
شبكة النبأ: ثار كثير من الجدل في
الكيان الصهيوني حول شكاوى النساء من الرجال المتشددين، الذين يحاولون
ارغامهن على الجلوس بشكل منفصل في مؤخرة الحافلات العامة، احتراما
لمعتقداتهم الدينية المناهضة لاي اختلاط بين الجنسين في الاماكن
العامة.
وتاتي احداث العنف ضد المرأة بعد سلسلة حوادث في اسرائيل، اذ اجبرت
نساء على الجلوس في اخر حافلات منفصلة في احياء المتدينين، او النزول
من الحافلات على الرغم من قرار لمحكمة العدل ينص على عدم قدرة الحافلات
التي تخدم اكثر المجتمعات الارثودوكسية الاكثر تحفظا على فرض الفصل بين
الجنسين.
كما تسترعي هذه الاحداث تداعيات سياسية، صدرت كتصريحات تحذير من
تفاقم هذه الدعوات من مستويات عليا في الكيان الصهيوني، في بادرة تسعى
فيها الجهات الرسمية الى الحفاظ على صورة اسرائيل الديمقراطية لامعة
عالميا، في اطار محاولاتها لجذب المزيد من اليهود الى الاراضي
الفلسطينية المغتصبة، ووتنفذ في سلوكيات بحق رموز كانت تعتبر من
الاسماء السياسية في الكيان في تطبيق يحفظ ماء وجه الدولة المحتلة
المراق بالاساس في ظل اعتداءاتها على الفلسطينين.
الفصل بين الجنسين
فقد انتشرت قوات معززة من الشرطة الاسرائيلية في شوارع بلدة صغيرة
قرب القدس بعد ان ادت حملة اطلقها يهود متطرفين للفصل بين الرجال
والنساء الى وقوع اعمال عنف. وقال المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد
انه تم اعتقال رجل من بيت شيمش بعد الاعتداء على طاقم تلفزيوني كان
يصور لافتة تدعو النساء الى قطع الشارع لتجنب المشي باتجاه كنيس يهودي.
ووضعت لافتات اخرى في حي للمتدينين المتشددين تدعو النساء الى "الاحتشام"
في اللباس وهو يعني بحسب تعاليم اليهود المتدينين الالتزام باكمام
طويلة وتنانير تغطي الساقين. وذكرت صحيفة هارتس ان رجالا متدينين القوا
مصور القناة التلفزيونية الثانية ارضا وحاولوا خنق خبير الصوت الذي كان
معه. واشارت وسائل الاعلام الى انه تم ايضا الاعتداء على صحفيين اخرين
والقاء الحجارة على سيارة شرطة.
وقال روزنفيلد ان "رجلا اعتقل ويتم التحقيق معه حول الهجوم على طاقم
القناة الثانية". واضاف ان "مفتشي البلدية يقومون بالعمل في الشوارع
وازالة اللافتات والشرطة عززت قواتها في بيت شيمش". وذكرت وسائل
الاعلام ان الصور التي عرضتها القناة الثانية لرجل متدين يبصق على
امراة ادت الى اعتقاله. واشارت صحيفة جيروزاليم بوست انه اخلي سبيله
بعد دفع غرامة وامر بالابتعاد عن بيت شيمش.
ويقول ناشطون في الدفاع عن حقوق المراة ان اليهود المتشددين الذين
يشكلون نحو 10 بالمئة من سكان اسرائيل اصبحوا "متطرفين" بشكل متزايد في
هذه القضية وحصلوا على تنازلات تضر بالنساء. وكتبت صحيفة هارتس في
افتتاحيتها ان "التمييز والعنف ضد النساء التي يزعم انها تاتي بدافع
الحساسيات الدينية قد خرجت عن نطاق السيطرة". واضافت " شاهدنا
الاعتداءات على نساء رفضن الانتقال الى اخر الحافلة للحفاظ على سياسة
الفصل بين الجنسين واخريات اجبرن على الخروج من مكان كانت تعقد في
انتخابات في حي في القدس".
واشارت الصحيفة الى ان النساء منعن ايضا من المشاركة في احتفال
جوائز تابع لوزارة الصحة ومن اشغال مناصب عليا في الجيش"بسبب معارضة
مجموعة متزايدة ويعلو صوتها من الضباط والجنود المتدينين". بحسب فرانس
برس.
من جهتها قارنت صحيفة معاريف العنف في بيت شيمش باعتداءات
المستوطنين المتطرفين على املاك فلسطينيين وعلى منازل ومكاتب نشطاء
سلام اسرائيليين وعلى قواعد عسكرية اسرائيلية للاحتجاج على هدم
مستوطنات عشوائية. وكتبت ان "هذه القصة نفسها عصابات منظمة تتزايد
قوتها وجراءتها من ناس لا يعتبرون قوانين الدولة كمصدر للسلطات بل
يعتمدون بدلا من ذلك على حاخاماتهم المختلفين والاصوات الالهية الغريبة
في عقولهم". واضافت ان "هذه حرب ثقافية ليس اقل من ذلك".
ضغط الوسط الديني
من جانبها نشرت صحيفة هارتس دراسة تفيد ان عدد المدارس الابتدائية
المختلطة للاطفال اليهود في اسرائيل انخفض بشكل كبير في السنوات
الاخيرة تحت ضغط من الوسط الديني و نظرا للارتفاع الكبير في معدلات
المواليد بين السكان المتدينين. واوضحت الدراسة ان نحو 40% من المدارس
الابتدائية قامت بالفصل بين الجنسين.
وارتفع عدد المدارس الدينية التي ترفض الاختلاط بين الجنسين الى
ثلاثة اضعاف خلال عشرة اعوام. ومن اصل 391 مدرسة هناك 140 مدرسة مختلطة
فقط بينما كانت النسب معكوسة قبل عشرة اعوام. وتنقسم المدارس
الابتدائية الى ثلاثة تيارات في اسرائيل وهناك تيار رابع للاقلية
العربية (20% من السكان). ووفقا لارقام رسمية فان التيار الرئيسي
للمدارس في اسرائيل هو مدارس الدولة العلمانية والمختلطة والتي كان
فيها نحو 321 الف طفل.
ويتكون التياران الاخران من مدارس الدولة الدينية التي تضم حوالى
109 الاف طالب والمدارس الاصولية المتشددة التي رفضت دائما الاختلاط
وسجلت ارتفاعا حادا حيث تضم نحو 138الف طالب. ونقلت الصحيفة عن الحاخام
ميكايل ملخيور الذي شغل في السابق منصب نائب وزير التعليم قوله ان "هذا
التطور مقلق لانه يعكس الاتجاه نحو التطرف الديني".
وقد تجلى هذا التوجه في الاونة الاخيرة بممعارضة الحاخامات لاستماع
الجنود لغناء المجندات خلال الاحتفالات العسكرية والفصل بين الجنسين
على بعض خطوط الحافلات التي تمر باحياء المتدينيين في القدس. تظاهرة
قرب القدس احتجاجا على التمييز الذي يمارسه المتشددون اليهود ضد المراة،
تجمع مئات الاشخاص في بيت شيمش، بالقرب من القدس، للاحتجاج على التمييز
ضد النساء الذي تفرضة طائفة يهودية دينية متشددة.
الاحتجاج على التمييز
في سياق متصل، تجمع مئات الاشخاص في بيت شيمش، بالقرب من القدس،
للاحتجاج على التمييز ضد النساء الذي تفرضة طائفة يهودية دينية متشددة.
ونظمت هذه التظاهرة بدعوة من منظمات علمانية ودينية للدفاع عن حقوق
المراة. اوضحت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السامري انه "تم نشر مئات من
رجال الشرطة الاضافيين ومنعت حركة السير في منطقة التظاهرة".
وكانت بيت شيمش، وهي بلدة جديدة تضم 80 الف نسمة معظهم من اليهود
المتشددين، شهدت اعمال عنف بين افراد طائفة دينية يهودية متشددة تطالب
بمنع الاختلاط التام بين الجنسين، وبين قوات الشرطة. واعتدى بعض السكان
ايضا على طواقم تلفزيونية.
وحاولت الشرطة اكثر من مرة نزع لافتات تحث على الفصل بين الرجال
والنساء في الشارع الرئيسي لبلدة بيت شيمش لكنها واجهت مقاومة عنيفة من
عشرات اليهود من طائفة "الحريديم" ومعناها الحرفي "نخشى الله". واوردت
وسائل الاعلام الكثير من الحوادث وخاصة هجمات كلامية وجسدية على نساء
متشددات ومشاكل نجمت عن رفض بعض النساء الجلوس في اخر حافلات النقل.
مشكلة تعمق الجدل
من جانبه كثف رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وعوده بكبح
جماح اليهود المتشددين في اسرائيل بعد أن اشتكت طفلة في الثامنة من
عمرها من أن رجالا من هذه الطائفة هددوها لاعتبارهم أن ملابسها غير
محتشمة. وفي حين تؤكد حكومته المحافظة أن هذه الحوادث ظاهرة هامشية في
اسرائيل فان تكرار نتنياهو الحديث عن الامر يعكس مخاوف من تنامي
الخلافات السياسية والدينية.
وقال رئيس الوزراء لحكومته في تصريحات مذاعة "في ديمقراطية غربية
ليبرالية يكون المجال العام مفتوحا وامنا للجميع رجالا ونساء على حد
سواء ولا يكون هناك مكان للاعتداء او التمييز."
وأضاف أنه أصدر أوامره لسلطات انفاذ القانون بأن تتعامل بصرامة مع
من "يبصق او يرفع يدا (بالعنف) ومن يعتدي" وبازالة جميع اللافتات من
الشوارع التي تفصل بين الرجال والنساء في بعض المناطق التي يسكنها
اليهود المتشددون.
وجاءت التصريحات فيما يبدو نتيجة ما تم الكشف عنه من خلال برنامج
تلفزيوني اخباري شهير في اسرائيل عن تنامي الخلافات بين اليهود في بيت
شمس وهي بلدة يسكنها نحو 87 الف نسمة قرب القدس. وكانت الطفلة التي
تدعى نعاما مارجوليز قد صرحت للقناة الثانية بالتلفزيون بأنها مرعوبة
من السير الى مدرستها الدينية المعتدلة لان أحد المارة طلب منها أن "ترتدي
ملابس مثل الحريديم" وهو التعبير العبري الذي يطلق على اليهود الذين
يرتدون سترات سودا و"يتقون" الله. وأضافت "أخشى أن أتعرض للايذاء او
شيء من هذا القبيل."
وقالت والدة مارجوليز وتدعى حداسا وهي أمريكية مهاجرة تغطي شعرها
وترتدي تنورة التزاما بزي اليهود المتدينين ان الاساءات التي تحدث في
الشارع قد تشمل البصق والشتائم من قبيل "ساقطات" ودعوات الى "الخروج من
هنا." بحسب رويترز.
وعرضت القناة لافتة في أحد شوارع بيت شمس تأمر النساء بالالتزام
بالسير على جانب واحد بعيدا عن المعبد اليهودي. وأنكر بعض اليهود
المتشددين الذين أجريت معهم مقابلات حدوث اعتداءات ضد النساء لدوافع
دينية. وسعى اخرون الى تبريره. ورفض البعض طاقم التصوير التلفزيوني
وصاحوا في وجه الصحفيين ليرحلوا.
تحذيرات
فيما حذر نتنياهو من اخطار الفصل بين الجنسين في إسرائيل بعد ان
رفضت امرأة الانصياع لمطلب مجموعة من اليهود المتدينيين المتطرفين
بالجلوس في مؤخرة حافلة كانت متجهة الى القدس. وأثار احتجاج تانيا
روزينبليت (28 عاما) على متن الحافلة موجة من الجدل على موقع فيسبوك
واصبح الخبر الرئيسي في الصحف الاسرائيلية وسط مخاوف من جانب الاغلبية
العلمانية من زيادة النفوذ السياسي للمتدينين.
تأتي هذه الواقعة في اعقاب غضب واسع النطاق تجاه المستوطنين
المتعصبين في الضفة الغربية الذين خربوا ممتلكات فلسطينية وانقلبوا على
الجيش بالاعتداء على احد مواقعه العسكرية. وقال نتنياهو خلال اجتماع
لمجلس الوزراء في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام "المجتمع الاسرائيلي هو
خليط متشابك من اليهود والعرب والعلمانيين والمتدينيين والمتطرفين وحتى
اليوم نحن نتفق على التعايش السلمي." وأضاف "لاحظنا في الاونة الاخيرة
محاولات لافساد هذا التعيش" مشيرا الى حادث روزينبليت.
وقال نتنياهو "اعارض ذلك تماما. اعتقد انه لا يتعين علينا ان نسمح
لجماعات متطرفة بتفكيك نسيجنا المشترك ويجب ان نحافظ على الاماكن
العامة كأماكن مفتوحة وامنة لكل مواطني اسرائيل."
وتمر عدة خطوط للحافلات التي تفصل بين الجنسين باحياء للمتطرفين
اليهود في القدس. وبموجب القانون الاسرائيلي فان النساء لسن ملزمات
بالجلوس في مؤخرة الحافلات لكن الكثير منهن يفعلن ذلك احتراما للتقاليد
او للابتعاد عن نظرات الركاب الذكور. وقالت روزينبليت انها كانت على
علم بأن الحافلة التي استقلتها تراعي رغبات اليهود المتطرفين وانها
كانت ترتدي ملابس تتفق مع القيم المحافظة حتى لا تثير اي مشكلة. بحسب
رويترز.
واضافت انها جلست في المقدمة ورفضت الانتقال الى مقعد خلفي عندما
وصلت الحافلة الى أحد الاحياء الدينية مما دفع رجلا لصب اللعنات عليها
والوقوف في ممر الحافلة في حين اكتفى اخرون بالمشاهدة لحين وصول الشرطة
التي قامت بابعاده.
مشادات واحتجاز
على صعيد ذو صلة، قال متحدث باسم الشرطة إن إسرائيل اعتقلت رجلا
متشددا للاشتباه في وصفه مجندة "بالعاهرة" في حافلة عامة لرفضها
نداءاته للانتقال للجزء الخلفي من الحافلة. وجاء الحادث بعد ان تعهد
رئيس الوزراء الاسرائيلي باتخاذ اجراءات صارمة ضد مضايقات المتعصبين.
والحديث عن مثل هذه القضايا يخاطر باثارة غضب تحالفاته السياسية مع
الاحزاب الدينية المتطرفة.
وقالت المجندة دورون ماتالون لاذاعة راديو إسرائيل إن رجلا متدينا
اقترب منها وأصر على انتقالها لمؤخرة الحافلة في القدس في وقت سابق بعد
أن ركبت الحافلة من محطة قرب قاعدتها العسكرية. وقالت ماتالون "لقد كان
مخيفا جدا" واشارت الى أن هذه ليست المرة الاولى التي يطلب منها فيها
ان تذهب الى مؤخرة الحافلة لكنها شعرت هذه المرة بتحد أكبر.
وقالت ماتالون انها أجابت الرجل قائلة "يمكنك الانتقال الى الجزء
الخلفي اذا كنت تريد، واذا كنت لا تريد أن ترى وجهي فأنا لا أريد أن
أرى وجهك." واضافت انها "تخدم بلادها وهو ما يعني للاسف أنني أيضا
ادافع عنك." واضافت ماتالون إن الرجل صرخ في وجهها قائلا "ايتها
العاهرة اذهبي للجلوس في المقعد الخلفي" واردفت أن سائق الحافلة توقف
في وقت لاحق ووصلت الشرطة. بحسب فرانس برس.
وأكد المتحدث باسم الشرطة أن رجلا متشددا احتجز و"جرى استجوابه عن
دوافعه" لاهانة المجندة لكن لم يتم بعد اتخاذ قرار بشأن ما اذا كان
سيتم توجيه التهم اليه. وتم تخصيص بعض خطوط الحافلات التي تخدم الاحياء
التي يغلب عليها المتدينون في القدس ومدن أخرى رغم شكاوى الجماعات
النسائية من أن حقوقهم المدنية تنتهك. والمرأة في اطار القانون
الاسرائيلي يحق لها الاعتراض على الجلوس في المقعد الخلفي لكن ذلك
يعرضها لخطر الاعتداء اللفظي والجسدي عند رفض القيام بذلك.
النجمة صفراء
على الصعيد نفسه، اثار استخدام نجمة صفراء من قبل يهود متشددين في
تظاهرة احتجاجات في اسرائيل. وقال مدير نصب محرقة اليهود افنير شاليف
للاذاعة العامة "ادين ظاهرة استخدام رموز محرقة اليهود هذه. انه امر
غير مقبول ويشكل مساسا بذكرى المحرقة والقيم الاساسية لليهودية". واضاف
ان ذلك هو تعبير عن "موقف متطرف ورغبة واضحة في الاستفزاز". لكنه قال
ان المتظاهرين لا يمثلون كل اليهود المتشددين في اسرائيل.
وتظاهر مئات اليهود المتشددين في معقلهم ميا شياريم في القدس ضد
وسائل الاعلام التي يقولون انها "عدوانية" ضدهم، في جو من التوتر بين
اوساط المتدينين والعلمانيين في اسرائيل. والهدف الاساسي من التجمع كان
الاحتجاج على سجن عضو من جماعة المتشددين اليهود في ميا شياريم متهم
بالوقوف وراء هجمات على مكتبة في حي يوصف بانه ليبرالي جدا من جانب فئة
من المتشددين.
الا ان التظاهرة هدفت ايضا الى التنديد ب"الدعوات الى الكراهية" من
وسائل الاعلام ضد جماعة حريديم او اليهودية الحريدية (وتعني بالعبرية "التقي"
او الذي "يخاف الله")، وهم يهود متشددون لديهم قراءة متشددة للشريعة
اليهودية وينادون خصوصا بفصل تام للرجال والنساء في الاماكن العامة.
وسارت التظاهرة من دون حوادث بحسب الشرطة.
وخصصت الصحف الاسرائيلية صفحاتها الاولى لصور هؤلاء المتظاهرين الذي
حمل عدد من اطفالهم النجمة الصفراء على ملابس معتقلي معسكرات النازية.
وكتب ناحوم بارنيا في افتتاحية صحيفة يديعوت احرونوت "علينا التصدي
لهذا الاستفزاز السوقي عبر اختراق جدران المعزل الذي يعيش فيه +الذين
يخافون الله+ (الحريديم) بالتربية والتأهيل". واضاف "لكن علينا ايضا
وضع الحدود عبر خفض الدعم الحكومي للمعاهد التلمودية والتعويضات
العائلية"، ملمحا بذلك الى عائلات اليهود المتشددين الذين لا يعملون في
اغلب الاحيان ليتفرغوا لدراسة التوراة. اما صحيفة معاريف فكتبت ان "الخلاف
بين العلمانيين والمتدينين لم يتدهور الى هذا الحد الخطير من قبل".
العيش في اسرائيل
من جانب اخر دعا نائب رئيس الحكومة الاسرائيلية سيلفان شالوم اليهود
الذين يعيشون في تونس الى "المجيء للاقامة في اسرائيل" وذلك بمناسبة
احتفال اقيم في القدس لاحياء اليهود التونسيين ضحايا المحرقة. وقال
شالوم وهو من اصل تونسي "ادعو اليهود الذين يعيشون في تونس للمجيء
والاقامة في اسرائيل باسرع وقت ممكن". ويعيش حوالى 1.500 يهودي في تونس
معظمهم في جزيرة جربة.
وقام سيلفان شالوم بزيارة تونس عندما كان وزيرا للخارجية بدعوة من
الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي وكان اخر شخصية اسرائيلية
تزور هذا البلد. وتجمع مئات الاشخاص امام نصب ياد فاشيم للاستماع الى
شهادات ناجين ومحاضرات لمؤرخين. وقال عالم الاجتماع الاسرائيلي كلود
سيتون الذي اطلق المبادرة للاحتفال سنويا بذكرى احتلال المانيا لتونس "اجتمعنا
هنا لاحياء ذكرى الذين اختفوا".
وحسب مؤرخي المحرقة، فان خمسة الاف يهودي تونسي نقلوا الى معسكرات
الاعتقال، 160 نقلوا جوا وعشرات قتلوا بالرصاص او بسبب سوء المعاملة.
ولكن يوسي بارياح وهو اسرائيلي من اصل تونسي شارك في الاحتفال وهو يخصص
نشاطاته للمطالبة بتعويضات كبيرة لليهود التونسيين، تحدث عن 671 قتيلا
من بينهم يهود تونسيون تم نفيهم الى فرنسا. بحسب فرانس برس.
ومنذ العام 2008، اصبح بامكان اليهود التونسيين الناجين من المحرقة
المطالبة بتعويضات في اسرائيل على غرار المتحدرين من اوروبا. وقال
شالوم الذي قدم نفسه بانه "ابن احد الناجين" من المحرقة "تطلب الامر
حوالى 60 عاما كي تعترف اسرائيل بتاريخنا".
الرئيس الإسرائيلي يدخل السجن
من جهة اخرى، الرئيس الاسرائيلي السابق موشيه كاتساف الذي دخل السجن
ليقضي فيه سبعة اعوام اثر ادانته بالاغتصاب والتحرش الجنسي سياسي يميني
تولى رئاسة دولة اسرائيل بعد مسيرة سياسية باهتة انتهت بالفضيحة.
وقال كاتساف بمرارة بعد خروجه من منزله في بلده كريات مالاخي جنوب
تل ابيب "تاخذ دولة اسرائيل اليوم رجلا لتعدمه على اسس انطباعات دون
ادلة موثوقة". واضاف كاتساف قبل صعوده الى السيارة التي اقلته
للسجن"الامر الرهيب هو ان الدولة تقوم بسجن جد واب ورئيس بريء(...)لم
اؤذ احدا وكنت دائما اتصرف برقة وشرف وحكمة مع الجميع كبارا وصغارا
رجالا ونساء(...)نحن ندفن رجلا حيا".
وانهارت صورة الرجل المحترم والنزيه التي كان يتمتع بها كاتساف (65
عاما) الذي ينحدر من اصل ايراني عندما كشفت اولى الفضائح الجنسية
المتورط فيها في تموز 2006.
وقالت الموظفة السابقة التي اتهمته باغتصابها عندما كان وزيرا
للسياحة في اواخر تسعينات القرن العشرين وهو ما ادانته به المحكمة "كان
بوجهين: شخص طيب في النهار وشرير في الليل وانا رأيت جانبه السيء".
وبعدما اتهم وسائل الاعلام "بتدبير مؤامرة دنيئة لتلطيخ سمعته" اقر
بالتهم الموجهة اليه بعد تسوية مع القضاء تجنبه السجن. لكن عندما مثل
امام المحكمة في القدس في نيسان 2008 الغى الاتفاق وقال انه "يريد
اظهار الحقيقة"، وعرض نفسه بذلك لحكم بالسجن 16 عاما في حال ادانته
بالاغتصاب.
وقال مستعيدا دفاعه السابق انه ضحية "حملة تشهير منظمة" من قبل
المستشار القانوني للحكومة انذاك مناحيم مزوز والشرطة والسياسيين
والاعلام. وكانت محكمة تل ابيب ادانت كاتساف في كانون الاول 2010
بتهمتي الاغتصاب والتحرش الجنسي بحق اثنتين من موظفاته عندما كان وزيرا
للسياحة في التسعينيات من القرن العشرين. وحكم عليه بالسجن سبع سنوات
مع النفاذ ودفع غرامتين قدرهما مئة الف شيكل (20 الف يورو) و25 الف
شيكل (5000 يورو) للمدعيتين.
وكاتساف السياسي المحنك من حزب الليكود (يمين)، انتخب رئيسا في
العام 2000 من قبل النواب الاسرائيليين الذين فضلوه على شيمون بيريز
السياسي المخضرم على الساحة السياسية الاسرائيلية ما اثار مفاجأة كبرى.
وقد خلفه بيريز في المنصب في تموز 2007 بعد استقالته في حزيران من
العام نفسه.
وكاتساف هو اول رجل سياسي من اليمين يتولى المهام الفخرية الى حد
كبير لرئيس الدولة لولاية من سبع سنوات يمكن تجديدها لفترة غير محددة.
خاض كاتساف قبل ذلك مسيرة سياسية لمدة 23 عاما لكن بدون ان يبرز كثيرا
وحصل فقط على حقيبتي النقل والسياحة.
ولد كاتساف في ايران في 1945 لدى عائلة مؤلفة من ثمانية اطفال، ووصل
الى اسرائيل بعيد انشائها عام 1948 واقام في احد المخيمات التي كانت
مخصصة انذاك للمهاجرين الجدد في كريات مالاشي جنوب تل ابيب. وقد استقر
بعد ذلك في تل ابيب مع زوجته جيلا واولادهما الخمسة. وفي 1969 انتخب
رئيسا لبلدية كريات مالاشي حين كان في الرابعة والعشرين من العمر ليصبح
بذلك اصغر رئيس بلدية في اسرائيل.
وكاتساف حائز اجازتين في التاريخ والاقتصاد، وقد دخل الى الكنيست
عام 1977 واعطى صورة السياسي المعتدل نظرا للهجته المعتدلة وبراغماتيته.
ويقدم كاتساف نفسه على انه يهودي ملتزم ويحترم التقاليد وكان دائما
مدافعا عن القضايا الاجتماعية والمهمشين وغالبيتهم من اليهود الشرقيين.
وقد عارض موشيه كاتساف اتفاقات اوسلو التي ابرمت مع منظمة التحرير
الفلسطينية في 1993 قبل ان يكون من بين اوائل شخصيات اليمين التي
اعتبرتها واقعا قائما. بحسب فرانس برس.
وفي مبادرة مهمة، تبادل بعض الكلمات بالفارسية مع الرئيس الايراني
انذاك محمد خاتمي على هامش مراسم دفن البابا يوحنا بولس الثاني في
الفاتيكان في نيسان 2005 كما صافح الرئيس السوري بشار الاسد. وهاتان
البادرتان على هذا المستوى شكلتا حدثا لا سابق له في تاريخ علاقات
اسرائيل مع كل من سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية، العدوتان
اللدودتان للدولة العبرية. |