شبكة النبأ: يرى مراقبون ان تغييب
وتهميش الفكر الشيعي هو خسارة فادحة للعقول والثقافة وروح التسامح، فان
الاعتداء على الحريات والحقوق أمر غير منطقي وان تستغل الظروف والأجواء
للتدخل في الشؤون المذهبية وخلط الأوراق أمر غير معقول. فان ممارسة
الإقصاء اشد خطرا على مستقبل المنطقة، وعندما تشتعل نار الفتنة فان
الجميع فيها خاسر.
تؤكد الوقائع والحوادث المتواصلة عن وجود مخطط لضرب الشيعة في
المنطقة، ثمة مشهد مؤلم يطالع فيه المجتمع ليعرف جيدا حقيقة القوى التي
كانت تدعي الجهاد، ناهيك عن تذكر المشاهد السنوية التي يكررها
الارهابيون في استهدافهم الزوار، ودون شك فأن الاعمال الارهابية التي
استهدفت الزوار الوافدين الى كربلاء بمناسبة زيارة اربعينية الإمام
الحسين ساهمت في تصعيد موقف الشيعة من اعمال العنف. وثمة سؤال حول ماهو
المطلوب من هذه التفجيرات ان تحدثه ومن يقف خلف هذه الاعمال الإجرامية.
يرى مراقبون هناك دوافع واضحة يراد منها عرقلة حركة الشيعة ووجودهم
محليا واقليما، وان مخططا كبيرا يستهدف الزوار من اجل عرقلة نهضة
الشيعة. والدافع الآخر اشعال الفتنة الطائفية في وقت تتأزم فيه المواقف
السياسية والإعلامية وهناك من يشيع مفهوم العنف الطائفي. وأن استهداف
الشيعة في مثل هذه الزيارات من أجل ارباك الوضع الأمني والسياسي في
البلد، وليس لها علاقة بوجود الأمريكان كما يدعي البعض.
ويرى خبراء ان عدم تفعيل عقوبة الاعدام واستمرار الفساد بدرجات
خطيرة جدا.. وعدم وجود رادع امام الدول الاقليمية من دعم ا لعنف داخل
العراق. مما جعل تلك الدول تحصل على الضوء الاخضر من سياسيي العراق
الجديد الذي يرفضون ضرب اوكار الارهاب فيها.
وقالت مصادر أمنية ان سيارة مفخخة انفجرت في قضاء الهندية أسفر عن
مقتل زائر واحد وجرح نحو 13 اخرين تم نقلهم المستشفيات. أعقب ذلك
انفجار سيارة مفخخة في أحد البساتين إثناء قيام مجموعة مسلحة بتفخيخها.
وقائد عمليات كربلاء، إن الاجهزة الامنية اعتقلت اربعة من عناصر تنظيم
القاعدة كانوا يخططون لضرب الزوار.
من جهته قال مدير إعلام شرطة كربلاء اليوم، إن الاجهزة الامنية
أحبطت محاولة إدخال سيارة مفخخة إلى مركز المدينة، مشيرا الى ان
السيارة كانت تحمل ترخيصا لدخول المدينة.
وقال مصدر امني إن حصيلة انفجار العبوتين الناسفتين اللتين استهدفتا
الزوار المتجهين سيرا على الأقدام إلى محافظة كربلاء، في منطقتي الوند
والحسينية، بلغت استشهاد شخصين وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة.
وذكر مصدر من شرطة الحلة أن التفجير أسفر عن جرح 15 أفغانيا, بينما
قال مصدر من مستشفى المدينة أن ثلاثة من المصابين حالاتهم خطيرة.
وأدان مكتب المرجع الديني السيد صادق الحسيني الشيرازي في كربلاء،
الأعمال الإرهابية الأخيرة التي استهدفت الزوار، والتي راح ضحيتها
المئات من الأبرياء، ففي تفجيرات منطقة البطحاء غرب الناصرية أُصيب
أكثر من مائة وخمس وعشرين بين شهيد وجريح، وفي مدينة الصدر عدد الضحايا
تجاوز الخمسة والأربعين مؤمناً، وفي مدينة الكاظمية المقدسة كانت
الضحايا بالعشرات أثر انفجار سيارتين مفخختين، وفي منطقة الدورة جنوب
مدينة بغداد تعرض أفواج الزائرين الآمّين كربلاء المقدسة إلى انفجار
عبوة ناسفة راح ضحيته جمعاً من المؤمنين بين شهيد وجريح، فضلاً عن
تفجيرات أخرى في مناطق متفرقة، مؤكداً على ضرورة إتقان الحماية الأمنية
لجماهير الزوار ذهاباً وإياباً. وقال مدير إعلام شرطة كربلاء، انه تم
إحباط محاولة تسلل لعدد من الإرهابيين كانوا يقودون دراجات نارية ضبط
في داخلها قنابر هاون ورمانات مختلفة.
من جهته قال مدير عام شرطة كربلاء، احمد زويني انه تم إجراء بعض
التغييرات على الخط الأمنية بعد استهداف الزوار، مشيرا إلى إن خمسة
أفواج ستصل المدينة للمشاركة في الخطة الأمنية.
واشار الى ان تطوير القدرات الاستخبارية لدى القوات الأمنية سيقضي
وبشكل كامل على فلول الارهاب وان رفدها باجهزة كشف حديثة سيساعد على
افشال مخططاتهم والعبور بالبلد الى بر الامان، منوها الى ضرورة رص
الصفوف والتعاون مع القوات الأمنية من قبل المواطنين لتفويت الفرصة على
الأعداء.
مخطط دولي
ويرى مراقبون ان هناك مخططاً دولياً يقف خلف اعمال العنف حيث تشير
الأحداث الى وجود تمويل من قبل بعض الأنظمة العربية لاستهداف التجمعات
الشيعية، بعد ان تعدت عمليات الإرهاب من استهداف الأفراد من الشيعة الى
مهاجمة مدنهم.
وكشفت معلومات عن وجود مخططات سياسية لتمزيق الشيعة عبر اثارة الفتن
داخل المذهب الواحد عبر مخطط سياسي لفصل المحافظات الجنوبية عن بعضها
لمنع وحدة شيعة العراق بمحافظات وسط وجنوب العراق باقليم موحد.
ان إصرار بعض أنظمة المنطقة على إقصاء وتشويه ومواجهة ومحاربة الفكر
الشيعي وجعله عدوا، ليس من صالح المنطقة وشعوبها، بل يساهم في تكريس
سوء الفهم والتشدد والتطرف، وتأجيج مشاعر الطائفية البغيضة، وتوزيع
الولاءات الدينية والقبلية والمناطقية والسياسية الداخلية والخارجية،
وتزيد من فجوة الخلاف المفتعلة بين مواطني الوطن الواحد، وصناعة حالة
عدائية، وستجعل أتباع الفكر الشيعيـ أكثر تمسكا بأوطانهم وأفكارهم، حيث
إن أتباع الفكر الشيعي هم مواطنون أصليون في أوطانهم، جرمهم أنهم
يحملون فكرا إسلاميا يؤمنون به فقط.
ويرى محللون سياسيون إزاء التهديد للأمن والسلم للشيعة لا يمكن أن
يبقوا صامتين، وأي تقاعس في الدفاع عن انفسهم يجعل سلامة المجتمع وأمنه
على المحك، ومسؤولية الحماية من الارهاب تقع على الأجهزة الأمنية كافة،
وعلى القوى السياسية في التعبير عن موقفها الحازم والرافض، ولابد
للشيعة أن يقوموا بحماية أنفسهم بأنفسهم، بعد أن فشل المجتمع الدولي
ومنظمات حقوق الانسان الدولية وغيرها، في حمايتهم من البطش التكفيري
الارهابي المتزايد يوما بعد آخر.
وهكذا ينبغي أن يتم التحرك على نحو متواصل، لفضح من يقف وراء
استهداف الشيعة، كما ينبغي مواصلة التعامل الجدي مع المخاطر الجمة التي
يمثلها التكفير والارهاب، والجهات التي تقف وراءه. |