السودان... صراعات مستديمة وعنف متجدد

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: أصبحت السودان في الوقت الحاضر منطقة تعج بالعنف والفوضى والأزمات تطول الشمال والجنوب، إذ تشهد مناطق مختلفة من السودان اضطرابات وقتالا بين الحكومة ومتمردين، اما الدولة الفتية وهي الجنوب فقد نتج عن اعمال العنف ارقام مرعبة في حصيلة لأسوء مجازر في تاريخها، والتي تضعفها، لكن الدولة الجديدة تحاول بناء مؤسساتها ووقف أعمال التمرد والاضطرابات القبلية التي أودت بحياة الالاف، كذلك شُرد بنحو 50 الف شخص بسبب أعمال عنف في منطقة حدودية نائية في جمهورية جنوب السودان بعد أيام من الاشتباكات بين قبيلتين بالمنطقة، فيما شرعت الأمم المتحدة في تنفيذ عملية إنقاذ واسعة النطاق لإغاثة المشردين جراء الاشتباكات العرقية الدامية، حيث اعلنت ان قرابة 2.7 مليون شخص في جنوب السودان سوف يحتاجون مساعدات غذائية بدءا من العام القادم مع تأثر الدولة المستقلة حديثا بشدة بضعف المحاصيل والعنف.

إذ يواجه السودان أزمة اقتصادية طاحنة منذ حصل الجنوب على معظم إنتاج البلاد من النفط منذ استقلاله، ويمثل النفط عصب الحياة الاقتصادي في شمال السودان وجنوب السودان، ولهذا فقد يشهد السودان الثورة العربية التالية بسبب اشتداد مشاعر الغضب والاستياء من الأزمة الاقتصادية والفساد والقمع الحكومي للشعب ناهيك الصراعات القبلية المناطقية.

وعلى الرغم من الانفصال السلمي نسبيا لجنوب السودان في وقت سابق من العام الماضي، إلا أن القضايا العالقة بين البلدين لا تزال تُطهى على نار هادئة، بل تغلي في بعض الحالات. ومن المرجح ان تستمر هذه الحال في الشهور او السنوات المقبلة وهذه المرة ستكون عبر الحدود. وربما يختار أي من الطرفين مواصلة ان يتخذ من الطرف الاخر كبش فداء.

أعمال العنف

فقد اعلن مسؤول محلي ان اكثر من ثلاثة آلاف شخص قتلوا في اعمال عنف بين قبائل في جنوب السودان، في حصيلة لاسوأ مجازر في تاريخ هذه الدولة الفتية التي تضعفها النزاعات القبلية، وقال جوشوا كونيي المفوض المسؤول عن بيبور البلدة الواقعة في ولاية جونقلي "احصينا الجثث ووجدنا حتى الآن ان 2182 امرأة وطفلا و959 رجلا قتلوا، ولم يؤكد اي مصدر مستقل هذه الحصيلة بينما تتحدث آخر تقديرات للامم المتحدة عن مقتل عشرات الاشخاص و"ربما" المئات، لكن مواجهات واعمال عنف انتقامية تدور منذ سنوات بين قبيلتين في منطقة شرق البلاد هما النوير والمورلي متسببة بسقوط الكثير من الضحايا.

وتشكل النزاعات بين القبائل احد اهم التحديات التي تواجهها دولة جنوب السودان التي اعلنت استقلالها. وقد تصاعدت خلال الحرب الاهلية التي استمرت عقدين بين الشمال والجنوب وغذتها العداوات التاريخية بين مختلف القبائل، التي استخدمتها الخرطوم في بعض الاحيان، واسفر العنف القبلي والهجمات لاستهداف المواشي والهجمات المضادة في ولاية جونقلي وحدها عن مقتل 1100 شخص وتهجير حوالى 63 الفا من منازلهم في العام الفائت بحسب تقارير للامم المتحدة استندت الى السلطات المحلية وفرق التقييم، وفي آب/اغسطس قتل 600 شخص على الاقل وجرح 985 آخرون في هجوم للمورلي على قرى النوير، وفي عمل انتقامي، هاجم حوالى ستة آلاف مسلح من شباب قبيلة النوير بلدة بيبور النائية التي تقطنها مورلي بعدما اتهموها بسرقة مواشيهم ولم ينسحبوا الا بعدما فتحت القوات الحكومية النار.

وقال كونيي الذي ينتمي الى المورلي حصلت عمليات قتل جماعية، مجزرة". واضاف ان اكثر من الف طفل فقدوا وخطفوا على الارجح من قبل النوير فيما سرقت عشرات الاف الابقار.

من جهته، صرح وزير الاعلام في ولاية جونقلي ايزاك اجيبا "سقط ضحايا بالتأكيد لكننا لا نملك التفاصيل ولا يمكننا تاكيد معلومات المفوض في الوقت الحالي، واكد المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير "ننتظر تقارير قواتنا على الارض". واضاف "كي يكون التقييم موثوقا عليهم دخول القرى لاحصاء كل الجثث، وصرح قائد عمليات حفظ السلام ارفيه لادسو ان جنود حفظ السلام وافراد بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان رأوا "عشرات الجثث" في بلدة بيبور وحدها، واحرق مسلحون خياما ونهبوا مستشفى تابعا لمنظمة اطباء بلا حدود اثناء هذه المواجهات، ويتمركز حاليا في بيبور مئات من عناصر قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وقد ارسلت اليها تعزيزات من قبل جيش جنوب السودان. بحسب فرانس برس.

 واعلن لادسو ان هذه المواجهات شكلت "ازمة خطيرة جدا تظهر التوترات القبيلة الخطيرة" في جنوب السودان، وكانت مجموعة تطلق على نفسها اسم الجيش الابيض النوير حذرت من ان "الحرب لم تنته". وقالت في بيان "نتوقع ان يهاجم المورلي النوير والدينكا (قبيلة اخرى في المنطقة) للانتقام من الهجوم الذي قمنا به، واضافت "اذا فعلوا ذلك سنشن هجمات مباغتة ستؤدي الى حمامات دم جديدة ونزوح للسكان، وكانت الحكومة اعتبرت ولاية جونقلي "منطقة منكوبة" ودعت القبيلتين الى "اعادة كل النساء والاطفال الذين خطفوا من الجانبين".

مناطق الصراع

في سياق متصل قالت مسؤولة رفيعة بالامم المتحدة ان المنظمة الدولية تلقت تقارير تبعث على الانزعاج بشأن سوء التغذية في ولايتين حدوديتين سودانيتين حيث يجري قتال بين الجيش ومتمردين، واندلع القتال في يونيو حزيران بين الجيش السوداني ومتمردين من الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال في ولاية جنوب كردفان وامتد في سبتمبر ايلول الى ولاية النيل الازرق، وتفيد تقديرات الامم المتحدة بأن اعمال العنف أجبرت نحو 417 الف شخص على النزوح عن ديارهم ومن بينهم 80 الفا فروا الى جنوب السودان. وقالت منظمات حقوقية ولاجئون ان السكان تعرضوا لغارات جوية ومعارك برية متفرقة، وقالت فاليري اموس الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون الانسانية متحدثة الى الصحفيين في الخرطوم "تلقيت تقارير تبعث على الانزعاج فيما يتعلق بسوء التغذية والوضع الغذائي وخصوصا في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال.

وحثت اموس السودان على رفع حظر سفر موظفي الامم المتحدة الدوليين الى الولايتين، ولم تتمكن وكالات الامم المتحدة ومنظمات الاغاثة منذ اندلاع القتال من الاحتفاظ سوى بفرق صغيرة من الموظفين المحليين في المناطق المعنية ومنعت الحكومة زيارة اي من عمال الاغاثة لمناطق القتال. بحسب رويترز.

وقالت اموس بعد محادثات مع مسؤولين سودانيين "ينبغي أن نضمن أن تتألف قدرات الامم المتحدة - الموجودة هناك لدعم جهود الحكومة - من خليط من موظفي الامم المتحدة الدوليين والوطنيين كي تكون لدينا المجموعة المناسبة من مهارات الدعم المطلوبة.

وقالت وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي السودانية اميرة الفاضل للصحفيين ان الحظر قائم لحماية الموظفين الاجانب وسيظل مطبقا، واضافت "نرحب بتقديم الامم المتحدة المساعدات لمتضررين في الولايتين ولكن قرار الحكومة السودانية هو بان تقدم هذه المساعدات للمتأثرين بايد سودانية." وتابعت ان السودان يأمل في السماح بدخول الولايتين في اقرب وقت ممكن.

خسائر فادحة

فيما يخشى قادة روحيون محليون وسلطات جنوب السودان سقوط عشرات القتلى على الاقل في قرية بيبور شرق جنوب السودان اثر هجوم على سكانها شنته مجموعة اتنية منافسة، وعمد افراد قبيلة لو نوير الذين يتهمون قبيلة مورلي بسرقة ماشيتهم، الى احراق اكواخ على حدود القرية ونهب مستشفى منظمة اطباء بلا حدود، وتحدث الاب مارك اكيك سيان الامين العام لمجلس كنائس السودان، وهو منظمة على راس منظمات اخرى وتضم مؤمنين من المنطقة، عن عدد كبير من القتلى والجرحى في المواجهات، وقال ان "الوضع سيء. هناك خسائر فادحة، وقد فر افراد قبيلة مورلي الى خارج المدينة، متحدثا من جوبا عاصمة جنوب السودان. واضاف ان "افراد قبيلة لو نوير متواجدون هناك في المدينة وقام اخرون بملاحقة افراد قبيلة مورلي".

وبحسب الاب سيان، فان اكثر من ثلاثين شخصا قتلوا في لوكانغول على بعد ثلاثين كلم شمال بيبور. واضاف "هناك جرحى ايضا، يعضهم يقولون 80، لكن هذا العدد لا يشمل افراد قبيلة لو نوير لانهم لا يتحدثون عن الخسائر التي لحقت بهم في المعارك. بحسب رويترز.

 وبحسب تقرير للامم المتحدة، فان اعمال العنف الاتنية والهجمات على المخيمات لسرقة الماشية والتحركات الانتقامية اوقعت اكثر من 1100 قتيل في ولاية جونقلي وارغمت حوالى 63 الف شخص على مغادرة منازلهم العام الماضي، وخشية ان تتحول اعمال العنف هذه الى "ماساة كبرى"، ارسلت جوبا وقوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة في جنوب السودان تعزيزات الى المنطقة تضم ثلاثة الاف جندي و800 شرطي بحسب ليز غراند منسقة العمل الانساني للامم المتحدة في البلاد.

الامم المتحدة

من جهتها اعربت الامم المتحدة عن خشيتها من "مأساة كبيرة" في جنوب السودان مع استعداد الاف الشبان لمهاجمة قبيلة محلية في ولاية جونغلي، وقالت هيلده جونسون التي تتراس بعثة الامم المتحدة في جنوب السودان في بيان "انا قلقة جدا حيال معلومات وردت عن هذا الهجوم الوشيك والواسع النطاق ضد مدنيين في ولاية جونغلي، واضافت "على الحكومة ان تتحرك الان اذا ارادت تجنب مأساة كبيرة، وافادت الامم المتحدة ان دوريات جوية لبعثتها خلال نهاية الاسبوع سمحت برصد الاف من الشبان المسلحين من قبيلة لو نوير يستعدون لمهاجمة افراد من قبيلة مورلي قرب ليكوانغول في جونغلي، توعدت مجموعة تسمي نفسها "الجيش الابيض لشباب نوير" في بيان ب"القضاء على قبيلة مورلي برمتها لانه الحل الوحيد لضمان سلامة مواشي قبيلة نوير على المدى البعيد، وتتهم المجموعة قبيلة مورلي بقتل افراد من قبيلتها منذ العام 2005، حين انهى اتفاق سلام عشرين عاما من الحرب الاهلية في السودان ومهد لتقسيم البلاد واعلان استقلال جنوب السودان في تموز/يوليو الفائت. بحسب فرانس ربرس.

واتهمت المجموعة الامم المتحدة والمتمردين السابقين في الجيش الشعبي لتحرير السودان بالاحجام عن حماية افراد قبيلة نوير، وشددت جونسون على ان الحكومة هي المسؤول الاول عن حماية المدنيين، موضحة ان الامم المتحدة عززت وجودها في جونغلي وتقوم بتسيير دوريات جوية للحؤول دون وقوع اي اعتداء.

مساعدات غذائية

وفي ذات الوقت قالت الامم المتحدة ان قرابة 2.7 مليون شخص في جنوب السودان سوف يحتاجون مساعدات غذائية بدءا من العام القادم مع تأثر الدولة المستقلة حديثا بشدة بضعف المحاصيل والعنف،

ويستورد جنوب السودان الذي لا يطل على سواحل بحرية كثيرا من احتياجاته الغذائية من السودان لكن التجارة عبر الحدود تعثرت بسبب اشتباكات مسلحة، وفر أكثر من 80 ألف شخص الى جنوب السودان من ولايتين حدوديتين في السودان حيث يقاتل الجيش متمردين منذ أشهر، وقال برنامج الاغذية العالمي في بيان ان عدم انتظام الامطار تسبب في ارتفاع أسعار الغذاء في الشهور الاخيرة وتدهورت الازمة بفعل صراعات مسلحة متعددة، وقال كريس نيكوي مدير مكتب البرنامج في جنوب السودان في بيان "عاصفة من الجوع تستجمع قواها وتقترب من جنوب السودان نتيجة لضعف المحاصيل وتعطل الاسواق، وقال الصندوق ان الموارد تواجه مزيدا من الضغوط بسبب النازحين هربا من العنف وتدفق 350 ألفا من الجنوبيين عائدين الى بلادهم بعد الاستقلال في يونيو حزيران. بحسب رويترز.

وتشير تقديرات لبرنامج الاغذية ومنظمة الامم المتحدة للاغذية والزراعة (الفاو) الى أن جنوب السودان سيواجه عجزا قدره 400 ألف طن متري من الاغذية في 2012. وقفز معدل التضخم الى 78.8 في المئة في نوفمبر تشرين الثاني في الدولة البالغ عدد سكانها 8.3 مليون نسمة.

وقال نيكوي "ارتفعت الاسعار بالفعل الى المثلين أو ثلاثة أمثالها في بعض المناطق مما يجعل مئات الالاف من الاطفال عرضة لسوء التغذية في مرحلة نمو هامة من حياتهم، وتوترت العلاقات بين جوبا والخرطوم في الاسابيع الاخيرة مع انهيار محادثات بشأن قضايا مثل النفط والديون ومناطق متنازع عليها ومساعدات مالية مؤقتة، وقال برنامج الاغذية العالمي ان الصراع وتدهور الامن وضعف البنية التحتية مشكلات تعرقل العمليات الانسانية.

الفساد

من جهة أخرى حذر رئيس البنك الدولي روبرت زوليك جنوب السودان من الفساد الذي يمثل كما قال "مشكلة" في هذا البلد الذي نال استقلاله حديثا، وقال زوليك خلال مؤتمر في واشنطن حول جنوب السودان شارك فيه ايضا رئيس جنوب السودان سيلفا كير ووزراء "اريد ايضا ان اثير مشكلة محددة يواجهها جنوب السودان وهي الفساد، واضاف "انتم الاباء والامهات المؤسسون لبلدكم. انه شرف كبير. انها فرصة كبيرة ومسؤولية كبيرة، وندد زوليك بكون الفساد "يأخذ شكل الاكراميات عند نقاط المراقبة او حصول مسؤولين على رشاوى بمناسبة توقيع اي عقد. الفساد ينهك الانظمة السياسية ويضعف المؤسسات ويعيق العمليات التجارية، واضاف "انه شعب جنوب السودان، اخوتكم واخواتكم، هم الذين يدفعون الثمن، وسوف يصبح جنوب السودان الذي حصل على استقلاله في تموز/يوليو الماضي، الدولة ال188 في صندوق النقد الدولي الذي نصحه ببناء مؤسساته. بحسب فرانس برس.

واوضح زوليك "اذا تمكنت اول حكومة في جنوب السودان من اقامة مؤسسات مراقبة ومحاكمة تجعل من الشرطة وقوات الامن تحترم دولة القانون، فان ذلك سيشكل اساسا مهما للمستقبل، وقال ايضا "رأينا جميعا الكثير من الدول تتعثر عندما تهيمن قوات الامن بدل ان تكون في خدمة الشعب.

اطباء بلا حدود

في حين اعلنت منظمة "اطباء بلا حدود انها استانفت عملياتها الطارئة في ولاية جونقلي المضطربة في جنوب السودان لمساعدة الاف النازحين اثر اعمال عنف قبلية دامية.

وجاء في بيان ان منظمة اطباء بلا حدود "تعود مع جهاز طبي ولوجستي لتقديم مساعدة طبية عاجلة الى الذين يحتاجونها واعداد المنشآت الطبية تحسبا لزيادة" العمليات، واضطرت المنظمة الانسانية الى تعليق انشطتها موقتا اثر هجوم مسلحين على مدينة بيبور النائية. وتعرض مستشفى المنظمة الى النهب وكذلك عيادة في بلدة ليكونقولي المجاورة، وقتل 600 شخص على الاقل وجرح 985 في هجوم شنه سكان من قبيلة مورلي على قرى لقبيلة النوير، وللانتقام، واعلنت منظمة اطباء بلا حدود "يبدو ان السكان الذين فروا الى المناطق المنعزلة بداوا العودة الى مدينة بيبور"، موضحة ان مستشفاها "نهب بالكامل، واضافت المنظمة "اننا ندين استهداف المنشآت الطبية ونلتزم بمواصلة تقديم المساعدة الانسانية والطبية لسكان ولاية جونقلي"، مشددة على حيادها، وقتل اكثر من ثلاثة الاف شخص في اعمال عنف قبلية الاسبوع الماضي في جنوب السودان بحسب مسؤول محلي في حصيلة تشير الى اسوأ عمليات القتل في تاريخ هذه الدولة الوليدة الهشة بسبب الخصومات القبلية. بحسب فرانس برس.

ثورة قريبة

الى ذلك توقع الزعيم الاسلامي السوداني المعارض حسن الترابي ان تندلع "قريبا ثورة" ضد نظام الرئيس عمر البشير المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في اقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد، وقال الترابي للصحافيين ان "الثورة في السودان ستأتي بغتة ولا احد يستطيع ان يتنبأ بها لكنها ستحدث قريبا". واضاف انه "حتى البلاد العربية التي حدثت فيها ثورات لم يكن احد يتنبأ بحدوث الثورة فيها، وقد قال لي ذلك (زعيم حزب النهضة الاسلامي راشد) الغنوشي في تونس، وحتى مصر لا احد كان يتوقع الثورة فيها، وتشهد مناطق مختلفة من السودان اضطرابات وقتالا بين الحكومة ومتمردين، كما جرت في عدد من المناطق السودانية تظاهرات مناهضة للحكومة، وقالت منظمة هيومن رايتس وتش ان الحكومة السودانية اعتقلت 250 شخص بينهم طلاب وناشطين خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام المنصرم، من جهة ثانية نفى الترابي تهمة التخطيط لانقلاب عسكري والتي وجهها اليه مدير جهاز الامن والمخابرات السوداني محمد عطا. وقال الترابي "نحن نريد التغيير سلميا وشعبيا وسنعمل على ذلك من خلال العمل الجماهيري. . بحسب فرانس برس.

وكان الترابي البالغ من العمر 79 عاما سجن من كانون الثاني/يناير الى ايار/مايو لدعوته الى قيام ثورة شعبية ضد "الفساد" في البلاد، وبعد ان كان احد ابرز مساعدي عمر البشير خلال الانقلاب العسكري عام 1989 الذي حمل البشير الى السلطة، اصبح الترابي احد اشرس خصوم الرئيس بعدما استبعده الاخير عن السلطة في 1999 وسجنه عدة مرات منذ ذلك الحين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/كانون الثاني/2012 - 18/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م