
شبكة النبأ: حركت "احتلوا وول ستريت"
أقضت مضاجع النخبة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن انتشرت في
اغلب ولاياتها كالنار في الهشيم بعد أن تحولت هذه الحركة إلى مطلب وطني
بتغيير أسلوب تعامل الحكومة مع الـ99% من الشعب الأمريكي، فيما قام
آخرون تابعون لنفس النهج بحركات مشابه منها احتلال فرانلكين سكول ولوس
انجلوس وبورتلاند ونيويورك، والقائمة تطول.
من جهة أخرى تنامت أصداء هذه الحركات وامتد أثرها إلى خارج الولايات
المتحدة الأمريكية ليكون الحديث عن اعتصامات مشابهة في عشرات الدول
ولعل حركة احتلال لندن مثال حي على حجم التأثير لتك الحركة، وبالرغم من
استخدام السلطات الأمريكية للقوة في تفريق المتظاهرين وفض الاعتصامات
إلا إن الأمر يكاد يكون خارجاً عن سيطرته، فكلما فككت مخيمات المعتصمين
في ولاية ما تفاجئ بوجود مخيمات واعتصامات جديدة في مناطق أخرى.
الحركة وول ستريت تتوسع
حيث توافد ألاف الأميركيين مؤخراً الى العاصمة واشنطن للمشاركة في
ثلاثة ايام من التظاهرات تحت شعار "لنستعيد الكابيتول" احتجاجا على
الفروقات الاجتماعية ومطالبة بالعمل "باسم 99% (من الشعب)" الى جانب
المناهضين لوول ستريت، وقالت رينيه اشر المتحدثة باسم نقابة الخدمات
العامة ان "الامر يتعلق بـ99% و1%"، مستعيدة بذلك الشعار الذي يهتف به
منذ اكثر من شهرين المتظاهرون المناهضون للرأسمالية ويشير الى جموع
الشعب في مواجهة 1% من الاكثر ثراء، وحركة "لنستعيد الكابيتول" تضم تحت
اشراف حركة العاطلين عن العمل المعروفة بحركة "الحلم الاميركي" (اميركان
دريم) عشرات المنظمات والجمعيات والنقابات الوطنية او المحلية مثل "يو
اس اكشن"، نقابة الوظيفة العامة او الاتحاد النقابي "ايه اف ال-سي اي
او"، كما تضم ايضا مئات المتظاهرين المناهضين للراسمالية من مختلف
المدن الاميركية حيث اقاموا في تشرين الاول/اكتوبر مخيمات تم الان
تفكيك غالبيته، ومن المقرر اجراء تظاهرات مختلفة خلال ثلاثة ايام، في
الكابيتول مقر الكونغرس الاميركي، وفي حي الاعمال حول كي ستريت في قلب
العاصمة الاميركية، ومجددا امام مبنى الكابيتول للضغط على اعضاء
الكونغرس. بحسب فرانس برس.
واضافت النقابية التي تتوقع قدوم نحو ثلاثة الاف شخص من اماكن
مختلفة مثل فلوريدا وكاليفورنيا او مينسوتا، "ان التفاوت الاجتماعي لم
يكن بمثل هذه القوة من قبل في البلاد، نريد ان يمثل الكونغرس الـ99%
وليس الـ1%، نريد ان يصدر قوانين باسم الـ99%"، وانتشرت نحو خمس عشرة
خيمة بيضاء باسم "مخيم الشعب" في باحة المول الفسيحة التي تشرف عليها
قبة الكابيتول وعلى بعد بضعة مئات الامتار من البيت الابيض، وفي الموقع،
نصبت "خيمة الحرية" و"خيمة المساواة" وكذلك كشك كرتوني يمثل بنك اوف
اميركا بجواره مجسمات كريكاتورية لمسؤولين كبار، وهناك حضور ايضا
للاتحاد النقابي الاميركي الكبير "ايه اف ال-سي اي او" الذي ينظم في
الوقت نفسه عشرات التظاهرات خلال الايام المقبلة في سائر ارجاء البلاد
كما صرح جيف هاوسر احد المتحدثين باسمه، وقال "لا نلتزم باسبوع بل كل
يوم"، مؤكدا "سنواصل المعركة ليس فقط في واشنطن لكن في كل مكان في
الولايات المتحدة لنتأكد من ان السياسيين يدركون انه يتوجب عليهم العمل
من اجل العاطلين عن العمل"، اما بالنسبة لحركة "لنحتل دي سي"، فما زال
احد المخيمات الكبرى للمناهضين لوول ستريت قائما في قلب العاصمة
الفدرالية الاميركية بعد اكثر من شهرين من بدء الحركة.
وقالت كيلي كانافان التي تهتم بخيمة "المعلومات" في المخيم ان "النقابات
هي خير تمثيل لـ99%"، واضافت "نتحدث عن عمال عن الذين يكافحون من اجل
لقمة عيش عائلاتهم، والنقابات تنضم الى معركتنا ضد الشركات الكبرى"،
وفي واشنطن وللمرة الاولى على نطاق واسع تم اعتقال 31 شخصا بعد ان
رفضوا تفكيك بناء خشبي "غير مشروع" بحسب السلطات، وقد حملت الشرطة
البناء لكنها ابقت المخيم في مكانه، واكدت كيلي كانافان "الاكثر يقينا
من اي وقت مضى" بان "الحركة ازدادت قوتها بعد ذلك"، قبل ان تضيف ان
المحتجين "سيبقون هنا الى ما لانهاية حتى انجاز العمل (التغيير)".
محتجون داخل مكاتب الكونجرس
فيما وصلت حملة الاحتجاجات المناهضة للغبن الاقتصادي في الولايات
المتحدة الي مقر الكونجرس الامريكي في واشنطن مؤخراً والقت الشرطة
القبض على احد المحتجين في مكتب عضوة بمجلس النواب، وانضم محتجون من
حركة (احتلال وول ستريت) في العاصمة الامريكية الي متظاهرين من جماعات
اخرى في الاعتصام داخل وخارج بضعة مكاتب بمجلسي النواب والشيوخ، وقالت
متحدثة باسم شرطة الكونجرس "اننا نراقب النشاط في ارجاء مقر الكونجرس"،
وتراوحت اعداد المحتجين داخل المكاتب من قلة الي عشرات، ومن بين
المكاتب التي استهدفها المحتجون مكتب جون بينر رئيس مجلس النواب ومكتب
السناتور ميتش مكونيل زعيم الاقلية بمجلس الشيوخ وكلاهما من الجمهوريين،
وقالت المتحدثة ان الشرطة القت القبض على احد المحتجين داخل مكتب عضوة
مجلس النواب الجمهورية فيكي هارتزلر لدخوله بطريقة غير قانونية،
وانتخبت هارتزلر من ولاية ميزوري العام الماضي بدعم من حركة حزب الشاي
المحافظة، وقالت متحدثة باسم بينر "نحن نحترم حقهم في التعبير عن
ارائهم، رئيس مجلس النواب يتفهم ان الشعب الامريكي يريد حكومة تصغي الي
اهتماماتهم وتعمل معا للمساعدة في ايجاد بيئة افضل لنمو الوظائف"،
وقالت بضع جماعات انها تخطط لاحتجاجات في واشنطن هذا الاسبوع في اطار
ما تطلق عليه حملة "استعادة الكابيتول" في اشارة الي الكونجرس، ويقول
المحتجون ان الشركات والبنوك الغنية والكبرى في الولايات المتحدة تهيمن
على قدر كبير من الثروة والنفوذ، وهم يرددون شكاوى حركة (احتلال وول
ستريت) التي بدأت في نيويورك في سبتمبر ايلول ونظمت احتجاجات في انحاء
متفرقة من الولايات المتحدة لكنها تتعرض لغضغوط من اجراءات من مسؤولين
محليين يسعون لازالة مخيمات اعتصام في اماكن عامة. بحسب رويترز.
حركة وول ستريت في سان دييجو وأورلاندو
الى ذلك ألقت الشرطة القبض على 11 من المحتجين في حركة (احتلال وول
ستريت) حاولوا الاعتصام في وسط أورلاندو وسان دييجو في الوقت الذي
واصلت فيه السلطات اجراءات مشددة في متنزهات عامة في عدد من المدن
الامريكية، وقال جاري هاسن المتحدث باسم الشرطة ان الشرطة في سان دييجو
ألقت القبض على تسعة محتجين في ساحة (سيفيك سنتر) حيث حاول عدد من
أعضاء الحركة نصب خيام للاعتصام واتهم أغلبهم بنصب مكان بشكل غير مشروع
للاقامة، وقال متظاهرون في أورلاندو حيث بدأ تطبيق أمر الاخلاء في
منتصف الليل ان اثنين اعتقلا في مكان للاعتصام بتهمة التعدي على
ممتلكات عامة، وذكرت الشرطة أن الاعتقالات في أورلاندو جاءت بعد أن نظم
نحو 30 محتجا كانوا يغنون أغاني عيد الميلاد مسيرة الى منزل رئيس
البلدية في وقت متأخر من المساء احتجاجا على أمر الاخلاء، ويطالب
محتجون في مدن بأنحاء الولايات المتحدة بتحقيق العدالة الاقتصادية
للمواطن الامريكي العادي الذي يقولون انه يعاني في حين تساعد الحكومة
على انقاذ المؤسسات في وول ستريت، وألقي القبض على كثيرين في الاسابيع
القليلة الماضية بينما كان يحاول مسؤولون تفكيك مخيمات اعتصامهم، وفي
عدد من المدن تحدث مسؤولون عن ظروف خطيرة تتعلق بالصحة والسلامة في
أماكن الاعتصام والتكلفة الاضافية لقوات الشرطة وغيرها من الاجراءات
الامنية في وقت توجد به أزمة في الميزانية. بحسب رويترز.
وقال السارجنت ديفيد شلوسر المتحدث باسم شرطة المتنزهات الامريكية
ان الشرطة ألقت القبض في واشنطن على 31 شخصا في متنزه بوسط المدينة بعد
أن وضع محتجون هيكلا خشبيا اعتبرته السلطات غير امن، وكان المتظاهرون
بدأوا في نصب الهيكل كمأوى خلال الشتاء، وفي أوريجون في مطلع الاسبوع
ألقت شرطة بورتلاند القبض على 19 شخصا لدى محاولتهم احتلال متنزه في
وسط المدينة، واتهم رجل بالتعدي على الممتلكات العامة بعد تسلقه الى
سطح مجلس البلدية، وقال متظاهرو (احتلال بورتلاند) انما سيحتجون على
ممارسات القروض البنكية للوحدات السكنية وستدعم المعتقلين، ويواجه نحو
100 من المحتجين احتمال اجلائهم من اعتصامهم عند كلية سنترال كوميونيتي
في سياتل بعد أن أصدر قاض في وقت سابق أمرا بأن مثل هذه الخطوة يمكن أن
تنفذ، لكن ألقي القبض على 16 متظاهرا بعد اقتحام مبنى خال قرب الكلية،
وفي دنفر اعتصم عدد محدود من المحتجين على الجهة المقابلة للمجلس
التشريعي للولاية وتحملوا درجات الحرارة المنخفضة والثلوج، وأزالت
الشرطة خياما لمعتصمين في هذا المكان وكان محتجون يعتصمون على الرصيف
داخل أجولة النوم، وقال بيان من رئيس جامعة نورث تكساس ان محتجين
أعلنوا عن اعتزامهم اقامة صلوات ليلية في حرم الجامعة لتأبين داروين
كوكس (23 عاما) الذي عثر عليه ميتا في مخيم (احتلال دنتون)، وأضاف
البيان أن سبب الوفاة غير واضح لكن ليس هناك دليل على وجود شبهة جنائية.
فض اعتصام حركة لوس انجليس
في سياق متصل فضت قوة شرطة مكافحة الشغب الامريكية اعتصام نشطاء
مناهضين لوول ستريت من مكان اعتصامهم امام مجلس بلدية لوس انجليس وألقت
القبض على نحو 300 شخص وطوقت المنطقة، وقال مسؤولون انه على الساحل
الشرقي أزال نحو مئة من محتجي حركة (احتلال وول ستريت) التي انبثقت
عنها حركات مماثلة في أنحاء الولايات المتحدة موقع اعتصامهم في
فيلادلفيا بسرعة وبهدوء لكن الشرطة ألقت القبض لاحقا على نحو 52 شخصا
في أنحاء المدينة لاتهامات تتراوح بين اعاقة الطريق العام ومهاجمة ضابط
شرطة، وفي لوس انجليس طوق أفراد الشرطة مكان اعتصام حركة (احتلال لوس
انجليس) بعد منتصف الليل وأعلنوا أن المحتجين الموجودين في الحديقة أو
على الارصفة او في الشوارع المحيطة بمجلس البلدية يمثلون تجمعا غير
مشروع وأمرتهم بالتفرق والا سيواجهون الاعتقال بما يتوافق مع أمر
بالاخلاء أصدره رئيس البلدية، وكان اعتصام لوس انجليس الذي سمح مسؤولون
في البداية ببقائه حتى بينما سعت مدن أخرى لفض اعتصامات مماثلة واحدا
من أكبر الاعتصامات في الساحل الغربي في اطار حركة (احتلال وول ستريت)
التي تحتج على عدم تكافؤ الفرص الاقتصادية في الولايات المتحدة، وكان
رئيس البلدية انتونيو فيلارايجوسا قد رحب في بادئ الامر بالمحتجين بل
قدم لهم سترات واقية من الامطار، لكن بعد أن شكا مسؤولو المدينة من
الجريمة ومشكلات صحية وتلفيات في الممتلكات قرر ضرورة فض الاعتصام،
وحدد فيلارايجوسا في بادئ الامر مهلة انتهت بعد منتصف الليل لكن مسؤولي
المدينة أحجموا عن تطبيق الاوامر لمدة 48 ساعة على أمل أن ينفض
المحتجون الذين بلغت أعدادهم نحو ألفين في ذروة الاعتصام من تلقاء
أنفسهم. بحسب رويترز.
وجاءت هذه الطريقة فيما يبدو بثمارها وتجنبت الشرطة استخدام الغاز
المسيل للدموع او رذاذ الفلفل على خلاف ما حدث لدى فض الاعتصام في
اوكلاند ومدن أخرى، وبغض النظر عن حدوث اشتباكات بسيطة في البداية كانت
الحشود تتسم بالهدوء في أغلب الاحوال وتم الجزء الاكبر من العملية قبل
الفجر، وتوجهت الشرطة الى المتنزه مع بدء العملية بكل قوتها وألقت
القبض على أي شخص يرفض مغادرة المكان وفككت خيام الاعتصام التي بلغ
عددها نحو 500 وكانت تأوي ما بين 700 و800 معتصم، وقال السارجنت ميتسي
فييرو من شرطة لوس انجليس ان 292 شخصا أعتقلوا بسبب عدم اطاعة اوامر فض
الاعتصام ما عدا اثنين أحدهما بسبب اعاقة عمل الشرطة والاخر بسبب
الاعتداء على ضابط شرطة، وقال محتجون ان عملية فض الاعتصام لن تكون
نهاية الموقف، وقال اليكس افيريت (26 عاما) الذي اعتقل خلال عملية
الاجلاء "لم ينته هذا بعد"، ولم يذكر الخطوة التالية التي تعتزم
المجموعة القيام به، وفي فيلادلفيا ترك المتظاهرون مكان اعتصامهم في
ساحة امام مجلس البلدية دون أي حوادث عقب الساعة الواحدة صباحا لكن
حدثت مواجهات بعد وقت قصير في أربعة مواقع مختلفة وأسفرت عن حدوث
اعتقالات، وقالت شرطة فيلادلفيا ان 52 شخصا اعتقلوا لاتهامات مختلفة
بما في ذلك قطع طريق عام والتامر وعدم اطاعة اوامر التفرق في تقاطع
حيوي، كما اتهم شخص بالاعتداء على ضابط شرطة.
على امتداد الولايات المتحدة
على صعيد اخر ومن منتزه زيكوتي بارك على بعد أمتار قليلة من شارع
وول ستريت -الحي المالي لمنهاتن- كانت الانطلاقة منذ شهرين، ومن المكان
نفسه اختارت حركة احتلوا وول ستريت أن تطلق ما أسمته اليوم الوطني
للتحرك، تقول الحركة إن الخطوة جاءت احتفالا بمرور شهرين على انطلاقها،
وتأكيدا على استمراريتها، وذلك على الرغم من إزالة مخيمها بأمر قضائي
نفذته بحزم شرطة نيويورك مؤخر، وبدأت فعاليات اليوم الوطني للتحرك
بمحاولة لتعطيل بورصة نيويورك ومنع الموظفين من الوصول إلى أماكن عملهم،
إلاَّ أن المحاولة اصطدمت بطوق أمني شديد فُرض على المكان، و بإصرار
عمدة المدينة، مايكل بلومبرغ، على عدم السماح بإحداث فوضى، أو خرق
للقوانين، مع احترام حق المتظاهرين بالتعبير عن آرائهم، كما ينص
الدستور، على حد قوله، وتحولت الشوارع المحيطة بالحي المالي إلى ساحة
معركة بين المتظاهرين وعناصر الشرطة الذين لم يتورعوا عن استخدام القوة
ضد المحتجين، وذلك كما أعلنت حركة احتلوا وو ل ستريت على موقعها على
شبكة الإنترنت لكتروني، مؤكدة اعتقال الشرطة نحو 200 متظاهر في الساعات
الأولى للتحرك.
وإلى جانب تعطيل البورصة، تدعو الحركة إلى شل حركة المواصلات في
المدينة عبر احتلال محطات لمترو الأنفاق، بالإضافة إلى التظاهر باتجاه
الجسور الرئيسية، لاسيما جسر بروكلين، وكانت السلطات المحلية في
نيويورك ومدن أخرى قد عمدت مؤخرا إلى اتخاذ موقف حازم من مخيمات الحركة،
إذ فضَّت بالقوة اعتصاماتها في كل من أوكلاند وبورتلاند ومنهاتن وغيرها،
بحجة تحوُّل تلك المخيمات إلى بؤر تهدد الأمن و الصحة العامة، يُشار
إلى أن حركة احتلوا وول ستريت استقطبت منذ انطلاقها آلاف المؤيدين
والمناصرين، وباتت تحظى بتأييد واسع بين الاتحادات العمالية والطلابية،
وقد أظهرت آخر استطلاعات الرأي الذي أجرته صحيفة بوليتيكو أن ثلاثين في
المئة من الناخبين الأميركيين يؤيدون مطالب الحركة المتمثلة بإصلاح
السياسات الاقتصادية ووقف احتكار الشركات المالية الكبرى و تأثيرها على
صنَّاع القرار في واشنطن.
احتلال موقع تاريخي في واشنطن
من جهتهم احتل حوالى عشرة ناشطين معادين لوول ستريت لساعات مبنى
تاريخيا في وسط واشنطن تجمع امامه حوالى مئة متظاهر جاؤوا لدعمهم، ودخل
الناشطون مبنى فرانكلين سكول الذي بني في نهاية القرن التاسع عشر،
ورفعوا على واجهته لافتة كبيرة كتب عليها "ملكية عامة باشراف المجتمع"،
وقد طردتهم الشرطة في عملية اعتقل خلالها عدد كبير من الاشخاص، كما
قالت على موقعها المنظمة التي خططت لاحتلال المبنى "فري فرانكلين دي سي"،
وفي اسفل المبنى الذي كان خاليا قبل دخول الناشطين اليه تجمع حوالى مئة
شخص في اجواء احتفالية وهم يرددون "لنحتل فرانكلين سكول" و"نحن الـ99
بالمئة" من الشعب الاميركي الذين يتعرضون "لقمع واحد بالمئة" على حد
قولهم، وقال احد المتظاهرين سولو سامرز ان المبنى "كات مدرسة ثم تحولت
الى ملجأ للمشردين لكنهم قاموا باغلاقها قبل ثلاث سنوات، ومنذ ذلك
الحين لم يستخدم المبنى وهم يحاولون بيعه لمستثمرين من القطاع الخاص"،
واكد المتظاهرون في بيان ان اغلاق المبنى امام المشردين "عمل معزول"،
معتبرين انه "يندرج في اطار سلسلسة من اجراءات التقشف التي تتخذ في كل
مكان في الولايات المتحدة والعالم وتعكس اسوأ جانب في الرأسمالية التي
يدعو اليها واحد بالمئة" من السكان، وفرنكلين سكول مبنى انيق مشيد
بالآجر الاحمر، وفد اجرى فيه غراهام بيل تجربة كانت حاسمة لاختراع
الهاتف في 1880، واقيم مخيمان منذ اسابيع في وسط العاصمة في ساحتي
ماكفرسن وفريدوم بلازا القريبتين من مقر الرئاسة. بحسب فرانس برس.
مسيرة الى البورصة
من جهة اخرى يأمل محتجو حركة (احتلال وول ستريت) أن تنتعش حركتهم من
جديد خلال مسيرة الى بورصة نيويورك لاظهار أن معركتهم مع عدم تكافؤ
الفرص الاقتصادية ما زالت تنبض رغم فض اعتصامهم في متنزه مجاور، وبلغ
عدد المشاركين في تجمعات هذه الحركة المستمرة منذ شهرين مئات في
نيويورك، لمحاولة منع العاملين من الوصول إلى مكاتبهم في المنطقة
المالية، وقال المتحدث باسم الحركة اد نيدام "هذه الحركة لا تتعلق حقا
بالاعتصامات بقدر ما تتعلق بفكر معين، ستكون هناك أيضا مظاهرات في 100
دولة في أنحاء العالم"، وتعتزم حركة (احتلال وول ستريت) اغلاق حي المال
الذي توجد به بورصة نيويورك وقلب الرأسمالية الامريكية لبدء يوم من
الاحتجاجات، لكن الحركة أقرت بأن الاجراءات الأمنية المشددة قد تمنع
المحتجين من الاقتراب من البورصة، وقال مارك براي وهو متحدث اخر باسم
المحتجين "الفكرة هي أثناء العاملين في بنوك وول ستريت عن التوجه
لاعمالهم، لا الاضرار بأي أحد، نحن ملتزمون بالعصيان المدني غير العنيف".
بحسب رويترز.
وصرح هاوارد وولفسون وهو نائب لرئيس بلدية نيويورك بأن السلطات
تتأهب لتدفق عشرات الالاف من المحتجين وتهدف الى تحقيق توازن بين
السلامة العامة والحق في حرية التعبير والتجمهر، وقال للصحفيين "نأخذ
هذا على محمل الجد، سيجري نشر قواتنا بناء على هذا"، ويقول المحتجون
انهم مستاءون من أن خطط انقاذ للبنوك تقدر بمليارات الدولارات خلال
فترة الركود أتاحت لها العودة لتجني أرباحا هائلة في حين أن المواطن
الامريكي العادي ظل يعاني من ارتفاع معدل البطالة وأزمة اقتصادية، كما
أنهم يعتقدون أن أكثر الناس ثراء في الولايات المتحدة ونسبتهم واحد في
المئة لا يدفعون نصيبهم العادل من الضرائب، وفي سان فرانسيسكو ألقت
الشرطة القبض على 95 من متظاهري حركة (احتلال وول ستريت) بعد أن دخل
محتجون فرعا لبنك اوف امريكا في الحي المالي بالمدينة ونصبوا خيمة
أمامه، وأصبح الاعتصام في متنزه زوكوتي الذي بدأ في 17 سبتمبر أيلول
محورا للحركة مما أدى لتنظيم تجمعات واعتصامات في أماكن أخرى في أنحاء
الولايات المتحدة وأماكن أخرى بالعالم، وبعد أن أجلت الشرطة المحتجين
من المتنزه وتم تنظيفه سمح للمتظاهرين بالعودة لكنهم منعوا من الاعتصام
مرة أخرى، وتقلص عدد المحتجين لأقل من 30.
اخطار قانوني لمحتجي حركة (احتلال لندن)
من جانب اخر وضع مسؤولون اخطارات قانونية على خيام معتصمين مناهضين
للرأسمالية في الحي المالي بلندن وأمهلوهم 24 ساعة لانهاء اعتصام هز
كنيسة انجلترا وأثار استياء كبار الساسة، وأمرتهم الاخطارات التي وضعت
يوم الاربعاء بمغادرة المنطقة الواقعة أمام كاتدرائية سان بول في الوقت
المحدد والا سيعرضون انفسهم للمساءلة القانونية امام المحكمة العليا
لانهاء شهر من الاعتصام استلهم حركة (احتلال وول ستريت) في الولايات
المتحدة، وفضت الشرطة الامريكية في نيويورك اعتصام المحتجين في متنزه
زوكوتي قرب وول ستريت، وأعلنت ادارة مدينة لندن التي تدير الحي المالي
ان محادثات تهدف الى تحديد موعد لرحيل المعتصمين فشلت وان الوقت حان
لفض الاعتصام، وقال متحدث باسم الادارة "سلمناهم اخطارا قانوني، نحن
نبلغهم ونمهلهم 24 ساعة لازالة خيامهم عن الطريق"، وكاتدرائية سان بول
هي واحدة من أشهر الوجهات السياحية في لندن، وكانت مقرا لزفاف الاميرة
الراحلة ديانا والامير تشارلز عام 1981 وجنازة ونستون تشرشل رئيس
الوزراء البريطاني الاسبق عام 1965. بحسب رويترز.
ونصب عشرات المعتصمين خيامهم أمام الكاتدرائية التي ترجع للقرن
السابع عشر يوم 15 أكتوبر تشرين الاول بعد أن منعت الشرطة محاولة
للاعتصام أمام بورصة لندن المجاورة، وقال سبيرو فان ليمان ممثل حركة (احتلال
لندن) ان المعتصمين لن يغادروا مكان اعتصامهم، وأضاف "لن نمثل للاخطار،
نحن مستعدون لاحالة القضية الى المحكمة العليا ولدينا فريق قانوني
سيمثلنا"، وأيد زعماء الكنيسة الاحتجاجات في بادئ الامر وسمحوا بنصب
خيام على منطقة ممهدة أمام الكاتدرائية، لكن قرارا لاحقا باغلاق
أبوابها لاسباب صحية وأخرى تتعلق بالسلامة أحدث انقساما في الكنيسة
الانجليكانية وأدى الى تنحي اثنين من كبار رجال الدين، وانعقد المجلس
الحاكم للكاتدرائية لاتخاذ قرار بخصوص الخطوة التالية، وهناك أنباء عن
نقل المحتجين اعتصامهم الى أرض تملكها كنيسة انجلترا بالكامل، وقالت
الكاتدرائية بعد الاجتماع في بيان لم يلق أي ضوء على خططها "ندرك الحق
الذي يكفله القانون للسلطة المحلية للمضي في هذا الاجراء الذي قامت به
اليوم" في اشارة الى الاخطارات القانونية، وانتقد رئيس الوزراء ديفيد
كاميرون الاعتصام قائلا "الاحتجاج عملية تتم والناس تقف على قدميها لا
نياما"، وقال بوريس جونسون رئيس بلدية لندن انه أمر "يدفع للجنون تماما"
وأبدى أمله في أن يكون هناك قاض "يملك حقا الشجاعة" لفض هذا الاعتصام. |