البوصلة التركية تتخبط بشأن الأحداث في الشرق الأوسط

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تسعى تركيا من خلال مواقفها الأخير الى توزيع بيضها على جميع السلال المتخالفة، وهو ما يظهر حجم الأزمة السياسية التي تعيشها أزمة القرار في أنقرة، بعد أن ثبت فشل الرؤية التركية حول قضايا المنطقة، وتعثر جهودها الساعية الى لإحلال موطئ قدم لها في بعض البلدان العربية.

فتركيا تعيش عزلة غير مسبوقة بعد الأزمات الدبلوماسية التي تسببت بها مواقفها الإخيرة المساندة للحكومات الخليجية إزاء الأوضاع في سوريا والعراق ولبنان بالإضافة الى فلسطين.

فبعد دمشق جمدت بغداد علاقاتها السياسية بشكل ملحوظ مع أنقرة، بسبب تدخل الاخيرة في الشؤون الداخلية، فيما لا تزال إيران تمارس سياسة الشد والجذب معها، على الرغم من محاولة وزير الخارجية أوغلو لتطويق بوادر الأزمة التي مع طهران بسبب نشرها الدرع الصاروخي. في حين أطلق رئيس الوزراء الجزائري اتهام صريح غير مسبوق لتركيا بمسعى المتاجرة بالقضايا العربية لحساب مصالحها.

وأكثر ما لفت الى التخبط التركي هي التلميحات بالصراع الطائفي في المنطقة، على الرغم من إدراكها الى حقيقة تواجد اكثر من 30 مليون فرد من مواطينها ينتمون الى الطائفة العلوية.

حرب باردة بين السنة والشيعة

فقد حذرت تركيا من حرب طائفية باردة في المنطقة وقالت ان التوتر السني الشيعي المتنامي سيكون "انتحارا" للمنطقة بكاملها. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو لوكالة انباء الاناضول الرسمية قبل زيارته لايران "دعوني اقول بصراحة ان هناك نية لدى البعض لبدء حرب اقليمية باردة."

وقال "نحن مصممون على منع نشوب حرب باردة اقليمية. التوترات الاقليمية ستكون انتحارا للمنطقة بأسرها". واضاف داود اوغلو ان اثار مثل هذه الحرب ستستمر عقودا. واضاف "تركيا ضد كل عمليات الاستقطاب سواء من الناحية السياسية بمعنى التوتر الايراني العربي او من ناحية تشكيل ما يبدو انه محور. ستكون هذه احدى الرسائل المهمة التي سأحملها الى طهران."

وحاولت تركيا ذات الاغلبية السنية التي تشترك في حدود مع ايران والعراق وسوريا لعب دور معتدل في الوقت الذي تسابقت فيه السعودية وايران على النفوذ في المنطقة التي تشهد تغييرات واسعة في ثورات "الربيع العربي".

وقال داود اوغلو "تركيا تعارض بشدة وجود توتر شيعي سني جديد في المنطقة أو مشاعر مناهضة لايران أو تصاعد توترات مماثلة كما هو الحال في الخليج." وأشار الوزير التركي الى قضية العراق الذي يشهد خلافات عرقية وطائفية حيث يعزز الاكراد استقلالهم الذاتي في الشمال بينما يهيمن الشيعة على الجنوب وفي أجزاء من بغداد بينما يبحث السُنة امكانية اقامة اقليمهم شبه المستقل في الوسط والغرب.

وقال "سياستنا فيما يتعلق بالعراق تشهد اتصالا قريبا مع كل الاطراف. يجب ألا يخطئ أحد هنا. يجب ألا يتصرف احد من منطلق ان ايديولوجية واحدة او طائفة واحدة او عرقا واحدا يمكنه الهيمنة في اي دولة كما كان الحال في الماضي. المجتمعات في المنطقة تحتاج الى فهم سياسي جديد."

وفي اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الاميركي عن قلقه حيال الازمة السياسية بين السنة والشيعة في العراق الذي قد يؤدي الى تنامي خطر اندلاع حرب طائفية. وتحدث رجب طيب اردوغان الذي اتصل بجو بايدن عن التسلط السائد في العراق، البلد المجاور الذي يرأس حكومته نوري المالكي، وهو شيعي، والذي انسحب منه آخر الجنود الاميركيين في 18 كانون الاول/ديسمبر، كما اشار مصدر قريب من الحكومة.

وقال اردوغان لبايدن ان "عدم استقرار يمكن ان يحصل لدى جيراننا يمكن ان يؤثر ايضا على تركيا وعلى المنطقة بأكملها"، مشيرا الى ان "تركيا تأمل في ان تسود ديموقراطية قوية في العراق ويعمه الاستقرار".

واتهم نوري المالكي، نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي وهو سني مدعوم من تركيا بتنسيق اعتداءات. وقد لجأ الهاشمي الذي صدرت في حقه مذكرة توقيف الى كردستان العراق وعرضت انقرة استضافته كما تقول الصحافة.

سوريا في طريقها الى حرب اهلية

كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان سوريا في طريقها الى حرب اهلية وان تركيا ينبغي ان تقوم بدور قيادي في منع هذا. وقال اردوغان في مؤتمر صحفي في انقرة في واحد من اكثر التحذيرات التركية صراحة بشأن الانتفاضة السورية "الوضع في سوريا في طريقه نحو حرب دينية وطائفية وعنصرية وهذا ينبغي منعه." وأضاف "ينبغي لتركيا ان تقوم بدور قيادي هنا لان الوضع الحالي يمثل خطرا على تركيا."

وتحجم تركيا عن القيام بأي عمل عسكري منفرد في سوريا لكنها تخشى احتمال ان يتصاعد القتال هناك ويتحول الى صراع طائفي اقليمي اوسع نطاقا. ولم يذكر اردوغان الذي دعا الرئيس السوري بشار الاسد الى التنحي وفرض عقوبات على دمشق الخطوات التي يمكن لانقرة ان تتخذها لمنع تدهور الوضع في سوريا الى حرب اهلية.

وطرحت أنقرة فكرة اقامة "منطقة عازلة" داخل الاراضي السورية اذا ادى القتال الي نزوح اللاجئين باعداد كبيرة الى اراضيها الامر الذي قد يعرض أمنها لخطر مباشر. لكنها قالت انها ستسعى للحصول على موافقة الامم المتحدة على مثل هذه الخطوة اذا قررت القيام بها.

ويخشى كبار مسؤولو وزارة الخارجية التركية ايضا ان تتحول سوريا الى خط مواجهة جديد في التنافس الاقليمي بين السعودية وايران.

ايران ترفض تهديدات مسؤوليها ضد تركيا

من جانب آخر رفضت طهران تهديدات اطلقها مسؤولون ايرانيون ضد تركيا باستهداف الدرع الصاروخية لحلف شمال الاطلسي في ذلك البلد اذا تعرضت ايران للتهديد، حسبما ذكرت وكالة انباء الاناضول التركية الرسمية الاربعاء.

وصرح وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي للوكالة "نرفض رفضا تاما هذه الاراء" مضيفا انه تم اصدار تحذيرات للمسؤولين الذين اطلقوا تلك التصريحات غير المسؤولة. وقال صالحي "الموقف الرسمي لجمهورية ايران الاسلامية بشأن تركيا يقوم على الاخوة والصداقة العميقة"، مضيفا ان المرشد الاعلى لايران والرئيس الايراني ووزير الخارجية وحدهم هم من يحق لهم ابداء الموقف الرسمي الايراني بشأن القضايا الدولية والسياسة الخارجية.

وكان قائد سلاح الجو بالحرس الثوري الايراني امير علي حاجي زاده قد صرح في تشرين الثاني/نوفمبر ان طهران ستستهدف الدرع الصاروخية الاطلسي في اقليم مالاطيا بجنوب تركيا المجاورة اذا تم تهديدها عسكريا.

ونقلت وكالة مهر للانباء عنه قوله "نحن مستعدون لاستهداف الدرع الصاروخية للحلف الاطلسي في تركيا اولا اذا تعرضنا لتهديد. ثم سننتقل الى اهداف اخرى". كما صرح نائب بمجلس الشوري الايراني هو النائب حسين ابراهيمي في وقت سابق هذا الشهر ان ايران لديها "الحق" في ضرب الدرع الصاروخية. ونقلت وسائل الاعلام التركية عن ابراهيمي تصريحه لصحيفة الشرق الايرانية اليومية "بالتأكيد ستفعل ايران ذلك".

وقد اعربت تركيا في كانون الاول/ديسمبر لصالحي عن قلقها ازاء تصريحات القائد العسكري الايراني. وكانت تركيا وافقت العام الماضي على استضافة نظام رادار للانذار المبكر في جنوبها الشرقي في اطار المنظومة الاطلسية للدفاع الصاروخي التي تقول الولايات المتحدة انها تستهدف اجهاض التهديدات الصاروخية من الشرق الاوسط وبالاخص من ايران. ويصر المسؤولون الاتراك على ان الدرع لا يستهدف بلدا بعينه.

تركيا وحلفاؤها يريدون رحيل الاسد

وترغب تركيا المدعومة بقوة من حلفاء عرب وغربيين ان يتنحي الرئيس السوري بشار الاسد ولكن ليس بعد. وأضحت تركيا تحت قيادة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحزبه الحاكم الاسلامي السابق مركزا رئيسيا لتنظيم المعارضة السورية المتمثلة في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر المكون بصفة اساسية من المنشقين السنة عن الجيش.

ولكن في المنطقة والعواصم الغربية ثمة مخاوف من ان معارضي الاسد غير مستعدين لتولي السلطة وان سوريا باطيافها العرقية والطائفية قد تتفكك لتهوي البلاد التي يقطنها 22 مليون نسمة في حالة من الفوضى ما لم يتم التوصل لسبيل يضمن عملية انتقال سلس للسلطة.

وصرح دبلوماسي غربي بارز في انقرة "على رأس الاولويات توحيد المعارضة داخل وخارج (سوريا) لتصبح خيارا اكثر مصداقية وضم جميع الاطياف والتنسيق بشكل سليم. تعمل تركيا من اجل تحقيق ذلك.

"ما يقلقهم انه اذا رحل الاسد اليوم سيكون هناك المزيد من الفوضى والمزيد من الدمار ولا يعرفون من سيظهرون ويريدون ان تكون المعارضة مستعدة."

وقال مراقبو الشؤون السورية ان مبعث القلق الرئيسي الان ان ما بدأ كانتفاضة شعبية قبل تسعة اشهر تحول لاقتتال وقد يتطور الى صراع طائفي مميت لاسيما ان الطبقة الحاكمة وغالبيتها من العلويين يؤججون مخاوف لدى الاقليات في سوريا من ان الاغلبية السنية في البلاد سوف تسحقهم.

ويمكن ان ينتقل هذا المزيج المتفجر الى جيران سوريا لاسيما لبنان والعراق حيث سبق ان اذكت دمشق الانقسامات الطائفية واستغلتها وفي تركيا ذاتها وترتاب انقرة بان سوريا استأنفت بالفعل مساندة المتمردين الاكراد في الجنوب الشرقي.

وفيما حذرت انقرة دمشق علنا من تشجيع حزب العمال الكردستاني على تكثيف هجماته فقد عرضت نفسها لخطر أكبر بانضمامها الى اوروبا والولايات المتحدة والجامعة العربية في فرض عقوبات على حكومة الاسد الا ان معظم المحللين يعتقدون انها تتردد كثيرا تجاه اي عمل عسكري.

وقال مصطفي اكيول مؤلف كتاب (اسلام دون متطرفين.. قضية مسلم من أجل الحرية) "لا اتوقع اي عمل عسكري من جانب الحكومة التركية ما لم يكن هناك توافق وقرار من مجلس الامن او عملية يشنها حلف شمال الاطلسي.

"ستكون أكثر قلقا ازاء الوضع الكردي في سوريا لان حزب العمال الكردستاني يضم بين صفوفه عددا كبيرا من اكراد سوريا... وتعتقد الحكومة ان الاسد يدعم الان حزب العمال الكردستاني ضد تركيا."

وقال سنان اولجن رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية الليبرالي في اسطنبول ان انقرة تخشى تكرار الاحداث التي شهدتها قبل عقدين من الزمن حين توافد لاجئون اكراد من العراق عبر الحدود التركية بسبب حرب الخليج وربما تتحرك الان لاقامة ملاذ امن أو ممر انساني داخل سوريا.

وقال اولجن "لا تريد تركيا بكل التأكيد تكرار ما حدث في عام 1991 حين عبر 550 ألف كردي الحدود في غضون ايام واخذنا على حين غرة. لن تفعل تركيا ذلك (اقامة ملاذ أمن) من طرف واحد. لا زالت تحتاج شركاء ودعما من حلف شمال الاطلسي ولكن مع بقاء الحال على ما هو عليه فما من سبب يدفع حلف شمال الاطلسي لتجنب ذلك."

وقال اولجن ان الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا متفقتان تماما ولكن تركيا لا تزال تريد قرارا من مجلس الامن ودعما اقليميا ودعما من حلف الاطلسي للمضي قدما. وفي تحرك مفاجيء طرحت روسيا الحليف القديم لدمشق على مجلس الامن يوم الخميس الماضي مسودة قرار جديد بشان سوريا اشد لهجة مما اثار امال الغرب بتحرك من جانب الامم المتحدة مع تزايد اعداد القتلى.

وعلى النقيض يعتقد دبلوماسي غربي ان تركيا ستتردد في اقامة ملاذ امن لاغراض انسانية لان هذا يعني وجود قوات تركية داخل سوريا.

وقال "سيفتحون منشاتهم ويقدمون مساعدات انسانية ولكن لا اعتقد انهم سيتدخلون ولا يريدون ان يتدخل اي طرف اخر. لا اعتقد ان القوات التركية تريد العبور الى داخل سوريا." ويشكك دبلوماسي غربي اخر في انقرة في احتمال حدوث تدخل عسكري ويعتقد انه سيجري تشديد العقوبات التي تستنزف موارد الاسد وتقوض مكانته. وقال "اهم شيء هو القدرة عل توجيه ضربة للنظام وتقويض قدراته مما يؤثر في النهاية على قدارته الامنية. يضعف النظام عل نحو متصاعد ويستمر الشعب في التخلص من الخوف."

ويبدي مسؤولون بارزون في وزارة الخارجية مخاوفهم من ان تصبح سوريا جبهة جديدة في التنافس الاقليمي بين المملكة العربية السعودية وايران اخر حليف مهم لسوريا او ان ان تكون سببا في اذكاء نزاع طائفي بين السنة والشيعة ويعد العلويون الذي يمثلون العمود الفقري لحكم الاسد احد اطياف الشيعة.

وقال مسؤول "التداخل الاقليمي بين السنة والشيعة اكثر ما يقلقنا ..ان تتحول سوريا الى حرب اقليمية.. وانزلاق السعودية وايران والعراق في الامر. وهذ شيء لا يمكن ان تتحمله المنطقة." واضاف "في ضوء اوضاعه الاقتصادية نقدر انه يستطيع البقاء لمدة تصل الى عام (ولكن) وبعد تشديد العقوبات ربما تقلص المدة."

ومثل مسؤولين اتراك اخرين أكد على الحاجة لمعارضة تضم الجميع دون اعتبارات طائفية تسهم في حد ذاتها في تقصير أمد الصراع.

وقال "ينبغي ان يشارك افراد من كل انحاء سوريا كي يمثلوا (الشعب) قدر الامكان لضم جميع الطوائف في سوريا بما في ذلك العلويون." وأضاف مسؤول بارز اخر بوزارة الخارجية "هناك عدد كبير من المعارضين والطوائف بينما ينبغي ان يمثلوا جميع فئات المجتمع السوري."

كما انه لا يعتقد بجدوى سيناريو اخر يطرح على نطاق واسع وهو وقوع انقلاب داخلي او ثورة داخل القصر على اسرة الاسد. ويضيف المسؤول "لا اعتقد ان الانقلاب ممكن لان الاسد الاب اسس نظاما مضادا للانقلابات" في اشارة الى الاب حافظ الاسد الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود وخلفه ابنه بشار.

ولكن اراء بعض الاتراك أكثر قتامة. ويقول سولي اوزال المعلق البارز والاكاديمي "تكشفت الامور ولست ادري كيف يمكننا تفادي صراع طائفي هائل بل وحمام دم حين يسقط النظام."

ويعتقد ان تركيا التي تواجه هي ايضا انقسامات عرقية تعذر حلها مع الاقلية الكردية لن تظل بمنأي عن الصراع.

وقال "الدولة التي تعاني من صدوع طائفية وعرقية ينبعي ان تكون حذرة بشأن أماكن نشر قواتها. كنت اتمنى الا نتخذ قرارا خطيرا يصعب الرجوع عنه فيما يتعلق بالوضع الطائفي في سوريا."

المتاجرة بدماء الجزائريين

من جهتها دافعت حركة مجتمع السلم الاسلامية في الجزائر عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بعد اتهامه من قبل رئيس الوزراء الجزائري احمد اويحيى ب"المتاجرة بدماء الجزائريين"، عندما قال ان فرنسا قامت ب "ابادة" الجزائريين خلال فترة الاستعار الفرنسي للجزائر، في رد فعل منه على تبني فرنسا لقانون يجرم انكار "ابادة" الارمن.

وقال رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني في مؤتمر صحافي "لا نقبل القول بان اردوغان يتاجر بدماء الجزائريين" واضاف "نحن لدينا قضية تاريخية هي ان الاستعمار حصد من ابناء الجزائر 5,5 مليون منهم 1,5 مليون خلال حرب الاستقلال (1954-1962)، وعندما يتكلم احد عن قضيتك ترحب بذلك وتقول له شكرا، ولا تقول له انت تتاجر بدمائي".

وجاء كلام سلطاني ردا على تصريحات رئيس الوزراء الجزائري والامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي احمد اويحيى السبت التي دعا فيها تركيا الى عدم "المتاجرة بدماء الجزائريين".

واعتبر سلطاني ان تصريحات اويحيى هي "خدمة لفرنسا وشكر لها على قتل الجزائريين". واضاف سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم التي غادرت التحالف الذي كان يربطها بالتجمع الوطني وجبهة التحرير، "نحن نتكلم عن الصحراء الغربية فهل نحن نتاجر بدماء الصحراويين؟".

وتابع "لما كنا في الثورة (حرب الاستقلال) وقدم جمال عبد الناصر الدعم لنا فهل تاجر بدمائنا؟ وكذلك الأمر بالنسبة للحسن الثاني وقبله محمد الخامس (الملكان المغربيان الراحلان) وبورقيبة (الحبيب) الرئيس التونسي الراحل".

وكانت الجزائر تلقت الدعم خلال حرب الاستقلال من تونس والمغرب ومصر. واوضح سلطاني "هو (اردوغان) لم يطلب منا شيء هو فقط قال لفرنسا انتم تقولون ان تركيا ابادت الارمن في 1915 اذكركم انكم ابدتم الجزائريين".

وختم بالقول "نحن ندعم كل من يرفع شعار ان تعترف فرنسا الرسمية بجرائم فرنسا الاستعمارية وان تعتذر لها وتعوض ضحاياها". وكان حزب جبهة التحرير الوطني حليف حزب اويحيى في الحكومة اعتبر ان رئيس الوزراء التركي باتهامه فرنسا بارتكاب ابادة في الجزائر، لم يعبر سوى عن "مطلب تاريخي" للجزائريين.

واكد الحزب الذي قاد حرب استقلال الجزائر بين 1954 و1962 ان "جبهة التحرير لم تتوقف يوما عن الطلب من فرنسا الاعتراف بجرائمها المرتكبة في الجزائر خلال الاحتلال".

واعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في 16 حزيران/يونيو 2011 خلال زيارة الى الجزائر ان الفرنسيين "ليسوا بعد مستعدين" للتعبير عن الندم، ودعا الى "عدم التطرق الى ما لا نهاية" الى التاريخ الاستعماري.

وخلال زيارة قام بها الى الجزائر في كانون الاول/ديسمبر 2007، انتقد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشدة النظام الاستعماري "الظالم بطبعه" لكنه رفض فكرة "التعبير عن الندم"، معتبرا ان ذلك شكل من اشكال "الحقد على الذات" و"التشهير" بالنفس.

القتال ضد المتمردين الاكراد

الى ذلك قال وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا ان الولايات المتحدة ستواصل دعمها لتركيا في قتالها ضد المتمردين الاكراد. وصرح في مؤتمر صحافي خلال زيارته تركيا "خلال المناقشات التي اجريتها هنا في انقرة، اوضحت ان الولايات المتحدة ستواصل مساعدة تركيا في مواجهة هذا التهديد". وذكرت الولايات المتحدة في تشرين الاول/اكتوبر انها تعتزم بيع تركيا ثلاث مروحيات "سوبر كوبرا" هجومية للقيام بحملة ضد حزب العمال الكردستاني في صفقة تبلغ قيمتها 111 مليون دولار.

وتصنف انقرة والعديد من دول العالم ومن بينها واشنطن حزب العمال الكردستاني على انه منظمة ارهابية. ومنذ 1984 يقاتل الحزب من اجل الحصول على استقلال المنطقة الجنوبية الشرقية التي تسكنها غالبية من الاكراد. واسفر القتال حتى الان عن مقتل 45 الف شخص.

وقالت الولايات المتحدة في تشرين الثاني/نوفمبر انها ستعيد نشر اربع طائرات بدون طيار من شمال العراق الى تركيا، وذلك مع انسحاب القوات الاميركية من العراق.

وقال بانيتا "نحن مستعدون لمناقشة اجراء مزيد من الجهود لمحاولة تحسين قدرات" تركيا المتعلقة بالطائرات بدون طيار، الا انه لم يكشف عن مزيد من المعلومات. ويعارض عدد من اعضاء الكونغرس الاميركي تزويد انقرة بطائرات بدون طيار بسبب توتر العلاقات بين تركيا واسرائيل. وقال بانيتا "نحن نحاول تبادل هذه المعلومات مع الكونغرس حتى يفهموا اهمية هذه الخطوات. ونواصل استشكاف خطوات اخرى يمكن اتخاذها لمساعدة تركيا في جهودها للتعامل مع حزب العمال الكردستاني". وتوترت العلاقات بين تركيا واسرائيل عقب مقتل تسعة اتراك في هجوم لكوماندوس اسرائيلي على سفينة تركية اثناء توجهها الى قطاع غزة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 11/كانون الثاني/2012 - 17/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م