
شبكة النبأ: طالما كانت العلاقات
الإيرانية البريطانية تتميز بالحصافة والحنكة من قبل الدولتين، ولم
تشهد تأزما كما هو الآن منذ عقود طويلة، حتى كاد البعض ان يتهم لندن
بدعمها الا محدود للثورة الايرانية وقادتها مع أول سنوات الحكم في
طهران.
ويذهب الكثير من المتابعين في آرائهم الى كون ما تخلل العلاقات
الايرانية البريطانية مؤخرا مجرد زوبعة في فنجان، كون الحكومتين
تربطهما علاقات وثيقة لا يمكن ان تتزعزع بهذه الطريقة، فيما يرى آخرون
ان ايران باتت تعاني داخلية من تداخل في الرؤى وتخبط لدى القوى
الرئيسية التي تمسك باركان السلطة، وتحديدا بين قائد الثورة الايرانية
علي خامنئي واتباعه من جهة، والرئيس احمدي نجاد ورفاقه من جهة أخرى.
في حين بدت لندن اكثر حزما عما سبق، ويلاحظ عليها محاولتها الامساك
بخيوط اللعبة من داخل اروقة الحكم في طهران مجددا، عبر تسقيط ألد
خصومها.
عواقب وخيمة
فقد قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه يفكر باتخاذ
خطوات صارمة بعد أن تعرضت السفارة البريطانية في طهران الى الهجوم من
قبل حشد غاضب. وقال كاميرون ان همه الأول هو ضمان سلامة الدبلوماسيين
البريطانيين ثم سنفكر باتخاذ خطوات صارمة جدا ردا على هذا العمل المشين
الذي اقترفه الإيرانيون كما قال. ودان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
بشدة الهجوم على السفارة.
يذكر أن فرنسا تحث دول الاتحاد الأوروبي على الانضمام الى بريطانيا
والولايات المتحدة وكندا لفرض عقوبات جديدة على إيران من أجل إجبارها
على وقف نشاطاتها النووية. وكانت فرنسا اعلنت في هذا السياق أنها
ستتوقف عن شراء النفط الإيراني.
وفي تطور لاحق أعلنت فرنسا أنها قررت استدعاء السفير الفرنسي في
طهران إلى باريس للتشاور. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية
برنارد فاليرو في بيان إنه بالنظر إلى الإنتهاك السافر والمرفوض لبنود
اتفاقية فيينا بشأن العلاقات الدبلوماسية ، وكذلك خطورة العنف الذي وقع
في طهران فإن السلطات الفرنسية قررت استدعاء السفير الفرنسي لدى إيران
للتشاور. كما قررت الحكومة الهولندية استدعاء سفيرها في طهران للتشاور.
وقد بدأت بريطانيا باجلاء بعض افراد طاقمها الدبلوماسي من إيران بعد
اقتحام عشرات المتظاهرين السفارة البريطانية في طهران ومجمعا دبلوماسيا
بريطانيا، بعد مظاهرة نظمت للتنديد بالعقوبات المفروضة على ايران بسبب
برنامجها النووي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن قرار
الإجلاء اتخذ من أجل ضمان أمن الدبلوماسيين.
وذكرت مصادر دبلوماسية غربية أن بريطانيا بدأت بإجلاء موظفيها
الدبلوماسيين في طهران بنقلهم الى الامارات وان مجموعة أولى ممن تم
إجلاؤهم استقلوا طائرة اتجهت إلى دبي. وقالت المصادر ان عملية الاجلاء
تجري بمساعدة وزارة الخارجية الايرانية والعديد من السفارات الاوروبية
ومنها سفارة فرنسا. وأبقي على الطاقم الدبلوماسي بالسفارة في مكان آمن
داخل المقار الدبلوماسية أثناء الهجوم ولم يصب أي منهم بجروح.
وعرض التلفزيون الايراني الرسمي صورا اظهرت المتظاهرين وهم يقذفون
المبنى بالحجارة ويكسرون زجاجه، كما ظهر في الصور متظاهرون وهم يلوحون
بوثائق وصورة كبيرة للملكة اليزابيث اخرجوها من داخل مبنى السفارة. وقد
عبرت وزارة الخارجية الايرانية عن اسفها للحادث.
ولكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست حذر
من أن بلاده ستتخذ إجراءات ضد بريطانيا ردا على قرار إغلاق السفارة
البريطانية في طهران وطرد الدبلوماسيين الإيرانيين من لندن.
وقال المتحدث إن قرار الحكومة البريطانية بمطالبة الدبلوماسيين
الإيرانيين في لندن بالمغادرة هو قرار سلبي ومتسرع، ومن البديهي أن
الجمهورية الإسلامية ستتخذ إجراءات مماثلة وتعتبر الحكومة البريطانية
مسؤولية عن حماية الممتلكات الدبلوماسية والمتعلقات الإيرانية في لندن
.
واضاف المتحدث قائلا إن ماحدث في السفارة البريطانية في طهران كان
غير متوقع وحدث نتيجة غضب المتظاهرين من السياسات البريطانية تجاه
الجمهورية الإسلامية، ولم يصب أي دبلوماسي بريطاني بسوء كما أن النظام
القضائي الإيراني يتعامل الآن مع المخالفين .
وفي وقت سابق حذر النائب علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي
والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني مما وصفه بتداعيات القرار
البريطاني كما ناشد باقي الدول الأوروبية ألا تحذو حذو بريطانيا في هذا
السياق.
واثار الهجوم ادانات دولية حيث ادان مجلس الامن الدولي الحادث بأشد
العبارات الممكنة. وكما أكد المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة
بان كي مون في بيان ان الامين العام اعرب عن صدمته وسخطه للحادث الذي
جرى في طهران واقتحم خلاله متظاهرون السفارة البريطانية واحتجزوا
موظفين فيها رهائن لفترة قصيرة ودمروا ممتلكات فيها . بحسب رويترز.
ووصف رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إدانة مجلس الأمن الدولي
للهجوم على السفارة بأنها متسرعة وقال لان الادانة المتسرعة لمجلس
الأمن جاءت للتغطية على جرائم ارتكبتها بريطانيا والولايات المتحدة ،
وأضاف ان الشرطة الإيرانية فعلت كل ما بوسعها للحفاظ على النظام. من
جانبه قال الرئيس الامريكي باراك اوباما انه شعر بقلق عميق جراء الحادث،
وان هذا السلوك غير مقبول، وانا ادعو الحكومة الايرانية بقوة الى
محاسبة اولئك المسؤولين عنه .
السلطات الإيرانية
من جهته قال السفير البريطاني لدى ايران دومينيك تشيلكوت إن السلطات
في طهران كانت وراء اقتحام متظاهرين ايرانيين مجمعين دبلوماسيين
بريطانيين في العاصمة الإيرانية في وقت سابق من هذا.
وصرح السفير البريطاني بأن الشرطة الإيرانية كانت تقف موقف المتفرج
عندما اقتحم المتظاهرون مبنى السفارة البريطانية ومجمعا سكنيا آخر.
يأتي هذا في الوقت الذي غادر كل الدبلوماسيين الايرانيين بريطانيا
بعدما أمرت الحكومة البريطانية بطردهم. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية
البريطانية يمكنني تأكيد انه غادر كل الطاقم الدبلوماسي للسفارة
الايرانية في لندن من مطار هيثرو. بحسب بي بي سي.
وكان وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قد أعلن أن بريطانيا ستغلق
سفارتها في طهران بعد اقتحام محتجين لمجمعين تابعين للسفارة هناك
وتحطيم النوافذ واشعال النار في السيارات واحراق العلم البريطاني
احتجاجا على عقوبات جديدة فرضتها لندن على ايران. وقال هيج ان الهجوم
ما كان من الممكن ان يحدث لولا تواطؤ السلطات الايرانية وامر باغلاق
السفارة الايرانية في لندن وامهل كل الدبلوماسيين الايرانيين 48 ساعة
لمغادرة البلاد.
استقبال الابطال
الى ذلك عاد الدبلوماسيون الايرانيون الذين طردوا من بريطانيا عقب
اقتحام شبان متطرفين السفارة البريطانية في طهران الى بلادهم،
واستقبلهم انصارهم بالورود بهتافات "تسقط بريطانيا". وفي مطار مهرآباد
تجمع حشد من نحو مئة رجل وامرأة بدا ان معظمهم من ميليشيا الباسيج
لاستقبال الدبلوماسيين العائدين حاملين عددا كبيرا من اللافتات كتب على
احداها "اغلقت سفارة الجواسيس الى الابد".
وأجلت بريطانيا دبلوماسييها من طهران واغلقت السفارة بعدما اقتحمت
ونهبت. وسحبت فرنسا والمانيا وايطاليا وهولندا سفراءها من طهران
احتجاجا على اقتحام السفارة البريطانية. وفي ظل ادانة سريعة من انحاء
العالم يهدد اقتحام السفارة بفرض مزيد من العزلة على ايران التي تخضع
بالفعل لعدة جولات من العقوبات بشأن برنامجها النووي الذي تخشى العديد
من الدول ان يكون يهدف الى تطوير قنابل نووية وتنفي طهران هذا الاتهام.
ولم يعلق الرئيس محمود احمدي نجاد على اقتحام السفارة بعد ويقول بعض
المحللين انه مؤشر على ان العملية من تدبير متشددين منافسين من داخل
المؤسسة التي تسودها انقسامات. وأبدت وزارة الخارجية الايرانية اسفها
بشان اقتحام السفارة الذي وصفته بان ناجم عن تنامي تلقائي لمشاعر الغضب
خلال احتجاج للطلبة. بحسب رويترز.
وقالت بريطانيا انه لابد ان لقي على الاقل موافقة ضمنية من المؤسسة
الحاكمة. وفي حديثه للصحفيين في المطار حذر المتحدث باسم وزارة
الخارجية الايرانية رامين مهمان باراست شركاء بريطانيا في الاتحاد
الاوروبي من ان يدعوا الخلاف الدبلوماسي مع بريطانيا يضر بالعلاقات مع
الجمهورية الاسلامية. ونقل عنه قوله "تحاول الحكومة البريطانية توسيع
نطاق المشكلة بين بلدينا لتشمل دولا أوروبية اخرى ولكن بالطبع طالبنا
الدول الاوروبية الا تعرض العلاقات معنا لنوعية المشاكل القائمة بين
ايران وبريطانيا."
الى طهران
عاد الدبلوماسيون الايرانيون الذين طردتهم بريطانيا اثر مهاجمة
سفارتها في طهران، الى بلادهم.
وغادرت المجموعة مطار طهران الدولي من باب جانبي لتجنب الصحافيين
الذين كانوا ينتظرونهم. وردد حوالى 150 طالبا "الموت لبريطانيا" حيث
حضروا لاستقبال الدبلوماسيين لكنهم لم يتمكنوا من رؤيتهم.
وطردت الحكومة البريطانية الدبلوماسيين ردا على اقتحام مئات
المتظاهرين سفارة بريطانيا في طهران. وامهلهم وزير الخارجية البريطاني
وليام هيغ 48 ساعة لمغادرة بريطانيا، كما اغلقت لندن سفارتها في ايران
وسحبت كل موظفيها اثر هذا الهجوم الذي لم يكن ليقع "بدون موافقة بشكل
ما" النظام الايراني كما قال وزير الخارجية البريطاني. بحسب وكالة
فرانس برس.
وجاء اقتحام السفارة البريطانية في طهران بعد ثمانية ايام على اعلان
لندن فرض عقوبات جديدة على النظام الايراني. ونقل عن رامين مهمنبارست
المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية الذي كان متواجدا في مطار طهران
ان "الحكومة البريطانية تحاول الان جر دول اوروبية اخرى الى مشكلة
ثنائية". وتضامنا مع لندن، قامت باريس وبرلين ولاهاي وروما باستدعاء
سفرائها للتشاور.
دعم بريطانيا
فيما ردد ايرانيون هتاف "الموت لبريطانيا" في صلاة الجمعة بجامعة
طهران في الوقت الذي حذر فيه رجل دين متشدد الامم المتحدة والاتحاد
الاوروبي من تأييد لندن بعد اقتحام طلاب وافراد ميليشيا السفارة
البريطانية في طهران.
وندد رجل الدين احمد خاتمي بمن ربطوا انفسهم "بحبل بريطانيا العفن"
ومن بينهم الاتحاد الاوروبي -الذي قد يفرض مزيدا من العقوبات على ايران
بسبب برنامجها النووي- في حين تستعد مجموعة شاركت في اقتحام السفارة
لاستقبال دبلوماسيين ايرانيين طردوا من بريطانيا استقبال الابطال.
وأجلت بريطانيا دبلوماسييها من طهران واغلقت السفارة الايرانية في
لندن بعد اقتحام عشرات من ميليشيا الباسيج وطلاب متشددين السفارة ومجمع
سكني مجاور. وردا على ذلك سحبت كبرى دول الاتحاد الاوروبي سفراءها
وأدان مجلس الامن الدولي الهجوم "باشد العبارات."
وقال خاتمي في خطبة الجمعة ان مجلس الامن يظهر وكأنه بريطانيا
السيئة التي يعتقد متشددون ايرانيون انها تخطط للقضاء على النظام
الاسلامي في طهران. ووسط هتافات المصلين "الموت لبريطانيا" قال خاتمي "ان
اصدار بيان ضد ايران يعني السقوط في بئر بحبل بريطانيا العفن." وحذر
خاتمي ايضا شركاء الاتحاد الاوروبي -الذي عزز العقوبات على طهران
ويدرس حظر واردات النفط الايرانية- من التعاون مع لندن. وقال "اذا كان
لديكم قليل من الحكمة فانكم لن تربطوا أنفسكم بحبل بريطانيا العفن."
وأدى تصاعد حدة التوتر مع خامس اكبر بلد مصدر للنفط في العالم
لارتفاع اسعار النفط رغم مخاوف من حدوث تراجع اقتصادي في الغرب. وارتفع
سعر خام برنت ليقترب من 110 دولارات للبرميل. وفي ظل تزايد الضغط
الدولي على طهران وضع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خططا لفرض حظر
محتمل على النفط الايراني ردا على تنامي الشكوك الغربية من سعي
الجمهورية الاسلامية لانتاج اسلحة نووية. وتقول ايران ان برنامجها
النووي سلمي ولكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية اصدرت تقريرا قال ان
ايران عملت على تصميم قنبلة ذرية.
ومن المقرر ان يصل دبلوماسيون ايرانيون طردوا من لندن الى طهران في
وقالت ميليشيا الباسيج انه ستشكل لجنة للترحيب بهم في مطار الامام
الخميني على مشارف طهران. وعبرت وزارة الخارجية الايرانية عن اسفها
لاقتحام السفارة ووصفت ذلك بانه انفجار عفوي للغضب خلال احتجاج سلمي
شارك فيه طلاب. وتقول بريطانيا ان مقتحمي السفارة حصلوا على موافقة
ضمنية على الاقل من قبل المؤسسة الحاكمة.
وقال البيان "ان الطبيعة البذيئة والفجة لهذا التحرك كانت واضحة
للجميع لكن اساءة استخدام كلمة طالب هو أمر لن ندعه يمر بسهولة. لا
توجد علاقة بين ما فعله هؤلاء الناس والطلاب الايرانيين الشرفاء
والعقلاء." وأدان علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني احد خصوم الرئيس
الايراني احمدي نجاد رد فعل الامم المتحدة على اقتحام السفارة ووصفه
بانه متسرع ومنحرف. بحسب رويترز.
وتعرض المجمع التابع للسفارة في وسط طهران الذي يعود الى نحو 135
عاما وكان يستخدمه السفير لاقامة حفلات الغداء الرسمية للتدمير بشكل
منهجي خلال الهجوم. وقال دبلوماسي زار المجمع ان لوحات فنية زيتية لا
تقدر بثمن قد دمرت وان المحتجين قطعوا وجه صورة للملكة فيكتوريا. ولم
ترد اي تقارير عن تعرض اي من الدبلوماسيين لاذى.
خيارات مفتوحة
في سياقالت الحكومة البريطانية إن البلاد ستبقي خياراتها مفتوحة
فيما يتعلق بعمل عسكري ضد إيران ردا على تقرير نشر في صحيفة يفيد بانها
تصعد خطط الطوارئ وسط مخاوف متزايدة من طموحات طهران النووية. وقال
متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية "نريد التوصل الى حل متصل
تفاوضي - لكن يجب أن تبقى كل الخيارات على الطاولة.
"تعتقد الحكومة البريطانية أن استراتيجية المسار المزدوج من الضغط
والتواصل هو النهج الافضل لمواجهة تهديد البرنامج النووي الايراني
وتجنب الصراع الاقليمي." وقال تقرير نشرته صحيفة جارديان البريطانية
دون ذكر مصدر ان وزارة الدفاع البريطانية تعتقد أن الولايات المتحدة قد
تقرر المضي قدما في خطط لتوجيه ضربات صاروخية تستهدف بعض المنشآت
الايرانية الرئيسية ونقلت عن مسؤولين بريطانيين قولهم انها ستسعى لتلقى
مساعدة عسكرية من بريطانيا لاي مهمة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بوزارة الدفاع قوله "النافذة تغلق وتحتاج
المملكة المتحدة للقيام بقدر من التخطيط المستقبلي الرشيد. بامكان
الولايات المتحدة القيام بذلك بمفردها لكنهم لن يفعلوا ذلك." واضاف
المصدر "نحن بحاجة الى توقع أن تطلب منا المساهمة. كنا نعتقد أن هذا
سيؤجل الى ما بعد الانتخابات الامريكية العام المقبل لكننا الان لسنا
على يقين تام من ذلك."
وذكرت صحيفة جارديان أيضا دون ذكر مصدر أن المخططين العسكريين
البريطانيين يبحثون أفضل مكان لنشر سفن البحرية الملكية البريطانية
وغواصات مزودة بصواريخ كروز من طراز توماهوك في اطار ما قد يكون حملة
جوية وبحرية.
وقال دبلوماسيون غربيون ان من المتوقع ان تنشر الوكالة الدولية
للطاقة الذرية معلومات تشير الى أبعاد عسكرية لانشطة ايران النووية
لكنها لن تصل الى حد التصريح بأن طهران تحاول صنع قنابل ذرية. ومن
المقرر ان يصدر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. بحسب رويترز.
كانت الولايات المتحدة قد قامت بتوسيع وتشديد العقوبات على قطاعي
الطاقة والمصارف الايرانية في اطار جهودها لمنع ايران من انتاج أسلحة
نووية. وتقول ايران ان برنامجها النووي مخصص للاغراض السلمية. واجرت
اسرائيل تجربة لاطلاق صاروخ من قاعدة عسكرية بعد يومين من تحذير رئيس
الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من "تهديد مباشر وخطير" يمثله
البرنامج النووي الايراني على اسرائيل.
اجراءات قانونية
من جانبه بدأ رئيس بلدية طهران اجراءات قانونية ضد السفارة
البريطانية التي يتهمها بتدمير حديقة للسفارة في العاصمة الايرانية في
أحدث نزاع في علاقة متوترة مع لندن. وأكد متحدث باسم الخارجية
الايرانية أن القضاء يحقق في اتهام رئيس البلدية محمد باقر قاليباف
للسفارة بأن 300 شجرة قطعت أو أحرقت في أحد مجمعي السفارة بالعاصمة
الايرانية. ونفت السفارة هذا الاتهام وقالت ان أعمال تمديد شبكة المترو
أثرت على امدادات الماء مما أدى الى هلاك 31 شجرة.
وقال قاليباف الذي يعتبره محللون مرشحا قويا للرئاسة الايرانية في
المستقبل للصحف الايرانية ان تجاهل بريطانيا للبيئة في المجمع بحي قلهك
في طهران مثال على عدائها التاريخي لايران. ونقلت صحيفة ارمان اليومية
عنه قوله "أكثر القضايا قتامة في ذاكرة تاريخ الشعب الايراني متعلقة
ببريطانيا" مضيفا أن سلوكها العدواني "يتضح في مجمع قلهك."
ولم يحدد أي الاحداث التاريخية التي يشير اليها لكن الكثير من
الايرانيين يلقون باللوم في كثير من متاعبهم على بريطانيا وفي بعض
الاحيان يشيرون اليها بالقول "الشيطان الاصغر" مقارنة مع "الشيطان
الاكبر" أي الولايات المتحدة التي لا تربطها علاقات دبلوماسية بايران.
واستاء الكثيرون من الايرانيين من بريطانيا بسبب الطريقة التي استغلت
بها ثروتها النفطية في اوائل القرن العشرين وتأييد انقلاب عسكري دعمته
الولايات المتحدة عام 1953 والتواطؤ المزعوم مع محتجين مناهضين للحكومة
بعد الانتخابات الرئاسية المتنازع على نتائجها في 2009 والتي أعيد فيها
انتخاب احمدي نجاد. ونفت السفارة البريطانية تدمير أي اشجار.
وقالت في بيان "تتعامل السفارة مع مسؤولياتها البيئية لكلا المجمعين
بجدية بالغة وتم ضخ قدر كبير من الاستثمار في كلا المجمعين خلال ضمان
الرعاية السليمة لهذه المساحات الخضراء المهمة. بحسب رويترز.
وجاءت الاتهامات بعد وصول سفير بريطاني جديد الى طهران بعد غياب
للسفير دام نحو ثمانية أشهر ثار خلاله جدل بين الساسة الايرانيين دون
نجاح لخفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع بريطانيا. ودعمت بريطانيا
بشكل متزايد فرض عقوبات على ايران بسبب تاريخ حقوق الانسان بها
والبرنامج النووي الذي يخشى العديد من الدول أن يكون الهدف منه صنع
أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران.
العزلة المتنامية" لايران
من جانبها شددت الولايات المتحدة على "العزلة المتنامية" لايران بعد
قرار بريطانيا اغلاق سفارتها في طهران واستدعاء عدد من السفراء
الاوروبيين في العاصمة الايرانية للتشاور. وقال المتحدث باسم الخارجية
الاميركية مارك تونر ان هذه التدابير التي اتت اثر الهجوم على السفارة
البريطانية "تظهر ان سلوك ايران يؤدي الى تنامي عزلتها في العالم".
واغلقت بريطانيا سفارتها في طهران وطلبت اغلاق السفارة الايرانية في
لندن خلال يومين. وقامت باريس وبرلين وامستردام وستوكهولم باستدعاء
سفرائها في طهران "للتشاور". وجدد تونر الادانة الاميركية لما اعتبره
"انتهاكا صارخا" لالتزامات ايران في اتفاق فيينا الذي ينص على حماية
الدبلوماسيين. ولئن اعتبر ان "من المستحيل تحديد" ما اذا كانت "حكومة
(طهران) تقف وراء" الاعتداء على السفارة البريطانية "لدواع سياسية
داخلية"، اشار المتحدث الى "المسؤولين الحكوميين الذين سمحوا بالهجوم".
وطالب المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست من جهته ايران ب"توضيح"
نيتها حول احترام او عدم احترام اتفاقية فيينا. وكانت الولايات المتحدة
قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع ايران في 1980 بعد ازمة الرهائن التي
دامت اكثر من سنة في السفارة الاميركية في طهران. بحسب رويترز.
وقالت مصادر دبلوماسية ان وزراء الخارجية الاوروبيين قد يعمدون الى
تبني عقوبات اضافية على ايران عبر ادراج 143 شركة ومنظمة ايرانية جديدة
على قائمة تجميد الارصدة. واكد تونر ان الادارة الاميركية لا تزال تعمل
على احتمال فرض عقوبات جديدة حتى لو كان "باب" الحوار "لا يزال مفتوحا"
مع ايران.
وأعربت الحكومة الإيرانية أعربت عن أسفها لهذا الهجوم الذي وصفته
بالعفوي بسبب مواقف بريطانية أخيرة قرئت في طهران على أنها عدائية
وتستهدف الدولة الإسلامية. ولكن وزير الخارجية البريطانية حمل الحكومة
الإيرانية مسئولية الفشل في اتخاذ تدابير كافية لحماية سفارة بلاده في
طهران. وقال للنواب البريطانيين "إننا لا نستطيع أن نصدق أن السلطات
الإيرانية لم يكن بمقدورها حماية سفارتنا، فلم يكن لهذا الهجوم أن يقع
إلا بموافقة النظام الإيراني إلى حد ما. |