التراث الفني للانسان... مقياس متجول بين العصور

 

شبكة النبأ: يزخر التأريخ البشري بالكثير من التحف واللوحات والجداريات والقطع الفنية المختلفة التي كانت نتاجاً للأبداع البشري والذوق الانساني الطامح نحو البحث عن الجمال وصنع الحياة، وهذا ما خلد الاثر الانساني والمراحل التي مر بها كما اصبحت مثالاً حياً وشاهداً على التطور الثقافي الذي بات يقاس بالعصور الفنية المختلفة وتنوع الحضارات واسلوبها الخاص وهويتها المعرفية المميزة لها عن الحضارات الاخرى.

وفي خضم التطور البشري في مختلف المجالات، اصبح من المهم ان يقف الانسان –في بعض الاحيان- للتأمل والتمتع في الابداعات والنتاجات الانسانية الراقية والتي جمعت اغلبها في متاحف تاريخية ودور للعرض الفني وبعض المزادات العالمية التي لا تتوانى عن بيع اللوحات الفنية العائدة لرسامين كبار بملايين الدولارات، وكذلك ما يقع بين يدي جامعي الاثار والتحف النادرة من قطع اثرية.   

روائع الفن الاسلامي

حيث تعرض حوالى 1200 قطعة فنية تستعيد 13 قرنا من تاريخ الاسلام في نيويورك في قاعات جديدة مكرسة "للعوالم العربية" فتحت ابوابها امام الجمهور في متحف "متروبوليتان ميوزيوم" (ميت) بعد عملية ترميم استمرت ثماني سنوات، وكرست 15 قاعة موزعة بحسب المناطق الجغرافية من تركيا وايران وآسيا الوسطى الى شمال افريقيا واسبانيا وشبه القارة الهندية لتبرز "ان كل منطقة وثقافة عبرت بقوة عن هويتها الفنية خلال الحقبة الاسلامية رغم هذا الارث المشترك" على ما جاء في كتيب المتحف، واختيرت القطع المعروضة من بين 12 الف قطعة متواجدة في مجموعات المتحف، وهي شاهدة على روعة الثقافة الاسلامية في قطاعات جمة. في العلوم مثلا من خلال اسطرلاب يعود الى القرن الثالث عشر وفي الهندسة من خلال مشربيات هندية خشبية وفي النحث مع تماثيل مصنوعة من الجص ارتفاعها 1،5 متر تعود الى القرن الحادي عشر ومصدرها ايران، وتعرض ايضا نسخ قديمة جدا للقرآن مكتوبة بخط عربي رائع فضلا عن سيوف نصابها من العاج ومرصعة بالذهب والفضة والياقوت، يضاف الى ذلك سجاد رائع يزيد عرض القطعة منه على العشرة امتار مع رسوم هندسية كبيرة مثل سجادة "سيمونيتي" التي حيكت باليد في القرن السادس عشر فضلا عن عقد زواج مصنوع من الذهب مصدره الهند. بحسب فرانس برس.

وتوضح احدى امينات متحف "ميت"، ميشتيلد باومايستر خلال زيارة نظمت للصحافيين في تصريح له "اظن ان هذه القاعات تسمح بفهم افضل للتفاعل والعلاقة المعقدة التي قامت بين الثقافات المختلفة والفن الاسلامي"، وتتابع قائلة "اذا ما فكرنا بالفن في هذه القاعات فاننا نتكلم عن 13 قرن، ومن المهم العودة بالزمن لفهم تطور ثقافة وتطور اسلوب والتفاعل بين الثقافات، فلا شيء يقوم بشكل منعزل"، ومن اروع القطع المعروضة في هذه القاعات الجديدة التي كلف ترميمها 50 مليون دولار، قاعة استقبال في دارة كبيرة في دمشق تعود الى القرن الثامن عشر وهي معروضة كما كانت في الاصل في العاصمة السورية، والارضية رخامية مع رسوم هندسية واريكات حمراء مخملية رائعة موزعة هنا وهناك وجدران وسقف مكسوة بالخشب مع كتابات قرآنية وزخرفات عربية، وتؤكد باومايستر "انها احدى الروائع التي تحويها هذه القاعات" موضحة ان نقل القاعة التي كانت قبل ذلك معروضة في قسم مكرس للفن العثماني "شكل تحديا لوجيستيا فعليا"، ويشكل صحن دار مغربية في القاعة المخصصة لاسبانيا وشمال افريقيا وغرب المتوسط احدى الروائع الاخرى التي تحويها هذه القاعات ويعطي الانطباع بزيارة قصر الحمراء في غرناطة (جنوب اسبانيا).

اللوفر يلتحق بالتطور التكنولوجي

من جهته يسرع متحف اللوفر عملية التحول الرقمي مع اعتماده اجهزة العاب ثلاثية الابعاد لتوجيه الزائر وموقع انترنت محدث ومبسط وتطبيقات جديدة للهواتف الذكية واجهزة "آي باد" فضلا عن اجراءات متعددة الوسائط، مما يعكس ارادة المتحف للتوجه الى جمهور اوسع، ويشدد هنري لويريت رئيس اللوفر "ان التطور الرقمي اصبح رهانا استراتيجيا للمتاحف، تغيرت الاستخدامات، والتقنيات الجديدة تؤمن لنا الفرصة لتوسيع نطاق المتحف وبناء علاقة طويلة الامد مع زوارنا"، والمغامرات الرقمية الجديدة للمتحف الذي يستقبل اكبر عدد من الزوار في العالم (8،5 ملايين زائر سنويا) ستعتمد تدريجا في الاشهر المقبلة، اما التحديث الاكبر والاكثر ترفيها فهو استبدال اجهزة التوجيه الصوتية باجهزة "نينتندو 3 دي اس" محمولة اعتبارا من اذار/مارس، وتقول انييس الفانداري مسؤولة دائرة الوسائل المتعددة الوسائط في اللوفر "اننا اول متحف في العالم يخطو هذه الحطوة"، ووقع المتحف شراكة مع مجموعة "نينتندو" اليابانية التي ستوفر له خمسة الاف من اجهزة "3 دي اس" التي اطلقت قبل اشهر قليلة، وهذا الجهاز المتطور يستخدم تكنولوجيا حديثة تسمح برؤية ثلاثية الابعاد من دون نظارات، ويمكن للزائر مع هذا الجهاز الذي يضعه حول عنقه ان يجد طريقه في المتحف الشاسع حيث يسهل للمرء ان يضيع، ويمكنه ان يختار مسارات والاستماع الى مئات التعليقات حول الاعمال المعروضة، وستعرض مسارات معينة على الاطفال ايضا. بحسب فرانس برس.

وسيكون الدليل المتعدد الوسائط بالابعاد الثلاثة هذا متوافرا ايضا بسبع لغات وفي لغة الاشارات كما هي الحال الان باجهزة التوجيه الذاتية، اما الكلفة على الزائر لايجار الجهاز المحول هذا فستكون مماثلة او اقل حتى من كلفة ايجار جهاز التوجيه الذاتي الحالي اي ست يورو، ويباع هذا الجهاز في المتاجر بسعر 150 يورو تقريب، ولتجنب عمليات السرقة ستكون الاجهزة محدودة تكنولوجيا وعلى الزائر ان يترك بطاقة هوية في مقابل ايجاره، واجرى متحف اللوفر دراسة معمقة ايضا لاعادة النظر بموقعه الالكتروني "لوفر.فر" لجعله "أكثر حرارة" على ما تشدد الفانداري، وقد تم تطوير الصور واشرطة الفيديو والمعلومات العملية في هذه النسخة الجديدة من الموقع التي اطلقت في مطلع كانون الاول/ديسمبر، وتوضح المسؤولة "نحاول ان نبسط زيارة هذا القصر الضخم لكي يشعر الزائر بالراحة"، وتلقى موقع اللوفر 12 مليون زيارة خلال العام 2010 "وقد يرتفع العدد هذه السنة"، الا انه يحل في المرتبة الرابعة فقط بين المتاحف العالمية من حيث عدد الزيارات الى موقعه الالكتروني بعد متروبوليتان ميوزيوم في نيويورك (ميت) ومتحف "تايت" في لندن ومتحف الفن الحديث في نيويورك (موما)، وتقول الفناداري "لدينا هامش تقدم ولا سيما على صعيد الزوار الاجانب" للموقع، ويعكف المتحف ايضا على تحسين التطبيقات لاجهزة النقالة مثل الهواتف الذكية (مجاني) وللاجهزة اللوحية (2،99 يورو)، ويمكن للزائر ان يحضر زيارته من خلال تحميل معلومات (مدفوعة) على هاتفه النقال مما يسمح له بالحصول على توجيهات خاصة، وبدأت تظهر وسائل متعددة الوسائط تدريجا في بعض قاعات المتحف، فالجناح الجديد للفنون الاسلامية الذي سيفتح ابوابه في صيف العام 2012، سيتضمن حوالى ثلاثين من هذه الوسائل لتسهيل استكشاف هذه الاعمال ومنها خرائط تفاعلية ومناقشات مع خبراء وجلسات حول عمل الحرفيين.

ثماني ساعات لرؤية لوحة!

الى ذلك انتظر هواة الرسم ثماني ساعات الاثنين لرؤية لوحة "السيدة وحيوان القاقم" لليوناردو دا فنشي في اليوم الأخير من عرضها في برلين، واصطفت الحشود أمام متحف "بود ميوزيم" منذ الفجر، وقال أحد موظفي المتحف أن "أول الواصلين هي امرأة أتت بين الساعة الرابعة والخامسة فجر، وقد يقف الوافدون في الطابور حتى منتصف الليل أحيانا"، وبعد برلين، ستعرض اللوحة في متحف "ناشونال غاليري" في لندن في إطار معرض كبير مخصص لليوناردو دا فنشي يفتح أبوابه في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، وتعتبر لوحة "السيدة وحيوان القاقم" واحدة من اللوحات الأربع المشهورة لليوناردو دافنشي التي رسم فيها بورتريهات نساء، إلى جانب لوحات "موناليزا" و"جينيفرا دي بنشي" و"لا بيل فيرونيير"، وبعدما عرضت اللوحة في مدريد في الربيع الماضي، تم نقلها إلى معرض "وجوه عصر النهضة، روائع فن رسم الوجوه الايطالي" الذي يستمر حتى 20 تشرين الثاني/نوفمبر في برلين، واستقطب المعرض 175 ألف زائر منذ 25 آب/أغسطس، وعلى الرغم من أن عدد الزائرين كان هائلا إلا أنه من الطبيعي الانتظار ست ساعات قبل التمكن من الدخول، ويسمح بدخول 300 شخص فقط إلى المعرض دفعة واحدة، وفي ربيع العام 2012، سستعود اللوحة إلى كراكوف (جنوب بولندا) ولن تغادر بولندا طوال عشر سنوات، ويعتقد أن اللوحة المرسومة على الخشب تمثل سيسيليا غاليراني عشيقة لودوفيك سفورتساالذي كان دوق ميلانو وهي ملك لمتحف أمراء تشارتوريسكي في كراكوف. بحسب فرانس برس.

لوحتين مسروقتين من أعمال بيكاسو

فيما قالت وزيرة الداخلية في صربيا ان الشرطة عثرت على لوحتين للفنان الاسباني بابلو بيكاسو سرقتا في 2008 من معرض في سويسر، وأبلغت وزيرة الداخلية ايفيكا داسيتش الصحفيين ان الشرطة عثرت على لوحتي (رأس الحصان) Tete de Cheval و(الكأس والجرة) Verre et pichet في بلجراد، ونقلت وسائل الاعلام الصربية عن داسيتش قولها "عثر على اللوحتين في اطار تعاون وثيق مع الشرطة السويسرية"، وسرقت اللوحتان -التي تقدر قيمتهما بملايين الدولارات- من قاعة للعرض في بلدة قريبة من زوريخ، وقالت وزارة الداخلية انها لم تقم باي اعتقالات وامتنعت عن تحديد المكان الذي عثر فيه على اللوحتين، وقال ميلوراد فليوفيتش رئيس الشرطة الصربية "نحن الان نحاول التحقق من هوية الذين ادخلوا اللوحتين الى صربيا ومتى وكيف تم ذلك". بحسب رويترز.

مزادات مهمة

من جهة اخرى تعتمد دارا "كريستيز" و"سوذبيز" للمزادات على بيكاسو وماتيس وغيرهما من عمالقة الفن الحديث لدعم مزادات نيويورك والتي يتوقع أن تجمع ايرادات لا تقل عن 400 مليون دولار، وتفتتح "كريستيز" موسم المزادات مع لوحتين رسمهما الفنان الاسباني الكبير بيكاسو في الثلاثينيات وهما "فام اوندورمي" (امرأة نائمة) و"تيت دو فام أو شابو موف" (رأس امرأة ترتدي قبعة ليلكية)، وتقدر "كريستيز" ثمن اللوحتين ما بين 12 و18 مليون دولار وتراهن على اجمالي ايرادات يتخطى 215 مليون دولار في هذا اليوم وحده، وأوضحت دار المزادات البريطانية أن "بيكاسو يبقى المفضل لدى جامعي التحف الفنية في العالم، وباعت كريستيز أربع تحف لبيكاسو باسعار تجاوزت 15 مليون دولار منذ مطلع السنة"، ولكن نجمة المزاد ستكون منحوتة لديغا باسم "بوتيت دانسوز دو كاتورز آن" (راقصة صغيرة عمرها 14 عاما) التي قد يترواح ثمنها بين 25 و35 مليون دولار، وستدخل "سوذبيز" المزاد مع لوحة "لوباد" (الاصبوحة) لبيكاسو التي يقدر ثمنها بين 18 و25 مليون دولار والتي يظهر فيها الرسام نفسه بملامح شابة وهو يحاول ايقاظ امرأة عاري بعزف الفلوت له، وتعكس هذه اللوحة التي تعود إلى الستينيات أهواء الرسام الطاعن في السن، ويقول ديفيد نورمان رئيس قسم الفنانين الانطباعيين في دار "سوذبيز"، "كان بيكاسو يخاف كثيرا من الموت. بحسب فرانس برس.

وبالنسبة إليه، الحياة تعني الرسم والجنس"، وتأمل دار المزادات الأميركية جمع 185 مليون دولار على الأقل، علما أن العرض "مرتفع قليلا على صعيد عدد القطع، ما يعكس ربما ثقة أكبر" للسوق، ويضم المزاد أيضا منحوتة "نو دو دو" (عارية الظهر) البرونزية لماتيس يقدر ثمنها بين 20 و30 مليون دولار، وتشكل هذه التحفة الفنية جزءا من أربع منحوتات لم تحظ بالاهتمام بسبب سعرها عندما حاولت مؤسسة "برنيت" (تكساس، جنوب) بيعها مجتمعة، ويقول نورمان إن المنحوتات "لقيت اهتماما كبيرا ولكن السعر المطلوب تخطى قدرات السوق"، وبالتالي، سيتم هذه السنة بيع كل منحوتة من المنحوتات الأربع على حدة، ويقول المسؤول عن "سوذبيز" إن سعرها سيتراوح بين "20 و30 مليون دولار، إنه مقبول" نظرا إلى وضع السوق حالي، ومن بين التحف المرتقبة جدا ايضا لوحة رائعة ريفية الطابع لغوستاف كليمت اسمها "ليتزلبرغ أم أتيرسي" وقد يتخطى ثمنها 25 مليون دولار، وتتوقع "كريستيز" و"سوذبيز" تسجيل طلب مرتفع عند تنظيم مزادات الفن المعاصر الذي تعتمدان فيه استراتجيات مختلفة، ويقول توبياس ميير مدير قسم الفن المعاصر إن "سوذبيز" "لن تركز على الفن الشعبي (بوب آرت)"، وبالتالي سيرتكز المزاد على الرسم والألوان وسيضم فنانين من أمثال كليفورد ستيل وغيرهارد ريختر وفرانسيس بايكون ومارك روتكو، أما "كرسيتيز" فستركز على ال"بوب آرت" بعرض أعمال لروي ليشتنشتاين ("آي كان سي ذي هول روم، أند ذرز نوبودي إين إيت") وآندي وارهول ("سيلفر ليز" و"فور كامبلز سوب كانز") وغيرهارد ريختر ("فرو نيبينبرغ").

في التاسعة من عمره

على صعيد مختلف غالباً ما يكتفي الأولاد في التاسعة من العمر بتعليق رسومهم على جدران منازلهم لكن البريطاني كيرون وليامسون شذ عن القاعدة اذ نجح بفضل مهاراته في تقليد أهم اللوحات الفنية وباع قسماً كبيراً منها محققا أكثر من 170 ألف دولار، وأفادت صحيفة «دايلي مايل» البريطانية ان وليامسون (9 سنوات) باع حتى الآن 33 لوحة رسمها بـ176 ألف دولار، ومازال لديه لوحات معروضة للبيع مقابل 168 الف دولار، ولفتت الى ان مبيعات لوحات الصغير ساعدت عائلته في شراء منزل جديد يقيم فيه الآن مع والدته ووالده وأخته، بعدما كانوا يقيمون في منزل مستأجر، وكشفت والدة الصبي ميشيل ان لدى ابنها النابغة حوالي ألف رسم في المنزل، بينها 50 أنجزت، وأضافت ان ابنها «ينتقل كل 3 أشهر الى مرحلة جديدة»، ومهاراته تتطور باستمرار، ويشار الى انه في أغسطس 2010 بيعت 33 لوحة لكيرون خلال أقل من 30 دقيقة بـ176 ألف دولار، وابرز اللوحات التي يعرضها للبيع الآن هي لمسجد السلمانية بمدينة اسطنبول التركية، ويذكر ان الصبي لم يغادر بريطانيا يوماً وهو يختار لوحاته من صور يبحث عنها عبر الانترنت وأطلق عليه لقب «مونيه الصغير» نسبة الى الرسام الفرنسي الشهير جان كلود مونيه. بحسب يونايتد برس.

رسوم لها ثمن

من جانبه بيع رسم نادر انجزه الرسام الفرنسي هنري ماتيس بقلم اللباد ويمثل وجه احدى النساء اللواتي كان يتخذهن موديلا بعنوان "انطوانيت"، في مزاد علني في بلوا (الوسط الغربي) بسعر 32600 يورو، وهذا البورتريه هو لانطوانيت ارولد التي كان يتخذها الرسام موديلا مع اثنين اخرتين وقد التقاها خلال "مرحلة نيس" بين عامي 1919 و1920، وكان سعره مقدرا بين 12 الف و20 الف يورو، وقد اشترته الاحد غاليري فنية باريسية بسعر 32600 يورو، وقالت مفوضة المزاد ماري-اديت بوس-كورنيه التي ادارت عملية البيع في مقر بلدية بلوا ان من النادر جدا ان تعرض رسوم لماتيس للبيع في مزادات والرسم المقترح كان الاول من نوعه في فرنسا.والرسم المنجز بقلم اللباد طوله 37 سنتمترا بعرض 28 سنتمترا وكان في علية صاحبه الحالي وهي "عائلة بسيطة جدا" تقيم في المنطقة وقالت بوس-كورنيه ان "المالك الحالي ورث الرسم عن عمة عملت لدى الرسام وتلقت هذا الرسم مكافأة على خدماتها"، وخلال المزاد ايضا بيع معبد ياباني صغير منمنم مصنوع من البرونز والفضة يبلغ ارتفاعه 44 سنتمترا ويعود الى نهاية القرن التاسع عشر، بسعر 195 الف يورو وقد اشتراه مواطن بريطاني. بحسب فرانس برس.

فيما بيعت لوحة للرسام السويسري فردينان هولدر (1853-1918) تمثل منظرا لبحيرة ليمان خلال مزاد في زيوريخ بسعر 7،13 ملايين فرنك سويسري (5،74 مليون يورو) على ما اعلنت دار سوذبيز للمزادات العلنية، وكان سعر هذه اللوحة التي رسمت في العام 1904 مقدرا بين ثلاثة وخمسة ملايين فرنك سويسري، من جهة اخرى بيعت لوحة للرسام السويسري البير انكر (1831-1910) المشهور ببورتريهات الاطفال، بسعر قياسي لهذا لفنان بلغ 6،13 ملايين فرنك سويسري (4،96 ملايين يورو)، وبلغ مجموع عائدات مزاد سوذبيز المخصص للفن السويسري 17،41 مليون فرنك سويسري (14،10 مليون يورو)، كما بيعت لوحة "معركة الكرنفال والصوم" الزيتية للفنان بييتر الثاني بروغيل لو جون في مزاد علني نظمته دار كريستيز في لندن بحوالى سبعة ملايين جنيه اتسرليني وهو سعر قياسي لهذا الفنان الفلمنكي من عصر النهضة، واللوحة التي تمثل تعارضا بين شخصيات شرسة تشارك في كرنفال واخرى اكثر رصانة تصوم بيعت بسعر ستة ملايين و873 و250 جنيها استرلينيا (10،6 ملايين دولار)، وقالت دار كريستيز في بيان ان "عمل بييتر بروغيل هو نسخة مفسرة من الاجمل عن لوحة والده بييتر بروغيل، واللوحة التي بيعت هي من بين خمس نسخ معروفة للوحة انجزها الابن".

اعمال فنية مزورة

من جانب اخر ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" ان لوحات تباع احيانا بملايين الدولارات في غاليري فنية في نيويورك قد تكون مزورة موضحة ان السطات الفدرالية فتحت تحقيقا حول عمليات الاحتيال هذه المستمرة منذ عدة سنوات، واشارت الصحيفة خصوصا الى لوحات للفنانين التعبيريين التجريديين جاكسون بولاك وروبرت موذيرويل اشترى جامع بريطاني احداها بسعر 17 مليون دولار، ووردت غالبية هذه الاعمال الى السوق عبر تاجرة فنون غير معروفة جدا من لونغ ايلاند تدعى غلافيرا روزاليس التي كانت تقول انها وصلتها من وريث جامع تحف فنية لا يريد الكشف عن اسمه، وبعض هذه اللوحات بيع عبر آن فريدمان رئيسة غاليري شهيرة في نيويورك "نودلر اند كومباني" التي اغلقت ابوابها مؤخراً فجأة بعد 165 عاما من العمل في هذا المجال، وبيعت اعمال اخرى في قاعات عرض فنية اخرى عبر تاجر الفن المستقل المعروف جوليان فايسمان الذي كان يمثل موذيرويل عندما كان لا يزال على قيد الحياة، وتقدم جامع التحف الفنية البريطاني بيار لاغرانج الذي اشترى لوحة "انتايتلد 1950" لبولاك بسعر 17 مليون دولار، بشكوى ضد غاليري نودلر وآن فرديمان مؤكدا ان اللوحة مزورة، فقد اظهر تحليل ان صباغين مستخدمين في اللوحة لم يكونا موجودين في ايام الرسام، ويشكك بعض الخبراء في صحة ما لا يقل عن 15 لوحة اتت الى السوق عبر روزاليس على ما اضافت الصحيفة موضحة ان تحقيق مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) بدأ في العام 2009. بحسب فرانس برس.

ومؤسسة ديدالوس التي انشأها موذيرويل عندما كان لا يزال قيد الحياة، اعتبرت بعد اجراء دراسات ان سبعة لوحات قدمت على انها للفنان هي بالفعل مزورة، وقالت آن فرديمان التي لا يشملها التحقيق ولا الغاليري التي ترئسها او فايسمان، للصحيفة انها كانت تعتقد ان اللوحات التي اشترتها من روزاليس اصلية، وقد اشترت بعضها لنفسه، وبدأت روزاليس (55 عاما) المولودة في المكسيك، تزويد السوق الفنية لوحات العام 1993 ومنها اعمال لموذيوريل وبولوك ورثكو وفرانز كلاين وكليفورد ستيل وفيليم دي كونينغ.لكن الشكوك بدأت تظهر على مر السنين بسبب قلة التفاصيل التي كانت توفرها عن مصدر هذه اللوحات، وطلبت بعض الاطراف الشارية المحتملة تحاليل مستقلة كما حصل العام 2003 للوحة لبولوك كانت معروضة في غاليري نودلر، وتعذر على هذا التحليل تأكيد ان اللوحة اصلية، وهذه السنة اجري تحليل مستقل اخر بطلب من رجل ايرلندي على لوحة لموذيرويل، شكك هو ايضا ان تكون اللوحة التي بيعت بسعر 650 الف دولار، اصلية، وقد تقدم المشتري بشكوى ضد فايسمان قبل ان يتوصل الى اتفاق معه بالتفاوض.

لوحة كانت تنسب الى مقرب من رامبرانت

الى ذلك تأكد ان لوحة كانت تنسب حتى الان الى "شخص من اوساط" الرسام الهولندي رامبرنت، رسمت بالحقيقة بريشة الرسام الكبير نفسه على ما اعلن متحف رامبرانتويس في امستردام، وقالت الناطقة باسم المتحف ليسلي شفارتز "نحن متأكدون 100 % ان بامكاننا الان ان ننسب اللوحة الى رامبرانت" موضحة الى ان اللوحة كانت تنسب حتى الان الى "شخص في اوساط" الرسام، واللوحة الزيتية البالغ ارتفاعها 18،5 سنتمترا وعرضها 17 سنتمترا وهي بعنوان "العجوز الملتحي" رسمت قرابة العام 1630 في الفترة الاخيرة من اقامة الفنان في لايدن (غرب هولندا) على ما اوضحت الناطقة، واللوحة المعارة الى المتحف ملك لجامع اعمال فنية، وقد اكد الخبير المستقل ارسنت فان دي فيتيرينغ المتخصص في اعمال رامبرانت نسب اللوحة الى الرسام الكبير كاشفا خصوصا عن "تشابه تقني في اسلوب الرسم" مع لوحات الرسام العائة الى الفترة ذاتها على ما اوضح المتحف في بيانه، واضاف المصدر ذاته "اظهرت الابحاث التقنية ان هناك بورتريه ذاتيا غير مكتمل لرامبرانت تحت طبقة الطلاء"، واللوحة معروضة من الان في المتحف وستكون محور معرض في شهري ايار/مايو وحزيران/يونيو 2012 الى جانب اعمال اخرى للفنان الهولندي، ويعتبر رامبرانت هارمسون فان رين (1606-1669) احد اكبر الرسامين في تاريخ الفن الباروكي الاوروبي. بحسب فرانس برس.

جداريات دييغو ريفيرا

على صعيد ذي صله عادت ثماني جداريات رسمها العام 1931 الفنان المكسيكي دييغو ريفيرا (1886-1957) لمتحف الفن الحديث في نيويورك (موما)، الى المتحف بعد ثمانين عاما في اطار معرض ويستمر حتى ايار/مايو 2012، ويشكل المعرض تحية للمغامرة التي قام بها ريفيرا والمتحف في مطلع القرن الماضي، عندما رسم الفنان المكسيكي في المتحف وفي فترة زمنية قصيرة سلسلة من الاعمال المخصصة لتكون ذورة معرض استعادي للرسام، واوضح المتحف على موقعه الالكتروني حول المعرض الاستعادي الذي اقيم العام 1931 "كان يستحيل نقل جداريات الفنان وهي ثابتة منطقيا الى المعرض، ولحل هذه المشكلة استقدم المتحف ريفيرا الى نيويورك قبل ستة اسابيع من افتتاح المعرض ووفرت له مشغلا"، كانت تلك المرة الثانية التي يخصص فيها متحف الفن الحديث معرضا استعاديا بعد ذلك الذي كرسه للرسام الفرسي هنري ماتيس. بحسب فرانس برس.

وتمكن ريفيرا يومها مع اثنين من مساعديه من انجاز خمس "جداريات نقالة" تحتفي بمراحل من تاريخ المكسيك، وبعد تدشين المعرض نجز الرسام ثلاث جداريات اخرى مستوحاة من نيويورك مع رسوم ضخمة للمدينة، ودام المعرض يومها خمسة اسابيع وسجل مستويات قياسية من الزوار على ما اوضح المتحف مشددا على ان دييغو ريفيرا "كان يتمتع يومها بسمعة دولية"، ومن بين الجداريات الخمس حول تاريخ المكسيك واحدة بعنوان "زاباتا ليدر اغراريو" تظهر القائد الثوري قرب جواد ابيض يقود مزارعين متمردين فيما كان ملاك الاراضي قتيلا عند قدميه، وكان دييغو ريفيريا الذي تزوج من الفنانة المكسيكية فريدا كالو معروفا مثلها بالتزامه السياسي اليساري، ويتضمن المعرض وهو بعنوان "جداريات من اجل متحف الفن الحديث" رسوما وارشيفا مرتبطا بزيارة دييغو ريفيرا لنيويورك بين 1931 و1932.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/كانون الثاني/2012 - 13/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م