكها في
المحادثات بشأن فتح مكتب لطالبان في قطر. وكانت الولايات المتحدة قد
بحثت خططا لفتح طالبان مكتبا في قطر بنهاية العام في تحرك يهدف لتمكين
الغرب من اجراء محادثات سلام رسمية مع الجماعة المتطرفة.
غير ان مسؤولا رفيعا بالحكومة الافغانية رفض الكشف عن اسمه قال ان
كابول وان كانت توافق على مثل هذا التحرك الا انها سحبت سفيرها احتجاجا
على عدم التشاور معها في تلك الخطوة.
وقال البيان الرسمي للخارجية الافغانية ان "جمهورية افغانستان
الاسلامية تربطها علاقات اخوة مع الحكومة القطرية، وتشكرها لتعاونها في
اعادة بناء افغانستان".
"غير انه فيما يتعلق بالتطورات الاخيرة في افغانستان والمنطة، بما
في ذلك علاقات افغانستان بقطر، قررت الحكومة الافغانية استدعاء سفيرها
خالد احمد زكريا من الدوحة لاجراء مشاورات".
وقال المسؤول الرفيع ان الحكومة الافغانية تدرك ان قطر اجرت محادثات
مع الولايات المتحدة والمانيا حول فتح مكتب لطالبان، وان الحكومة
الافغانية تدعم هذا التحرك كسبيل لتيسير عملية السلام.
ولكنه اضاف "تم استدعاء السفير احتجاجا على عدم اشراكهم الحكومة
الافغانية في تلك المحادثات رغم وجود علاقات دبلوماسية رسمية بين
البلدين". وتابع ان فتح هذا المكتب "لا ينبغي النظر اليه باعتباره
تنازلا" لطالبان.
ومن شأن مكتب ما يطلق عليه "امارة افغانستان الاسلامية" ان يكون اول
جهة تمثيل يعترف بها في الخارج لطالبان منذ طردتها القوات الاجنبية
بزعامة الولايات المتحدة من السلطة في افغانستان عام 2001.
وقال دبلوماسيون غربيون انهم يأملون ان يؤدي فتح المكتب لطالبان الى
دفع المحادثات بهدف المصالحة بين المتمردين والحكومة الافغانية وانهاء
الحرب المستمرة منذ عقد.
قطر وشل
من جانب آخر اعلن وزير الطاقة والصناعة القطري محمد صالح السادة في
الدوحة عن مشروع بتروكيماويات مع شركة شل النفطية العالمية بتكلفة تبلغ
نحو 6.4 مليار دولار. وقال السادة للصحافيين عقب توقيعه لاتفاقية انشاء
المصنع مع شل مساء الاحد ان "المصنع يعد من اكبر المشروعات
البتروكيماوية في العالم وبطاقة تصل الى نحو 1.5 مليون طن"، مضيفا ان "المشروع
سيكتمل في عام 2017".
ووقع السادة وبيتر فوسر الرئيس التنفيذي في شركة شل اتفاقية تضع
اطار العمل والمبادئ التجارية بهدف انشاء مصنع بتروكيماويات في مدينة
راس لفان الصناعية في دولة قطر. وتاتي هذه الاتفاقية عقب دراسة جدوى
مشتركة قام بها كل من قطر للبترول وشركة شل.
ويشمل المشروع قيد التنفيذ "مصنع تكسير بخار ضخم اذ يتم استقطاب
لقيمات تغذية من مشاريع الغاز الطبيعي في قطر بالاضافة الى مصنع مونو
اثيلين جليكول تبلغ قدرته الانتاجية 1.5 مليون طن سنويا مستخدما
تكنولوجيا اوميغا الخاصة بشركة شل و300 كيلو طن سنويا من الفا اوليفين
العلولي باستخدام تقنية شركة شل المرتكزة على اوليفين العالي وغيرها من
مشتقات اوليفين" بحسب بيان صحافي صدر بعد التوقيع.
وسيقوم المشروع "بانتاج بتروكيماويات باسعار تنافسية ليتم تسويقها
بشكل اساسي في الاسواق الاسيوية" حسب البيان نفسه. وتستحوذ قطر للبترول
على 80% من المشروع في حين تمتلك شركة شل 20%.
ومن جانبه اشار بيتر فوسر الى ان هذا العقد "يعزز الشراكة القائمة
مع قطر للبترول من اجل انشاء مصنع بتروكيماويات بمستوى عالمي في قطر،
بعد افتتاح مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز الى سوائل". واضاف "تعمل شركة
شل على اقتناص كافة الفرص من اجل استقطاب اهم التكنولوجيا والخبرات
لتطوير مصنع بتروكيماويات بهذا الحجم وتتطلع من اجل تنفيذه بنجاح".
وعلى صعيد اخر قال وزير الطاقة والصناعة ان قطر "فخورة باستضافة
مؤتمر البترول العالمي العشرين كاضخم مؤتمر ومعرض يشهده العالم"، مشيرا
الى ان "عدد المشاركين فاق التوقعات حيث بلغ عدد الذين سجلوا لحضور
المؤتمر نحو 5400 شخص بالاضافة الى حضور 400 من كبار المسؤولين
التنفيذيين في اكبر شركات الطاقة العالمية".
واكد حضور نحو 30 وزيرا للطاقة من مختلف دول العالم يشاركون في
اعمال وفعاليات المؤتمر. وكانت كل من قطر للبترول وشركة شل قد قامتا
بتنفيذ مشروع اللؤلؤة لتحويل الغاز الى سوائل ومشروع قطر غاز 4 هذا
العام وهما من اضخم المشروعات العالمية التي بنيت في مدينة راس لفان
الصناعية القطرية. |