التلوث البيئي وأساليب الوقاية البدائية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يوضع التلوث البيئي واخطاره اللامحدودة في بداية أي حديث يرافق المعوقات التي تواجه البشرية وهي تواصل تطورها وبناء حضارتها في ظل قفزات صناعية وعلمية هائلة، فقد ساهمت مخلفات الصناعة الحديثة والمواد الثقيلة والملوثات الكيمياوية وغيرها في تأزم الموقف البيئي وزيادة الانبعاثات السامة المؤذية للكرة الارضية، الى جانب قلة الاهتمام والدعم المقدم لحماية الارض، كما ان المعاهدات الدولية التي وقعت لهذا الغرض لم تطبق بنسب عالية من اجل تحقيق الاهداف التي وضعت من اجله، فيما جاءت النتائج العكسية التي المت بالبشر من خلال الاصابات السرطانية والربو والتشوهات الخلقية والعقم لتزيد من حجم الكارثة التي وقع فيها الانسان والبيئة في ان واحد.

دخان عادم السيارت

اذ يقول خبراء بريطانيون ان التنفس في زحمة المرور واستنشاق دخان عادم السيارات يمكن ان يؤدي الى ازمة قلبية، وكشف الباحثون ان خطر الاصابة بالازمة القلبية يزداد لمدة ست ساعات بعد التعرض للدخان ثم يبدا الخطر في الخفوت تدريجيا بعد ذلك، وتقول الدراسة التي نشرت في دورية "بريتش ميديكال جورنال" ان التلوث على الارجح يعجل بالاصابة بالازمة القلبية اكثر منه يسببها بشكل مباشر، الا ان الباحثين يقولون ان التعرض المتكرر للدخان يضر بالصحة عموما ويقصر العمر وهكذا تظل النصيحة كما هي، تجنب دخان عادم السيارات قدر الامكان، وقال البروفيسور جيريمي بيرسون المدير الطبي المعاون في مؤسسة القلب البريطانية التي ساهمت في تمويل الدراسة "توضح هذه الدراسة الواسعة النطاق ان خطر الاصابة بازمة قلبية يزداد بشكل مؤقت لمدة ست ساعات بعد استنشاق كميات كبيرة من عادم السيارات"، ويضيف "نعلم ان التلوث له تاثير سلبي كبير على صحة القلب، ربما لانه يجعل الدم "اكثر كثافة" ما يسهل تجلطه بسرعة ما يجعل المرء اكثر عرضة للازمة القلبية"، ويقول خبير القلب "تظل نصيحتنا للمرضى كما هي، اذا تم تشخيص اصابتك بمرض في القلب فتجنب قضاء اوقات طويلة في مناطق يزداد بها تلوث ناجم عن السيارات، مثل الشوارع المزدحمة او بالقرب منها"، واستندت الدراسة الى السجلات الطبية لحوالى 80 الف مريض بالقلب في انجلترا وويلز مع مفارنة معدلات الاصابة بالازمة القلبية مع معدلات تلوث الهواء.

وهكذا تمكن الباحثون من تحديد مستوى التلوث كل ساعة ومضاهاته باعراض الازمة القلبية في ذلك الوقت لتحديد ان كانت هناك علاقة ام ل، واظهرت الدراسة ان راتفاع معدلات تلوث الهواء مرتبط بحدوث الازمة القلبية وانه يستمر لمدة ست ساعات، وبعد تلك الفترة الزمنية يعود الخطر الى مستوياته الاولى قبل ارتفاع معدل التلوث، وقال كريشنان باسكران، من كلية الطب الاستوائي في لندن والباحث الرئيسي في الدراسة ان النتائج تشير الى ان التلوث ليس مساهما رئيسيا في حدوث الازمة القلبية، وعلى سبيل المثال فان التعرض لمستويات تلوث متوسطة وليست منخفضة يزيد من خطر الاصابة بالازمة القلبية بنسبة 5 في المئة، ويقول "اذا كان للتلوث تاثير فهو انه يعجل بحدوث الازمة القلبية عدة ساعات، فهذه اعراض قلبية ربما كانت ستحدث على اي حال"، لكنه اشار الى ان ذلك لا يعني تجاوز حقيقة ان التعرض المزمن لتلوث الهواء ضار بالصحة، ويوافق البروفيسور بيرسون على ذلك قائلا "الطعام غير الصحي والتدخين عاومل اهم تسهم في حدوث الازمة القلبية، لكن دخان عادم السيارات هو الكريمة فوق الكعكة او القشة التي تقصم ظهر البعير".

الملوثات الكيميائية

فيما أشارت دراسة سويدية للمرة الأولى إلى وجود علاقة بين الملوثات الكيميائية التي نجدها في محيطنا والتصلب العصيدي الذي قد يؤدي إلى أمراض في القلب والشرايين، ومن المعروف أن بعض الملوثات كالديوكسين والمبيدات الحشرية وثنائي الفينيل متعدد الكلور تتكدس في الأنسجة الدهنية وعلى طول الجدران الداخلية للشرايين، ولكن هذه الدراسة التي نشرت في المجلة الأميركية "إنفايرمانتال هيلث برسبيكتيفز" هي الأولى من نوعها التي تشير إلى وجود علاقة بين التعرض لهذا النوع من الملوثات وخطر الإصابة بالتصلب العصيدي، وقضت الأبحاث التي شملت ألف سويدي يعيشون في مدينة أوبسالا (جنوب شرق) بقياس نسبة هذه الملوثات في دمهم وتقييم حالة شرايينهم بواسطة الموجات فوق الصوتية، ولاحظ معدو الدراسة أن الأشخاص الذين رصدت لديهم أعلى نسب من الملوثات في الدم، تأتي شرايينهم الأكثر تصلبا كما يملكون أكبر عدد من المؤشرات المتعلقة بتكدس الدهون على الجدران الداخلية للشرايين، وقالت البروفسورة مونيكا ليند من معهد الطب البيئي "كارولينسكا اينستيتوتت" في ستوكهولم إن "الكثير من هذه المواد ممنوعة اليوم في السويد وفي بلدان عدة في العالم ولكنها لا تزال موجودة في محيطنا نظرا إلى أمد حياتها الطويل جدا"، وأضافت "نستهلك هذه الملوثات مع الطعام الذي نأكله وبما أننا نخرنها، ترتفع نسبتها في أجسامنا مع تقدمنا في العمر". بحسب فرانس برس.

وقود نظيف للسفن

في سياق متصل ينخفض تلوث الهواء الناتج عن أدخنة وانبعاثات السفن المبحرة انخفاضا حادا حينما تعمل السفن بوقود أنظف ذي محتوى كبريت أقل، هذا ما خلصت إليه دراسة قامت بها الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية ومعهد وودز-هول لدراسة المحيطات، وتقتضي نظم وقوانين الانبعاثات الملوثة بولاية كاليفورنيا من السفن أن تتحول إلى استخدام وقود نظيف لدى اقترابها من السواحل، وهكذا، تمكن باحثون من إجراء دراسة على مياه المحيط قبالة ساحل كاليفورنيا المطل على المحيط الهادئ، كما تتطلب ولاية كاليفورنيا من السفن أن تخفض سرعتها مع اقترابها من الشاطئ، وهذان الإجراءان معا أثمرا عن تخفيف في الإنبعاثات بنسبة 90 في المئة في بعض الحالات، وقالت المؤسسات الراعية لهذه الدراسة إن الإستنتاجات لها تداعيات أشمل لأن قوانين مشابهة لتلك التي لولاية كاليفورنيا من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في مياه أميركا الشمالية خلال السنوات القليلة القادمة، ويذكر أن الإدارة القومية للمحيطات والغلاف الجوي تعاونت مع شركة خطوط مايرسك البحرية لإجراء رصد دراسي للانبعاثات، فقد حلقت طائرة تابعة للإدارة فوق سفينة حاويات تابعة لشركة مايرسك حينما كانت تبحر على بعد حوالي 65 كيلومترا من الساحل وتستخدم وقودا ذا محتوى كبريتي عال، وحينما وصلت السفينة إلى داخل نطاق المنطقة منخفضة الانبعاثات، كما يقتضي منها قانون كاليفورنيا، وأبحرت بسرعة أقل حصلت سفينة أبحاث ترعاها إدارة المحيطات مزيدا من عينات الإنبعاثات، وبينت الدراسة أن ثاني أوكسيد الكبريت والمواد الجزيئية تقلصت بصورة دراماتيكية بعد أن تم تشغيل السفينة بالوقود الأنظف، فقد انخفض ثاني أوكسيد الكبريت المنبعث من 49 غراما في كل كيلوغرام وقود إلى 4.3 غرام في كيلو الوقود.

وعن ذلك الإستنتاج قال دانيال لاك، وهو كيميائي في مختبر أبحاث منظمة الأرض التابع لإدارة المحيطات والغلاف الجوي وفي معهد أبحاث العلوم البيئية إن "هذه الدراسة تعطينا فكرة عما يجب أن نتوقعه في المستقبل، وما يجب أن يتوقعه الناس في كاليفورنيا والبلاد وحتى العالم كله، فمن المهم معرفة ما إذا كانت للنظم المفروضة الآثار المتوقعة، والهيئات المنظمة تود أن تعرف وكذلك شركات الشحن البحري والناس"، والنظم التي أدت إلى خفض الإنبعاثات من سفينة شركة مايرسك سارية المفعول قبالة سواحل كاليفورنيا فقط حالي، لكن أنظمة مشابهة وأوسع نطاقا ستدخل حيز التنفيذ في غضون أقل من عام،  ففي آب/أغسطس 2012 ستخضع السفن التي تبحر في مياه قارة أميركا الشمالية لقيود أشد من تلك النافذة في العالم بخصوص أوكسيدات الكبريت وأوكسيدات النيتروجين والمواد الجزيئية، وسيأخذ المعيار الأشد مفعوله نتيجة لتعديل أدخل على نصوص المعاهدة الدولية لمنع التلوث من السفن، والمعاهدة هي اتفاقية حول البيئة البحرية الغرض منها الإقلال إلى أدنى حد من تلويث البحار سواء كان ذلك من خلال إلقاء النفايات في البحر أو تسرب الوقود أو الإنبعاثات، ودخلت المعاهدة حيز التنفيذ في تشرين الأول/أكتوبر 1983 وتشرف على تطبيقها المنظمة البحرية الدولية، وقد انتسبت إلى المعاهدة وأحكامها الأصلية 150 دولة لكن عددا أقل من هذه الدول وقعت على التعديلات التي أقرت في السنوات اللاحقة، كما أن الملاحق المختلفة للمعاهدة حددت معايير لمنع التلوث بفعل سلع مختلفة مثل النفط، والمواد السائلة السامة، والمواد الضارة الموضبة، والقمامة، وتلوث الهواء.

نسب التلوث في السعودية والإمارات

الى ذلك كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية، عن احتلال السعودية المركز الخامس عالمياً من حيث تلوث الهواء، حيث قدرت أن مستوى التلوث يبلغ 143 جراماً في المتر المكعب كما كشف احتلال دولة الإمارات المركز السابع، وتعد السعودية أكبر عضو في أوبك حيث تنتج حوالي تسعة ملايين برميل يومياً من النفط، ووفقاً لصحيفة "سبق" الإلكترونية السعودية، ذكر التقرير أن التلوث ظاهرة تتزامن مع النمو الاقتصادي السريع، خاصة في الدول النفطية بمنطقة الخليج، حيث جاءت الإمارات في المركز السابع بمستوى تلوث يبلغ 132 جراماً في المتر المكعب، وإيران في المركز الثامن بـ 124 جراماً، والكويت في المركز العاشر بـ 123 جراماً في المتر المكعب، ونقلت شبكة "سي بي إن سي" على موقعها، عن التقرير "إن النمو الشديد في الصناعات النفطية بالسعودية خلال العقود القليلة الماضية، وصاحبه زيادة في تلوث الهواء على سواحلها التي تبلغ 3500 كيلو متر"، وأضاف التقرير "إن صناعات البتروكيماويات والطاقة على سواحل المملكة، أدت إلى زيادة ضخمة في الصرف الصحي، والتلوث النفطي والكيميائي، كما تعاني المملكة من مستويات مرتفعة من عوادم السيارات، التي تعد مسؤولة عن نحو 50 بالمائة من تلوث الهواء في المملكة، أيضاً ساهم المناخ الصحراوي الجاف ونشاط الرياح في المملكة، في انتشار أمراض الجهاز التنفسي"، وقال التقرير "إن الحكومة السعودية زادت جهودها لمكافحة تلوث الهواء بالمملكة، فقد أعلنت مجموعة (ألستوم) الفرنسية، شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، عقد بعدة ملايين من الدولارات، لإمداد المملكة بآليات تخفيض الانبعاثات الكربونية من محطات الطاقة، في مدينة رأس تنورة"، أيضا، أعلنت السعودية، في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أول مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية، يوفر نحو 28 ألف برميل من النفط سنوياً.

المعادن الثقيلة الصينية

من جهته قالت تقارير ان نحو عشر الاراضي الزراعية الصينية ملوثة بالرصاص والزنك ومعادن ثقيلة اخرى لمستويات "لافتة للنظر" تتجاوز الحدود الرسمية، ونقلت صحيفة سذرن متروبوليتان اليومية عن وان بينتاي كبير مهندسي وزارة حماية البيئة الصينية قوله ان مسحا للملوثات الصلبة خلص الى ان المعادن الثقيلة المتصاعدة من مداخن المصاهر والنفايات يعني ان "في المجمل نحو عشرة في المئة من المزارع لديها مشكلات لافتة للنظر من تجاوز مستويات المعادن الثقيلة الحدود" الحكومية، وقال التقرير ان وان ابلغ اجتماعا في مدينة قوانغتشوه عاصمة اقليم قوانغدونج في جنوب الصين "كان يوجد بشكل مستمر في السنوات الاخيرة تفجر لتلوث المعادن الثقيلة وخلال الفترة من يناير وحتى فبراير وحدها وقع 11 حادثا تضمن تسعة منها معدن الرصاص"، وادى اقبال الصين الشره على المعادن الى تحويل التلوث الذي تسببه المعادن الثقيلة الى احد مصادر القلق العام على نطاق واسع واحتجاجات بين الحين والاخر، ويمكن ان يؤدي التعرض للرصاص والمعادن الثقيلة الاخرى الى الحاق الضرر بالاعصاب وبانظمة الانجاب والكلى ولاسيما بين الاطفال من بين مشكلات اخرى، وتقدر الحكومة الصينية ان الصين بها 1.22 مليون كيلومتر مربع من الاراضي الزراعية وتقول ان حماية هذه الاراضي تمثل اولوية، ولكن مناطق ريفية كثيرة تدعم المصاهر والمسابك التي تسرب التلوث الى التربة وامدادات الماء، والصين هي اكبر مستهلك للرصاص المنقى وتشكل صناعة البطاريات 70 في المئة من هذا الاستهلاك الذي من المرجح ان ينمو الى 4.1 مليون طن في 2011. بحسب رويترز.

مادة مضافة

على صعيد مختلف عثر على مادة مضافة مخصصة للوقود في الجل الذي تصنع به رمامات ثديية من إنتاج الشركة الفرنسية "بي إي بي"، التي هي في قلب فضيحة صحية عالمية على ما كشفت إذاعة "أر تي أل" مؤخر، وبحسب الإذاعة، تحتوي الرمامات على مزيج من المواد التي تنتجها مجموعات كيميائية صناعية لم يتم فحصها سريريا في ما خص أذيتها المحتملة على جسم الإنسان، ومن بين تلك المواد، تأتي مادة "بايزيلون" وهي مخصصة للوقود بالإضافة إلى مادتي "سيلوبرين" و"رودورسيل" المستخدمتين في صناعة المطاط، وقد تسببت هذه المنتجات بتلف رمامات، وأعلن الطبيب الاستشاري لدى جمعية خاصة بحاملات رمامات "بي إي بي" ويدعى دومينيك-ميشال كورتوا، أنه "وبحسب الوكالة الفرنسية للأمن الصحي الخاص بالمنتجات الصحية، الجل غير مناسب وهو يستخدم في الصناعات الغذائية والمعلوماتية"، وأضاف أحد وكلاء المدعيات فيليب كورتوا "لم نكن نعتقد بأن الجل يحتوي على مادة مضافة مخصصة للوقود، لذا نحن نطالب بتحليل رمامات تحملها المريضات".وتحاليل الوكالة لم تطل بحسب ما يقول سوى رمامات تم ضبطها خلال عملية تفتيش أجريت في مصنع "بي إي بي" في آذار/مارس من العام 2010، ويرى كورتوا أنه لا بد من إجراء تحاليل خارج الأراضي الفرنسية أيضا، بعدما أشارت الصحافة البريطانية عن تلف عدد من الرمامات الثديية "بي إي بي" أكبر بكثير من المعدل، وكانت مؤسسة "بي إي بيه" التي أفلست في آذار/مارس 2010، تصنع حتى 100 ألف رمامة سنوي، و84% من تلك الرمامات كانت معدة للتصدير، خصوصا إلى أميركا اللاتينية وأسبانيا وبريطاني، وتتم ملاحقة مؤسس "بي إي بي" جان-كلود ماس في فرنسا على خلفية تحقيقين قضائيين يتعلقان ب"غش خطير" و"القتل غير العمد"، أما في إيطاليا فهو يلاحق على خلفية "احتيال تجاري" و"بيع منتجات تشكل خطرا على الصحة". بحسب فرانس برس.

وسائل بدائية

من جهة اخرى وعندما يتصاعد الدخان الاسود من مدخنة مصفاة لتكرير النفط تقع على الجانب الاخر من الطريق لا تتوافر لايرما لي ايلاس (78 عاما) الا طريقة واحدة لوقاية رئتيها المصابتين بالربو من هذا الهجوم السام، "اغلاق الباب" على ما تقول، ففي جنوب الولايات المتحدة تسجل ولاية تكساس اعلى انبعاثات للغازات المسببة لمفعول الدفيئة في البلاد، وهذا المستوى القياسي عائد الى احتراق الفحم في مصانع انتاج الكهرباء في اقتصاد يستند خصوصا على الصناعات "القذرة" الملوثة مثل النفط والبتروكيميائيات، ما يضر بصحة السيدة ايلاس جزء من المشهد العام والكثير من وجهاء الولاية مثل الحاكم والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ريك بيري يرون فيه مجرد فولكلور محلي، فقد قال هذا الاخير قبل فترة قصيرة انه سيلغي وزارة البيئة في حال دخوله البيت الابيض، ويشدد معارضوه على ان التشريعات متساهلة وعمليات التدقيق غير فعالة فيما لا يتم تحفيز الشركات على احترام القواعد البيئية اذ ان الغرامات الزهيدة جدا نادرا ما تطبق، وترد هيئات المراقبة التابعة للدولة قائلة ان النتائج على ارض هي الطريقة الفضلى لتقييم فعالية الاجراءات البيئية، وقال تيري كوسن الناطق باسم "تكساس كوميشن اون انفايرمنتال كواليتي"، "اذ كان كل ما تتقدمون به صحيحا فان نوعية الهواء في تكساس لن تتحسن ابدا"، لكن في حال تراجعت فعلا انبعاثات غازات الدفيئة فانها لا تزال عند مستويات مثيرة للقلق خصوصا وان هناك مصادر انبعاثات عشوائية. بحسب فرانس برس.

ففي العام الماضي سجلت 2553 "حالة انبعاثات" عشوائية ادت الى انبعاث 2،73 مليون طن من الملوثات في الجو، وقد قامت الدولة بملاحقات في 123 من هذه الحالات وحررت محضر مخالفة في 172 حالة اخرى، وقرار شركة "بريتيش بتروليوم" النفطية بالاستمرار في عمليات التكرير بعد حريق في منشأتها في تكساس سيتي ما اطاح بعمليات مراقبة التلوث لمدة 40 يوما العام المضي، وكان من الحالات القليلة التي سعت فيها السلطات الى فرض عقوبات تتجاوز الغرامة العادية التي تكون محدودة بعشرة الاف دولار يومي، الا انه على صعيد هذه القضية، لم تخذ اي اجراء للطب من "بي بي" وقف نشاطها بدلا من الاكتفاء بحرق انبعاثات الغاز او لرفع تقرير الى السلطات المحلية حول تطور التلوث، ويقول كن كرامر مدير فرع المنظمة المدافعة عن البيئة "لون ستار تشابتر اوف ذا سييرا كلوب" في تكساس ان "التشريعات متساهلة جدا على صعيد البيئة والناس المكلفون مراقبة الوضع لا يفلعون ذلك بطريق مناسبة"، وبسبب هذا الوضع اخذ سكان مدينة بورت آرثر التي تسمم مصافي النفط القديمة اجواءها، الامر على عاتقهم.

فقد تسلحت مجموعة صغيرة من الناشطين البيئيين باجهزة لقياس نوعية الهواء مصنوعة من ادلة واكياس بلاستيكية لاخذ عينات لتحليلها في مختبرات مستقلة، وقد حقق هؤلاء حتى الان بعض الانتصارات الكبيرة مثل ارغام شركة "موتيفا" على اعتماد اجراءات مراقبة جديدة للتلوث وتمويل فحص سنوي لنوعية الهواء وتأسيس صندوق للتنمية الاقتصادية بقيمة 3،5 ملايين دولار، الا ان الاطفال لا يزالون يقعون ضحية الامراض في حين يرجئ اصحاب المصانع عمليات الصيانة التي تسمح بخفض تواتر انبعاثات المواد السامة في الجو، ويقول الناشط هيلتون كيللي "ثلاث مرات في الشهر على الاقل يصاب احد هذه المصانع بخلل يؤدي الى انبعاث اطنان من المواد السامة في الجو"، ويضيف "في غالبية الاحيان تدير السلطات وجهها وتقول لنا ان الامر غير مهم، حتى لو اضطر السكان الى وضع منشفة صغيرة مبللة على وجههم ليتمكنوا من التنفس"، ويقلق هيلتون كيلي من انعكاسات الوضع على المدى الطويل، لكن في الوقت ذاته لا يدعو الى الى اغلاق مصانع تكرير النفط التي توفر وظائف لكثيرين في المنطقة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/كانون الثاني/2012 - 13/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م