الصراع ما بعد الانسحاب الامريكي... العراق وإيران وسعودية

الاحتمالات السيئة والمراهنة على ارجاع العراق الى المربع الأول

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: فيما تستعد القوات الأمريكية لأنهاء مهامها العسكرية في العراق، ثمة تحديات أمنية وسياسية واقتصادية ستظل قائمة حتى بعد الانسحاب مما يتطلب من العراق التعامل بحذر مستقبلا مع هذه التحديات.

فهناك احتمالات سيئة تواجع العراق منها افتقار قوات الأمن الى قدرات عسكرية تحمي البلد، كذلك التحديات الطائفية واحتمالات نشوء توتر طائفي جديد، أما الأمريكيين فهم يعملون على تحصين انفسهم من خلال اجراءات أمنية مشددة بعد ان تم وضع السفارة الأمريكية تحت الرعاية المشددة مع وضع خطط لتحرك العاملين فيها حذرا من عمليات الاختطاف و الهجمات.

ويرى مراقبون هناك صعوبات في هذه المهمة، خاصة أن الولايات المتحدة تنوي ان تعمل مع قطاعات عراقية مختلفة في مجالات الإقتصاد والزراعة والصناعة. حيث لا يزال في العراق مجموعات مسلحة تستهدف أيي نشاط أمريكي، أضافة الى ذلك ستكون هناك مهمة أخرى وهية حماية المصالح والمسؤولين الأميركيين في العراق. وتعتبر السفارة الأميركية في بغداد من أضخم المرافق الدبلوماسية.

أما على الصعيد الداخلي العراقي فهناك احتمالات سيئة تواجه قوات الأمن العراقي حيث يفتقر العراق الى دفاعات تحتي حدوده بشكل كامل، ويرى محللون ان هذا النقص ربما تركه الأمريكيين ثغرة أمام العراقيين من أجل الاستعانة بهم. حيث يقول ستيوارت بوين، المفتش الأميركي الخاص حول إعادة إعمار العراق إن قادة الجيش الأميركي على علم تام بنقاط ضعف الجيش العراقي وقوات الأمن.

الكاتب والمحلل السياسي في مجلة نيوزويك إيلي ليك من جهته قال أن هيئة الرقابة الأميركية تحذر من أن العراق يفتقر إلى دفاعات جوية وحدودية قوية ويعاني من ضعف تدفق الواردات العسكرية وقد يواجه صعوبات بعد خروج القوات الأميركية بحلول نهاية العام.

وقال ستيوارت بوين، المفتش الأميركي الخاص حول إعادة إعمار العراق، إن مع انسحابنا من العراق، سيصعُب على العراقيين استبدال دور الولايات المتحدة في مجال الخدمات اللوجستية والاستخبارات والدفاع الجوي. وأضاف بوين أن المدربين الأميركيين قطعوا شوطاً كبيراً في إضفاء الطابع المهني على الجيش العراقي والشرطة الوطنية منذ بداية مهمتهم عام 2003، ولكنه حذر أيضاً أن هذا الانسحاب سيترك العراق دون قوات جوية قادرة على حماية المجال الجوي العراقي.

وأشار بوين إلى أن قدرة العراقيين على الاعتماد على أنفسهم إذا دعت الحاجة إلى عمليات ميدانية لاتزال موضع تساؤل. وقبل إعلان الرئيس أوباما في 21 أكتوبر أن جميع القوات الأميركية ستغادر العراق بحلول نهاية العام، كان المسؤولون في البنتاغون يخططون لبقاء وحدات صغيرة- لا تتعدى 15 ألف جندي- لمواصلة التدريب وتوفير الدعم الجوي والمساعدة في توصيل الإمدادات عام 2012، لكن انتهت المفاوضات بسبب مسألة الحصانة القانونية.

أما على صعيد التهديدات الخارجية رجح محللون سياسيون  تجدد المواجهة الدموية بين الشيعة والسنة فى العراق، مع اقتراب إتمام الانسحاب الأمريكى من البلاد بنهاية العام الجارى، مشيرة إلى أن السعودية وإيران سيكون لهما دور فى هذه المواجهة.

ويرى خبراء في مجلة نيوزويك الأمريكية، إنه قبل أقل من شهر على ترك الأمرييكين للبلاد، تظهر مؤشرات مفزعة على عودة العنف الطائفى الذى كاد يمزق العرق قبل خمس سنوات تقريبا، لكن هذه المرة لن يكون هناك وجود أمريكى يخفف من المذبحة على حد قول المجلة.

فمع استعداد القوات المتبقية لمغادرة العراق، فإن الولايات المتحدة، برغم الحرب التى كلفتها ما يقرب من تريليون دولار وحصدت أرواح 4500 أمريكى وما يزيد عن 100 ألف عراقي، ستترك البلاد وهى لا تزال على حافة الفوضى.

ويشير خبراء إلى أن القادة العراقيين يبدو وكأنهم يصبون الوقود على النيران بدلا من أن يعملوا على الحد من التوترات الطائفية.

وتوقع مراقبون أن يكون الأمر أكثر فوضوية مع احتمال أن تؤدى نيران التوتر الطائفى إلى جر دول ذات ثقل إقليمى كإيران والسعودية، اللتين تخوضان معركة شرسة على النفوذ والقوة فى الشرق الأوسط. وهناك بالفعل مؤشرات مزعجة على أن البلدين يستعدان لمواجهة داخل العراق بمجرد إتمام الانسحاب الأمريكي.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 13/كانون الأول/2011 - 17/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م