الفيفا... بين شبهة الفساد وتغلغل (ثعبان البحر)!

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: بعد ان استطاع السويسري جوزف بلاتر ازاحة القطري محمد بن همام وتولي رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم لولاية رابعة، وبعد ان قطع الكثير من الوعود حول مكافحة الفساد داخل الاتحاد الدولي والاتحادات الفرعية، وكذلك العمل بشفافية ومصداقية والاستعانة بمجلس للحكماء، لم تخف حدة الانتقادات والتهم الموجهة من مختلف الشخصيات والمنظمات الرياضية وغيره، والتي نالت من شخصية الرئيس واتهامه بالتغاضي عن الكثير من قضايا الفساد والرشاوي التي تمر من خلاله، كما وصفته بالدكتاتور المتمسك بسلطة الاتحاد من دون ان يمارس اي خطوة حقيقية في طريق الاصلاح والتغيير، وقد جاء قرار منظمة الشفافية الدولية الاخير بقطع علاقتها بالفيفا على خلفية تلك التهم، خصوصاً وان الكثير من الامور ما زالت عالقة وتنتظر طريق الحل، كقضية بن همام وبيع الاصوات لاستضافة مونديال كرة القدم والمشاريع والصفقات المشبوهة.   

منظمة الشفافية الدولية

اذ قررت منظمة الشفافية الدولية وهي لجنة مستقلة لمكافحة الفساد قطع علاقاتها بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وقالت المنظمة في تبريرها لهذا القرار إنها لم تكن راضية عن تجاهل الفيفا لاثنين من توصياتها الرئيسية التي أوصت بها أثناء نظرها في مجموعة من الفضائح المتعلقة بالرشوة والفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وانسحبت المنظمة من المساعدة بعد إثارة تساؤلات بشأن استقلالية عملية التحقيق ولتجاهل النظر في مزاعم سابقة بشأن عدد من المخالفات، ويرى كثيرون أن قرار منظمة الشفافية يعني توجيه ضربة لمصداقية عملية الإصلاح في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولم يصدر أي تعليق من جانب مسؤولي الفيفا على هذا القرار حتى الآن، وكان سيب بلاتر، 75 سنة، قد انتخب في يوليو تموز الماضي لرئاسة الفيفا لفترة رابعة، ووعد بتشكيل لجنة جديدة لمراقبة الأعمال في الفيف، وكانت فضائح فسائد ضربت الاتحاد الدولي، نجم عنها ايقاف القطري محمد بن همام عن ممارسة العمل الكروي مدى الحياة، اذ اتهم بشراء اصوات خلال حملته في مواجهة بلاتر على مركز الرئاسة، بيد ان بن همام لا يزال في خضم حملة لإلغاء القرار، وتقرر طرد اثنين من أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا في نوفمبر 2010 بعدما قيل عن أنهما عرضا بيع صوتيهما في المنافسات التي دارت بين الدول المتقدمة لتنظيم بطولتي كأس العالم عامي 2018 و 2022 ، وهما البطولتان اللتان ذهبتا إلى كل من روسيا وقطر على الترتيب.

رومينيغيه يشبه بلاتر بـ"ثعبان البحر"

من جهته تهجم المدير الرياضي لبايرن ميونيخ الالماني كارل هاينتس رومينيغيه على رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزف بلاتر مشبها اياه بـ"ثعبان البحر" الزلق الذي يترأس ديكتاتورية، وقال رومينيغيه في البرنامج التلفزيوني الرياضي "ليغا توتال" ردا على سؤال حول رأيه ببلاتر، قائل، "اعتقد بان سيب مثل ثعبان البحر الذي لا يمكنك ان تلتقطه ابد، سيكون من الصعب اقناعه بافساح المجال (ترك رئاسة الفيفا) لغيره او ربما ايضا لبداية جديدة"، واشار رومينيغيه ايضا الى ان الاتحاد الدولي "ليس شفافا او ديموقراطيا" وتتم ادارته باسلوب دكتاتوري، وكان بلاتر انتخب في حزيران/يونيو الماضي رئيسا لولاية رابعة على التوالي بعد انسحاب منافسه الوحيد رئيس الاتحاد الاسيوي القطري محمد بن همام الذي عوقب لاحقا بايقافه مدى الحياة عن جميع الانشطة الادارية لاتهامه بدفع الرشاوى لاتحادات الكاريبي من اجل التصويت لمصلحته في الانتخابات، ورومينيغيه ليس الشخص الوحيد الذي يصف بلاتر، الرافع مؤخرا شعار الشفافية ومحاربة الفساد وتنظيف الاتحاد الدولي، بالدكتاتور اذ سبقه لذلك النائب الفخري لرئيس الفيفا الكوري الجنوبي تشونغ مونغ-جوون في كتاب سيرته الذاتية. بحسب فرانس برس.

ووصف مونغ-جوون الذي شغل سابقا منصب رئيس الاتحاد الكوري الجنوبي لكرة القدم، بلاتر بانه اقرب الى الطفل المتهور منه الى جنتلمان، مضيفا "يحاول بلاتر دائما ان يستأثر بكل القوة التي يتمتع بها اعضاء اللجنة التنفيذية وبالتالي يشل حركة هؤلاء عندما يتعلق الامر بمساءلته"، واضاف "الكثير من الديكتاتوريين حول العالم مارسوا الاساليب نفسها"، ويبدو ان رومينيغيه ومونغ جوون والكثير من الاشخاص العاملين في كرة القدم غير مؤمنين بقدرة بلاتر على الايفاء بوعوده بعدم التسامح مع الفساد بعد ان رفع شعار "عدم التسامح مع المفسدين والمرتشين"، ويأتي موقف رومينيغيه من بلاتر بعد ايام معدودة على قيام مؤسسة "ترانسبيرنسي انترناشيونال" الرائدة في مكافحة الفساد بفسخ علاقتها بالاتحاد الدولي"، موجهة ضربة قاسية لمهمة السويسري في "تنظيف" السلطة الكروية العلي، واتخذت "ترانسبيرنسي انترناشيونال" هذا القرار بسبب عدم التحقيق بادعاءات فساد سابقة داخل اروقة الاتحاد الدولي، كما انها تعترض ايضا على الخطوة التي قام بها الفيفا بتعيين السويسري مارك بيث، المتخصص بمكافحة الرشاوى، من اجل الاشراف على الاصلاحات.

وكانت "ترانسبيرنسي انترناشيونال" طلبت من بلاتر القيام بتحقيق مستقل في تهم الرشاوى المتعلقة بالتصويت لمونديالي 2018 و2022 اللذين ذهبا لروسيا وقطر على التوالي، لكن يبدو ان طلب هذه المؤسسة الرائدة لم يلق اذانا صاغية وهذا ما دفع شينك للقول في تقرير مشترك بان انعدام الشفافية التامة في التحقيق يترك جذور المشكلة كما كانت.وتكمن المشكلة الاساسية بين "ترانسبيرنسي انترناشيونال" والاتحاد الدولي في ان هذه المؤسسة لا تبرم العقود ولا تتقاضى الاموال مقابل عملها، وهي ترفض بالتالي ان تضم في طاقم عملها شخصا يتقاضى الاموال مقابل خدماته، وهذا هو واقع بيث الذي يتقاضى الاموال لتقديم خدماته للفيف، يذكر ان بلاتر استعان ايضا بمجلس حكماء لمساعدته على تخطي الازمة التي تمر بها السلطة الكروية العليا وهو طلب من وزير الخارجية الاميركية الاسبق هنري كيسينجر ومغني الاوبرا الشهير التينور الاسباني بلاسيدو دومينغو واسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف بان يكونوا من اعضائه، واعتبر بلاتر ان هذا المجلس يشكل لجنة حلول من اجل التعامل مع اللغط الذي ترافق مع عملية انتخابه واختيار البلدين اللذين سيحتضنان مونديالي 2018 و2022.

مطالبات باستقالة رئيس الفيفا

في سيا متصل تزايدت الدعوات المطالبة باستقالة سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) اثر تعليقات حول العنصرية اثارت حفيظة بعض المهتمين والمسؤوليين الرياضيين، وخصوصا في بريطاني، وقال بلاتر في تلك التعليقات ان ظاهرة العنصرية غير موجودة بين لاعبي كرة القدم، وان اي حادث من هذا النوع داخل الملعب يمكن ان ينتهي بمصافحة بين اللاعبين بعد اختتام المباراة، فقد قال الكابتن السابق لمنتخب انكلترا ريو فيرديناند ان تعليقات بلاتر وصلت الى مستوى الاضحوكة ،الا ان بلاتر نفسه قال ان تعليقاته فُهمت خطأ وانه ملتزم بمحاربة العنصرية في اوساط كرة القدم، لكن رئيس اتحاد لاعبي كرة القدم المحترفين في بريطانيا غوردن تيلور قال ان الوقت قد حان لمغادرة بلاتر منصبه رئيسا للفيف، وكان بلاتر قد ذكر، في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، انه لا توجد عنصرية في اوساط كرة القدم، مقللا من اهمية مشكلة الاساءات العنصرية التي يتعرض لها بعض اللاعبين داخل الملاعب، واثناء ارتفاع درجة حرارة المباريات والتنافس، واضاف انه في حال وجود مثل تلك الملاحظات او التعليقات بين اللاعبين، على المسؤولين الرياضيين جمع اللاعبين المعنيين واقناعهم بالتراضي والمصافحة وانهاء الخلاف بعد المباراة مباشرة.

وتأتي تعليقات بلاتر على خلفية اتهام اتحاد كرة القدم الانكليزي مهاجم فريق ليفربول الانكليزي لويس سواريز بالاساءة العنصرية لباتريك افيرا مدافع مانتشستريوناتيد، وهو اسود البشرة، وقال افيرا في تصريحات للتلفزيون الفرنسي ان سواريز نعته باوصاف عنصرية عشر مرات على الاقل خلال مباراة مع فريق ليفربول انتهت بالتعادل في اطار الدوري الانكليزي الممتاز، وقال تيلور ان تعليقات بلاتر خالية من اللياقة وغير مناسبة في هذا الوقت، ومن الغريب ان يقول بلاتر كلاما كهذا لانه عمل بجهد من اجل تبني الفيفا اجندة لمكافحة ظاهرة العنصرية، لكن بلاتر حاول السيطرة على الجدل الناتج عن تعليقاته تلك، وقال، في بيان صدر عنه، انه ملتزم بمحاربة هذا الوباء وتخليص الملاعب منه، وان ما حاولت التعبير عنه هو ان يعتذر من اساء الى الآخر بعد المباراة ويصافحه لينتهي الامر عندئذ، وكانت مقابلة بلاتر مع قناة الجزيرة تهدف الى التقليل من اهمية ما يقال عن ان العنصرية والتمييز مشاكل قائمة في اوساط كرة القدم عموما.

استقالة وزير الرياضة البرازيلي بسبب الاختلاس

من جهة اخرى اعلن وزير الرياضة البرازيلي المكلف بتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2014 ودورة الالعاب الاولمبية عام 2016 اورلاندو سيلفا مؤخراً في مؤتمر صحافي مقتضب استقالته من منصبه بسبب اتهامه بالاختلاس، وقال سيلفا بعد استقباله من رئيسة البلاد ديلما روسيف، "لقد طلب مني ترك الحكومة، أخرج منها للدفاع عن شرفي، للدفاع عن حزبي، أترك الحكومة وأنا أشعر بأنني أنجزت مهمتي"، واوضح الوزير الذي ينفي جميع التهم المنسوبة اليه جملة وتفضيلا، أن "المجتمع البرازيلي يتابع القضية، والحقيقة ستظهر في نهاية المطاف"، الاستقالة هي الخامسة لاحد وزراء الحكومة الموروثة عن عهد الرئيس السابق لويز انياسيو لولا دا سيلفا بتهم الاختلاس والإثراء غير المشروع منذ السابع من حزيران/يونيو الماضي، وكان الامين الأمين العام للرئاسة جيلبرتو كارفاليو اعلن قبل وقت قصير الاستقالة الوشيكة لسيلفا، وقال ان الوزير الذي سيحل محله سيكون منتميا الى حزب سيلفا نفسه، الحزب الشيوعي وهو حليف للحكومة، وأوضح كارفاليو أن قرار المحكمة العليا الاخير فتح تحقيق في اتهامات بالفساد ضد الوزير سيلفا كانت حاسمة لدفع الاخير الى الاستقالة، وتدهور موقف الوزير سيلفا في منتصف تشرين الاول/اكتوبر الحالي عندما نشرت الصحيفة الأسبوعية "فيجا" مقالا اتهم فيه ضابط شرطة سابق الوزير باختلاس نحو 23 مليون دولار لصالح منظمة غير حكومية ذات صلة بالحزب الشيوعي البرازيلي وكذلك بتلقي رشاوى. بحسب فرانس برس.

وقررت المحكمة العليا في البرازيل فتح تحقيق للنظر في التهم الموجهة ضد سيلف، وأجبرت موجة من الاتهامات بالفساد رئيسة البلاد روسيف الى استبعاد وزراء عدة في الاشهر الاخيرة، أغلبهم من حزب الحركة الديمقراطية البرازيلية وهو الحزب الرئيسي في الائتلاف الحاكم مع حزب العمال، وقد نظمت العديد من المظاهرات في ايلول/سبتمبر الماضي لمكافحة الفساد في بعض المدن البرازيلية، وارتفعت شعبية روسيف، التي ينظر اليها كمسؤولة تحارب الفساد، الى 71 بالمئة، وفي مطلع حزيران/يونيو الماضي، اضطر أنطونيو بالوتشي المنتمي الى حزب العمال على غرار الرئيسة روسيف إلى الاستقالة من رئاسة الوزراء بعد ثلاثة أسابيع من اتهامه بالاثراء غير المشروع، تلاه وزير النقل الفريدو ناسيمنتو (الحركة الديموقراطية) المتهم باختلاس أموال عامة، وفي آب/اغسطس، أرغم وزير الزراعة فاغنر روسي (الحركة الديموقراطية) على الاستقالة بعد اتهامه بالاختلاس، وأعقبه بعد ذلك في ايلول/سبتمبر زميله في الحزب وزير السياحة بدرو موفايس للتهمة ذاته، وكانت روسيف استلمت رئاسة البرازيل في الاول من كانون الثاني/يناير الماضي، وهي اقالت وزير دفاعها القوي نيلسون جوبيم (الحركة الديموقراطية) في آب/اغسطس الماضي، بعدما انتقدها علنا.

ظروف العمل السيئة في قطر

فيما يسعى ناشطون نقابيون لحشد الضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في زيوريخ من أجل حمله على تسليط الضوء على ما يصفونها بـ"ظروف العمل السيئة" للعاملين في بناء المنشآت الرياضية في قطر، ويقول الناشطون إنهم سيشنون حملة من أجل حرمان قطر من استضافة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، والتي كانت قد فازت العام الماضي بالحق باستضافتها، وذلك ما لم يضغط الفيفا من أجل تحسين ظروف العمل لأولئك العاملين بتجهيز المنشآت الرياضية التي ستستقبل الدورة المذكورة، ويعتقد الناشطون أن لدى الفيفا من السلطة والصلاحيات ما يمكِّنه من فرض "معايير عمل لائقة" على قطر، وبنفس الطريقة التي طرح فيها الاتحاد نظام ممارسات العمل على اتحادات كرة القدم التي تحمل شعار "الفيفا"، وذلك سعيا لمنع عمالة الأطفال، ونقل عن شاران بارو، الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال، قوله، "لدى الفيفا الصلاحيات لجعل حقوق العمل مطلبا أمام السلطات القطرية التي ستستضيف كأس العالم لعام 2022"، وكان استطلاع للرأي أجراه ونشر نتائجه الاتحاد الدولي لنقابات العمال في وقت سابق من العام الجاري حول العمال الوافدين في قطر والإمارات العربية المتحدة قد توصَّل إلى حقيقة مفادها أن أولئك العمال والموظفين يتحمَّلون "ظروف عمل غير إنسانية".

ويقول الاتحاد إن بعد نشره لنتائج الاستطلاع المذكور وافق الفيفا على لقاء مسؤولين نقابيين يُتوقَّع أن يسلِّموا سيب بلاتر، رئيس الفيفا، رسالة بشأن الحملة التي يعتزمون القيام بها لتسليط الضوء على "ظروف العمل السيئة" في قطر.وفي تصريح له مؤخَّرا، قال أمبيت يوسون، الأمين العام للاتحاد الدولي لعمال البناء، "إن قدرة قطر على استضافة كأس العالم تعتمد بشكل كامل على الاستغلال الشديد للعمالة الوافدة، وهو أمر نعتقد أنه بالكاد تختلف عن ظروف الأعمال الشاقة"، كما قال منتقدون ونشطاء آخرون أيضا إن قطر هي بالأصل "موقع غير مناسب" لاستضافة الدورة، "إذا ما أخذنا بالحسبان افتقار الإمارة الصغيرة لخدمات البنية التحتية الرياضية وحقيقة أن درجات الحراة فيها خلال الصيف يمكن أن تصل إلى 50 درجة مئوية"، يُذكر أن استعدادات قطر لاستضافة الدورة تتضمن بناء تسع استادات (ملاعب) لكرة القدم خلال السنوات العشرة المقبلة، والتي ستقوم بشكل أساسي على أكتاف العمالة الوافدة في الإمارة الخليجية التي ستكون أول بلد شرق أوسطي يستضيف كأس العالم لكرة القدم في حال سارت الأمور معها على ما يُرام.

اعاقة اطفالهم بسبب المنشطات

على صعيد مختلف يبحث لاعبون دوليون جزائريون عدة شاركوا في مونديالي 1982 و1986 عن سبب ولادة بعض من اطفالهم باعاقات غير مستبعدين وجود علاقة لذلك بعقاقير ومواد منشطة يقولون انها قدمت اليهم في تلك الفترة لتحسين مستواهم، وقال المهاجم الدولي السابق جمال مناد احد نجوم "ثعالب الصحراء" الذين شاركوا في مونديال 1986، في تصريح لوكالة فرانس برس، "لدي طفلة ولدت عام 1993، جاءت الى هذا العالم باعاقة شديدة، عيب خلقي مرتبط باتساع ثقب الجمجمة الذي يؤدي بالخصوص الى ضعف في العضلات واصابة بازمات صرع"، واضاف هداف المنتخب الجزائري سابقا "لدي ثلاثة أطفال، البنت الأخيرة ولدت معاقة، ومن حقي طرح التساؤل، لأنني لست الوحيد الذي أعاني من هذا الإشكال، بل هناك عدد كبير من اللاعبين الذين كانوا معي في المنتخب في تلك الحقبة يعانون من نفس الإشكال، وأخص بالذكر محمد شعيب ومحمد قاسي السعيد، الامر ليس صدفة"، وتابع "منذ ان اكتشفت بانني لست الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة، بدأت في طرح اسئلة عدة" دون ان يستبعد احتمال ان تكون عقاقير ومواد منشطة قدمت وقتها الى اللاعبين من الاطباء السبب وراء هذه الحالة. بحسب فرانس برس.

وقال "ماذا لو اكتشفنا بعد التحقيق أن العقاقير والمواد المنشطة التي كنا نتناولها على شكل فيتامينات ومقويات من قبل أطباء روس في تلك الحقبة، هي التي أثرت على عملية الانجاب، فالمواد المنشطة غالبا ما تكون لها أعراض ثانوية"، مضيفا "لا أتهم في هذا الصدد أي شخص، لكن على المسؤولين أن يحققوا في هذا الموضوع، خاصة وأننا نعاني كثيرا من هذه القضية، فإعالة بنت معاقة تتطلب مجهودات كبيرة، سواء كانت مادية وبالأخص معنوية"، من جهته، اكد المدافع الدولي السابق محمد شعيب الامر ذاته، وقال "لدينا عدة شكوك جدية حول آثار العقاقير التي كنا نستهلكها خلال المعسكرات الاعدادية، نحن نريد الحقيقة فقط"، وأضاف شعيب وهو أب لثلاث بنات معاقات، "قررنا مناقشة هذه القضية علنا عندما اكتشفنا بان ما لا يقل عن 8 لاعبين دوليين سابقين رزقوا باطفال معاقين"، وتابع "بناتي الثلاث ولدوا باعاقة ضمور عضلي، احداهن توفيت عقب هذا المرض عام 2005 وعمرها 18 عاما"، واردف قائلا "خضعت انا وزوجتي الى العديد من الفحوصات الطبية بينها تحاليل الحمض النووي التي لم تكشف اي شىء غير طبيعي".

بالنسبة للاعب الوسط الدولي السابق محمد قاسي السعيد والد طفلة معاقة عمرها 26 عاما يرغب في فتح تحقيق، "لا أقول باننا كنا فئران التجارب في مختبر الاطباء الروس وكنا نأخذ المواد المنشطة دون علمن، لكن الشك سيظل قائما طالما لم يتم فتح تحقيق يكشف عن الحقيقة"، واضاف في تصريح لصحيفة "الخبر" المحلية، "اصبت بصدمة عندما ولدت (ابنتي)، البعض اعتقد بأنه يمكن أن يعزى ذلك الى القرابة بيني وبين زوجتي، لكني من القبائل وزوجتي من أصل تركي، ليس هناك أية علاقة قرابة بيننا"، وقوبلت الفرضية التي يدافع عنها هؤلاء اللاعبين السابقين بالنفي من قبل القائد السابق للخضر في نهائيات كأس العالم 1982 في اسبانيا علي فرجاني، وقال "هذا الافتراض أبعد ما يكون عن الحقيقة"، وقال "عدد اللاعبين الذين انجبوا اطفالا معاقين هو الحد الأدنى بالمقارنة مع العدد الكلي للاعبي المنتخب بين عامي 1980 و1990"، كما نفى فرجاني وجود روس ضمن الجهاز الطبي للمنتخب، وقال "جميع الأطباء كانوا جزائريين ولم نأخذ أي أدوية، باستثناء فيتامين سي"، مدرب الجزائر في مونديال المكسيك عام 1986، رابح سعدان، شكك في الفرضية التي اثارها اللاعبون الدوليون السابقون، وقال في تصريحات لوسائل الاعلام الجزائرية "عندما استلمت تدريب المنتخب من 1984 الى 1986 لم يكن هناك أي طبيب اوروبي معنا"، واردف قائلا "لقد عملت مع جزائري هو الدكتور عبدالله بيسالم، بقي معي 16 شهر، وبين عامي 1981 و1988، كان هناك مدرب روسي هو يفغيني روغوف، وأخصائي العلاج الطبيعي روسي ايضا"، وفضلا عن روغوف، قاد المنتخب الجزائري مدرب يوغوسلافيا السابق زدرافغو رايكوف عام 1980.ولم تعلق السلطات الجزائرية حتى الان على هذه الاتهامات.

ولم يستبعد طبيب جزائري سابق للمنتخب في تصريح لصحيفة الوطن احتمال منح منشطات الى اللاعبين الدوليين ما ادى الى اصابة اطفالهم بالاعاقة مشيرا ايضا الى ان الطبيب الروسي للمنتخب وقتها لم يمنحه فرصة الاطلاع على الملفات.ونفى الطبيب الروسي السابق للمنتخب الجزائري عام 1986 الكسندر تبارتشوك تقديمه اي مواد منشطة الى اللاعبين، وقال في تصريح لوسائل الاعلام الجزائرية، "اي منشطات؟، لم تكن هناك وقتها سوى فيتامينات، فيتامينات فقط!، اعطيت (عقاقير) الى اللاعبين!، كانت فيتامينات فرنسية، كان منها الكثير في الجزائر، لقد كانت فيتامينات فقط، هذا كل ما هنالك، في العالم بأسره، الرياضيون يستعملون فيتامينات"، وأضاف "الاتحاد الجزائري لكرة القدم كان على علم بذلك، الاتحاد الجزائري هو الذي اشترى كل ذلك للاعبين، بالاضافة الى الفيتامينات، استعملت اغذية للاطفال وهي منتجبات من هولند، كانت مخصصة للاطفال، وتقدم الى حديثي الولادة لانها كانت تتضمن العديد من العناصر الغذائية والاحماض"، واضاف انه انضم الى الجهاز الطبي للمنتخب الجزائري بوصفه طبيبا بعد مونديال 1986 حيث كان يشرف على تدريبه روسي اخر هو يفغيني روغوف، وكانت الجزائر فجرت مفاجأة من العيار الثقيل في مباراتها الاولى في المونديال الاول في تاريخها عام 1982 عندما تغلبت على المانيا الغربية ونجومها كارل هاينتس رومينيغه وبول برايتنر 2-1، وكانت قاب قوسين او ادنى من بلوغ الدور الثاني لولا تواطوء الالمان والنمسا في المباراة الثالثة الاخيرة من الدور الاول.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 24/كانون الأول/2011 - 28/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م