المواجهة مع إيران بين التصعيد والتهدئة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يبدوا من مجريات الأحداث في الشرق الأوسط، إن الأزمة الإيرانية مع الغرب –وبالأخص مع الولايات المتحدة- في وتيرة متصاعدة، ففرق التفتيش عن الأسلحة النووية التي ترعها الأمم المتحدة –سابقاً- تحولت إلى عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، كما تحولت تلك العقوبات إلى مقدمات كلام عن ضربة محتملة تقوم بها إسرائيل بمفردها أو قد تشترك معها الولايات المتحدة ودول غربية أخرى.

وفي تناغم دبلوماسي وسياسي يقوم على مبدأ "التصعيد والتهدءة"، تتبادل الولايات المتحدة وإسرائيل الأدوار في تهديد إيران التي لم تتواني في المقابل في التهديد بحرب شاملة تزلزل المنطقة والمصالح الغربية فيه، فبعد أن هددت إسرائيل بصواريخ بالستيه وهجوم مزدوج من قبل حزب الله وحماس، اتجهت أنظارها إلى تركيا والدرع الصاروخي الذي أكدت بأنه سيكون الهدف الأول لضربات الجمهورية الإسلامية.    

أمريكا لا تدري مسبقا

إذ قال رئيس هيئة الأركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي مؤخراً انه لا يعلم ما اذا كانت اسرائيل ستخطر الولايات المتحدة مسبقا اذا قررت القيام بعمل عسكري ضد ايران، وأقر أيضا باختلاف الرؤى بين الولايات المتحدة واسرائيل بشأن أفضل السبل للتعامل مع ايران وبرنامجها النووي، وقال ان الولايات المتحدة مقتنعة ان العقوبات والضغوط الدبلوماسية هي السبيل الصحيح للتعامل مع ايران الى جانب "العزم المعلن لعدم استبعاد أي خيارات من مائدة البحث" وهو تعبير يترك الباب مفتوحا امام امكانية القيام بعمل عسكري في المستقبل، وقال ديمبسي في مقابلة وهو عائد الى واشنطن من لندن "لا أدرى ان كان الاسرائيليون يشاركوننا تقييمنا لذلك، ولانهم لا يشاركوننا ولان هذا في نظرهم خطر على وجودهم فاني اعتقد على الارجح انه من الانصاف القول بان توقعاتنا مختلفة الان"، وسئل ديمبسي هل يتحدث عن الخلافات بين توقعات الاسرائيليين والامريكيين بشأن العقوبات أم الخلافات في الرؤى بشأن مسار الاحداث في المستقبل فرد بقوله "ذلك كله"، ولم يسهب فيما يعنيه.ولم يكشف أيضا ما اذا كان يعتقد ان اسرائيل تستعد لشن هجوم على ايران. بحسب رويترز.

اسرائيل لن تهاجم ايران عما قريب

من جهته قال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في وقت سابق ان بلاده لن تشن هجوما على ايران عما قريب لكن كل الخيارات مطروحة لوقف ما تعتبرها اسرائيل محاولة ايرانية لتطوير أسلحة نووية، وقال باراك للاذاعة الاسرائيلية "ليست لدينا نية في الوقت الحالي للقيام بتحرك لكن من المستحيل أن يشل الخوف دولة اسرائيل"، وأضاف "يجب أن نتحرك بهدوء وترو، لسنا بحاجة الى حروب كبيرة"، وتقول ايران ان برنامجها النووي سلمي تمام، وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلا عن تقارير مخابرات، ان ايران عملت فيما يبدو على تصميم قنبلة نووية وربما مازالت تجري أبحاثا سرية بهذا الغرض، وأجريت المقابلة مع باراك بعد يوم من تصريح الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة بأنه لا يعلم ما اذا كانت اسرائيل ستخطر الولايات المتحدة مسبقا اذا قررت ضرب ايران، واعترف ديمبسي ايضا بالاختلافات في الرؤى بين الولايات المتحدة واسرائيل بشأن افضل وسيلة للتعامل مع ايران وبرنامجها النووي، وقال ان الولايات المتحدة مقتنعة بأن العقوبات والضغوط الاقتصادية هي السبيل الامثل للتعامل مع ايران علاوة على "العزم المعلن لعدم استبعاد أي خيارات من مائدة البحث" وهو تعبير بلغة الدبلوماسية يترك احتمال العمل العسكري في المستقبل قائما. بحسب رويترز.

وقال ديمبسي "لا أدرى ان كان الاسرائيليون يشاركوننا تقييمنا لذلك، ولانهم لا يشاركوننا ولان هذا في نظرهم خطر على وجودهم فاني اعتقد على الارجح انه من الانصاف القول بان توقعاتنا مختلفة الان"، وتواجه ايران عقوبات جديدة بعد تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال باراك في المقابلة الاذاعية "اسرائيل ستكون سعيدة جدا اذا استطاعت العقوبات والدبلوماسية أن تدفع القيادة الايرانية الى اتخاذ قرار واضح بالتخلي عن برنامجها النووي العسكري"، ولكن للاسف أعتقد أن هذا لن يحدث"، ولدى سؤاله عن تصريحات ديمبسي أجاب باراك بأن اسرائيل "تحترم الولايات المتحدة كثيرا" وتجري حوارا متواصلا مع حليفتها الرئيسية فيما يتعلق بالقضايا الامنية، واستطرد قائلا "لكن لابد أن يتذكر المرء في نهاية المطاف أن اسرائيل دولة ذات سيادة وأن الحكومة الاسرائيلية وقوات الدفاع واجهزة الامن هي المسؤولة دون غيرها عن أمن اسرائيل ومستقبلها ووجودها"، وقال الوزير الاسرائيلي "من المؤكد ان الخيار غير الدبلوماسي هو الخيار الاخير وأعتقد أن الجميع متفقون على أن جميع الخيارات مطروحة".

وحين سئل ديمبسي مباشرة عما اذا كانت اسرائيل ستخطر الولايات المتحدة مسبقا اذا اختارت اللجوء للعمل العسكري ضد ايران أجاب "لا أعلم"، وتحدث وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن المخاوف الامريكية من العواقب غير المقصودة لاي عمل عسكري ضد ايران خلال محادثات مع باراك في منتدى أمني بكند، ويشمل هذا مخاوف الولايات المتحدة من تأثير هذا على الاقتصاد العالمي ومن ألا يؤدي شن ضربة الى تعطيل البرنامج النووي الايراني وانما تأخيره فقط لبعض الوقت خاصة وأن المواقع النووية المعروفة متفرقة ومحصنة ضد الهجمات، وكانت ايران حذرت من أنها سترد على اي هجوم بضرب اسرائيل التي يعتقد على نطاق واسع أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط وبضرب مصالح أمريكية في الخليج.

ايران قد تستهدف تركيا

من جهة اخرى قال مسؤول عسكري ايراني كبير ان ايران قد تستهدف منشآت في تركيا تمثل جزءا من درع صاروخية مزمعة لحلف شمال الاطلسي في حالة نشوب اي صراع في المستقبل وذلك في تصعيد جديد ضد تركيا التي توترت علاقاتها مع طهران في الشهور القليلة الماضية، ونقلت وكالة انباء مهر شبه الرسمية عن امير علي حاجي زادة قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري قوله "نحن على استعداد لمهاجمة الدرع الصاروخية لحلف (الاطلسي) في تركيا في حالة تعرضنا لتهديد وسنتبع ذلك بضرب اهداف اخرى"، وعبرت ايران عن استيائها من موافقة تركيا في سبتمبر ايلول على نشر نظام صاروخي للانذار المبكر لحلف الاطلسي حيث تعتبر ذلك مؤامرة أمريكية لحماية اسرائيل من اي هجوم مضاد اذا هاجمت اسرائيل المنشآت النووية الايرانية، وتوترت العلاقات التي كانت جيدة ذات يوم بين ايران وتركيا هذا العام بسبب الدرع الصاروخية وانتقاد انقرة القوي للحملة التي يشنها الرئيس السوري بشار الاسد على المحتجين في بلاده، وتتنافس تركيا وايران وهما دولتان مسلمتان غير عربيتين على النفوذ في المنطقة بعد انتفاضات الربيع العربي واتهم المستشار العسكري للزعيم الاعلى الايراني رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بانتهاج سياسات تستهدف ارضاء واشنطن، وقال الميجر جنرال يحي رحيم صفوي المستشار العسكري للزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي في وقت سابق ان اي هجوم من اسرائيل سيواجه برد من حزب الله حليف طهران في لبنان وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة، وقال للتلفزيون الايراني "يعرف الصهاينة جيدا انهم اذا بدأوا حربا فسيتم استهدافهم بقوة من جنوب لبنان ومن حماس وايضا من ايران". بحسب رويترز.

بينما اعرب وزير الخارجية التركي عن قلق بلاده بشأن تصريحات صدرت مؤخرا عن قائد ايراني بارز بأن طهران ستستهدف درع الصواريخ التابع لحلف شمال الاطلسي في تركيا اذا تعرضت للتهديد، فقد قال مسؤول بوزارة الخارجية التركية دون الكشف عن اسمه ان وزير الخارجية احمد داود اوغلو "اعرب الى نظيره الايراني كلاميا عن قلقنا"، وكان داود اوغلو التقى مؤخراً بوزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي على هامش اجتماع لمنظمة التعاون الاسلامي في جدة، وكان قائد القوة الجوية لحرس الثورة الايراني العميد امير علي حاجي زاده قد صرح مؤخرا ان طهران ستستهدف الدرع الصاروخي للحلف الاطلسي في تركيا المجاورة اذا تهددها عمل عسكري، ونقلت وكالة مهر للانباء عن حاجي زاده قوله ان "الدرع الصاروخية الغربية (في تركيا) ستكون الهدف الاول للوحدات العسكرية والدفاعية الايرانية في حال تعرضت الجمهورية الاسلامية الايرانية الى اي تهديد عسكري" قبل التحرك ضد اهداف اخرى، ورغم ان المسؤولين الايرانيين قالوا مرارا انهم سيردون بصواريخ باليستية ضد اسرائيل اذا تعرضوا للهجوم، فإن تعليق حاجي زاده هو الاول الصادر عن الحرس الثوري عن استهداف تركي، وكانت تركيا قبلت استضافة نظام رادار للانذار المبكر في جنوبها الشرقي قرب ايران في اطار منظومة الدرع الصاروخي الاطلسية التي تقول الولايات المتحدة انها تهدف لاجهاض التهديدات الصاروخية من الشرق الاوسط، ومن ايران بالاخص، ويصر المسؤولون الاتراك على ان الدرع لا يستهدف بلدا بعينه.

روسيا تحذر الغرب

الى ذلك قالت روسيا ان تصاعد التوتر والضغوط الغربية يُقَوض فرص تعاون ايران مع جهود ترمي الى التأكد من عدم سعيها لامتلاك أسلحة نووية، وقال الكساندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية في مؤتمر صحفي "نرفض بشكل قاطع تصعيد التوتر والمواجهة بشأن قضايا لها علاقة بايران، نعتقد أن الامر ينطوي على عواقب وخيمة"، وأضاف أنه لا يوجد ما يبرر اقتحام محتجين ايرانيين للسفارة البريطانية في طهران، وقال "التوترات المتزايدة في العلاقات مع طهران تعوق بشكل كبير استئناف المحادثات" بين ايران والقوى الست العالمية التي تقود الجهود لضمان التزام ايران بتعهداتها بعدم السعي لامتلاك أسلحة نووية، وذكر لوكاششفيتش أن طهران لا ترد على تساؤلات العالم بخصوص برنامجها النووي لكنه أشار الى أن الغرب يتحمل كثيرا من اللوم في تصاعد التوتر، وكرر انتقاد روسيا لتقرير أصدرته في الاونة الاخيرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية عمق مخاوف الغرب بشأن رغبة ايران في صنع قنبلة نووية كما جدد معارضة بلاده للعقوبات الامريكية والاوروبية وغضبها من الحديث عن ضربة عسكرية محتملة ضد ايران. بحسب رويترز.

الاعتداء على سفارة بريطانيا غير مدبر

على صعيد مختلف قال جو بايدن نائب الرئيس الامريكي انه لم ير ما يشير الى أن الاعتداء على السفارة البريطانية في طهران كان عملا من تدبير السلطات الايرانية ولكن الاعتداء مثال آخر يبرز سبب كون ايران دولة "مارقة"، وقلل بايدن في ختام زيارة للعراق استمرت ثلاثة أيام من خطر استغلال ايران رحيل القوات الامريكية بحلول نهاية العام، واضاف أن خطر امتداد عدم الاستقرار في سوريا عبر الحدود ليس سببا لبقاء الرئيس السوري بشار الاسد في السلطة، وقال "لا يوجد لدي ما يبين كيف، أو هل كان مدبرا" مشيرا الى الاعتداء على السفارة البريطانية، وأضاف "لكن ما أعرفه هو أنه مثال اخر للعالم وللمنطقة على أن هؤلاء الناس منبوذون دوليا من الاساس"، وأجرى بايدن المقابلة في المطار الجديد في أربيل قبل أن يتوجه لحضور اجتماع مع مسعود البرزاني رئيس حكومة اقليم كردستان بشمال العراق، ورحيل القوات الامريكية يترك العراق بدون غطاء جوي فعال وبقليل من الحماية العسكرية الفعلية لحدوده الطويلة مع كل من ايران وسوري، ورغم ذلك قال بايدن ان واشنطن لا تناقش اتفاقية أمنية أخرى لتحل محل الاتفاقية التي ينتهي أجلها في نهاية العام الحالي. بحسب رويترز.

وأضاف "نتحدث عن جعل العراق في وضع يكون معه قادرا على توفير غطائه الجوي وقدراته الدفاعية ولا يوجد تهديد جوي ذو مصداقية للعراق في الوقت الحالي"، وأضاف "ومن ثم لم نناقش مسائل أخرى غير بيعهم طائرات اف-16 وتدريبهم واعدادهم لاستلام هذه الطائرات"، ويشتري العراق مقاتلات اف-16 ودبابات أبرامز الامريكية الصنع في اطار مساعيه لبناء قدراته العسكرية التقليدية لحماية حدوده بعد سنوات من التركيز على محاربة التمرد المسلح للتصدي لمتمردين من السنة يرتبطون بالقاعدة ولميليشيات شيعية منافسة، وتساءل بايدن متهكما "هل يعتقد أحد حقا أن ايران تفكر في غزو العراق، لا اعتقد هذا"، وسيتوجه بايدن في وقت لاحق اليوم الخميس الى تركيا ومن المتوقع أن يبحث الوضع في سوريا خلال اجتماعات على مدى عدة أيام ستركز على الاثار المترتبة على الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي، وأثارت حملة قمع دامية للمتظاهرين المؤيدين للديمقراطية مخاوف من أن العنف في سوريا قد يؤدي الى صراع طائفي اقليمي خصوصا في العراق المجاور، وقال بايدن ان أفضل شيء للاسد هو أن يرحل، وتابع قائلا "من الواضح لنا أن الاسد هو المشكلة في سوريا وانه ليس من غير المشروع أن يتساءل أي من جيران سوريا ماذا بعد، ولكن الشيء الاول والاهم بالنسبة له هو أن يرحل".

وانضمت تركيا الى العقوبات التي فرضتها جامعة الدول العربية على سوريا وعبرت عن القلق من أن العنف المتصاعد في البلاد قد يشعل حربا اقليمية بين السنة والشيعة، واعترف بايدن بأن هناك احتمالا لان تتخذ المنطقة منحى خطيرا الى الاسو، وقال "انه ربيع عربي لكني أخمن أنه اذا نظرنا الى سيناريو الحالة الاسوأ وفكرنا في الاسوأ فان قد يصبح شتاء عربي، ولكن أعتقد أن تقدما يحدث"، وانخفض عدد القوات الامريكية في العراق الى حوالي 12 ألفا ومعظمها سيرحل بنهاية العام، ويقول منتقدون ان هذا سيحدث فراغا في السلطة قد يتيح لايران زيادة نفوذها في بغداد ولكن بايدن لا يوافقهم الرأي، وقال "اعتقد أن امكانية أن تؤثر ايران على الاحداث في العراق مبالغ فيها الى حد كبير".

انفجار بقاعدة عسكرية إيرانية

من جانب اخر كشفت صورة التقطها قمر صناعي حجم الدمار الذي لحق بقاعدة عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني نتيجة انفجار غامض، ويبدو من الصورة أن القاعدة دمرت تمام، وقتل نتيجة الانفجار الذي وقع في 12 نوفمبر/تشرين ثاني 17 جندي، وتأتي هذه الانفجارات في وقت يزداد فيه التوتر حول طموحات إيران النووية.وتخشى الولايات المتحدة ودول أوروبا من أن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي يخدم أغراضا سلمية، وكانت هناك تكهنات في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن احتمال أن يكون رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يفكر بضرب إيران، وكان الحرس الثوري قد قال ان الانفجار كان نتجة حادث، إلا أن أحد نواب البرلمان في المنطقة قال انه وقع في مخزن للذخيرة، ومصدر الصور التي تظهر نتيجة الانفجار في القاعدة هو "معهد العلوم والأمن الدولي" ومقره واشنطن، وأفاد المعهد أن إيران كانت تجري "عملية اختبار لمحرك صاروخ"، وقد قتل نتيجة الانفجار الجنرال حسن طهراني مقدم، الذي يقال انهم يعمل في برنامج إيران الصاروخي، ويظهر من بعض الصور ان الضرر قد يكون ناجما عن تفجير متعمد لبعض البنايات وإزالة الحطام والشظايا، حسب المعهد، وقد وقع انفجار آخر في إقليم إصفهان، وقال بعض السكان انهم سمعوا صوت الانفجار من جهة الجنوب الغربي، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن نائب حاكم إقليم إصفهان تأكيده ثم نفيه لوقوع الانفجار. بحسب بي بي سي.

حزب الله وايران يكشفان عن جواسيس

في سياق متصل قال مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون انه في انتكاسة للمخابرات الامريكية في مواجهة أعداء بارزين لواشنطن نجح حزب الله اللبناني في كشف واعتقال مخبرين بين صفوفه يتعاونون مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه)، وصرح المسؤولون بأن مسؤولي مكافحة التجسس في ايران نجحوا أيضا في الكشف عن هوية ما لا يقل عن حفنة من مخبري السي.اي.ايه، وقال بعض المسؤولين الامريكيين السابقين انه يعتقد ان مخبري السي.اي.ايه هم مجندون محليون لا مواطنون أمريكيون، وصرح بوب باير وهو ضابط عمليات سابق في وكالة المخابرات المركزية الامريكية استلهمت هوليوود كتبه في فيلم (سيريانا) ان قدرات حزب الله في مكافحة التجسس قوية ويجب الا يستهان به، وقال باير ان أجهزة "الامن في حزب الله جيدة مثلها مثل اي أجهزة في العالم، انها الافضل بل انها أحسن من كيه.جي.بي" مشيرا الى جهاز المخابرات السوفيتي السابق، وتطور حزب الله الذي تأسس بمساعدة ايران خلال الحرب الاهلية اللبنانية بين عامي 1975 و1990 من ميليشيا قاتلت الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان الى واحد من أقوى الاحزاب والميليشيات في لبنان، وهيمن الحزب وحلفاؤه على الحكومة اللبنانية التي تشكلت في يونيو حزيران. بحسب رويترز.

وقال باير ان نجاح حزب الله في الكشف عن الجواسيس يرجع الى اكتسابه قوة كبيرة أجبرت قوات الامن التابعة للحكومة اللبنانية على تسليمه معدات اتصال وتجسس حساسة أمدتها بها الحكومة الامريكية، ثم استخدم حزب الله هذه المعدات الامريكية في التعرف على مخبري السي.اي.ايه وملاحقتهم، ويشعر المسؤولون الامريكيون بالخجل من الاعتراف بحجم وخطورة خسائر السي.اي.ايه، لكنهم يقولون ان الاضرار تشكل خطرا على المناقشات التي تجري مع لجان المراقبة في الكونجرس، وقال مصدر في الكونجرس ان تلك المناقشات مازالت سرية.ولم ترد تقارير عن مصير المخبرين الذين تم كشفهم، ورفضت وكالة المخابرات المركزية الامريكية التعليق على أحدث التطورات، وقال المتحدث باسم السي.اي.ايه برستون جولسون ان الوكالة "بحكم قواعدها لا تناقش اي مزاعم عن أنشطة العمليات"، لكن المسؤولين الامريكيين نفوا بوضوح المزاعم التي نشرتها لوس انجليس تايمز مؤخر، وجاء فيها ان عمليات الوكالة في لبنان أصيبت بالشلل نتيجة الاجراءات التي اتخذها حزب الله، لكن مسؤولين امريكيين أكدوا ان بعض مخبري السي.اي.ايه المكلفين بجمع المعلومات عن حزب الله وايران تضرروا وان اي خسارة من هذا النوع تضر بالجهود الامريكية لجمع المعلومات.

فيما اعرب حزب الله وحركة أمل اللبنانيان في بيان لهما عن دعمهما لسوريا وايران في وجه "التهديدات" و"المؤامرة الدولية"، في الوقت الذي تتزايد الضغوط الدولية على كل من طهران ودمشق، وجاء في البيان ان حزب الله وحركة امل التي يرأسها رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري يقفان الى جانب ايران "بوجه التهديدات الاميركية والاسرائيلية التي تتعرض لها"، كما وصف البيان ما يجري في سوريا بانه "مؤامرة دولية تستهدف موقع سوريا الممانع وسياساتها الداعمة لحركات المقاومة العربية والاسلامية"، مؤكدا على التضامن "مع سوريا شعبا وجيشا ومؤسسات"، وشدد البيان على رفض حزب الله وحركة أمل أن "يكون لبنان ممرا للتآمر على الشقيقة سوريا"، وتواجه طهران ضغوطا دولية متزايدة على خلفية برنامجها الدولي، كما تواجه دمشق ضغوطا عربية ودولية على خلفية قمعها للحركة الاحتجاجية التي اندلعت في منتصف اذار/مارس الماضي، وينقسم اللبنانيون اجمالا بين مناهضين للنظام السوري ومعظمهم من قوى 14 اذار المعارضة، ومؤيدين لدمشق ومعظمهم من قوى الثامن من اذار وابرز اركانها حزب الله.

الامير سعود يؤكد تدخلات ايران في المنطقة

بدوره قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان تدخلات ايران في الشؤون الداخلية لدول الخليج ما تزال مستمرة كما اتهمها بالسعي لامتلاك سلاح نووي ما يشكل "تهديدا صريحا لامن واستقرار" المنطقة، واكد الفيصل خلال اجتماع تحضيري لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض "استمرار تدخلات ايران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة فضلا عن أزمة ملفها النووي، وسعيها لتطوير قدرات نووية مما سيمكنها مستقبلا من امتلاك السلاح النووي الذي يعتبر تهديدا صريحا لامن واستقرار المنطقة"، كما اشار الى "استمرار احتلالها جزر الامارات" الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى، وازدادت حدة التوتر بين ايران والسعودية بعد ان اتهمت الولايات المتحدة طهران بالتورط في مؤامرة مفترضة لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير، ونفت طهران ذلك متهمة واشنطن بالسعي الى زرع الشقاق بين المسلمين بينما طالبت الامم المتحدة ايران بالتعاون مع التحقيقات، وتدهورت العلاقات بين البلدين منذ ارسال قوة "درع الجزيرة" منتصف اذار/مارس الى البحرين للمساعدة في ارساء الامن خلال قمع انتفاضة قادها الشيعة الذين يشكلون الغالبية في المملكة التي تحكمها سلالة سنية منذ حوالى مئتي عام، وما انفكت ايران تدعو الى سحب هذه القوة وغالبيتها من السعودية. بحسب فرانس برس.

الى ذلك، اعتبر وزير الخارجية السعودي ان "ما حدث ويحدث في اجزاء من عالمنا العربي منذ الربيع الماضي يحمل في طياته دواعي جديدة لتعاون وتنسيق مستمر اساسه استيعاب دقيق لمسببات ودوافع الاحداث في بعض بلدان منطقتنا"، ودعا الى "تحديد سبل التعاون مع ديناميكيات هذا الحراك على النحو الذي يحفظ للمنطقة امنها واستقرارها ويضمن لها النمو الطبيعي والتطور المدروس بعيدا عن اي املاءات وتدخلات خارجية"، واشار الى "اسهامات مهمة لمجلس التعاون خصوصا في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها"، وعبر عن الاسف لتزامن "هذه التطورات مع استمرار الازمات التي اصبحت جزءا من واقع المنطقة واولها القضية الفلسطينية حيث تتعثر عملية السلام في فلسطين بسبب السياسات الاسرائيلية المتعنتة ورفضها للانصياغ للشرعية الدولية"، والاجتماع الوزاري الاخير تحضيراً للقمة المقبلة لدول المجلس في الرياض يومي 19 و20 كانون الاول/ديسمبر، وسيليه اجتماع تمهيدي اخر قبيل القمة.

والقمة العادية هي الاولى للمجلس منذ انطلاق حركات الاحتجاج الشعبية التي اطاحت بثلاثة انظمة عربية وتهدد اخرى، وقد شملت الاحتجاجات بلدين في مجلس التعاون هما البحرين وسلطنة عمان، وكان المجلس قرر تخصيص 20 مليار دولار لمشاريع انمائية في البلدين، وفي اذار/مارس، وضعت السلطات البحرينية حدا بالقوة للحركة الاحتجاجية التي قادها الشيعة اما في سلطنة عمان فكانت الاحتجاجات محدودة واقتصرت على المطالبة بالاصلاح السياسي ومحاربة الفساد، واستجاب السلطان قابوس بن سعيد فقرر تعزيز صلاحيات البرلمان الذي يضم مجلسا منتخبا وآخر معينا، كما وعد بمحاربة الفساد، وكان من المفترض ان تستضيف المنامة القمة الخليجية المقبلة الا انها تنازلت عنها للرياض خلال القمة الماضية التي استضافتها ابو ظبي في كانون الاول/ديسمبر 2010.

وعلى صعيد ذي صله صرح رجل دين ايراني بارز ان على آل سعود ترك الحكم في بلادهم، محذرا من ان العاهل السعودي الملك عبد الله سيلقى نفس المصير الذي لحق بالرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، فقد قال اية الله احمد جنتي خلال صلاة الجمعة بجامعة طهران "عليكم التخلي عن السلطة وتركها للشعب، وهم يقررون حكومة شعبية"، وتابع "انصح آل سعود ان يفيقوا، فمصير فرعون مصر (حسني مبارك) وطاغية ليبيا (القذافي) وتونس (بن علي) ينتظر فرعون السعودية (الملك عبد الله)، فابشروا"، وسط هتافات المصلين "الموت لآل سعود!"، وبثت الاذاعة الحكومية تصريحت جناتي وجاءت بعد تظاهرات للاقلية الشيعية في المنطقة الشرقية الغنية بالنفط في السعودية، ما اسفر عن مصرع اربعة اشخاص، وعادة ما يتهم النشطاء الشيعة في بلدان الخليج العربية بالعمالة لايران، واتهم وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاربعاء ايران بالتدخل في بلدان الخليج المجاورة، وتصاعد التوتر بين طهران والرياض بعد الاتهامات الاميركية بمخطط ايراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن، وهو ما نفته طهران، ومن نقاط التوتر بين الجانبين ايضا التدخل العسكري السعودي بطلب من الاسرة الحاكمة السنية في البحرين في اذار/مارس للمساعدة في قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية التي تزعمتها الاغلبية الشيعية في البحرين.

قنابل خارقة للحصون

من جانبه اقترحت حكومة الرئيس الامريكي باراك أوباما بيع الامارات العربية المتحدة 600 من القنابل الخارقة للحصون وذخائر أخرى لردع ما سمته مخاطر اقليمية، وتقع الامارات على الجانب الاخر من الخليج المواجه لايران. ويشتبه على نطاق واسع ان ايران تسعى لاكتساب اسلحة نووية من خلال برنامج تقول طهران انه لا يهدف الا لتوليد الطاقة، وقالت وزارة الدفاع الامريكية في اشعار الزامي عن صفقة السلاح ان قيمة الصفقة المقترحة 304 ملايين دولار وتشمل أيضا 4300 من قنابل "الاغراض العامة"، وقالت وكالة التعاون الامني الدفاعي التابعة للبنتاجون في الاشعار المقدم للكونجرس أن الصفقة ستعزز قدرات الامارات العربية على "مواجهة المخاطر الاقليمية الحالية والمستقبلية" وردع العدوان، تزن القنبلة الخارقة للحصون التي تسمى "خارقة الاهداف الصعبة" 900 كيلوجرام وهي مصممة لاختراق مواقع قيادة العدو المحصنة تحت الارض ومستودعات الذخيرة وغيرها من الاهداف المحصنة قبل أن تحدث انفجار، وتتوزع المنشات النووية لايران على نطاق واسع في انحاء البلاد وبعضها في مواقع محصنة تحت الارض، وامام المشرعين 30 يوما لقبول صفقة بيع اسلحة او رفضها من تاريخ عرضها رسميا عليهم، ولم يحدث قط من قبل ان رفضت صفقة مقترحة بعد اخطارهم رسميا بها. بحسب رويترز.

وقال الاخطار الى الكونجرس "تواصل حكومة الامارات تقديم دعم حيوي كدولة مضيفة للقوات الامريكية التي ترابط في قاعدة الظفرة الجوية وتلعب دورا مهما في دعم المصالح الاقليمية للولايات المتحدة وأثبتت انها شريك قيم في العمليات الخارجية"، وقال رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي ان الولايات المتحدة مقتنعة ان العقوبات والضغوط الدبلوماسية هي السبيل الصحيح للتعامل مع ايران الى جانب "العزم المعلن لعدم استبعاد أي خيارات من مائدة البحث" وهو تعبير يترك الباب مفتوحا امام امكانية القيام بعمل عسكري في المستقبل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 9/كانون الأول/2011 - 14/محرم الحرام/1433

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1433هـ  /  1999- 2011م