باكستان... بين أزمة الرئيس القلبية وصداع الحلفاء المزمن

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: اتخذت علاقة باكستان بحلفائها الاطلسيين منحى اكثر تأزماً مع الغارات الاخيرة للحلف والتي راح ضحيتها مجموعة من الجنود الباكستانيين، الامر الذي جوبه من قبل باكستان بإيقاف طريق الامدادات والدعم اللوجستي لقوات الحلف المرابطة في افغانستان مع التهديد بـ"رد مؤذي" في حال تكرار الامر، ويبدوا من خلال مسار الاحداث المتوالية ان العودة بعلاقات ما قبل مصرع اسامة بن لادن "والتي كانت السبب في تفجير الخلاف الباكستاني-الامريكي" اصبحت متعسرة للغاية ان لم تكن مهمة مستحيلة، خصوصاً مع الازمة القلبية التي اصيب بها الرئيس الباكستاني زرداري والتي تلقى على اثرها العلاج في مستشفيات دبي، بعد ان توالت الشائعات بتقديم استقالته الطوعية او "الاجبارية" اثر اشتعال فتيل ازمة جديدة بينه وبين الجيش على خلفية ما يعرف بقضية "ميموغيت".

عودة الرئيس

فقد عاد الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري الذي كان في دبي للعلاج الى باكستان مؤخراً وسط توتر متصاعد بين حكومته المدنية والجيش بشأن مذكرة تتهم جنرالات البلاد بالتخطيط لانقلاب، وليس واضحا متى سيعود الرئيس لممارسة عمله، ولا يحظى زرداري بشعبية كما أن علاقته بالجيش متوترة، وقالت شازيه مري وزيرة الاعلام باقليم السند وعاصمته كراتشي "الحمد لله الرئيس بصحة جيدة ولهذا عاد، "لكن أنشطته على مدى الايام القليلة القادمة ستتوقف على مشورة الاطباء"، وقد يتضرر زرداري من المذكرة التي أفادت تقارير بأن الذي صاغها هو السفير الباكستاني لدى الولايات المتحدة التي تريد استقرار باكستان حليفتها حتى تساعدها في انهاء الحرب في أفغانستان المجاورة، وكان رجل الاعمال منصور اعجاز كتب مقالا في صحيفة فاينانشال تايمز في العاشر من اكتوبر تشرين الاول قال فيه ان دبلوماسيا باكستانيا كبيرا طلب تسليم مذكرة لوزراة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يناشد فيها الولايات المتحدة المساعدة في منع انقلاب عسكري في الفترة التالية للهجوم الذي قتل خلاله اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وقال اعجاز فيما بعد ان الدبلوماسي يدعى حسين حقاني الذي كان السفير الباكستاني في واشنطن انذاك والمقرب من زرداري، ونفى حقاني اي علاقة بالمذكرة لكنه استقال بسببه، وبدأت المحكمة العليا جلسات لنظر التماس يطلب التحقيق في من يقف وراءه، ويتمتع زرداري بالحصانة من المحاكمة بوصفه رئيسا لكن الجدل قد يلحق به ضررا سياسيا بالغ، واذا ثبت وجود صلة فان الجيش الذي لا يثق في زرداري منذ فترة طويلة قد يضغط من أجل الاطاحة به، وعلى الرغم من أن زرداري رئيس شرفي الى حد كبير منذ التعديلات الدستورية التي جرت العام الماضي فانه يتمتع بنفوذ لا بأس به كزعيم للحزب الحاكم وستمثل الاطاحة به اهانة للقيادة المدنية وستسقط البلاد في حالة من الفوضى، وفي حين شكك مسؤولون حكوميون في مصداقية اعجاز فان قائد الجيش الجنرال اشفق كياني دعا الى التحقيق في المذكرة التي قال انها حاولت الاضرار بالامن القومي. بحسب رويترز.

يذكر ان الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري قد اجرى ما قال مكتبه انها فحوص طبية روتينية في مستشفى بدبي لكن مصدرا اخر قال ان الغرض هو العلاج من أزمة قلبية بسيطة وأثارت الانباء تكهنات باحتمال استقالته، وقال مكتب زرداري ان تقريرا ورد في موقع اخباري على الانترنت واطلق الكثير من التكهنات غير صحيح، ولم تتأثر الاسواق المالية بهذه الشائعات، وقال فرحة الله بابار المتحدث باسم الرئاسة "الرئيس اصف علي زرداري في مستشفى بدبي لاجراء اختبارات وفحوص طبية كما كان مزمعا"، وأضاف "التقارير التي وردت في بعض قطاعات الاعلام تتكهن بأنشطة الرئيس وارتباطاته محض تكهن وتخيل وغير صحيحة"، لكن مصدرا باكستانيا في دبي مطلع على حالة الرئيس قال ان زرداري أصيب بأزمة قلبية بسيطة، وقال المصدر "قبل يومين أصيب بألم في الصدر" وقرر التوجه الى دبي، وأضاف المصدر أنه قبل ست سنوات أصيب زرداري بأزمة قلبية بسيطة "ومنذ ذلك الحين وهو يتناول أدوية"، وقال ميان منير هانس وهو عضو في حزب الشعب الباكستاني الذي ينتمي له زرداري ومقيم في دبي ان الرئيس وصل الى دبي، وتابع "اتجه الى سيارته في المطار ولم يستقل أي سيارة اسعاف" ورفض توماس موراي المسؤول التنفيذي بالمستشفى الامريكي الذي اتصلت به رويترز التعقيب على هذه التقارير، لكن هانس قال ان هذه الزيارة الطبية "لفحص روتيني على قلبه"، وزخر موقع تويتر ومواقع أخرى للتواصل الاجتماعي على الانترنت بشائعات عن صحته واحتمال استقالته، وقالت فوزية وهاب وهي عضو رفيع في حزب الشعب الباكستاني "بالغت بعض العناصر في هذا الامر لاحداث اضطرابات في البلاد، زيارته لدبي واجرائه فحوصا طبية أمر طبيعي تماما"، وتتعرض الحكومة المدنية في باكستان لضغط شديد خلال الاسابيع القليلة الماضية بعد استقالة سفيرها في واشنطن بسبب مذكرة مزعومة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) طلبا للمساعدة في منع محاولة فاشلة للانقلاب في مايو ايار.

اسلاميون يتظاهرون تأييدا للجيش

الى ذلك شارك نحو 30 ألفا من الاسلاميين في احتجاج للتنديد بالولايات المتحدة واظهار التأييد للجيش الباكستاني الذي دافع عن نفسه مجددا بعد هجوم لحلف شمال الاطلسي عبر الحدود ومذكرة مثيرة للجدل اضعفت الحكومة المدنية، وكان من بين المتحدثين في الاحتجاج حافظ سعيد وهو رجل دين مناهض بشدة للولايات المتحدة ويشتبه في ان له صلات بالجماعة التي انحي عليها باللوم في الهجوم الذي شهدته مدينة مومباي الهندية عام 2008 والذي اسفر عن مقتل 166 شخص، وتحدث ايضا مولانا سميع الحق المعروف بانه ابو طالبان الافغانية التي تقاتل قوات حلف شمال الاطلسي بقيادة الولايات المتحدة عبر الحدود في أفغانستان، وتعرض الجيش الباكستاني لحرج بالغ بسبب غارة شنتها قوات أمريكية خاصة وأدت الى مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في بلدة باكستانية في مايو ايار ليواجه انتقادات عامة لم يسبق لها مثيل، لكن الكثير من الباكستانيين احتشدوا خلف الجيش بعد أن ادت غارة جوية لحلف شمال الاطلسي عبر الحدود في 26 نوفمبر تشرين الثاني الى مقتل 24 جنديا باكستانيا وهوت بالعلاقات المضطربة بالفعل مع واشنطن الى ادنى مستوى له، وسيزيد تأييد الاسلاميين للجيش من الضغط على زعماء باكستان المدنيين خاصة الرئيس اصف علي زرداري الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، وكانت شعبية زرداري قد تضررت أكثر بسبب مذكرة يعتقد أنها تخص سفير باكستان السابق لدى الولايات المتحدة وتتهم الجيش بتدبير انقلاب. بحسب رويترز.

وقال رجل دين يدعى طاهر اشرفي "جميع المنظمات الاسلامية تقف مع الجيش الباكستاني، سنقف سويا وندافع عن اي مؤامرات ضد باسكتان والجيش الباكستاني" في اشارة على ما يبدو الى ما اصبح معروفا باسم ميموجيت او فضيحة المذكرة، وردد الاسلاميون هتافات في مدينة لاهور بوسط البلاد تقول "عاش الجيش الباكستاني"، وكتب رجل الاعمال منصور اعجاز في صحيفة فاينانشال تايمز في العاشر من اكتوبر تشرين الاول ان دبلوماسيا باكستانيا رفيعا طلب تسليم مذكرة لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) تطلب مساعدة امريكية لاحباط انقلاب عسكري في الايام التي تلت مقتل اسامة بن لادن، وكشف اعجاز فيما بعد انه كان يقصد السفير الباكستاني في واشنطن حسين حقاني الذي نفى اي صلة له بالمذكرة لكنه استقال بسبب الجدال الدائر بشأنه، ولم تتكشف اي ادلة على ان الجيش الباكستاني كان يخطط لانقلاب كما شكك البنتاجون في ذلك الوقت في مصداقية المذكرة.

الجيش الباكستاني يطلب التحقيق

في سياق متصل طلب الجيش الباكستاني اجراء تحقيق معمق في ما يعرف بقضية "ميموغيت" التي يتهم فيها الرئيس آصف زرداري بانه طلب من الولايات المتحدة المساعدة في الحد من نفوذ العسكريين في باكستان، ويسهم قرار القادة العسكريين باذكاء الشائعات القوية بقرب استقالة الرئيس او بحصول انقلاب دستوري، في باكستان التي قادها الجنرالات منذ قيامها بصورة مباشرة او غير مباشرة، ويثير تواجد الرئيس آصف زرداري الذي لا يحظى بشعبية، منذ فترة طويلة في دبي للعلاج من ازمة قلبية خفيفة، تكهنات في وسائل الاعلام وبين الباكستانيين بشأن استقالته او ارغامه على التنحي، وقدم قائد الجيش الجنرال اشفق كياني ورئيس الاستخبارات الجنرال شجاع باشا استنتاجاتهما الى المحكمة العسكرية والتي قالا فيها ان الفضيحة حاصلة وطلبا فتح تحقيق قضائي، وكانت الحكومة اكتفت بتشكيل لجنة برلمانية للنظر في المسالة، وطلبت من المحكمة رفض طلب المعارضة بفتح تحقيق، باعتبار ان اللجنة البرلمانية التي شكلتها وحدها المعنية بالقضية. بحسب فرانس برس.

وتفاصيل القضية ان السفير الباكستاني السابق في واشنطن سلم قائد اركان الجيش الاميركي مذكرة من الحكومة الباكستانية تطلب من الولايات المتحدة مساعدتها للحد من نفوذ الجيش، وذلك بعد ايام من مقتل اسامة بن لادن في شمال باكستان في عملية نفذتها القوات الخاصة الاميركية، ويقول الشخص الذي كشف القضية ان المذكرة تقترح كذلك على واشنطن امكانية التدخل مباشرة في باكستان لمطاردة قادة تنظيم القاعدة وطالبان الافغان، والمشاركة في مراقبة الترسانة العسكرية للدولة الاسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي، ويعتبر مثل هذا التصرف مرفوضا في بلد يكن فيه الراي العام باغلبيته كرها للاميركيين، ويقول المتهم الرئيسي في القضية ان زرداري هو الذي املى نص المذكرة، او على الاقل اوعز به، وعلى الاثر طالبت المعارضة وعدد من وسائل الاعلام بتحقيق قضائي لتحديد من يقف وراء استجداء الاميركيين، وتقول المعارضة انه في حال تبين صحة الاتهامات، فان ذلك يشكل "جريمة خيانة عظمى"، وقال الجنرال باشا في رده على المحكمة العليا ان السفير ارسل بالفعل "المذكرة"، وطلب الجنرال كياني التحقيق لمعرفة من كان وراء "فكرة كتابة ونقل المذكرة"، وبدأت المحكمة العليا جلساتها حول قضية "ميموغيت".

الكونجرس يجمد المساعدات

فيما توشك أزمة في العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة على أن تزداد حدة فيما يبدو بعد أن وافقت لجنة تابعة للكونجرس الامريكي على تجميد 700 مليون دولار من المساعدات لباكستان حتى تقدم تأكيدات على انها تساعد على محاربة انتشار العبوات الناسفة بدائية الصنع في المنطقة، وباكستان واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات الامريكية الخارجية ويمثل هذا المبلغ المعلن نسبة صغيرة من المليارات من المساعدات المدنية والعسكرية التي تحصل عليها كل عام، لكن هذه الخطوة ربما تكون ايذانا بخفض مبالغ اكبر مع تزايد المطالب في الولايات المتحدة لمعاقبة اسلام اباد على عدم اتخاذ اجراءات حاسمة ضد الجماعات المتشددة بل ومساعدتها أحيانا وذلك بعد عملية أمريكية سرية استهدفت بلدة أبوت اباد العسكرية الباكستانية أسفرت عن قتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الراحل، ومن أكثر الاسلحة فاعلية التي يستخدمها المتشددون العبوات الناسفة بدائية الصنع في مواجهة القوات الامريكية وقوات التحالف في أفغانستان بينما تسعى لمحاربة حركة طالبان. بحسب رويترز.

وتصنع الكثير من العبوات باستخدام نترات الامونيوم وهو مخصب يشيع استخدامه ويجري تهريبه عبر الحدود من باكستان، وجرى الاتفاق على تجميد المساعدات الامريكية في اطار مشروع قانون دفاعي من المتوقع اقراره، وصرح هاوارد مكيون العضو الجمهوري في مجلس النواب الامريكي للصحفيين بأن الولايات المتحدة تريد "تأكيدات على أن باكستان تواجه العبوات الناسفة بدائية الصنع في بلادها والتي تستهدف قواتنا في التحالف"، ولمح عبد الباسط المتحدث باسم الخارجية الباكستانية الى أن الضغط من الولايات المتحدة سيضر بالعلاقات، وقال "نحن نؤمن بالنهج القائم على التعاون بدلا من اتخاذ اجراءات من الممكن أن تكون نتيجتها الوحيدة هي زيادة الامور تعقيدا"، وخصصت الولايات المتحدة نحو 20 مليار دولار من المساعدات الامنية والاقتصادية لباكستان منذ عام 2001 أغلبها في صورة مساعدة لمحاربة المتشددين، لكن أعضاء الكونجرس الامريكيين أصبحوا يعبرون عن احباط متزايد من جهود باكستان في الحرب، وكانت هناك اقتراحات عديدة لجعل المساعدات الامريكية الى باكستان مرهونة بالمزيد من التعاون في محاربة المتشددين مثل شبكة حقاني التي تعتقد واشنطن أنها تنطلق من باكستان وتحارب القوات الامريكية في أفغانستان.

غير ان زعماء باكستان المدنيين حذروا في الماضي من خفض المساعدات قائلين ان هذه الخطوة ستزيد من استياء الرأي العام الباكستاني، وتقول باكستان انها تبذل قصارى جهدها لمحاربة تنظيم القاعدة وطالبان وفقدت الاف الجنود منذ أن انضمت للحرب التي قادتها الولايات المتحدة عام 2001 وبعضهم على أيدي قوات التحالف، واتهمت اسلام اباد حلف شمال الاطلسي بتعمد قتل 24 جنديا باكستانيا في غارة جوية قرب الحدود مع أفغانستان في الشهر الماضي وأغلقت ممر وصول الامدادات للقوات الاجنبية في أفغانستان ردا على ذلك، ومن الممكن أن يدفع قرار تجميد المساعدات باكستان الى تشديد موقفها تجاه واشنطن، وقال الجنرال السابق والمحلل الامني طلعت مسعود "أعتقد أن الجانب الباكستاني سيفهم نوع الاشارة الصادرة، والتي تظهر أن المسألة ليست مسألة مساعدات فحسب"، وتابع "سيتأثر موقف الولايات المتحدة والعلاقة معها بهذه الاجراءات لانهم يعلمون أن باكستان لن تكون في وضع يسمح لها بالسيطرة على التهريب".

واشنطن تستبعد

بدورها اعلنت وزارة الخارجية الاميركية انه لا يوجد اي سبب يجعل الولايات المتحدة تفكر بان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري سوف يستقيل من منصبه في وقت راجت فيه معلومات عن احتمال استقالته بعد اصابته بازمة قلبية، وردا على سؤال لمعرفة ما اذا كانت الولايات المتحدة قلقة من امكانية استقالة زرداري، قال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر "لا قلق ولا يوجد اي سبب يجعلنا نفكر" بهذه التكهنات، وقد افادت مجلة فورين بوليسي الاميركية ان زرداري الذي تراجعت شعبيته والذي يتخبط في شبهات التورط في الفساد واتهم مؤخرا بالسعي الى كسب دعم الولايات المتحدة في وجه الجيش الباكستاني النافذ، قد يستقيل اثر الازمة القلبية،

واعلن الوزير الباكستاني المكلف حقوق الانسان مصطفى خوخار ظهر ان الرئيس الباكستاني "اصيب بنوبة قلبية خفيفة وانه نقل جوا الى دبي وخضع الى عملية جراحية لتوسيع احد الشرايين المسدودة"، واوضح تونر "نعتقد ان كل هذا على علاقة بالصحة لا غير"، ومن ناحيته، قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "نتمنى له الشفاء العاجل"، وقد انتخب اصف علي زرداري (56 سنة) في 2008 رئيسا لخمس سنوات، وهو زوج رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو التي اغتيلت في اعتداء نهاية كانون الاول/ديسمبر 2007، واكبر زعيم في الائتلاف الحكومي لحزب الشعب الباكستاني الذي كانت بنزير بوتو تقوده، ويظل زرداري مثيرا للجدل وعديم الشعبية في بلاده وغالبا ما يشار اليه بلقب "رجل العشرة في المئة" في اشارة الى فساد الحكومات التي تراستها زوجته خلال التسعينيات رغم ان القضاء تخلى عن ملاحقته منذ انتخابه. بحسب فرانس برس.

أرتال الناتو

من جهته قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني ان الحظر على مرور ارتال حلف شمال الاطلسي (الناتو) عبر الاراضي الباكستانية إلى افغانستان قد يستمر لعدة اسابيع، وكانت باكستان قد منعت مرور الارتال والقوافل التابعة للناتو احتجاجا على الضربات الجوية التي قامت بها طائرات الحلف مؤخراً وادت الى مقتل 24 من القوات الباكستانية في نقطتي تفتيش على الحدود الافغانية، ورفض جيلاني إلغاء امر اغلاق قاعدة جوية باكستانية بوجه القوات الامريكية التي كانت تستخدمه، وأكد مسؤولون باكستانيون بأن القوات الامريكية قد أخلت قاعدة جوية في بلوشستان في الموعد المحدد، ولم يتم بعد الوصول إلى مسؤولين أمريكيين يمكن ان يؤكدوا هذه التقارير التي ذكرت إن آخر رحلات الطائرات التي حملت جنودا ومعدات عسكرية امريكية قد غادرت قاعدة شمسي، وقد اعتذر الناتو في وقت سابق عن الضربات الجوية ووصفها بأنها حادثة مأساوية غير مقصودة كما وصف البيت الابيض ايضا مقتل الجنود الباكستانيين بالمأساة، على أن جيلاني قال ردا على سؤال عما اذا ما زال يعتقد أن الضربات كانت مقصودة ومخطط لها مسبقا هكذا، على ما يبدو. بحسب بي بي سي.

وقال جيلاني، عندما تكون هناك قواعد ارتباط جديدة مع الولايات المتحدة، من ثم اعتقد انه ينبغي علينا أن نثق ببعض بشكل افضل، واضاف انه يعتقد أن على باكستان وليس الناتو البحث عن اي معلومات موثوقة وعملية عن النشاطات المسلحة، واوضح جيلاني، نعم ثمة فجوة في المصداقية، نحن نعمل معا ومازلنا لا نثق ببعض، واكمل، اعتقد انه ينبغي علينا تحسين علاقتنا حتى نصل الى ثقة اكبر ببعضن، وقال رئيس الوزراء ردا على سؤال عن الوضع الصحي للرئيس الباكستاني آصف علي زرداري الذي تلقى علاجا للقلب في دبي، ان وضعه الصحي يتحسن بسرعة، وفحوصاته جاءت سليمة، ونفى جيلاني أن يكون الرئيس قد تعرض لذبحة قلبية او انه كتب رسالة استقالة كما أشار مصدر في دبي، وتساءل جيلاني لماذا يكتب (رسالة الاستقالة) انه يملك دعم وتأييد البرلمان بأكمله، كما نفى أن يكون الجيش قد حاول دفع الرئيس إلى الاستقالة، واستخف بالتكهنات عن وجود انقلاب عسكري هادئ قائلا الشائعات هي الشائعات.

تدمير شاحنات لحلف الاطلسي

من جهة اخر اعلنت الشرطة مؤخراً ان سبع شاحنات صهاريج لتزويد حلف شمال الاطلسي بالبنزين في افغانستان، دمرت وقتل سائق في جنوب غرب باكستان حيث بقيت هذه القوافل عالقة بعد خطأ للحلف، وهو ثاني هجوم تتعرض له هذه القوافل في اقيلم بلوشستان معقل طالبان في اطار توتر شديد بين اسلام اباد وحليفتها واشنطن، ووقع الهجوم في دادار على بعد حوالى 90 كلم جنوب شرق كويتا عاصمة بلوشستان في حين كانت القافلة التي منعت من عبور الحدود الافغانية بسبب رفض اسلام اباد السماح بتحركها اثر الهجوم الدامي الذي شنه الحلف واسفر عن سقوط قتلى في صفوف الجيش الباكستاني، عائدة الى كراتشي (جنوب)، وصرح المسؤول في الشرطة المحلية عنايات بوغتي ان "ثمانية مسلحين وصلوا على دراجات نارية قرب القافلة وطلبوا من السائقين التوقف وبدأوا باطلاق النار على الشاحنات الصهاريج"، واضاف ان "سائق احدى الشاحنات اصيب برصاصة وقتل على الفور، واحرق المهاجمون الشاحنات قبل ان يلوذوا بالفرار"، ولم تتبن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، وغالبا ما تتهم السلطات متمردي طالبان الذين يقاتلون جنود الحلف الاطلسي الـ140 الفا الذين ينتشرون في افغانستان بشن مثل هذه الهجمات، وتتعرض الشاحنات التي تملكها شركات نقل باكستانية خاصة متعاقدة مع الحلف الاطلسي، بانتظام لهجمات وتحرق بين ميناء كراتشي حيث يتم تحميلها، والحدود الافغانية، ودمرت 34 شاحنة تموين للحلف الاطلسي على الاقل في هجوم في كويتا بحسب الشرطة، وتمر حوالى نصف المؤن والمعدات المخصصة لقوات الحلف الاطلسي المنتشرة على الاراضي الافغانية عبر باكستان، وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الاحد ان هذا التعطيل قد يستمر لاسابيع. بحسب فرانس برس.

فيما حذر رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني الولايات المتحدة وحلفاءها في الحلف الاطلسي من ان اي هجوم عبر الحدود في المستقبل سيقابل بـ"رد مؤذ"، وصرح جيلاني بذلك اثناء لقائه رئيس اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني، حسبما صرحت امانة رئاسة الوزراء الباكستانية في بيان له، ونقل البيان عن جيلاني قوله ان "الحكومة الديمقراطية لن تسمح بهجوم مماثل على سيادة البلاد وان اي محاولة في المستقبل ستلقى حتما ردا مؤذيا"، وكان مسؤولون امنيون باكستانيون قد صرحوا في وقت سابق انهم عززوا دفاعاتهم الجوية على الحدود مع افغانستان حتى يتسنى لها اسقاط الطائرات التي تخترق الاجواء الباكستانية، وابلغ كياني رئيس الوزراء بالخطوات المتخذة على حدود البلاد الغربية لتعزيز القدرات الدفاعية بهدف الرد بفاعلية على اي توغل للاجواء او الاراضي الباكستانية في المستقبل، وقال جيلاني "ان حكومة باكستان وشعبها مستعدان لمنح القوات المسلحة كافة الموارد اللازمة لتعزيز دفاعاتها وقدراتها المهنية"، وامرت الحكومة الباكستانية الولايات المتحدة بسحب ما لديها من عناصر في قاعدة شمسي الجوية بجنوب غربي البلاد والتي يعتقد انها بؤرة للحرب السرية بالطائرات بدون طيار التي تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي اي ايه ضد طالبان والقاعدة في المناطق الحدودية الباكستانية مع افغانستان.

الهجوم كان مخطط له

على صعيد مشابه نقلت صحف باكستانية عن مسؤول عسكري باكستاني بارز قوله ان ضربة جوية لحلف شمال الاطلسي أودت بحياة 24 جنديا باكستانيا على الحدود مع افغانستان كانت مخططة سلفا وهي تعليقات من المرجح ان تذكي التوترات مع الولايات المتحدة، ونقلت الصحف عن الميجر جنرال أشفق نديم مدير عام العمليات بالجيش الباكستاني قوله ايضا ان باكستان -وهي حليف استراتيجي للولايات المتحدة- ستنشر نظاما للدفاع الجوي على امتداد الحدود لمنع مثل هذه الهجمات، وقالت الصحف انه ادلى بتعليقاته امام لجنة برلمانية، ولم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين عسكريين لتأكيد تصريحاته، وذكرت صحيفة ديلي تايمز أن نديم وصف الهجوم بانه كان مدبرا في حين نسبت صحيفة اخرى اليه القول انه كان "مؤامرة جرى التخطيط لها سلفا" ضد باكستان، ونقلت صحيفة ذي اكسبريس تريبيون عن نديم قوله "يمكننا أن نتوقع مزيدا من الهجمات من حلفائنا المفترضين"، وقدم مسؤولون امريكيون وباكستانيون روايات مختلفة لما حدث في المواقع الباكستانية قرب الحدود مع افغانستان، وقالت باكستان ان الهجوم لم يكن مبررا ووصفه مسؤولون بأنه عمل عدواني صارخ وهو اتهام رفضته الولايات المتحدة، وأبلغ مسؤولان امريكيان ان المعلومات الاولية من التحقيق الجاري تشير الي ان مسؤولين باكستانيين في مركز للتنسيق الحدودي اعطوا اشارة الموافقة على الضربة الجوية دون ان يكونوا على علم بوجود جنود باكستانيين في المنطقة. بحسب رويترز.

من جانب اخر تدرس باكستان تحصيل ملايين الدولارات سنويا في شكل ضرائب على شاحنات الامدادات والوقود التابعة لحلف شمال الاطلسي (الناتو)، حسب ما قال مسؤولون باكستانيون، وتمر شاحنات الناتو من باكستان الى افغانستان لنقل تموين القوات التابعة للحلف هناك، وقال المسؤولون ان تلك الاموال قد تتضمن ضرائب على الوقود اضافة الى رسوم عبور ورسوم تخزين، ويعد خط الامدادات هذا شريان حياة لقوات الناتو الا ان باكستان اغلقته بعد مقتل جنودها في غارة جوية لطائرات الناتو، وتوجد الاف الشاحنات متوقفة في الجانب الباكستاني، وكان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا غيلاني قال ان بلاده قد تواصل منع مرور قوافل الناتو الى افغانستان لعدة اسابيع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 25/كانون الأول/2011 - 29/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م