الكتب الالكترونية... وتيرة سريعة صوب التغيير

 

شبكة النبأ: تحول الحديث عن منافسة الكتب الالكترونية للكتب التقليدية الى مسألة زوال الاخيرة اذا استمر الوضع بنفس هذا الاقبال الواسع على شراء الاجهزة الرقمية وما تحويه من كنوز معرفية تتجاوز الالاف من الكتب المتنقلة بين يدي القارئ، وقد جاءت ثورة الاجهزة اللوحية "متعدد الوسائط" لتعزز مكانة الكتب الالكترونية وتزيد من صعوبة المنافسة التقليدية.

وقد غيرت "الاجهزة اللوحية" الكثير من المفاهيم المعتمدة في  القارئ الالكتروني بنسخة القديمة، الامر الذي ادى الى تقليل مخاطر اجهاد العين بعد القراءة لوقت طويل، بعد ان بادرت شركة "ابل" الى التغيير من خلال منتجها "اي باد" وابتداءً من الإضاءة الخلفية وحجم الشاشة مروراً بعمر البطارية وسعة الذاكرة وتطور المواصفات وختاماً بعشرات المنتجات الجديدة والتنافس في السعر والمواصفات من قبل الشركات المصنعة.    

الاجهزة الرقمية تهدد الحبر والورق

فأجهزة القراءة الالكترونية والاجهزة اللوحية قد تجعل الورق امر باليا بالنسبة لناشري الكتب والمجلات والصحف التي راح قراؤها يعتادون اكثر فاكثر على القراءة على الشاشة من الروايات الى الاخبار، ويؤكد المحلل تيم باجاران رئيس "كرييتيف ستراتيجيز"، "انها مجرد مسألة وقت قبل ان يتوقف قطع الاشجار وتصبح كل المنشورات رقمية"، ومنذ اربع سنوات تساهم شركة امازون العملاقة للتوزيع عبر الانترنت في الترويج لاستخدام الشاشات لقراءة الروايات من خلال جهاز "كيندل" لقراءة الذي تنتجه، وفي العام 2010 فتحت "آبل" شهية كبيرة على اجهزتها اللوحية "آي باد" المثالية لالتهام كل الاشكال الرقمية من افلام ومجلات وكتب، وازدهار مبيعات اجهزة القراءة والاجهزة اللوحية من شأنه ان يسمح بارتفاع المبيعات العالمية من الكتب الرقمية الى 9،7 مليارات دولار بحلول العام 2016 اي اكثر بثلاث مرات من حجمها في 2011 على ما افاد تقرير لشركة الاستشارات "جونيبر ريسيرتش"، وتقول انجيلا بوب المديرة التنفيذية المساعدة لمجموعة دراسات الكتب (بي اي اس جي) ان "سوق الكتب الالكترونية تتطور بسرعة كبيرة وسرعة تطور تصرفات المستهلكين تقاس بالاشهر وليس بالسنوات"، وبالفعل فان القراء الذين يذوقون طعم الرقمي ينجذبون سريعا اليه، فنحو نصف قراء الكتب الورقية والرقمية في آن، مستعدون للتخلي عن الورق اذا عثروا على الكتاب الذي يبحثون عنه بشكل رقمي. بحسب فرانس برس.

على صعد المكتبات المهددة بالاختفاء، فبعضها يحاول المقاومة من خلال ركوب الموجة مثل المكاتب الاميركية "بارنز اند نوبل" مع جهاز القراءة "نوك" او الفرنسية "فناك" مع جهاز "كوبو باي فناك"، ويقول المحلل آلن فاينر من شركة "غارتنر"، "انا من الذين يعتبرون ان الحماسة الجديدة على الكتب الرقمية تطور اهتمام الناس بالقراءة"، وبالفعل تظهر الدراسات ان امتلاك جهاز قراءة يؤدي الى ارتفاع في ميزانية القراءة وهو نبأ سار بالنسبة لدور النشر، ويضيف "في كل مرة يتم فيها تحفيز الناس على القراءة باي طريقة كانت فاننا نطلق الرغبة بالقراءة وهذا الامر يشمل كل الاشكال" معربا عن اقتناعه بان الكتب الورقية ستحتفظ بجزء من السوق ولا سيما بالنسبة للكتب التي تقرأ في المنزل، ويقول المحلل "هل ان هذا الامر سيدفع دور النشر الى التفكير بطريق مختلفة؟، بالطبع، الا ان ذلك لا يعني ان النشر على الورق قد انتهى"، ويقول باجاران من جهته ان الحبر والورق لن يختفيا قبل عشر سنوات، ويوضح "كل الذين هم فوق سن الخامسة والربعين شبوا على هذا الشكل من اشكال النشر وسيبقى تاليا مناسبا اكثر بالنسبة لهم لفترة طويلة"، الا ان الاستحقاق سيكون اقرب بالنسبة للصحف والمجلات، ويتوقع فانير ان "تختفي النسخ الورقية لصحف فيما ستجد المجلات توازنا بين الورقي والرقمي".

وراهنا تنفق الصحف كثيرا على الورق والطباعة والتوزيع في حين ان المقالات التي تطبع على الورق لا يمكن ان تكون المعلومات الواردة فيها حديثة مثل تلك الواردة على الموقع الالكتروني، لذا اطلقت مجموعة "نيوز كوربرشين" مطلع العام في نيويورك صحيفة مصممة خصيصا للشكل الرقمي بعنوان "ذا ديلي"، وتحسن الصحف التقليدية مواقعها الالكترونية وتطلق نسخا تتكيف مع اجهزة القراءة والاجهزة اللوحية، وفي تشرين الثاني/نوفمبر كلفت مجموعة "تايم ورنر" الى خبيرة في الاعلان الرقمي لورا لانغ رئيسة "ديجيتاس" (مجموعة بوبليسيس)، ادارة مجموعة "تايم" الصحافية اول ناشر للامجلات في الولايات المتحدة، ويقول فاينر "المجلات لا تزال تحاول حتى الان ادراك كيف تكون التكنولوجيا الرقمية"، اما المجموعات عبر الانترنت فبدأت تأخذ شكل المجلات فقد اطقت "ياهو!" مؤخراً "لايف ستاند" الذي يجمع بين الصور الثابتة والتفاعلية عبر "آي باد"، وهي تنافس بذلك تطبيق "فليب بورد" الذي يقدم من خلال مجلة رقمية مختارات متنوعة من المقالات الصحافية.

مليون "كيندل" يباع اسبوعيا

فيما اعلنت شركة التوزيع العملاقة عبر الانترنت "امازون" انها تبيع اكثر من مليون نسخة عن اجهزة القراءة والالواح من نوع "كيندل" اسبوعيا مع احتلال الجهاز اللوحي المتعدد الوسائط "كيندل فاير" الصدارة، وقال دايف ليمب مسؤول اجهزة كيندل في الشركة "كيندل فاير سجل افضل انطلاقة عرفناها حتى الان، انه الجهاز الذي يسجل افضل المبيعات لدى امازون منذ 11 اسبوعا لقد بعنا الملايين منه ونصنع ملايين اخرى لتلبية الطلب"، واوضح "يضاف الى ذلك ان الطلب يتسارع من اسبوع الى اخر، في الاسابيع الثلاثة الاخيرة"، الا ان امازون وجريا على عادتها لم تنشر اي ارقام حددة بالمبيعات، وكان النقاد استقبلوا الجهاز اللوحي "كيندل فاير" بشكل متفاوت الا انه يجذب بفضل سعره البالغ 200 دولار اي اقل بـ300 دولار من جهاز "آي باد" الذي تنتجه آبل والذي يهيمن على القطاع، وصممت امازون هذا الجهاز اللوحي خصوصا كأداة لاستخدام منتجاتها الرقمية من افلام وكتب وموسيقى واضافت اليه وظائف تصفح الانترنت فضلا عن تطبيقات للالعاب، وهو يباع فقط في الولايات المتحدة، وتضم المجموعة ايضا عدة اجهزة قراءة بالابيض والاسود وشاشة تعمل باللمس او بدونها ومع امكانية الاتصال بالجيل الثالث من الهواتف الخلوية او من دونها تباع اعتبارا من سعر 79 دولارا. بحسب فرانس برس.

الكتـاب الإلكتـرونـي جليس مُكلف

الى ذلك مازال أمام الكتاب الإلكتروني (E-Book) وقتاً طويلاً حتى يحل محل الكتاب المطبوع، ولكن الخبراء يقولون إن الكتاب الإلكتروني يسير على الطريق الصحيح لينشئ لنفسه كياناً راسخ الأقدام، وتقول نينا كرويتسفيلت التي بصدد إنشاء متجر إلكتروني باللغة الألمانية لشركة الكتب الإلكترونية الكندية oboK «ربما تسبقنا أميركا الشمالية بعامين، ونحن مازلنا بحاجة إلى بعض الوقت كي نلحق بركبهم»، وتتابع كرويتسفيلت «ولكننا حققنا الآن تطوراً مثيراً جداً، وأعتقد أننا سنتقدم خطوة كبيرة للأمام في غضون عام»، وقبل عام احتارت دور النشر كثيراً في الإجابة عن هذا السؤال، هل من الأفضل قراءة الكتب الإلكترونية على أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية (E-Reader) الكلاسيكية أم على الحواسب اللوحية الجديدة من قبيل «آي باد» من شركة آبل الأميركية، وفي الآونة الأخيرة بات معظم الخبراء يعتقدون بإمكانية استخدام كلا النوعين كأجهزة لقراءة الطبعات الإلكترونية من الكتب، ويؤكد المدير التنفيذي لأحد متاجر الكتب الإلكترونية بير دالهايمر، على ذلك قائلاً «أرقام المبيعات التي نعرفها تبين وجود كلا النوعين جنباً إلى جنب في السوق»، ويتابع «يصلح الحاسب اللوحي لقراءة الكتب الإلكترونية في المنزل مثلاً، على الأريكة أو في الفراش، أما أثناء التنقل أو عند قراءة الكثير من الكتب الإلكترونية، فحينئذ يكون قارئ الكتب الإلكترونية هو الخيار الأنسب، وذلك بفضل طول مدة تشغيل بطاريته»، ويأتي قارئ الكتب الإلكترونية مزوداً بشاشة تعمل بتقنية الحبر الإلكتروني، حيث يتم عرض الكتب على شاشة مطفأة غنية بالتباين ومناسبة لعين القارئ، ولا يوجد بهذه الشاشة إضاءة للخلفية، حيث يحتاج القارئ إلى ضوء النهار أو ضوء صناعي للقراءة، مثلما هو الحال عند قراءة الكتب المطبوعة، وهنا لا يتم استهلاك الطاقة إلا من أجل تصفح الكتاب فقط، ومن ثم يعمل الجهاز أسابيع عدة دون الحاجة إلى إعادة شحن البطارية. بحس وكالة الانباء الالمانية.

ومن أشهر أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية وأكثرها انتشاراً جهاز Kindle من شركة آمازون، ويُعد هذا الجهاز المزود بشاشة مقاس ست بوصات جزءاً من مفهوم شامل، حيث يكون المستخدم ملزماً بقراءة الكتب الإلكترونية ذات صيغة Kindle فقط، وبالمثل ربطت شركة آبل بشكل وثيق بين حاسبها اللوحي «آي باد» ومتجر الكتب الإلكترونية الخاص بها، إذ يجلب الجهاز كتب القراءة من متجر الكتب الإلكترونية، أما غالبية الشركات الأخرى فتعول على الصيغة القياسية BUPE المرتبطة بتقنية لحقوق الطباعة والنشر من شركة أدوبي الأميركية، وتعتبر شركة سوني من الشركات التي لديها تاريخ يمتد لسنوات عديدة كصانع لأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، وقريباً ستطرح الشركة اليابانية جهازها الجديد PRS-T1 بالأسواق والذي يأتي مزوداً بشاشة لمسية مُحسّنة وذاكرة داخلية سعة 2 غيغابايت مع إمكانية زيادتها بواسطة بطاقات Mikro-S، وتعتزم سوني إطلاق متجر للكتب الإلكترونية خاص بها بحلول نهاية العام الجاري، كما أنها تطرح حالياً بالأسواق موديلين من الحاسبات اللوحية، أحدهما الجهاز Tablet P الذي يشتمل على شاشتين يمكن فتحهما مثل صفحتي الكتاب من أجل قراءة الكتب الإلكترونية، ويقول مدير قسم أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية لدى سوني فوجيو نوغوشي «لا نرى أي تنافس بين الحواسب اللوحية وأجهزة قراءة الكتب الإلكترونية، بل نرى أنهما يكملان بعضهما البعض» ويشير نوغوشي إلى أن أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية تتمتع بمميزات تتمثل في انخفاض سعرها وشاشتها الغنية بالتباين وطول مدة تشغيل البطارية، وهي أمور يقدرها المستخدمون كثيرو القراءة على وجه الخصوص.

ويتوقع بير دالهايمر أن تواصل أسعار أجهزة قراءة الكتب الإلكترونية انخفاضها في الفترة المقبلة، ومثل متاجر الكتب الإلكترونية الأخرى ينتهج المتجر الذي يعمل به دالهايمر «استراتيجية الأجهزة المتعددة» التي تقوم على إتاحة إمكانية قراءة الكتب الإلكترونية على أي نوع جهاز مناسب، أيضاً على الحواسب اللوحية المختلفة والهواتف الذكية بواسطة التطبيقات المناسبة (Apps)، وتقول مديرة متجر الكتب الإلكترونية نينا كرويتسفيلت، «يتمثل هدفنا في أن نتيح لجميع القراء في العالم إمكانية العثور على الكتاب المنشود وقراءته في أي وقت»، كما تقدم الشركة الكندية قارئاً للكتب الإلكترونية مناسباً لهذا الغرض نظير 149 يورو، وتؤكد كرويتسفيلت قائلة «تحتل الكتب لدينا بؤرة الاهتمام، إذ نقدم نحو 2.5 مليون عنوان»، وكما هو الحال مع آمازون، تنشر شركة oboK الكتب الإلكترونية على سيرفر، مما يتيح إمكانية مزامنة آخر موضع تم التوقف عنده أثناء القراءة بين الأجهزة المختلفة، وبالإضافة إلى ذلك تعول Kobo على تبادل الخبرات بين القراء، حيث تقدم لعملائها الموقع Reading Live الذي يعد نوعاً من أنواع الشبكات الاجتماعية، ومازالت هناك نقطتان تعكران صفو قراءة الكتب الإلكترونية، هما السعر وقيود نظام إدارة الحقوق الرقمية التي تتيح قراءة الكتب الإلكترونية على عدد محدود من الأجهزة، غير أن مدير معرض الكتاب بمدينة فرانكفورت، غرب ألمانيا، يتوقع أن تخف قيود نظام (DRM) تدريجياً، إذ يقول «في بادئ الأمر يحاول المرء حماية كل شيء، وبعد ذلك تخف القيود تدريجياً»، وكإمكانية بديلة لنظام (DRM) يمكن حماية الكتب الإلكترونية بواسطة «علامة مائية رقمية» تشير إلى المشتري بخط شبه شفاف، ومن ثم تمنعه من إعداد نُسخ غير قانونية من الكتاب الإلكتروني وإتاحتها لجميع المستخدمين حول العالم.

مكتبـة في حقيبة صغيرة

في سياق متصل وبينما يبدأ فصل الصيف في التوهج في نصف الكرة الشمالي، يبدأ فصل الشتاء في النصف الجنوبي، ومع بداية كلا الفصلين يبدأ التركيز على القراءة، وحان الوقت لنلقي نظرة اهتمام على نوعية جديدة من القراء، إذ أصبحت الكتب الالكترونية الشكل الجديد للثقافة التي تمخضت عنها ثورة عصر المعلومات، شغلهم الشاغل، أيقظ «آي باد» آخر ابتكارات شركة «أبل» اهتمام الناس حول هذا الجهاز المحمول الذي يستوعب المئات من الكتب في وقت واحد ويمكن حمله في حقيبة يد أو حافظة، ومن هنا بدأ التساؤل يفرض نفسه علينا هل هذه النوعية من الكتب الالكترونية جيدة ومناسبة بالنسبة لسعرها، وهل سيؤدي انتشارها إلى الاستغناء عن كل الكتب الورقية التي اعتدنا قراءتها؟، أولاً يجب أن نعرف أن «آي باد» هو جهاز متعدد الوظائف لا يقتصر على عرض الكتب فقط، فيمكنك من خلاله مشاهدة الافلام وتصفح الانترنت والتمتع بالألعاب، إنه يختلف جوهرياً عن الكتب التقليدية، فـهو إحدى وسائل التكنولوجيا، إذ تعرض لك الكتب من خلال شاشة، ولعل الإضاءة الخلفية التي تضيء الشاشة من أكثر العيوب وضوحاً، فالقراءة لفترات طويلة من خلال هذه الشاشات تؤدي إلى اجهاد العين وهذا يجعل نظام القراءة الالكترونية ليس الخيار الافضل، خصوصاً اذا كنت ترغب في القراءة لساعات طويلة، وهذا امر وارد حدوثه مع رواية جيدة، على سبيل المثال، كما أن من عيوب جهاز القراءة الإلكتروني صعوبة استخدامه في الهواء الطلق مع أشعة الشمس، لأن الاضاءة تنعكس، وإذا وضعنا في الاعتبار ان معدل القراءة يزيد في الاجازات فسيمكننا استيعاب حجم المشكلة، وقد حاولت الشركات المنتجة لهذه المشكلة تغيير نظام الاضاءة الخلفية في الجيل الجديد من خلال نوع من الحبر لا يحتاج إلى الاضاءة الخلفية للشاشة، وتقترب كثيرا من شعور القارئ عند قراءة كتاب ورقي. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

اما عن كيف تختار القارئ الالكتروني، وما الصفات الواجب توافرها في الجهاز الجيد؟، يجب ان تكون الشاشة كبيرة وأن تحتوي على مجموعة قيمة من الكتب، كما يجب أن يكون عمر البطارية طويلاً وان يحتوي على العديد من البرامج والفورمات المتنوعة، بالاضافة إلى ضرورة صناعته من مادة صلبة قوية، وهذه هي العوامل الاساسية التي يختار الجهاز على أساسه، وتستخدم معظم أجهزة القراءة الالكترونية المتوافرة حاليا بالاسواق نوعاً من الحبر الالكتروني يستخدم خصوصاً مع شاشات عالية الجودة، ما يجعل الحروف تبدو كأنها حبر على ورق، ما يسهل القراءة، كما يمكنك التحكم بنوعية الخط وعرضه فهما قابلان للتعديل اذا كان لديك مشكلة بصرية أو تفضل النصوص ذات المقطع الكبير، وتعد نوعية الشاشة وما تحتويه عاملاً جوهرياً عند اختيار القارئ الالكتروني، فما يحتويه «آي باد» من كتب يختلف من شركة إلى اخرى، فكل شركة لديها مخزون مختلف من الكتب، فشركة (امازون) مثلا لأنها مكتبة موجودة بالفعل ولها كتبها الخاصة بها تختلف عن شركة سوني التي تنتج العديد من أهم اجهزة القارئ الالكتروني، ويجب ألا ننسى أن هناك العديد من الكتب المهمة الكلاسيكية منها أو الحديثة، هذه الكتب يجب أن تكون في متناول الجميع وألا يحتكرها أحد، وينبغى على جميع أجهزة القارئ الالكتروني شراء حق الوصول اليها، إما عن طريق الموقع المخصص للشركة على الانترنت أو عن طريق توافر دعم لتنسيقات الملفات المتعددة، فيجب على أي قارئ الكتروني أن يقبل صيغ النصوص البسيطة HTML وهي اللغة المستخدمة لإنشاء صفحات الإنترنت، وهي ليست لغة برمجة بالمعنى والشكل المتعارف عليهما للغات البرمجة الأخرى كلغة C، فهي مثلاً لا تحتوي على جمل التحكم والدوران، وعند الحاجة إلى استخدام هذه الجمل يجب تضمين شفرات من لغات أخرى.

كذلك فهي لا تحتاج إلى مترجم خاص، وهي غير مرتبطة بنظام تشغيل معين، لأنه يتم تفسيرها وتنفيذ تعليماتها مباشرة من قبل متصفح الإنترنت، وبغض النظر عن النظام المستخدم، لذلك فهي لغة بسيطة جداً، كما يجب ان يفتح القارئ الالكتروني PDF والـOPF.أما المادة المصنوع منها القارئ الالكتروني فمن النادر مناقشتها من قبل منتجيها، فلا مجال للمقارنة بينها وبين الكتب الورقية، إذ يمكنك ان تلقي بحقيبة مملوءة بالكتب الورقية دون ان تتعرض لأدنى ضرر وليس الحال كما هو مع القارئ الالكتروني وشاشتة المصنوعة من الكريستال والمادة السائلة به (LCD) فإن الضرر في هذه الحالة لا يمكن تفاديه والحل الوحيد لهذه المشكلة ان تحاول الحصول على أطول فترة ضمان ممكنة عند شراء الجهاز.

اول مكتبة جامعية رقمية

من جهة اخرى افتتحت منظمة "مكتبات بلا حدود" في بور او برانس مكتبة رقمية هي الاولى من نوعها في هايتي على ما اعلن مدير المنظمة باتريك فيل، فالمكتبة الواقعة في كلية العلوم في الجامعة الرسمية في العاصمة الهايتية تضم حوالى 60 جهاز كمبيوتر وتسمح بالوصول الى ملايين المقالات العلمية والاف المنشورات الدورية مباشرة عبر قواعد بيانات جامعية على ما اوضح فيل، واضاف "هذه مرحلة مهمة جدا للطلاب والباحثين والاستاذة في جامعة هايتي"، وقال فينسان جومو المكلف المشاريع الجامعية في منظمة "مكتبات لا بحدود"، ان المكتبة الرقمية التي اقيمت بالتعاون مع الجامعة الفرنسية انتيل-غويانا "تشكل نافذة على القرن الحادي والعشرين لطلاب هايتي وتشمل افضل ما هو متوافر في اوروبا والولايات المتحدة"، ومنذ الزلزال العنيف الذي ضرب هايتي في كانون الثاني/يناير 2010 كثفت منظمة "مكتبات بلا حدود" نشاطها في هذا البلد وانقذت مجموعات تاريخية واعادت بناء مكتبة هايتي الوطنية ومكتبة وزارة الخارجية اللتين انهارتا جراء الكارثة، وفتحت المنظمة ايضا الكثير من المكتبات المحلية في البلاد موزعة الاف الاعمال في مخيمات المشدرين وسمحت بتدريب موظفين لادارة هذه المكتبات في هايتي وفرنسا. بحسب فرانس برس.

مكتبة الاسكندرية و18 ألف كتاب مجاناً

من جهتها قالت مكتبة الاسكندرية مؤخراً انها أتاحت على موقعها الالكتروني أكثر من 18 ألف كتاب للاطلاع المجاني في معظم العلوم والمعارف العامة وكتب التراث، وقال مجدي ناجي رئيس قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمكتبة الاسكندرية في بيان ان المكتبة الرقمية العربية بمكتبة الاسكندرية تتيح تصفح هذه المجموعة من الكتب كاملةً مجانا اضافة الى امكانية البحث فيها من خلال محركات بحث متطورة، وأضاف أن المحتوى العربي لكتب المكتبة على الانترنت يزيد على 175 ألف كتاب حتى الان ويمكن للزائر تصفح خمسة بالمئة فقط من محتوى الكتب التي تندرج تحت الاعمال الخاضعة لحقوق الطبع والنشر في حين يستطيع تصفح محتوى كتب الملكية العامة التي لا تخضع لحقوق الطبع والتي يزيد عددها على 18 ألف كتاب كاملة. بحسب رويترز.

والكتب التي تتيحها المكتبة الرقمية العربية تشمل علم الحاسبات والمعلومات والفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع واللغة والفنون والاداب والتاريخ والجغرافيا والسير الذاتية اضافة الى كتب تراثية منها (المزهر في علوم اللغة وأنواعها) لعبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي و(صبح الاعشى في صناعة الانشا) لاحمد بن علي القلقشندي و(رسائل ابن رشد، السماع الطبيعي، السماء والعالم، الكون والفساد، الاثار العلوية، كتاب النفس، ما بعد الطبيعة) لمحمد بن أحمد بن رشد، وقال البيان ان الاصدار الجديد للكتب الرقمية بالمكتبة يتميز بتوفير أدوات "هي الاولى من نوعها" لتسجيل الملاحظات داخل الكتاب الرقمي حيث يستطيع القارئ وضع خطوط تحت أسطر معينة من نص الكتاب أو تظليل فقرات أو اضافة ملحوظات وتعليقات شخصية في صفحات الكتاب "مما يتيح للقارئ قدرا كبيرا من الخصوصية في تفاعله مع محتوى الكتاب تماثل تلك الموجودة في الكتب المطبوعة غير الرقمية"، وأضاف أن القارئ يمكنه أيضا أن يكون "مكتبته الشخصية" بحفظ وترتيب الكتب المفضلة لديه في مجلدات خاصة.

كما قالت مكتبة الاسكندرية ان مقتنياتها الالكترونية زادت على 150 ألف دورية وكتاب وأصبح لديها 44 قاعدة بيانات الكترونية منها سبع قواعد بيانات طبية للتيسير على الباحثين، وقالت ايمان النشوقاتي رئيسة وحدة أوعية المعلومات الالكترونية بالمكتبة  في بيان ان أوعية المعلومات المطبوعة والالكترونية بالمكتبة بلغت مليونا و450 ألف كتاب ومرجع ودورية علمية وخريطة ووسائط متعددة ورسالة جامعية منها 60 ألف دورية الكترونية و90 ألف كتاب الكتروني، وأضافت أن قواعد البيانات الطبية الالكترونية السبع تمكن الباحثين في مجال الطب من الاطلاع على ألوف الدوريات المتخصصة بالنصوص الكاملة "فقط من خلال أجهزة الكمبيوتر الموجودة داخل المكتبة"، كما يمكن للجمهور أيضا التصفح المختصر لقوائم قواعد البيانات الالكترونية من خلال الموقع الالكتروني للمكتبة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 27/كانون الأول/2011 - 2/صفر/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م