شبكة النبأ: تحاول الفرق المسلحة في
العراق تسجيل مواقف تاريخية لتنهي من خلالها مسيرة القتال ضد القوات
الأمريكية في العراق، وتنتاب حالة من الخوف لدى الجنود الامريكيين من
استهداف الجماعات المسلحة لهم ويعد هذا الصراع من أسوء الصراعات في
منطقة الشرق الأوسط خلال العقود الأخيرة.
في حين تستعد القوات الأمريكية للخروج من العراق نهاية هذا العام،
أعرب بعض القادة العسكريين الأمريكيين عن خشيتهم من تأثير أي هجوم
نهائي على الجنود، وهناك قلق من وقوع هجمات تلطخ ما انجزته هذه القوات
حسب رأي قياداتها العسكرية.
وبعد نحو تسع سنوات، يسعى الجيش الأميركي الذي يستعد للانسحاب بشكل
كامل لفعل كل ما يستطيع لصياغة إرث الحرب التي شهدت أسوأ عنف بالشرق
الأوسط خلال العقود الأخيرة، وانقسامات بين الأميركيين بشأن جدوى هذه
الحرب التي أصبحت الآن في عالم النسيان.
القائد الأميركي ليود أوستين، يرى هناك تهديدات من استمرار الهجمات
حتى النهاية. وفق صحيفة كريستيان ساينس مونيتور
واعرب بعض الجنود الأميركيين الذين خدموا فترة تصل لثلاث سنوات
بالعراق عن تفاؤلهم بمستقبل العراق، ولا سيما أنهم شهدوا العنف الطائفي
قبل أعوام مقابل هدوء نسبي هذه الأيام، كما يقولون.
إلى أنه الفضائح التي قامت بها القوات الأمريكية مثل معتقل أبو غريب
ومقتل مئات الآلاف من العراقيين، فإن الجنود الأميركيين على الأرض
يأملون بأن الإرث الأفضل هو الذي سيسود
لكن القوات الأمريكية في بعض محافظات الفعراق الجنوبية وخصوصا
المتمركزة منها في قاعدة كالسو بمحافظة بابل إنه سيتم إضافة مقاتلين
ومعدات وقدرات استخباراتية من وحدات أخرى مغادرة للعراق إلى القوات
الأمريكية الموجودة في محافظتي بابل والديوانية، وذلك لدعم وحماية
القوات الأمريكية والعراقيين أثناء عملية الانسحاب.
وقال الرائد سكوت شا ضابط العمليات في لواء الخيالة الأول فرقة
الخيالة الأولى في بيان، إن القوات الإضافية ستتحد مع القوات الحالية
الموجودة في قاعدتي كالسو في بابل وايكو في الديوانية مما يشكل قدرة
قتالية تساوي ثلاثة أضعاف قوتها الرئيسية.
ويقول الجندي روبرت ويست الذي وصل العراق عام 2007 وقضى نحو 32 شهرا
إن العراقيين الذين تحدثت معهم لا يمانعون بوجودنا، بل إن بعضهم يود
ذلك.
ولدى سؤال تيموثي درافيس وهو أحد الجنود الذين خدموا أكثر من مرة
بالعراق عما إن كانت هذه الحرب تصب في مصلحة العراقيين، أجاب أعتقد أن
التخلص من دكتاتور ونيل مجتمع ديمقراطي يستحق كل ذلك. وأضاف أن
العراقيين قد لا يلمسون الفائدة بالوقت الراهن، ولكنهم في المستقبل قد
يجدون أنهم بوضع أفضل.
واستخدمت القوات الأميركية بالعراق هجوما صاروخيا شنه مقاتلون
عراقيون على قاعدة لها ببابل جنوب بغداد مؤخرا، للتأكيد على أن مثل هذه
الهجمات لن تفلح في خلق انطباع بأن الأميركيين ينسحبون تحت النار فرارا
من المقاومة.
وعادة ترفض القوات الأميركية في العراق الاعتراف بالهجمات الصاروخية
التي يشنها المقاتلون العراقيون على قواعدها للحيلولة دون معرفة
المهاجمين لنتائج هجومهم وما إن كانوا قد أصابوا شيئا أم لم يصيبوه.
وأصدرت هذه القوات بيانا قالت فيه إن الجماعات الإرهابية تنفذ هجمات
ضد القوات الأميركية لخلق انطباع خاطئ بأنها اضطرتنا إلى المغادرة.
وشدد البيان على أن مثل هذه الهجمات الصاروخية شنت لأغراض الدعاية
لخلق الانطباع بأن الأميركيين يفرون تحت النار بعد أكثر من ثماني سنوات
من الحرب، وهو ما تنفيه هذه القوات كلية.
ويعمل الأميركيون على قدم وساق لسحب ما تبقى من قواتهم من العراق
بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول. ومع انسحابه يحرك الجيش الأميركي قواته
المنتشرة في الشمال العراقي إلى القواعد الموجودة أقصى الجنوب باتجاه
الحدود الكويتية.
وقد شهد الكونغرس الأمريكي نقاشاً ساخناً حول تداعيات الانسحاب
الأمريكي المرتقب، وسبق للقيادي الجمهوري، جون ماكين، أن اعتبر بأن
البيت الأبيض تسرّع في قرار الانسحاب، متوقعاً أن تتحول الخطوة إلى
انتصار لإيران.
ويعتبر ماكين أن الانسحاب سيكون له تداعيات سلبية خطيرة على استقرار
العراق والمصالح الأمنية القومية للولايات المتحدة. ولكن وزير الدفاع
الأمريكي، ليون بانيتا، اعتبر أن العراق قادر على الوقوف بمفرده
بمواجهة كافة التحديات الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن القوات
الأمريكية تمكنت من تبديل الوضع على الأرض في العراق بعد سنوات من
القتال الشرس بشكل سمح للعراقيين ببناء مؤسسات رسمية. واعتبر مراقبون
أن تلك الهجمات تعكس تطور ودقة أساليب منفذيها. |