توقعات: كوارث اشد قسوة في انتظارنا!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: توصل العلماء منذ زمن ليس بالقريب الى توقعات علمية تؤكد حقيقة ارتفاع معدلات الكوارث الطبيعية الى معدلات قياسية غير مسبوقة نتيجة لاختلال موازين الطبيعة وتلاعب الانسان بها من دون الالتفات الى العواقب الوخيمة التي حصلت وقد تحصل مستقبل، وفي نظرة سريعة على ما حدث في العام الماضي مقارنة بالاعوام السابقة يتضح الفارق الكبير ويصاب الجميع بالذهول بسبب ارتفاع مؤشر الكوارث الطبيعية -بمختلف انواعها- الى اكثر من ضعف مما يدلل على حجم الصعوبات المناخية وتأثيراتها القادمة على البشرية والكرة الارضية.

يذكر ان الخسائر البشرية والمادية التي يتحملها الانسان في كل عام نتيجة لهذه الكوارث الطبيعية تكبده خسائر قاسية لا تتحملها اغنى واقوى الدول خصوصاً وان الدمار الذي تخلفه الفيضانات والتسونامي والزلازل وغيرها يكون اكبر من قدرة الانسان على احتوائه، من جهة اخرى حاول الباحثين والمختصون في مجال البيئة التقليل من هذه الاضرار عن طريق التوعية والارشادات وتعزيز منظومات الانذار المبكر وتنسيق وتعزيز الجهود الدولية الرامية الى منع المزيد من التدهور المناخي والاخطاء البشرية التي ادت الى هذا الوضع الحرج.

الطقس بين 2012 و2011

اذ حطم عام 2011 الرقم القياسي في عدد كوارث الطقس السيء في العالم فمن فيضانات أصابت الحياة بالشلل الى اعاصير قوية وعواصف ثلجية عاتية وعواصف فتاكة وموجات جفاف سببت مجاعات، وعلى الرغم من أنه من المبكر للغاية التكهن بما سيكون عليه طقس عام 2012 فان شركات تأمين ووكالات للارصاء الجوية تشير الى اتجاه واضح في العام الجديد وهو أن طقس العالم يصبح أكثر تطرفا وأكثر كلفة، وفيما يلي تفاصيل كوارث الطقس الرئيسية التي وقعت في عام 2011 وبعض التوقعات المبكرة لعام 2012، وتقول شركة (ميونيخ ري) العالمية لاعادة التأمين ان اجمالي خسائر الكوارث الطبيعية في الشهور التسعة الاولى من عام 2011 بلغ 310 مليارات دولار وهو رقم قياسي ولحقت نسبة 80 في المئة من كل الخسائر الاقتصادية بمنطقة اسيا والمحيط الهادي، وارتفع عدد الكوارث المتعلقة بالطقس في العالم الى أكثر من ثلاثة أمثاله منذ عام 1980، وقالت الادارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي هذا الشهر ان الولايات المتحدة تعرضت لرقم قياسي من كوارث الطقس في 2011 وعددها 12 وان اجمالي الاضرار يبلغ 52 مليار دولار تقريب، وذكرت المنظمة العالمية للارصاد الجوية التابعة للامم المتحدة ان درجات الحرارة في العالم عام 2011 هي عاشر أعلى درجات حرارة مسجلة وانها أعلى من أي عام سابق شهد حدوث ظاهرة لا نينيا التي تحدث تأثيرا تبريديا نسبي، وشهد العالم أدفأ 13 عاما خلال الخمسة عشر عاما الاخيرة منذ عام 1997، وتضاءلت مساحة الجليد الذي يغطي البحار في المنطقة القطبية في عام 2011 الى ثاني أكبر حد قياسي لها وانكمشت الى أقل حجم له، ويقول علماء ان الطقس الاخذ في الدفء ووجود كمية أكبر من الرطوبة في الجو يؤججان أنظمة الطقس مما يؤدي الى المزيد من الاجواء القاسية، وتؤدي مستويات اخذة في الارتفاع من غازات الاحتباس الحراري التي تنتج عن الصناعة والنقل وازالة الغابات الى هذا الارتفاع في درجات الحرارة. بحسب رويترز.

الكوارث الرئيسية في 2011

يناير كانون الثاني

- اجتاحت فيضانات قياسية الساحل الشرقي لاستراليا مما أسفر عن مقتل 35 شخصا واغلاق مناجم فحم ومحو طرق وخطوط سكك حديدية والاف المنازل والتسبب في خسائر تأمينية بأكثر من ملياري دولار.

- سقطت ثلوج كثيفة على أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة وتساقطت كمية قياسية من الثلوج على نيويورك.

فبراير شباط

- اجتاح الاعصار ياسي وهو من أكبر وأقوى العواصف التي تضرب أستراليا على الاطلاق ولاية كوينزلاند الشمالية ودمر محاصيل سكر وموز.

- اجتاحت عواصف شتوية قوية مناطق الغرب الاوسط وشمال شرق الولايات المتحدة وسببت فوضى في السفر وانقطاعا في الكهرباء.

ابريل نيسان

- اجتاحت سلسلة من الاعاصير جنوب شرق الولايات المتحدة مما أسفر عن مقتل ما يقدر بنحو 364 شخصا.

مايو أيار

- اجتاح اعصار بلدة جوبلن الامريكية مما أسفر عن مقتل نحو 160 شخصا ليصبح أكبر اعصار يخلف قتلى في الولايات المتحدة منذ عام 1947.

- غمرت مياه فيضانات ضربت الغرب الاوسط الامريكي ووادي نهر مسيسبي ملايين الفدادين فأدت الى تقليل مساحة مزارع الذرة وفول الصويا.

يونيو حزيران

- أسفرت فيضانات في أقاليم وسط وجنوب الصين عن مقتل أكثر من مئة شخص، وتم اجلاء أكثر من نصف مليون شخص.

يوليو تموز

- سببت أسوأ موجة جفاف تضرب منطقة القرن الافريقي منذ عقود مجاعة في الصومال واصبح 13 مليونا عرضة للموت جوعا في أزمة يتوقع أن تستمر عام 2012.

- قتل أكثر من 600 شخص بسبب فيضانات اجتاحت تايلاند ما بين يوليو تموز وأواخر نوفمبر تشرين الثاني وأثرت على ثلث البلاد وسببت خسائر وصلت الى 42 مليار دولار على الاقل وغمرت المياه قرابة ألف مصنع بالقرب من العاصمة بانكوك مما أضر بخطوط امداد عالمية للسيارات والالكترونيات.

أغسطس اب

- أسفر الاعصار ايرين عن مقتل 40 شخصا على الاقل في شرق الولايات المتحدة وسبب أسوأ فيضانات منذ عقود في بعض الولايات، ويقدر أن تتجاوز الخسائر الاقتصادية عشرة مليارات دولار.

سبتمبر أيلول

- قتل العشرات في أسوأ فيضانات تضرب نهر الميكونج منذ عام 2000.

أكتوبر تشرين الاول

- أسفرت عاصفة ثلجية نادرة في أكتوبر عن مقتل 13 في شمال شرق الولايات المتحدة وقطع الكهرباء عن 1.6 مليون شخص.

ديسمبر كانون الاول

- ضربت العاصفة المدارية واشي جزيرة مينداناو الفلبينية فسببت سيولا وانهيارات طينية وأسفرت عن مقتل أكثر من 1200 شخص.

- سببت موجة جفاف استمرت عاما في ولاية تكساس الامريكية خسائر زراعية بأكثر من خمسة مليارات دولار وسببت حرائق غابات أحرقت أربعة ملايين فدان تقريب، وتجاوزت درجات الحرارة في الصيف في تكساس الارقام القياسية في الولايات المتحدة.

توقعات عام 2012

يتوقع أن تستمر ظاهرة لا نينيا في المحيط الهادي في عام 2012، وتؤدي الظاهرة الى تبريد المياه في وسط المحيط الهادي ولها تأثير على الطقس في العالم، ويتوقع خبراء الارصاد أن تتسبب الظاهرة في هطول أمطار تفوق المتوسط في شمال وشرق أستراليا ووقوع عدد أكبر من المعتاد من الاعاصير خلال موسم العواصف في أستراليا بين نوفمبر وابريل، وتنطوي ظاهرة لا نينيا أيضا على اشتداد موسم الاعاصير في المحيط الاطلسي، ويتوقع باحثون في جامعة ولاية كولورادو موسم أعاصير أقوى من المتوسط اذا استمرت الظروف التي تؤدي الى درجات حرارة أعلى من المعتاد في منطقة المياه المدارية بالاطلسي واذا لم تحدث ظاهرة النينيو، وتنطوي ظاهرة النينيو على تدفئة سطح الماء في شرق ووسط المحيط الهادي مما يؤثر على أنماط الرياح التي يمكن أن تؤدي الى موجات جفاف في أستراليا وتحد من قوة أعاصير الاطلسي، ويقول خبراء أرصاد جوية انه من المتوقع أيضا أن يكون الشتاء في أوروبا والولايات المتحدة أكثر اعتدال، وقال كريس فاكارو مدير الشؤون العامة في الهيئة الوطنية للاحوال الجوية في واشنطن "الخاصية المشتركة في هذا الشتاء بالمقارنة مع الشتاء الماضي هي وجود لا نيني، لكن ظاهرة لا نينيا الموجودة الان وطوال هذا الشتاء لا يتوقع أن تكون في قوة مثيلتها السابقة"، وبالاضافة الى ذلك فان ظاهرة التذبذب القطبي ايجابية الى حد كبير، وكان للظاهرة اثار سلبية العام الماضي حيث تسببت في هبوب رياح باردة جنوبا مما أدى الى عواصف ثلجية ضخمة، والتذبذب عبارة عن تغيير في خلايا الضغط الجوي يؤدي الى تغيير أنماط الرياح، وتؤدي الاثار السلبية للظاهرة الى ضغط مرتفع فوق المنطقة القطبية وضغط منخفض في المناطق التي لا تبعد كثيرا عن خط الاستواء مما يجعل المنطقة القطبية دافئة نسبيا ويرسل رياحا قطبية باردة جنوبا صوب أماكن مثل الغرب الاوسط الامريكي وشمال شرق الولايات المتحدة، وقالت مؤسسة (ويذر سرفيسز انترناشونال) ان معظم مناطق أوروبا والمنطقة الاسكندنافية وبريطانيا ستشهد أجواء أكثر دفئا من المعتاد بين يناير ومارس اذار. بحسب رويترز.

مؤشر جديد لقياس المخاطر

من جهة اخرى أطلق معهد البيئة والأمن البشري التابع لجامعة الأمم المتحدة مؤشراً جديداً لقياس مخاطر الكوارث بإمكانه مساعدة الجهات المانحة ومنظمات الإغاثة الإنسانية على فهم أسباب تعرض بعض البلدان أكثر من غيرها لخطر الكوارث، وتحديد شكل استجابتها عند وقوع الكوارث، وحسب يورن بيركمان، الرئيس العلمي لمشروع مؤشر المخاطر العالمية في معهد الأمم المتحدة، يعتبر المؤشر العالمي لقياس المخاطر فريداً من نوعه من حيث قيامه بتحديد المخاطر عبر قياس العلاقة بين المخاطر الطبيعية وقابلية مجتمع معين للتعرض للخطر، ويساعد على التخطيط ليس فقط للاستجابة قصيرة المدى ولكن أيضاً للتدخلات طويلة الأجل، ويأخذ المؤشر العالمي لقياس المخاطر بالاعتبار العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والبيئية التي تساهم في تحديد قدرة أي مجتمع متضرر على الاستجابة، وينظر في أربعة عناصر رئيسية، تأخذ بدورها في الاعتبار ما لا يقل عن 28 عاملاً متغير، وتتمثل العناصر الأربعة في ما يلي:

1. قابلية التعرض للمخاطر الطبيعية (سواء منها الطارئة أو الممتدة مثل الجفاف).

2. القابلية للتأثر، وتعني احتمال تضرر المجتمع والنظم البيئية في حالة حدوث أية مخاطر طبيعية، ويتم الأخذ بالاعتبار الأحوال الاقتصادية والبنية التحتية وظروف الغذاء والسكن عند قياس قابلية التأثر.

3. القدرة على التأقلم، وتأخذ بالاعتبار أوضاع الحكم ومدى استعداد البلاد لمواجهة الكوارث، ومستوى نظم الإنذار المبكر فيها والخدمات الطبية ومستويات الضمان الاجتماعي والمادي، وحسب بيركمان، "يشكل نظام الحكم نقطة حساسة من الناحية السياسية، مما يُسقِطه من اعتبارات العديد من المؤشرات الأخرى، غير أن واقع الأمور يستدعي توفر حكومة مستقرة وقادرة على مساعدة الناس على تحسين قدرتهم على المقاومة والتحمل"، وأوضح بيركمان وجهة نظهره عن طريق المقارنة بين تأثير زلزالي هايتي واليابان، مشيراً إلى أن "ارتفاع قدرات التأقلم والتكيف في اليابان جعل عدد ضحايا الزلزال فيها أقل بكثير مما كان عليه في هايتي".

4. استراتيجيات التكيف، وتشير إلى القدرات والاستراتيجيات التي تساعد المجتمعات على مواجهة الآثار السلبية المتوقعة للمخاطر الطبيعية وتغير المناخ.

وفي هذا السياق، أفاد بيتر موكه، العضو المنتدب لتحالف التنمية الناجح، وهو تحالف يضم خمس منظمات غير حكومية ألمانية اشتركت مع جامعة الأمم المتحدة في إعداد الدراسة، أن "المعلومات الخاصة بقدرات التأقلم مفيدة عندما يتعلق الأمر بالاستجابة قصيرة الأجل، ولكن عندما يتعلق الأمر بالبرامج طويلة الأجل وبالتخطيط، فمن الأفيد بالنسبة للمنظمات غير الحكومية أن تعرف القدرة على التكيف في المنطقة، وعليه، ففي الوقت الذي نحتاج فيه لمعرفة الدول التي تحتاج إلى استجابات قصيرة الأجل مثل الغذاء، نحتاج أيضاً لمعرفة مواطن الحاجة لتوفير برامج الغذاء مقابل العمل، أو استراتيجيات توفير المياه على المدى الطويل".

وتأتي أفغانستان، التي تمتلك أضعف قدرة على التكيف وثاني أقل قدرة على التأقلم في العالم، وفقاً للمؤشر العالمي لقياس المخاطر، على رأس قائمة البلدان الأكثر تعرضاً للكوارث، وحسب بيركمان، فإن هذا المؤشر غير معقد، فهو "يوفر المعلومات في لمحة سريعة، حيث يظهر قدرة منطقة محددة على التكيف أو التأقلم في شكل نسب مئوية، وهو أمر مفيد لإيضاح نقاط القوة والضعف في منطقة معينة عند السعي لطلب التمويل من الجهات المانحة"، فعلى سبيل المثال، أظهر المؤشر أن نسبة عدم قدرة أفغانستان على التأقلم تبلغ 93.4 في المائة، وعدم قدرتها على التكيف 73.55 في المائة، ومستوى قابليتها للتعرض للكوارث 76.19 في المائة، ويستخدم المؤشر العالمي لقياس المخاطر النسب المئوية المختلفة، ويأخذ في اعتباره توقعات ارتفاع مستوى سطح البحر، لحساب النسبة العامة للمخاطر، وحسب المؤشر، فإن جزيرة فانواتو، التي تقع في المحيط الهادئ، تشكل أكثر البلدان تعرضاً لخطر الكوارث، غير أنه لا يمكن الحصول على مؤشر مخاطر خال من النواقص، ففي حالة فانواتو، سيكون الناس عرضة لخطر ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار متر واحد بعد 100 عام فقط، ولكن سكان البلاد قد يتغيرون كثيرا بحلول ذلك الوقت عما كانوا عليه عند إحصائيات عام 2005 التي اعتمد عليها المؤشر، وتعتمد كفاءة المؤشر العالمي لقياس المخاطر على وفرة وجودة البيانات التي يستخدمه، وهو يغطي 173 من أصل 192 دولة، لا تشمل الصومال، ويمكن استخدام منهجية المؤشر العالمي للمخاطر لدراسة أي مجتمع في العالم مهما كان حجمه. بحسب ايرين.

جهاز للعثور على ضحايا الكوارث

في سياق متصل أعلن علماء أنهم طوروا الجهاز الأول القادر على كشف الضحايا المطمورين تحت انقاض مبنى تهدم بفعل كارثة طبيعية أو اعتداء، وذلك عن طريق النفس والعرق، ويكشف هذا الجهاز البقايا العضوية التي ينتجها الجسم البشري عند التنفس أو التعرق أو التبول، ويمكن تدريب الكلاب على كشف هذه المكونات العضوية ولكن تدريبها مكلف جدا وتحتاج الكلاب ومدربوها إلى فترات استراحة متكررة وكلاهما معرض للخطر، ويقول البروفسور بول توماس من جامعة لافبره وهو صاحب هذا الاختراع إن "هذا الجهاز يمكن استعماله على الارض من دون مختبرات دعم، ويمكنه أن يكشف آثار حياة لفترات طويلة كما يمكن نشره بأعداد كبيرة"، وبغية اختبار الجهاز، أمضى ثمانية متطوعين لخمس مرات متتالية ساعات عدة تحت كومة من الاسمنت المدعم والزجاج المحطم في محاكاة لمبنى تهدم، فتفاعلت البقايا التي أنتجتها أجسام المتطوعين مع مواد الانقاض وتغيرت مع تغير الرطوبة والحرارة والرياح، ما جعل كشفها أكثر صعوبة، ولكن أجهزة الكشف نجحت سريعا في تحديد ثاني أكسيد الكربون والأمونيا اللذين أنتجهما الجسم البشري في الهواء الذي خرج من بين الانقاض، وتمكنت الأجهزة أيضا من كشف مكونات عضوية أخرى متطايرة جدا مثل الأسيتون والايزوبرين، ولاحظ الباحثون انخفاضا واضحا في نسبة الأمونيا التي أنتجها "الضحايا" بينما كانوا نائمين ولكنهم لم يجدوا بعد تفسيرا لهذه الظاهرة، ونشر هذه الدراسة التي تعتبر الأولى من نوعها معهد الفيزياء البريطاني. بحسب فرانس برس.

نيوزيلندا تواجه اسوأ كارثة بحرية

الى ذلك واجهت نيوزيلندا مؤخراً "اسوأ كارثة بحرية" في تاريخها بعد جنوح سفينة شحن بدا وقودها يلوث جيبا بحريا تستوطنه الحيتان والدلافين مقابل سواحل تورانغا على جزيرة الشمال، وقال وزير البيئة النيوزيلندي نيك سميث في لقاء صحافي "انها اسوأ كارثة بيئية بحرية تشهدها نيوزيلندا"، واضاف ان "الاحداث المأساوية التي نشهدها كانت حتمية بعد جنوح رينا" وهي سفينة لشحن الحاويات تحمل علم ليبيري، وادت عاصفة ضربت الساحل ليلا الى تسريع الامور، فبعد ان خسرت السفينة 20 طنا من الفيول منذ جنوحها بلغ انحناؤها 15 درجة وتسرب منها 130 الى 350 طنا من الفيول على الاقل في ساعات، ويوشك هيكل السفينة التي تضررت مقدمتها على التحطم وافراغ 1700 طن من الوقود في منطقة رصيف استرولاب المعروفة بثروتها الحيوانية والنباتية وتبعد 22 كلم مقابل ساحل مدينة تورانغا المرفئية، وقال متحدث باسم السلطة البحرية في نيوزيلندا "تضم السفينة اربع مستوعبات (وقود) اساسية والتسرب ياتي من احداها"، وتشكل صور السفينة رينا الجانحة على بعد كيلومترات من الساحل كابوسا للنيوزيلنديين الحريصين على ارخبيلهم ذي المشاهد الطبيعية الرائعة والشواطئ العذراء، واصطدمت رينا التي تتسع لحوالى 47 الف طن وتحمل حوالى الفي حاوية باحد ارصفة خليج بلنتي في ظروف ما زالت مجهولة. بحسب فرانس برس.

وجرت عمليات الضخ التي تم تسريعها تحسبا للعاصفة في ظروف صعبة جدا حيث بلغ ارتفاع الامواج خمسة امتار وسط رياح عاتية، وتم اجلاء فريق من 36 خبيرا صباحا كانوا على متن السفينة بعد ان انزلق هيكلها وبدا يبتلع الماء، وقالت مديرة السلطة البحرية كاثرين تيلور ان "الظروف تتغير باستمرار، ولم تكن الاحوال الجوية مؤاتية، بل عملت ضدنا وفضلنا ضمان سلامة الافراد"، ووصلت بقع نفطية الى الساحل، كما عثر على قطع من النفط المتجمد بحجم كف اليد على شاطئ جبل مونغانوي في خليج بلنتي الذي ياوي حيتانا ودلافين طيورا بحرية، وسبق ان اردت ابقع النفطية الكثير من الطيور، ويتلقى عدد من البطاريق وطيور الغاق علاجا في مراكز للاهتمام بالحيوانات التي قد تمتلئ سريعا بارغم من قدرتها على معالجة 500 طائر في آن، وقالت ريبيكا بيرد من الصندوق العالمي للطبيعة ان "الساعات ال24 الى 48المقبلة ستكون حاسمة"، وحذرت السلطات سكان المنطقة من لمس قطع النفط بسبب سميتها فيما جاب افراد مجهزين بالمعدات اللازمة الشواطئ لجمعه، وهذه الكارثة ستشكل في حال تسرب 1700 طن من الفيول الاسوأ من بين حالات تسرب النفط في العقود السابقة، وفي اذار/مارس 1989 اصطدمت ناقلة النفط الاميركية اكسون فالديز برصيف في خليج برينس وليام (الاسكا) وتسرب منها حوالى 38800 طن من النفط، وتعرضت السواحل الفرنسية مرتين للتلوث جراء تسرب كبير: في اذار/مارس 1978 عند غرق سفينة الشحن الضخمة الليبيرية اموكو كاديز وتسرب 230 الف طن من النفط الخام مقابل ساحل منطقة فينيستير وفي كانون الاول/ديسمبر 1999 عند غرق ناقلة النفط اريكا مقابل سواحل منطقة بريتاني ما ادى الى تسرب نفطي هائل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/كانون الثاني/2012 - 18/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م