حرب في الخليج... إيران بين تحذير أمريكي وتهديد بريطاني

شبكة النبأ: لا تزال الأطراف المتصارعة تتجاذب التهديدات والتحذيرات على ضفاف الخليج العربي، سيما بعد إعلان طهران نواياها عن إغلاق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية في حال شملت العقوبات صادراتها النفطية كما يلوح الغرب.

وفي الوقت الذي يقلل الغرب من أهمية تلك التهديدات تلحظ التصريحات المتشنجة في الولايات المتحدة وبريطانيا، محذرين إيران من محاولة التعرض لخط الملاحة الدولية في ذلك المضيق الحيوي استراتيجيا.

وبين شد وجذب يحذر بعض المحللين على مخاطر ذلك الصراع الذي قد يندلع حرب خلال ثواني، في حال تصادف احتكاك بين القطع البحرية العسكرية التي تتربص بعضها البعض وهي تجوب الخليج، بالاضافة الى الخطر الكامن في حال نفذ احد الاطراف المتخاصمة تهديداته.

ليس لفترة طويلة

فاذا نفذ حكام ايران تهديداتهم باغلاق مضيق هرمز فمن شبه المؤكد أن يحققوا هدفهم في غضون ساعات. لكنهم قد يكتشفون أيضا أنهم أشعلوا صراعا اقليميا عقابيا قد يكونون فيه الخاسر الرئيسي ان لم يستمر الصراع طويلا.

وفي الاسابيع القليلة الماضية حذر مسؤولون عسكريون ومدنيون ايرانيون كبار من أن طهران قد تستخدم القوة لاغلاق مدخل الخليج البالغ طوله 54 كيلومترا اذا فرضت الدول الغربية عقوبات تشل صادرات طهران النفطية.

وخلال مناورات عسكرية استمرت عشرة أيام وأحيطت بدعاية هائلة عرض التلفزيون الايراني الحكومي لقطات لصواريخ على ظهور شاحنات تنطلق صوب المياه الدولية وزوارق حربية سريعة تتدرب على الهجمات وطائرات هليكوبتر تنزل غواصين وأفرادا من القوات البحرية الخاصة.

ولا يعتقد كثيرون أن طهران قادرة على الاستمرار في اغلاق المضيق لفترة تتجاوز بضعة ايام لكن هذا في حد ذاته سيوقف مؤقتا شحن خمس تجارة النفط العالمية مما سيؤدي الى رفع الاسعار ويضر بشدة بالآمال في انتعاش الاقتصاد العالمي. بحسب رويترز.

لكن هذه الخطوة ستؤدي سريعا الى رد انتقامي من جانب الولايات المتحدة وغيرها مما سيوجه ضربة للجمهورية الاسلامية تعيقها عسكريا واقتصاديا. ويقول نيكولاس جفوسديف استاذ دراسات الامن القومي بكلية الحرب التابعة للبحرية الامريكية في رود ايلاند "يستطيعون التسبب في أذى كبير... لكن هذا يتوقف على مقدار الألم الذي هم مستعدون لتحمله." وتابع أنه يعتقد أن طهران لن تلجأ لهذا التحرك الا كملاذ أخير وقال "الاحتمال الارجح هو أن يهددوا لا ان يتحركوا."

ويعتقد الكثير من المحللين أن السبب الحقيقي وراء التهديدات التي وجهتها ايران في الاونة الاخيرة ربما يكون اثناء القوى الخارجية عن فرض عقوبات جديدة والهاء الناخبين الايرانيين عن المشاكل الداخلية المتزايدة قبل الانتخابات التشريعية التي تجرى في مارس اذار.

ووقعت الولايات المتحدة قانونا بعقوبات جديدة على ايران عشية رأس السنة لكن لن يبدأ سريانه حتى منتصف العام كما يبحث الاتحاد الاوروبي اتخاذ خطوات مماثلة ولا يتوقع كثيرون أن تخف حدة الضغوط على طهران.

وقال هنري ويلكنسون رئيس وحدة المعلومات والتحليل بشركة جانوسيان للاستشارات الامنية في لندن "هذا على الارجح ليس تهديدا عسكريا حقيقيا بقدر ما هو محاولة لممارسة ضغط اقتصادي على الغرب واحداث انقسام بين القوى الغربية بشأن العقوبات التي تهدد الاقتصاد الايراني المعتمد على النفط." وأضاف "ايران ليس لديها الكثير لتخسره من توجيه هذا التهديد ولديها الكثير لتكسبه من ورائه."

لكن كثيرين يخشون من أنه كلما زادت الضغوط على ايران وأحكم الحصار من حولها كلما زاد خطر الحسابات الخاطئة. وينظر الى المؤسسة الايرانية الحاكمة على نطاق واسع على أنها تعاني انقسامات عميقة اذ تتطلع بعض العناصر - خاصة الحرس الثوري المتشدد والمسلح جيدا - الى المواجهة اكثر من غيرها.

وقال ضابط كبير بالقوات البحرية لاحدى الدول الغربية طلب عدم نشر اسمه "لا أرى منطقا استراتيجيا لاغلاق المضيق ولا أفهم أيضا الرؤية الايرانية للاعب الحكيم.

"/لكن/ يستطيع المرء أن يكون متأكدا الى حد كبير من أنهم سيسيئون الحكم على رد الفعل الغربي... من الواضح أن قراءتنا صعبة عليهم بقدر ما قراءتهم صعبة علينا." ولا شك أن امكانية احداث فوضى ولو مؤقتا قائمة.

ويحتفظ الاسطول الخامس الامريكي دائما بحاملة طائرات او اثنتين اما في الخليج او على مقربة في المحيط الهندي. وتعي ايران جيدا تفوق القوات العسكرية الامريكية بالمنطقة لهذا تبنت ما يصفه خبراء استراتيجيون بالنهج "اللا متماثل." ويمكن اخفاء الصواريخ التي تحملها شاحنات مدنية على الساحل والاستعانة بمراكب شراعية مدنية صغيرة وزوراق صيد لزرع الالغام كما يمكن اخفاء غواصات صغيرة جدا في المياه الضحلة لزرع "ألغام ذكية" اكثر تطورا وطوربيدات موجهة.

ويعتقد ان ايران بنت أساطيل من مئات الزوارق الهجومية السريعة بما في ذلك زوارق انتحارية سريعة استلهمتها من متمردي نمور التاميل بسريلانكا الذين كانوا يستخدمون هذه الاساليب في صراعهم مع الحكومة. وعلى أسوأ الفروض تستطيع قواتها شن هجمات متزامنة على عدة سفن اثناء عبورها الخليج مما سيؤدي الى احتراق عدة ناقلات وربما سفن حربية غربية ايضا.

ويرى الكثير من المحللين أن السيناريو الارجح هو ان تفرض ايران حصارا وربما تطلق طلقات تحذيرية على السفن وتعلن أنها زرعت ألغاما. وقال جون روزاموند رئيس القسم البحري في مؤسسة (اي.اتش.اس) جينز للنشر والاستشارات "كل ما على الايرانيين أن يفعلوه هو أن يقولوا انهم لغموا المضيق وسيتوقف عبور كافة الناقلات فورا."

وفي ظل احتشاد القوى ضدها يعتقد الكثير من المحللين أن طهران ستبقي المضيق مفتوحا في نهاية المطاف على الاقل لتسمح بتدفق صادراتها النفطية بينما تبحث عن وسائل أخرى لاستفزاز أعدائها.

واذا أرادت ايران تعطيل الشحن فانها تستطيع أن تغلق مناطق من الخليج لفترات قصيرة من خلال اعلانها "مناطق مناورات عسكرية" او ان تسرب النفط "بطريق الخطأ" في الممر المائي الرئيسي او تشن هجوما وحيدا او هجمات كر وفر يسهل انكارها. غير أنه من شبه المؤكد أن تستمر هذه النوعية من التصريحات.

وقال الان فريزر المحلل المتخصص في شؤون الشرق الاوسط بشركة (ايه.كيه.اي) لاستشارات المخاطر ومقرها لندن "هذه ليست المرة الاولى التي نسمع فيها هذه النوعية من التهديدات.

"اغلاق مضيق هرمز هو القضية المثالية التي يمكن الحديث عنها لانه ينطوي على مخاطر أكبر من أن يرغب أحد في حدوثها."

ويقول هنري سميث محلل شؤون الشرق الاوسط في شركة كونترول ريسكس للاستشارات انه يعتقد أن الظرف الوحيد الذي قد يفكر فيه الايرانيون في اتخاذ اجراء من هذا النوع هو اذا شنت الولايات المتحدة او اسرائيل هجوما عسكريا صريحا على منشاتها النووية. وأضاف "حينذاك أعتقد أن هذا سيحدث بشكل تلقائي."

ومضى يقول "الايرانيون يقولون منذ فترة طويلة ان هذا خيار مطروح ولن يكون امامهم خيارات تذكر سوى هذا. بخلاف ذلك (الهجوم على منشآتها) أعتقد أن الاحتمال غير مرجح تماما."

مناورات عسكرية مقبلة

في السياق ذاته اعلن قائد القوات البحرية للحرس الثوري الايراني (باسدران) ان ايران تستعد لاجراء مناورات عسكرية جديدة في وحول مضيق هرمز الاستراتيجي، على خلفية التوتر مع الغرب. ونقلت وكالة فارس للانباء عن الاميرال علي فدوي قوله ان مناورات الحرس الثوري ستجرى من 21 كانون الثاني/يناير الى 19 شباط/فبراير. واضاف ان المناورات ستؤكد ان ايران "تسيطر على مجمل مضيق هرمز وعلى كل التحركات في هذه المنطقة".

وقد يؤدي الاعلان عن هذه المناورات الى زيادة التوتر مع البلدان الغربية وفي مقدمها الولايات المتحدة.

وحذرت البحرية ايضا من انها ستتخذ خطوات اذا ما عادت حاملة طائرات اميركية الى هذه الطريق المائية. وانتقدت الولايات المتحدة "التصرف غير العقلاني لايران". واكدت انها "لن تتساهل مع اي عرقلة للملاحة البحرية في مضيق هرمز". بحسب فرانس برس.

ويجري الحرس الثوري مناورات دورية في وحول مضيق هرمز. ويعود آخرها الى تموز/يوليو 2011، واطلق خلالها الحرس الثوري بضعة صواريخ مضادة للسفن منها صاروخان من نوع خليج فارس الذي يبلغ مداه 300 كلم. وقال الاميرال فدوي ان "المجموعة السابعة من مناورات الرسول الاكبر ستجرى في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز. وستتم بمناورات مختلفة جدا عن المناورات السابقة".

السفن الأمريكية

الى ذلك عمد مسؤول إيراني آخر إلى الإدلاء بدلوه في حرب التصريحات بين طهران والولايات المتحدة حول مضيق هرمز الحيوي، قائلا إن الوجود الأمريكي في الخليج يثير التوتر. ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية عن وزير الدفاع العميد أحمد وحيدي قوله إنه "يجب أن لا يتواجد الأمريكيون في ممر الخليج الفارسي،" واصفا تواجد القوات الأجنبية في الخليج بأنه "ضار ولا ينتج سوى إثارة التوتر في المنطقة."

وقال وحيدي على هامش اجتماع مجلس الوزراء، إن "أمن مضيق هرمز هو من القضايا التي تتابعها إيران، وقد وفرت أمن المضيق على الدوام طيلة الفترات الطويلة الماضية." وأضاف "أن إيران باعتبارها قوة مهمة في المنطقة، لها حق كبير تجاه مضيق هرمز، وستبادر إلى توفير الأمن والاستقرار بهذا المضيق، وستقوم بما يلزم في هذا المجال." ومضى وحيدي يقول "طبعا يحاول العدو إثارة الأجواء تجاه هذه القضايا، ويسعى لتسويق أسلحته إلى مختلف الدول بالمنطقة من خلال تهويل بعض المواضيع." بحسب السي ان ان.

وتصريحات وحيدي هي الأحدث في سلسلة من الحرب الكلامية كان آخرها تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، المخرج الوحيد من الخليج، والذي مر عبره نحو 17 مليون برميل من النفط يوميا في عام 2011، ووفقا لوكالة معلومات الطاقة الأمريكية.

وردا على سؤال حول هي الاجراءات التي ستتخذها إيران، في حال تجاهل القطع البحرية الأمريكية التحذير الإيراني، قال وحيدي "قلنا لهم إن تواجد القوات الأجنبية في الخليج الفارسي، تواجد غير مفيد بل هو ضار.. لذلك نحن طلبنا منهم أن لا يتواجدوا في هذا الممر المائي بالمنطقة."

البنتاغون يؤكد

من جهتها وزارة الدفاع الاميركية اعلنت ان الوجود العسكري الاميركي في الخليج باق رغم التحذيرات الايرانية بهذا الصدد. وقال المتحدث باسم البنتاغون جورج ليتل في بيان "ان الوجود العسكري الاميركي في الخليج الفارسي سيستمر، كما هو الحال منذ عقود".

واضاف المتحدث ان تحركات حاملات الطائرات في الخليج وفي مضيق هرمز نابعة من التزام عسكري اميركي قديم لضمان سلامة العمليات العسكرية الاميركية في المنطقة، وايضا لضمان تطبيق القوانين الدولية التي تنظم حركة التجارة البحرية.

وقال المتحدث الاميركي ايضا "ان مرورنا في مضيق هرمز يتفق مع القوانين الدولية التي تضمن حرية مرور قطعنا البحرية". وتابع "نحن ملتزمون بحماية قواعد التجارة البحرية (...) وهذا من اهم اسباب الوجود العسكري الاميركي في المنطقة".

وكانت حاملة الطائرات الاميركية جون سي.ستينيز المتمركزة في الخليج عبرت مضيق هرمز متوجهة الى بحر عمان خلال المناورات البحرية الايرانية التي دامت عشرة ايام في المنطقة نفسها.

وحذر مسؤول عسكري ايراني الولايات المتحدة من مغبة اعادة حاملة طائراتها الى الخليج. ومما قاله المسؤول العسكري الايراني ان حاملة الطائرات الاميركية ستواجه "القوة الكاملة" للبحرية الايرانية في حال عادت.

بريطانيا ستحذر إيران عسكرياً

من جانبها افادت صحيفة "فايننشال تايمز" أن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند، ووسط دلائل على أن الاتحاد الأوروبي وافق من حيث المبدأ على حظر واردات النفط من طهران هذا الشهر، سيحذّر الإيرانيين من أن المملكة المتحدة سترد عسكريا إذا حاولت ايران اغلاق مضيق هرمز رداً على العقوبات.

وقالت الصحيفة إن بريطانيا ستنضم إلى الولايات المتحدة لتحذير ايران من أن أي اجراء تتخذه لإغلاق مضيق هرمز سيكون غير قانوني وغير ناجح، والتأكيد على أن القوات البحرية في الخليج ستضمن تدفق النفط عبره. ويزور وزير الدفاع البريطاني واشنطن لإجراء محادثات مع نظيره الأميركي ليون بانيتا.

ونسبت إلى هاموند قوله في كلمة سيلقيها في واشنطن بوقت لاحق "إن من مصلحة جميع الدول الإحتفاظ بشرايين التجارة العالمية حرة ومفتوحة وقيد التشغيل، لأن تعطيل تدفق النفط عبر مضيق هرمز من شأنه أن يهدد النمو الإقتصادي الإقليمي والعالمي، وأية محاولة من جانب ايران للقيام بذلك ستكون غير مشروعة وغير ناجحة".

واشارت الصحيفة إلى أن القادة العسكريين البريطانيين يولون اهتماماً حذراً لتهديد ايران باغلاق مضيق هرمز، بسبب وجود قوي للبحرية البريطانية بالمنطقة.

ونقلت عن هؤلاء المسؤولين أن البحرية الملكية البريطانية "تلعب دوراً كبيراً في اسطول القوات البحرية المشتركة التي تتخذ من البحرين مقراً لها والعامل على احتواء الإرهاب والقرصنة بالبحر".

وقالت فايننشال تايمز إن الدبلوماسيين البريطانيين يعتقدون أن هذا التهديد ينبع من شعور ايران بتنامي الضغوط الرامية إلى دفعها للتفاوض بشأن برنامجها النووي، مرجحين احتمال قيام وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة ايران قريباً لإجراء محادثات بهذا الشأن.

الصين تعارض

على الصعيد ذاته اعلنت الصين انها تعارض خطوة "احادية الجانب" من قبل الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي وقع قانونا يفرض عقوبات جديدة على المصرف المركزي الايراني. وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي ردا على سؤال حول قانون العقوبات الاميركية على ايران الذي وقعه اوباما ان "الصين تعارض وضع قانون محلي لطرف ما فوق القانون الدولي وفرض عقوبات احادية الجانب ضد دول اخرى". وتنص الاجراءات الجديدة على السماح للرئيس الاميركي بتجميد اصول كل هيئة مالية اجنبية تتعامل مع البنك المركزي الايراني في قطاع النفط.

عاجزة عن تطوير صواريخ

في حين قالت روسيا إن إيران ليست لديها التقنية اللازمة لبناء صواريخ عابرة للقارات، وذلك في أعقاب تقارير متضاربة أن طهران اختبرت صواريخ طويلة أو متوسطة المدى. وقال فاديم كوفال، المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، لوكالة أنباء انترفاكس إن التقنية الإيرانية " ليست كافية حتى لصنع نماذج أولية". وأضاف كوفال أنه حتى في حال بناء طهران لصواريخ متوسطة أو طويلة المدى فإنها لن تكون جاهزة للاستخدام في القتال في وقت قريب.

وأجرت طهران اختبارات ناجحة لصواريخ، أشارت وسائل إعلام محلية أن لها قدرات بعيدة ومتوسطة المدى - وهي تعريفات تنطبق على صواريخ يصل مداها لـ3500 كيلومتر.

ومع هذا، فإن صاروخ "قادر" ، أحد الصواريخ الثلاثة التي اختبرت أمس الاثنين، يصل مداه القياسي إلى 200 كيلومتر. كما أنه كان من المقرر أن تشمل الاختبارات صاروخ "ناصر" قصير المدى وصاروخ "نور" من طراز أرض-أرض.

وتأتي الاختبارات وسط احتدام التوترات بين إيران والولايات المتحدة، بعد تهديدات سابقة بأن طهران ربما تغلق مضيق هرمز، وهو طريق شحن حيوي للنفط. وشيدت روسيا مؤخرا أول مفاعل وقود نووي إيراني ووقعت اتفاقية نفط جديدة مع طهران، على الرغم من فرض عقوبات دولية على صناعة النفط الإيرانية.

البحرية الاميركية تحرر طاقما ايرانيا

من جهة أخرى اعلن البنتاغون ان البحرية الاميركية حررت 13 بحارا ايرانيا كان قراصنة صوماليون يحتجزون سفينتهم منذ نحو شهر ونصف شهر، واعتقلت 15 قرصانا مفترضا. وقال الاسطول الخامس الاميركي في بيان ان مجموعة من الجنود انطلقوا من المدمرة يو اس اس كيد اثر نداء استغاثة تلقوه من قبطان السفينة وصعدوا على متنها وحرروا طاقمها.

واوضح الكابتن جون كيربي المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين ان التدخل الاميركي حصل على مرحلتين: في المرحلة الاولى، تلقت حاملة الطائرات الاميركية يو اس اس جون ستينيس نداء استغاثة من سفينة كانت تتعرض لهجوم قراصنة. واضاف كيربي "رد (الاميركيون) بارسال مروحية من البارجة يو اس اس موبايل باي"، لكنها لم تتمكن من اعتقال القراصنة الذين اوقفوا هجومهم والقوا بادلة مفترضة في البحر.

وفي وقت لاحق، اورد الاسطول الخامس ان "مروحية اقلعت من البارجة يو اس اس كيد اشتبهت بزورق صغير يجاور السفينة ال مولاي التي ترفع علم ايران. وفي الوقت نفسه، وجه قبطان السفينة نداء استغاثة مؤكدا ان قراصنة يحتجزونه". واضاف البيان انه تم ارسال فريق الى السفينة و"لم يتمكن القراصنة من المقاومة واستسلموا سريعا".

واوضح كيربي ان القراصنة نقلوا على متن حاملة الطائرات فيما استأنفت السفينة الايرانية طريقها، مشيرا الى ان القراصنة المفترضين هم على الارجح صوماليون.

الكويت تحتج

من جانب آخر احتجت الكويت لدى ايران رسميا بعد تصريحات في طهران حول نية الجمهورية الاسلامية انتاج النفط من منطقة الجرف القاري البحرية المتنازع عليها، بحسبما افادت وكالة الانباء الكويتية.

وسلم وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد سليمان الجارالله القائم بأعمال السفارة الايرانية مذكرة احتجاج على تصريحات مدير عام شركة نفظ الجرف القاري الايرانية "بشأن عزم ايران على انتاج النفط في منطقة الجرف القاري بشكل أحادي ما لم يتم التوصل الى اتفاق مع الكويت"، بحسب الوكالة.

وبحسب الوكالة، اكد الجارالله خلال اللقاء "ان المنطقة المتداخلة المذكورة المتنازع عليها هي محل مفاوضات بين الطرفين لترسيمها بشكل نهائي مع التأكيد على ضرورة التزام الطرفين بعدم القيام بأي عمل منفرد في المنطقة حتى يتم ترسيمها بشكل نهائي".

كما جدد الجارالله تأكيد دولة الكويت على "عقد مفاوضات ترسيم الجرف القاري بشكل نهائي". وتجري الكويت مع ايران محادثات منذ اكثر من عشر سنوات لتسوية النزاع حول منطقة الجرف القاري على الحدود البحرية بين البلدين، الا ان هذه المحادثات لم تصل الى نتيجة. والسعودية طرف ايضا في هذا النزاع اذ تتشارك حدودا بحرية مع الكويت.

ويعود النزاع الى الستينات حينما منحت كل من ايران والكويت حق التنقيب في حقول بحرية لشركة البترول الانكلو-ايرانية السابقة والتي صارت الان ضمن شركة بريتيش بتروليوم، ولشركة شل الهولندية الملكية، وهي حقوق تتقاطع في الجزء الشمالي من حقل الدرة. ويقدر احتياطي الغاز القابل للاستخراج من الدرة بنحو 200 مليار متر مكعب.

وتعرضت العلاقات بين البلدين لتوتر بعد ان حكمت محكمة كويتية في ايار/مايو على ثلاثة اشخاص بالاعدام وعلى اثنين بالسجن مدى الحياة بعد ان ادانتهم بالانتماء لشبكة تجسس ايرانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/كانون الثاني/2012 - 14/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م