قبل أيام قليلة من مناسبة عاشوراء الحزينة، شارك شيعة الكويت
بفاعلية وحماسة إخوانهم المواطنين السنة في تجمع (الله يحفظج يا كويت)
لتجديد العهد والولاء للكويت، ولآل الصباح وذرية مبارك الكرام، ولسمو
أمير البلاد حفظه الله، وذلك رداً على انقلابيي (الأربعاء الأسود)
الخونة، بقيادة (رأس إبليس) والمهرج (طرطور) وباقي عصابة قطاع الطرق
المعروفين أو ما يسمون بـ(الأقزام السبعة!!)، ورجع المواطنون الشيعة
الى بيوتهم وناموا وهم سعداء مطمئنون لما أبلوه من واجب وطني مشرف نحو
بلدهم الحبيب الذي يأويهم ويحفظ حقوقهم ومستقبلهم وكرامتهم، استيقظ
شيعة الكويت في اليوم التالي متفائلين خيراً، ليحصلوا على جزاء ليلتهم
الوطنية (كاش !!)، أو لنسمه (كادر الشيعة !!) ولكنه لم يدخل في جيوبهم،
بل نزل على (أم رأسهم !!).
أما الجزاء الأول فهو اعتقال ابن الكويت والطائفة الشاب المؤمن
المهندس (علي الشطي) ابن المربي الفاضل الاستاذ إسماعيل الشطي، أما
تهمته فهي إلقاء كلمة في الدفاع عن حفيد وابن بنت رسولنا الكريم شهيد
كربلاء الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليهم، وذلك كردة فعل عقائدية
على سكوت الحكومة عن مشعل الفتنة (ساس البلا!!)، وهو خطيب مسجد الأحمدي
التكفيري المحترق، والذي جعل من شيعة الكويت مجموعة زناة ومشركين، حيث
زعم علناً أن زيارة كربلاء أشنع من الزنا، وأن الزوار كفار ومشركون،
فبأي شريعة يترك الطاعن حراً ويسجن المطعون؟؟ (تلك إذا قسمة ضيزى)،
وكيف يبرأ من انتهك شرف وكفّر مئات الآلاف من المواطنين الكويتيين،
ويجرم من دافع عنهم وعن حياض حفيد الرسول الأعظم صلوات الله وسلامه
عليهما؟؟ ما هذا الميزان المخروم؟! وما هذا العدل المعتول؟! (مالكم كيف
تحكمون)؟
أما الجزاء الثاني والذي ناله شيعة الكويت في ذلك اليوم المشؤوم فهي
مطويات مصقولة وملونة تقدر بعشرات الآلاف غزت سياراتهم وبيوتهم ومقار
أعمالهم، صدرت من بيت الشيطان (وكر وكفّر) لصاحبه القادم من الجحيم
كبير النواصب، والتي يتخرص فيها مبتدعاً أن مذبحة كربلاء هي (مناسبة
سعيدة ويوم فرح وسرور وبهجة وسراء!!)، (رجاء كيف تكون كربلاء مناسبة
سعيدة، وأنتم تلفظونها بألسنتكم (كرب) و(بلاء)؟ ومتى أصبح الكرب
والبلاء، فرحاً وسروراً؟ وهل تقبل العقول السليمة أن تهضم أن يوماً
نحرت فيه الرقاب الطاهرة لأحفاد رسول الأمة صلوات الله عليه وسلامه،
وقطعت أجسادهم الشريفة ومثل بها، وسبيت وذلت حفيدات وحرائر رسول الرحمة
صلوات الله وسلامه عليه، أن يكون يوم بهجة وسرور؟ هل تقبلون بذلك يا
أخواننا سنة الكويت؟ هل ترضين يا حكومة بهذا المنطق الأخرق؟
إن سمو أمير البلاد سمى اليوم الذي انتهك فيه المجلس (بالأربعاء
الأسود)، فهل يكون اليوم الذي انتهك فيه الظالمون أحفادا وحرائر ودماء
أقل جرماً حيث يمكننا أن نطلق عليه (يوم فرح وسرور)؟ وهل يا ترى إذا
مضت السنوات تلو السنوات على فاجعة (الأربعاء الأسود) فحينها يمكننا أن
نحولها إلى (الأربعاء الأبيض) أو (الأربعاء السعيد) مثلاً؟ أين المنطق
يا ناس؟ أين طلاب الحقيقة؟ أين عقول القوم؟
نحن نعلم يا حكومة الكويت أنك سجنت (المضحى به) المظلوم علي الشطي
(ترضية) للانقلابيين الذين غزوا المجلس وهددوا القيادة وذرية مبارك،
وذلك (لخوفكم !!) منهم ومن أسيادهم، فدفع الشطي ثمن (توازناتكم
الطائفية)، خلال عملية استدعاء الانقلابيين للنيابة، لتقولوا
(لخناقيكم) منكم رجل ومنهم رجل !!
ونعرف كذلك أنك يا حكومة لا تستطيعين أن توقفي الناصبي (أبا مرة)
صاحب (وكر وكفر) مع تيقنك لمخالفته للقوانين والأعراف والسلم
الاجتماعي، وذلك (لتصروعك !!) من أهل اللحى الطويلة وطالبان والقاعدة
وأعمامهم.
ولكن نقول لك يا حكومة وقلوبنا تعتصر ألماً، إن سياسة التمييز
الطائفي هذه فيها ظلم كبير لشيعة الكويت، والظلم ظلمات في الدنيا
والآخرة، وترضياتك للجماعة و(اللي طالع من رأس أمنا) مخالف للعدالة
والمساواة والإنصاف وللدستور وللحقوق المدنية والإنسانية والأعراف
الدولية والشريعة الإسلامية وقرآن الله وسنة نبيه، اللهم هل بلغت؟
اللهم فاشهد.
السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب
الحسين صلوات الله عليهم، والحمدلله عدد ما حمده الحامدون..
www.aldaronline.com |