الانتخابات الروسية... الركوب في مقصورة بوتين

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ربما لم يكن يتوقع بوتين أن تكون ردود الأفعال الدولية والاحتجاجات الداخلية على نتائج الانتخابات بهذا المستوى، خصوصاً وان عملية تبادل الأدوار الرئاسية بينه وبين ميدفيديف معلنة وماضية وكذلك وعود "رجل روسيا القوي" بأجراء تغييرات وزارية واسعة داخل الحكومة القادمة، وبرغم تمتع بوتين بشعبية كبيرة داخل روسي، إلا إن بقائه في السلطة –في حال فوزه- إلى عام 2024 قد يغير هذه الحب إلى عداء، مع (24) سنة متواصلة من الحكم عانى فيها المواطنون الروس من اقتصاد سيء وتهميش للمعارضة وسياسات لم تنال إعجاب الجميع.

كما ويشعر الكثيرون بالاستياء نتيجة للمحاولات المتواصلة لسيطرة بوتين وحزبه على السلطة في روسيا وعدم إفساح المجال للمعارضة من اجل المشاركة، الأمر الذي يحول الديمقراطية في روسيا إلى حكم فردي، فيما ساقت أحداث الانتخابات الأخيرة الكثير من التهم والكلام عن التزوير والتلاعب بنتائجها مما زاد من سوء الأوضاع، وفتح كل الاحتمالات لحين موعد الانتخابات القادمة في آذار القادم.

الانتخابات الروسية وخصوم بوتين

حيث قدم الغضب من الانتخابات البرلمانية الروسية لاعداء رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بمختلف أطيافهم قضية مشتركة واجتذب الاف الاشخاص وكثيرون منهم محتجون للمرة الاولى الى بعض من أكبر التجمعات الحاشدة للمعارضة في سنوات عديدة، وبعد 24 ساعة من اغلاق مراكز الاقتراع فيما وصفه خصوم الحزب الحاكم بأنه أقذر انتخابات في روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي تجمع نحو خمسة الاف شخص في شارع بوسط موسكو منددين بالانتخابات بوصفها مزورة وهتفوا "بوتين، ارحل"، وأبرز حجم الاحتجاج والذي لم يتوقعه حتى منظميه السأم المتزايد من حزب روسيا المتحدة الذي ينتمي له بوتين والغضب من النظام السياسي الذي طبقه على مدى 12 عاما في حكم البلاد، وقد توحد الانتخابات حركة الاحتجاجات الشعبية المتشرذمة التي أخذت تفقد قوة الدفع اذ اقتصرت بضع مظاهرات قبل الانتخابات على بضع مئات من الاشخاص واحيانا لم تجتذب احدا على الاطلاق، كما زادت التركيز على الغضب الذي يشعر به كثير من الروس من نظام سياسي ونظام حكم يخشون من أنهم لا يتمتعون بقوة تذكر لتغييره، وكان الكثير ممن انضموا للمظاهرات يشاركون في احتجاج للمرة الاولى وبينهم نسبة كبيرة من الشبان ومن ليس لديهم اهتمامات سياسية واضحة. بحسب رويترز.

وقال ميتيا وهو طالب في جامعة موسكو مؤخراً امام مركز للشرطة "ذهبت الى الاحتجاج واعتقدت أنه لن يذهب اي من أصدقائي ولكن تبين أن عشرة من أصدقائي سمعوا بالامر من مصادر مختلفة وجاءوا"، وقال الناشط رومان اودوت "يأتي أناس جدد" مقارنا بين احتجاجات الاثنين ومظاهرات شبه شهرية نظمها معارضون للكرملين على مدى العامين الماضيين للمطالبة بحرية التجمهر، وأضاف "حين استطعنا جمع الف شخص اعتبرنا هذا نجاحا"، ولايزال بوتين السياسي الاكثر شعبية في روسيا لكن معدلات التأييد له تراجعت وسط مؤشرات على أن بعض الروس ضاقوا ذرعا بهيمنته ومحاولات تحسين صورته، ويقول بعض المحللين إن الاحتجاجات قد تكون علامة فارقة على الطريق نحو سقوط بوتين الذي قد يصبح رئيسا حتى عام 2024 اذا فاز بانتخابات مارس اذار ثم فاز بولاية ثانية مدتها ستة أعوام، وقال جنادي جودكوف من حزب روسيا العادلة المنافس ان بوتين جلب الاضطرابات على نفسه حين دفع معارضيه الى هامش الحياة السياسية وسيواجه غضبا متزايدا بعد انتخابات يعتقد الكثير من الروس أنه تم التلاعب به، وأضاف "السلطات زورت الانتخابات بشدة ولقيت احتجاجا في المقابل وسيكبر حجمه"، وحصل حزب روسيا المتحدة على 49 في المئة من الاصوات في انخفاض عن 64 بالمئة في انتخابات عام 2007 لكنها نسبة تكفي ليتمتع بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب (الدوما) الروسي.

بوتين يحذر المعارضة ويتهم واشنطن

من جهته حذر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين المعارضة من ان اي فلتان سيقمع "بكل الوسائل الشرعية" واتهم الولايات المتحدة بتدبير حركة الاحتجاج على الانتخابات في ما اعتبره سيناريو "فوضى"، وقال بوتين في اجتماع مع ممثلي حركته الجبهة الشعبية ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي انتقدت سير الانتخابات، "اعطت اشارة الانطلاق" للاحتجاجات التي جرت على نتائج الانتخابات التشريعية، واكد ان المعارضين يتصرفون "بدعم" من واشنطن، مضيفا انهم "تلقوا الاشارة وبدعم من وزارة الخارجية بدأوا التحرك بشكل نشط"، وتابع "ندرك ان جزءا من المنظمين (التظاهرات) يتحركو وفق سيناريو معروف لكننا نعرف ايضا ان الناس لا يريدون ان يتطور الوضع كما حدث في قرغيزستان ومن فترة ليست بعيدة في اوكرانيا"، ويلمح بوتين الى الثورتين اللتين شهدتهما الجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان في 2005 و2004 ورأت فيهما موسكو يدا للغرب، وقال رجل روسيا القوي الذي يطمح الى العودة الى الكرملين في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في آذار/مارس "لا احد يريد الفوضى"، وتظاهر الاف المعارضين منذ الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد احتجاجا على نتائجها، وقامت الشرطة بتفريق التظاهرات واعتقال المئات، واكد بوتين ان من حق المعارضة التعبير عن نفسها بما في ذلك بالتظاهر، لكنه حذر من ان اي تجاوزات ستعاقب، بحسب ما نقلت وكالات الانباء، وقال بوتين "اذا تحرك الناس في اطار احترام القانون، فينبغي منحهم الحق في التعبير عن رايهم، اما اذا خالف احد ما القانون فيجب على قوات الامن والسلطات ان تفرض احترام القانون بكل الوسائل المشروعة". بحسب فرانس برس.

كما رد بوتين على انتكاسة انتخابية واحتجاجات بتقديم وعود باجراء تعديل في الحكومة العام القادم لكن المتحدث باسمه حذر المعارضة من ان أي مظاهرات غير مصرح بها سيتم ايقافه، وقال بوتين الذي يواجه ضغوطا بعد ان فاز حزبه بأغلبية ضئيلة في البرلمان وبعدما نظمت المعارضة أكبر احتجاج في موسكو منذ سنوات انه يتعين على الحكومة عمل المزيد لاحترام مطالب الشعب بالتحديث، وقال لاعضاء حزبه روسيا المتحدة "سيكون هناك تجديد كبير في الافراد في الحكومة"، وكان هذا التصريح أول مؤشر علني على القلق بشأن الانتخابات من جانب من يشغلون المناصب العلي، وخففت الانتخابات قبضة حزب روسيا المتحدة في مجلس النواب (الدوما) واشارت الى تزايد الضجر بشأن حكم بوتين المستمر منذ 12 عاما والمشاكل الاقتصادية والفساد، لكنه لم يعد بتغييرات فورية اذ سيكون التعديل الوزاري بعد انتخابات الرئاسة في الرابع من مارس اذار التي يتوقع ان يفوز فيه، وأوضح المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف ان الشرطة ستمنع المحتجين من تنظيم اجتماعات حاشدة دون تصريح رسمي، وقال بيسكوف "من ينظمون مظاهرات مصرح بها لن تكون هناك قيود على حقوقهم، وهذا ما نراعيه الان"لكنه اضاف "المظاهرات غير المصرح بها يجب وقفها بطريقة مناسبة".

الأحزاب الروسية المشاركة في الانتخابات

1.روسيا الموحدة، هو الحزب الحاكم ويتزعمه بوتين على مدار الجزء الأكبر من العقد الأخير، سيطر حزب روسيا الموحدة، بزعامة رئيس الوزراء الحالي فلاديمير بوتين، على المجالس التشريعية بالمستوى الوطني وداخل الأقاليم، ويحوز الحزب في الوقت الحالي على 315 مقعدا من بين 450 مقعدا بمجلس الدوما، وبذلك يتمتع بأغلبية ثلثي المقاعد اللازمة لإجراء أي تعديلات يرغب فيها الحزب على الدستور الروسي، ويدعم حزب روسيا الموحدة الكرملين وبوتين بصورة شخصية، وقد قبل رئيس الوزراء ترشيح الحزب له في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، ووافق الرئيس الحالي فلاديمير ميدفيديف على أن يكون المرشح الأبرز للحزب في الانتخابات البرلمانية، ومن المتوقع أن يتولى ميدفيديف منصب رئيس الوزراء بعد إجراء الانتخابات الرئاسية، فيما يأتي كعملية تبادل للمناصب مع بوتين، ويدعم الحزب الاستقرار السياسي والاجتماعي الاقتصادي، ويسعى إلى عودة روسيا كقوة عظمى، كما يصف نفسه بأنه حزب وسط محافظ تعتمد أيديولوجيته على القيم الروسية التقليدية والاعتقاد بأن لروسيا هوية خاصة.

2.الحزب الشيوعي للاتحاد الروسي، يملك ثاني أكبر عدد مقاعد في البرلمان، يعتبر الحزب الشيوعي الخليفة الأيديولوجي للحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي، ويعد الحزب اليساري الأكبر والأكثر شعبية في روسي، ويتولى غينادي زيوغانوف قيادة الحزب منذ تأسيسه عام 1993، ويأتي الحزب في المركز الثاني من حيث عدد المقاعد بالبرلمان الروسي، إذ لديه 57 نائبا في مجلس الدوم، ويلقى الحزب الشيوعي تأييدا كبيرا بين كبار السن والطبقة العاملة والمتقاعدين، ولاسيما في المناطق الريفية، ولكن يبذل الحزب في الفترة الأخيرة مساعي دؤوبة لجذب ناخبين ونشطاء من الشباب، ولا يزال الحزب يستخدم خطابا يعود إلى الحقبة السوفياتية، ويوجه انتقاداته للرأسمالية، ويركز بدرجة كبيرة على جوانب وطنية وعلى الهوية الروسية.

3.الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي، ويأتي هذا الحزب في المركز الثالث بمجلس الدوما، حيث يحوز 40 مقعد، ويتزعم الحزب فلاديمير جيرينوفسكي، أحد أبرز الشخصيات بالساحة السياسية الروسية منذ وقت طويل، ولا يميل الحزب إلى توجيه انتقادات صريحة إلى بوتين أو مدفيديدف، بل يمثل بالأساس أداة سياسية يستخدمها جيرينوفسكي، ورغم تغير آراء رئيس الحزب على مدار الأعوام، إلا أنه لا زال يعتبر زعيما شعبوي، وخلال الفترة السابقة للانتخابات الحالية، ركز الحزب على الدفاع عن مصالح العرق الروسي، ولكنه ظل بصورة عامة حريصا على عدم الانزلاق إلى خطاب قومي صريح، ويرى الديمقراطي الليبرالي أنه الحزب اليميني الوحيد الصادق في روسي، ويدعم وجود حكومة قوية، وينتقد "تراجع هيبة الدولة وتردي الأخلاق"، كما يتخذ منحى صريحا في معادة الغرب، وترتكز قاعدة دعم الحزب بين ذوي الدخل المنخفض، ولاسيما في المناطق الريفية والمدن الصغيرة.

4.روسيا العادلة، ويمثل حزب روسيا العادلة الأصغر بين الأحزاب التي لها تمثيل في مجلس الدوما، حيث لديه 38 مقعد، ويترأس الحزب الرئيس السابق للغرفة العليا بالبرلمان الروسي سيرجي ميرونوف، وتأسس الحزب في عام 2006 ليمثل قوة اجتماعية ديمقراطية في مقابل حزب روسيا الموحدة، وكان لديه تأثير واضح داخل الكرملين، ولكن مني الحزب أخيرا بسلسلة من النكسات، جعلت مستقبله محاطا بالكثير من الشكوك، ويستخدم حزب روسيا العادلة شعارات معتدلة يسارية للترويج للعدالة الاجتماعية والنظام والاستقرار، وبصورة تقليدية كان الحزب يدعم ميدفيديف وبوتين، ولكنه بدّل اتجاهه أخيرا، وبات خصما قويا لحزب روسيا الموحدة، وكان ميرونوف ضمن أعضاء بمجلس الدوما رفضوا الوقوف عندما قام بوتين بزيارة للبرلمان في وقت سابق.

5.حزب يابلوكو، كان هذا الحزب في طليعة المعسكر الداعم للديمقراطية في روسيا، ولكنه تراجع عن مركز الصدارة منذ أمد، وظل الحزب بعيدا عن دائرة الضوء على مدار الأعوام الأخيرة، ليقتصر دوره بالأساس على المشاركة في حملات وتظاهرات عدة تدافع عن حقوق الإنسان وتناهض الفساد وتدعم قضايا بيئية، ولا يحوز الحزب حاليا أية مقاعد في البرلمان الروسي، وتمزج أيديولوجية يابلوكو بين الليبرالية والديمقراطية الاجتماعية، ويروج الحزب لقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما يدعم اقتصاد السوق بصورة عامة، وقد عاد المؤسس المشارك والزعيم الأول للحزب غريغوري يافلينسكي إلى الساحة السياسية بعدما ظن البعض أنه اعتزل العمل السياسي، وهو الآن على رأس قائمة مرشحي الحزب في الانتخابات، وتتركز قاعدة دعم الحزب بين المثقفين الليبراليين في المناطق الحضرية.

6.القضية العادلة، ويأتي حزب القضية العادلة كأحدث حزب مسجل في روسيا، حيث أسس بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام 2007، وتولى ميخائيل بروخوروف، أحد أغنى الأغنياء في روسيا، منصب رئيس الحزب لفترة وجيزة، وبعد الإطاحة به من قيادة الحزب في سبتمبر (أيلول) 2011، خرج الحزب من المشهد العام، ويصور الحزب نفسه على أنه القوة الليبرالية الوحيدة وسط اليمين في روسيا، ويدعو إلى تقليل حجم القطاع العام، ويتميز الحزب بتبنيه منحى صريحا مؤيدا للغرب، ويشمل برنامجه الانتخابي تعهدا بالسعي للحصول على عضوية في الاتحاد الأوروبي، ويأتي ناخبو حزب القضية العادلة بالأساس من بين رجال الأعمال الذين يتمتعون بقسط وافر من التعليم وموظفي القطاع الخاص.

7.حزب وطنيو روسي، أسس الحزب غينادي سميجين، رجل الأعمال والعضو السابق بالحزب الشيوعي لروسيا الاتحادية، ولم يتمكن الحزب من الحصول على أي تمثيل برلماني، وجاء الحزب كبديل عصري للحزب الشيوعي، وتضم أيديولوجيته وبرنامجه مزيجا من الوطنية والاشتراكية والإيمان بالمكاسب التي يمكن تحقيقها من خلال دولة قوية، ولم يكن للحزب يوما قاعدة دعم تذكر.

غورباتشيوف يرى الغاء الانتخابات

فيما صرح ميخائيل غورباتشيوف اخر زعيم للاتحاد السوفياتي السابق انه يتعين على روسيا ابطال نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت عطلة الاسبوع وترفض المعارضة نتائجها، داعيا الى اجراء انتخابات جديدة، وقال غورباتشيوف لوكالة انترفاكس للانباء "يتعين على قادة البلاد ان يقروا بأن حالات تزوير عديدة جرت وان النتائج لا تعكس ارادة الشعب"، واضاف "لذلك اعتقد انه ليس امامهم سوى اتخاذ قرار واحد، هو ابطال نتائج الانتخابات واجراء انتخابات جديدة"، واضاف "كل يوم هناك مزيد من الروس لا يؤمنون بنزاهة الانتخابات المعلنة وبرأيي تجاهل الرأي العام يضعف مصداقية السلطة ويزعزع استقرار الوضع"، وتابع انه "على السلطات ان تعترف بان عمليات تزوير وتلاعب عديدة جرت والنتائج لا تعكس ارادة الناخبين"، وتعهدت المعارضة الروسية بتنظيم تظاهرات جديدة بعدما طعنت في نتائج الانتخابات التي اعلنت فوز حزب فلاديمير بوتين رغم اعتقال المئات في حملة نفذتها الشرطة على احتجاجات شهدتها موسكو، واقتادت قوات مكافحة الشغب اكثر من 550 متظاهرا بالقوة للزج بهم في مركبات باتجاه اعتقالهم بوسط موسكو، في ثاني تجمع خلال يومين جرت الدعوة اليه عبر الانترنت احتجاجا على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت مؤخراً. بحسب فرانس برس.

ونقلت وكالة ايتار تاس للانباء عن مصدر شرطي القول "اعتقلت الشرطة اكثر من 569 شخصا لسعيهم للقيام بمسيرة غير مصرح بها"، وقد فاز حزب روسيا الموحدة لبوتين في الانتخابات وان تقلص هامش اغلبيته بشكل واضح عن نتائج الانتخابات السابقة، مع بوادر لتراجع في شعبيته، وتقول المعارضة ان الانتخابات لم تكن حرة ولو كانت كذلك لكان اداء الحزب الحاكم اسوأ من ذلك، واثار سير الانتخابات قلقا دوليا اذ قال مراقبون من منظمة الامن والتعاون الاوروبي ان الانتخابات جرت في انحياز واضح لمصلحة حزب روسيا الموحدة، من جهتها، قالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان الانتخابات لم تكن حرة ولا نزيهة، واحتجت وزارة الخارجية الروسية على تصريحات كلينتون ووصفتها بغير المقبولة بينما قال النائب الروسي قسطنطين كوزاتشيف ان تصريحات تأتي في "احدى اسود صفحات العلاقات الروسية الاميركية في التاريخ المعاصر".

لجنة هلسنكي تنتقد روسيا

من جهة اخرى حثت لجنة هلسنكي الامريكية روسيا على الالتزام بتعهداتها بالديمقراطية بما في ذلك احترام الحق في التظاهر بعد الانتخابات البرلمانية التي وصفها منتقدو الكرملين بأنها غير نزيهة، وقالت اللجنة في بيان لها انها "منزعجة بشدة" من تقارير عن اساءة معاملة المئات من المتظاهرين الروس المحتجزين الان و"يشكون من عدم السماح لهم بالاتصال بمحامين وعدم توفير مساعدات طبية او مواد غذائية أساسية" لهم، وأضافت "ندعو الحكومة الروسية الى الالتزام بالاعراف الدولية والتعهدات بالديمقراطية وحقوق الانسان وسيادة القانون ونحث السلطات على احترام حق الناس في التظاهر والمطالبة بأن تسمع أصواتهم وأن يتم التعامل مع الانتهاكات الانتخابية بسرعة ومصداقية"، ولجنة هلسنكي هيئة حكومية أمريكية مستقلة تختص بمراقبة لالتزام باتفاقيات هلسنكي الموقعة عام 1975 وهي اتفاقيات متعددة الاطراف بين الشرق والغرب شملت تعهدات بالالتزام بحقوق الانسان والحريات الاساسية، وتداعت خطط لتنظيم مظاهرات كبيرة ضد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين بعد أن استعرضت الشرطة قوته، واعتقلت الشرطة اكثر من الف شخص في حملة منذ اجراء الانتخابات، ويقول معارضو الحكومة انه تم التلاعب بالانتخابات لصالح حزب روسيا المتحدة الحاكم الذي ينتمي اليه بوتين، وانتقد بيان لجنة هلسنكي الامريكية بشدة سير العملية الانتخابية الروسية وقال ان المراقبين المحليين يتعرضون لمضايقات شديدة من جانب السلطات، وانتقد أيضا عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الامريكي ومنهم السناتور الجمهوري جون مكين الحملة الصارمة على المحتجين في روسيا. بحسب رويترز.

الجمارك تحتجز رئيسة منظمة غولوس

الى ذلك اعلنت المسؤولة عن منظمة "غولوس" الروسية غير الحكومية التي تراقب الانتخابات من التزوير انها احتجزت لدى الجمارك في المطار لساعات وصودر حاسوبه، ولدى وصولها الى المطار ليلا، طلب رجال الجمارك من ليليا شيبانوفا تسليمهم حاسوبها للتحقق مما اذا كانت تستخدم برامج معلوماتية غير قانونية، وهو ما رفضت القيام به في غياب محاميه، وقالت شيبانوفا صباح السبت عبر الهاتف بعدما امضت ست ساعات في جمارك مطار موسكو-شيريفيتيفو "انهم في صدد تغليفه" (الحاسوب)، واضافت "لا شيء يضمن ان لا يقوموا بتحميل امر ما" انطلاقا من الاسطوانة الصلبة للكومبيوتر بما يسمح بفتح تحقيق جنائي ضدي، وتقوم المنظمة غير الحكومية التي تمولها صناديق غربية منذ عقود بمراقبة الانتخابات في روسيا وهي تواجه ضغوطا غير مسبوقة في الايام الاخيرة، ويتوالى سيل المتاعب على غولوس منذ مداخلة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين في 27 تشرين الثاني/نوفمبر في مؤتمر حزبه "روسيا الموحدة" حيث ندد بتمويل الخارج لمنظمات روسية غير حكومية تهدف "الى التاثير على سير الحملة الانتخابية في بلادنا". بحسب فرانس برس.

وشبه بوتين هذه المنظمات غير الحكومية بـ"يهوذا"، واعلنت نيابة موسكو فتح تحقيق ضد غولوس متهمة المنظمة بنشر "شائعات"، وحكم على المنظمة الجمعة بدفع غرامة مالية قدرها 30 الف روبل (700 يورو) لانتهاكها القانون الانتخابي، من جهتها، بثت شبكة ان تي في التلفزيونية التي تسيطر عليها شركة غازبروم الروسية العملاقة، فيلما مدته 30 دقيقة يتهم المنظمة غير الحكومية بالعمل لحساب الولايات المتحدة التي تمولها، عبر تلطيخ صورة الانتخابات الروسية، ونددت واشنطن "بمضايقة ممنهجة" على ما يبدو من قبل السلطات الروسية لمنظمة غولوس غير الحكومية، وبحسب شيبانوفا، فان اخر فصل يندرج في الحملة ضد المنظمات غير الحكومية ويهدف الى اسكاته، وقالت الناشطة "كانوا يريدون تكميم افواهنا باستخدام القضاء، هذا لم يحصل، يحاولون الان منعي من مغادرة البلاد"، ويفترض ان تقدم شيبانوفا في السابع من كانون الاول/ديسمبر تقريرا حول عمليات التزوير امام النواب الاوروبيين في ستراسبورغ، وخلصت الى القول "انه استفزاز موجه ضدنا".

بوتين يدافع عن الرئاسة ويثني على برلسكوني

بدوره أثنى رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين على رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي ترك منصبه مؤخراً ودافع عن قراره البقاء في السلطة لسنوات وذلك امام عدد من الخبراء الاجانب، وعرضت مجموعة من الخبراء السياسيين تعرف باسم نادي فالداي تقريرا على بوتين يحذره من ان الطريق الذي يسلكه لحكم روسيا مرة اخرى وصل لنهايته تقريبا ولا يمكن ان يستمر الى الابد، وأبلغ بوتين المجموعة "بالطبع نظامنا ليس مثاليا" مضيفا انه على دراية بعيوب الحكم المزدوج مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي يوصف شعبيا باسم "الترادف"، واضاف "ولكني لا اعرف اي نظام حكم مثالي"، وكان بوتين اعلن في سبتمبر ايلول عزمه الترشح للفوز بثالث فترة رئاسية، وعاب بوتين على النظام السياسي البريطاني حيث حل جوردن براون محل "صديقه، الطيب" توني بلير في رئاسة الحكومة "دون اي انتخابات نتيجة تلاعب داخل الحزب" وقال للخبراء والاكاديميين خلال اللقاء في مطعم فاخر بناد للخيول على مشارف موسكو "لن نفعل مثل ذلك سنذهب للانتخابات، سنذهب للانتخابات ونقدم لشعبنا فرصة ايصال رأيهم ازاء ما قمنا به في الماضي وبرنامجنا للتنمية في المستقبل"، كما دافع رئيس الوزراء الروسي عن سجله السابق كرئيس وكرئيس للحكومة. بحسب رويترز.

وقال تيموثي كولتون من جامعة هارفارد موجها خطابه لبوتين "ان النظام السياسي الحالي في روسيا الذي تشكل خلال الاعوام 10-12 الماضية قد استنفد امكاناته او اوشك على ذلك"، ولا يزال بوتين اكثر السياسيين شعبية في روسيا وصانع القرار النهائي رغم تركه للرئاسة في 2008 وشغله منصب الرجل الثاني في ترتيب القيادة بعد ميدفيديف.ويعتزم بوتين خوض الانتخابات الرئاسية في مارس اذار وتظهر معدلات شعبيته انه سيفوز بالمنصب، واثار قرار بوتين العودة للمنصب غضب منتقديه في الداخل والخارج الذين قالوا انه سيقود البلاد للركود.وقال الخبراء ان بوتين ابلغهم خلال جزء من اللقاء ان الحكم المزدوج سيستمر بعد الانتخابات حيث سيتولى ميدفيديف ملف الاقتصاد كرئيس للوزراء، وقال الخبير السياسي الكسندر رار عقب الاجتماع "انه (بوتين) يرغب في قول ان الترادف (بينه وبين ميدفيديف) لم ينته وان ميدفيديف ليس بطاقة خاسرة"، واضاف رار ان بوتين حذر الخبراء من ان اي تطوير اخر لبرنامج الدفاع الصاروخي الامريكي قد يؤدي الى "توتر خطير" مع روسيا في المستقبل، وقال روبرت ليجفولد الاستاذ بجامعة كولومبيا ان بوتين سيعتبر محاربة انتشار الاسلحة النووية اولوية في سياساته الخارجية خلال رئاسته، واوضح ان بوتين تهرب من عدة اسئلة بشأن طموحات ايران النووية.

واثنى بوتين -الذي ذكر في السابق شخصيات تاريخية خدمت لفترات طويلة مثل الرئيس الامريكي الراحل فرانكلين روزيفلت لتبرير عودته للسلطة- على رئيس الوزراء الايطالي المتوقع ان يترك السلطة سيلفيو برلسكوني ووصف فترة حكمه التي استمرت 17 عاما بانها عامل استقرار، وقال بوتين "اقيم صداقة شخصية حميمة جدا مع برلسكوني واعتقدا نه واحد من اعظم السياسيين الاوروبيين"، ومن المتوقع ان يستقيل برلسكوني في وقت لاحق مما يمهد الطريق لتشكيل حكومة مؤقتة وانهاء واحدة من الفترات التي شهدت اكثر عدد للفضائح في تاريخ ايطاليا ما بعد الحرب، وتحدث بوتين عن محادثاته الخاصة مع المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر وهو حليف اوروبي اخر له حين ابلغه ان برلسكوني كان "رجلا طيبا" ولكن "ليس سياسيا حقيقيا"، وقال بوتين انه ابلغ شرودر في عدة مناسبات بعد ان خسر المستشار الالماني السابق منصبه في انتخابات 2005 واستقال "ربما لا يكون سياسيا حقيقيا ولكن انظر الان اين (يقف) هو وأين انت".

بوتين: روسيا لن تشهد حركة (احتلال وول ستريت)

في سياق متصل دافع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين عن خطط لزيادة الانفاق الاجتماعي وقال لرؤساء شركات عالمية أن هذا سيساعد على مواجهة نوع الاحتجاجات التي شهدتها الولايات المتحدة وأوروبا مؤخر، وقال بوتين متحدثا بعد أن تجمع متظاهرون في أنحاء العالم احتجاجا على الازمة الاقتصادية وغياب العدالة الاجتماعية ان الخطط الروسية لزيادة الانفاق الاجتماعي ستمنع اضطرابات مماثلة في روسي، ومضى قائلا لنحو 20 من الرؤساء التنفيذيين لشركات عالمية منهم روبرت دادلي رئيس شركة بي.بي "يخرج مئات الالاف من الناس -ليس فقط عدد محدود بل مئات الالاف- الى الشوارع للمطالبة بما تعجز حكوماتهم عن تنفيذه"، وأضاف بوتين في أول تصريحات علنية بشأن حركة (احتلال وول ستريت) التي سرعان ما انتشرت من الولايات المتحدة الى أماكن مختلفة من العالم أنه اذا لم تطبق خطط الانفاق الاجتماعي "فمن الممكن أن يظهر وضع مثل الذي نراه في دول ذات اقتصادات متقدمة"، وكرر بوتين توقعات ذكرها خلال مؤتمر للمستثمرين هذا الشهر قائلا انه يتوقع نموا اقتصاديا يزيد عن أربعة في المئة هذا العام في روسيا وان الاستقرار النقدي مضمون بغض النظر عن فداحة ازمة الديون في منطقة اليورو، وتظهر توقعات وزارة المالية أن النفقات الاجتماعية التي تمثل نحو ثلث الميزانية الاتحادية لروسيا سترتفع 20.4 في المئة في 2012 لتصل الى 3.8 تريليون روبل (123 مليار دولار)، وقال بوتين الذي تظهر استطلاعات الرأي أنه أكثر الساسة شعبية في روسيا ومن شبه المؤكد أنه سيفوز في انتخابات الرئاسة التي تجرى في 2012 "سنحاول بكافة السبل تنفيذ كل التزاماتنا الاجتماعية أمام الشعب الروسي"، وخلال الازمة الاقتصادية الاخيرة التي جعلت الاقتصاد الروسي ينكمش 7.8 في المئة عام 2009 تولى بوتين مسؤولية جهود لتخصيص عشرات المليارات من الدولارات من أموال الدولة للدفاع عن المصنعين المحليين وانقاذ كبار رجال الاعمال المدينين. بحسب رويترز.

مستشفى المجانين يصوت لبوتين

من جانبها تلقى اغنية روسية ساخرة تشبه ناخبي فلاديمير بوتين المحتملين بنزلاء مستشفى مجانين نجاحا كبيرا عبر الانترنت في وقت اعلنت فيه عودة رئيس الوزراء الروسي والرجل القوي في البلاد الى الكرملين في 2012، وجاء في لازمة الاغنية التي تبث منذ فتره على شبكة الإنترنت وقد شاهدها اكثر من 200 الف شخص حتى الان "مستشفى المجانين يصوت لبوتين، مستشفانا سعيد بالحصول على بوتين"، ويغني المرضى في الفيديو كليب "الامور معقدة ومتشابكة لا يمكننا ان نرى بوضوح، مستشفى المجانين يصوت لبوتين، بوتين مرشحنا"، ويظهر في الشريط اطباء يحقنون المرضى الذين يطرحون الكثير من الاسئلة في مؤخرتهم وهي ممارسات كانت منتشرة جدا في الحقبة السوفياتية لاسكات المنقشين الذين يرغمون على دخول مستشفيات الامراض العقلية، والاغنية التي الفتها فرقة "رابفاك" المعروفة باعمالها الاحتجاجية هي اخر الاعمال الساخرة التي تبث على الانترنت بشان رئيس الوزراء الحالي ورئيس البلاد السابق الذي اعلن في 24 ايلول/سبتمبر خلال مؤتمر حزب "روسيا الموحدة" نيته بالترشح الى الانتخابات الرئاسية في 2012، وقال الكسندر ايلين مؤلف الاغنية "هذه الاغنية تضرب في مكان حساس" مبررا بذلك نجاحها عبر الانترنت، وقال قائد الفرقة الكسندر سيميونف "لقد سلبوني حقي الدستوري في الاختيار هذا يغضبني كثيرا". بحسب فرانس برس.

ميدفيديف يتحدى بوتين

من جانب اخر قام الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بالترويج لرياضة الريشة الطائرة (بادمينتون) باللعب ضد رئيس الحكومة فلاديمير بوتين، على ما أظهر شريط مصور بث مؤخراً على مدونة الكرملين، ويظهر الرئيس الروسي في الشريط وهو يرتدي قميصا أزرق مزينا على الصدر بالعلم الروسي ويشرح على مدى دقيقتين فوائد الريشة الطائرة التي تعتبر رياضة "مفيدة للصحة وتساعد على اتخاذ القرارات بسرعة"، ويقول الرئيس "من يجيد لعب الريشة الطائرة يأخذ القرارات بسرعة وهو شخص يرغب في تحقيق نتائج جيدة"، مشيرا إلى أن "قلة من الناس تجيد لعب الريشة الطائرة"، ويتابع "رائد الفضاء الروسي الأول والشخصية المهمة يوري غاغارين كان يحب هذه اللعبة ويبرع فيه، آمل أنكم بعد مشاهدة هذا الشريط، سترغبون في ممارسة الريشة الطائرة"، وينتهي الشريط بعرض صور لديمتري ميدفيديف وهو يلعب ضد فلاديمير بوتين الذي أعلن قبل شهر عن نيته في العودة إلى الكرملين بعد الانتخابات الرئاسية في آذار/مارس 2012، أما ميدفيديف الذي كان بإمكانه الترشح لولاية ثانية فأعلن من جهته أنه يتنحى أمام بوتين لكنه قد يتولى رئاسة حكومته. بحسب فرانس برس.

بوتين كان يخون زوجته

من ناحية اخرى أكد صحافي ألماني أن زوجة فلاديمير بوتين اشتكت لجاسوسة تابعة للاستخبارات الألمانية الغربية من عدم وفائه لها ومن ممارسته العنف المنزلي في الثمانينيات بينما كان عميلا في الاستخبارات الروسية في درسدن، التي كانت تقع آنذاك في الجمهورية الألمانية الديمقراطية، وأكد إريك شميت إينبوم وهو صحافي مستقل وخبير في الاستخبارات الألمانية معلومات وردت مؤخرا في الصحافة الألمانية، موضحا أن الاستخبارات الألمانية الغربية تمكنت من دس جاسوسة بصفة مترجمة في "دار الصداقة الألمانية السوفياتية" في درسدن التي كان الرئيس الروسي السابق ورئيس الحكومة الحالي يديرها بين العامين 1985 و1990، وأصبحت الجاسوسة الملقبة ب"لنشن" صديقة زوجة الرئيس لودميلا التي أفضت لها بأسرار عن مشاكلها الزوجية. بحسب فرانس برس.

وقال الصحافي "أخبرتها بأن فلاديمير غالبا ما كان يعنفها ويضربها وتطرقت أيضا إلى خيانة زوجها لها"، وأوضح "تلقيت هذه المعلومات قبل خمسة أشهر من عضو سابق ورفيع المستوى في الاستخبارات الألمانية الغربية، وقبل بضعة أسابيع، أكد لي مصدر آخر المعلومات وهو عضو سابق في المكتب الفدرالي لحماية الدستور (استخبارات داخلية)" تلقى هذه المعلومات من الاستخبارات الألمانية الغربية، وقبل عشرة أيام تقريبا، أكد مصدران آخران كانا مديرين للاستخبارات الألمانية الغربية للصحافي أن هذه التقارير موجودة، وقال الصحافي "تمكنوا من وضع يدهم على ملخص عن التقارير يشير إلى أنه كان يضرب امرأته بانتظام ويخونها على الدوام"، وأضاف أنه في تلك الفترة سرت أيضا شائعات عن طفل غير شرعي أنجبه بوتين في ألمانيا الشرقية "ولكن (هذا الموضوع) لا يزال غير مؤكد".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/كانون الأول/2011 - 18/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م