شبكة النبأ: تصف الولايات المتحدة
الأمريكية رسميا حزب الله بأنه تنظيم إرهابي، وأنه التنظيم الأكثر
عداءاً للولايات المتحدة، أما الولايات المتحدة فهي بنظر حزب الله
الشيطان، وفق ما كرر قوله أمين عام حزب الله، وبدت حرب الأوصاف بين
الولايات المتحدة الأمريكية وحزب الله وكأنها امتداد لحرب من نوع آخر،
من خلال تراشق الكلمات في ما بينهما، وإشعال حرب إعلامية، حيث يتهم حزب
الله اللبناني الولايات المتحدة بالاعتداء على السيادة اللبنانية
والأمن القومي وخرق القانون الدولي، وذلك بعد اعتراف أمريكي بوجود محطة
لوكالة المخابرات الأمريكية (سي.اي.ايه) في بيروت تمارس أعمال التجسس،
في المقابل قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون في الوقت الذي تعرضت
المخابرات الأمريكية الى انتكاسة في مواجهة أعداء بارزين لواشنطن، نجح
حزب الله اللبناني في كشف واعتقال مخبرين بين صفوفه يتعاونون مع
السي.اي.ايه، بحيث أصبحت قدرات حزب الله في مكافحة التجسس قوية ويجب أن
لا يستهان بها، لاسيما أن لبنان قد فكك العديد من شبكات التجسس
الإسرائيلية خلال الأعوام الثلاثة الماضية، و يذكر أن حزب الله الذي
تأسس بمساعدة إيران خلال الحرب الأهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990
من ميليشيا قاتلت الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، تطور ليصبح من أقوى
الأحزاب والميليشيات في لبنان. وتبقى حرب الأوصاف محرقة كلامية أو مجرد
تبريرات أو هروب من المسؤولية قد لا يحاسب عليها إلا التاريخ البعيد.
خرق السيادة
من جانبه اتهم حزب الله اللبناني الولايات المتحدة بالاعتداء على
السيادة اللبنانية والأمن القومي وخرق القانون الدولي وذلك بعد اعتراف
أمريكي بوجود محطة لوكالة المخابرات الأمريكية (سي.اي.ايه) في بيروت
تمارس أعمال التجسس، فيما صرح بوب باير وهو ضابط عمليات سابق في وكالة
المخابرات المركزية الأمريكية استلهمت هوليوود كتبه في فيلم سيريانا أن
قدرات حزب الله في مكافحة التجسس قوية ويجب الا يستهان بها، وقال نائب
حزب الله في البرلمان اللبناني حسن فضل الله في مؤتمر صحفي في البرلمان
ان الاقرار الرسمي الامريكي بوجود محطة لوكالة الاستخبارات سي اي ايه
في بيروت تمارس اعمال التجسس على لبنان هو اعتراف واضح وخطير بالاعتداء
على السيادة اللبنانية والامن القومي وبخرق القانون الدولي وميثاق
الامم المتحدة، خصوصا ان هذه المحطة الاستخباراتية تتخذ من السفارة
الامريكية مقرا لها ويديرها ضباط امريكيون ينتحلون الصفة الدبلوماسية
ويتنقلون بسيارات دبلوماسية ودعا فضل الله الحكومة اللبنانية الى تحرك
فوري واتخاذ الاجراءات الامنية والقانونية لوقف هذا العمل التجسسي
وايقاف هذه المحطة عن العمل وتفكيك منشاتها. بحسب رويترز.
وهيمن الحزب وحلفاؤه على الحكومة اللبنانية التي تشكلت في يونيو
حزيران، وقال فضل الله ان الادارة الامريكية لم تكتف باستخدام مقرها
الدبلوماسي للتجسس، انما حولت زيارات مسؤوليها الى لبنان لانشطة
استخباراتية، واضاف بقدر ما يشكل هذا الاعتداء الخطير خرقا لسيادتنا
الوطنية فانه يكشف حجم الانجاز الذي حققته المقاومة من خلال عملها
الدؤوب لحماية الامن الوطني ومكافحة التجسس الامريكي والاسرائيلي.
حزب الله و سي آي أي
في سياق متصل ادعى حزب الله اللبناني أنه كشف غطاء 10 من ضباط وكالة
المخابرات المركزية الأمريكية سي آي آيه، الذين زعم أنهم ينشطون في
لبنان، وفي أحدث جولة من حرب التجسس المتصاعدة، نشر تلفزيون المنار،
الذراع الإعلامي لحزب الله، مقاطع فيديو تتهم وكالة الاستخبارات
الأمريكية بإدارة عمليات تجسس تحت غطاء دبلوماسي في السفارة الأمريكية
في بيروت، ويدرج الفيديو عن أسماء الرئيس الحالي لمكتب وكالة
الاستخبارات المركزية في بيروت بما في ذلك تاريخ ميلاده، والرئيس
السابق للمكتب، وثلاثة ضباط آخرين، فضلا عن أسماء حركية لخمسة آخرين،
وقال اثنان من عملاء وكالة الاستخبارات السابقين إذا كانت هذه في
الواقع أسماء ضباط وكالة الاستخبارات، فإن نشرها يعرض قدراتهم السرية
للخطر، وسيرحلون عن البلاد على الأرجحن وقال ضابط الاستخبارات السابق
رويل مارك غيريشت الحقيقة هي، أن الجميع يعرف على الأرجح من هو رئيس
المكتب في بيروت.. ولكن إذا كانت هويات ضباط كشفت علنا، فإنهم
المسؤولون في الوكالة سيسحبونهم، وأردف ضابط الاستخبارات السابق روبرت
باير، الذي خدم في مكتب بيروت في السابق، لو كنت هناك، كنت لأغلق
المكتب.. فعليك أن نفترض أن كل مصادرك أصبحت مكشوفة.. عليك إرسال أشخاص
جدد، للعمل بطريقة مختلفة تماما. بحسب السي ان ان.
ويقول شريط الفيديو الذي نشره حزب الله إن وكالة الاستخبارات
المركزية تحاول تجنيد المسؤولين اللبنانيين والسياسيين والزعماء
الدينيين والاجتماعيين، والمعارضين لإسرائيل، ويشرح الفيديو عندما يتم
تجنيد مخبر، يعد ملف شخصي مفصل، عنه وعن شبكة من الأشخاص الذين يعرفهم..
وكالة الاستخبارات المركزية تجتمع مع مخبريها في مطاعم مثل ماكدونالدز
وبيتزا هت وستاربكس، أو في سيارة يتجولوا بها في جميع أنحاء المدينة،
وقالت جنيفر يونغبلود المتحدثة باسم وكالة الاستخبارات المركزية
الأمريكية"إن الوكالة، كقاعدة عامة، لا تعلق على إدعاءات زائفة من
جماعات إرهابية.. اعتقد انه من الجدير بالذكر أن حزب الله منظمة خطرة،
والمنار ذراع دعايتها.. هذه الحقيقة وحدها ينبغي أن تلقي بعض الشكوك
حول مصداقية مزاعم الحزب.
تجسس إسرائيلية
على صعيد أخر قال حزب الله اللبناني إنه أحبط عملية تجسّس إسرائيلية
على شبكة الاتصالات الخاصة به في جنوب البلاد، وأوضح الحزب في بيان
الجمعة أن المقاومة الإسلامية اكتشفت جهازاً مركبا على الخط السلكي في
الوادي الواقع بين بلدتي صريفا ودير كيفا جنوب، قبل أن يفجره العدو
الصهيوني بواسطة طائرة استطلاع، وأضاف البيان أنه لم يصب أي من مجاهدي
المقاومة بأذى، دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى عن العملية، غير أن مصدرا
في الحزب أبلغ وكالة الصحافة الفرنسية بأن خمسة من أعضائه كانوا قد
أرسلوا لمراقبة المنطقة التي جرى فيها زرع الجهاز، وهو ما نبه
الإٍسرائيليين إلى أن الجهاز قد انكشف، وأن إسرائيل زرعت يوم جهازين
مماثلين للتجسس في قرية وادي القيسية، يذكر أن الخط السلكي هو ما يقول
حزب الله إنه شبكة الاتصالات التابعة لسلاح الإشارة الخاص بالمقاومة،
وسبق للحزب أن أعلن غير مرة إحباطه عمليات تجسّس إسرائيلية في جنوب
لبنان.
شعار سي.آي.أي
فيما نقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن مسؤولين أميركيين ومصادر أخرى
تأكيدهم أن سي.آي.أي أُجبرت على تعليق أنشطتها في لبنان الذي يعتبر
مركزاً أساسياً لعملياتها في الشرق الأوسط بعد اعتقال العديد من مخبري
الوكالة في بيروت هذا العام، وقال مصدر لم تذكر الصحيفة هويته إن محطة
بيروت متوقفة عن العمل منذ العام الماضي بعد فضح 12 مخبرا للمخابرات
المركزية الأميركية في وقت شكك مسؤولون أميركيون في هذا الرقم، وكشفت
الصحيفة أن مسؤولين في الوكالة أبلغوا أعضاء في الكونغرس بالموضوع،
وزار النائب مايك روجرز الذي يرأس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب
الأميركي بيروت مؤخراً حيث قابل عناصر من سي.آي.أي، وذلك في إطار مهمة
اللجنة لتحديد مسؤولية هذا الخرق الخطير ومقدار الضرر الواقع على
عمليات الوكالة.
وقالت مصادر أخرى إن عملاء سي.آي.أي التقوا بمخبرين لبنانيين في أحد
فروع مطعم بيتزا هات مما سمح للسلطات اللبنانية ولحزب الله بتحديد
الأشخاص الذين ساعدوا عملاء الوكالة الأميركية حيث أقر مسؤولون داخل
الوكالة بأن عملاءهم في لبنان اتبعوا أساليب خرقاء أدت إلى فضحهم، وقال
أربعة مسؤولين حاليين وسابقين في سي.آي.أي إن حزب الله استطاع اكتشاف
مكان اجتماع عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية مع المخبرين
اللبنانيين عبر اثنين من عناصره اللذين كانا عميلين مزدوجين، وذكرت
صحيفة لوس أنجلوس تايمز نقلاً عن مصدر استخباراتي أنه في عام 2001 حذّر
مسؤولون أمنيون من أن عملاء سي.آي.أي اللبنانيين يمكن أن يتم تتبعهم
عبر التنصت الهاتفي، لكن مدير محطة الوكالة في بيروت الذي لم تكشف
الصحيفة عن اسمه تجاهل التحذير بقوله "اللبنانيون أصدقاؤنا ولا يمكن أن
يفعلوا ذلك بنا.
وفي وقت سابق أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله
اعتقال ثلاثة من أعضاء الحزب، بينهم اثنان مرتبطان بسي.آي.أي والثالث
مرتبط إما بالوكالة الأميركية وإما بالاستخبارات الأوروبية أو نظيرتها
الإسرائيلية (موساد)، موضحا أن عملاء سي آي.أي الذين يعملون في لبنان
بغطاء دبلوماسي-جُندوا منذ مطلع عام 2011، وهو الأمر الذي نفته السفارة
الأميركية في بيروت.
حرب إعلامية
الى ذلك أثار توقيت هذا الكلام تساؤلات لدى معارضي حزب الله، بينما
اعتبر الحزب بلسان أحد نوابه، نوار الساحلي، ان التوقيت يختاره حزب
الله، مشيرا بما يشبه الربط بين إعادة اطلاق الحملة الاعلامية
والانسحاب الامريكي من العراق وتجديد الكلام عن نشاط وكالة الاستخبارات
الامريكية في لبنان، فالولايات المتحدة وفقا لتصريحات الساحلي تنسحب
مهزومة من العراق، وهي ايضا مهزومة ايضا في حربها الامنية على حزب
الله، وأشار النائب في حزب الله في هذا السياق إلى علاقة بث تلك
المعلومات بزيارة من قال إنه "أحد الذين شاركوا في حرب تموز على حزب
الله" جيفري فيلتمان في إشارة الى مساعد وزير الخارجية الامريكي الذي
زار بيروت والتقى العديد من الاطراف بمن فيهم حليف حزب الله نبيه بري،
وعندما سئل عن المقصود باتهام احزاب وسياسيين وصحافيين ومهنيين
بالعمالة للسي آي أيه، قال الساحلي إن هؤلاء يعرفون انفسهم، مذكرا بما
سبق أن اعلن من ان حزب الله يعرف كيفية حصول اللقاءات والمشاركين فيها
واماكن حصولها، وربط معارضو حزب الله بين الحملة المستجدة للحزب
وتطورات الوضع في الجنوب وما حصل من اطلاق الصواريخ وتفجير استهدف قوة
اليونيفيل، وما رشح من اتهامات مباشرة لسورية وغير مباشرة لحزب الله،
وسط غياب تام للدولة اللبنانية عن الامساك بمسؤولياتها الامنية، وهو ما
قاله النائب عن تيار المستقبل جان اوغاسابيان، وحسب النائب المذكور،
فان حزب الله يريد أن يقول إن الساحة الداخلية اللبنانية باتت مفتوحة
على عمليات امنية وعلى احداث امنية على انواعها. بحسب البي بي سي.
ويشير اوغاسابيان إلى أن النظام السوري وحليفه في الداخل اللبناني
يحضرون لمرحلة قد يحتاجون فيها لتحريك الوضع الامني في لبنان من خلال
اتهام مسبق للامريكيين بأنهم يحضرون لعمليات امنية من خلال تلك
الاجتماعات وأعمال التجنيد التى يقول الحزب أنهم يقومون بها، فحزب
الله، حسب النائب المعارض، يحضر مسبقا لتوجيه الاتهام للامريكيين
بالقيام بعمليات امنية قد يكون هو من يحضر للقيام بها، بالمقابل لم
يصدر أي تصريح رسمي عن الحكومة اللبنانية عن إعلان حزب الله، كما لم
يصدر أي تعليق عن وزارة الداخلية أو وزارة الدفاع ولا عن السلطات
القضائية المسؤولة عادة عن مهمة التحرك عند اي شبه. |