
شبكة النبأ: تستمر الاطراف المتصارعة
في تجاذب التهديدات بشأن مضيق هرمز الحيوي، دون ان يتضح أي موقف دولي
حتى الآن عن حقيقة ما سيحدث خلال الأيام القادمة، سيما بعد أن بدت هناك
بوادر لتراجع الاتحاد الأوربي عن قراره بحظر النفط الإيراني.
في الوقت الذي باشرت الدول الخليجية البحث عن منافذ جديدة لتصدير
نفطها في حال نفذت ايران تهديداتها بغلق المضيق، أو في حال اندلاع
مواجهة عسكرية مرتقبة، كبدائل تسهم في التقليل من حجم الازمة التي
ستكون في حال انقطعت موارد النفط من عبر الخليج.
وتمثل واردات النفط التي تصدر من منطقة الخليج ما نسبته 80% من
الصادرات النفطية في العالم، وتعذر انسيابيته ابرز ما تخشاه الدول
الغربية نظرا للإرتفاع المكلف في الاسعار من جهة، وما تعانيه من أزمات
اقتصادية موجعة من جهة أخرى.
خطة طوارئ نفطية
فقد قال دبلوماسيون ومصادر صناعة النفط لرويترز ان الدول الغربية
أعدت خطة طوارئ لاستخدام كمية كبيرة من مخزونات الطوارئ للتعويض تقريبا
عن كل نفط الخليج الذي سيفقد اذا أغلقت ايران مضيق هرمز. واضافوا قولهم
ان مديرين كبارا في وكالة الطاقة الدولية التي تقدم النصح الى 28 دولة
مستهلكة للنفط ناقشوا خطة قائمة للافراج عما يصل الى 14 مليون برميل
يوميا من مخزونات النفط المملوكة للحكومات في الولايات المتحدة وأوروبا
واليابان وبلدان مستوردة أخرى. واذا اتخذت خطوة على هذا النطاق فانها
ستكون أكبر من خمسة أضعاف أكبر افراج عن مخزونات في تاريخ الوكالة
والذي تم عقب غزو العراق للكويت عام 1990.
وتقول الخطة ان اقصى الافراج عنها -وهي عشرة ملايين برميل يوميا من
الخام ونحو اربعة ملايين برميل يوميا من منتجات التكرير- يمكن
الاستمرار في تنفيذها خلال الشهر الاول من جهد منسق.
وقال دبلوماسي أوروبي "سيكون هذا ردا ضروريا ومعقولا على اغلاق
المضيق. ولن يستغرق تنفيذه وقتا طويلا ان اقتضت الحاجة ذلك... ومن
المستبعد ان يكون مثار جدال وخلاف بين اعضاء الوكالة."
وأكد متحدث باسم وكالة الطاقة الدولية ان لدى الوكالة خطة طوارئ
قائمة تبين الحد الاقصي لكميات النفط التي يمكن الافراج عنها من
المخزونات وهي 14 مليون برميل يوميا لمدة شهر. وقال "اننا نراقب الوضع
باهتمام كبير." بحسب رويترز.
وتستهدف الحكومات الغربية صادرات النفط الايرانية ويقوم الاتحاد
الاوروبي باعداد خطة لفرض حظر على صادرات ايران من النفط الخام اليه
والبالغة نحو 500 الف برميل يوميا بينما فرضت واشنطن بالفعل عقوبات
مالية للتثبيط عن اجراء معاملات مع طهران.
وقالت مصادر الصناعة انه من المستبعد ان تطلق وكالة الطاقة الدولية
كميات من مخزونات النفط في حالة فرض حظر للاتحاد الاوروبي على ايران.
واضافوا ان اوروبا ستقلل وارداتها من النفط الايراني بينما ستسعى طهران
الى زيادة صادراتها الى اكبر زبائنها في اسيا.
ولكن بوب ماكنالي مستشار البيت الابيض السابق في شؤون الطاقة والان
رئيس مجموعة رابيدان الاستشارية قال انه حتى حدوث انقطاع محدود
للامدادات -اذا حدث أن أوقفت ايران بعضا من انتاجها بسبب ضغوط
العقوبات- قد يتطلب اتخاذ اجراءات.
وقال ماكنالي "بالنظر الى محدودية فائض الطاقة الانتاجية لدى منظمة
اوبك فانه قد يتعين دراسة اطلاق كميات من مخزونات وكالة الطاقة الدولية
اذا حدثت انقطاعات للامدادات لفترات طويلة حتى وان كانت أقل من الشحنات
التي تمر عبر مضيق هرمز."
وقال ادوارد ماركي العضو الديمقراطي الكبير في لجنة الموارد
الطبيعية في مجلس النواب الامريكي انه سيؤيد افراج الولايات المتحدة عن
احتياطياتها على الرغم من انه يرى ان مخزونات الطواريء ليست سوى حل
قصير المدى لمشكلات الولايات المتحدة في مجال الطاقة.
واردف قائلا "يجب على امريكا ان تكون مستعدة دائما لاستخدام
احتياطياتنا الاستراتيجية من النفط كسلاح ضد طغاةاوبك والمضاربين في
وول ستريت واي متلاعبين في اسواق النفط والتهديدات الاخيرة من ايران لا
تختلف."
وتأتي مراقبة الوضع أيضا من عمالقة تصدير النفط السعودية والكويت
والعراق الذين يعتمدون على مضيق هرمز في شحن معظم صادراتهم من الخام.
واذا تم اغلاق المضيق فان السعودية -وهي أكبر مصدر للنفط في العالم-
يمكنها شحن المزيد من الخام عبر شبكة انابيب تمتد من شرق البلاد الى
غربها الى ميناء ينبع على البحر الاحمر.
وقال مصدر في صناعة النفط ان الطاقة الفعلية لشبكة الانابيب هذه
تبلغ نحو 4.5 مليون برميل يوميا وبعد تزويد المصافي السعودية المحلية
في جدة والرياض ورابع وينبع بالخام يبقي نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا
من طاقة التصدير المتاحة.
ايران تخطط لمناورات حربية
من جهتها أعلنت ايران عن اجراء مناورات عسكرية جديدة في مضيق هرمز،
وهدد المسؤولون الايرانيون في الاسابيع الاخيرة باغلاق مضيق هرمز اذا
الحقت عقوبات جديدة تهدف الى احباط البرنامج النووي الايراني ضررا
بصادرات النفط الايرانية.
وقالت ايران انها ستقوم بعمل اذا ارسلت الولايات المتحدة حاملة
طائرات عبر المضيق واتبعت ذلك بالاعلان عن اجراء مناورات عسكرية جديدة
بعد فترة وجيزة من الانتهاء من تدريبات بحرية استمرت عشرة ايام في
البحار المجاورة.
وقال الاميرال علي فدوي قائد البحرية بالحرس الثوري الايراني ان
المناورات التي تجري الشهر المقبل ستركز بشكل مباشر على مضيق هرمز.
ونقلت وكالة انباء فارس عن فدوي قوله "اليوم تسيطر الجمهورية الاسلامية
الايرانية بشكل كامل على المنطقة وتتحكم في كامل الحركة فيها."
وتقول الولايات المتحدة التي ينتشر أسطولها الخامس في المنطقة والتي
تفوق قوتها البحرية ايران بكثير انها ستضمن بقاء المضيق مفتوحا. وقالت
بريطانيا يوم الخميس ان أي محاولة لإغلاق المضيق ستكون غير قانونية
وستبوء بالفشل.
وفي تخفيف بسيط للتوتر المتصاعد بين البلدين اعلنت وزارة الدفاع
الامريكية ان البحرية الامريكية انقذت 13 ايرانيا احتجزوا رهائن منذ
اسابيع من قبل قراصنة استخدموا سفينتهم "كسفينة أم" لعملياتهم. وانقذت
هؤلاء الايرانيين نفس مجموعة حاملة الطائرات التي قالت ايران انها يجب
الا تعود الى الخليج. وصرح ضابط بالبحرية الامريكية بان ربان السفينة
"مولاي" عبر عن شكره لانقاذهم من قبل سفن حاملة الطائرات جون سي.ستينيس
وان الايرانيين عادوا لبلدهم.
ووقع الرئيس الامريكي باراك أوباما قانونا لفرض عقوبات مالية جديدة
على ايران في ليلة رأس السنة. والعقوبات الجديدة تجعل من الصعب على
معظم الدول شراء النفط الايراني. ويتوقع أن يعلن الاتحاد الاوروبي
اجراءات صارمة من جانبه على ايران نهاية هذا الشهر.
ويعتقد معظم المتعاملين انه سيظل بمقدور ايران ايجاد أسواق لانتاجها
النفطي الذي يصل الى 2.6 مليون برميل يوميا لكن يجب عليها أن تخفض
كثيرا من الاسعار الامر الذي سيقلل عائدها من العملة الصعبة والذي
تحتاجه لاطعام شعبها الذي يصل تعداده الى 74 مليون نسمة.
وتضر هذه العقوبات بالفعل الايرانيين العاديين الذين يواجهون
الاسعار المرتفعة وتراجع قيمة الريال الايراني. ويقف الايرانيون في
طوابير امام البنوك لتحويل مدخراتهم الى دولارات.
وتجري ايران انتخابات برلمانية خلال شهرين وهي اول انتخابات منذ
انتخابات الرئاسة التي جرت عام 2009 وادت الى احتجاجات جماهيرية في
الشوارع تم اخمادها بالقوة. ولكن الربيع العربي اثبت عرضة الحكومات
المستبدة في المنطقة لاحتجاجات يشعلها الغضب من المشكلات الاقتصادية.
وقالت مصادر دبلوماسية في فيينا ان ايران اتخذت خطوات في الاسابيع
القليلة الماضية تقربها من اطلاق انشطة تخصيب اليورانيوم في مخبأ في
عمق الجبل وهي خطوة من شأنها ان تزيد من تعقيد المواجهة الخاصة
بالبرنامج النووي الايراني مع الغرب.
وقال دبلوماسي مقره فيينا ان من المعتقد ان ايران بدأت اواخر ديسمبر
كانون الاول تغذية اجهزة الطرد المركزي بغاز اليورانيوم في اطار
استعداداتها النهائية لاستخدام الماكينات في التخصيب.
وقال الدبلوماسي "انهم يقتربون من القدرة على البدء في التخصيب...
يجب ان يقوموا ببعض التجريب والتنقيح ليتقنوا الامر."
وذكر مسؤول من دولة اخرى انه يعتقد ان ايران تقوم بعملية "تغليف"
وهي خطوة فنية تتضمن وضع المادة النووية في اجهزة الطرد المركزي
لاعدادها للتنشيط من اجل التخصيب.
وتقوم ايران بالفعل في موقع اخر على سطح الارض بتخصيب اليورانيوم
الى درجة نقاء 20 في المئة وهي اعلى كثيرا من نسبة 3.5 في المئة
المطلوبة في العادة لتشغيل محطات الطاقة.
وتنوي ايران نقل التخصيب الى هذه الدرجة المرتفعة الى فوردو في
محاولة فيما يبدو لتأمين حماية افضل لانشطتها من اي هجمات معادية. كما
انها تنوي زيادة قدرتها على التخصيب بشكل كبير.
وواجهت ايران احتمال خفض صادراتها النفطية الى الصين واليابان في
الوقت الذي سيعاني فيه اقتصادها فيما يبدو من إجراءات فرضت مؤخرا لخفض
الصادرات النفطية الايرانية. وتأتي التطورات في آسيا بعد موافقة قادة
الاتحاد الاوروبي على وقف استيراد النفط الايراني.
وكانت الصين - الشريك التجاري الاكبر لايران - قد خفضت بالفعل
مشترياتها من النفط الايراني بأكثر من النصف هذا الشهر وقال مستثمرون
يتعاملون في النفط الايراني في بكين ان من المتوقع ان تواصل الصين
الخفض في فبراير شباط.
وقال مصدر حكومي ان اليابان ستدرس خفض وارداتها النفطية من ايران
للحصول على اعفاء من العقوبات الامريكية التي وقعها الرئيس الامريكي
باراك اوباما عشية العام الجديد. وتشتري الصين واليابان والاتحاد
الاوروبي نحو نصف الصادرات الايرانية من النفط التي تبلغ 2.6 مليون
برميل يوميا.
وبدأت العقوبات الدولية -التي لم يكن لها تأثير يذكر لسنوات- تؤثر
بشكل واضح على الحياة اليومية للايرانيين حيث هبط سعر العملة المحلية
بينما يتدافع الايرانيون لتحويل مدخراتهم الى الدولار الامريكي.
وردا على ذلك قال وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان ايران
"ستصمد في وجه العاصفة". وقال صالحي في مؤتمر صحفي "ايران مستعدة دوما
وبعون الله للتصدي لمثل هذه الاعمال العدائية ولسنا قلقين على الاطلاق
من العقوبات."
وقال دبلوماسيون اوروبيون هذا الاسبوع انهم اتفقوا من حيث المبدأ
على فرض حظر على استيراد الاتحاد الاوروبي للنفط الايراني. وكان
الاتحاد الاوروبي - وبالتحديد ايطاليا واسبانيا واليونان - يشتري نحو
نصف مليون برميل من النفط الايراني يوميا مما يجعله ثاني اكبر مشتر
للنفط الايراني بعد الصين.
ولم يتفق زعماء الاتحاد الاوروبي بعد على وقت تنفيذ الحظر لكن من
المتوقع اعلان الجدول الزمني خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد نهاية
هذا الشهر.
وقال مصدر بالحكومة اليابانية ان طوكيو - التي تستورد نحو 250 الف
برميل يوميا من النفط الايراني - ستناقش مع المسؤولين الامريكيين كيفية
التعامل مع العقوبات الجديدة. ومن بين الخيارات خفض الواردات النفطية
من اجل الحصول على اعفاء لمؤسساتها المالية. وقالت تركيا التي تستورد
نحو ثلث نفطها من ايراني انها ستسعى ايضا للحصول على إعفاء من ادارة
اوباما.
وفي الاسواق الايرانية ارتفعت اسعار السلع الغذائية وغيرها من السلع
بشكل كبير خلال الاشهر القليلة الماضية.
ويرجع جزء كبير من هذا الارتفاع في الاسعار الى سياسة الرئيس
الايراني محمود احمدي نجاد الخاصة بخفض الدعم الحكومي الذي كان يحافظ
على انخفاض الاسعار وهي سياسة يرحب بها صندوق النقد الدولي.
وحاولت الحكومة الايرانية تخفيف الضغوط الاقتصادية عن طريق تقديم
دعم مالي للاسر. لكن انهيار قيمة الريال الايراني خفضت قيمة هذا الدعم
المالي بحسابها بالدولار من نحو 45 دولارا الى 27 فقط.
وهناك مؤشرات على ان بعض الايرانيين يلقون باللائمة على السلطات
التي تسببت سياساتها في فرض عقوبات على البلاد.
وقال سعيد (33 عاما) وهو سائق تاكسي في ايران وهو يشكو من تضاعف ثمن
سجائره المستوردة "يعطوننا بعض الدعم النقدي لكنه لا يعوض اي شيء.
وقال تاجر الملابس محمد (34 عاما) ان العمل متوقف على الرغم من
استمرار التزاحم امام المتاجر وفي شبكة قطارات الانفاق.
واضاف "نحن مضطرون لرفع اسعار المنتجات لاننا مضطرون لدفع المزيد
لشراء الدولارات. نحن كتجار نضغط على الناس لكن ليست لدينا خيارات
اخرى."
وقال دبلوماسيون من الاتحاد الاوروبي ان بدء سريان حظر واردات النفط
الخام الايراني قد يستغرق بضعة اشهر بسبب مطالبة بعض دول الاتحاد
بالتأجيل الذي تقول انه ضروري لحماية اقتصاداتها.
وقال دبلوماسيون ان عواصم أوروبية اقترحت ما اطلقت عليه "فترة سماح"
للعقود القائمة تتراوح بين شهر و12 شهرا. وقالوا ان اليونان التي تعتمد
بدرجة كبيرة على الخام الايراني تطالب بفترة سماح أطول. وتابع
الدبلوماسيون أن بريطانيا وفرنسا وهولندا والمانيا تريد فترة سماح بحد
أقصى ثلاثة أشهر. وقال دبلوماسي من الاتحاد الاوروبي طلب عدم نشر اسمه
"هناك مجموعة من الافكار تتراوح من شهر الى سنة والدول الاكثر اعتمادا
على الخام الايراني تطالب بوقت أطول."
وستعزز الاجراءات الاوروبية ضد قطاع النفط الايراني العقوبات
الامريكية التي أعلنت عشية العام الجديد والتي تهدف لمنع المصافي في
معظم دول العالم من شراء النفط الايراني.
وايران هي ثاني أكبر منتج للنفط في منظمة أوبك التي تضم 12 عضوا اذ
تنتج نحو 3.5 مليون برميل يوميا.
وتشتري دول الاتحاد الاوروبي نحو 450 ألف برميل يوميا من صادرات
ايران التي تبلغ 2.6 مليون برميل يوميا وهو ما يجعلها مجتمعة أكبر سوق
للنفط الايراني وبعدها الصين.
وتعتمد عدة دول أوروبية بشدة على الامدادات الايرانية وهو ما يثير
مخاوف من التكلفة الاقتصادية لذلك في الوقت الذي تواجه فيه أوروبا أزمة
ديون. وتحصل اليونان على نحو 25 بالمئة من احتياجاتها النفطية من ايران
بينما تستورد ايطاليا نحو 13 بالمئة واسبانيا نحو عشرة بالمئة. وهذه
الدول الثلاثة تواجه مشكلات ديون خطيرة.
وقال رئيس الوزراء الايطالي ماريو مونتي هذا الاسبوع ان ايطاليا
ستطالب بفرض الحظر تدريجيا وستطلب استثناء شحنات النفط التي ترسلها
ايران لسداد ديونها لشركة الطاقة الايطالية ايني.
وقال دبلوماسيون ان هناك مناقشات بشأن جوانب أخرى للحظر ومن غير
المرجح اتخاذ قرار نهائي بسرعة. وتقترح بعض عواصم الاتحاد الاوروبي
مراجعة تأثير العقوبات بعد فترة محددة وامكانية تعليقها اذا ثبت أنها
غير فعالة.
خط أنابيب لتجنب مضيق هرمز
الى ذلك أرجأت الامارات العربية المتحدة تشغيل خط مهم لأنابيب النفط
يهدف لتجنب مضيق هرمز الى منتصف 2012 وهو ما قال محللون انه سيزيد
المخاوف بشأن الامدادات في وقت تهدد فيه ايران باغلاق المضيق أمام نفط
الخليج.
والمضيق هو أهم ممر لنقل النفط في العالم ويربط أكبر منتجي النفط في
الخليج مثل السعودية وايران والعراق والامارات العربية المتحدة
بالأسواق العالمية. ويمر بالمضيق ما يتراوح بين 15 و 17 مليون برميل
يوميا أو ما يقل قليلا عن عشرين بالمئة من الامدادات العالمية وسيتجنب
خط الانابيب الاماراتي الجديد المرور به لينقل أغلب انتاج البلاد أو ما
يصل الى 1.5 مليون برميل الى الأسواق العالمية.
وقال وزير النفط الاماراتي محمد بن ظاعن الهاملي للصحفيين على هامش
مؤتمر للطاقة في أبوظبي ان العمل في الخط شارف على الانتهاء معربا عن
أمله في أن يبدأ التشغيل خلال ستة أشهر بحلول مايو ايار أو يونيو
حزيران. وكان الموعد النهائي السابق لتشغيل مشروع خط أنابيب أبوظبي
للنفط الخام في ابريل نيسان.
وقال الهاملي انه يوجد تأخير بسبب كثرة الاعمال مضيفا أن الامر لا
يقتصر على بناء المشروع ولكن ينبغي أيضا ضخ النفط مضيفا أن طاقة الخط
يمكن أن تصل الى 1.8 مليون برميل يوميا.
وقالت مصادر في قطاع النفط ان الاختبارات الاولية للخط اجريت مضيفة
أن من المقرر تنفيذ أول شحنة من الفجيرة في مايو أيار.
وقال ديفيد ويتش من جي.بي.سي انرجي لاستشارات الطاقة "اعلان ايران
أنها ستقوم بجولة خرى من التدريبات العسكرية في مضيق هرمز في فبراير
أبقى أسعار النفط قرب أعلى مستوياتها في شهرين" مضيفا ان نبأ ارجاء
تشغيل خط الانابيب الاماراتي "يضيف الى المخاوف بشأن الامدادات".
وسيربط الخط حقل حبشان الذي تديره شركة بترول أبوظبي الوطنية بميناء
الفجيرة أحد أكبر ثلاثة مراكز لتموين السفن بالوقود وأحد المنافذ
الرئيسية لتخزين النفط بعيدا عن الخليج ومضيق هرمز.
وتنفذ المشروع شركة الاستثمارات البترولية الدولية المملوكة لحكومة
أبوظبي بينما تقوم شركة الهندسة البترولية والبناء الصينية بالاعمال
الهندسية والتوريدات والبناء. |