رغم ما حدث من ثورات ومظاهرات في الوطن العربي، مازالت هناك انظمة
مصرة على سلك طريقة الانظمة الهالكة، عبر الاعتماد على القوة البوليسية
المفرطة والقمع والترهيب والتخويف، وادخال الوطن والمواطنين في أزمات
وفتن طائفية وقبلية، والتشكيك في الولاء والوطنية وغير ذلك لتمزيق
الوحدة الوطنية الحقيقة، واصرارها كذلك على تجريم ورفض اي حراك وطني
وشعبي للمطالبة بالحقوق الوطنية والاصلاح بأي طريقة كانت، من خلال
المقابلات المباشرة او الخطابات الرسمية او التصاريح الاعلامية أو
البيانات الانترنتية او عبر المظاهرات السلمية. ليرتكب النظام نفس
أخطاء الانظمة الساقطة، التي لم تفهم مطالب وحقوق الشعب الا بعد سقوط
عروشها وتدمير البلاد والعباد!!.
ان الشعب يريد حقوقه الوطنية التي تضمنها الشريعة والقوانين الوضعية
والمعاهدات الدولية والدستور، لينعم كل مواطن بالكرامة والتقدير
والاحترام، في ظل العدالة والمساواة بين كافة المواطنين، وحرية
التعبير، والاصلاح، ومحاربة التمييز والفساد والمفسدين والمستغلين
للمناصب، وفتح المجال لكافة المواطنين للمشاركة في بناء وطن قوي
متماسك، اي الشعب يريد ان يكون شريكا فعالا في بناء وطنه.. والشعب يرفض
اي نوع من العنف والفوضى، ولغة التخوين والطائفية والقبيلة والمناطقية
البغيضة بين المواطنين، وتدمير البلد وتعريض اي مواطن للاذى، أو تدخل
اي جهة خارجية في شؤونه من الشرق او الغرب، وبالخصوص الدول الغربية
التي تبحث عن مصالحها فقط، ولو كان على حساب تعريض ارواح الشعب
للابادة، وتدمير البلد وتمزيق الوحدة الوطنية، ولو كان على جثث الحكام
المرتبطين به!.
على الحكومة ان تكون حكيمة بالاستجابة السريعة لمطالب مواطنيها
واعطائهم حقوقهم الوطنية، وان تبتعد عن لغة التخوين والتصعيد الامني
والزج بالمواطنين في السجون.
فمن المستحيل ان يستمر النظام الذي يقتل ويحرم مواطنيه من حقوقهم
الوطنية ويعمل على التمييز، حيث ان لكل شيء مدة وان بقاء الحال من
المحال، وان الله يمهل ولا يهمل، ومن المستحيل ان يدوم دولاب الظلم
والحرمان. وان قطار الاصلاح والتغيير قادم.
كما ان حرمان المواطنين من حقوقهم الوطنية، يمثل خيانة وجريمة كبرى
يرتكبها النظام بحق المواطنين. بينما المطالبة بالاصلاح والعدالة
والمساواة بين المواطنين هو قوة للوطن وللمواطنين، فعلى كافة المواطنين
العمل كنسيج واحد لدعم اي حراك وطني اصلاحي، اذ ان بقاء الدول وتطورها
مرهون بالشعوب الواعية المتماسكة لا بالانظمة التي تتغير وتتبدل.
ali_writer88@yahoo.com
|