شبكة النبأ: في ظل مناخ عربي عاصف
ومبشر بانجازات خلاقة، تعد انطلاقة الاقلام الادبية بمثابة ابداع خلاق
عبر عن نفسه بما أخذ العرب يكشفون عنه من مواطن القوة والثورة والنهوض
نحو الحرية.
فيما اصبح عطر الربيع العربي يفوح الان في العالم في كلمة "الميدان"
نسبة الى ميدان التحرير الذي كان بؤرة الاحتجاجات على حكم الرئيس
المصري المخلوع حسني مبارك وأصبح لها "وقع سحري اسر وملهم" في كثير من
عواصم العالم.
ويبدو ان القلم العربي رسخ أقدامه في أرض الثقافة العربية كمشروع
عربي مستقل كما بشر بقيم الحرية عبر مخطوطات وروايات، اتسمت بحرية
التفكير وحرية السفر والتجوال وحرية الكتابة والتعبير وحرية التصريح
وحرية النزهة في عالم الثقافة والناس...اذ نسمع هتاف الحرية في كل
حاضرة وميدان من حواضر العرب وميادين الشباب.
وتنتشر الاعمال الفنية الاخرى ما بين الرسم وافلام الفيديو والاعمال
الانشائية في مواقع تحتاج الى تاريخ كامل للتنقل بين صفحاتها والتمتع
في احدى محطاتهامن مشاهدة طريقة اعداد الكنافة النابلسية وتذوقها وصولا
الى عمل فني يعيد الذاكرة الى خط سكة الحديد الذي كان يربط المدينة
بالمدن الفلسطينية الاخرى وبعدد من الدول العربية.
القائمة الطويلة
اذ أعلنت لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربي عن القائمة
الطويلة التي تتنافس على الجائزة في دورة العام 2012 وتضم 13 رواية، تم
اختيارها من بين 101 رواية مشاركة من 15 بلداً تم نشرها في اثني عشر
أشهر.
وينتمي الكُّتاب الثلاثة عشر المرشحون للقائمة الطويلة من سبعة
بلدان عربية مختلفة، حيث تناصفت كل من مصر ولبنان ثمانية كتاب، وتوزع
باقي الكتاب على كل من الأردن وسوريا والعراق والجزائر وتونس، وتسلط
عدد من الروايات الضوء على الحرب اللبنانية، في حين تتناول روايات أخرى
مواضيع شائعة مثل التشرد على وتيرتين سواء من فقدوا أحبة في صغرهم أو
المغتربون العرب، إضافة إلى التحديات التي يواجهها الناس في إعادة
اكتشاف الجذور والبحث عن الهوية.
لقد اختيرت هذه الروايات من قبل لجنة تحكيم مؤلفة من خمسة خبراء في
مجال الأدب العربي.
وعلق رئيس لجنة التحكيم لدورة العام 2012 على القائمة الطويلة قائلاً
: تنعقد الدورة الخامسة للجائزة العالمية للرواية العربية في ظل ظروف
استثنائية تتمثل بانتفاضات العديد من شعوب العالم العربي ضد أنظمة
الاستبداد المتأصلة في أكثر أقطاره منذ عقود مديدة.
وبدون أن نزعم أن الروايات المرشحة لهذه الدورة تنبأت على نحو مباشر
بالربيع العربي، فإن العديد منها قد رسمت الأجواء الخانقة التي كانت
سائدة قبل انفجار تلك الانتفاضات وادخلت قارئها إلى العالم التحتي
لأجهزة الشرطة السرية وجسدت الظمأ إلى الحرية لدى العديد من أبطالها
الرئيسيين أو الثانويين، منددة في الوقت نفسه بانتهازية المتعاملين
منهم مع تلك الأجهزة.
مكتبة الاسكندرية
في سياق متصل، يشارك باحثون من 18 دولة عربية وأجنبية في الندوة
الدولية الرابعة لتاريخ الطباعة والنشر بلغات وبلدان الشرق الاوسط
والتي افتتحت بمكتبة الاسكندرية وتحتفي باختيار مدينة يريفان الأرمينية
عاصمة عالمية للكتاب 2012.
وقالت مكتبة الاسكندرية في بيان ان باحثين من الولايات المتحدة
وبريطانيا وألمانيا وأرمينيا وأذربيجان وفرنسا وتركيا وكندا وايطاليا
والاردن المغرب والسودان وتونس والبحرين والجزائر ولبنان واليمن ومصر
سيناقشون محاور تاريخية (الطباعة العربية بلغات الشرق الاوسط في بلدان
الشرق الاوسط والشرق الاقصى وأوروبا وافريقيا والامريكتين) و(الخطوط
الرقمية الطباعية.. التراثية والحديثة) و(تقنيات النشر والطباعة
الحديثة بلغات الشرق الاوسط) و(الوسائط الطباعية المتعددة) و(المتاحف
الطباعية الافتراضية).
وقال السفير الارميني أرمين ملكونيان في الافتتاح ان مجموعة من
الباحثين الارمن سوف يستعرضون في الندوة تاريخ تطور الطباعة في أرمينيا
اضافة الى اقامة ورشة عمل ومعرض للمطبوعات الارمينية القديمة.
وقال البريطاني جيفري روبر وهو خبير في مجال البيبلوجرافيا
الاسلامية ان دراسة تاريخ الطباعة "مهملة في مقابل الاهتمام الزائد
بدراسة المخطوطات... لا يمكن الاستغناء عن دراسة تاريخ الطباعة" مضيفا
أن الندوة تكتسب أهميتها من التعرف على الدور البارز للطباعة في احداث
النهضة في العالم العربي والشرق الاوسط. وتابع أن بحوث الندوة ستساعد
على فهم أهمية دور وسائل النشر الالكترونية الحديثة "في الثورات
العربية الان."
وقال بيان المكتبة ان الندوة ستتطرق الى "موضوع توثيق كتابات نكبة
فلسطين 1948 حيث يلقي الباحث بلير كونتز بعد محاضرة عنوانها (توثيق
كتابات النكبة.. النشر لكتاب المقاومة الفلسطينيين 1948-1982) ويستعرض
فيها كتابات الشعراء والادباء الفلسطينيين "بعد طردهم من بلادهم
وديارهم. بحسب رويترز.
وعقدت الدورة الاولى لتاريخ الطباعة والنشر في لغات وبلدان الشرق
الاوسط في متحف جوتنبرج في ألمانيا عام 2002 وعقدت الندوة الثانية في
المكتبة الوطنية الفرنسية بباريس عام 2005 وعقدت الندوة الثالثة في
جامعة لايبزج بألمانيا عام 2008.
المخطوطات العربية
الى ذلك، تشارك 20 جهة علمية و40 باحثا من عشر دول عربية وافريقية
في ندوة حول تقييم محتوى المخطوطات بمقر معهد المخطوطات العربية
بالقاهرة. وقال مسؤول الاعلام بالمعهد محمود زكي في بيان ان الندوة
تشارك فيها جامعات ومكتبات وطنية ومؤسسات تراثية وأثرية منها دار الكتب
المصرية ومركز تحقيق النصوص بالازهر والمكتبة المركزية بجامعة القاهرة
وجمعية المكنز الاسلامي في بريطانيا ومكتبة المسجد الاقصى والخزانة
الحسنية بالمغرب ودار الكتب التونسية ودار الكتب القطرية ووزارة التراث
والثقافة العمانية وجامعة افريقيا العالمية بالسوادن ومركز المخطوطات
الاسلامية في مالي.
وأضاف أن الندوة التي تحمل عنوان (تقييم المخطوط وتقدير ثمنه) تسعى
الى بحث "القضايا المعضلة لكل المتعاملين مع المخطوط لا سيما عند غياب
معايير التقييم ويزداد الامر تعقيدا مع وجود تعمية متعمدة.. لطمس
القيمة الحقيقية للمخطوط. قال ان الندوة ستناقش قضايا منها تقييم
المخطوط كأثر أو كمحتوى من مادة علمية وصور وزخارف والاسس العامة
لتقييم المخطوط وثقافة القائم بعملية التقييم بهدف تأسيس فرق عمل عربية
في هذا الشأن ثم تتواصل الاراء العلمية حوله من خلال تأسيس مجموعة خاصة
بالمشاركين على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك). بحسب رويترز.
ومن المشاركين في النقاش ادهام حنش أستاذ الخط العربي والمخطوطات
بجامعة العلوم الاسلامية بالاردن وأيمن فؤاد سيد مدير مركز تحقيق
النصوص بجامعة الازهر وعابد سليمان المشوخي أستاذ علم المكتبات
والمعلومات بجامعة الملك سعود وفيصل الحفيان منسق برامج معهد المخطوطات
العربية. ومعهد المخطوطات العربية هو جهاز قومي متخصص يتبع المنظمة
العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) احدى منظمات جامعة الدول
العربية وهو يعنى بالتراث العربي المخطوط جمعا وترميما وفهرسة ودراسة.
الصالون الدولي
في حين يبدأ في الجزائر الصالون الدولي للكتاب بمشاركة 32 دولة،
ابرزها مصر التي تعود بقوة الى الصالون بعدما غابت السنة الماضية، بسبب
الخلاف بين البلدين حول مباراة في كرة قدم.
وتحتل مصر المرتبة الثانية بعد الجزائر من حيث المساحة التي تشغلها
دور النشر المصرية، بينما اختير لبنان ضيف شرف النسخة السادسة عشر التي
يفتتحها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.
وفي مؤتمر صحافي اكد اسماعيل مزيان محافظ الصالون الدولي للكتاب في
الجزائر أن "521 دار نشر من 32 بلدا ستشارك في الدورة السادسة عشر
للصالون من بينها 145 دار نشر جزائرية".
إلى ذلك اكد مزيان عودة مصر الى الصالون الدولي للكتاب كأكبر عارض
بعد الجزائر بعدما لم توجه إليها الدعوة على خلفية ازمة بين البلدين
بعد الاحداث التي وقعت حول مباراة لكرة القدم بين منتخبي البلدين
للتأهل الى كأس العالم 2010 في القاهرة.
وقد وقعت بعض الحوادث في 18 تشرين الثاني (نوفمبر) خلال المباراة
الفاصلة التي دارت في الخرطوم وفازت بها الجزائر. واخذت الازمة منحى
دبلوماسيا من خلال تظاهرات نظمت في القاهرة امام سفارة الجزائر
واستدعاء سفيري البلدين في القاهرة والجزائر. كما قاطع الناشرون
الجزائريون معرض القاهرة للكتاب لسنة 2010 للأسباب نفسها.
وازدادت مساحة العرض في الصالون عشرين في المئة حيث يشغل الناشرون
الجزائريون اكبر مساحة (4032 متر مربع) بينما جمهورية مصر العربية تعود
إلى الصالون وتحتل المرتبة الثانية بمئة دار نشر تمتد على مساحة 1403
متر مربع بحسب مزيان.
وقد اختير لبنان ضيف شرف الصالون الدولي للكتاب على أن يكون ممثلا
يوم الافتتاح بوزير الثقافة غابي ليون، كما يحضر عدد من الشخصيات
الادبية والفكرية أمثال اسكندر حبش وجمانة حداد ومحمد ابي سمرا ورشيد
الضعيف، بحسب الموقع الالكتروني لهذه التظاهرة الثقافية. وذكر مصطفى
ماضي المشرف على النشاطات الثقافية أن الصالون الدولي للكتاب سيشهد
تنظيم ندوة حول الكتابة والراهن العربي يشارك فيها كتاب وادباء من
المغرب ومصر. بحسب فرنس برس.
وتعرف التظاهرة ايضا تنظيم ندوة حول "ربيع الشعوب العربية"، يحضرها
كل من فواز طرابلسي من لبنان والعربي صديقي من تونس ورباب المهدي من
مصر. كذلك تنظم ندوة حول موضوع "الربيع العربي في التناول الروائي
العربي.. هل الأدب يمهد الطريق إلى الثورة؟"، يشارك فيها نخبة من
الكتاب العرب، على رأسهم الكاتب المصري محمد سلماوي واسكندر حبش من
لبنان والروائي الجزائري واسيني الأعرج.
مشاركة عربية
من جانب اخر، تنطلق الدورة الخامسة والخمسون من معرض بيروت العربي
الدولي للكتاب مستقطبة عددا اكبر بكثير من دور النشر العربية مقارنة
بادلورات السابقة، وهو ما عزاه المنظمون الى غياب معارض الكتب في الدول
التي تشهد ثورات في المنطقة. وتشارك في المعرض الذي يقام في مجمع بيال
للمعارض في وسط العاصمة اللبنانية، 180 دار نشر لبنانية، في حين ارتفع
عدد دورالنشر العربية المشاركة الى 53، بزيادة عشرين عن العام الفائت.
وقال الدكتور عدنان حمود، مدير النادي الثقافي العربي، والذي يتولى
ادارة تنظيم المعرض منذ 20 عاما، ، إن "طابع المعرض هذه السنة استقطابي،
يسد ثغرة ثقافية، لذلك شهد اقبالا كبيرا من الناشرين العرب، وخصوصا ان
أية معارض كتب لم تنظم في الدول العربية التي شهدت ثورات على غرار مصر
وتونس".
وقد انضمت عشرون دارا عربية للنشر للمرة الاولى الى معرض بيروت
العربي للكتاب، من سوريا والاردن والمملكة العربية السعودية وسواها،
ليرتفع عددها الى 53 دارا، في حين بلغ عدد الناشرين اللبنانيين
المشاركين في المعرض 180 دارا. وتتمثل في الدورة الخامسة والخمسين
للمعرض ثماني دول عربية وثلاث دول اجنبية.
وشدد حمود على "أهمية إقامة المعرض في ظل التحولات الكبرى في
المنطقة، والوضع الراهن الذي يشهده العالم العربي من حروب وثورات".
واعتبر أن ذلك "يثبت ان الثقافة موجودة في كل الاوقات". واضاف" في ظل
الوضع الراهن مازال وضع الكتاب قائما. ولاحظ حمود ان "الاحداث التي
تشهدها الدول العربية تنعكس على لبنان ولكنها لا تؤثر كثيرا على مبيعات
الكتب كما قد يعتقد البعض، بل اعاقت عمل الناشرين اللبنانيين، اذ
تراجعت نسبة التوزيع والتسويق، في كل الدول العربية".
وكشف ان "المعرض يضم كتبا متنوعة، بعضها يتناول الثورات العربية،
سنقوم باحصاءات في شأنها تظهر ما هي افضل الكتب واكثرها مبيعا وما
مضمونها". اما "الكتب الجريئة" الموجودة في المعرض، فنالت موافقة الامن
العام اللبناني، على ما قال حمود. بحسب فرنس برس.
وكان معرض بيروت العربي الدولي استقطب العام الفائت نحو 250 الف
زائر.واعتبر حمود ان "الاقبال على شراء الكتب في المعرض مرتبط بالوضع
الاقتصادي في لبنان وامكانات الناس المادية، علما ان عدد الزوار يزداد
سنويا". وعلى هامش المعرض اعد كل من النادي الثقافي العربي ودور
النشرالمشاركة، ندوات ومحاضرات ومناقشات وحفلات تكريم وتوقيع كتب
وامسيات شعرية.
ازقة نابلس
في السياق ذاته، يأخذ معرض (المدن) في نسخته الثالثة تحت عنوان (ما
بين عيبال وجرزيم) زائريه في جولة داخل ازقة وحارات البلدة القديمة في
مدينة نابلس بالضفة الغربية لمشاهدة ثلاثة عشر عملا فنيا متنوعا
لفنانين فلسطينيين واجانب موزعة على عدد من الاماكن التاريخية. وقالت
فيرا تماري مديرة متحف جامعة بيزيت خلال تجولها في البلدة القديمة من
مدينة نابلس "اخترنا مدينة نابلس لاقامة معرض المدن بمشاركة ثلاثة عشر
فنانا منهم ستة اجانب لكسر العزلة المفروضة على هذه المدينة التي تضم
كنوزا في فن العمارة والتراث الاصيل."
واضافت "اردنا ان نعرّف الناس على كثير من الاماكن التي يجهلونها
داخل البلدة القديمة حتى من سكان المدينة انفسهم وذلك اما لان هذه
الاماكن تغيرت وتغير استخدامها اضافة الى التغيير الحاصل في الحياة
الاجتماعية والاقتصادية في المدينة وقد تركنا لكل فنان ان يختار العمل
الفني الذي يتناسب مع المكان الذي يعرض فيه ليشكلا معا عملا فنيا واحدا."
واختارت الفنانة الالمانية انجيليكا بويك ان تعيد رواية جزء من
ذاكرة اهل المدينة على لوحات منقوشة على الرخام علقتها على جدران منازل
وازقة حارة الياسمينة في البلدة القديمة تروي فيها ما سمعته من السكان
حول ذكرياتهم الجملية في المدينة. وقالت انجيليكا "هذه طريقتي في العمل
احاول الاستماع الى الناس فقد سبق وان قمت باعمال فنية مشابهة في
ايطاليا طلبت من اناس قابلتهم ان يخبروني عن اسرار في حياتهم وحولتها
الى لوحات فنية دون ذكر اسمائهم وفي سويسرا طلبت منهم ان يخبروني عن
اماكن لها ذكريات خاصة في حياتهم وهنا في مدينة نابلس طلبت منهم ان
يخبروني عن ذكريات حلوة كانت في حياتهم. بحسب رويترز.
ومما كتبته انجيليكا بالعربية على قطعة رخام ملصقة على جدار قديم في
حارة الياسمينة "أنا الان رجل عجوز اشعر بكبري عندما اكون خارج محيط
المدينة ولكنني حالما ادخل البلدة القديمة اشعر كانني شاب من جديد.
كما يمكن قراءة جزء من حكاية المدينة خلال الانتفاضة على لوحة اخرى
"كلما اقف عند قبر صديق شهيد افكر في كتابة رواية هي قصة حب حمل فيها
الشباب خلال الاجتياح الاول والثاني بنادق قديمة ولكن رغم ذلك كانوا
حصنا للمدينة انتابنا شعور بالاحباط لتوقفهم عن المقاومة هذا شيء مفهوم
اذ ان لهؤلاء الشباب عائلات ارداوا حمايتها ولكنني توقفت عن كتابة
الرواية عندما سلم الشباب بنادقهم."
واوضحت الفنانة الالمانية انها ستترك هذا العمل الفني هدية منها
للمدينة التي احبت سكانها فضلا عن اضافة رواية اخرى الى تلك التي
وضعتها كي تكون جزءا من الذاكرة الجماعية. ويجسد الفنان الفلسطيني ناصر
سومي في عمله الفني (نابلس جبل النار) ما تعينه له هذه المدينة "النابضة
بالحياة" حيث اختير مبنى لمصبنة قديمة لصناعة الصابون اعيد ترميمها
لتكون مركزا لاحياء وتنمية التراث الثقافي في المدينة لعرض العمل
المتمثل في صندوق خشبي كبير وضعت داخله شموع مضيئة على شكل نجمة ثمانية
تفوح منها زيت الزيتون الذي يصنع منها الصابون الذي تشتهر به المدينة.
ووزع الفنانان اياد عيسى وسحر القواسمي على جمهور المعرض نشرة تتحدث
عن عملها الفني (قطارات فلسطين) قبل اخذ الجمهور الى جو انتظار توقف
القطار باحدى محطاته من خلال استخدام تنقيات الفيديو والصوت بحيث يشاهد
الجمهور صورا للقطار يحمل اسم (فلسطين) على شاشة عرض كبيرة في احدى
المحلات القديمة التي تشبه الى حد كبير محطات انتظار القطار.
وكتب الفنانان في النشرة "تحتفل قطارات فلسطين بالذكرى المئوية
لانشاء محطة نابلس كما يسر قطارات فلسطين ان تعلن عن افتتاح خط سكة
جديد الخط الاخضر الذي يربط مدينة نابلس بمدينة القدس بزمن قياسي لا
يتجاوز الثلاثين دقيقة."
معهد فرنسي
من جانب اخر، قرر الشاعر السوري ادونيس (81 عاما) تسليم كامل ارشيفه
الذي جمعه بين دمشق وبيروت وباريس العواصم الثلاث التي طبعت حياته
الادبية، الى معهد ذاكرة النشر المعاصر (ايميك). وقالت ايميك وهي مؤسسة
فرنسية في بيان ان هذا الارشيف "يعكس 60 عاما تقريبا من النشاط الذي
يرتدي اهمية ادبية وتاريخية استثنائية".
ولد علي احمد سعيد اسبر المعروف باسم ادونيس في الاول من كانون
الثاني/يناير 1930 قرب اللاذقية في سوريا وهو يقيم في فرنسا منذ العام
1985. وقد حاز اخيرا جائزة غوتيه العريقة ويتداول باسمه للفوز بجائزة
نوبل للاداب هذه السنة. وكان نشر في صحيفة لبنانية رسالة مفتوحة الى
الرئيس السوري بشار الاسد دعاه فيه الى وقف القمع في بلاده.
وقد نقلت الى مقر ايميك قرب كاين في غرب فرنسا اكثر من 120 علبة من
الارشيف تضم مخطوطات عن دواوينه الشعرية ومقالاته ومحاولاته النقدية
وندواته ولا سيما "دروسه" حول الشعر العربي التي اعطاها في كوليج دو
فرانس العام 1984 فضلا عن كل مراسلاته. وفي هذه الوثائق ايضا ترجماته
لشعراء فرنسيين الى العربية من سان جون-بيرس الى ايف بونوفوا ولشعراء
عرب الى الفرنسية من ابو علاء المعري الى جبران خليل جبران. بحسب فرانس
برس.
وسيضم "صندوق ادونيس" مكتبة دراسات تتضمن اعماله في نسخها الاصلية
وترجماتها الى اكثر من 25 لغة وسيفتح امام باحثي العالم امكانية
الاطلاع على ملفات حول الجدل العنيف والمتكرر الذي اثارته كتاباته
ومواقفه السياسية والثقافية. وتضاف الى هذا الارشيف مجلتان لعبتا دورا
اساسيا في النهضة الثقافية العربية : مجلة "شعر" التي اسسها العام 1957
مع صديقه الشاعر اللبناني يوسف الخال و"مواقف" التي تأسست العام 1968
وادارها لمدة 30 عاما. وتضم ايميك ارشيف الكثير من الكتاب العرب او
المسملين من التركي ناظم حكمت الى الجزائري كاتب ياسين ومن جورج شحادة
الى اندريه شديد.
الفن الحديث
على الصعيد نفسه، تستضيف العاصمة الفرنسية معرضا لأعمال مجموعة من
الفنانين التشكيليين من شمال أفريقيا والشرق الاوسط في وقت يتزايد فيه
الاهتمام بالثقافة العربية في أعقاب أحداث "الربيع العربي". المعرض
عنوانه "همزات وصل بين باريس والفن العربي المعاصر". ويضم المعرض أعمال
13 فنانا وفنانة يرتبط كل منهم بصلة خاصة بباريس حيث درس بعضهم هناك
بينما يحمل اخرون الجنسية الفرنسية جنبا الى جنب مع جنسياتهم الاصلية.
وذكر باسكال امل أمين المعرض أن الفنانين الذين يضم المعرض أعمالا
لهم يقجمون للعالم رسالة. وقال "الامر الذي يثير الحماس في تاريخ أولئك
الفنانين هو أنهم يمرون بفترة غليان. هناك اتساع لنطاق النظرة للفن
الحديث واهتمام واضح بهم وفي الوقت نفسه هم يستفيدون من هذه اللغة
المفعمة بالحركة الموجودة في كل تغير عميق بالمجتمع. لذلك في رأيي هم
فنانون ضمن رسالة وفي الوقت نفسه يحملون رسالة."
ومن الاعمال التي يضمها المعرض لوحة (الملثم) للفنان اللبناني أيمن
بعلبكي وعملا تشكيليا بعنوان (كرسي) واخر بعنوان (تاج من الشوك) للفنان
المغربي المولد عبد الرحيم يامو. وفي المعرض أيضا لوحات بأسلوب الكولاج
للفنانة المصرية نرمين همام بعنوان (المرأة المحاربة) وصور فوتوغرافية
للفنانة السورية المولد ليلى مريود. بحسب رويترز.
ولم يستلهم أي من الاعمال الموجودة في المعرض ثورات "الربيع العربي"
لكن الناقد الفني الفرنسي فيليب بيجيه أكد أن ذلك ليس بالأمر الغريب ان
أن الفنانين يسبقون الاحداث في كثير من الأحيان. وقال "يوجد هنا فنان
استخدم وحدة الزحرفة الخاصة بالثقافة العربية.. انها شيء مقدس.. وحول
اتجاهها تماما بمزجها مع طائرات حربية في علاقة بالحرب في ليبيا. انها
إشارات كثيرة مهمة الى أن الفنانين في كثير من الاحيان يسبقون المجتمعي
والمدني والسياسي." وذكر أمل أن المعرض سبق له السفر الى العاصمة
اللبنانية بيروت كما تلقى دعوات للعرض في عدد من الدول أخرى.
ابن بطوطة
من جهة اخرى، فاز ثلاثة مصريين وسوريان ومغربيان بجوائز ابن بطوطة
للادب الجغرافي في دورتها الثامنة (2010-2011) والتي يمنحها (المركز
العربي للادب الجغرافي-ارتياد الافاق) ومقره أبوظبي ولندن. ويمنح
المركز جوائز ابن بطوطة سنويا منذ عام 2003 في فروع منها (تحقيق الرحلة)
و (الدراسات في أدب الرحلة) و(الرحلة المعاصرة) و(اليوميات) وأضيفت
اليها هذا العام جائزة الترجمة.
وقال المركز في بيان ان الاعمال الفائزة اختيرت من بين 81 عملا من
19 بلدا عربيا تقدمت الى الجائزة التي فاز بها المصريون محمد حرب
وتسنيم محمد حرب وأحمد هريدي والسوريان فرج بيرقدار ونعمان الحموي
والمغربيان مليكة الزاهدي وعبد النبي ذاكر. وفاز المصريان محمد حرب
وتسنيم محمد حرب بجائزة تحقيق المخطوطات (الرحلة الكلاسيكية) عن ترجمة
وتحقيق كتاب (رحلات عثمانية في الجزيرة العربية والهند واسيا الوسطى ما
بين القرنين السادس عشر والعشرين) وهو عبارة عن خمس مخطوطات لمجموعة من
الرحالة.
والكتاب الذي يقع في مجلدين يتضمن تحقيقا لخمس مخطوطات عثمانية
نادرة عثر عليها في مكتبات اسطنبول وتتعلق بجغرافيا الجزيرة العربية
والرحلة اليها. وفازت المغربية مليكة الزاهدي بجائزة تحقيق المخطوطات
أيضا عن تحقيق كتاب (البدر السافر لهداية المسافر الى فكاك الاسارى من
يد العدو الكافر) لمحمد بن عثمان المكناسي. ويضم الكتاب رحلة المؤلف
الى جزيرة مالطة ومملكة نابولي في نهايات القرن الثامن عشر.
وفاز المغربي عبد النبي ذاكر بجائزة الدراسات عن كتاب (رحالة الغرب
الاسلامي من القرن الثاني عشر الى القرن الرابع عشر للهجرة) لمحمد
المغيربي. وفاز المصري أحمد هريدي بجائزة الرحلة المعاصرة التي تمنح
لافضل كتاب في أدب الرحلة لكاتب معاصر عن كتاب (تونس البهية) الذي وصفه
بيان لجنة التحكيم بأنه "نص أدبي بارع يمزج وقائع التاريخ بملامح
الجغرافيا ويقدم العديد من الاعلام العربية والاجنبية ولا يخفي ألمه من
تلك القطيعة غير المبررة بين مغرب العالم العربي ومشرقه على صعد شتى في
مقدمها الفن والثقافة."
وفاز السوري نعمان الحموي بجائزة ابن بطوطة للرحلة المترجمة عن
ترجمة كتاب (السفر مع تشي جيفارا.. صناعة ثائر) تأليف البرتو جرانادو
الذي يقدم صورة تاريخية وثائقية مهمة عن حال مجتمعات أمريكا الجنوبية.
ووصف بيان لجنة التحكيم مؤلف اليوميات بأنه رحالة "من طراز خاص انه
الطبيب ألبرتو جرانادو رفيق جيفارا في رحلتهما على دراجة نارية في مطلع
الخمسينات حول أمريكا اللاتينية اثر تخرجهما في الطب في بوينس ايرس...
يكشف لنا بلغة بسيطة وبارعة عن الصور الحميمة لصديقه. عن جوانب لا قبل
لاحد غير هذا الصديق أن يكشفها. نتعرف في هذه الصفحات على تشي جيفارا
الشاب الرومانسي الثوري المغامر. شاب يغمره حس الدعابة..."
وفاز بجائزة اليوميات السوري فرج بيرقدار عن كتاب (الخروج من
الكهف.. يوميات السجن والحرية) الذي اعتبره بيان لجنة التحكيم "يوميات
جارحة... لشاعر قضى شطرا من شبابه ورجولته في زنازين السجن السياسي ولم
يفقد لمرة الامل بالحرية. به تكافئ لجنة التحكيم أدب الحرية.. والكفاح
الانساني لاجل كرامة البشر وسعادتهم."
والمركز العربي للادب الجغرافي مشروع ثقافي عربي مستقل غير ربحي
وتأسس عام 2000 بجهود ثلاثة من الشعراء العرب هم السويدي والجراح وعلي
كنعان. ويحمل المركز شعار (جسر بين المشرق والمغرب وبين العرب والعالم)
ويعنى باحياء أدب الرحلة والادب الجغرافي العربي والاسلامي. وينظم
المركز سنويا ندوة عن أدب الرحلة في بلد عربي أو أجنبي واستضافت الندوة
في السنوات الماضية عواصم منها الخرطوم والجزائر والرباط والدوحة. |