
شبكة النبأ: تكشف اعتداءات عيد
الميلاد في نيجيريا، والتي تندرج في اطار سلسلة طويلة من الهجمات، عن
الصعوبات التي تواجهها السلطات في احتواء التطرف الاسلامي وتهدد بتاجيج
الانقسامات والتوتر بين الطوائف. والاعتداءات التي تبنتها جماعات
اسلامية واسفرت عن سقوط قتلى في ليلة عيد الميلاد، اثارت مخاوف من
تصاعد العنف.
ونيجيريا من اكثر اكتظاظا بالسكان في افريقيا (160 مليون نسمة)
منقسمة الى نصف شمالي فقير يشكل المسلمون غالبية سكانه وآخر مسيحي
يهيمن على البلاد، في الجنوب حيث تتركز المحروقات.
لكن محللين يؤكدون ان هذه المنطقة تشكل ارضية خصبة لحركات من هذا
النوع اذ يكثر فيها عدد الشبان العاطلين عن العمل ولا يثقون في الحكومة
ولا يرون اي مستقبل مشرق لهم. كما يغذي الحقد الفساد والهوة بين
الاغنياء والفقراء.
وبالرغم من ان نيجيريا هي اكبر دولة منتجة للنفط في افريقيا لكنها
تعاني من نقص كبير في البنى التحتية ومعظم سكانها يعيشون باقل من
دولارين يوميا. ولم تتمكن الحكومة من وقف اعمال العنف التي تقوم بها
جماعات متشددة، على الرغم من قسوة العسكريين بينما يرى محللون انهم على
العكس تسببوا بتفاقم المشكلة.
إحراق محلات تجارية
فقد اضطر مئات الأشخاص إلى الفرار من شمال شرق نيجيريا بعد سلسلة
الاعتداءات التي استهدفت كنائس بعد انتهاء قداس الميلاد وأسفرت عن سقوط
ما لا يقل عن أربعين قتيلا بينهم انتحاري. وقال شهود عيان إن محلات
تجارية لمسيحيين تم اليوم إحراقها في مدينة بوتيسكوم شمال شرقي نيجيريا.
قال شهود عيان ان محلات تجارية يملكها مسيحيون احرقت بينما يلوذ
مئات الاشخاص بالفرار من شمال شرق نيجيريا غداة سلسلة اعتداءات تبنتها
جماعة بوكو حرام الاسلامية المتطرفة. وقال سكان ومسؤول في الشرطة ان
حوالى ثلاثين محلا تجاريا يملكها مسيحيون احرقت ليل في مدينة بوتيسكوم
(شمال شرق). كما احرق مركز تجاري كبير ومنزل زعيم مسيحي محلي.
وفي مادالا القريبة من العاصمة ابوجا شارك مئات من المسيحيين
الاثنين في قداس اقيم في الكنيسة التي استهدفها الاحد اعتداء دام لدى
خروج المصلين من قداس الميلاد موقعا 35 قتيلا. وكانت اثار الدماء لا
تزال عالقة على الجدار الخارجي لكنيسة القديسة تيريزا بينما يواصل عمال
الاغاثة جمع اشلاء جثث القتلى التي ما زالت متناثرة امام المبنى.
ودعا الاسقف مارتن اوزوكوي خلال القداس الذي اقامه عن ارواح الضحايا
الى عدم اللجوء الى العنف. وقال "ما نحتاج اليه هو صلواتكم". وحضر
القداس اساقفة وقساوسة من المنطقة اضافة الى ممثل الفاتيكان في نيجيريا.
وبعد القداس وجه اسقف ابوجا جون اونايكان نداء لوقف العنف الذي تمارسه
جماعة بوكو حرام التي تبنت هذه الاعتداءات وتوعدت بمواصلتها.
وقال للصحافيين "انها ماساة وطنية. لا احد منا في امان. ليس
الكاثوليك وحدهم. فاليوم نحن وغدا لا ندري من سيكون عليه الدور". ودعا
كبار المسؤولين المسلمين الى التحرك لمحاولة وقف العنف.
وفتحت السلطات النيجيرية تحقيقا في هذه الاعتداءات التي نسبت الى
اسلاميين متطرفين واوقعت ما لا يقل عن اربعين قتيلا بينهم انتحاري يوم
عيد الميلاد عندما استهدفت كنائس بعد انتهاء القداس.
ودان الفاتيكان وفرنسا وبريطانيا والمانيا والولايات المتحدة والامم
المتحدة هذه الاعتداءات. واعرب البابا بنديكتوس السادس عشر عن "حزنه
العميق" لهذه الاعتداءات مشددا خلال قداس في الفاتيكان على ان العنف
يفضي "فقط الى الالم والدمار والموت". من جهتها دانت وزيرة خارجية
الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون هذه "الاعتداءات الجبانة" واكدت دعمها
للسلطات النيجيرية في "محاربة الارهاب".
وقالت اشتون في بيان "اشعر بحزن وصدمة للاعتداءات الارهابية الجبانة
التي طاولت كنائس عدة في مناطق عدة في نيجيريا في عيد الميلاد واسفرت
عن خسائر كبيرة في الارواح". ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي
مون الى انهاء اعمال العنف في نيجيريا التي تعد 160 مليون نسمة موزعين
بين مسلمين معظمهم في شمال نيجيريا ومسيحيين غالبيتهم في الجنوب.
واعلن متحدث باسم بان كي مون الاحد ان "الامين العام اعرب عن تعاطفه
وقدم تعازيه لشعب نيجيريا والعائلات التي فقدت احباء لها". وتابع ان "الامين
العام يدعو مجددا الى وقف كل اعمال العنف الطائفي في البلاد ويجدد
تاكيده الحازم ان اي هدف لا يمكن ان يبرر هذا اللجوء الى العنف".
ونسبت الحكومة ثلاثة من الهجمات الاربعة الى جماعة بوكو حرام (التربية
الغربية حرام) الاسلامية وهي التي طاولت كنيستين اضافة الى عملية
انتحارية ضد مقر لاجهزة الاستخبارات في شمال شرق البلاد. وكانت كنيسة
ثالثة استهدفت في شمال شرق البلاد من دون سقوط ضحايا. وكان سكان ذكروا
الاثنين ان انفجارا وقع قرب كنيسة ميدوغوري (شمال شرق) وهو نبأ نفاه
متحدث باسم الجيش.
وكان الهجوم على الكنيسة الكاثوليكية في مادالا الاكثر دموية حيث
اوقع 35 قتيلا بحسب اخر حصيلة نشرها مصدر كنسي. فعندما خرج المصلون من
الكنيسة بعد القداس وقع الانفجار الذي الحق اضرارا مادية جسيمة وادى
الى احتراق عدد من الاشخاص في سياراتهم. ووقعت هجمات الميلاد بعد
مواجهات بين عناصر من جماعة بوكو حرام وقوات الامن في شمال شرق البلاد
والتي قد تكون اوقعت حوالى 100 قتيل.
ودان الرئيس غودلاك جوناثان اعمال العنف ووعد باحالة المسؤولين على
القضاء. لكن السلطات فشلت حتى الان في منع التنظيم من مضاعفة هجماته
الدموية. ورغم اتهام السلطات بوكو حرام قال متحدث باسم الشرطة الاثنين
ان التحقيق حول اعتداء مادالا لا يستبعد خيوطا اخرى.
وصرح ريتشارد اوغوشي "نحقق ما وراء تنظيم بوكو حرام لان افرادا
اخرين يريدون زعزعة استقرار الحكومة قد يتحركون باسم بوكو حرام". واوضح
ان ثلاثة شرطيين هم بين القتلى ال35 الذين سقطوا في الكنيسة في مادالا
وانه لم يتم بعد اعتقال اي شخص. واعلن المستشار الامني النيجيري الاحد
"توقيف اثنين من المجرمين".
وكان الانفجار داخل الكنيسة ادى الى وقوع اعمال فوضى بعد ان قام
شبان غاضبون باشعال حرائق وهددوا بمهاجمة مركز قريب للشرطة. وحاولت
الشرطة اطلاق النار في الهواء لتفريقهم. وادى الانفجار الى انهيار سقف
الكنيسة وبعض جدرانها.
وبعد مادالا استهدف اعتداء كنيسة انجيلية في جوس (وسط) ما اسفر عن
مقتل شرطي. وفي داماتورو في شمال شرق البلاد فجر انتحاري سيارته بموكب
تابع لاجهزة استخبارات الشرطة ما ادى الى مقتله وثلاثة شرطيين. ووقع
انفجار ايضا الاحد في داماتورو من دون وقوع ضحايا. بحسب فرانس برس.
وشوهد مئات السكان عند مواقف الحافلات يحاولون الفرار من هذه
المدينة. وكانت داماتورو في نهاية الاسبوع مسرحا لهجمات اعلنت بوكو
حرام مسؤوليتها عنها اعقبتها مواجهات عنيفة مع قوات الامن. ويخشى
مراقبون ان تطور بوكو حرام علاقات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب
الاسلامي.
بلد منقسم جدا
من جانبه، اكد شيهو ساني وهو ناشط في حقوق الانسان يقيم في الشمال
ان "العنف يتصاعد قوة وتطورا". واوضح ان "الهجوم على الكنائس يهدف الى
اعطاء بعد وطني للازمة والى اقحام اشخاص حياديين"، مشيرا الى ان "المسيحيين
قد يسعون الى الانتقام من المسلمين وهذا امر خطير في البلاد".
واتهمت الحكومة بوكو حرام بالوقوف وراء الهجمات، وتبنت الجماعة
نفسها اهمها، لكن تساؤلات جدية ما زالت مطروحة حول نوايا هذه المجموعة
والذين يدعمونها. ويبدو انها تتألف من فصائل عدة بعضها على علاقة مع
سياسيين.
ونظريات المؤامرة كثيرة وتنسب واحدة منها اعمال العنف الى اعداء
للرئيس النيجيري غودلاك جوناثان الجنوبي المسيحي الذي يواجه معارضة
قوية في الشمال. وقال شيدي اودينكالو من المنظمة غير الحكومية "مبادرة
مجتمع العدالة المفتوح" (اوبن سواسيتي جاستس اينيشياتيف) ان القمع ادى
الى "ابعاد كثيرين من قوات الامن وتقربهم من مثيري الشغب". وكثيرون
رأوا ان الحوار هو الحل لكن العثور على محاور يطرح مشكلة. فبوكو حرام
لا تملك هيئة قيادية وكثيرون يقولون انهم يتحدثون باسمها.
وكانت المجموعة معروفة اصلا بضرب اهداف محلية تشكل رموزا للدولة.
لكن العملية الانتحارية التي استهدفت مقر الامم المتحدة في ابوجا
واسفرت عن سقوط 24 قتيلا اثارت تساؤلات عن طموحاتها. كما يدور نقاش حول
صلات بوكو حرام بمجموعات اجنبية مثل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب
الاسلامي. ويتحدث دبلوماسيون عن تقارير حول تدريب اعضاء في الجماعة في
الخارج لكن ليس هناك اي دليل على اتصالات عملية مع منظمات خارجية. بحسب
فرانس برس.
وكان اسقف ابوجا جون اونايكان وجه نداء لوقف العنف الذي تمارسه
جماعة بوكو حرام. وقال للصحافيين "انها ماساة وطنية. لا احد منا في
امان. ليس الكاثوليك وحدهم. فاليوم نحن وغدا لا ندري من سيكون عليه
الدور"، داعيا كبار المسؤولين المسلمين الى التحرك لمحاولة وقف العنف.
تفجيرات متبادلة
الى ذلك، قال بام ايوبا المتحدث باسم حاكم ولاية الهضبة التي
عاصمتها جوس "انفجرت قنبلة في كنيسة جبل النار. قتل شرطي كان يحرس
الكنيسة واحترقت ثلاث سيارات". وكانت السلطات النيجيرية اعلنت ان اربعة
اشخاص، هم انتحاري وثلاثة من رجال الامن، قتلوا في احد الهجمات التي
وقعت تزامنا مع عيد الميلاد في داماتورو شمال شرق نيجيريا.
وقال بيان للشرطة ان "ثلاثة من افراد الامن وانتحاريا قتلوا" في
هجوم استهدف مقرا لشرطة امن الدولة بمدينة داماتورو بشمال شرق البلاد.
ووقع انفجار آخر عند تقاطع طرق في داماتورو ولم ترد انباء عن سقوط
ضحايا. واستهدف اعتداء كنيسة في غاداكا من دون وقوع اصابات، بحسب شاهد.
وتقع داماتورو وغاداكا في ولاية يوبي التي كانت هزتها سلسلة هجمات
تبنتها بوكو حرام.
واعلن شخص عادة ما يعلن مسؤولية الجماعة عن الهجمات، ان بوكو حرام
استهدفت الكنيسة الكاثوليكية خارج العاصمة الادارية النيجيرية ابوجا،
مؤكدا ايضا مسؤولية الجماعة عن اعمال عنف ما يثير غضبا وقلقا داخل اكبر
بلدان القارة الافريقية من حيث تعداد السكان.
وقال ابو القعقاع في اتصال هاتفي "نحن مسؤولون عن جميع الهجمات بما
في ذلك تفجير اليوم ضد الكنيسة في مادالا .. سنواصل شن تلك الهجمات في
كافة انحاء الشمال في الايام المقبلة". وسبق واعلنت الجماعة الاسلامية
مسؤوليتها عن التفجير الانتحاري الذي استهدف مقر الامم المتحدة في
ابوجا واسفر عن مقتل 24 شخصا على الاقل. كما نفذت عدة هجمات في منطقة
سولايجا خارج ابوجا.
وجاء رد فعل الفاتيكان سريعا اذ ادان المتحدث باسم الكرسي الرسولي
الهجوم الذي قال انه ثمرة "لكراهية عمياء ..تهدف لاثارة وتأجيج المزيد
من الكراهية والفوضى" في هذا البلد. وتفقد وزير شؤون الشرطة النيجيرية
كايليب اولوبولادي موقع الاعتداء قرب ابوجا، حيث صرح "انها اشبه بحرب
داخلية ضد بلادنا. علينا اذا ان نكون على قدر المسؤولية وان نواجه
الامر بشكل مباشر". بحسب فرانس برس.
وكانت اعمال العنف التي تتهم الجماعة بالمسؤولية عنها قد تكررت بشكل
متواصل، حيث اصبحت التفجيرات اكثر شيوعا واكثر تعقيدا بينما تتصاعد
حصيلة الضحايا. واستمرت الهجمات رغم المداهمات التي ابرزها الاعلام
لورش صنع القنابل واعتقال السلطات لعدد من الافراد الذين يعتقد
انتماؤهم لبوكو حرام. ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ووزير
الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الايطالي جوليو تيرزي الاعتداءات
في نيجيريا.
العنف الطائفي
في سياق متصل، حذر المسيحيون في نيجيريا من انهم "سيردون" على اي
هجمات جديدة بعد موجة اعتداءات استهدفت كنائسهم ونسبت الى اسلاميين مما
يثير المخاوف من تصعيد اعمال العنف الطائفية.
وقد القيت قنبلة يدوية الصنع على مدرسة قرآنية مما ادى الى اصابة
ستة اولاد. ولم تتبن اي جهة الهجوم بحسب الشرطة. ويوم عيد الميلاد
استهدفت قنابل كنائس مما اوقع اربعين قتيلا. ونسبت السلطات تلك
الاعتداءات الى جماعة بوكو حرام التي تبنتها.
وحذر رئيس جمعية المسيحيين في نيجيريا القس آيو اوريتسيجافور من ان
"المسيحيين على المستوى الوطني لن يكون لهم اي خيار اخر غير الرد بشكل
مناسب في حال تعرض افرادنا وكنائسنا وممتلكاتنا لاعتداءات اخرى". وفي
تصريحه الى صحافيين قبيل لقاء مع الرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، لم
يقدم اوريتسيجافور اي ايضاح حول طبيعة "الرد" المسيحي المحتمل. والهجوم
الاكثر دموية اودى بحياة 35 شخصا على الاقل لدى خروجهم من كنيسة في
مادالا قرب العاصمة ابوجا.
وتعتبر جمعية المسيحيين في نيجيريا انشطة بوكو حرام "بمثابة اعلان
حرب على المسيحيين وعلى نيجيريا" كما قال القس اوريتسيجافور. وندد كذلك
ب"عجز الحكومة الواضح في حماية (...) حياة افرادنا وكنائسنا
ومممتلكاتنا".
وسعت السلطات الى طمأنة السكان بعد الاعتداءات وسط مخاوف من اعمال
انتقامية وتصعيد لاعمال العنف الطائفية. ولكنها بدت حتى الان عاجزة عن
منع بوكو حرام من تكثيف هجماتها التي تزداد تطورا وفتكا. وتطالب
الجماعة باقامة دولة اسلامية في نيجيريا.
واكد الرئيس جوناثان الذي تحدث بعد القس اوريتسيجافور انه تم بذل "كل"
المساعي لتجاوز هذه الازمة داعيا الى القيام بجهد جماعي لكشف الجناة.
وقال "ان الارهابيين هم من البشر (...) ويعيشون بيننا ويأكلون معنا،
اننا نعرفهم والناس يعرفونهم". واكد جوناثان ايضا انه في المجال الامني
"سنفعل ما بوسعنا، سنعيد التنظيم والتصحيح والتأكد من ان لدينا فريقا
قادرا على مواجهة التحديات التي نصادفها اليوم".
وقد اعلنت بوكو حرام مباشرة قبل اعتداءات عيد الميلاد مسؤوليتها عن
موجة هجمات في شمال شرق البلاد تبعتها معارك مع قوات الامن. وقالت
مصادر ان اعمال العنف اسفرت عن سقوط مئة قتيل.
وطمأن اعلى مسؤول مسلم في نيجيريا "جميع النيجيريين انه لا يوجد اي
نزاع بين المسلمين والمسيحيين، بين الاسلام والمسيحية". وكان سلطان
سوكوتو (شمال) محمد سعد ابوبكر قال "انه نزاع بين اشرار وصالحين".
ودعا المستشار الوطني للشؤون الامنية اوويي ازازي من جهته المسيحيين
الى عدم الانتقام. كما حذر ائتلاف كنائس انجيلية من ان اتباع هذه
الكنائس سيدافعون عن انفسهم في حال حصول هجمات جديدة. لكن احد
المسؤولين اوضح ان هذا الدفاع عن النفس سيكون في اطار القانون. بحسب
فرانس برس.
وفي سابيلي في دلتا النيجر (جنوب) اصيب ستة اولاد تتراوح اعمارهم
بين خمسة وثمانية اعوام فيما كانوا يتابعون حصة دراسية اضافة الى اصابة
شخص بالغ بجروح ونقلوا الى المستشفى بعد ان القى افراد قنبلة يدوية
الصنع من سيارة على مدرسة قرآنية. وان كانت اعمال العنف كثيرة في منطقة
دلتا النيجر الا انها تستهدف عموما القطاع النفطي ولم يكن لها حتى الان
اي طابع ديني.
قنوات خلفية
من جانب اخر، قال مستشار الامن القومي النيجيري ان اجهزة الامن
النيجيرية تدرس الاتصال بالاعضاء المعتدلين في جماعة بوكو حرام من خلال
"قنوات خلفية" لكن المحادثات المباشرة أمر مستبعد. وقال الجنرال اووي
اندرو أزازي -بعد يوم من اجتماعات طارئة مع الرئيس النيجيري جودلاك
جوناثان وكبار المسؤولين الامنيين بعد سلسلة من التفجيرات التي قامت
بها الجماعة يوم عيد الميلاد- ان المسؤولين يدرسون توسيع دائرة الجهود
خارج الاجراءات الامنية الخالصة ومن بينها التعامل مع الشكاوى
الاقتصادية التي يعاني منها الشمال النيجيري.
وقال ازازي في مقابلة "حتى لو كانت الحكومة لديها سياسة تقول انه
ليست هناك مفاوضات فلا يعني ذلك انك لا يمكنك التواصل مع بوكو حرام.
على المخابرات ان تجد طريقة. "لا اعتقد ان الجميع (في بوكو حرام)
يؤمنون بنفس المستوى من العنف... وهذا هو السبب في امكانية ان تكون لك
قنوات اخرى للنقاش ... هذا امر يمكننا متابعته."
ورفض ازازي التعليق على اذا ما كانت اتصالات مع العناصر المعتدلة
بجماعة بوكو حرام قد بدأت بالفعل. وقال "في رأينا أن علينا ان نجرب
القنوات الخلفية. وهذا يعني ان الرئيس لن يخرج ليعلن لنيجيريا كلها
ليقول.. انا اتفاوض مع السيد س او السيد ص." بحسب رويترز.
وتشير تصريحات ازازي الى تحول واضح عن التعامل مع بوكو حرام
باعتبارها مسألة امنية بحتة لا تحل الا بالطرق العسكرية. وتعرض جوناثان
لانتقادات بسبب تجاهله السبل السياسية التي قد تعالج الشقاق بين الشمال
والجنوب الذي يدعم الصراع جزئيا. |