
شبكة النبأ: نجحت الدول الخليجية في
ركوب موجة التغيير العربي والهروب من انعكاساته على شعوبها عبر تصدير
الأزمة الى جوارها الإقليمي كما يبدو، فبعد ان حشدت الرأي العام لنصرة
الشعب الليبي ودعمت ثواره بالمال والرجال، تسعى تلك الدول الى اغتنام
الفرصة لضرب سوريا التي طالما كانت تمثل شوكة في خاصرة دول الخليج بسبب
مواقفها من إسرائيل وقضايا المنطقة.
اذ تسكب المنظومة الخليجية في كل تصريح يطل به احد مسؤوليها دموع
التماسيح على ما تشهده المدن السورية، في محاولة لذر الرماد في العيون
عما ترتكبه اجهزتها العسكرية والإستخباراتية من تأجيج للعنف ودعما
للجماعات الأصولية المتطرفة في الداخل السوري.
فيما باتت تلك الدول الخليجية الصغيرة تتوهم القوة الزائفة، بعد ان
استطاعت ارتهان قرارات الجامعة العربية التي لا قيمة لها على الارض كما
هو معروف، ملتزمة بالاجندة الغربية التي تخدم اسرائيل بالدرجة الاولى
والاخيرة، وتؤمن سلامة المصالح الامريكية في المنطقة دون شك.
حصار عربي خليجي
فقد اقرت جامعة الدول العربية على فرض عقوبات اقتصادية ضد سوريا في
محاولة لحمل دمشق على وقف حملة بدأت قبل ثمانية اشهر لقمع الاحتجاجات
ضد الرئيس بشار الاسد والتي قالت قطر انها قد تدفع الى تدخل اجنبي بحسب
زعم تلك الدولة.
ووافقت 19 دولة من الدول الاثنتين والعشرين الاعضاء في الجامعة على
قرار فرض العقوبات بشكل فوري . وتشمل العقوبات فرض حظر على سفر كبار
المسؤولين السوريين الى الدول العربية وتجميد الاموال المرتبطة
بالحكومة السورية.
وقال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني
للصحفيين ان المؤشرات ليست ايجابية وان العقوبات ما زالت اقتصادية ولكن
اذا لم يحدث تحرك من جانب سوريا فسيكون على العرب حينئذ مسؤولية كبشر
وقف عمليات القتل. واضاف ان السلطة لا تساوي شيئا عندما يقتل حاكم شعبه.
وقال ان العقوبات تهدف ايضا الى وقف التعامل مع البنك المركزي
السوري ووقف الاستثمارات في سوريا. وقال حمد ان الدول العربية تريد
تفادي تكرار ما حدث في ليبيا حيث ادى قرار لمجلس الامن الدولي الى شن
حلف شمال الاطلسي غارات هناك. وحذر الدول العربية الاخرى من ان الغرب
قد يتدخل اذا شعر ان الجامعة ليست "جادة."
ونقلت وسائل الاعلام الرسمية السورية عن رسالة غير مؤرخة من وزير
الخارجية السوري وليد المعلم للجامعة العربية قولها ان دمشق تعتبر خطة
ارسال مراقبين تدخلا في شؤونها. وتجنبت الجامعة منذ عشرات السنين اتخاذ
اجراءات ضد أعضاء الجامعة وعددهم 22 عضوا لكن الجامعة تصرفت بناء على
ضغط من دول الخليج التي تشعر بغضب بالفعل من تحالف سوريا مع ايران
الخصم الاقليمي والتغييرات التي أحدثتها انتفاضات الربيع العربي.
حرب اقتصادية
من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان عقوبات الجامعة
العربية على البنك المركزي السوري هي "اعلان حرب اقتصادية" مؤكدا ان
فرض العقوبات أوصد النوافذ أمام محاولات التوصل الى اتفاق لانهاء
الاحتجاجات.
وقال المعلم في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون السوري "لا بد ان اعرج
قليلا على ما افتخروا بانهم اتخذوه من عقوبات... يا اخوان وقف التعامل
مع البنك المركزي يعني اعلان حرب اقتصادية بالقانون الدولي. هذا اجراء
غير مسبوق. واذا أرادوا التعامل مع سوريا بعقل وحرص فعليهم الغاء كل
هذه العقوبات." وأضاف يقول بشأن تجميد الارصدة السورية "أطمئنكم .. تم
سحب 95 او 96 بالمئة منها. وقف جميع التعاملات مع البنك التجاري السوري
هذه ستضر بحركة التجارة البينية بين سوريا والدول العربية."
وقال المعلم "العقوبات تأخذ اتجاهين وانا هنا لا اهدد ولكن احافظ
على مصلحة الشعب السوري." وتشهد سوريا حملة احتجاجات منذ ثمانية اشهر
ضد حكم الرئيس بشار الاسد المستمر منذ 11 عاما.
وقال المعلم ان بلاده بذلت كل جهد للوصول الى حل للازمة. وأضاف "كما
وعدتكم في مؤتمرنا السابق اننا لن نترك نافذة الا ونحاول الولوج منها
حرصا على العمل العربي المشترك لكنهم بالامس وبالقرار الذي اتخذوه
أغلقوا هذه النوافذ." وتابع قوله "هناك بعض اعضاء الجامعة يدفعون
الامور باتجاه التدويل." لكنه اضاف "اذا اعادوا النظر بقراراتهم
وبالتزاماتهم .. هذا الامر يفتح الباب امام تعاون في المستقبل". بحسب
رويترز.
واكد المعلم انه ليس هناك عمل عسكري خارجي ضد سوريا وان اقصى ما
يمكن ان يتم عقوبات اقتصادية وأخرى سياسية معتبرا أنه لا خطر على معيشة
السوريين اليومية من العقوبات.
وقال وزير الخارجية ان "لجنة الدستور قاب قوسين او ادنى لكي تنجز
دستورا جديدا للبلاد. دستورا عصريا ...الاحكام الاساسية للدستور الجديد
تتضمن التعددية الحزبية ولا مكان لتمييز اي حزب بمعنى لا وجود للمادة
الثامنة في الدستور الجديد."
وتنص المادة الثامنة من الدستور على ان حزب البعث العربي الاشتراكي
هو الحزب القائد في المجتمع والدولة. وكان الرئيس السوري اصدر في
اكتوبر تشرين الاول الماضي قرارا جمهوريا بتشكيل لجنة وطنية لاعداد
مشروع دستور جديد خلال مدة لا تتجاوز أربعة أشهر.
ورفع الاسد حالة الطوارئ ووعد باجراء انتخابات برلمانية تعددية في
فبراير شباط استجابة لضغوط المتظاهرين.
وجدد المعلم دعوته للمعارضين الى الحوار قائلا "نحن مازلنا نقول من
لديه روحا وطنية ويحرص على هذا البلد فليأت للحوار. من يعيش في الخارج
نقدم له الضمانات ليكون الجميع شريكا في بناء مستقبل سوريا."
وردا على سؤال حول انتهاج سوريا سياسة الدبلوماسية الهادئة فقال
المعلم "اعتبارا من اليوم انتهت هذه السياسة الهادئة. اجبرنا على
انهائها مع اننا لم نترك وسيلة اتصال الا اتصلنا بها ولكن يبدو ان
الثقل الامريكي والاوروبي يبقى اوزن .اما عنوان السياسة القادمة فهو
الصمود مع شعبنا."
جيران سوريا ربما يخففون حدة العقوبات
ومن المتوقع بالفعل أن ينكمش اقتصاد سوريا بنحو ستة في المئة العام
الحالي. فقد أوقفت الاضطرابات السياحة وهي مصدر كبير للدخل الخارجي
وأضرت بالاستثمارات الاجنبية والتجارة وبدأت تؤثر على احتياطي النقد
الاجنبي للبلاد.
وأدت العقوبات التي فرضها الاتحاد الاوروبي على النفط الخام السوري
والتي أعلنت في سبتمبر ايلول الى فقدان سوريا صادرات تصل قيمتها الى
400 مليون دولار شهريا على الاقل حتى تجد سوريا مشترين اخرين لنفطها.
وقال كريس فيليبس من وحدة المعلومات في مؤسسة ايكونوميست "مقاطعة
البنك المركزي السوري الذي يصدر خطابات ائتمان (من اجل التجارة) ستصعب
التصدير والاستيراد على التجار السوريين جدا." وأضاف أن من الصعب أن
يطبق لبنان او العراق العقوبات.
وصوت لبنان الذي يرتبط بعلاقات سياسية وتجارية وثيقة مع سوريا ضد
العقوبات وكذلك العراق. وقالت بغداد قبل الاجتماع انها لن تفرض عقوبات.
وقال لبيد العباوي نائب وزير الخارجية العراقي ان العراق لديه
تحفظات على هذا القرار مشيرا الى أن هذا القرار سيضر بمصالح بلاده
وشعبها لوجود جالية عراقية كبيرة في سوريا.
وبعث لبنان باشارات متضاربة عما اذا كان سيشارك في فرض العقوبات.
وقال وزير الخارجية عدنان منصور ان بيروت لن تتخذ اجراءات ضد سوريا لكن
رئيس الوزراء نجيب ميقاتي قال ان حكومته ستطبق قرارات الجامعة العربية
في كل الاحوال.
وقال مصرفيون في الاردن ولبنان ان تقييم أثر القرار الذي اتخذ
سيستغرق وقتا لان التفاصيل غير واضحة كما أن تطبيق الاجراءات قد يختلف
من دولة الى أخرى. وقال مصرفي أردني "الصورة غير واضحة لكنها قد تصعب
التعاملات التجارية مع سوريا جدا." وأحجم مصرفي لبناني كبير عن التعقيب
وحتى يناقش الاثار مع بنوك أخرى.
وللكثير من البنوك اللبنانية أفرع في سوريا أنشئت في الاعوام
الاخيرة بعد أن رفع الاسد القيود على عمليات البنوك الخاصة. وتضررت
بالفعل معظم البنوك السورية الخاصة الاكبر بسبب الانخفاض الحاد في
الودائع. بحسب رويترز.
وفي مؤشر على تراجع ثقة المنطقة بشأن سوريا قال بنك سعودي انه يعتزم
بيع حصصه في بنك سوري واخر لبناني لان المخاطر المالية لم تعد تسمح
باستمراره كشريك هناك. وقال البنك السعودي الفرنسي انه سيبيع حصته التي
تبلغ 27 في المئة في بنك بيمو السعودي الفرنسي بسوريا وأيضا حصته
البالغة عشرة في المئة في بنك بيمو لبنان. وفي حين قال البنك ان قراره
مالي فان دول الخليج هي التي قادت التحرك ضد الاسد على النقيض من بعض
جيران سوريا العرب.
وقال فيليبس ان 25 في المئة من صادرات سوريا تذهب الى العراق في حين
قال رضا اغا الاقتصادي في مؤسسة (ار.بي.اس) ان 30 في المئة من صادرات
لبنان تذهب الى سوريا وهي الدولة الوحيدة التي لا تفرض قيودا على
حدودهما البرية وهو ما يظهر مدى ارتباط الاقتصادين ببعضهما البعض. وقال
فيليبس "لبنان معاد جدا لاغلاق هذا الطريق (الى سوريا)... من المؤكد أن
العراق يستفيد من العلاقة وليس متحمسا لتطبيق اي شيء."
وقال مصرفي في الاردن يدير مصرفه عمليات في سوريا ايضا ان بعض الدول
قد تتباطأ. وأضاف "اذا بدأت كل دولة تقول ان لها اعتبارات خاصة فانني
أتوقع أن تكون الخطوة رمزية اكثر من كونها عملية. ستحاول الدول البحث
عن مخرج." وأضاف "سيكون نهجا خطوة بخطوة لكن لا شك أنه سيكون له أثر
سلبي على الاقتصادين السوري والاردني."
والملك عبد الله عاهل الاردن هو الزعيم العربي الوحيد حتى الان الذي
دعا الاسد الى التنحي وقال مسؤول أردني ان الخسائر الاقتصادية ثمن يجب
أن يدفع لزيادة الضغط على سوريا. وأضاف "بالطبع ستكون هناك اثار
اقتصادية سلبية على المدى القريب وسيعاني بعض المستوردين والمصدرين
الاردنيين بسبب قطع العلاقات مع سوريا. لكن الاعتبارات السياسية تفوق
الخسائر الاقتصادية."
وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو ان أنقرة ستتحرك
بالتعاون مع العرب. وتركيا اكبر شريك تجاري لسوريا وبلغ حجم التجارة
الثنائية بينهما 2.5 مليار دولار العام الماضي وقد شارك أوغلو في
اجتماع جامعة الدول العربية.
وكانت انقرة ذكرت أنها تدرس طرق نقل جديدة لاسواق الشرق الاوسط
الاخرى لا تمر عبر سوريا. لكن مسؤولا صرح بأنه تقرر عدم وقف امدادات
الكهرباء لسوريا لان هذا سيؤثر على المواطنين السوريين.
قلق من وصول المتطرفين الى السلطة
جانبه ابدى الرئيس العراقي جلال الطالباني تخوفه من احتمال ان تؤدي
اعمال العنف في سوريا الى وصول "قوى متطرفة" الى سدة الحكم في سوريا
وقال ان مثل هذا التطور سيؤدي الى افراغ الربيع العربي من محتواه
الحقيقي.
وعارض الطالباني فكرة التدخل العسكري الاجنبي في سويا وقال انه "شيء
مخيف". وقال الطالباني في مقابلة تلفزيونية مع قناة العراقية الرسمية "لا
اخفي اننا قلقون من البديل (في سويا)...نحن خائفون من الطرف المتطرف
اذا حل محل الوضع القديم (الحالي).. نخاف اذا جاءت قوى متطرفة تعادي
الديمقراطية وتعادي العراق الديمقراطي وتعادي المغزى الحقيقي للربيع
العربي." بحسب رويترز.
وتاتي تصريحات الطالباني وهو كردي بعد ايام من تحفظ الحكومة
العراقية على قرار الجامعة العربية تعليق مشاركة الوفود السورية في
اجتماعات الجامعة. وقال الطالباني انه يعارض التدخل العسكري الاجنبي في
سوريا مبديا تاييده لمساعي الجامعة العربية في حل الازمة السورية.
وقال "نحن نعارض التدخل الغربي المسلح ونعتقد ان المبادرة العربية
يمكن ان تكون اساس صالح للحل في سوريا." ووصف التلويح التركي باحتمال
التدخل في سوريا بانه "شيء مخيف".
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي قد دعا الشهر الماضي السطات في
سوريا الى انتهاج اسلوب ديمقراطي والعمل على انهاء سياسة الحزب الواحد
الحاكم. وقبل يومين حذرت الكتلة البرلمانية لرئيس الحكومة العراقية من
احتمال انزلاق الاوضاع في سوريا وتداعياتها على الوضع العراقي " سياسيا
وامنيا".
ويخشى القادة الشيعة في العراق من ان تؤدي الانتفاضة الشعبية في
سوريا الى اسقاط نظام بشار الاسد وهو علوي ووصول متشددين سنة الى الحكم.
حملة ضد حزب الله والنظام السوري
الى ذلك تحول مهرجان نظمته المعارضة اللبنانية بزعامة رئيس الحكومة
السابق سعد الحريري في شمال لبنان الى مهرجان ضد حكم الرئيس السوري
بشار الاسد وحليفه في لبنان حزب الله الشيعي.
ونظم المهرجان الذي يتزامن مع الذكرى الثامنة والستين لاستقلال
لبنان تحت عنوان "خريف السلاح... ربيع الاستقلال" في اشارة الى سلاح
حزب الله المدعوم من سوريا والثورات والانتفاضات التي تشهدها العديد من
الدول العربية ومن ضمنها سوريا.
وقال النائب السني محمد كبارة من تيار المستقبل التابع للحريري امام
الالاف الذين احتشدوا في طرابلس "لا بد من اسقاط الهيمنة الاسدية
المجرمة على لبنان ونحن نخوض هذه التجربة الان في انجازات الشعب السوري
الكبير الذي تتضامن معه جامعة الدول العربية كما يتضامن معه المجتمع
الدولي ويتامر عليه محور الممانعة المجرمة المسلحة ومن ضمنها حكومة حزب
السلاح المجرم في لبنان."
وعشية انعقاد المهرجان شهدت طرابلس توترا حينما وضع عدد من الناشطين
مكبرات صوت في منطقة باب التبانة ذات الغالية السنية المواجهة لمنطقة
جبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري. وتصاعدت
الاناشيد المناهضة للاسد من جهة ومعارضة له من جهة اخرى. وارسل الجيش
اللبناني تعزيزات عسكرية الى المنطقة وخصوصا في شارع سوريا الفاصل بين
باب التبانة وجبل محسن حيث تراشق ناشطون من الجانبين السني والعلوي
بالحجارة.
وكانت منطقتي باب التبانة وجبل محسن قد شهدت مواجهات عدة خلال
الاشهر الماضية على خلفية الاحداث السورية ادت الى سقوط قتلى من
الجانبين السني والعلوي.
وكانت طرابلس شهدت في يناير كانون الثاني الماضي موجة غضب احتجاجا
على تعيين نجيب ميقاتي رئيسا للحكومة بعد اسقاط حكومة سعد الحريري عقب
انسحاب وزراء حزب الله وحلفائه منها.
وبعد نحو خمسة اشهر على تشكيلها تترنح حكومة ميقاتي بسبب رفض حزب
الله وحلفائه دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية التي تتهم اعضاء
من حزب الله باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري في عام
2005.
وكان ميقاتي قد هدد قبل ايام بالاستقالة اذا لم تقر حكومته مسألة
التمويل في جلسة مجلس الوزراء المقرر ان تعقد يوم الاربعاء المقبل
الامر الذي يهدد بسقوط الحكومة. واعتبر النائب الدرزي مروان حمادة ان "حكومة
حزب الله ساقطة ومتهاوية" داعيا الرئيس ميشال سليمان ورئيس البرلمان
نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان لا يدخلوا لبنان "في السجن
الكبير لحظة خروج الشعوب العربية منه" كما طالب حمادة الجامعة العربية
بمبادرة "تحاصر القاتل في دمشق" حسب وصفه.
اما النائب المسيحي بطرس حرب فوصف حكومة ميقاتي بانها "حكومة السلاح
والصدفة ورحيلها يزيل عن كاهل اللبنانيين كابوسا كبيرا واننا نعدكم
اننا لن نألوا جهدا حتى نطيح بها لكي يستعيد لبنان مساره الطبيعي نحو
الدولة الحقيقية".
روسيا ترسل سفنا حربية الى سوريا
من جهتها سترسل روسيا أسطولا من السفن الحربية الى قاعدتها في سوريا
في استعراض للقوة يشير الى ان موسكو مستعدة للدفاع عن مصالحها فيما
تتصاعد الضغوط الدولية على الرئيس بشار الاسد.
وزادت عقوبات الجامعة العربية والنداءات الفرنسية باقامة مناطق
انسانية آمنة الضغوط الدولية على الأسد لانهاء إراقة الدماء التي تقول
الامم المتحدة انها أسفرت عن مقتل 3500 شخص أثناء تسعة أشهر من
الاحتجاجات على حكمه.
وانضمت روسيا -- التي لديها قاعدة صيانة بحرية في سوريا ويبلغ حجم
تجارة الاسلحة بينها وبين دمشق ملايين الدولارات -- الى الصين الشهر
الماضي لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار في مجلس الامن مدعوم من
الغرب يندد بحكومة الاسد.
وقالت صحيفة ازفستيا مستشهدة بالأميرال المتقاعد فيكتور كرافينشينكو
ان روسيا تزمع إرسال حاملة الطائرات "أميرال كوزنتسوف" مع سفينة حراسة
وسفينة مضادة للغواصات وسفن أخرى.
ونقلت ازفستيا عن كرافينشينكو الذي كان رئيسا لاركان القوات البحرية
الروسية في الفترة من 1998 الى 2005 قوله "وجود أي قوة عسكرية غير حلف
شمال الاطلسي مفيد جدا للمنطقة لانه يمنع اندلاع صراع مسلح."
وأكد متحدث باسم البحرية نقلت الصحيفة تصريحاته ان سفنا حربية روسية
ستتجه الى قاعدة الصيانة التي تحتفظ بها روسيا على ساحل طرطوس لكنه قال
ان هذه الرحلة ليس لها علاقة بالانتفاضة هناك ضد الاسد.
وقالت الصحيفة ان حاملة الطائرات "اميرال كوزنتسوف" ستكون مسلحة
بثماني طائرات مقاتلة على الاقل من طراز سوخوي-33 والعديد من طائرات
ميج- 29 كيه المقاتلة وطائرتي هليكوبتر. وقالت الصحيفة انها ستكون
مزودة ايضا بصواريخ كروز وصواريخ ارض جو. بحسب رويترز.
وقال ييجور انجلهارت وهو محلل بمؤسسة (سي.ايه.اس.تي) للأبحاث
العسكرية مقرها موسكو ان روسيا لا تريد تجاهل موقفها بينما تتعرض حكومة
الاسد لضغوط. وقال "على الاقل تريد موسكو اظهار انها مستعدة للدفاع عن
مصالحها في سوريا."
ويقول مسؤولون روس ان القاعدة البحرية في طرطوس تستخدم في اصلاح
السفن من أسطول البحر الاسود وقالت ازفستيا ان نحو 600 موظف بوزارة
الدفاع الروسية يعملون هناك. وقالت الصحيفة انه لا توجد حاليا سفن
روسية هناك.
وامتنعت روسيا التي تمتلك حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن عن
التصويت لقرار مهد الطريق لتدخل عسكري غربي في ليبيا لكنها انتقدت في
وقت لاحق المهمة قائلة ان حلف شمال الاطلسي تجاوز التفويض المخول له
وتدخل في الحرب الاهلية.
من توماس جروف
نص العقوبات
وفيما يلي نص العقوبات الواردة في البيان الختامي الصادر عن اجتماع
وزراء الخارجية العرب في القاهرة بحسب رويترز:
1 - منع سفر كبار الشخصيات والمسؤولين السوريين الى الدول العربية
وتجميد أرصدتهم في الدول العربية على أن تقوم اللجنة الفنية التنفيذية
(المشار اليها في الفقرة العاملة رقم 13 من هذا القرار) بتحديد أسماء
هؤلاء الشخصيات والمسؤولين.
2 - وقف التعامل مع البنك المركزي السوري.
3 - وقف التبادلات التجارية الحكومية مع الحكومة السورية باستثناء
السلع الاستراتيجية التي تؤثر على الشعب السوري.
4 - تجميد الارصدة المالية للحكومة السورية.
5 - وقف التعاملات المالية مع الحكومة السورية.
6 - وقف جميع التعاملات مع البنك التجاري السوري.
7 - وقف تمويل أي مبادلات تجارية حكومية من قبل البنوك المركزية
العربية مع البنك المركزي السوري.
8 - الطلب من البنوك المركزية العربية مراقبة الحوالات المصرفية
والاعتمادات التجارية باستثناء الحوالات المصرفية المرسلة من العمالة
السورية في الخارج الى أسرهم في سوريا والحوالات من المواطنين العرب في
سورية.
9 - تجميد تمويل اقامة مشاريع على الا راضي السورية من قبل الدول
العربية.
10 - فيما يتعلق برحلات الطيران من والى سوريا تقوم اللجنة الفنية
التنفيذية بتقديم تقرير خلال أسبوع من تاريخ صدور هذا القرار الى
اللجنة الوزارية المعنية بالوضع في سوريا لتحديد موعد وقف رحلات
الطيران من والى سوريا.
11 - تكليف الجهات التالية لمتابعة التنفيذ كل فيما يخصه .. الهيئة
العربية للطيران المدني. - صندوق النقد العربي.
12 - لا تشمل هذه العقوبات المنظمات العربية والدولية ومراكز
الجامعة وموظفيها على الارض السورية.
13 - تشكيل لجنة فنية تنفيذية من كبار المسؤولين والخبراء برئاسة
دولة قطر وعضوية كل من.. المملكة الاردنية الهاشمية والجمهورية
الجزائرية الديمقراطية الشعبية والمملكة العربية السعودية وجمهورية
السودان وسلطنة عمان وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية والامانة
العامة تكون مهمتها النظر في الاستثناءات المتعلقة بالامور الانسانية
والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة الشعب السوري وكذلك المتعلقة بالدول
العربية المجاورة لسوريا كما تقوم أيضا بوضع قائمة بالسلع الاستراتيجية
وفقا لمعايير محددة وتحديد قائمة أسماء كبار الشخصيات والمسؤولين
السوريين المشار اليهم في الفقرة العاملة رقم 1/ من هذا القرار..
وتقديم تقارير دورية الى مجلس الجامعة عبر اللجنة الوزارية العربية
المعنية بالوضع في سوريا.
14 - ابقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع. |