من أين يستمد المالكي قوته؟

في ما مضى.. في ما يجري.. اللعب على المكشوف في السياسة العراقية

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: كنت واحد الاخوة العاملين في جريدة الصباح نفكر في عمل بروفايل صحفي حول المالكي.. كان ذلك شتاء العام 2008 وكان اول سؤال في البروفايل المفترض هو: من اين يستمد المالكي قوته؟

لم تكن الانتخابات الاخيرة قد جرت.. ولم يكن المالكي قد حصل على اعلى نسبة من الاصوات لوحده ولم يكن قد حصل على هذا التفويض الشرعي او الشرعية السياسية التي منحتها له اصوات الناخبين.. ولم تكن الانتخابات البرلمانية قد جرت وقتها وفازت كتلته بالكثير من مقاعد مجالس المحافظات.

في استقراء لعمل حزب الدعوة من خلال الوثائق والكتب ومن خلال بعض الاصدقاء في حزب الدعوة ومن خلال التواجد في المنطقة الخضراء لعدد من الصحفيين والمعلومات التي توفرت لديهم كان الاستنتاج الذي توصلنا اليه ان المالكي ومجموعته يستمدون تلك القوة من خلال المعلومة.. كيف ذلك؟

نتذكر الجلسة البرلمانية الشهيرة التي كان المالكي حاضرا فيها وهو يقلب ملفا بين يديه ليرد على احد البرلمانيين ويتهمه بالضلوع في قتل الكثيرين ودفنهم في بحيرة الثرثار.. في اليوم التالي كان النائب فارا الى العاصمة الاردنية عمان.

ما هي التهم التي يوجهها الخصوم للمالكي؟

التفرد بالسلطة.. الدكتاتورية..

ما هو منصب المالكي دستوريا؟

رئيس مجلس الوزراء..

كم عدد الوزراء في المجلس من كتلته؟

اثنان او ربما ثلاثة..

السنوات الماضية تكلم الشارع العراقي كثيرا عن المسلحين المجهولين.. عن الميلشيات المسلحة.. عن ضلوع بعض السياسيين مع المجاميع المسلحة.. هل تذكرون النائب محمد الدايني؟

احتضنته قناتا الشرقية والرافدين وقناة الراي لمشعان الجبوري الفار بدوره من العدالة.. هل استطاع اللغط الاعلامي تبرئة الدايني من التهم الموجهة له بدعم الارهاب؟

ما هي المناصب التي شغلها المالكي بعد العام 2003؟

نائب رئيس هيئة اجتثاث البعث..

رئيس اللجنة الامنية في مجلس النواب..

الواضع الرئيسي لقانون الارهاب..

نعود الى مصدر فوة المالكي.. وهي المعلومة.. تصل الى مكتب المالكي كل يوم الاف المعلومات الاستخبارية التي تدخل الى قنوات عديدة منها مايتعلق بالوضع العام ومنها مايتعلق بالاشخاص النافذين في الدولة العراقية.

لا يمكن لاي كان الوصول الى جميع المعلومات ولايمكن ايضا نشرها.. انها تكون في ملفات محمية تاتي الحاجة لها دوما.. وما اكثر دوام الحاجة الى تلك المعلومات في عراقنا العظيم.

تلك المعلومة حول شخصية ما او حدث ما هي التي تسمح للمالكي ان يكون بهذه القوة التي نراه عليها..ولندع حديث الاعلام جانبا حول الرضا الايراني او الرضا الامريكي وغيره من سفسطات كلامية ينعق بها خصومه.

كان ذلك في ما مضى.. وعطفا على الماضي القريب لايام قليلة خلت.. ماذا حدث؟

القوات الامنية تعثر على مخابيء ضخمة للسلاح والعتاد في مناطق كثيرة من العراق.

القبض على مسلحين يطلقون الصواريخ من مقرات الحزب الاسلامي.

امين عام الجامعة العربية يزور بغداد ويؤكد عقد القمة القادمة في العراق.

تكليف العراق بوساطة عربية لحلحلة الاوضاع في سورية.

زيارة المالكي الى امريكا.

بعد العودة من تلك الزيارة كشف مخطط لتفجير البرلمان.. المتهم الرئيسي حماية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي.

هل هناك من دور سعودي في ما يجري حاليا؟

حتى وقت قريب رمت السعودية بكامل ثقلها خلف اياد علاوي والقائمة العراقية وحاولت بما تملكه من تاثير في الجامعة العربية وعلى دول مجلس التعاون الخليجي من افشال العملية السياسية في العراق بسبب التنافر المذهبي بين الوهابية والشيعة الذين يمسكون بدفة الحكم ممثلا برئاسة الوزراء.. وخوفا من تدخل عراقي في الاحساء والقطيف.. لم تفلح في ذلك واستطاع المالكي ان يفكك القائمة العراقية وان يضع رئيسها في مهب رياح المناصب الحكومية التي حصل عليها رؤساء الكتل في تلك القائمة.

الانسحاب الامريكي من العراق لم يتم بعيدا عن تفاهمات امريكية – ايرانية حول مناطق النفوذ وحجمه في العراق... الدور السعودي اصبح محاصرا بموجب هذه التفاهمات.

ما الذي ستفعله السعودية لفك هذا الحصار عنها؟

الاعتراف بالحكومة الشيعية في بغداد من خلال عقد القمة العربية المزمعة في العام القادم.

التخلي عن الكثير من الاوراق التي كانت تلعب بها اشخاصا ومواقف لصالح الحكومة.

هل تخلت السعودية عن رجالاتها كما تشي به الاحداث التي جرت؟

واقع الحال يؤيد ما يذهب اليه الكاتب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 22/كانون الأول/2011 - 26/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م