تقرير بسيوني... من فمك أدينك

عبد الواحد ناصر البحراني

بعد أشهر وأيام جاء تقرير بسيوني بخصوص انتهاكات نظام آل خليفة لحقوق الإنسان في البحرين ليكون بمثابة وصف مخفف للحقيقة في حين أنه كان يجب أن يوجه أصابع الاتهام للمسؤولين عن هذه الانتهاكات.

ولا يختلف هذا التقرير عن أي تقرير عادي للمراسلين الذين تمكنوا من التسلل لتغطية ما جرى ويجري من جرائم بحق الإنسانية بل إن تقارير الصحفيين وما تعرضه بعض وسائل الإعلام الشريفة على قلتها أمثال قناة العالم والمنار.

ولم يكن متوقعاً من هذه اللجنة التي عيّنت بتكليف من الملك البحريني ونظامه أن توجه أصابع الاتهام لهذا النظام بل كان محاولة لإخلاء ساحة النظام وأزلامه من أية مسؤولية وإلصاقها ببعض العناصر الأمنية.

وفي الوقت الذي كان بسيوني يقرأ تقريره كانت قوات الأمن الخليفي تستمر في قمعها وإجرامها وهوما اعتاد عليه هؤلاء. فليس من المتوقع أن يكون هذا التقرير إلا غطاءً للاستمرار بالقمع بل إنه جاء محاولة لذر الر ماد في العيون بل إنه كان تقريراً أريد منه إرضاء الغرب أكثر من كونه تقرير مهني وموضوعي.

فالتقرير لم يشر بأي شكل من الأشكال إلى المسؤول الحقيقي عن المجازر التي ارتكبت في البحرين ولم يدعو إلى حلول جذرية كتغيير الدستور استجابة لمطالب الجماهير الشعبية بل كان مجوفاً وفارغاً من أي محتوىً ذو أهمية.

لكن ما يثير الاستغراب هو خطاب الملك البحريني بعده والذي تطرق إلى ديموقراطية أوروبا وأمريكا مكرراً هذا الأمر غير مرة وكأنه نسي أنه يحكم بالنار والحديد شعباً يرفض نظام حكمه الذي ما كان ليستمر لولا دعم الغرب والسعودية له.

كما لم ينس هذا الملك أن يعيد اتهام إيران بأنها تقف وراء ما يجري في البحرين على الرغم من أن تقرير بسيوني نفسه نفى هذا الشيء.

ويبدو أن فاقد الشيء لا يعطيه، فالنظام الخليفي لا يعرف معنى الحرية ولا يريد منحها لذا فهو يتحدث عن غيره الداعم له في قمعه.  ولكن يبقى خيار الشعب في البحرين أن ينال حريته بنفسه وأن ينتزعها من النظام الخليفي انتزاعاً. وهذا ما تعاهد عليه شباب الثورة وسيجد النظام الخليفي في الأيام القليلة القادمة نوعاً جديداً من التحرك الشعبي ضده فأوراق النظام قد نفذت ولم يعد أمامه إلا خيار واحد وهو الاستجابة لمطالب الشعب التي كان وما يزال أقلها تعديلات جوهرية في الدستور وتمكين الشعب من تقرير مصيره بنفسه بدلاً من الطغمة الحاكمة والجاثمة على صدور البحرينيين الشرفاء.

لقد كان تقرير بسيوني والرد الخليفي عليه آخر مناورة يمكن لهذا النظام أن يقوم بها لكن الشعب في البحرين يجد فيها وقوداً جديداً يزيد من شعلة ثورته التي تزداد اتقاداً يوماً بعد الآخر. وإن غداً لناظره قريب.

nasirbahrani@gmail.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/تشرين الثاني/2011 - 27/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م