بين فيينا وبغداد... مدن تتغنى بحسنها وأخرى تندب ماضيها

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: عندما تعقد مقارنة بين مدن وعواصم الدول المتقدمة، وبين مثيلاتها في بعض البلدان النامية، فان ستكون مقارنة ظالمة بحق الطرفين، ففي حين تشهد الدول المتطورة تقدماً متسارعاً ينافس أميال الزمن ودقات الساعة، تجد إن المدن الأخرى تعيش واقعاً متراجعاً لا يعرف ابسط مقومات النهوض والحداثة، إذ إن بعضاً من هذه المدن الكبرى يصل تعداد سكانها إلى عشرات الملايين ويجري تحديث تصميمها العمراني وتطوير خدماتها كل بضعة أشهر، بينما يلاحظ إن هناك مدن أخرى لم يجري أي تعديل على مظهرها أو خدماتها الأخرى لسنين طويلة.

وقد سعت العديد من الدول من اجل تطوير مدنها أو خلق مدن جديدة من الممكن أن تنال شهرة عالمية في المستقبل وبحسب المعايير الخاصة والمتبعة في تقييم درجات الرقي التي قد تحصل عليها تلك المدن والجهد الذي بذلته، فيما تسعى دول أخرى للحفاظ على مدنها –وخصوصاً التاريخية منها- من موجات الحداثة التي قد تؤدي إلى ضياع مجهود استمر عبر الآلاف السنين.

بين فيينا وبغداد

فقد اظهر مسح اجرته مجموعة ميرسر للاستشارات ان فيينا هي افضل مدينة يمكن العيش بها في العالم بفضل بنيتها التحتية الممتازة وشوارعها الامنة وخدمات الصحة العامة الممتازة بينما جاءت بغداد في المركز الاخير، وسجلت مدن المانية وسويسرية اداءا جيدا للغاية من حيث جودة مستويات المعيشة وجاءت زوريخ وميونيخ ودوسلدورف وفرانكفورت وجنيف ضمن افضل عشر مدن بالقائمة، لكن ميرسر حذرت من ان المدن الاوروبية التي تحتل مراكز متقدمة قد لا تضمن الحفاظ على موقعها في المسح الذي شمل أكثر من 200 مدينة، وقال سلاجين باركاتيل كبير الباحثين في ميرسر عبر موقع الشركة على الانترنت "هي (المدن) ليست محصنة من اي تراجع في مستويات المعيشة اذا استمر هذا الاضطراب (الاقتصادي)"، واعطت ميرسر -التي صنفت المدن ايضا وفقا للسلامة الشخصية- تقييما متدنيا لاثينا بسبب الاشتباكات التي وقعت بين متظاهرين وقوات الشرطة وعدم الاستقرار السياسي. رويترز.

وقال باركاتيل "جاءت أثينا في عام 2011 ضمن المدن الاوروبية الاكثر تدنيا من حيث السلامة الشخصية"، وتراجعت اوسلو ايضا الى المركز الرابع والعشرين في المسح المنفصل الخاص بالسلامة بسبب حادث قتل جماعي في يوليو تموز، وقالت ميرسر ان اوسلو كانت دائما ضمن افضل خمسة عشرة مدينة، وقالت ميرسر ان الاضطراب السياسي وضعف تطبيق القانون والهجمات التي تستهدف السكان المحليين والاجانب جعلت من بغداد اسوأ مكان يمكن العيش به في عام 2011 سواء من حيث جودة المعيشة والسلامة، وأدت الاضطرابات السياسية والاقتصادية في افريقيا والشرق الاوسط الى تراجع عشرات المدن بتلك المنطقتين، وقال باركاتيل "دول كثيرة مثل ليبيا ومصر وتونس واليمن انخفضت بها مستويات المعيشة الى حد بعيد"، واضاف قائلا "اعادة البناء السياسي والاقتصادي في هذه الدول مصحوبا بتوفير اموال لتلبية الاحتياجات الانسانية الاسياسية سيعزز المنطقة بلا شك".

ويعتمد تصنيف المدن على معايير مختلفة تصل إلى 39 معياراً يتناول جودة المستويات المعيشية منها الأمن والمناخ، وحركة المرور، والمدارس، والأنشطة الترفيهية والاستقرار الداخلي، بجانب عوامل اقتصادية، ويشار إلى أن أكثر من نصف أفضل 25 مدينة، بحسب اللائحة، تقع في أوروبا، وقال سلاغين باراكاتيل، كبير الباحثين في "ميرسر، "المستويات المعيشية في المدن الأوروبية لا تزال عالية نظراً لتمتعها ببنية تحتية حديثة ومتقدمة بالتمازج مع منشآت طبية وترفيهية واستجمامية رفيعة المستوى"، أما من حيث الأمن الشخصي، وفعالية القوى الأمنية، فجاءت مدينة لوكسمبيرغ في أعلى القائمة، تلتها مدينة بيرن بسويسرا وهلسكني بفنلندا ووزيورخ بسويسرا كذلك، وكذلك احتلت العاصمة العراقية، أسفل القائمة فيما يتعلق والأمن الشخصي، بعد "نجامينا" في المرتبة 220، وأبدجيان في ساحل العاج بالمرتبة 219، ومدينة "بانغوي" في المرتبة 218، وفي هذا الصدد عقب باراكاتيل، "أفضل المدن من حيث الأمن هي في دول مستقرة سياسيا ذات علاقات دولية جيدة ونمو اقتصادي مستدام، أما تلك التي سجلت أدنى الدرجات فهي بدول تعاني من قلاقل أهلية ومعدلات جريمة عالية وقوات أمن صغيرة"، ويشار إلى أنه أي من المدن الأمريكية لم تصنف ضمن أفضل 50 مدينة من حيث الآمان الشخصي، في حين أدرجت هونولو في المرتبة 29، وسان فرانسيسكو 30، وبوسطن 36، ضمن أفضل المدن من حيث جودة المستوى المعيشي.

ملبورن الافضل وطرابلس والجزائر الأسوأ

الى ذلك صنفت وحدة المعلومات بمجلة "إيكونومست" الاقتصادية 140 مدينة عالمية، ورتبتها بحسب نمط الحياة فيها، بدءاً من مدى الاستقرار والرعاية الصحية والثراء الثقافي والبيئة والتعليم، وانتهاءً بالبنية التحتية للمدينة، ولأول مرة منذ عقد كامل، تراجعت مدينة فانكوفر الكندية عن المركز الأول، لصالح مدينة ملبورن الأسترالية، غير أن هذا لم يمنع وجود 3 مدن كندية ضمن المدن الخمسة الأولى في العالم، ولوحظ أن 4 مدن أسترالية حلت ضمن القائمة نفسها، مقابل 3 مدن كندية، وواحدة من كل من النمسا وفنلندا ونيوزيلند، وبالطبع خلت القائمة، التي أعدت في يوليو/ تموز الماضي، من المدن العربية ضمن العشرة الأوائل، غير أن مدينتين عربيتين حلتا ضمن العشر الأواخر، هما العاصمة الليبية طرابلس، والعاصمة الجزائرية الجزائر، واحتلتا المركزين الخامس والسادس، من أسفل السلم. بحسب السي ان ان.

اما المدن العشر الأوائل كانت، بحسب الترتيب:

1.ملبورون (أستراليا)

2.فيينا (النمسا)

3.فانكوفر (كندا)

4.تورنتو (كندا)

5.كلغاري (كندا)

6.سيدني (أستراليا)

7.هلسنكي (فنلندا)

8.بيرث (أستراليا)

9.أدلايد (أستراليا)

10.أوكلاند (نيوزيلندا)

أما العشر الأواخر، وحسب الترتيب التصاعدي، أي الأكثر سوءاً، فجاءت على النحو التالي:

1.أبيدجان (كوت ديفوار)

2.طهران (إيران)

3.دوالا (الكاميرون)

4.كراتشي (باكستان)

5.طرابلس (ليبيا)

6.الجزائر (الجزائر)

7.لاغوس (نيجيريا)

8.بورت مورسبي (بابوا غينيا الجديدة)

9.دكا (بنغلاديش)

10.هراراي (زيمبابوي).

يد العون لنجدة الكوكب

بدوره وللمفارقة، قد يقدم النمو الحضري وتوسع المدن الكبرى بعض الحلول للمشاكل المتعددة التي يعانيها العالم بدءا بالاكتظاظ السكاني وصولا إلى نهب الموارد الطبيعية، ففي المؤتمر السنوي لمؤسسة بيل كلينتون الذي اقيم في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أجمع سياسيون واقتصاديون على أن المدينة هي، بالرغم من تناقضاتها ومخاطرها، مستقبل الإنسان، ففي العام 1800، كان 3% من سكان العالم فقط يعيشون في المدينة في مقابل 50% اليوم و70% في غضون 40 عاما في ظل التوسع المستشري للمدن الكبرى من قبيل نيويورك ومكسيكو وموسكو وشنغهاي، ويرى قطب الاتصالات المكسيكي، كارلوس سليم أن النزوح إلى المدن الذي يؤدي الى الاقتصاد على صعيد البنى التحتية، هو الحل الوحيد للنمو السكاني الكبير، ويقول كارلوس سليم الذي يعتبر بحسب مجلة "فوربز" أغنى أغنياء العالم "في غياب المدن الكبيرة، لكانت غالبية السكان لتعجز عن تحمل كلفة الحصول على خدماتنا"، ومن حيث النمو الحضري، تعود حصة الأسد للصين مع 120 مدينة يفوق عددها سكانها المليون نسمة، ويؤكد وزير الخارجية الصيني، يانغ جيشي أن "التجمعات الحضرية تلعب دورا بارزا في تعزيز النمو وتنشيط الاقتصاد ورفع مستوى العيش في المجتمع برمته". بحسب فرانس برس.

ويضيف الوزير أن "ارتفاعا بنسبة 1% في عدد سكان المدن يكفي لاستحداث فرص عمل وزيادة الاستهلاك والاستثمار"، لكن المدن الضخمة تتسبب أيضا بمشاكل جمة مثل الكثافة السكانية الشديدة وتدهور النظم البيئية وتناقص البنى التحتية الاجتماعية، وتنعكس هذه المخاوف في أقوال غيفين نيوزوم، نائب حاكم كاليفورنيا وهي الولاية التي تسجل أكبر كثافة سكانية في الولايات المتحدة مع استقبالها نسبة مرتفعة من المهاجرين من أميركا اللاتينية، وهو يعتبر أن "التنوع الإثني والعرقي والديني يشكل تحديا كبيرا" وأن اهمية الرأسمال البشري توازي اهمية البنى التحتية، وهذه الحال تنسحب على نيويورك التي تستضيف الحدث وتضم اليوم 8،4 ملايين نسمة مع ارتفاع مرتقب في سكانها يقدر بمليون نسمة في السنوات العشرين المقبلة، وترى جانيت سادين كان، المسؤولة عن المواصلات في بلدية نيويورك، ان المدينة التي يحلو العيش فيها لا ترمي إلى استقطاب اليد العاملة الدولية النشيطة والماهرة فحسب بل هي تسعى أيضا إلى حماية البيئة، وتقول هذه المسؤولة وهي من أبرز المدافعين عن المسالك المخصصة لركاب الدراجات الهوائية والمشاة في مانهاتن "إذ أردتم إنقاذ الكوكب، تعالوا للاقامة في نيويورك"، ونوهت المسؤولة بقرار منع حركة السير في حي تايمز سكوير معتبرة أن هذا الإجراء حسن نوعية الهواء وشجع على فتح متاجر صغيرة في المكان.

اشبيلية قد تسحب من قائمة التراث العالمي

فيما يهدد مشروع برج ضخم مصنوع من الزجاج لا يزال في طوابقه الاولى، تراث اشبيلية الاندلسية الغني والقديم وقد تسحب المدينة من لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، ويقول مكتب المهندس العريق سيزار بيي على موقعه الالكتروني بفخر "البرج الجديد البالغة مساحته الاجمالية 51 الف متر مربع سيحدد افق اشبيلية الجديد"، وبيي هو مهندس برجي بيتروناس الشهيرين في كاولالمبور والذي كلفه صندوق الادخار "كاخاسول" بتصميم مبنى بيضوي الشكل ارتفاعه 178 مترا لاستضافة مكاتبها اعتبارا من العام 2012، الا ان منظمة اليونيسكو لا تشاطره الحماسة ذاتها مطالبة من دون جدوى منذ تموز/يوليو الماضي بوقف اعمال البناء موقت، وبعدما تلقت طلبا ملحا "بتحديد ما اذا كان البرج سيكون له تأثير نظري على وسط اشبيلية التاريخي" تعد اليونيسكو لمهمة تدقيق مع المجلس الدولي للنصب والمواقع (ايكوموس) على ما قالت المسؤولة في المنظمة الدولية لوسيا ايغليسياس كونتز، والمبنى الذي هو قيد التشييد لا يتضمن الان الا ثمانية طوابق من اصل 41 طابقا مقررا الا ان ظله يهيمن على ضفة نهر الوادي الكبير. بحسب فرانس برس.

وما يزيد من الوضع سوءا انه على بعد مئات قليلة من الامتار عن خلاطات الاسمنت على الضفة المقابلة ترتفع النصب الثلاثة القيمة التي سمحت للمدينة بان تدرج العام 1987 على قائمة التراث العالمي للبشرية التي تعدها اليونيسكو، فهناك مئذنة خيرالدا التحفة المعمارية العائدة الى عهد الموحدين التي تطل بارتفاعها مئة متر على كاتدرائية اشبيلية حيث ترقد رفات المستكشف كريستوف كولومبوس، وهناك ايضا الكازار (القصر) العائد تاريخ بنائه الى اكثر من الف سنة، واخيرا هناك "ارشيف الهند" الذي تحفظ فيه وثائق تعود الى فترة اكتشاف "العالم الجديد"، والمفتشون المكلفون التحقق ما اذا كان برج بيي يؤثر على صورة هذا التراث العزيز على قلوب سكان اشبيلية سيصلون "سريعا جدا" الى المكان على ما افاد مصدر مطلع على الملف، وسيبحث في التقرير الذي يرفعونه خلال الاجتماع المقبل للجنة التراث العالمي المقرر في صف العام 2012، وينتظر تحالف من الناشطين يعارضون بناء البرج تحت اسم "تومبالا!" (اسقطوه! اي البرج) بقلق زيارة الخبراء لانها تكرس "المخاطر الواضحة بان مدينتنا قد تسحب من قائمة التراث العالمي" على ما افاد القيمون عليه في بيان.

وقد حث التحالف هذا البلدية على "تجميد اعمال البناء بانتظار قرار اليونيسكو المرجح جدا ضد بالبرج"، وقالت سلطات البلدية الجديدة الني انتخبت في ايار/مايو انها لم تكن قد تولت مهامها عندما طلبت لجنة اليونيكسو تجميد اعمال البناء، وتقر كرستينا كويرفاس الناطقة باسم البلدية ان "هذا الامر اخر قرار وقف الاعمال"، وتؤكد الناطقة ان الورشة "قانونية" الا انها تشدد على ان البلدية ستبذل قصارى جهدها لتبقى البلدية على قائمة التراث العالمية موضحة "رئيس البلدية لان يسمح ان تخسر اشبيلية موقعها في التراث العالمي، فهذا امر مهم جدا للمدينة"، وتؤكد لوسيا ايغليسياس كونتز ان عاصمة الاندلس "تتمتع بسلسلة من الاجراءات" لتجنب حصول ذلك، لكن في حال اعتبرت لجنة التراث العالمي ان الاضرار لا رجوع عنها فقد تنضم اشبيلية الى نادي المواقع النادرة جدا التي سحبت من التصنيف منذ بدء وضع القائمة في العام 1972.

قرية صغيرة الى مدينة كبيرة

من جانب اخر وفي وسط ادغال غينيا الاستوائية وعند اخر درب ترابية يظهر فجأة طريق سريع معبد باربع ممرات يمتد على حوالى عشرة كيلومترات ويؤدي الى ورشة ضخمة تنشط فيها مئات الاليات دونما هوادة، اويالا بلدة صغيرة تنتشر فيها الاكواخ الخشبية، مرشحة اليوم لان تكون مركز اداري وجامعي في شرق البلاد، وعلى غرار برازيليا في الغرب البرازيلي، قررت السلطات الغينية ان تنشئ من لا شيء مدينة ستضم جامعة وقصر مؤتمرات وفندقا فخما ومنطقة صناعية ووزارات، وكانت غينيا الاستوائية من افقر دول افريقيا قبل ان يكتشف النفط فيها ويبدأ استغلاله العام 1996، وقد تم قطع اشجار الغابات على مساحة عشرات الكيلومترات لفسح المجال امام الورشة التي ستؤدي الى قيام مدينة تمتد على مساحة 32 الف هكتار يمكنها استقبال 65 الف نسمة، وقد تم شق طرقات وسط الغابة اطلق عليها اسماء مثل "جادة العدل" وجادة السلام"، وتبني مجموعة "بويغ" الفرنسية للاشغال العامة جسرين على نهر ويلي، ويتوقع بناء خمسة جسور اخرى، وقد حفرت ثقوب كبيرة في الادغال لاقامة اعمدة لخطوط التوتر العالي، والى جانب الابنية العصرية تستمر الحياة في بلدة اويالا بظروفها الصعبة من دون مياه جارية او كهرباء، ويقول ماوريسيو نغوني نغيما "كانت الحياة هنا من قبل سيئة، كنا نعيش من موارد الغابة ونأكل ما توفر، ولم تكن فرص العمل متوافرة" وقد وظفته شركة بناء ولا يزال ينتظر الحصول على اجره الاول،وهو يعيش مع زوجته وطفليه في منزل خشبي ارضه ترابية. بحسب فرانس برس.

ويقول "نأمل ان تتحسن ظروف عيشنا وتتوافر فرص العمل، انا سعيد، قبل الان ما كان احد قد سمع باويالا اما الان في على كل شفة ولسان، وسنكون مثل اوروبا"، وتعمل في هذه الورشة الضخمة شركات فرنسية واسبانية وبرازيلية، وتفضل السلطات عدم التعليق على هذا المشروع، ويؤكد جيرونيمو اوسا اوسا ايكورو وزير الاعلام والناطق باسم الحكومة "نريد ان ننتظر التقدم اكثر في المشروع"، وتعذر عليه تقدير الكفة الاجمالية للمشروع التي ستصل على الارجح الى مليارات اليورو، ويوضح الوزير ان مشروع اويالا "سيسمح في تخفيف اكتظاظ العاصمة وتطوير شرق البلاد في آن، وثمة امثلة في افريقيا مع ابوجا (نيجيريا) وياموسوكرو (ساحل العاج) يث تم بناء مدن بعيدة عن المدينة الاستعمارية الكبيرة"، وغينيا بلد صغير اصبح ثالث منتج للنفط في افريقيا جنوب الصحراء وقد باشرت سياسة كبيرة للمشاريع الضخمة مع شق الطرقات واقامة الجسور وغيرها من الاشغال الكبيرة، وفي سيبوبو وهي منتجع سياحي بحري يضم مركزين للمؤتمرات انشئت هي ايضا من لا شيء، بكلفة 600 مليون يورو على ما يفيد مصدر رسمي، واكثر من مليارين بحسب المعارضة، استضافت البلاد في حزيران/يونيو القمة السابعة عشرة للاتحاد الافريقي.

والبلاد التي يحكمها بيد من حديد الرئيس تيودور اوبيانغ منذ العام 1979، ستنظم بالاشتراك مع الغابون كأس الامم الافريقية لكرة القدم (2012)، ويقول بلاسيدو ميكو النائب الوحيد المعارض "مشاريع سيبوبو واويالا لا تفيد في تنمية البلاد، اويالا مشروع مجنون، عندما تم بناء برازيليا لتخفيف الاكتظاظ عن العاصمة كانت المياه والكهرباء متوافرتين في ريو وساو باولو"، ويتابع "نحن بلد يضم 700 الف نسمة، هل سنرغم السكان الى الانتقال الى اويال، هذه فضيحة، وفي هذه الاثناء تعطى الدروس في بعض المدارس على الارض الترابية"، اما اوسا اوسا ايكورو فهو واثق من صوابية استراتيجية الحكومة "اننا نبني الطرقات والجامعات والمباني للناس بهدف تنمية البلاد وتطويره، سننشئ الصناعات لتوفير فرص العمل، والمستقبل سيثبت اننا على حق".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 18/كانون الأول/2011 - 22/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م