الحيوانات البرية وتضاءل فرص البقاء

تهديدات جدية لانقراض العديد من الكائنات الحية

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يشكل وجود التنوع البيئي للحيوانات في الطبيعية مهمة اساسية تقع على عاتق الانسان من خلال رعايتها وحمايتها وتوفير ما يمكنها من الاستمرار في البقاء والتكاثر حتى لا تلاقي المصير نفسه الذي لاقته الاف الانواع السابقة من الكائنات الحية، ويعتبر الحفاظ على التوازن البيئي من خطر الاختلال "ضرورة حيوية" تعم فائدتها الجميع وليس الامر محصوراً بتلك الكائنات فحسب، كما لا يخفى ما للبشر من دور كبير تسبب في هلاك انواع نادرة وادراج انواع اخرى على قائمة الانقراض، لذ تحركت العديد من المنظمات والدول بخطى حثيثة لتقليل الاضرار والحفاظ على ما تبقى من الانواع النادرة وتعزيز الجهود والتعاون المشترك لاستنفار الطاقات والخبرات البشرية والتقنيات الحديثة لحقيق فرص متكافئة للبقاء، اضافة الى مكافحة الاخطاء البشرية التي تسببت بتلك الخسارات الكبرى نتيجة للجشع والاستغلال وسوء التصرف.  

حملة لإنقاذ النمور

حيث اطلقت انتربول حملة لانقاذ النمور معتبرة ان الفشل في هذه المهمة سيكون له انعكاسات اجتماعية واقتصادية وداعية الى تنسيق المبادرات على المستوى العالمي لحماية هذه الحيوانات، واعتبر ديفيد هيغينز مدير انتربول للجرائم البيئية ان انقراض هذا النوع من الحيوانات لا يؤثر فقط على التنوع الحيوي بل ايضا على "الاستقرار الاقتصادي والامن "في الدول الثلاث عشرة التي يتواجد فيها نمور، واضاف في هانوي على هامش الجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الشعوب والامم ستفقد عندها الثقة بحكوماتها وفي حماية الاجناس النادرة مثل النمور"، ووضعت انتربول مشروع "بريدتور" للتنسيق بين قوات الشرطة والجمارك وهيئات حماية الثورة الحيوانية في الدول المعنية وهي بنغلادش ولاوس وكمبوديا والصين والهند واندونيسيا وبوتان وماليزيا وبورما ونيبال وروسيا وتايلاند وفيتنام، وشددت انتربول في بيان على ان "الاتجار بالاعضاء والسلع الناجمة عن النمور يزداد عبر الحدود الدولية ما يجعل من الصعب جدا تطبيق القانون"، وتراجع عدد النمور في العالم بشكل خطير بسبب عمليات الصيد وتدمير موطنها الطبيعي خلال القرن الاخير، وكان عددها مئة الف تقريبا في العام 1900 وباتت الان اقل من 3900 نمر في العالم، وتصطاد هذه الحيوانات من اجل فروها واعضائها التي يقال انها لها خصائص طبية، وهي مهددة بالانقراض بحلول العام 2020 في حال عدم تأمين الحماية لها على ما يفيد الصندوق العالمي للطبيعة. بحسب فرانس برس.

مشروع مصنع يهدد طيور النحام

في سياق متصل تحلق عشرات آلاف طيور النحام القزمة في الهواء مشكلة سحابة وردية اللون ثم تهبط على الأرض وسط أكوام من الوحل موزعة على مساحات الملح البيضاء في بحيرة ناترون لتبني أعشاشها هناك، فمياه البحيرة الغنية بكربونات الصوديوم والواقعة شمال تنزانيا هي المكان الوحيد الذي تعشش فيه طيور النحام في منطقة شرق افريقيا التي تؤوي وحدها ثلاثة أرباع طيور النحام القزم في العالم، بحسب الجمعية البريطانية لحماية الطيور "آر أس بي بي"، ويشرح القيمون على الجمعية أن النحام "يعتمد على بحيرة ناترون ليتكاثر، فالغذاء وافر ومواقع التعشيش كذلك والأهم أن البحرة معزولة وهادئة"، وتقع البحيرة عند اقدام بركان "أول دوينيو لينغاي" الذي تقدسه شعوب "ماساي" المحلية والذي يعتبر البركان النشط الوحيد في العالم الذي يبعث حمم الكربوناتايت الغني بكربونات الصوديوم، وهذه الحمم هي المسؤولة عن الطابع الكاوي لمياه البحيرة الذي يساهم في إبعاد الحيوانات المفترسة عن النحام وأعشاشه، ولكن هذا الملاذ الآمن مهدد اليوم بمشروع بناء مصنع لإنتاج كربونات الصوديوم، وفي نيسان/أبريل، أثار الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي سخط المدافعين عن البيئة عندما قال إنه "لا حاجة إلى تأجيل" مشروع من شأنه أن "يدفع بالاقتصاد المحلي إلى الأمام"، فبالنسبة إليه، يعتبر احتياطي البحيرة كافيا لجعل تنزانيا المنتج الأول عالميا لكربونات الصوديوم الذي يستعمل لتطرية الملابس المغسولة أو لصناعة بعض أنواع الزجاج، ويقول ابراهيم ماتوفو المسؤول عن منطقة لونغيدو التي تؤوي البركان "نتوقع أن يساهم (المصنع) في رفع مستوى المعيشة هنا وتوفير فرص عمل ودعم خدمات اجتماعية مثل التعليم والصحة". بحسب فرانس برس.

وبعد إصرار المدافعين عن البيئة، اقترحت الحكومة بناء المصنع على بعد عشرات الكيلومترات من البحيرة، ولكن معارضي المشروع يقولون إن الامدادات كافية لتعطيل عملية التكاثر لدى النحام، من دون أن ننسى البنى التحتية ووجود العمال في الموقع ونقل الأنابيب من مكان إلى آخر لضخ كربونات الصوديوم من أجزاء مختلفة من البحيرة، وتضيف جمعية "آر أس بي بي" أن "جماعات النحام مستعدة للتخلي عن أعشاشها بسرعة"، والانعكاسات على النحام ستكون اكبر خصوصا وان هذه الطيور لا تتكاثر الا كل خمس أو ست سنوات فقط، أما السكان فيختلفون في الرأي، ويقول ليمرا كينغي المسؤول عن مكتب السياحة في قرية إيتغاريسيرو الواقعة على سفح البركان "أنا شخصيا لا أحبذ الفكرة لأن الطيور ستغادر"، أما لوكسا ليموليه (23 عاما) من جمعية المرشدين المحلية الشاب فيقول "لا نعلم طريقة عمل المصنع لكننا نريد فرص عمل، وسيصبح لدينا فرص عمل ومستشفى واتصالات"، ومثل بقية المناطق المحيطة بالبحيرة، لا تملك إينغاريسيرو شبكة هواتف محمولة، إلى ذلك، فإن الطريق الرئيسية على الضفة الغربية مليئة بالحجارة إلى حد أن الأرانب والنموس وقردة البابون تعبرها بسهولة بسبب ندرة السيارات التي تسلكه، والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان المصنع سيؤثر فعلا على الحياة المحلية، وفي هذا السياق، يقول جوزف سوري وهو منسق في جمعية غير حكومية في قرية بينيينيي على بعد 29 كيلومترا من ماغادي "لدي مثال جيد في كينيا وهو بحيرة كربونات الصوديوم في ماغادي"، في تلك المنطقة، يتم استثمار مصنع لإنتاج كربونات الصوديوم ولكن البحيرة التي لا تبعد إلا ساعة واحدة بالسيارة من العاصمة نيروبي ليست مذكورة في أي دليل سياحي، ويتذكر جوزف بحسرة قائلا "وعدوا السكان بالعمل ثم طردوا الناس ومنعوا الماشية من الرعي بالقرب من المصنع".

العاج في فيتنام

الى ذلك اعلنت الجمارك الفيتنامية ضبطها عند الحدود مع الصين اكثر من طن من العاج قد يكون مأخوذا من قرون فيلة، وعثر على 221 قطعة من العاج على متن زورق اعترضته السلطات الفيتنامية في نهر يقع بين فيتنام والصين على ما اوضح مسؤول في الجمارك في اقليم كوانغ نينه (شمال شرق)، واوضح المسؤول طالبا عدم الكشف عن اسمه، "نحاول ان نتحقق من ان كل القطع تأتي من قرون فيلة فضلا عن مصدرها ووجهتها"، وقد اوقف ثلاثة اشخاص بينهم صينيان، وتضبط السلطات الفيتنامية بانتظام قرون فيلة، وقد ضبطت العام الماضي طنين منها كان مصدرها كينيا وموجهة الى الصين، وحظرت اتفاقية الاتجار الدولي بالحيوانات والنبتات المهددة بالانقراض (سايتس) تجارة العاج في العام 1989 لكنها سمحت العام 1997 لدول افريقيا الجنوبية القيام بعمليات بيع محددة، وتعتبر آسيا ولا سيما الصين واليابان من اكبر الاسواق في العالم لعمليات البيع غير الشرعية للعاج على ما يفيد خبراء هذا المجال. بحسب فرانس برس.

البحث عن وحيد القرن في صحراء ناميبيا

على صعيد مختلف يعيش في ربوع إفريقيا نوعان من وحيد القرن، هما وحيد القرن الأسود ووحيد القرن الأبيض، وتعد ناميبيا معقلاً لوحيد القرن الأسود الذي يعد أعنف وأشرس من وحيد القرن الأبيض على الرغم من أنه أصغر حجم، ويعاني وحيد القرن الأسود قصر النظر، غير أنه يتمتع بحاستي سمع وشم قويتين جد، وإذا شعر هذا النوع بخطر محدق، فإنه إما أن يولي الأدبار أو يهاجم مصدر الخطر محاولاً طعنه بقرنه الحاد، وعلى الرغم من أن هذه الطعنة قد تودي بحياة الإنسان، إلا أن رئيس أحد الفرق البحثية، مارتن ناواسب، لا يأبه بذلك كثير، وبسؤاله عما إذا كان قد توجب عليه ذات مرة أن يولي الأدبار خوفاً من هجوم وحيد القرن الأسود أجاب صاحب 38 ربيعاً «آخر مرة كانت قبل أسبوعين»، ويحكي ناواسب ظروف هذه الواقعة، ويقول إنه خرج برفقة ثلاثة سياح في رحلة سفاري سيراً على الأقدام ومن دون أسلحة، لاقتفاء آثار أكبر قطيع لوحيد القرن يعيش في البراري على مستوى العالم، وفي تلك الأثناء هاجمهم أحد أفراد القطيع، فارتعدت فرائصهم وولوا الأدبار لينجوا بحياتهم، واليوم يعيش نحو 150 حيواناً من فصيلة وحيد القرن الأسود في شمال غرب ناميبيا تحت رعاية منظمة «حماية وحيد القرن» التي يُنسب إليها الفضل في بقاء هذه الحيوانات الضخمة والشرسة على قيد الحياة؛ حيث شهدت هذه المنطقة التي تستوطنها قبائل «هيريرو» و«هيمبا» و«دامارا» خلال السبعينات من القرن الماضي حقب جفاف شديد أتت على الأخضر واليابس، وفي هذه الفترة جاء بعض المهربين إلى هذه المنطقة وعرضوا على السكان تقديم مساعدات لهم في صورة أموال وطعام في مقابل الحصول على قرون وحيد القرن والعاج. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ويكرس المدير العام لمؤسسة «لودج»، كريستيان باكس، حياته لحمايته، وعلى الرغم من أنه فقد ساعده الأيسر قبل سنوات بعد مهاجمة أحد التماسيح له في متنزه «كروغر» الوطني في جنوب إفريقيا، إلا أنه ترك التمساح حيا ولم يصبه بأذى، كما أنه لا يكن أية ضغينة للسكان المحليين الذين كانوا يصطادون وحيد القرن في ما مضى، معللاً ذلك بقوله «لم يكونوا مجرمين، فهم لا يعدون كونهم مجرد أشخاص استغلوا الفرصة التي سنحت لهم لضمان بقاء أسرهم على قيد الحياة»، قبل أن تشرق الشمس على صحراء «ناميب» وتغطي صخورها البازلتية بلون أحمر ساطع، يقف دينسون تجيراسو، زميل ناواسب في فريق البحث، على سطح التحميل الخاص بسيارته الجيب العتيقة، ليقتفي آثار وحيد القرن، وفي بادئ الأمر يرى تجيراسو على ضفاف نهر «أشاب»، الذي لم تجف مياهه بالكامل بعد، زرافة صغيرة تشعر بالخوف وعدم الأمان وتبحث يميناً ويساراً عن والديها اللذين اختفت آثارهم، ويقول تجيراسو «ربما وقع والدها فريسة لأسود جائعة»، وفي الدروب الرملية تقع عين تجيراسو على آثار واضحة المعالم لوحيد القرن، وعلى الرغم من وجود أثر لقدم واحدة فقط، إلا أن الباحثين الميدانيين تجيراسو وناواسب يعرفان جيدا أين يتعين عليهما البحث، وبواسطة منظار حدد تجيراسو مكان قطيع وحيد القرن الأسود على بعدأ ستة كيلومترات فوق قمة الجبل، وتوجه الباحثان بالسيارة إلى هناك، وفضلا أن يقطعا آخر كيلومترين سيراً على الأقدام، وعادة ما يفضل الباحثان الاقتراب من حيوان واحد فقط، كي لا يتسببان في إزعاج القطيع كله، ولحسن حظهما يقابل الباحثان اليوم اثنين من وحيد القرن، هما أونيس وصغيره، وبعد دقائق معدودات شعرت أونيس وولدها بالإزعاج فهرولا إلى مكان هادئ، لينعما بقسط من الراحة بعيدا عن أعين الباحثين والسياح التي تلاحقهم، وللمفارقة العجيبة يرجع الفضل في توافر مثل هذه الأماكن الهادئة إلى بعض السياح الأثرياء ممن يدركون أهمية الحفاظ على الطبيعة وحماية الحياة البرية.

فرصة اخيرة

فيما أعلنت السلطات المعنية بالحياة البرية في ماليزيا مؤخراً أن أسر أنثى وحيد قرن سومطرة في جزيرة بورنيو، يشكل فرصة أخيرة لانقاذ هذه الفصيلة المهددة بالانقراض، وقد ألقي القبض على أنثى وحيد القرن التي يتراوح عمرها ما بين 10أعوام و 12 عاما في 18 كانون الاول/ديسمبر، لتوضع في محمية صباح في جزيرة بورنيو الماليزية على أمل ان تتزاوج مع حيوان ذكر وحيد، وصرح مدير الاتحاد المعني بشؤون وحيد القرن في بورنيو جنيدي بايني "جميعنا هنا في صباح مسرورون لأننا تمكنا من أسر وحيد القرن هذا بعد سنة ونصف السنة تقريبا من المطاردة"، وقد أطلق على انثى وحيد القرن اسم بونتوغ، وقد تم القبض عليها في إطار عملية مشتركة بين الاتحاد المعني بشؤون وحيد القرن في بورنيو ومديرية الحياة البرية، وقال لورانتيوس أمبو القيم على شؤون المديرية في بيان "هذه هي الفرصة الأخيرة لإنقاذ هذه الفصيلة وهي واحدة من أقدم فصائل الثدييات"، وقد بدأت ملاحقة بونتونغ منذ أوائل العام 2010 بهدف جعلها تتزاوج مع ذكر يبلغ العشرين يطلق عليه اسم تام، وقد تم إنقاذ تام من مزرعة مخصصة لزيت النخيل في آب/أغسطس 2008، وكانت محاولات سابقة في الثمانينات والتسعينات لدفع وحيدي القرن من نوع سومطرة في بورنيو إلى التناسل قد باءت بالفشل، فهذا الحيوان المهدد بالانقراض يفضل الانعزال، ويعتبر تتناسل هذه الحيوانات مهما، إذ لم يتبق من وحيد قرن سومطرة في بورنيو سوى ما بين 30 و 50 وحيد قرن، وتجدر الإشارة إلى أن ماليزيا والهند وبروناي تتقاسم جزيرة بورنيو، وتتميز فصيلة سومطرة في بورنيو عن غيرها من فصائل وحيد قرن سومطرة، بصغر حجمها وأسنانها وتدويرة رأسه، ويعزى هذا الانخفاض في عددها بحسب جنيدي بايني إلى الصيد المكثف الذي استهدفها في ما مضى لأغراض طبية وفق التقاليد الصينية، ويتراوح عدد حيوانات وحيد القرن في سومطرة ما بين 150 و300 وحيد قرن في البرية، الأمر الذي يجعلها من أكثر الفصائل المهددة بالانقراض في العالم. بحسب فرانس برس.

يذكر ان أنواع عدة من حيوانات وحيد القرن التي تعتبر هدفا للصيادين غير الشرعيين بسبب قرونها المطلوبة جدا في مجال الطب التقليدي في آسيا، تصنف من بين الحيوانات المهددة بالإنقراض، بحسب "القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض" وهي اللائحة التي تصنف وتدرس حالة حفظ الأنواع النباتية والحيوانية والتي تم تحديثها مؤخر، ويذكر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة وهو منظمة غير حكومية تتخذ من سويسرا مقرا لها أنه "على الرغم مما تأتي به برامج الحفاظ على الطبيعة، فإن 25% من الثدييات معرضة للانقراض"، وهذه المنظمة تقوم بتنسيق "بارومتر الحياة" الذي يصنف بحسب مستوى التهديد الذي يواجه النوع، أكثر من 61900 نوع حيواني ونباتي، ويلقي الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الضوء على وضع أنواع عدة من حيوانات وحيد القرن المهددة "بطلب غير شرعي دائم ومتزايد على قرون وحيد القرن والصيد غير الشرعي"، وذلك بسبب "عدم توفر الإرادة والدعم السياسي" بهدف حماية أفضل لبيئاتها الطبيعية، ويفسر تزايد الصيد غير الشرعي بالنجاح الذي تلقاه تلك القرون في آسيا حيث تعتبر ضرورية في الطب التقليدي، وتبلغ قيمة القرن الواحد إلى عشرات آلاف اليوروهات وقد تصل إلى نصف مليون دولار، بحسب ما توضح اتفاقية الإتجار الدولي بأنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بالانقراض.

وفي "القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض" التي يضعها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، "أعلن وحيد القرن الأسود في غرب إفريقيا منقرضا رسميا"، أما "وحيد القرن الأبيض في وسط إفريقيا ووحيد القرن الأبيض في شمال إفريقيا، فهما على حدود الإنقراض وقد صنفا من الأنواع التي قد تنقرض في الحياة الوحشية"، بحسب ما يضيف الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، كذلك، "يخوض وحيد قرن جاوا معركته الأخيرة"، و"من المرجح" أن تكون إحدى فصائله قد "انقرضت في فيتنام في العام 2010، نتيجة للصيد غير الشرعي الذي استهدف النموذج الأخير بحسب ما يتم الاعتقاد"، أما الحيوانات المتبقية فهي "تستمر بالهبوط على جزيرة جاوا"، وفي بيان يأسف سيمون ستوارت رئيس بعثة حماية الأنواع التابعة للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، لأنه "في حالتي وحيد القرن الأسود في غرب إفريقيا ووحيد القرن الأبيض في شمال إفريقيا، كان الوضع ليكون أفضل مع نتائج مختلفة جدا فقط لو طبقت إجراءات الحفاظ عليهما المقترحة"، ويضيف "لا بد من تعزيز هذه الإجراءات، وخصوصا إدارة البيئات الطبيعية بأسلوب يحسن نتائج التناسل، وذلك بهدف منع أنواع أخرى مثل وحيد قرن جاوا من الانقراض بدورها"، إلى جانب الصيد غير الشرعي في إفريقيا وآسيا، تنتشر عمليات سرقة قرون وحيد القرن في أوروبا حيث تم تسجيل حوالى عشرين سرقة هذا العام من المتاحف وصالات البيع أو لدى تجار العاديات، من جهة أخرى، الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة يشدد على الوضع "المقلق والمخيف" لزواحف مدغشقر حيث 40% من الزواحف الأرضية مهددة بالانقراض.

اكتشاف أكثر من 200 نوع جديد

بدوره قال الصندوق العالمي للحياة البرية إن قردا شعره يشبه نجم الروك الراحل الفيس بريسلي وبرصا ذا ألوان صارخة وسمكة تشبه ثمرة الخيار الصغير كانوا من بين أكثر من 200 نوع جديد اكتشفت العام الماضي في منطقة الميكونج الكبرى، وذكر الصندوق المعني بالحياة البرية والحفاظ على الطبيعة ان التنوع الموجود في هذه المنطقة مذهل لدرجة اكتشاف نوع جديد كل يومين، وطالب بتعزيز التعاون الاقليمي بين سلطات اتخاذ القرار للحفاظ على هذا الثراء، وسلط الصندوق الضوء على المخاطر التي تحيق بالحياة البرية في وقت سابق من العام حين قال ان (وحيد قرن جاوة) انقرض في فيتنام نتيجة للصيد الجائر، وقال ستيوارت تشابمان مدير الصندوق العالمي للحياة البرية في منطقة الميكونج الكبرى "على الرغم من ان اكتشافات عام 2010 جديدة على العلم فان الكثير منها وجد طريقه الى موائد الطعام ويكافح من أجل ان يعيش في مواطن اخذة في التقلص وسط خطر الانقراض"، ومن بين الاكتشافات الجديدة التي تضمنها تقرير بعنوان "الحياة البرية في الميكونج" برص ذو أرجل برتقالية براقة ورقبة صفراء وجسم رمادي يميل الى الزرقة اكتشف في احدى الجزر الفيتنامية، وهناك أيضا قرد لونه أسود وأبيض أفطس الانف شعره يشبه شعر الفيس ملك الروك الراحل اكتشف في جبال ولاية كاتشين في ميانمار، ويقول السكان انه في أوقات المطر يشاهد هذا القرد وقد خبأ رأسه بين رجليه ليمنع دخول مياه المطر الى أنفه الافطس وربما ليحمي شعره أيض، وتضمن تقرير الصندوق العالمي للحياة البرية 208 أنواع جديدة من بينها سحلية تتكاثر من خلال الاستنساخ دون الحاجة الى ذكور من هذا النوع وسمكة تشبه الخيار وخمسة أنواع من النباتات آكلة اللحوم بعضها قادر على التهام الفئران والطيور. بحسب رويترز.

قرد انتحاري مهدد بالانقراض

من جهته الترسير الفيليبيني هو من أصغر الرئيسيات في العالم وهو يستقطب السياح في الغابة الاستوائية لكنه يشعر بالخوف عند اقترابهم منه إلى درجة أنه قد يقدم على الانتحار، ويثير هذا الحيوان الثديي العجب إذ إن طوله يبلغ عشرة سنتمرات ووزنه 120 غراما ولديه ذنب شبيه بذنب الفأر وأذنان كأذني الخفاش وعينان جاحظتان يساوي حجم كل منهما حجم دماغه، وتعيش أنواع حيوانية مختلفة في غابات الفيليبين وبروني واندونيسيا وماليزيا لكنها "مهددة بالانقراض" بحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، واعتبر الترسير الفيليبيني الذي وقع لوقت طويل ضحية التدجين والسياحة العشوائية نوعا مهددا بالانقراض في الثمانينيات، لكنه يشهد اليوم نموا متزايدا بفضل برنامج يهدف إلى الحفاظ عليه ويحظى بدعم الدولة، وفيما تحرص معظم المحميات المتاحة للسياح على إبعاد الزائرين عن هذا القرد الصغير، "تضع أماكن أخرى الترسير في القفص ليراه السياح عن قرب"، ما يعرض حياة الحيوان للخطر المباشر لأن معظم هذه القردة تقدم على الانتحار إذا شعرت بالتوتر"، على ما يقول كارليتو بيزاراس، ويكفي أن يسمع الترسير صوتا بشريا أو أن يشعر بيد تلمس فروه أو يرى ضوء آلة تصوير ليشعر بالتوتر والاحباط. بحسب فرانس برس.

ويشرح كارليتو بيزاراس وهو حارس محمية الترسير في كوريلا في جزيرة بوهول التي هي من أشهر المقاصد السياحية في الأرخبيل أنه في هذه الحالات "يتوقف الترسير عن التنفس ويموت موتا بطيئ، وإذا وضعناه في قفص يحاول الخروج منه فيضرب رأسه بالقفص ويكسره لأن جمجمته هشة جدا"، وأصدرت الفيليبين قوانين تهدف إلى الحفاظ على الترسير الذي اعتبر سنة 1997 نوعا "يحظى بحماية خاصة"، وبالتالي، تحظر الفيليبين صيده وعرضه في المطاعم ومتاجر التذكارات.لكن هذه الجهود ليست كافية، بحسب جواني ماري كابيلو مديرة محمية كوريلا التي تقول "الحكومة تدعمنا لكنها لا تفعل أكثر من ذلك. لدينا مرسوم رئاسي وقوانين لحماية الترسير ولكن للأسف لا أحد يعاقب"، وتقر تيريزا مونديتا ليم مديرة مكتب الحياة البرية والمحميات التابع لوزارة البيئة والموارد الطبيعية بأن مبلغ الخمسة وثمانين ألف يورو المخصص كل سنة لحماية الترسير لا يفي بالمطلوب، وتقول "هذا ليس كافيا لكننا نعول أيضا على التعبئة الاجتماعية"، مشيرة إلى أن السياح غالبا ما ينبهون السلطات إلى الإهمال السائد في بعض المحميات المخصصة لهذا الحيوان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 5/كانون الثاني/2012 - 11/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م