ثقافات عالمية بمدلولات إنسانية... جوائز وأعمال

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: يساهم الفن القصصي بإثراء المجتمعات بألوان القيم الأخلاقية وصنوف المعرفة، من خلال الكتاب والأدباء اللذين يمتازون بالحس المرهف والذوق المتميز في قطف ثمار الإبداع وجعلها في متناول المتلقي، وبرغم التطور العلمي الذي أتى على الكتب الورقية وقلص كثيراً من مبيعاتها ليحل مكانها الكتب الالكترونية، إلا إن ذلك لم يقف حائلاً دون الاستمرار في العطاء والتواصل مع الشرائح المختلفة والتي ما زالت تجد بعضاً من الأمل في قراءة الروايات الأدبية التي تنجح في نقلهم إلى عوالم أخرى تنسيهم مرارة واقعهم. 

روايات منخفضة الكلفة

حيث تباع الروايات الرومانسية بملايين النسخ في الفيليبين بفضل ثلاث ميزات تعتبر أساسية في هذا البلد الفقير والكاثوليكي، فهي منخفضة الكلفة وتتبع قيم الكنيسة وتدعو إلى الحلم، وتباع هذه الروايات بسبعة وثلاثين بيزوس (61 سنتا من اليورو) وهي مكتوبة باللغة التاغالوغية التي تنتشر في أوساط الفيليبينيين من العامة، وقد أبصرت النور في أوائل الثمانينيات عندما دفعت الأزمة الاقتصادية دور النشر إلى التخلي عن الروايات الرومانسية الأجنبية، وشهدت النسخ المحلية نجاحا ساحقا وغير متوقع لأن قصصها كانت أكثر تناغما من النسخ الأجنبية، على ما قال سيغوندو ماتياس الذي يدير مجموعة "براشوس هارتس"، وأضاف ماتياس وهو كاتب سيناريوهات سينمائية سابق يطبع وينشر حوالى خمسين رواية شهريا "الفيليبينيون لا يحبون الأشياء المملة، وهم يطلبون قصصا لا تطول"، وتتألف الروايات الرومانسية من 128 صفحة وتنتهي حكما بحدث سعيد كزواج أو خطوبة، علما أن هذه القاعدة معتمدة في بلدان أخرى غير الفيليبين في مثل هذا النوع من الأعمال الأدبية. بحسب فرانس برس.

ولكن الروايات الفيليبينية تتأثر بالثقافة الكاثوليكية ولا تخالف أبدا قيم الكنيسة الأخلاقية، على ما شرح ماتياس، وغالبا ما تتدخل الكنيسة الكاثوليكية التي لا تزال تتمتع بنفوذ كبير في البلاد في الجدل السياسي، فتعارض وسائل منع الحمل وكذلك الطلاق والاجهاض المحظورين في البلاد، وأضاف الناشر "ما من علاقات عابرة أو قصص لا أخلاقية، ولا نسمح بنشر قصة بين شخص متزوج وآخر عازب. هذا غير مسموح في الفيليبين"، وتدغدغ هذه الروايات الرومانسية، شأنها شأن نظيراتها الأجنبية، أحلام قارئاتها في بلد يعيش ربع سكانه بأقل من دولار واحد في اليوم، فقالت ميلاني تامايو التي تبلغ من العمر 51 عاما وتعمل في أحد المنازل "إذا كانت القصة جيدة، أمضي الليل في القراءة بدلا من النوم"، مضيفة "أتقمص أحيانا الشخصية الرئيسة في الرواية، امرأة فقيرة يتغير حظها عندما تسافر إلى الخارج بداعي العمل"، وتنشر عادة خمسة آلاف طبعة من هذه الروايات، خلافا للروايات الأخرى التي تلاقي استحسان النقاد والتي نادرا ما تتخطى المليار طبعة، وتجذب هذه الروايات أيضا عددا كبيرا من القراء في الخارج حيث يعيش 10% من الفلبينيين بداعي العمل.

ويقوم المؤلفون الأكثر شهرة بجولات في سنغافورة وهونغ كونغ وبلدان آسيوية أخرى حيث تعمل مئات آلاف الخادمات الفيليبينيات اللواتي يعشقن القراءة بغالبيتهن، وقال دينيس غونزالس وهو رئيس المجلس الوطني لتطوير الكتاب "الكتب التي تسجل أعلى نسبة قراءة في أوساط الفيليبينيين الأكثر فقرا هي تلك المنخفضة الكلفة، مثل الروايات الرومانسية"، وأضاف "تبقى قراءة هذا النوع من الروايات أفضل من إضاعة الوقت في بعث الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف الخلوية"، ويحاول غونزالس أن يقنع دور النشر بإغناء المفردات وإضافة عناصر من الثقافة العامة، مع الحرص على تبسيط الأسلوب "وإلا فإنها (الكتب) لن تباع"، بالنسبة إليه 22% فقط من الفيليبينيين الراشدين يقرأون الكتب، وتولي القارئات ثمن هذه الروايات أهمية كبيرة، فعندما قام ناشر برفع السعر إلى 45 بيزوس سنة 2000، انهارت مبيعاته، على ما أوضحت مايا خوسيه وهي أم لثلاثة أولاد انطلقت غي عالم الكتابة سنة 1990.

يلاحقون الأعمال "البذيئة"

من جهتهم يتعاون عشرة مواطنين أتراك من بينهم طبيب واختصاصي في الاقتصاد الزراعي وإمام ومعالج نفسي في إطار مهمة مشتركة تهدف إلى مكافحة الأعمال الأدبية التي يعتبرون أنها تحتوي مواد "بذيئة"، ويؤلف هؤلاء لجنة لحماية القاصرين من المنشورات "المضرة"، تلجأ إليها النيابة العامة للتحقيق في الأعمال الأدبية "المشبوهة باحتوائها موادا بذيئة"، وتراقب اللجنة أيضا وبوتيرة يومية الأعمال "غير الأخلاقية" في الصحافة التركية، ومن بين المؤلفين الذين اعتبرت اللجنة أعمالهم مؤخرا بذيئة وبلا قيمة أدبية الكاتبان الأميركيان تشاك بالاهنيوك مؤلف "فايت كلوب" ووليام بوروز مدير حركة "بيت جينيرايشن" الأدبية الفنية، وسيجري التحقيق في رواية "ذي سوفت ماشين" لبوروز عما قريب أما التحقيق في رواية "سناف" لبالاهنيوك فهو جار، والشهر الماضي أرغمت اللجنة المرتبطة بمصلحة الخدمة العامة التابعة لرئاسة الحكومة، مجلة كاريكاتير جديدة اسمها "هاراكيري" على إقفال أبوابها ودفع غرامة كبيرة لنشرها موادا "بذيئة"، وبررت اللجنة قرارها هذا بالتأكيد أن المجلة "تشجع العلاقات قبل الزواج" وكذلك "الخمول والمغامرية" التي تتلخص باتخاذ قرارات سريعة وخطرة. بحسب فرانس برس.

ولكن الرسام أم كاي بيركر مؤسس المجلة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها وتنشر رسوماتها في صحيفتي "نيويورك تايمز" و"وول ستريت جورنال"، رد أن المجلات الكاريكاتيرية لا تشجع إلا شيئا واحد، القراءة"، وقد تطلب اللجنة أيضا بيع المجلات الدورية "البذيئة" في غلاف بلاستيكي أسود، ويقول الناشر ايرفان سانكي عن مصير رواية "ذي سوفت ماشين" إنها "محاولات تهدف إلى ردع الناشرين، إنه هجوم على حرية التعبير لدينا"، وقد خلصت اللجنة إلى أن رواية بوروز "ليس لديها قيمة أدبية، لأن محتواها غير نزيه" و"لا تقدم أي فائدة فكرية إلى القراء"، ويعتبر سانكي الذي نال سنة 2010 جائزة الحرية من جمعية الناشرين الدولية أن "هذه اللجنة ليست مؤهلة لاتخاذ قرارات تتعلق بالأعمال الأدبية"، أما رئيس اتحاد الناشرين في تركيا فيقول "لا شك في أن بعض المنشورات تؤثر سلبا على الأطفال، على اللجنة أن تراقب ذلك ولكنها لا تضم أي اختصاصي في التربية أو لا أي كاتب متخصص للأطفال"، ويضيف "لم أسمع يوما أن اللجنة اتخذت قرارا بشأن ملف يتعلق بالأطفال".

ويأتي معظم أعضاء اللجنة من وزارات مختلفة مثل الصحة والعدل والثقافة والتربية ومن بينهم إمام تعينه مديرية الشؤون الدينية وأكاديمي وصحافي، ويشير عرفان سانكي إلى أن عمل اللجنة ليس له علاقة بتولي حزب العدالة والتنمية الحكم سنة 2002، فيقول الناشر الذي تمت ملاحقة عشرة من كتبه في غضون عشرين سنة "تأسست اللجنة سنة 1927 وهي مرتبطة بفلسفة الجمهورية الاساسية"، ويضيف "تمت محاكمتي بسبب رواية للكاتبة الفرنسية جان كوردولييه قبل وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم"، وبيع هذا الكتاب المعنون "الشرود" والذي يقدم شهادة عن الدعارة في غلاف بلاستيكي أسود في التسعينات، أما رئيس اتحاد الناشرين في تركيا فيعتبر أن طبيعة المنشورات الخاضعة للرقابة تتغير مع تغير "الجو السياسي"، فيقول "في الماضي، كان الناس يحاكمون لأنهم يروجون للدين،  وفي مرحلة لاحقة، صارت المحاكمات تشمل الاساءة إلى القيم الدينية".

جائزة الـ مان بوكر

الى ذلك فاز الروائي البريطاني جوليان بارنز بجائزة الـ مان بوكر لهذا العام عن روايته الاحساس بالنهاية وتمثل الجائزة واحدة من الجوائز المرموقة التي تمنح للادب المكتوب باللغة الانجليزية، وكان بارنز البالغ من العمر 65 عاما رشح ضمن القائمة القصيرة لنيل الجائزة في ثلاث مرات سابقة دون ان يفوز فيه، ووصفت لجنة التحكيم الرواية التي تتحدث عن رجل يحاول التصالح مع ماضيه عند احساسه باقتراب النهاية منه بانها كتاب يتحدث عن الجنس البشري في القرن الواحد والعشرين، وكانت روايته الاحساس بالنهاية هي الاقصر بين الروايات الست المرشحة في القائمة الاخيرة لنيل الجائزة، وتدور عن صداقة في الطفولة ومرواغة الذاكرة وعيوبه، وتبلغ قيمة الجائزة 50 الف جنيه استرليني اي ما يعادل 80 الف دولار، وقالت رئيس لجنة التحكيم الكاتبة والمدير السابق لجهاز MI5 السيدة ستيلا ريمنغتون ان الرواية تحمل سمات الادب الانجليزي الكلاسيكي، وفي خطاب تسلم الجائزة قال بارنز اود ان اشكر المحكمين -الذين اتمنى سماع كلمة ضدهم- لحكمتهم، ورعاة هذه الجائزة على صكهم في اشارة الى صك مبلغ الجائزة المقدم اليه.

كما شكر مصممة الكتاب سوزان دين قائلا اولئك الذين شاهدوا كتابي منكم، على اختلاف ما تظنونه عن محتواه، الا انكم ربما تتفقون على انه شيء جميل، واضاف اذا اراد الكتاب (الورقي) مواجهة تحدي الكتاب الالكتروني، فأن علية ان يبدو كشيء يستحق الشراء والاحتفاظ به، وقالت السيدة ريمنغتون الرواية بانها مكتوبة بشكل رائع، ورسمت حبكتها بمهارة وتكشف عن اعماق جديدة في كل قراءة له، ووصفت الرواية بقولها نحن نعتقد انه كان من الكتب التي تحدثت عن الجنس البشري في القرن الواحد والعشرين، كما قالت على الرغم من ان الشخصية الرئيسية تبدو في البداية مملة الا انها تكشف تدريجيا عن تحولها الى شخص مختلف تمام، واكملت ان احدى الاشياء التي يقدمها الكتاب هي حديثه عن الجنس البشري، ولا احد منا يعلم فعليا من نحن، نحن نقدم انفسنا بشتى انواع الطرق، وكان المرشحون الاخرون للجائزة هذا العام كل من كارول بريتش والروائي الكندي باتريك ديويت وايسي ادوغيان وستيفن كيلمان واي دي ميللر، وسبق ان رشح بارنز المقيم في العاصمة البريطانية للجائزة للمرة الاولى عام 1984 عن روايته ببغاء فلوبير ورشح في المرة الثانية عام 1998 عن روايته انجلترا، انجلترا ثم رشح للمرة الثالثة عام 2005 عن روايته ارثر وجورج، واوضحت رئيسة لجنة التحكيم ان المحكمين توصلوا الى قرارهم النهائي بالاجماع بعد نصف ساعة من النقاش.

وتألفت لجنة التحكيم الى جانب السيدة ريمنغتون من كل من الكاتب والصحافي ماثيو دو انكونا والمؤلفة سوزان هيل والكاتب والسياسي كريس مولين والصحافية غابي وود من صحيفة الديلي تلغراف، وقد اتهم البعض في الاوساط الادبية الجائزة بأنها اصبحت تميل للروايات الاكثر شعبية، بعد ان كانت الروايات المختارة في القائمة القصيرة(النهائية) للجائزة هذا العام من الاعمال الاكثر مبيعا في تاريخ جائزة البوكر، وكانت مبيعات الروايات المختارة في القائمة القصيرة ارتفعت بنسبة 127% في العام الماضي، وقد بيعت 98.876 نسخة في 6 اسابيع بعد اعلان قائمة الروايات المختارة للفوز بالجائزة حسب احصاءات شركة نيلسون المختصة بمسح مدى انتشار الكتب ومبيعاته، وقد تقدَّمت رواية سنودروبس، أو نُدَف الثلج للكاتب إيه دي ميللر قائمة أكثر الكتب مبيعا بزيادة 35 الف نسخة منذ اختيارها في القائمة القصيرة للجائزة ، تلتها رواية جامراتشس ميناغيري ، أو حديقة حيوانات غامرتش لكارول بيرش بـ19 الف نسخة بعد اختيارها، ثم رواية بارنز الاحساس بالنهاية في المرتبة الثالثة باضافة 15 الف نسخة، وقد بيع نحو 27.500 نسخة من كتاب بارنز منذ نشره مطلع شهر اب/اغسطس، وعلى الرغ من قصر رواية بارنز الواقعة في 150 صفحة الا انها لم تكن اقصر رواية تفوز بجائزة بوكر بل سبقتها رواية بينلوبي فيتزجيرالد في الخارج الواقعة في 132 صفحة التي فازت بالجائزة عام 1979.

جائزة بلانيتا

في سياق متصل حاز الكاتب الاسباني خافيير مورو السبت في برشلونة (شمال شرق) جائزة بلانيتا الادبية الاسبانية الاهم من حيث المكافأة المالية، عن روايته "ايل ايمبوريو ايريس تو" (الامبراطورية هي انت)، وتتناول الرواية حياة امبراطور البرازيل بيار الاول (1798-1834) نجل ملك البرتغال جواو السادس، وقد لجأ الى البرازيل خلال الاجتياح الفرنسي في 1807 واصبح ملكا عليها العام 1821، وخافيير مورو البالغ 57 عاما قال انه اراد ان يروي حياة "احد اكثر الملوك اثارة للاعجاب اذ لطالما كان مناصرا للتاريخ والحرية في زمن الانظمة الملكية المطلقة"، ولد مورو في مدريد من ام فرنسية وتابع دروسا في التاريخ والانثروبولوجيا وعمل صحافيا مستقلا لحساب عدة صحف تصدر بالاسبانية ومحطات تلفزيونية، وشكلت رحلاته الكثيرة ولا سيما في اميركا اللاتينية وآسيا مصدر الهام للرواياته السابقة مثل "دروب الحرية" و"قدم جايبور" و"الشغف الهندي" و"الساري الاحمر"، وتنافست 484 رواية من بينها حوالى مئة من اميركا اللاتينية في الدورة الستين لجائزة بلانيتا البالغة قيمة مكافأتها المالية 600 الف يورو والتي وزعت خلال عشاء رسمي ترأسه ولي عهد اسبانيا الامير فيليبي وزوجته ليتيثيا. بحسب فرانس برس.

جائزة غونكور

فيما منحت جائزة غونكور اعرق الجوائز الادبية الفرنسية الى اليكسيس جيني عن روايته الاولى "لار فرانسيه دو لا غير" (فن الحرب الفرنسي) الصادرة عن دار غاليمار للنشر وهي ملحمة تدور رحاها بين الصين الهندية والجزائر وتطرح الاسئلة حول ارث حروب الاستعمار، اما جائزة رونودو التي تمنح تقليدا بالتزامن مع جائزة غونكور، فقد توجت رواية "ليمونوف" لايمانويل كارير وهي بورتريه صاخب لادوارد ليمونوف رمز تيار الفن المستقل في عهد برجنيف والمتسول في نيويورك والكاتب الرائج في باريس ومؤسس الحزب القومي المتطرف في روسي، واختير اليكسيس جيني استاذ علم الاحياء من ليون البالغ الثامنة والاربعين من الدورة الاولى للتصويت بحصوله على خمسة اصوات في مقابل ثلاثة على ما اعلن احد اعضاء لجنة التحكيم ديدييه دوكوان من مطعم دروان حيث تجتمع اللجنة عادة، ويتمتع "فن الحرب الفرنسي" باسلوب كلاسيكي ملحمي مفخم بعض الشيء وهو انشودة موحاة تغرق بالدم والمعارك، وتأمل في الهوية الوطنية وسنوات حروب الاستعمار العشرين التي لا تزال شاخصة في الاذهان في فرنسا حتى الان.

واوضح الفائز للصحافيين "استوحيت كثيرا" من النقاش حول الهوية الوطنية والهجرة الذي اطلقته الحكومة اليمينية في فرنسا العام 2010 واثار انقساما في المجتمع، واضاف الكاتب "النقاش حول الهوية الوطنية الهمني كثيرا الا انه ليس لدي اي مطالبات او رأي، اردت فقط ان ادفع الى التفكير"، وبيعت اكثر من 56 الف نسخة من الرواية حتى الان، والكتاب الحائز جائزة غونكور يباع منه عادة اربعمئة الف نسخة بشكل وسطي، ومن المنافسين الكبار على الجائزة سورج شالوندون مع كتاب "روتور آ كيليبيغز" (العودة الى كيليبيغز عن دار غراسيه) الذي حاز الخميس الماضي جائزة الرواية للاكاديمية الفرنسية والكاتب الهايتي ليونيل ترويو عن رواية "لا بيل امور اومين" (الحب البشري الجميل عن دار آكت سود)، وقال عضو لجنة التحكيم الصحافي برنار بيفو "جيني دخل دخولا مدويا الى عالم الادب، فقد كان امامه وهو فيسن الثامنة والاربعين متسعا من الوقت لصقل جمله، بدا لنا انها الرواية الاكثر اثارة للاهتمام والاكثر ابتكارا واثارة للحماسة". بحسب فرانس برس.

وقال زميله ريجيس دوبراي "ان نرى هذه الثقافة والحس البشريين لدى رجل علوم لامر جدير بالاشادة"، وقد انكب اليكسيس جيني الذي كان يعتبر نفسه حتى الان "كاتبا في اوقات الفراغ"، قبل خمس سنوات على كتابة روايته وارسل المسودة الواقعة في 700 صفحة تقريبا عبر البريد الى دار نشر وحيدة هي غاليمار التي اشتمت فورا موهبة جديدة، اما ايمانويل كارير فقد اختارته لجنة التحكيم لجائزة رونودو في الدورة الثانية بحصوله على ستة اصوات في مقابل اربعة، وولد كارير العام 1957 في باريس وقد ترجمت كتبه ومن بينها "لا كلاس دو نيج" (صف الثلج 1995) و"لادفيرسير" (الخصم 2000) و"ان رومان روس" (رواية روسية 2007)، الى عشرين لغة تقريب، وكتابه الاخير هو سيرة حياة ادوارد ليمونو الذي التقاه ايمانويل كارير في باريس وموسكو، وجدا كارير من جانب والدته فرا من روسيا بعد الثورة البولشيفية، بينما نال الفرنسي سيمون ليبيراتي الجائزة الأدبية الفرنسية "فيمينا" عن روايته "جاين مانسفيلد 1967" من منشورات دار "غراسيه"، وقد اختير الصحافي والروائي الفرنسي سيمون ليبيراتي من الدورة الأولى، بتسعة أصوات مقابل ثلاثة منحت إلى كوليت فيلوس وروايتها "أن أمور دو فرير" من منشورات دار "غاليمار".وقد منحت جائزة "فيمينا" الأجنبية إلى الأميركي فرانسيسكو غولدمان عن كتابه المترجم إلى الفرنسية "دير سون نون" من منشورات دار "كريستيان بورغوا"، وعنوانه الأصلي باللغة الإنكليزية "ساي هير نايم"، أما جائزة "فيمينا" التجريبية فقد منحت للفرنسية لور مورا عن مؤلفها "لوم كي سو برونيه بور نابوليون" من منشورات "غاليمار".

يرفض جائزة من الرئيس

من جانبه قال أيقونة الادب النيجيري تشينوا أتشيب انه رفض جائزة كان من المقرر أن يمنحها له الرئيس جودلاك جوناثان في وقت سابق بسبب عدم معالجة المشاكل السياسية في أكبر دولة افريقية من حيث عدد السكان منذ ان رفض هذه الجائزة قبل سبع سنوات، وأتشيب صاحب رواية "أشياء تتداعى" واحدة من الروايات الاكثر قراءة في الادب الافريقي الحديث كان قد رفض اللقب الوطني "قائد الجمهورية الاتحادية" في عام 2004 عندما كان اولوسيجون اوباسانجو رئيسا للبلاد، وكتب للرئيس اوباسانجو انذاك قائلا انه "روع" من "الزمر" التي حولت نيجيريا الى "اقطاعية مفلسة تعمها الفوضى"، وقال أتشيب في بيان "أسباب رفض هذا العرض في المرة الاولى لم تعالج، من غير المناسب أن تقدم لي مرة أخرى، ومن ثم ينبغي أن ارفض العرض مع الاسف مرة أخرى"، ورفض الجائزة من مثل هذا الكاتب النيجيري الكبير الذي يعيش في الولايات المتحدة يمثل احراجا لجوناثان الذي يروج لخطة "تحول" نيجيريا بعد فوزه في الانتخابات في ابريل نيسان والتي قال مراقبون دوليون وكثير من النيجيريين انها الاكثر نزاهة منذ انتهاء الحكم العسكري في عام 1999، وقال بيان من الرئاسة "يأسف الرئيس جودلاك جوناثان لقرار البروفسور تشينوا أتشيب". بحسب رويترز.

الى مكتبة لا بلايياد

من جهة اخرى دخلت الكاتب الفرنسية الكبيرة مارغريت دوراس الى مكتبة لابليياد العريقة (غاليمار) لتنضم بعد 15 سنة على وفاتها الى اكبر الكتاب، هي التي ابتدعت لغة خاصة به، ويستعيد المجلدان الاولان للاعمال الكاملة التي اضيفت اليها الكثير من النصوص والوثائق النادرة، تاريخ كتابة، ومن خلال احداث او شخصيات تتكرر وقد تحول بعضها الى اساطير ادبية، تبرز المواضيع الاساسية التي الهمت اعمالها من الهند الصينية في طفولتها الى هند الخيال، ولدت الكاتبة واسمها الاصلي مارريت دوناديو في العام 1914 قرب سايغون من ام مدرسة واب استاذ في مادة الرياضيات وانتقلت للعيش نهائيا في فرنسا العام 1932 حيث تزوجت من روبير انتيلم العام 1939 واصدرت اول رواية لها "المتهورون" تحت الاسم المستعار مارغريت دوراس في العام 1943، وانضمت الى صفوف المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية وظلت شيوعية حتى خمسينات القرن الماضي وشاركت بقوة في حركة ايار/مايو 1968، وقد غاصت في الكثير من الفنون الادبية من سينما ومسرح ومقالات صحافية ورواية واقصوصات، وتوفيت في الثالث من اذار/مارس 1996 في باريس، ومن اشهر كتبها "العشيق" (1984) و "سد على المحيط الاطلسي" (1950)، ويسمح الاطلاع على كامل اعمالها بالوقوف على سيعها الدائم لاستكشاف عالم الكتابة وعلى تطور اسلوبها وتنوع كتاباتها من روايات وقصص قصيرة ومسرح وسيناريو افلام. بحسب فرانس برس.

ماركيز يسعى لإنتاج فيلم

على صعيد مختلف أفادت صحيفة 'إل بايس' الأسبانية مؤخر، أن معهد سينماتيك الأسباني للسينما عثر على معالجة تلفزيونية لغابرييل غارسيا ماركيز خلال فترة شبابه أرسلها إلى المخرج السينمائي الرائد لويس بونويل عام 1962، وقال مدير معهد سينماتيك خافيير هيريرا في تصريح لصحيفة 'إل بايس' 'إنهما على الأرجح كانا ينويان إنتاجه (الفيلم) سويا'، دون أن يكشف عن السبب وراء عدم إنجاز هذا الفيلم، واكتشف هيريرا هذه المعالجة للفيلم الكوميدي والتي جاءت بعنوان 'سهلة للغاية، يمكن للرجال فعلها' في أوراق كان أهداها بونويل لأرشيف المعهد، وأرسل غارسيا هذه المعالجة السينمائية إلى بونويل، الذي نفي إلى المكسيك من أسبانيا خلال حقبة فرانكو، بعد أن قام لويس الكوريزا وهو كاتب سيناريو أفلام بونويل بتعريف كلا الرجلين على بعضهما البعض. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ورغم أن غارسيا ماركيز الكولومبي نشرت له العديد من القصص القصيرة وروايتان اثنتان حتى عام 1962، إلا أنه لم يكن قد توج حتى ذلك الوقت كأحد أهم المؤلفين باللغة الأسبانية، وكانت جائزة نوبل للآداب قد حصل عليها بعد ذلك بنحو عشرين عام، بيد أن المخرج الأسباني المكسيكي بونويل كان على النقيض يعتبر واحدا من أهم المخرجين السينمائيين حينما تعرف عليه ماركيز، وبحلول الستينات من القرن الماضي، كانت من بين أعمال بونويل الفيلم السريالي 'اون تشاين اندالو' الذي تم انتاجه مع سلفادور دالي وفيم 'لوس اولفيدادوس'، الذي صور فقر الأطفال في مدينة مكسيكو سيتي في الأربعينات من القرن الماضي، ويقضى غارسيا ماركيز /84 عاما/ معظم وقته في مكسيكو سيتي، ولم يتسن الوصول إليه للتعليق.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/تشرين الثاني/2011 - 29/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م