الوشم...  رغبة في التميز أم بحث عن حرية مفقودة؟

 

 شبكة النبأ: انتشرت وبشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة موضة الوشم في مناطق مختلفة من الجسد بين أوساط الشباب خاصةً، حتى باتت هوساً يزداد الإقبال عليه من كلا الجنسين كدليل على الحرية ومواكبة الموضة، لكن بعض المجتمعات لم يتقبلها بعد، وعلى الرغم من هذه ظاهرة انتشرت في السنوات القلية الماضية بشكل مدهش في المجتمعات العربية خصوصاً،الا ان ظاهرة موجود منذ عدة قرون في جميع أنحاء العالم مثل شعب الآينو وهم السكان الأصليين لليابان، اذ كانوا يقومون بوشم الوجوه كنوع من العادات والتقاليد، اما في الوقت الحالي، فأن الوشم متداول عند الأمازيغ والتامازغا شمال أفريقيا، وعند الماوري في نيوزلندا، والهاوسا في شمال نيجيريا، والعرب في شرق تركيا، والبدو في سوريا، بينما يعتبر البعض تميزا عنصربا كما هو الحال في بعض المجتمعات الاوربية مثل فرنسا وبريطانيا، وبحسب الإحصائيات في وقت قريب يضع واحد من 10 فرنسيين وشماً على جسده، فيما عرفتها المجتمعات العربية سابقاً كوسيلة علاجية لبعض الحالات النفسية، فضلاً عن طرد الشر والنفس الخبيثة والحسد، وكانت تعرف في العراق بـاسم الدكه.

وأصبح الاقبال عليه بشكل متزايد خصوصاً في الاونة الاخيرة ، خاصة من فئة الشباب والمراهقين، وتعد هذه  الظاهرة اشبه بالموضة للبحث عن التفرد والفردية هو ما يدفع الكثيرين إلى البحث عن طرق جديدة وأكثر غرابة عن غيرها في التزين، وعليه يسعى هواة مثل هذا النوع من الموضة إلى الظهور بمظهر مختلف، مهما كان الثمن ومهما تسبب ذلك في آلام كبيرة، ناهيك تتسببها في نقل الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي والإيدز.

الانتماء السياسي

لم يتوقف حزب الجبهة الوطنية الفرنسي عن إثارة الجدل يوماً، حيث كانت تصريحات زعمائها مثيرة وغريبة دائماً، وللتعبير عن تأييدهم للجبهة الوطنية قام مؤيدوها بوشم رسومات تشير إلى ذلك، وحسب استطلاع قامت به صحيفة وست فرانس فإن واحداً من بين أربعة مناصرين للحزب اليميني المتطرف يضع وشماً على جسده، في حين كانت النسب متدنية في الأحزاب الفرنسية الأخرى، جاءت الحركة الديمقراطية في آخر القائمة بنسبة 2٪ فقط، وتقول نتائج الاستطلاع ان 14٪ من أعضاء حزب الخضر يحملون رسوماً على أجسامهم في حين كانت النسبة عند الاشتراكيين والحزب الحاكم 6٪ لكل منهما. واستعادت الجبهة زمام المبادرة بعدما حقّقت نتائج متقدّمة في الانتخابات الإقليمية، واستغلت الجدل حول البرقع والحجاب للظهور على الساحة بقوة، ويقبل الشباب الفرنسي على الوشم بشكل كبير، حيث يضع عُشر الفرنسيين الذين تراوح أعمارهم بين 25 و34 عاماً، وشماً على أجسادهم ويفضلون وضعه في الجزء الأعلى من الجسد. ولم يحدد القائمون على الاستطلاع الأسباب الحقيقية لوضع لوشم وإن كان الانتماء السياسي وراء هذه السلوك أم هي مجرد مصادفة أن يكون مناصرو حزب معين يفضلون هذا النوع من التعبير. ويقول محللون إن السبب وراء ارتفاع عدد واضعي الوشم في الأحزاب المتطرفة مقارنة بالأحزاب الأخرى يعود إلى استقطابها العمال والموظفين البسطاء الذين ليس لديهم في الغالب مستوى تعليمي عالٍ، في حين ينضم أصحاب الوظائف العالية والحرة إلى أحزاب الاتجاه العام. بحسب فرانس برس.

وشم عنصري

فيما قام البريطاني برايون ويندر 34 عاماً بعمل عدة عمليات جراحية من خلال تقنية الليزر استمرت نحو 16 شهراً لإزالة الوشم الذي كان تقريباً يملأ معظم أماكن جسده والتي كانت تعبر عن الكراهية، وتضمنت تلك الرسومات عدة صلبان شائكة وملطخة بالدماء، وقالت صحيفة ميرور البريطانية أن ويندر تلقى عدة معاملات سيئة وتلقى عدة تهديدات بالقتل من قبل بعض النشطاء البريطانيين السود عندما قرر الابتعاد عن العنصرية النازية بعد أن نجح في تكوين أسرته، وقالت الصحيفة أن العنصريين النازيين يستخدمون بعض العبارات للتعبير عن العنف مثل الدم والشرف

وحول رأيه في ويندر ذكر "جوزيف روى" أحد المحاميين البريطانيين المناهضين للعنصرية أن ويندر كان أكثر الأشخاص عدوانية وأكثرهم صدامية، وذكرت الصحيفة أن ويندر بحث عن كل السبل لإزالة الوشم الذي كان يملئ معظم مناطق جسده والذي يشير إلى العنصرية النازية إلا أن عدم امتلاكه تأميناً صحياً وقف حائلاً دون ذلك، إلا أن زوجته جولي لجأت إلى درايل ليمونت جيكنز" وهو أحد السود المناهضين للعنصرية لمساعدة زوجها بتكاليف العملية التي بلغت 20.000 جنيه إسترليني.

امرأة تحمل أصدقاء الفيسبوك وشما على جسدها

هناك بعض الناس الذين يحبون موقع فيسبوك، وهناك أشخاص يكرسون وقتهم للمواقع الاجتماعية، غير أن امرأة هولندية ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير، فبعد هوسها بأصدقائها على موقع التواصل الاجتماعي، عمدت المرأة إلى تسليح نفسها بأصدقائها حرفيا، عبر وشم صورهم االتي يستخدمونها في حساباتهم على فيسبوك، على ذراعها، والسؤال هنا، وبما أن الوشم دائم، ماذا لو قرر شخص من أصدقائها أن يحذفها من قائمته؟ وماذا لو قررت هي أنها تريد حذف أحد الأصدقاء الذي لم يعد مرغوبا فيه، لكن المرأة على ما يبدو غير مهتمة بالأجوبة، إذ اكتسبت قدرا كبيرا من الشهرة عن طريق نشر شريط فيديو على يوتيوب تعرض فيه عملية الوشم لنحو 152 صورة للأصدقاء الأقرب لها على فيسبوك، وقالت المرأة التي لم تفصح عن هويتها في الفيديو هؤلاء هم أقرب الناس لي.. وليس كل أصدقائي على فيسبوك.. انه تعبير شخصي عن هويتي الآن في هذا الجزء من حياتي، وأضافت بالطبع أنا أحب الطريقة التي يبدو فيها الوشم على ذراعي.. وإذا لم تفعلوا مثلي فأنا أتفهم الأمر.. وأحترم ذلك، لكن بالنسبة لي هذا الوشم لديه الكثير من معنى. بحسب السي ان ان.

وشم من الذهب الخالص

تتوارى الحناء والمجوهرات البراقة أمام الوشم بالذهب الخالص الذي أصبح أحدث صيحة في عالم التجميل والاكسسوارات، وخاصة للنساء الشغوفات بالزينة في حفلات دبي، فقد ظهر نشاط تجاري جديد في دبي يعرض وشما مؤقتا من الذهب عيار 24 قيراطا كزينة مثالية للمرأة في حفلات الزفاف وغيرها من المناسبات الخاصة بأسعار زهيدة تبدأ من 50 دولارا وهو سعر معقول بالنظر الى أسعار الذهب الاخذة في التزايد، ولمركز "الجلد الثمين" الذي يقدم هذا النشاط مكانين في دبي، أحدهما في فندق برج العرب الفخم حيث يمكن رسم وشم مصنوع من الذهب أو البلاتين بنسبة 9ر99 بالمئة ليضفي بريقا على الاسلوب الخاص لكل امرأة في الاناقة، وقال ارنو فلامبو مدير المركز "انها ثورة في مجال فنون الجسم ومجال الوشم. انها المرة الاولى التي نستطيع فيها استخدام مادة من عيار 24 قيراطا من الذهب أو البلاتين في الجسم، ويعتقد فلامبو أن الفكرة وهي يابانية الاصل ستنجح في الخليج، حيث تقوم العديد من النساء برسم وشم مؤقت من الحناء في حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة، وقال فلامبو "الاهتمام موجود بوضوح. انه منتج بين الحلي لاننا نستخدم الذهب والبلاتين وأيضا تصميماتنا واضحة التفاصيل. انه نوع من الحلي للجسم لذلك فهو بين الحلي والمكياج والاكسسوار. من السهل جدا اتخاذ قرار بالحصول على وشم من الذهب مقارنة بشراء مجوهرات جديدة، واضاف أن غشاء رقيقا من الذهب او البلاتين يستخدم لرسم الوشم الذي يوضع بعد ذلك على الجلد ويمكن ان يبقى لما يصل الى اسبوع، وقال فلامبو ان ثمن الوشم يبدأ من 200 درهم اماراتي أي نحو 45 دولارا وقد يصل الى 20 ألف درهم اماراتي أي نحو 5500 دولار، وتابع "نعتزم تعيين 25 موزعا في الاجمالي في الامارات العربية المتحدة. وبدءا من يناير سنبدأ أيضا في المملكة العربية السعودية وفي قطر وفي البحرين ونامل تغطية كل الشرق الاوسط في العامين المقبلين. بحسب رويترز.

ظاهرة الوشم تنتشر في العالم العربي

وفي المقابل كثير ما نسمع عن أمراض معدية تنتقل عبر وسائل مختلفة، منها الهواء أو الدم أو غيرهما، ومع انتشار الفضائيات ووسائل الإعلام في عصر العولمة، حتى العادة تحولت أحياناً إلى عدوى تنتقل عبر الأثير من المجتمعات الغربية إلى الشباب العربي ومن هذه العادات ما يصطلح على تسميته تاتو، وقد انتقل عبر التلفاز إلى العالم العربي، فتحول إلى ظاهرة تهافت عليها الشباب من الجنسين، مقدمين على وشم أجسامهم بأشكال ورسومات ملونة، حيث كانت النساء فيما مضى يزينّ وجوههن بالوشم في تعبير عن جمال المرأة والقبيلة التي تنتمي إليها، إلا أن هذه العادة اندثرت واختفت بعد اكتشاف مضارها. غير أنها عادت اليوم، وبأسلوب غربي لا يحمل أي مضمون سوى التقليد الأعمى للمجتمعات الأخرى والانسياق وراء ثقافتها فقط،  وتكلفة الوشم ليست بالقليلة، ويتراوح سعرها حوالي 80 دولارا ، وتعتمد على طبيعة الرسم وحجمه، المعروف حسب تسميته العربية بالوشم هو غرس الإبرة بالجسم حتى يسيل الدم ثم يصبغ مكانها بالأحبار والمواد الملونة لإعطاء الشكل المطلوب رسمه، وعادة ما يعطى الموشوم مسكّنا لتحمل الألم الناتج عن غرس الإبر، ولا يوجد مكان محدد في الجسم لإجراء التاتو عليه، ففي السابق كان المكان الأكثر رواجاً على الكتف أو الساعد من الداخل، إلا أنه الآن قد يكون على الرقبة أو الظهر أو الصدر أو البطن وغيرها من الأماكن ولدى الجنسين، وعلى رغم من انتشار هذه الظاهرة، والتفنن في اختيار الرسومات ومدها على مساحات كبرى من الجسم، يبقى من غير المصدق رؤية وشم على العين.. فبعض المواقع الإخبارية نقلت خبر تطوع شاب كندي للخضوع لتجربة الوشم داخل العين.. وهذه العملية التي تطلبت حقن العين 40 مرة بواسطة صبغة ملونة مخلوطة مع مادة مضادة للالتهاب، نجحت مبدئيا، ولم يفقد هذا الكندي المهووس بصره، ولم تحل الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية دون الحد من هذه الظاهرة، علماً أنها أصدرت تعليمات معدلة لتراخيص صالونات قص الشعر تمنعها فيها من مزاولة مهنة التاتو، وجاء المنع بسبب ما تحتويه الأحبار المستخدمة من مواد مجهولة غالباً قد تؤدي إلى التسمم، إضافة أن الأدوات المستخدمة في التاتو والتي تحقن من خلالها الأحبار داخل الجسم قد تؤدي إلى نقل الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي أو فيروس الإيدز، ورغم قرار المنع الحكومي، فلا يزال العديد من الذين يتقنون الرسم بالتاتو يمارسون هذه المهنة، وبعضهم يتوصلون مع الزبائن عن طريق الهاتف، فيتم الاتصال بهم لترتيب موعد ومكان لوضع الرسم المطلوب، ويرى بعض الخبراء أن ظاهرة التاتو بشكلها الحالي جاءت كتقليد غربي حيث يحاول الشباب التميز وخلق أجواء مشتركة فيما بينهم كنوع من التمايز عن الفئات الأخرى التي لا تعير الموضوع اهتماماً. وأن الشباب قد يلجؤون لها نتيجة لمشاكل عاطفية أو اجتماعية لنقش ذكريات معينة مثل أسماء أو تواريخ على أجسادهم في محاولة إثبات للذات أو للأشخاص المرتبطين بهذه الذكريات أن تلك التجربة باقية في ذاكرتهم، اذ أن الشاب بالأغلب بعد أن يتجاوز سن المراهقة يعاني من مشاكل نفسية واجتماعية بسبب تلك الرسوم، حيث يشكل التاتو في هذه المرحلة عبئاً اجتماعياً، يخجل من إظهاره ويحاول إزالته بشتى الوسائل، ويؤكد استشاريو أمراض جلدية وتناسلية أن مثل هذا السلوك (الوشم) يتسبب بالعديد من الأضرار الصحية تصل في أسوَئِها إلى الإصابة بسرطان الجلد، كما أن بعض الأجساد تكون حساسة لأنواع معينة من الأحبار مما يؤدي إلى مشاكل مثل الندب والتهاب الجلد، هذا إضافة إلى أن عدم تعقيم الأدوات المستخدمة في عملية التاتو تتسبب في نقل الأمراض المعدية مثل التهاب الكبد الوبائي والإيدز.

الوشم في العراق

الى ذلك تنتشر في بغداد صالونات ومراكز الوشامين الذين يمارسون مهنتهم بعيداً عن أجهزة الرقابة الصحية، وعلى الرغم من اتساع الظاهرة إلا أن المجتمع العراقي مازال يعتبرها من السلوكيات الدخيلة وغير المرغوب فيها. خلف كومبيوتره المحمول يجلس سرمد عماد جواد منشغلاً بعرض مختلف أنواع النقوش والزخارف والأشكال ذات الألوان الزاهية لأحد زبائنه الذي يرغب في أن يُرسم أحداها على جسده. جواد، صاحب أحد صالونات نقش الوشم "التاتو" في العاصمة بغداد، يفسر سبب تزايد الإقبال من كلا الجنسين على طلب الوشم خلال الآونة الأخيرة، إلى "تطلع المجتمع على ما تعرضه القنوات التلفزيونية من أفلام والأغاني التي يعتبرها الكثير من زبائني من مكملات الموضة لدى الشباب" على حد قوله.

ويقول جواد (28عاماً)، الذي اكتسب مهنة نقش الوشم على الجلد بعد أن تدرب على يد أحد الوشامين الأمريكيين في العراق قبل خمسة أعوام، أن رغبات زبائنه في تحديد الشكل المراد وشمه، تختلف بحسب الجنس. ويشير في حديث إلى أن أبرز الأشكال التي يطلبها الذكور تتمثل بـ"التنين والأفاعي والجماجم البشرية والعقارب بالإضافة إلى الرموز الدينية وأن اغلبها ترسم على الذراع والكتف". وعن ما تفضله الإناث يكمل مستطرداً، إنهن "يفضلن نقوش الأزهار والفراشات فضلاً عن رموز الحب والأسماء واغلبها تكون في مناطق غير مكشوفة من الجسد أو على الذراع، أما أسعار رسم الوشم على الجلد فتختلف باختلاف نوع الأصباغ المستخدمة وعدد الجلسات وطبيعة العمل، كما يقول جواد، ويضيف أن أسعارها تتراوح بين 120 ألف دينار عراقي (نحو 100 دولار أمريكي) و12 مليون دينار عراقي (نحو 10000 دولار أمريكي، لم أجيء إلى هذا المكان بدافع الفضول فقط، بل أرغب في أن يُوشم على جسدي، أرغب في ذلك كثيراً، فالوشم موضة جميلة ويعطي مظهراً رائع عند تزين الجسم بإشكاله المختلفة وألوانه الزاهية فضلاً عن اعتبارها وسيلة للتعبير عن الحرية المفقودة وأيضاً للتفرد والتعبير عن طموحاتي الشخصية"، هذا ما قاله عمار عبد الكريم، الذي جاء إلى إحدى صالونات الوشامين في بغداد لغرض نقش أحد الرسوم على جسدهن، ويشير عبد الكريم (26 عاماً) إلى أنه اتجه إلى فكرة الوشم على ذراعه بفضل نصيحة قدمها له أحد أصدقائه بعد أن أعجب بفكرة رسم "رأس النمر" الذي يعتبره "رمزاً للقوة". ويضيف بالقول: "للوشم أهمية كبيرة في حياة الإنسان لأنه يجسد لوحة حياته الأبدية التي يرغب في أن يضعها على جسده، فهي تجسد سلوك الشخص وتطلعاته الداخلية، بحسب قوله، أما هاشم السراي فجاء برأي مخالف لعبد الكريم، والذي يرى بأن "فكرة الوشم ليست سوى تقليد أعمى لسلوكيات الغرب" على حد قوله. ويضيف السراي (31عاماً)  أنا ضد فكرة الرسم على الجسد بكل أنواعه ومن الخاطئ القول بأن الوشم من مستحدثات الموضة، بل هي وسيلة للتعبير عن ذات جريحة لدى أغلب الشباب وتعبير عن رغباتهم في تقليد كل ما يروه". ويكمل السراي حديثه بالقول: "أنا شخصياً واثق من نفسي وقادر على تحقيق ما أسعى إليه ولا حاجة لي بالوشم، وتفسر الدكتورة فوزية العطية، أستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد، سبب انتشار ظاهرة الوشم بين الشباب في العراق إلى "انفتاح المجتمع العراقي من خلال ثورة المعلومات الحديثة كالإنترنت وكثرة القنوات الفضائية، فضلاً عن السفر للخارج ومحاولة الشاب العراقي للارتقاء بالسلم الاجتماعي في تقليد أقرانه في تلك الدول بعد أن كان الشباب في العراق يعاني الحرمان قبل عام 2003، وتعزو العطية سبب انتشار الوشم لدى الشباب من كلا الجنسين إلى جملة أسباب، أبرزها "التفكك في المنظومة القيمية والعائلية والاجتماعية"، وذلك بسبب الظروف الصعبة التي مر بها العراق، فضلاً عن "الانفتاح المفاجئ في ظل انعدام التوعية الإعلامية للأطفال والمراهقين في نبذ مثل هذه الأفكار الدخيلة على المجتمع العراقي للحفاظ على المنظومة القيمية والموروث الشعبي لدى المجتمع العراقي" وتنوه الأستاذة العراقية إلى ضرورة تدخل وسائل الإعلام والمؤسسات التربوية والجهات الرقابية خلال هذه الفترة "الحرجة للحد من الظاهرة والتصدي لها ومعالجتها.

وشم الأطفال

من جانب آخر لم تتخيل أم بريطانية أن يتحول ابنها المفقود إلى تجارة مربحة، بعد أن عثرت عليه سالماً. وفقدت دونا نيومان طفلها، العام الماضي، بعد أن ضل طريقه فى أحد مهرجانات الموسيقى، وبسبب صغر سنه لم يتمكن برادلي الذى كان يبلغ حينها 4 أعوام، من اخبار الناس باسم أو رقم هاتف والديه، ومن هنا جاءت الفكرة، وهي عبارة عن وشم مؤقت يمكن اختيار شكله من على الموقع الإلكتروني لشركتها، مصحوباً برسالة صغيرة يطلب من خلالها محادثة الأب أو الأم على رقم هاتف معين. بحسب رويترز.

ما هي الطرق المثلى للتخلص الآمن من الوشم؟

يبدو الحصول على وشم فكرة جيدة لكثير من الناس، خصوصا الشباب، لكن مع مضي الوقت وتقدم العمر، فإن كثيرين منهم، يحاولون التخلص منه بعد إدراك أنه بلا فائدة، ولا يضيف الكثير لصاحبه، وقد أظهر استطلاع أجري عام 2006 في المجلة الأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية، أن نحو 24 في المائة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما لديهم وشم، وأن 17 في المائة منهم يريدون التخلص منه، وعندما يتعلق الأمر بإزالة الوشم فإن هناك كثير من العوامل التي تعيق العملية، فالوشم يراد به أن يكون دائما، وحتى أحدث تقنيات لن تعمل على التخلص منه بسهولة، ففرص النجاح تختلف باختلاف لون البشرة والأصباغ المستخدمة في الوشم وحجمه، وخلال العقود الماضية، كان على الأشخاص الذين يحاولون التخلص من الوشم استخدام طرق صعبة، لإزالة الحبر، مثل تقنية تعرف باسم "ديرمابرازيون،" وتنطوي على كشط الجلد. أو أخرى تدعى "سالابرازيون،"  يستخدم خلالها الملح الساخن لفرك الجلد وكشط الوشم، وهو ما يخلف ندوبا بعد إزالة الوشم، أما إزالة الوشم جراحيا فمن المرجح أيضا أن تترك ندبة، حيث يتم قطع الجلد الذي يحمل الوشم، ثم يجري تقطيب المساحة المحيطة به مرة أخرى، وعادة ما يلجأ الأطباء لهذا الخيار فقط عندما تكون المساحة الموشومة صغيرة، ولكن معظم التقنيات السابقة مؤلمة وتترك آثار كبيرة، ويقول الدكتور بول جارود فرانك، مؤسس ومدير الجراحة الجلدية في مركز طبي بمدينة "تلك التقنيات تماما مثل إلقاء الكيروسين على الوشم وإشعال النار فيه، ويرى الخبير الجلدي أن أفضل طريقة لإزالة الوشم هي تقنية الليزر الدقيقة، التي أصبحت تستخدم على نطاق واسع، وهي عبارة عن شعاع ليزر يميز بين لون الجلد والحبر، ويعمل على تفتيت وتكسير جزئيات الحبر إلى جسيمات صغيرة بما يكفي للجسم لامتصاصها، ويقول فرانك إزالة الوشوم باستخدام اللليزر تعد الطريقة الأفضل، ولكن هذا لا يعني أنها مضمونة... لا يوجد حتى الآن علاج ناجع. بحسب السي ان ان.

ويعمل العلاج بالليزر بصورة مختلفة بحسب المريض، وبحسب الوشم، وكلما زاد التباين بين لون الحبر والجلد، كانت الإزالة أسهل، وفقا لفرانك الذي يقول إن الحبر الأسود على البشرة الفاتحة، هو الأسهل للإزالة، بينما الألوان مثل الأخضر والبنفسجي، على وجه الخصوص، من المستحيل تقريبا محوها، ويصيف "المرضى الذين لديهم وشوم باستخدام تلك الألوان، ننصحهم بعدم إزالتها، إلا إذا كانوا يريدون فقط أن تتلاشى، فيكفي تغطيتها بعمل وشم آخر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/كانون الأول/2011 - 17/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م