فنانو العراق يستنطقون الحسين (ع)

مهرجان الحسين الثقافي الفكري والإبداعي الثاني

تقرير : منتصر الطائي

 

شبكة النبأ: بصوت يملؤه الحزن والأسى وله من السحر والتأثير الشيء الكبير، أعتلى الفنان العراقي الكبير جواد الشكرجي المنصة، ليطغى صوته على ضجيج القاعة التي اكتظت بالحضور وهو يقرأ قصيدة "يا مالأ الدنيا دما ومروءة" التي نظمها الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد، مستهلا بذلك أولى العروض الفنية والأدبية فعاليات مهرجان الحسين الثقافي الفكري والإبداعي الثاني في الديوانية.

كان مكان مسرح الحدث، قاعة قصر الثقافة والفنون في الديوانية، أما الحدث فهو مهرجان الحسين الثقافي الفكري والإبداعي الثاني الذي أقامته نقابة الفنانين فرع الديوانية تحت شعار "نهضة الحسين تتجدد لتنير طريق الأحرار" وذلك برعاية مجلس محافظة الديوانية وعلى مدى يومين.

فنانون وشعراء وأدباء من مختلف المحافظات العراقية حضروا وشاركوا في هذا المهرجان، من أبرزهم عملاقا الفن العراقي الفنانان سامي عبد الحميد وجواد الشكرجي على مستوى بغداد، كما حضر فعاليات المهرجان مدير دائرة السينما والمسرح في العراق الدكتور شفيق المهدي والفنانين مهند هادي وجبار العبودي وحسن هادي وآخرون.

وشاركت في هذا المهرجان فرق مسرحية وفنية من الديوانية والمحافظات، بأعمال تجسد القضية الحسينية وما تركته من آثار على الإنسانية جمعاء. وشهد مشاركة دائرة السينما والمسرح والشعبة المسرحية لنقابة الفنانين والشعبة التشكيلية والشعبة الموسيقية.

سبقت انطلاق فعاليات المهرجان المسرحية والشعرية، مسيرة راجلة تتقدمها فرقة الجوق الموسيقي في شرطة الديوانية، حيث بدأت هذه المسيرة من جامع المصطفى وحتى قاعة قصر الفنون التي شهدت فعاليات المهرجان.

وشارك في هذه المسيرة أعضاء في الحكومة المحلية بشقيها التشريعي والتنفيذي وعدد من رجال الدين والأدباء والشعراء والفنانين وعدد من منتسبي الدوائر ومنظمات المجتمع المدني، وبحماية أمنية مشددة.

افتتح المهرجان بالنشيد الوطني، تلته قراءة آي من الذكر الحكيم والوقوف لقراءة سورة الفاتحة ترحما على أرواح شهداء العراق وخاصة من النخب الفنية والثقافية والإعلامية، أعقبت ذلك كلمتان لمحافظ الديوانية سالم حسين علوان ورئيس مجلسها جبير سلمان الجبوري.

فيما اكتفى نقيب الفنانين فرع الديوانية الفنان حليم هاتف في كلمته بفسح المجال لانطلاق فعاليات العروض الفنية والمسرحية لليوم الأول، مؤكدا في كلمته المقتضبة جدا "من مفردات الثورة الحسينية العظيمة يستلهم الفنان المبدع أفكارا ورؤى تتجسد في منجزه الإبداعي".

وأنصت المشاركون في المهرجان والحاضرون إلى نشيد المهرجان "حسيني أنا" والذي نظمه زهير هداد، وكان من الحان وأداء حيدر اللامي وتوزيع فاضل سالم، ليكون مقدمة لقصيدة الافتتاح "يا مالأ الدنيا دما ومروءة" التي نظمها الشاعر عبد الرزاق عبد الواحد وقرأ أبياتها في المهرجان الفنان الكبير جواد الشكرجي.

وكانت أولى الأعمال المسرحية التي قدمت، عملا مسرحية اشرف عليه مدير السينما والمسرح الدكتور شفيق المهدي وكان العمل هو  مسرحية "العشاء ما بعد الأخير"، التي قدمها مركز العهد للفنون بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح، المسرحية من تأليف وإخراج خضر عبد خضير، وتمثيل فائزة جاسم وعلي مجيد ومحمد وجدي وخضر عبد خضير. أما نهاد بدوي فقد تولى مسؤولية موسيقى المسرحية، فيما وقعت على قصي شفيق مسؤولية الإضاءة، والديكور على عباس هاشم، وإدارة المسرح على نزار جبار.

تلاها عرض مسرحي من الناصرية، قدمته فرقة لكش للفنون المسرحية في مساء اليوم نفسه، وهذا العرض هو مسرحية "ليلة مع الحسين" من تأليف طالب خيون وإخراج زيدون داخل، وتمثيل علي الشطري وزيدون داخل وضياء الساعدي وعباس كلف ومظفر العربي، فيما اشرف على التقنيات محسن الشطري وعلي طالب وعلي هاشم الشطري.

وتضمنت الجلسة الصباحية من اليوم الثاني من فعاليات المهرجان، مهرجان الشعر العربي وحلقة الدراسات والبحوث الأكاديمية عن فلسفة ثورة الحسين (ع) على قاعة جامعة القادسية.

وشملت هذه الجلسة، قراءات شعرية للشعراء حسين الكاصد وعماد المطاريحي وكريم الخياط والدكتور دريد الشاروط وهادي السيد كاظم، كما اشتملت الجلسة على بحوث ودراسات للدكتور رحمن غركان عن "عناصر الإبداع في الشعر الحسيني"،  والدكتور شفيق المهدي شارك بورقة تحت عنوان "بين حذوة الحصان والكاظمين الغيض"، أما الدكتورة ناهضة ستار فقد تناولت "جماليات الفكر في أداء شريط موكب الإباء".

وشهد اليوم الثاني من المهرجان أيضا، عددا من العروض المسرحية، استهلت بعرض قدمته نقابة الفنانين فرع الديوانية على قاعة قصر الثقافة والفنون، وهو مسرحية "على طريق الحسين" من إخراج منعم سعيد، وتمثيل محمد رياض الشاهر وامجد جلاب ومصطفى مهدي وحسن ربيع واحمد طالب وياسين الدين علاء الدين وزياد موسى.

فيما اشرف حسين علي عبيد على إدارة المسرح، ومصطفى الخالدي على المؤثرات الصوتية، وزياد الساعدي على الإضاءة وكرار محمد على الأزياء.

وفي مساء اليوم نفسه، قدمت فرقة الحضارة بالتعاون مع دائرة السينما والمسرح وبإشراف مديرها الدكتور شفيق المهدي، مسرحية "الأزقة" شعر عبد الرزاق عبد الواحد، فيما تولى منير راضي العبودي وجاسم محيي مهمة الرؤيا الإخراجية، وكانت المسرحية من تمثيل قائد هادي وجاسم محمد وعبد علي محمد وعلي منير ومحمد جاسم، فيما اشرف على التقنيات الفنية عالي عبود وعلى إدارة المسرح مازن لطيف.

وشهدت الجلسة الصباحية من فعاليات اليوم الثالث من المهرجان، عرض مسرحية "رئيس الملائكة الندي" قدمتها نقابة الفنانين فرع الديوانية وكتب نصها زهير هداد عن قصيدة للشهيد رعد مطشر، وكانت من إخراج صفاء محمد راضي وتمثيل احمد طالب واحمد رياض العراقي. وكان مساعدة المخرج امجد جلاب، وصفاء محمد في سنيوغرافيا، محمد الكناني في التمثيل الموسيقي، وعلاء كاظم على الإضاءة.

واختتمت فعاليات المهرجان، بجلسته المسائية، بتقديم نقابة الفنانين فرع الديوانية، مسرحيتها "الحسين معاصرا" من تأليف سعد هدابي، واخراج فائز ميران، وتمثيل يحيى داوود ومنعم سعيد ونبيل محمد حسون وعبد الستار الربيعي وقيصر الوائلي ومشكور ناصر وفؤاد ميران ومصطفى الهلالي ومصطفى مهدي، فيما كان ماجد نجم على الموسيقى وميثم الصياد ومصطفى العميدي على الرؤيا السينمائية وعارف سلام على إدارة المسرح.

وشهد حفل الختام، توزيع الجوائز على المسرحيات الفائزة، والشهادات التقديرية والدروع على المشاركين، ونشيد "عشاق الحسين" شعر حسن الفؤادي والحان حمزة جواد وأداء علي جواد.

كما شهد المهرجان، معرضا تشكيليا موحدا أقامته الشعبة التشكيلية في نقابة الفنانين فرع الديوانية، وجاء هذا المعرض من اجل النهوض بواقع حسيني بأساليب فكرية وفنية وحضارية تتماشى مع روح العصر الجديد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 25/كانون الأول/2011 - 29/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م