أعياد وأمنيات ميلاد حول العالم

إعداد: حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: كم من امنية تأجل حضورها في حياتنا خلال العام الماضي؟ وكم من احلام رفضت الحضور الى مآدب التحقق؟ كم من ايام اهدرنا في قاعات الانتظار لاحلام وامنيات لاتجيء؟ وكم من ساعة احرقت اعصابنا ونحن نحترق مع سكائرنا يتصاعد دخانها خانقا لتلك الاحلام والامنيات؟

365 امنية وحلما هي مدار زماننا الراحل.. 8760 ساعة بكل انتظارها، وفرحها وحزنها، جنتها ونارها، جنونها وتعقلها، صخبها وهدوءها.

كانت ليلة عيد الميلاد في بعض مناطق بغداد ليلة الاطلاقات النارية.. كانت امنيتي ولازالت ان نكف عن التعبير عن فرحنا بهذه الطريقة العنيفة والمشوهة وان نقوم ولو مرة واحدة بالانصات الى نفوسنا المعذبة بهدوء ودون صخب وضجيج... هل كان من يطلق النار في الهواء يحاول قتل تلك الاحلام والامنيات الهاربة من تحققها؟

لكن امنياتنا واحلامنا، جميلة، لا تستأهل القتل او اطلاق الرصاص عليها لإصابتها.. او ليست تلك الطريقة في الاحتفال تكشف كم ان احلامنا وامنياتنا مجروحة ونازفة وهي بذلك لا تقوى على التحقق لضعفها وعنف اصحابها الحاملين لها؟

هل ان رحيل سنة من اعمارنا مدعاة للفرح ام الحزن، مع كل الاثام والخطايا التي نرتكبها في كل يوم منها؟

الرحيل يعادل الموت الذي يغيبنا.. وقدوم سنة جديدة يعادل حياة واعدة.. هل اننا نخدع الموت باطلاق الرصاص على الحياة القادمة؟

افتح اجندتي اليومية، الغلاف نفسه، الورق والسطور هي هي، فقط التواريخ تتغير..

قلمي الذي اكتب به من نفس الماركة، اللون نفسه.. لكني لست انا.

اشعر بالتغير في جسدي.. فوق ملامح وجهي.. في مشاعري، وفي احاسيسي..

ارفض التفكير باني اشيخ واني ادنو من الانطفاء.. عشت حياة طويلة حتى الان، لكنها كاللحظة او الوهلة، لاشيء يبقى منها غير التجاعيد على اصابعي التي اطبع بها هذه الكلمات..

انصت الى نفسي.. ماذا انجزت خلال ذلك العام الفائت؟

تواصلت مع مجموعة من اقاربي الذين تقطعت بهم سبل التلاقي، من غضب وكره وعدم تسامح..

وشعرت بالحب نحوهم كما لم اشعر سابقا.. هل هو نضوج السنوات والتفكير والعواطف؟

وتقبلتهم بعيوبهم وفضائلهم.. تصالحت معهم وقبلها تصالحت مع نفسي..

على المستوى الانساني اشعر اني ولدت من جديد، وباني خلال العام الفائت كنت افتح ذراعي لاحتضان الجميع.

لماذا نتصنع الفرح؟ هل لكي نخادعه ونستدعيه؟ لماذا لايكون فرحنا طبيعيا، صادقا، طالعا من اعماق القلب؟

هل لأننا كعراقيين خبرنا الحزن أكثر من الفرح؟ اليست الحياة فيها كمية الشقاء اكثر من كمية الهناء؟

كيف احتفل العالم بهذه المناسبة؟

تنتظر الكثير من الدول حول العالم هذه الفترة من العام وبداية عام جديد باقامة الاحتفالات والزينة والاعياد بهذه المناسبة.. ووجدت عدة مظاهر أساسية فى الكريسماس وهى بابا النويل الذى يحضر كل عام بالهدايا التى قام بتجميعها فى رحلته حول العالم.. وأيضا تزيين شجرة الكريسماس والمنازل والشوارع المشهورة فى العالم احتفالا بهذه المناسبة التى تعد من المناسبات التى تساعد على انتشار السياحة حول العالم واهمها المناطق الثلجية.

ليلة عيد الميلاد تصادف يوم 24 ديسمبر لدى الطوائف المسيحية الغربية، وفي 6 يناير لدى الطوائف المسيحية الشرقية ومنها مصر، وهي الليلة قبل عيد الميلاد، الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح،تعود تسمية ليلة عيد الميلاد باسم(ليلة) على الرغم من أنها الليلة السابقة ليوم عيد الميلاد إلى أنه في التقويم اليهودي القديم كان يتحول فيه اليوم عند غروب الشمس. ولهذا فإن يوم عيد الميلاد يبدأ بعد غروب شمس اليوم السابق لعيد الميلاد (على النظام الشمسي) ولهذا سميت باسم ليلة عيد الميلاد.

يتم الاحتفال بليلة عيد الميلاد في العديد من دول العالم، حيث ترتبط ليلة عيد الميلاد بعشاء ليلة عيد الميلاد وشخصية بابا نويل المعروف بقصصه الشهيرة لتوزيع الهدايا على الأطفال.

بابا نويل

لا يوجد معنى لاحتفالات عيد الميلاد من غير وجود شخصية بابا النويل، من هو بابا النويل أو سانتا كلوز؟

سانتا كلوز مأخوذة من قصة القديس نيكولاس وهو أسقف (ميرا) وقد عاش في القرن الخامس الميلادي، وكان القديس نيكولاس يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، وصادف وأن توفي في ديسمبر.

وأما الصورة المعروفة لسانتا كلوز فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور، الذي كتب قصيدة (الليلة السابقة لعيد الميلاد) عام 1823. و جميع الناس يحبونه..

اما الشكل المميز لبابا نويل والذي يتكون من ردائه الاحمر الشهير وطاقيته الكبيرة ولحيته ناصعة البياض وحذائه الاسود اللامع فيقال انها خرجت للعالم من خلال رسام الكاريكاتير توماس نيست الذي ابتدع هذا الشكل لشخصية البابا نويل من خلال الاساطير والحكايات التي سمعها عنه وكان ذلك في القرن التاسع عشر ومن خلال احدى المجلات الاسبوعية التي قدم خلالها احتفالية خاصة بأعياد الكريسماس من خلال رسوماته.

عادة تزيين شجرة عيد الميلاد، عادة شائعة عند الكثيرين من الناس، حيث يتم تنصيبها قبل العيد بعدة أيام وتبقى حتى عيد الغطاس، وعندما نعود إلى قصة ميلاد السيد المسيح في المراجع الدينية لا نجد أي رابط بين حدث الميلاد وشجرة الميلاد.

ففى إحدى الموسوعات العلمية، اشارت إلى أن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل تعبد الثور إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار،ثم تقوم احدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من ابنائها.

وفي عام 727 م أوفد إليهم البابا بونيفاسيوس مبشرا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا أبن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وانقذ أبن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك. ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل ومن ثم قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، ثم أخيرا لبقية المناطق، حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة.

مع إقتراب رأس السنة و ظهور الكثير من الإحتفالات في جميع دول العالم فإنه من الشيق التعرف على كيفية إحتفال شعوب العالم المختلفة بتلك المناسبة، حيث يوجد الكثير من العادات و التقاليد للعديد من الدول في الإحتفال بتلك المناسبة الرائعة من خلال الكثير من الأنشطة التي يقوم بها سكان هذه الدول.

إنجلترا

تعد طرق الإحتفال بعيد رأس السنة في إنجلترا من أقدم طرق الإحتفال في العالم، حيث المزج بين الكثير من الأنشطة معاً لخلق هذا الطابع الخاص بعيد الميلاد، و يتميز الإحتفال بعيد رأس السنة في إنجلترا بإعدام الجوارب و وضعها في المداخن و ملئ أكياس الهدايا به، كما يقدم رأس الخنزير المشوي كطبق رئيس على مائدة عيد الميلاد.

ألمانيا

يتميز الإحتفال بعيد رأس السنة في ألمانيا بتهذيب و إضاءة الشجر و هذا يرجع إلى إعتقاد الأجداد أنها شجرة من الجنة، و ينتشر في تلك الليلة التفاح الحلو و المكسرات و الكعك و الشموع الكثيرة، و بمجرد الدخول في السنة الجديدة يبدأ الكبار في قراءة القصص للأطفال و بعدها يتم فتح الهدايا.

البرازيل

يشتهر الشعب البرازيلي بالروح المرحه و عشقه الدائم للرقص في الإحتفالات و على وجه الخصوص رقصة السامب، و يتميز الإحتفال بعيد رأس السنة في البرازيل بتلك المائدة الكبيرة و التي تحتوي على الديك الحبشي و لحم الخنزير و الأرز الملون مع أطباق السلطة و الفاكهه.

الصين

يعتمد الشعب الصيني في الإحتفال بعيد رأس السنة على الزينة و الإضاءة المبهجه، حيث يقوم الصينيون بصنع الكثير من الأشكال الورقية المضيئة و وضعها حول شجرة عيد الميلاد و المنازل الخاصه بهم، كما يهتم الشعب الصيني بتعليق صور و لوحات الأجداد أثناء تناول عشاء رأس السنة.

فرنسا

لا يخلو بيت في فرنسا ليلة رأس السنة من الإحتفالات و الإعداد لتلك الليلة الهامة لكل الفرنسيين حيث يقوم الشعب الفرنسي بصنع الكثير من الكعك الخاص بعيد الميلاد، و يأتي العشاء في تلك الليلة متأخراً و ملئ بالوجبات الرائعة مثل الأوز و لحم الخنزير، و تأتي مرحلة تبادل الهدايا بعد العشاء.

ومن أغرب عادات الاحتفالات بأعياد الميلاد في العالم

(المكنسة المُخبأَة) في النرويج

يعتبر تقليد "المكنسة المخبأة" عشية عيد ميلاد السيد المسيح عادة قديمة في النرويج، ويعتقد النرويجيون أن السحرة والأرواح الشريرة ستبحث عن المكنسة لتخرج بها عشية عيد الميلاد، لذلك يخبؤها في مكان آمن.

(الرجل الخشبي) في أسبانيا

 يصنع المحليون في اسبانيا رجالا من الخشب قبل عيد ميلاد السيد المسيح، ويضعون جزءا منها في الموقد، ثم يضربون الرجال الخشبية ويغنون لتخرج منها الحلوى والهدايا.

(حمام البخار) في بيرو

ورث المحليون في بيرو عادة قديمة للاحتفال بأعياد الميلاد، وهي أخذ حمام بخار في كوخ خشبي ملفوف بالقماش يرمز إلى رحم الأرض، ويعتقدون أن الاستحمام فيه يعني ولادة جديدة.

(زيارة القبور) في تشيلي

في السنوات الـ11 الماضية حافظ المحليون في تشيلي على زيارة قبور الأسلاف في عيد ميلاد السيد المسيح لمشاركتهم فرحة العيد.

(الغوص) في منطقة بحيرة بايكال

يصنع غواصون فتحة في جليد منطقة بحيرة بايكال السميك ويغوص أحدهم لوضع شجرة صغيرة في قاع البحيرة ومن ثم يرقصون حولها، وبدأت هذه العادة في عام 1982.

(إحراق ماعز من قش الأرز) في السويد

على مدى الـ40 سنة الماضية حافظ المحليون في بلدة جافل السويدية على صنع مجسم عملاق لماعز من قش الأرز قبل يوم عيد ميلاد السيد المسيح وإحراقه في يوم العيد.

"قذف الطعام نحو السقف" في سلوفاكيا وأوكرانيا

أعتاد المحليون في سلوفاكيا وأوكرانيا قبل بدء عشاء عشية عيد ميلاد السيد المسيح أن يرمي رب الأسرة كرات وجبة "لوكسا" التقليدية نحو سقف المنزل، ويعتقدون أن طول التصاق كرات لوكسا بالسقف يشير إلى حياة أسرية سعيدة.

(قارب قشرة الجوز) في التشيك

يصنع المحليون في التشيك "قوارب قشر الجوز" للاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، وفي العادة يثبتون شموع صغيرة داخل قشور ثمار الجوز، ثم يضعوها في وعاء كبير مملوء بالماء، ويعتقدون أن اتجاه القشرة يشير إلى مستقبل صاحبها، واستمرار احتراق الشمعة لفترة طويلة يشير إلى حياة صاحبها السعيدة، وتوقف "القارب" إلى جانب الوعاء يدل على أن صاحبة لن يسافر هذا العام.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 4/كانون الثاني/2012 - 10/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م