شبكة النبأ: يعد الجفاف ظاهرة مناخية
طبيعية تحدث بشكل متكرر في معظم أنحاء العالم. ويعد كذلك من أوائل
الظواهر المناخية التي سجلها التاريخ في العديد من أحداثه.
أما فيما يتعلق بالعصور الحديثة، فتستطيع الشعوب أن تخفف من حجم
الأضرار الناجمة عن الجفاف بشكل فعال، وذلك من خلال تنظيم الري والدورة
الزراعية. وفي الواقع، فقد أضحى الفشل في وضع استراتيجيات مناسبة
لتخفيف حدة الآثار المترتبة على الجفاف يكبِّد البشر الكثير من الخسائر
في العصر الحديث، وهو الأمر الذي تتفاقم حدته في ظل الزيادة المطرّدة
في الكثافة السكانية. فقد أدت فترات الجفاف المتكررة التي نجم عنها
حدوث تصحر في منطقة القرن الأفريقي إلى وقوع كوارث بيئية خطيرة؛ أدت
إلى حدوث المجاعة ونقص حاد في الغذاء نتج عنها أزمة الغذاء في منطقة
القرن الأفريقي.
إن المرور بفترات طويلة من الجفاف قد يكون له عواقب وخيمة على
المستوى البيئي والزراعي والاقتصادي والصحي والاجتماعي. ويختلف تأثير
هذه الظاهرة وفقاً لمدى حساسية المنطقة المتضررة وسرعة تأثرها.
فقد يؤدي النشاط البشري بشكل مباشر إلى تفاقم بعض العوامل، مثل
الزراعة الجائرة، والري الجائر وإزالة الغابات وتعرية التربة، التي
تؤثر بشكل سلبي على قدرة الأرض على امتصاص الماء والاحتفاظ به. وعلى
الرغم من أن هذه الأنشطة المتسببة في حدوث تغيرات مناخية على مستوى
العالم تكاد تنحصر في نطاق محدود نسبياً، إلا انه من المتوقع أن تكون
سبباً بالدخول في فترات من الجفاف، وسيكون لها تأثير خطير على الزراعة
في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في الدول النامية.
القرن الإفريقي
فقد يواجه القرن الإفريقي ما أطلق عليه أسوأ موجة جفاف منذ 60 عاماً
حيث يوجد ما يقدر بحوالي 12.4 مليون شخص بحاجة ماسة إلى الغذاء،
ونستعرض فيما يلي بعض الحقائق الخاصة بأزمة الغذاء الحالية:
على الرغم من أن بعض التقارير الإعلامية وصفت الأزمة الغذائية في
كينيا وأوغندا بالمجاعة إلا أن الأمم المتحدة تقول أن خمس مناطق فقط في
جنوب الصومال هي التي وصلت إلى تلك المرحلة. وتستخدم الأمم المتحدة
نظاماً يسمى تصنيف مرحلة الأمن الغذائي وهو أداة للتصنيف القياسين
ويستخدم نظام تصنيف مرحلة الأمن الغذائي خمس مراحل لتصنيف المستويات
المختلفة لانعدام الأمن الغذائي:
* المستوى الأول آمن غذائياً بصفة عامة
* المستوى الثاني على شفا انعدام الأمن الغذائي
* المستوى الثالث يشير إلى أزمة حادة في الغذاء وسبل العيش
* المستوى الرابع هو حالة طوارئ إنسانية- نقص حاد في فرص الحصول على
الغذاء وحالات وفاة بسبب الجوع وسوء التغذية وتجريد أصول الثروة
الحيوانية بصورة لا رجعة فيها.
* المستوى الخامس هو حالة المجاعة أو الكارثة الإنسانية. ويحدث هذا
المستوى عندما يكون هناك نقص كامل في الحصول على الغذاء وحالة جوع
جماعية وحالات وفاة ونزوح.
وطبقا لما ذكره برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة تواجه
كينيا حالة طوارئ إنسانية ولكنها ليست في مرحلة مجاعة، وهناك أجزاء من
شمال وشمال شرق أوغندا في المرحلة الثانية، وهناك جزء كبير من جنوب
إثيوبيا في مرحلة الطوارئ في حين أن المناطق الشمالية والوسطى للبلاد
مقسمة بين المرحلتين الثانية والثالثة. . بحسب شبكة الأنباء الإنسانية
إيرين.
حدثت 42 موجة جفاف في القرن الإفريقي منذ عام 1980 وهو ما كانت له
تأثيرات على ما يقدر بحوالي 109 مليون شخص، حيث عانى 47 مليون شخص من
الجفاف في القرن الإفريقي في العقد الماضي وحده. وقد حدثت المجاعة
الأكثر شهرة في إثيوبيا في عام 1984 حيث تشير بعض التقديرات إلى أن
العدد الإجمالي للقتلى آنذاك بلغ مليون شخص.
تعد منطقة شابيلي السفلى في الصومال- أحد المناطق التي ضربتها
المجاعة حالياً- سلة الخبز التقليدية للبلاد والمنطقة الرئيسية لإنتاج
الذرة فيها. وقد أنتجت البلاد في الماضي حبوباً كافية لتلبية متطلبات
السوق الأساسية. ولكن مزيجاً من النزاعات- الذي أدى إلى نزوح الكثير من
المزارعين والتجار- وندرة الأمطار في السنوات الأخيرة قد أدى إلى
انخفاض شديد في الإنتاج، وفي عام 2010 على سبيل المثال وعلى الرغم من
هطول أمطار جيدة خلال الفترة من إبريل إلى يونيو فإن الحبوب المحلية
وفرت فقط حوالي 40 بالمائة من احتياجات الاستهلاك القومي.
مجاعة الصومال
فيما تعرض منطقتين على الأقل في جنوب الصومال إلى مجاعة، نتيجة أسوأ
موجة جفاف تضرب منطقة القرن الأفريقي، ووجهت نداءً عاجلاً إلى المجتمع
الدولي لسرعة تقديم مساعدات الإغاثة لسكان المناطق المنكوبة بالمجاعة.
وذكرت المنظمة الدولية إن موجة الجفاف دفعت عشرات الآلاف إلى النزوح،
سيراً على أقدامهم ولعدة أيام، إلى دول مجاورة، بحثاً عن مصدر للغذاء،
وقالت إن حوالي خمسة آلاف من سكان جنوب الصومال، يتدفقون أسبوعياً على
مخيمات اللاجئين في كل من كينيا وإثيوبيا المجاورتين.
وقال مارك بودين، منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في الصومال،
إن "ما يقرب من نصف سكان الصومال (حوالي 3.7 مليون شخص) يعيشون الآن
ظروفاً مأساوية، من بينهم حوالي 2.8 مليون شخص، يعيشون في الجنوب،
وأعلنت الأمم المتحدة منطقتي جنوب باكول ولاور شبيلي منكوبتين
بـالمجاعة، وحذرت من أن خطر المجاعة قد يهدد مناطق أخرى في الدولة
العربية التي تعاني فوضى عارمة، نتيجة عدم وجود حكومة مركزية، منذ سقوط
نظام محمد سياد بري عام 1991، فيما أفادت المفوضية العليا لشؤون
اللاجئين بأنه ومع ازدياد خطورة الوضع في الصومال، حيث يعاني مئات
الآلاف من المواطنين بسبب الجفاف والنزاع، زادت المفوضية من مساعداتها
مع توزيع المساعدات في أجزاء من وسط وجنوب الصومال ،وقال أدريان
إدواردز، المتحدث باسم المفوضية إنه رغم "محدودية الحركة، وصعوبة
الوصول إلى المتضررين، إلا أننا تمكنا عبر العمل مع الشركاء في الميدان،
من توزيع المساعدات إلى نحو 90 ألف شخص في مقديشو، وبليت هوا، ودوبلي
في جنوب غربي الصومال، وتقدم المفوضية المساعدات ومواد الإغاثة لنحو
126 ألف شخص في أجزاء من منطقتي جيدو وجوبا في الغرب، مع إرسال مساعدات
إضافية إلى مقديشو، وممر أفغويي غربي العاصمة الصومالية.
كما تعزز المفوضية من آلياتها لمتابعة تحركات السكان ومراقبة
الحماية في الممرات المؤدية إلى مخيمات داداب في كينيا، ودولو أدو في
إثيوبيا، وقال إدواردز: بالنظر إلى الوضع الصحي الخطير للكثير من
اللاجئين القادمين إلى المخيمات في الدول المجاورة، تعتقد المفوضية أنه
من المهم أن يحصل الناس في الصومال على المساعدات المنقذة للحياة داخل
البلاد، وهذا سيخفف من الحاجة إلى عبور الحدود إلى الدول المجاورة،
وفيما أكد أن المخيمات "تكاد تنفجر من الأعداد الكبيرة للقادمين، فقد
أشار إلى أن المفوضية تنظر في كل السبل الممكنة لتوفير المساعدات داخل
البلاد. بحسب السي ان ان.
من جانبه، أشار بول سبيغل، رئيس الصحة العامة في المفوضية، إلى أن
الأوضاع في مخيم دولو أدو بإثيوبيا مزرية للغاية، حيث ترتفع معدلات سوء
التغذية بين الأطفال، مع ارتفاع الوفيات جراء ذلك، أما رؤوف مازو، نائب
المدير الإقليمي للمفوضية، فقال إنه لا توجد موارد كافية للاستجابة
للاحتياجات، وقال إن النداء الذي أطلق الأسبوع الماضي للمطالبة بمبلغ
136 مليون دولار، لم تتجاوز الاستجابة له 17 في المائة حتى الآن.
الجفاف في تكساس
كما أفادت تقديرات لهيئة الغابات في تكساس بأن الجفاف الشديد الذي
اجتاح تلك الولاية الأمريكية على مدار العام المنصرم أدى الى تدمير ما
يصل الى نصف مليار شجرة، وقال بورل كاراواي رئيس دائرة حماية الغابات
بالهيئة في 2011 شهدت تكساس جفافا غير مسبوق مصحوبا برياح عاتية ودرجات
حرارة قياسية، وهذه الظروف مجتمعة كان لها اثر قاس على الأشجار في
أنحاء الولاية، وأضاف أن الولاية خسرت ما بين 100 مليون الى 500 مليون
شجرة، وهذا الرقم لا يتضمن الأشجار التي دمرت في حرائق الغابات التي
أتت على ما يقرب من أربعة ملايين فدان في تكساس منذ بداية 2011، ويلقى
باللوم على حريق غابات هائل في باستروب شرقي اوستن أدى الى تدمير 1600
منزل- في فناء 1.5 مليون شجرة، وقال كاراوي أن الأشجار التي دمرت كانت
في المدن والريف وتمثل نحو 10 بالمائة من جميع أشجار الولاية، وقال
باري وورد المدير التنفيذي لمؤسسة (أشجار من اجل هيوستون) Trees For
Houston غير الهادفة للربح والتي تدعم جهود التشجير هذا حدث له تأثير
على الأجيال، الأشجار تستغرق ما بين 20 الى 30 عاما لكي تنضج. بحسب
رويترز.
هذا سيحدث فرقا جماليا لعقود قادمة، ووفقا لخبير الأرصاد الجوية
بالولاية جون نيلسن جامون فان العام المنقضي بين الأول من نوفمبر تشرين
الثاني 2010 والحادي والثلاثين من أكتوبر تشرين الأول 2011 كان الأكثر
جفافا في تاريخ تكساس، وبالتزامن مع الجفاف كان هناك طقس حار، وقالت
هيئة الأرصاد الجوية أن الأشهر الثلاثة من يونيو حزيران حتى نهاية
أغسطس أب في تكساس كانت أكثر فصل حار سجلته أي ولاية في تاريخ الولايات
المتحدة.
جفاف شديد في ألمانيا
في سياق متصل لم يسبق وأن كان منسوب مياه الأنهار الألمانية، وخاصة
نهر الراين، منخفضا إلى هذا الحد ، فهذه السنة فقد أنحبس المطر وسطعت
الشمس في معظم أيامه، إذا لم تسجل تساقطات مطرية خلال الأيام القادمة،
فإن هذا العام سيكون الأكثر جفافا في ألمانيا.
ويقول خبراء الأرصاد الجوية إن خريف 2011 امتاز بشدة جفافه ،وهناك
مدن ألمانية، مثل برلين وهامبورغ وفرانكفورت وميونيخ، لم تعرف المطر
منذ مطلع الشهر الجاري. فآخر يوم هطلت فيها أمطار في فرانكفورت وميونيخ
كان في العشرين من تشرين الأول أكتوبر الماضي، وفي برلين في الثاني عشر
من نفس الشهر، وكان المطر قليلا في الربيع أيضا، ففي شهري آذار مارس
ونيسان أبريل كان الجو صيفا مع درجات حرارة أعلى من المتوسط. فكمية
الأمطار التي هطلت في آذار مارس كانت ثلث الكمية المعتادة وفي نيسان
أبريل بلغت نصف الكمية، وهذا بدوره أثر على كمية الثلوج التي تغذي
الأنهار في الصيف والخريف بالمياه حين تذوب، وعادة ما تغطي الثلوج سفوح
الجبال الألمانية في مثل هذا الوقت من السنة، إلا أن انحباس المطر لهذه
الفترة الطويلة جعل المسؤولين يخشون من اندلاع الحرائق في الغابات
المرتفعة، كما يؤثر الجفاف على سياحة التزحلق على الجليد في ألمانيا.
إذ لم يسقط حتى الآن سوى 20 سنتيمترا من الثلوج على أعلى جبل في
ألمانيا، تسوغ شبيتسه، والذي يبلغ ارتفاعه حوالي 3000 متر. أما الجبال
المنخفضة فلم تهطل الثلوج عليها حتى الآن، مما اضطر أصحاب مناطق التزلج
للجوء إلى نافثات الثلوج الاصطناعية. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
أما أنهار الراين والدانوب وإلبه والموزل، فقد انخفض منسوب المياه
فيها بشدة، مما أثر على الملاحة البحرية. وتراجع منسوب المياه في نهر
الراين بمقدار 1,5 متر عن معدله في مثل هذا الوقت من العام، مما أجبر
السفن على تحميل ربع حمولتها فقط. وأدى تراجع المياه إلى العثور على
عدد من القنابل التي ألقتها طائرات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية
على ضفاف الأنهار، كما تم العثور على عدد من البراميل المليئة بمواد
كيميائية سامة كان أصحابها قد تخلصوا منها بشكل غير مشروع وألقوا بها
في الأنهار.
شمالي أفغانستان
من جهة أخرى يطارد الأفغان في الشمال الجفاف والجوع في الشتاء، وفي
هذا الصدد قال زارا.. أم أفغانية لسبعة أطفال لا تدري ماذا تقول لهم
عندما يسألونها عن طعام العشاء. تصيبها الحيرة، فتحاول تصبيرهم بطلب
انتظار عودة الأب لعله يحمل شيئا يخفف من جوعهم، وتلك المرأة الأفغانية
واحدة من بين 2.6 مليون أفغاني يواجهون خطر الموت جوعا نتيجة الجفاف
الذي ضرب شمالي أفغانستان بصورة لم تعرفها البلاد منذ عقود، وأصاب 14
ولاية تقع في الشمال من ولايات أفغانستان البالغة 34 ولاية، ودفعت
الأمراض التي أصابت الأطفال بسبب الجوع والجفاف بكثير من العائلات إلى
بيع مواشيها بثمن بخس، بينما نزح آخرون نحو المدن بحثا عن الغذاء
والماء وفرصة عمل. فيما تسابق المؤسسات الإغاثة الزمن لتقديم المساعدة
الممكنة قبل سقوط الثلوج وتراكم الجليد، وفي ولاية بلخ التي أصابها
الجفاف، قال منسق الأزمات رحمة الله زاهد إن أشد ما يقلقنا هو كيفية
الوصول إلى المناطق النائية في الشتاء، فإذا تساقطت الثلوج وتراكم
الجليد فإن سكان تلك المناطق سيواجهون خطر المجاعة. بحسب أسوشيتد برس.
ويحاول مسؤولو المعونة معرفة كيفية إنهاء حلقة مفرغة من الإغاثة
والجفاف مرة أخرى في تلك المنطقة من البلاد التي عانت نقصا في المواد
الغذائية والمياه خلال ثماني سنوات من بين الـ11 سنة الماضية، كما
يحاولون تثقيف المزارعين لتجنب الزراعة في المناطق المعرضة للجفاف،
وتوجيههم لزراعة محاصيل مثل اللوز والعنب التي تحتاج لكمية أقل من
الماء مقارنة بزراعة القمح، في مدينة مزار شريف تجمع مئات النازحين
الذين فروا من المناطق الجبلية الجافة والوعرة الأسبوع الماضي، لا
يحملون من متاعهم شيئا يذكر، مشهد هؤلاء النازحين يدعو للأسى، فكل ما
لديهم أكياس قماش متسخة وبالية، وأدوات متواضعة للطعام، ينتظرون
المساعدة التي يقدمها المجلس النرويجي للاجئين، تقول زارا التي نزحت
وأسرتها إلى مزار شريف، وهي جالسة القرفصاء إلى جانب حقيبة مساعدات، إن
كل ما تأمله أن يجد زوجها عملا يمكنه من شراء بعض الخبز والخضر للأبناء،
وتضيف بأن الضباب الخفيف بدأ بالانخفاض، وجاءت الأمطار بعد فوات الأوان
وبعد أن دمرت المحاصيل منذ أشهر بسبب الجفاف.
دجلة والفرات بعد 40 عاما
كما يقول الخبراء أن نهري دجلة والفرات على وشك الجفاف، وهو ما يهدد
البلاد والمنطقة بكارثة بيئية وخيمة العواقب، وفي مداخلته قال لارس
ريبه، المتخصص بتقنيات توزيع المياه والري بالشرق الأوسط في جامعة
كولونيا، إن غياب دراسات علمية حول الوضع البيئي في دجلة والفرات يبقى
عائقا يحول دون معرفة نوعية المشاريع التي لها أولوية في إنقاذ النهرين،
وتتجلى الصعوبة الأخرى في أن تركيا من بين الدول القليلة التي لم توقع
بعد على الاتفاقية الدولية المنظمة لاستغلال المياه المشتركة، فمشكلة
المياه المشتركة أصبحت مشكلة عالمية رغم أن الشعوب لها حق تاريخي في
استغلال مياه لا تنبع من أراضيها، وعلى سبيل المثال فإن نسبة 95 في
المئة من مياه الفرات تأتي من تركيا، ولفت البروفسور كيرك يونكر،
المتخصص في القوانين الدولية للبيئة وحماية المياه، والمستشار لدى
الحكومة الأمريكية لشؤون البيئة والمياه، الانتباه إلى العملية غير
المتجانسة التي يعرفها العالم والتي تتجلى في الازدياد المتواصل لكثافة
سكان الأرض مقابل تناقص منابع المياه، ليتساءل بعدها إن كان بمقدور
القانون الدولي وحده حل النزاعات على الثروات المائية، شدد يونكر على
أهمية إيجاد حلول بين الأطراف المعنية فيما بينها، لأن هناك عادات
وتقاليد متوارثة في توزيع المياه.
و بلغة الأرقام ستتراجع الطاقة الاستيعابية لدجلة من 49 بليون متر
مكعب، سنة 2009، إلى 9 بليون متر مكعب سنة 2025، أما الطاقة
الاستيعابية للفرات فسوف تتراجع من 19 بليون متر مكعب سنة 2009 إلى 8
بليون متر مكعب سنة 2025. حوالي 21 في المائة من المياه العراقية غير
صالحة للشرب و 8 بالمائة من سكان العراق يشربون مياها ملوثة، وإذا
استمر الحال على ما هو عليه فسوف يختفي دجلة والفرات سنة 2040، بهذه
الأرقام التي تتحدث عن نفسها وتظهر خطورة الوضع استهل البرفسور
فلاديمير كريبل عرضه. والبروفسور فلادمير كريبل، متخصص بالمياه وتقنية
التحلية والتعقيم في البلدان النامية وخاصة العراق، وهو أيضا خبير لدى
الأمم المتحدة. وقال إن من بين الإجراءات التي يجب القيام بها، إيجاد
شركاء في العراق للتنسيق مع منظمة الزراعة العالمية والأمم المتحدة"،
مشددا على أهمية دعم مشاريع تطهير المياه الملوثة.
العراق يقاوم
من جهته قال مسؤول زراعي أن العراق يخطط لبدء زراعة جيل جديد من
بذور الحبوب يأمل في أن تكون أكثر مقاومة للجفاف وملوحة التربة ويمكن
أن تساهم في تعزيز محصول القمح في غضون عامين، وكانت أدارة الأرصاد
الجوية العراقية أنها تتوقع موجة جفاف تستمر ثلاثة أعوام بينما تعمل
وزارة الزراعة على تحسين الري وإنتاج بذور تتناسب بشكل أفضل مع مناخ
العراق الحار الجاف، قال مثنى عكيدي مدير عام الهيئة العامة للبحوث
الزراعية أن الهيئة تقوم بإنتاج أنواع مختلفة من الحبوب بينها نوعان من
القمح الصلد وقمح الطحين لجعلهما أكثر قدرة على مقاومة الجفاف، وقال
عكيدي أن العراق أنتج بذور القمح هذه لإيجاد أصناف تستطيع النمو في
البيئة العراقية وتتكيف مع التغيرات المناخية الحالية والمستقبلية،
وأضاف أن من بين مواصفات هذا القمح مقاومة الملوحة والجو الجاف مع
إنتاجية عالية. بحسب رويترز.
وحصد العراق 1.73 مليون طن من القمح في موسم 2010-2011 انخفاضا من
1.866 مليون طن في موسم 2009-2010 بعد جفاف في هذا العام، لكن عكيدي
قال أن البذور الجديدة وتحسين الري يمكن أن يزيد أجمالي أنتاج القمح
الى ثلاثة أمثاله بحلول 2015، وستبدأ زراعة البذور الجديدة في 2011
و2012 وسيشهد موسم 2014-2015 جني أول محصول استهلاكي. |