لاعب الكريكيت في باكستان يطمح أن يكون محمد علي جناح جديد

 

شبكة النبأ: يعتقد لاعب الكريكيت السابق عمران خان أنه يستطيع القضاء على التشدد والفساد في غضون 90 يوما اذا انتخب رئيسا للوزراء في استعراض للثقة التي ساعدته على أن يصبح السياسي الاكثر شعبية في باكستان، ونجح خان في حشد 100 الف شخص على الاقل في شوارع كراتشي مما زاد الضغط على حكومة اسلام اباد وعزز موقفه كقوة سياسية جديدة، وبعد أن ظل على هامش السياسة في باكستان طوال 15 عاما استغل خان موجة الاستياء من حكومة الرئيس اصف علي زرداري الذي يشارك في قيادة حزب الشعب الباكستاني ويواجه تحديات من الجيش والمحكمة العليا وخصومه السياسيين على مدى عام من الازمات المتلاحقة، الان يعتقد خان (59 عاما) وكثيرون غيره أنه يمكن أن يصبح رئيس وزراء باكستان القادم، وقال خان لحشد من أنصاره "نحتاج الى حكومة تغير النظام وتنهي الفساد وبالتالي نحتاج الى أن يتولى حزب حركة الانصاف الحكم" مشيرا الى الحزب الذي ينتمي اليه، وأضاف "أول ما نحتاج الى القيام به هو القضاء على الفساد. أعد بأن أقضي على الفساد الشديد في 90 يوما، وقدرت الشرطة الحشد الذي تجمع بما بين 100 و150 الف شخص. وقدره حزب حركة الانصاف باكثر من نصف مليون شخص لكن على أقل تقدير فانه من بين اكبر التجمعات السياسية التي نظمت في كراتشي في الاعوام القليلة الماضية، تخرج خان في جامعة اوكسفورد وعاش حياة مرفهة في لندن أواخر السبعينات ثم أصبح واحدا من أشهر لاعبي الكريكيت على مستوى العالم. كان قائدا للفريق الباكستاني الذي ضم نجوما موهوبين وان كانوا شكسين وترددت شائعات عن استبداد خان في قيادة الفريق وهو ما قد يكون أحد الاسباب التي ساهمت في فوز فريقه بكأس العالم للمرة الوحيدة عام 1992 .

وهو مسلم محافظ لكنه تزوج من سليلة عائلة بريطانية يهودية ثرية ثم طلقها وانضم الى عالم السياسة ولم يؤخذ على محمل الجد في ديمقراطية باكستان الوعرة، لكنه لم يختبر بعد. وفي الاعوام الخمسة عشر الاخيرة شغل حزبه مقعدا وحيدا بالبرلمان لفترة قصيرة هو مقعده. وكانت علاقته بالاحزاب السياسية الراسخة والجيش مضطربة. والجيش هو صانع القرار الحقيقي في باكستان المسلحة نوويا البالغ عدد سكانها 180 مليون نسمة، ولا ينتقد خان الجيش صراحة لكنه في كتاب عن السياسة في باكستان نشر في سبتمبر ايلول يمسك بالعصا من المنتصف فيقول "لا تستطيع الا حكومة ذات مصداقية انقاذ وتقوية الجيش الباكستاني من خلال ضمان بقائه داخل حدود دوره الدستوري. ليس لدينا خيار اخر.. لابد أن نجعل باكستان ديمقراطية حقيقية حتى نستمر، والعلاقة بين خان والولايات المتحدة شائكة. وواشنطن حليفة لاسلام اباد في الحرب على التشدد واكبر مانحيها. وقال خان انه اذا انتخب رئيسا للوزراء فانه سيوقف تعاون باكستان في مكافحة المتشددين المتمركزين بالمناطق القبلية للبشتون وحملة الطائرات الامريكية بلا طيار كما سيرفض كل المساعدات الامريكية التي بلغ مجملها منذ عام 2001 نحو 20 مليار دولار، وتصاعدت حدة التوتر بين القادة المدنيين وجنرالات الجيش بسبب مذكرة اتهمت الجيش بالتخطيط لانقلاب بعد غارة امريكية داخل الاراضي الباكستانية قتل خلالها زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ، ربما يكون كل ما يقوله خان غير قابل للتنفيذ لكن لا يمكن انكار أن له جاذبية شعبية. فهو لايزال محافظا على بنيته الرياضية كما أنه وسيم ولا يستطيع أن يجلس دون أن يفعل شيئا لفترة طويلة.

وقال مؤخرا دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه حتى يستطيع التحدث عن السياسة الداخلية الباكستانية "بالنسبة لكثيرين ممن فقدوا الامل في نظامهم السياسي.. في نظام ديمقراطي فانه الوحيد فيما يبدو الذي يعلقون عليه أملهم، وأضاف "أعتقد أنه ظاهرة مهمة لانه يعبر عن الاحباطات الحقيقية للبلاد في وقت يحتاجون فيه الى التعبير، وخان لا يخشى بالفعل التعبير عن ارائه. وفي مقابلة مؤخرا سارع خان الى تعديد المشاكل الاقتصادية الخطيرة التي تعاني منها باكستان فقال انها نقص الكهرباء وخطوط السكك الحديدية المتداعية علاوة على أزمة التعليم والبطالة والفساد المستشري، وأضاف وصلنا الى الحضيض... لا يمكن أن تصل الامور الى أسوأ من هذا يجب أن تكون قد ارتكبت جريمة كي تصبح مؤهلا لاي منصب حكومي مهم، ويرى خان أن الحكومة الحالية التي يقودها أرمل زميلته في الدراسة في اوكسفورد بينظير بوتو رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت بعد عودتها من المنفى الاختياري منذ أربع سنوات هي أفسد حكومة شهدتها باكستان على الاطلاق. بحسب رويترز.

وقد تتفق معه في الرأي منظمة الشفافية الدولية التي منحت باكستان مركزا متقدما في تصنيفها لاكثر الدول فسادا على مؤشرها للفساد لعام 2010، ويؤمن خان بضرورة أن تبدأ باكستان بداية جديدة. وهو يعتقد أن على بلاده أن تمحو الماضي ويعاد بناؤها من الصفر، وهو لا يدعو الى حكومة جديدة وحسب وانما لنظام سياسي جديد ايضا يقوم على ما يقول انها المثل الحقيقية لمؤسس باكستان محمد علي جناح الذي عمل على انشاء وطن لمسلمي جنوب اسيا قبل التقسيم الدموي للهند ابان الحكم البريطاني عام 1947 والذي أدى الى انشاء دولتي الهند وباكستان، ويقول خان انه بدلا من قتال متشددي طالبان فان على باكستان بدء حوار معهم. ويقول انه لو حكم البلاد فانه يستطيع القضاء على التشدد خلال 90 يوما، وضحك قائد كبير في طالبان ومتحدث باسمها اتصلت رويترز به من هذه الفكرة وقال ان الحركة ستواصل القتال، وأضاف حقيقة هو يعيش في جنة الحمقى، لكن ما يبدو واضحا الان هو أن خان يعكس تطلعات دولة محبطة وغاضبة بشدة توالت عليها الحكومات المدنية والعسكرية على مدى 64 عاما وخذلتها مرارا وكل هذا كان في مصلحة ايديولوجية وطنية تبحث عن أمة لتكون وطنا لمسلمي جنوب اسيا ومثالا لديمقراطية اسلامية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/كانون الثاني/2012 - 17/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م